Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

السلطان  الأشرف علاء الدين كجك على مصر182/18 م.ح

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك آخر تعديل تم فى هذه الصفحة فى 19/3/2006م

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أيبك165/ 1 م.ح
نور الدين166/ 2 م.ح
قطز 167/ 3 م.ح
بيبرس168/ 4 م.ح
السعيد 169/ 5 م.ح
سلامش 170/ 6 م.ح
سيف الدين171/ 7 م.ح
صلاح الدين172/ 8 م.ح
بن قلاوون 173/ 9 م.ح
زين الدين174/ 10 م.ح
حسام الدين175/ 11 م.ح
بن قلاوون 176/ 12 م.ح
بيبرس177/ 13 م.ح
أحمد178/ 14 م.ح
إسماعيل179/ 15 م.ح
بن قلاوون180/ 16 م.ح
أبو بكر181/ 17 م.ح
كجك182/ 18 م.ح
شعبان 183/ 19 م.ح
حسن 184/ 20 م.ح
صالح 185/ 21 م.ح
حسن186/ 22 م.ح
محمد187/ 23 م.ح
شعبان188/ 24 م.ح
على 189/ 25 م.ح
أمير حاج 190/ 26 م.ح

Hit Counter

 

****************************************************************************************

 الجزء التالى عن المماليك الذين حكموا مصر وهم تحت إستعمار الأسرة العباسية السنية الإسلامية من مرجع - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

****************************************************************************************

 

السلطان  الأشرف علاء الدين كجك على مصر  سنة 742 هـ
سلطنة الأشرف علاء الدين كجك على مصر هو السلطان الملك الأشرف علاء الدين كجك ابن السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبي المعالي محمد ابن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي النجمي‏.‏

وهو السلطان الرابع عشر من ملوك الترك بديار مصر والثاني من أولاد الملك الناصر محمد ابن قلاوون‏.‏

