Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا مرقس الخامس البطريرك رقم 98

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا مرقس 5 وفقراء المسلمين بمكة

 

إنتخــاب البابا

قال بعض الشهور ان الكرسى المرقسى ظل شاغراً لمدة شهور فقط بينما ذكر البعض الاخر أنها إمتدت لعدة سنوات , وفى سجل الباباوات الذى قام بكتابته مرقس سميكة فى دليل المتحف القبطى ج2 س 168 مكتوب أن : " الأنبا غبريال الثامن تنيح سنة 1594 وأن الأنبا مرقس الخامس الذى يليه نال كرامة الباباوية سنة 1602 " وعلى هذا من حساب الفرق بين نياحه الواحد ورسامة الآخر بجده ثمانى سنوات .

وقد نشأ هذا البابا فى بلدة البياضة بمديرية بمديرية أسيوط وكان يعمل قياساً فى أعمال المساحة وبعد أن ظل يعمل فى هذه العمل عدة سنوات إلا أنه أشتاق إلى الرهبنة فترك وظيفته وأهله وذهب وترهب فى دير الأنبا مكارى فى برية شهيت وأتخذ أسم مرقس كأسم له فى الرهبنة وأشتهر بين الرهبان أخوته بالصبر والورع وحب الخير والخدمة.

وأتفق الأساقفة والأراخنة عندما أجتمعوا للتشاور بالإجماع على إختيار الراهب مرقس المكارى وترشيحه

  وقال القس منسى يوحنا (1) وأقيم فى أول توت سنة 1319 ش التى توافق 1602 م فى عهد سلطنة محمد بن مراد وقالت أيريس حبيب المصرى : " أنه تمت رسامته فى يوم ألحد الموافق 26 بؤونة سنة 1327 ش " (2) فى كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين ورأس الصلوات الأنبا خريستودولو محتفظاً بإسمه فى الرهبنة ولم يغيره فصار البابا مرقس الخامس البابا الإسكندرى 98 " , وكان عالماً ورعاً تقياً محباً للخير صبوراً وأشتد الإضطهاد فى أيامه فكان كثيراً ما يطوف بين الأقباط ويحضهم على الصبر والسكون , وذهب إلى أورشليم ليتفقد أولاده هناك وتبرك بزيارة الماكن المقدسة , وتفقد أملاك الكنيسة هناك , ثم قام بتعيين القمص يعقوب رئيساً لكنيسة القيامة وشجع الشعب أن يتعاون معاً فى صيانة ممتلكاتهم الدينية فى اورشليم والحرص عليها بكل دقة .

إنتقال عادة تعدد الزوجات إلى المسيحيين من المسلمين

وأستشرت عادة تعدد الزواج بين المسيحين التى أنتقلت الإصابة  إليهم من الإندماج مع المسلمين وقال قبط الدلتا أنه فى المكان أن يتزوج المسيحى بأكثر من مرأة وتركزت هذه العادة فى الردينية , ومما زاد الطين بلة أن مطران دمياط جاهر بأن تعدد الزوجات غير ممنوع فى الإنجيل , ولما كثر النقاش والجدل فى هذا الموضوع ما بين مؤيد ومعارض فكان لا بد له أن يحسم الأمر أصدر منشوراً كنسياً حرم فيه تعدد الزوجات وحرم المطران الذى علم بهذا التعليم الخارج عن الإيمان المسيحى .

فإتفق المطران وبعض الأقباط الذين يشغلون مراكز كبيرة فى الحكم فى إيذاء البابا القبطى والإيقاع به , فشكوه لجعفر باشا الحاكم المسلم فرآها فرصة مناسبة إذلال الأقباط وإضطهادهم فقبض على البابا القبطى وأمر بضربه حتى أشرف على الموت وعزله من منصبه وحبسه فى برج بمدينة الإسكندرية .

أما المطران وأتباعه فقد خدعوا راهب من البياضة وأقاموه بطريركاً فصرح لهم بالطلاق وبتعدد الزوجات وبعد وقت قصير هاج وماج الأقباط المسيحيين فى القاهرة والصعيد , وذهبوا إلى الوالى وأقنعوه بإخراج البطريرك من سجنة وإرجاعه إلى مكانه ورتبته فرده .

