Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

  إختلاف الشهور الهلالية بالجزيرة العربية

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
من السنة القبطية للهلالية
إختلاف الشهور الهلالية

Hit Counter

 

  إختلاف الشهور الهلالية فى الجزيرة العربية

 

 ذكر المؤرخ المسلم المقريزى فى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار   الجزء الثاني  (   56 و 57 من 167 ) ‏:

وأما تاريخ العرب‏:‏ فإنه لم يزل في الجاهلية والإسلام يعمل بشهور الأهلة وعدة شهور السنة عندهم‏:‏ اثنا عشر شهرًا إلا أنهم اختلفوا في أسمائها

العرب العاربة

فكانت العرب العاربة تسميها‏:‏ ناتق ونقيل وطليق واسخ أنخ وحلك وكسح وزاهر ونوط وحرف وبغش‏.‏

فناتق هو‏:‏ المحرم ونقيل هو‏:‏ صفر وهكذا ما بعده على سرد الشهور‏.‏

وكانت ثمود تسميها‏:‏ موجب وموجر ومورد وملزم ومصد وهوبر وهوبل وموها وديمر ودابر وحيقل ومسيل فموجب هو‏:‏ المحرم وموجر‏:‏ صفر إلا انهم كانوا يبدأون بالشهور من ديمر وهو شهر رمضان فيكون أول شهور السنة عندهم ثم كانت العرب تسميها بأسماء أخر هي‏:‏ مؤتمر وناجر وخوان وصوان وحنتم وزبا والأصم وعادل وبايق ووعل وهواع وبرك ومعنى المؤتمر‏:‏ أنه يأتمر بكل شيء مما تأتي به السنة من أقضيتها وناجر‏:‏ من النجر وهو شدة الحر وخوان‏:‏ فعال من الخيانة وصوان بكسر الصاد وضمها‏:‏ فعال من الصيانة والزبا‏:‏ الداهية العظيمة المتكاثفة سمي بذلك لكثرة القتال فيه ومنهم من يقول‏:‏ بعد صوان الزبا وبعد الزبا بائدة وبعد بائدة الأصم ثم واغل وباطل وعادل ورنه وبرك فالبائد من القتال إذ كان فيه يبيد كثير من الناس وجرة المثل بذلك فقيل العجب كل العجب بين جمادى ورجب وكانوا يستعجلون فيه ويتوخون بلوغ النار والغارات قبل رجب فإنه شهر حرام ويقولون له الأصم لأنهم كانوا يكفون فيه عن القتال فلا يسمع فيه صوت السلاح والواغل الداخل على شرب ولم يدعوه وذلك لأنه تهجم على شهر رمضان وكان يكثر في شهر رمضان شربهم الخمر لأن الذي يتلوه ثي شهور الحج وباطل هو مكيال الخمر سمي به لإفراطهم فيه في الشرب وكثرة استعمالهم لذلك المكيال وأما العادل فهو من العدل لأنه من أشهر الحج وكانوا يشتغلون فيه عن الباطل وأما الزبا فلأن الأنعام كانت تزب فيه لقرب النحر وأما برك فهو لبروك الإبل إذا حضرت المنحر‏.‏

