Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا متاؤس الثالث البطريرك الـ 100

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
فتح المقبرة البابا متاؤس الثالث

Hit Counter

  إنتخاب البابا

 نشأ البابا متاؤس فى بلدة طوخ دلكة وكان أسمه تادروس وكان قبل رسامته رئيساً لدير أبى مقار ويقول القس منسى يوحنا (1) " أنه أقيم فى سنة 1341 ش التى توافق 1623 م " وقال الأنبا يوساب أسقف فوة (2) : قدم فى سنة 1347 ش " وقالت أيريس حبيب المصرى (3) : " تمت رسامة البابا متائس فى 8 سبتمبر 1631 م بإسم متائس الثالث " وكان فى عهد السلطان أبراهيم .

أخـــــــــوان السوء

وذهب أخوان السؤ ويعتقد أنهم من المسلمين إلى خليل باشا حاكم مصر المرسل من السلطان العثمانى إبراهيم - وأوغروا صدره ضد البابا متاؤس وأفهموه ظلماً أن من يقام بطريركا يجب ان يدفع رسما معيناً للوالى , وبالطبع بالغوا فى مقدار هذا الرسم , فضغط خليل باشا على البابا المرقسى حسب عادة العثمانيين فى إلقاء التهم وزعم أن البابا تجاهلة شخصياً لأنه لا يريد دفع المبلغ المطلوب عليه !!!

وعندما سمع الأراخنة بهذه المؤامرة فذهبوا إلى القلعة وطلبوا الأذن فى مقابلة الباشا فأذن لهم بالدخول , وتحدث إليهم من غير أن يطلب إحضار البابا وكان الأمر صدر من الرب يسوع بأن ينسى الباشا ما نوى على عمله وأكتفى بالتحدث إلى الأراخنة , وبعد مفاوضات وفصال حسب عادة المسلمين فرض غرامة قدرها 4000 قرش وأمتلأ الأراخنة غماً , ولكن تحنن قلب رجل يهودى فأقرضهم المبلغ فى ساعته على أن يسددوه فى أقرب فرصة , فأخذوا البملغ وذهبوا إلى القلعة وقدموا لخليل باشا المبلغ الذى طلبه .

ولما لم يكن مع البابا متاؤس درهما واحداً من هذا المبلغ فقد ذهب إلى الصعيد ليستعين بأولاده هناك فركب مركباً سارت به فى النيل جنوباً وإمتلأت القلوب فرحا برؤية الأقباط لباباهم وقدم كل واحد ما فى إمكانه مساندة منهم إلى باباهم ثم رجع البابا إلى القاهرة .

المجــــاعة

فى سنة 1347 ش وقع غلاء حيث علت أسعار الحبوب ولم يوجد إلا عند بعض الأغنياء وأكثر الناس أكلوا الميتة ومنهم من أكل لحم الدواب فتورم جسمهم وماتوا , ومنهم من دق العظام وأكلها ومنهم من كان يبحث فى شون العلال القديمة فسقطت عليهم ومات من الجوع خلقاً لا يحصى وظل الغلاء فى الأرض سنتين وكان المتولى على الصعيد حيدر بيك وفى سنة 1043 عربية 1350 للشهداء جاء الفياض عاليا وزرعت الأرض وعم الرخاء .

نحــــــاس عليه ختم صورة خاتم سليمان

وأرسل السلطان مراد مراكب بكثرة مليئة بأقراص النحاس عليها ختم صورة خاتم سليمان وذكروا انهم وجدوه فى خزانة قنسطنطين الملك وأستلمها أحمد باشا الكوربجى حاكم مصر وكانت كمية النحاس 12 ألف قنطار من النحاس ليسكها نقوداً ويدفع له مقابلها 300 ألف محبوب (4) فأمر الباشا بإعداد المعامل باعمال وبدأ يعطيهم شيئاً فشيئاً ولكن كان العمل يمر ببطئ ومات عددا من العمال من الأعياء فجمع ذوى المشورة من المراء والقضاة فى القلعة وعرض عليهم الموضوع فقد كان يريد أن يرسل للسلطان ما يساوى هذا النحاس من الأموال التى طلبها , فأشار أحد القضاة بأن يجبر المصريين على شراء هذا النحاس بواقع 80 قرشاً للقنطار فأقره الباقون على رأيه , فأمر الباشا بفرضه على المصريين جميعاً أغنياء وفقراء فأدى إلى ضرر فى الحالة فى مصر لأن الناس دفعوا أرزاقهم , فإرتفعت الأسعار إرتفاعاً فاحشاً , ووصلت الأنباء إلى السلطان فإستشاط غضباً على واليه فأقاله من حكم مصر لتعسفه ولما مثل بين يديه قال له فى حدة : " لقد أرسلت لك النحاس لتسكة عملة يتعامل بها الناس , فما الذى دهاك ختى ألقيت به عليهم فظلمتهم ؟ !! " ثم امر بضرب عنقة (5)

البابا يبقى سنة كاملة فى وسط أولاده فى طوخ

وتفقد البابا أولاده فى الوجه البحرى وبدأ رحلته بذهابه إلى طنطا ومنها إلى برما (6) ثم قصد إلى طوخ فخرج أهلها