وذهب الأقباط كل واحد حسب أعتقاده وراء أحدى البطريركين الأصلى والآخر المزيف إلى ان ضعف حزب الراهب وأنعزل ورغم عودة البابا إلى كرسيه : فقد ضيق الولاة عليهم ثم امروا بإبعادهم عن بلادهم , وبعد ذلك صادروا أموالهم وبددوا أرزاقهم (3) أما الراهب فلم يقبله أحد فذهب وعمل فى بستان حتى مات .

ثورة الشعب المصرى ضد الحكم العثمانى

قام الشعب المصرى بالتمرد على الحكم العثمانى والتعسف التركى فقام أهل طنطا أولا بإشعال نارها وإمتدت إلى القاهرة , ولكن جنود الوالى قاموا بإخمادها بقسوة فى الخانكة (4)

التدخل الرومانى الكاثوليكى يثير ثورة أخرى فى أثيوبيا

وأستأنف أسقف رومية فى مناقشاته مع هذا البطريرك حتى ينضم الأقباط إلى الكنيسة الكاثوليكية وقد أوعزوا إليه بأن عزله كان لوجود دسيسة من بعض كبار الأقباط لما أحسوا أن البطريرك يميل إلى عقد إتفاقية مع الكنيسة الكاثوليكية , ويقولون لو لم يكن والى مصر عزل البطريرك مرقس فجأة لكانت الكنيسة القبطية أنطوت تحت السلطة الرومانية .

وفى سنة 1600 م وصل إلى أثيوبيا راهب يسوعى أسمه بيدوفيز مرسل من أسقف رومية وعندما وصل إلى مصوع حبسة الأثيوبيين وبعد فترة أطلقوا سراحه وصرحوا له بالبقاء بينهم فظل منعزلاً بمدينة فى مدينة فريموتا فعكف فى التعلم لغة البلاد حتى أتقنها وراح يبشر بالمذهب الكاثوليكى وأنتشر أسمه حتى وصل إلى الإمبراطور وكان أسمه سوسينيوس فإستدعاه إليه واحضره وأظهر براعته فى اللغة الأثيوبية , فأحضر الإمبراطور الكهنة الأحباش فأفحمهم وفاز عليهم فسمح له بان يعظ الجمهور فألقى عظة أثر فيها على الإمبراطور , وأعتنق المذهب الكاثوليكى وتبعه رجال بلاطه , وأخذ بيدوفيز يعامل الأثيوبيين على أنهم وثنيون فأغبق كنائسهم , أما من قبلوا الدخول فى المذهب الكاثوليكى فأمرهم بإعادة العماد , وأمر أيضا بإعادة رسامة الكهنة وإعادة تكريس الكنائس التى أستولى عليها  وقام قتال بين غالبية الشعب وأيدهم المطران القبطى إستمر ست سنوات وإنكسر حزب الإمبراطور بعد ذبح الإمبراطور .

وحكم أثيوبيا إمبراطوراً جديداً إستماله فبر اليسوعى ونجح فى إقناعه وكان على وشك إرسال وفد إلى روما ليعلن خضوعه له فأشهر المطران القبطى الحرم على كل من يتبع المذهب الكاثوليكى , فهاج الشعب الأثيوبى فى طول البلاد وعرضها وحاول إسقاط الإمبراطور ولكنه تغلب عليهم وإستمر هياج الشعب الأثيوبى ولم يسكن بل إزداد خاصة بعد أن اعلن الإمبراطور إعتناقة للمذهب الكاثوليكى , وظلت الحرب قائمة حتى مات الراهب اليسوعى فيز فهدأت الفتنه وبطل الشقاق بخروج أنفاسه .

نياحته

وتنيح البابا مرقس فى سنة 1330 ش التى توافق 1613 م وكانت مدة رئاسته وجلوسة على الكرسى المرقسى 11 سنة وقد تم الصلاة عليه فى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة - مقر رياسته - ثم نقلوا جثمانه الطاهر إلى دير الأنبا مكارى الكبير ببرية شهيت (5)

  ====================

المراجـــــــــــع

(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 467

(2) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية ج4 ص 31

(3) الكــافى ج3 ص 48

(4) مصر والهلال الخصيب ص 75

(5) سلسلة تاريخ الباباوات الحلقة الرابعة - كامل صالح نخلة ص 92

 

This site was last updated 06/22/14