وقد روي‏:‏ أنهم كانوايسمون المحرم مؤتم وصفر‏:‏ ناجر وربيع الأول‏:‏ نصار وربيع الآخر‏:‏ خوان وجمادى الأولى‏:‏ حمتن وجمادى الآخرة‏:‏ الرنة ورجب‏:‏ الأصم وهو شهر مضر وكانت العرب تصومه في الجاهلية وكانت تمتار فيه وتمير أهلها وكان يأمن بعضهم بعضًا فيه ويخرجون إلى الأسفار ولا يخافون وشعبان‏:‏ عادل ورمضان‏:‏ ناتق وشوال‏:‏ واغل وذو القعدة‏:‏ هواع وذو الحجة‏:‏ برك ويقال فيه أيضًا‏:‏ أبروك وكانوا يسمونه الميمون ثم سمت العرب أشهرها بالمحرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الاخرة ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذي القعدة وذي الحجة واشتقوا أسماءها من أمور اتفق وقوعها عند تسميتها وفالمحرم كانوا يحرمون فيه القتال وصفر كانت تصفر فيه بيوتهم لخروجهم إلى الغزو وشهرا ربيع كانا زمن الربيع وشهرا جمادى كانا يجمد فيهما الماء لشدة البرج ورجب الوسط وشعبان يشعب فيه القتال ورمضان من الرمضاء لأنه كان يأتي فيه القيظ وشوال تشيل فيه الإبل أذنابها وذو القعدة لقعودهم في دورهم وذو الحجة لأنه شهر الحج وأنت إذا تأملت اشتقاق أسماء شهور الجاهلية أولًا ثم اشتقاقها ثانيًا تبين لك أن بين التسميتين زمانًا طويلًا فإن صفر في أحدهما هو‏:‏ صميم الحروب وفي الآخر رمضان ولا يمكن ذلك في وقت واحد أو وقتين متقاربين وكانت العرب أولًا تستعمل هذه الشهور على نحو ما يستعمله أهل الإسلام إما بطريق إلهي أو لأن العرب لم يكن لها دراية بمراعاة حساب حركات النيرين فاحتاجت إلى استعمال مبادي الشهور لرؤية الأهلة وجعلت زمان الشهر بحسب ما يقع بين كل هلالين فربما كان بعض الشهور تامًا أعني ثلاثين يومًا وربما كان ناقصًا أعني تسعة وعشرين يومًا وربما كانت أشهر متوالية تامة أكثرها أربعة وهذا نادر وربما كانت أشهر متوالية ناقصة أكثرها ثلاثة وكان يقع حج العرب في أزمنة السنة كلها وهو أبدًا عاشر ذي الحجة من عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام فإذا انقضى موسم الحج تفرقت العرب طالبة أماكنها وأقام أهل مكة بها فلم يزالوا على ذلك دهرًا طويلًا إلى أن غيروا دين أبراهيم وإسماعيل فإحبوا أن يتوسعوا في معيشتهم ويجعلوا حجهم في وقت إدراك شغلهم من الأدم والجلود والثمار ونحوها وأن يثبت ذلك على حالة واحدة في أطيب الأزمنة وأخصبها فتعلموا كبس الشهور من اليهود الذين نزلوا يثرب من عهد شمويل نبي بني إسرائيل وعملوا النسيء قبل الهجرة بنحو مائتي سنة وكان الذي يلي النسيء يقال له‏:‏ القلمس يعني الشريف وقد اختلف في أول من أنسأ الشهور منهم فقيل‏:‏ القلمس هو‏:‏ عدي بن زيد وقيل‏:‏ القلمس هو‏:‏ سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة وإنه قال‏:‏ أرى شهور الأهلة ثلثمائة وأربعة وخمسين يومًا وأرى شهور العجم ثلثمائة وخمسة وستين يومًا فبيننا وبينهم أحد عشر يومًا ففي كل ثلاث سنين ثلاثة وثلاثون يومًا ففي كل ثلاث سنين شهر وكان إذا جاءت ثلاث سنين قدم الحج في ذي القعدة فإذا جاءت ثلاث سنين أخر في المحرم وكانت العرب إذا حجت قلدت الإبل النعال وألبستها الجلال وأشعرتها فلا يتعرض لها أحد إلا خثعم وكان النسيء في بني كنانة ثم في بني ثعلبة بن مالك بن كنانة وكان الذي يلي ذلك منهم‏:‏ أبو ثمامة المالكي ثم من بني فقيم وبنو فقيم هم النساءة وهو منسيء الشهور وكان يحله عامًا ويحرمه عامًا وكان إتباعهم على ذلك غطفان وهوازن وسليم وتميم وآخر النساءة‏:‏ جنادة بن عوف بن أمية بن قلع بن عباد بن حذيفة بن عبد بن فقيم‏.‏

وقيل القلمس هو‏:‏ حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة ثم توارث ذلك منه بنوه من بعده حتى كان آخرهم الذي قام عليه السلام أبو ثمامة جنادة وكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه فأحل لهم من الشهور وحرم فأحلوا ما أحل وحرموا ما حرم وكان إذا أراد أن ينسيء منها شيئًا أحل المحرم فأحلوه وحرم مكانه صفر فحرموه ليواطشوا عدة الأربعة فإذا أرادوا الهدي اجتمعوا إليه فقال‏:‏ اللهم إني لا أجاب ولا أعاب في ا والأمر لما قضيت اللهم إني قد أحللت دماء المحلين من طي وخثعم فاقتلوهم حيث ثقفتموهم أي ظفرتم به اللهم إني قد أحللت أحد الصفرين الصفر الأول وأنسأت الآخر من العام المقبل وإنما أحل دم طي وخثعم لأنهم كانوا يعدون على الناس في الشهر الحرام من بين جميع العرب‏.‏