 ملك أثيوبيا يرسل فى طلب مطران قبطى

فى سنة 1347 ش - وتولى الملك فاسيلاوس سنة 1622 وجد أن الرهبان الكاثوليك مازالوا يعملون داخل بلاده فأخذ يطاردهم ومنع دخول اى اجنبى إلى بلاده ما عدا الراغبين فى التجارة مع أهل البلاد أرسل ملك اثيوبيا يطلب مطران فكرز له البابا متاؤس البطريرك الـ 100 مطران من أهالى محافظة اسيوط ولاقى هذا المطران متاعب كثيرة وأحزان وشدايد عندما وصل إلى هناك وعزلوه وطلبوا آخرا غيره فكرس غيره

ونجح الملك فاسيلاوس فى الحد من قدوم الرهبان الكاثوليك إلى بلاده بانه وقع على معاهدة مع سلطان تركيا ملخصها : أن يمنع الباب العالى مرور أى مبشر داخل سلطنته , وقد جاء فى تعليق لودولف على تخلص الأثيوبيين من عبث الجزويت فقال : " لقد نجت خراف اثيوبيا من أولاد آوى الغربيين بقوة عقيدة الرسولين القديس مرقس والقديس كيرلس عامودى كنيسة الإسكندرية , رنموا هللوا , وأفرحوا يا خراف أثيوبيا " (7)

وتاريخ الكنيسة الحبشية فى ذلك اليوم هو كنيسة صممت من جميع الوجوه أن تقاوم المبشرين الأجانب (8)

الحاكم يهدم كنيسة عظيمة فى المحلة الكبرى

ذهب حاكم مصر إلى المحلة الكبرى فوجد كنيسة عظمى فخمة جداً فإغتاظ كمسلم , فقد وجد بها عدد من الكهنة يؤدون فيها الشعائر كل بدوره , فأمر بهدمها ثم لما هاج الأقباط لهذا العمل البربرى أراد أن يكفر عن جرمه ببناء مدرسة مكان الكنيسة التى هدمها (9)

نساء يسعين لطلب الملكوت

وفى يوم سبت لعازر وهو السبت الذى أقام فيه رب المجد يسوع لعازر بعد أربعة أيام من موته وبعد أن قام بالصلاة وناول السرار المقدسة جلس على باب الكنيسة وجلس مع الزوار يتكلم معهم بالروحانيات , وفى اثناء ذلك رأى فى الكنيسة بعض النساء جالسات فى خشوع ووقار فأومأ إلى الكهنة وسألهم : " لماذا تمكث هذه النساء فى الكنيسة حتى ألان ؟ " فأجابوه : " لقد تناولن من الأسرار المقدسة وهن يرغبن فى البقاء داخل بيت الرب صوناً للأسرار وكرامتها " فتنهد بالروح وقال : " حقاً إن النسوة يسعين لأن يسبقنا إلى الفردوس .

نياحتـــــة

وبعد إلإنتهاء من الكلمات السابقة جاءه أحد الشمامسة يقول : " يا ابى البطريرك لقد أتفق مجموعة منا على الذهاب لزيارة ألماكن المقدسة فى السنة القادمة , ونحن نرغب فى أن تكون ضيقنا فى هذه الرحلة المباركة " فأجابه البابا بصوت يسمعة كل من حولة : " ها هنا يكون قبرى - فى هذه الكنيسة المقدسة ولن أبرح هذا المكان لغيرة " ثم قام ليستريح وصرف الناس , ثم دخل إلى غرفته الخاصة , وبعد قليل دخل عليه تلميذه ليوقظه فوجد أنه نام نومته الأخيرة ووجده راقداً على سريره ووجهه نحو الشرق ويداه على صدرة على مثل الصليب فخرج وأخبر الكهنة فدخلوا ووجدوه قد تنيح بسلام وكان وجهه يسطع لامعاً كالشمس فحملوه إلى الكنيسة وصلوا عليه ودفنوه بها أى فى كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس .

وقال القس منسى أنه " مكث البابا متاؤس 19 سنة وتنيح يسلام البابا يؤنس فى توت 1360 ش التى توافق 1642 م وقد خلا الكرسى المرقسى بعد وفاته 5 سنوات " وقال الأنبا يوساب اسقف فوة : تنيح البابا فى بلده طوخ النصارى فى سنة 1360 ش "

وتنيح البابا متاؤس فى شيخوخة صالحة بعد أن قضى حياة صالحة مليئة بالبر فى عشرة وثيقة مع الرب يسوع  (9)

 

===============

المراجـــــــــــع

(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 469

(2) تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 206

(3)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية ج4 ص 43

(4) الحبوب بمثابة الدينار أو الجنية أو الدلار فى أيامنا هذه

(5) التوفيقات الإلهامية ص 522 - 523 - وأيضاً  تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص    207

(6) هناك مخطوطة بها سيرة الشهيد مار جرجس والآيات والعجائب التى جرت بواسطته وبناء أول كنيسة على أسمه فى مصر بنواحى برما وتكريس هذه الكنيسة فى 3 بؤونة دون ذكر السنة مخطوطة 449 رقم 762 بالمكتبة الباباوية بالقاهرة - راجع أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية ج4 ص 48

(7) مستشرق ألمانى عاش فى القرن 17 - وهو أول أوربى كتب تاريخ أثيوبى وقد أسترشد فى كتابة بالأنبا جريجورى مطران أثيوبى عالم .

(8) قاموس السير المسيحية ج 1ص 68

(9) الكافى ج 3 ص 60

(10) كتاب رقم 47 تاريخ بالمكتبة الباباوية بالقاهرة ص 3

This site was last updated 03/29/10