جلس على تخت الملك باتفاق الأمراء بعد خلع أخيه أبي بكر ابن الملك الناصر محمد في يوم الإثنين حادي عشرين صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وركب بشعار السلطنة ولقب بالملك الأشرف ولم يكمل له من العمر خمس سنين وقيل كان عمره دون سبع سنين‏.‏
وأمه أم ولد تسمى أردو تركية الجنس‏.‏ 
ولما تم أمره في السلطنة جلس الأمراء وآشتوروا فيمن يقيموه في نيابة السلطنة فرشح الأمير أيدغمش أمير آخور فامتنع أيدغمش من ذلك فوقع الاتفاق على الأمير قوصون الناصري فأجاب وشرط على الأمراء أن يقيم على حاله في الأشرفية من القلعة ولا يخرج منها إلى دار النيابة خارج باب القلة من القلعة فأجابوه الأمراء إلى ذلك فآستقر من يومه في النيابة وتصرف في أمور المملكة والسلطان آلة في السلطنة فقال في ذلك بعض شعراء العصر‏:‏ # سلطاننا اليوم طفل والأكابر في خلف وبينهم الشيطان قد نزعا فكيف يطمع من تغشيه مظلمة أن يبلغ السؤل والسلطان ما بلغا ثم اتفقت الأمراء على إخراج الأمير ألطنبغا المارداني من الحبس فأخرج من يومه‏.‏
وفي ليلة الأربعاء ثالث عشرين صفر أخرج الأمير قطلوبغا الحموي وطاجار الدوادار وملكتمر الحجازي والشهابي شاد العمائر من حبس خزانة شمائل بالقاهرة وحملوا إلى ثغر الإسكندرية فسجنوا بها‏.‏
وتوجه الأمير بلك الجمدار على البريد إلى حلب لتحليف النائب طشتمر الساقي المعروف بحمص أخضر والأمراء‏.‏
وتوجه الأمير بيغرا إلى دمشق بمثل ذلك إلى نائبها الأمير ألطنبغا الصالحي وتوجه الأمير جركتمر بن بهادر إلى طرابلس وحماة لتحليف نوابها والأمراء وكتب إلى الأعمال بإعفاء الجند من المغارم‏.‏
ثم ركب الأمير قوصون في يوم الخميس رابع عشرينه في دست النيابة وترجل له الأمراء ومشوا في خدمته وأخذ وأعطى وأنفق على الأمراء لكل أمير مائة ومقدم ألف‏:‏ ألف دينار ولكل أمير طبلخاناه خمسمائة دينار ولكل أمير عشرة مائتي دينار ولكل مقدم حلقة خمسين دينارًا ولكل جندي خمسة عشر دينارًا‏.‏
ثم في يوم السبت سادس عشرينه سمر قوصون ولي الدولة أبا الفرج ابن خطير صهر النشو وكان قد توصل إلى الملك المنصور بسفارة أستاذه ملكتمر الحجازي ووقع منه أمور حقدها عليه قوصون لوقتها ولما سمر بتشهيره على جمل بمصر والقاهرة وقد أشعلت الشموع بالحوانيت والشوارع ودقت الطبول وفرح الناس فرحًا زائدًا لأنه كان ممن بقي من حواشي النشو وأصهاره وفيه يقول الأديب جمال الدين إبراهيم المعمار‏:‏ قد أخلف النشو صهر سوء قبيح فعل كما تروه أراد للشر فتح باب فأغلقوه وسمروه ولما كان يوم الخميس مستهل شهر ربيع الأول من سنة آثنتين وأربعين وسبعمائة أنعم قوصون على أحد وعشرين مملوكًا من المماليك السلطانية بإمريات‏:‏ منهم ستة طبلخاناه والبقية عشرات‏.‏
وفي رابع عشر شهر ربيع الأول توخه الأمير طوغان لإحضار الشهابي أحمد ابن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك محتفظًا به لينفى إلى أسوان‏.‏
وسبب ذلك أنه ورد كتاب ملكتمر السرجواني نائب الكرك يتضمن أن أحمد المذكور خرج عن طوعه وكثر شغفه بشباب أهل الكرك وآنهماكه في معاقرة الخمر وأنه يخاف على نفسه منه أن يوافق الكركيين على قتله وطلب الإعفاء من نيابة الكرك‏.‏
ثم في يوم السبت سابع عشر شهر ربيع الأول المذكور خلع على الأمير طقزدمر الحموي نائب السلطنة بديار مصر بنيابة حماة عوضًا عن الملك الأفضل ابن الملك المؤيد الأيوبي وأنعم على الملك الأفضل بتقدمة ألف بدمشق وأنعم على الأمير أقبغا عبد الواحد بإمرة بدمشق ورسم لسمره إليها‏.‏
وفي يوم الخميس ثاني عشرينه جلس السلطان الملك الأشرف كجك على تخت الملك وخلع على جميع الأمراء وأرباب الدولة بدار العدل وقبل الأمراء الأرض بين يديه ثم تقدموا إليه على قدر مراتبهم وقبلوا يده فكان عدة الخلع في هذا اليوم ألما ومائتي خلعة‏.‏
ثم في تاسع عشرينه ورد كتاب الشهابي أحمد ابن الملك الناصر محمد من الكرك بأنه لا يحضر إلى القاهرة حتى يأتيه أكابر الأمراء إلى الكرك ويحلفهم ثم يحضر إخوته من بلاد الصعيد إلى قلعة الكرك ويحضر بعد ذلك وينتصب سلطانًا‏.‏
فأجيب بأنه لم يطلب إلا لشكوى النائب منه وجهزت له هدية سنية وأنه يحضر حتى تعمل المصلحة‏.‏
فلم يكن بعد أيام إلا وحضر الأمير ملكتمر السرجواني نائب الكرك إلى القاهرة في يوم الخميس رابع عشر ربيع الآخر وأخبر الأمير قوصون وغيره بامتناع الشهابي أحمد من الحضور وأنه أقام على الخلاف فآجتمع الأمراء بالقصر في يوم الجمعة خامس عشرة للمشورة في أمر أحمد المذكور حتى تقرر الأمر على تجريد العساكر لأخذه‏.‏
ثم في يوم السبت سادس عشره ابتدأت الفتنة بين الأمير قوصون وبين المماليك السلطانية وذلك أن قوصون أرسل يطلب من مقدم المماليك مملوكًا من طبقة الزمرذية جميل الصورة فمنعه خشداشيته أن يخرج من عندهم فتلطف بهم المقدم حتى أخذه ومضى به إلى قوصون فبات عنده‏.‏