وقيل‏:‏ أول من أنسأ سرير بن ثعلبة وانقرض فأنسأ من بعده ابن أخيه‏:‏ القلمس واسمه عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحرث بن كنانة ثم صار النسيء في ولده وكان آخرهم أبو ثمامة جنادة وقيل‏:‏ وقيل عوف بن أمية بن قلع عن أبيه أمية بن قلع عن جده قلع بن عباد عن جد أبيه عباد بن حذيفة عن جد جده حذيفة بن عبد بن فقيم وكان يقال لحذيفة القلمس وهو أول من أنسأ الشهور على العرب فأحل منها ما أحل وحرم ما حرم ثم كان بعد عوف المذكور ولده أبو ثمامة جنادة بن عوق وعليه قام الإسلام وكان أبعدهم ذكرًا وأطولهم أمدًا يقال إنه أنسأ أربعين سنة ولهم يقول عمير بن قيس جذل الطعان يفتخر‏:‏ وأي الناس لم يسبق بوتر وأي الناس لم يعلك لجاما ألسنا الناسئين على معد شهور الحل نجعلها حراما وقال آخر‏:‏ لهم ناسيء يمشون تحت لوائه يحل إذا شاء الشهور ويحرم وقيل‏:‏ كانت العرب تكبس في كل أربع وعشرين سنة قمرية بتسعة أشهر فكانت شهورهم ثابتة مع الأزمنة جارية على سنن واحد لا تتأخر عن أوقاتها ولا تتقدم وكان النسيء الول للمحرم فسمي صفر باسمه فسمي الذي كان يتلوه بصفر أيضًا وكذلك حتى دار النسيء في الشهور الإثني عشر وعاد إلى المحرم فإعادوا فعلهم الأول وكانوا يعدون أدوار النسيء ويحدون بها الأزمنة فيقولون‏:‏ قد دارت السنون من لدن زمان كذا إلأى زمان كذا‏:‏ وكذا دورة فإن ظهر لهم مع ذلك تقدم شهر عن فصله من الفصول الأربعة لما يجتمع من كسور سنة الشمس بقية فضل ما بينها وبين سنة القمر الذي ألحقوه بها كبسوها كبسًا ثانيًا وكان يظهر لم ذلك بطلوع منازل القمر وسقوطها حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت نوبة النسيء بلغت شعبان فسمي‏:‏ محرمًا وشهر رمضان‏:‏ صفر وقيل‏:‏ إن الناسيء الأول نسأ المحرم وجعله كبسًا وأخر المحرم إلأى صفر وصفر إلى ربيع الأول وكذا بقية الشهور فوقع لهم في تلك السنة عاشر المحرم وجعل تلك السنة ثلاثة عشر شهرًا ونقل الحج بعد كل ثلاث سنين شهرًا فمضى على ذلك مائتان وعشر سني وكان انقضاؤها سنة حجة الوداع وكان وقوع الحج في السنة التاسعة من الهجرة عاشر ذي القعدة وهي السنة التي حج فيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالناس ثم حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة حجة الوداع لوقوع الحج فيها عاشر ذي الحجة كما كان في عهد إبراهيم وإسماعيل ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في حجته هذه‏:‏ ‏"‏ إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ‏"‏ يعني رجوع الحج والشهور إلى الوضع وأنزل الله تعالى إبطال النسيء بقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ إنما النيسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم ‏"‏ ‏"‏ التوبة ‏"‏ فبطل ما أحدثته الجاهلية من النسيء واستمر وقوع الحج والصوم برؤية الأهلة ولله الحمد‏.‏

وكانت العرب لها تواريخ معروفة عندها قد بادت فما كانت تؤرخ به إن كنانة أرخت من موت كعب بن لؤي حتى كان عام الفيل فأرخوا به وهو عام مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بين كعب بن لؤي والفيل خمسمائة وعشرون سنة وكان بين الفيل وبين الفجار أربعون سنة ثم عدوا من الفجار إلى وفاة هشام بن المغيرة فكان ست سنين ثم عدوا من وفاة هشام بن المغيرة إلى بنيان الكعبة فكان تسع سنين ثم كان بين بنائها وبين هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سنة‏.‏

ثم وقع التاريخ من الهجرة النبوية فعن سعيد بن المسيب قال‏:‏ جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس فسألهم من أي يوم يكتب التاريخ فقال علي بن أبي طالب‏:‏ من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك أرض الشرك ففعله عمر وعن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏ أخطأ الناس في العدد ما عدوا من مبعثه ولا من وفاته إنما عدوا من مقدمه المدينة وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ كان التاريخ من السنة التي قدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقال قرة بن خالد عن محمد‏:‏ كان عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه عامل جاء من اليمن فقال لعمر‏:‏ أما تؤرخون تكتبون في سنة كذا وكذا من شهر كذا وكذا فأراد عمر والناس أن يكتبوا من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالوا‏:‏ من عند وفاته ثم أرادوا أن يكون ذلك من الهجرة ثم قالوا‏:‏ من أي شهر فأرادوا أن يكون من رمضان ثم بدا لهم فقالوا‏:‏ من المحرم‏.‏

وقال ميمون بن مهران‏:‏ رفع إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه صك محله شعبان فقال‏:‏ أي شعبان هو أشعبان الذي نحن فيه أو الآتي ثم جمع وجوه الصحابة فقال‏:‏ إن الأموال قد كثرت وما قسمنا منها غير مؤقت فكيف التوصل إلى ما يضبط به ذلك فقالوا‏:‏ يجب أن يعرف ذلك من رسوم الفرس فعندها استحضر عمر رضي الله عنه الهرمزان وسأله عن ذلك فقال‏:‏ إن لنا حسابًا نسميه‏:‏ ماه روز معناه‏:‏ حساب الشهور والأيام فعربوا الكلمة وقالوا‏:‏ مؤرخ ثم جعلوه اسم التاريخ واستعملوه ثم طلبوا وقتًا يجعلونه أولًا لتاريخ دولة الإسلام فاتفقوا على أن يكون المبدأ من سنة الهجرة وكانت الهجرة النبوية من مكة إلى المجينة وقد تصرم من شهور السنة وأيامها المحرم وصفر وأيام من ربيع الأول فلما عزموا على تأسيس الهجرة رجعوا القهقرى ثمانية وستين يومًا وجعلوا التاريخ من أول محرم هذه السنة ثم أحصوا من أول يوم في المحرم إلى آخر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عشر سنين وشهرين وأما إذا حسب عمره المقدس من الهجرة حقيقة فيكون قد عاش صلى الله عليه وسلم بعدها تسع سنين وأحد عشر شهرًا واثنين وعشرين يومًا وكان بين مولده صلى الله عليه وسلم وبين مولد المسيح عليه السلام خمسمائة وثمان وسبعون سنة تنقص شهرين وثمانية أيام‏.‏

وابتداء تاريخ الهجرة يوم الخميس أول شهر الله المحرم وبينه وبين الطوفان ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وثلاثون سنة وعشرة أشهر واثنان وعشرون يومًا على ما عرفناه من الخلاف في ذلك وبينه وبين تاريخ الإسكندر بن فيليبس المقدوني الرومي‏:‏ تسعمائة وإحدى وستون سنة قمرية وأربعة وخمسون يومًا لتكون من السنين الشمسية تسعمائة واثنتين وثلاثين سنة ومائتين وتسعة وثمانين يومًا عنها تسعة أشهر وتسعة عشر يومًا ولينه وبين تاريخ القبط‏:‏ ثلثمائة وسبع وثلاثون سنة وتسعة وثلاثون يومًا‏.‏

وقال ابن ماشا الله‏:‏ إن انتقال المرمن المثلثة الهواشة التي هي برج الجوزاء دولتها إلى برج السرطان ومثلثته المائية التي كانت دولة الإسلام فيها عند تمام ستة آلاف وثلثمائة وخمس وأربعين سنة وثلاثة أشهر وعشرين يومًا من وقت القران الأول الواقع في بدء التحرك يعني خلق آدم عليه السلام وإن القارن من هذه المثلثة وقع في أربع درج ودقيقة واحدة من برج العقرب وهو قران الملة الإسلامية قال‏:‏ وفي السنة الثانية من هذا القران ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بين دخول الشمس برج الحمل في هذه السنة وبين أول يوم من سنة الهجرة سنون فارسية عدتها إحدى وخمسون سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام وست عشرة ساعة فكان من وقت الطوفان إلى وقت قران الملة ثلاثة آلاف وتسعمائة واثنتا عشرة سنة وستة أشهر وأربعة عشر يومًا‏.‏

وزعمت اليهود أن من آدم عليه السلام إلى سنة الهجرة أربعة آلاف واثنتين وأربعين سنة وثلاثة أشهر‏.‏

وزعمت النصارى أن بينهماخمسة آلاف وتسعمائة وتسعين سنة وثلاثة أشهر‏.‏

وزعمت المجوس أعني الفرس أن بينهما أربعة آلاف ومائة واثنتين وثمانين سنة وعشرة أشهر وتسعة عشر يومًا وقد عرفت أن شهور تاريخ الهجرة قمرية وأيام كل سنة منها عدتها ثلثمائة وأربعة وخمسون يومًا وخمس وسدس يوم وجميع الأحكام الشرعية مبنية على رؤية الهلال عند جميع فرق الإسلام ما عدا الشيعة فإن الأحكام مبنية عندهم على عمل شهور السنة بالحساب على ما ستراه في ذكر القاهرة وخلفائها ثم لما احتاج منجمو الإسلام إلى استخراج من لا بد منه من معرفة الأهلة وسمت القبلة وغير ذلك بنوا أزياجهم على التاريخ العربي وجعلوا شهور السنة العربية شهرًا كاملًا وشهرًا ناقصًا وابتدأوا بالمحرم اقتداء بالصحابة رضي الله عنهم فجعلوا المحرم ثلاثين يومًا وجمادى الأولى ثلاثين يومًا وجمادى الآخرة تسعة وعشرين يومًا ورجب ثلاثين يومًا وشعبان تسعة وعشرين يومًا ورمضان ثلاثين يومًا وشوالًا تسعة وعشرين يومًا وذا القعدة ثلاثين يومًا وذا الحجة تسعة وعشرين يومًا وزادوا من أجل كسر اليوم الذي هو خمس وسدس يومًا في ذي الحجة إذا صار هذا الكسر أكثر من نصف يوم فيكون شهر ذي الحجة في تلك السنة ثلاثين يومًا ويسمون تلك السنة كبيسة ويصير عددها ثلثمائة وخمسة وخمسين يومًا ويجتمع في كل ثلاثين من الكبس أحد عشر يومًا والله أعلم‏.‏

وأما تاريخ الفرس ويعرف أيضًا بتاريخ يزدجرد فإنه من ابتداء تملك يزدجرد بن شهربار بن كسرى أبرويز أرخ به الفرس من أجل أن يزدجرد قام في المملكة بعدما تبدد ملك فارس واستولى عليه النساء والمتغلبون وهو أيضًا آخر ملوك فارس وبقتله تمزق ملكهم وأول هذا التاريخ يوم الثلاثاء وبينه وبين تاريخ الهجرة تسع سنين وثلثمائة وثمانية وثلاثون يومًا وأيام سنة هذا التاريخ تنقص عن السنة الشمسية ربع يوم فيكون في كل مائة وعشرين سنة شهرًا واحدًا ولهم في كبس السنة آراء ليس هذا موضع إيرادها وعلى هذا التاريخ يعتمد في زمننا أهل العراق وبلاد العجم ولله عاقبة الأمور‏.‏

******************************************************************************

 ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 95 من 167 )  : " مذاهبهم في أول الشهور

اعلم أن القوم كانوا شيعة ثم غلوا حتى عدوا من غلاة أهل الرفض للشيعة في أثناء الشهور عمل أحسن ما رأيت فيه‏.‏

ما حكاه أبو الريحان محمد بن أحمد البيروتي في كتاب الآثار العافية عن القرون الخالية قال‏:‏ وفي سنين من الهجرة نجمت ناجمة لأجل أخذهم بالتأويل إلى اليهود والنصارى فإذا لهم جداول وحسبانات يستخرجون بها شهورهم ويعرفون منها صيامهم والمسملون مضطرون إلى رؤية الهلال وتفقد ما اكتساه القمر من النور وجدوهم شاكين في ذلك مختلفين فيه مقلدين بعضهم بعضًا في عمل رؤية الهلال بطريق الزيجات فرجعوا إلى أصحاب علم الهيئة فألفوا زيجاتهم مفتتحة بمعرفة أوائل ما يراد من شهور العرب بصنوف الحسبانات فظنوا أنها معمولة لرؤية الأهلة فأخذوا بعضها ونسبوه إلى جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وزعموا أنه سر من أسرار النبوة وتلك الحسبانات مبنية على حركات التدبير الوسطى دون المعدلة أم معمولة على سنة القمر التي هي‏:‏ ثلثمائة وأربعة وخمسون يومًا وخمس يوم وسدس يوم وأن ستة أشهر من السنة تامة وستة أشهر ناقصة وإن كل ناقص منها فهو تال لتام فلما قصدوا استخراج الصوم والفطر بها خرجت قبل الواجب بيوم في أغلب الأحوال فأولوا قوله عليه السلام‏:‏ ‏"‏ صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ‏"‏ وقالوا‏:‏ معنى صوموا لرؤيته‏:‏ أي صوموا اليوم الذي يرى في عشيته كما يقال‏:‏ تهيؤا لاستقباله فيقدم التهيؤ على الاستقبال قال‏:‏ ورمضان لا ينقص عن ثلاثين يومًا أبدًا‏.‏
==================

 

Home | من السنة القبطية للهلالية | إختلاف الشهور الهلالية

This site was last updated 09/07/09