ثم طلب قوصون من الغد نحو أربعة مماليك أخر أو خمسة منهم شيخون وصرغتمش وأيتمش عبد الغني فامتنع خشداشيتهم من ذلك وقام منهم نحو المائة مملوك وقالوا‏:‏ ‏"‏ نحن مماليك السلطان ما نحن مماليك قوصون ‏"‏ وأخرجوا الطواشي المقدم من عندهم على أقبح وجه‏.‏
فمضى المقدم إلى قوصون وعرفه الحال فأخرج إليهم قوصون الأمير برسبغا الحاجب وشاورشي دواداره في عدة من مماليكه ليأتوه بهم فإذا بالمماليك قد تعصبوا مع كبارهم وخرجوا على حمية يريدون الأمير بيبرس الأحمدي فإذا به راكب‏.‏
فمضوا إلى بيت الأمير جنكلي بن البابا فلقوه في طريقهم فقالوا له‏:‏ نحن مماليك السلطان مشترى ماله فكيف نترك ابن أستاذنا ونخدم غيره من هو مملوك مثلنا فينال غرضه منا ويفضحنا بين الناس وجهروا له بالكلام الفاحش فتلطف بهم جنكلي فلم يرجعوا عما هم عليه فحنق منهم وقال‏:‏ أنتم الظالمون بالأمس‏.‏
ولما خرجتم قلت لكم أنا وطقزدمر نائب السلطنة‏:‏ ارجعوا إلى خدمة ابن أستاذكم قلتم‏:‏ ما لنا ابن أستاذ غير قوصون والآن تشكون منه‏!‏ فاعتذروا له ومضوا به وقد حضر الأحمدي فآجتمعوا به وتوجهوا إلى منكلي بغا الفخري فإذا قد وافاه برسبغا من عند قوصون فأرادوا أن يوقعوا به فكفهم الفخري عنه‏.‏
هذا وقوصون قد بلغه خبرهم فأراد أن يخرج ويجمع الأمراء فما زال به من عنده حتى سكن إلى بكرة النهار فكانت تلك الليلة ليلة مهولة‏.‏
ثم طلب الأمير قوصون جنكلي والأحمدي والفخري وبقية الأمراء إليه وأغراهم بالمماليك السلطانية وخوفهم عاقبة أمرهم من استخفافهم بالأمراء فبعثوا بالأمير مسعود الحاجب إليهم ليحضرهم فإذا جمعهم قد كثف وكثر فلم يلتفتوا إليه فعاد‏.‏
فخرج إليهم ألطنبغا المارداني وقطلوبغا الفخري وهما أكبر الأمراء الخاصكية من خشداشييهم وما زالا بهم حتى أخذا من وقع عليه الطلب ودخلا بهم إلى قوصون فقبلوا يده فقام لهم وقبل رأسهم وطيب خواطرهم ووعدهم بكل خير وانصرفوا وفي ذهن قوصون أنه قد حصل الصلح وذلك في يوم السبت‏.‏
فلما كان ليلة الإثنين وقت الغروب تحالف المماليك الناصرية على قتل قوصون وبعثوا إلى من بالقاهرة منهم فبات قوصون - وقد بلغه ذلك - على حذر‏.‏
وركب يوم الإثنين ثامن عشر ربيع الآخر الموكب مع الأمراء تحت القلعة وطلب أيدغمش أمير آخور وأخذ قوصون يلوم الأمراء في إقامته في نيابة السلطنة وهم يترضوه ويعدوه بالقيام معه فأدركه الأمير بيبرس الأحمدي وأعلمه بأن المماليك السلطانية قد آتفقوا على قتله فمضى بهم أعني الأمراء إلى جهة قبة النصر فارتجت القلعة وقفلت أبوابها ولبست المماليك السلطانية السلاح بالقلعة وكسروا الزردخاناه السلطانية‏.‏
هذا وقد آمتلأت الرميلة بالعامة وصاحوا‏:‏ يا ناصرية‏!‏ نحن معكم فأجابوهم من القلعة فأشاروا لهم بالتوجه إلى بيت قوصون فتوجهوا نحوه وكسروا بابه وهجموا عليه وكسروا من كان يرمى عليهم من أعلى البيت‏.‏
وبلغ ذلك قوصون فعاد بمن كان معه من الأمراء وأوقعوا بالعامة حتى وصلوا إلى سور القلعة فرماهم المماليك من أعلى القلعة بالنشاب وأحموا العامة‏.‏ فقتل في المعركة الأمير محمود صهر الأمير جنكلي بن البابا بسهم نشاب من القلعة وقتل معه آخر‏.‏
ووصلوا حاشية قوصون إلى إسطبل قوصون وقد بدأ النهب فيه فقتلوا من العامة جماعة كثيرة وقبضوا على جماعة‏.‏
فلم تطق المماليك السلطانية مقاومة الأمراء فكفوا عن القتال وفتحوا باب القلعة لهم‏.‏ فطلع إليهم الأمير برسبغا الحاجب أنزل ثمانية من أعيان المماليك السلطانية إلى قوصون وقد وقف قوصون بجانب زاوية تقي الدين رجب تحت القلعة‏.‏
فوسط قوصون منهم واحدًا آسمه صربغا فإنه الذي فتح خزائن السلاح وألبس المماليك وأمر به قوصون فعلق على باب زويلة‏.‏ وأراد أن يوسط البقية فشفع فيهم الأمراء فحبسوا بخزانة شمائل مقيدين‏.‏
ثم رسم قوصون بتسمير عدة من العوام فسمر منهم تسعة على باب زويلة‏.‏
ثم أمر بالركوب على العامة وقبضهم ففروا حتى إنهم لم يقدروا منهم على حرفوش واحد‏.‏
ثم طلع قوصون إلى القلعة قريب العصر ومد للأمراء سماطًا فأكلوا‏.‏
وبقيت الأطلاب والأجناد واقفة تحت القلعة إلى آخر النهار فكان ذلك اليوم من الأيام المشهودة وكان جملة من قتل فيه من الفئتين ثمانية وخمسين رجلًا وآنصرف الناس‏.‏
ثم في ليلة الثلاثاء طلع الأمير برسبغا الحاجب إلى طباق المماليك بالقلعة ومعه عدة من المماليك وقبضوا على مائة مملوك منهم وعملوا في الحديد وحبسوا بخزانة شمائل فمنهم من قتل ومنهم من نفي من مصر‏.‏
ثم في يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الآخر سمر قوصون تسعة من العوام‏.‏
ثم في يوم الأربعاء عشرينه سمر قوصون أيضًا ثلاثة من الطواشية في عدة من الحرافيش على باب زويلة‏.‏
وسبب ذلك أن قوصون لما نزل من القلعة ومضى إلى قبة النصر وقابلته المماليك السلطانية أخذت الطواشية في الصياح على نسائه وأفحشوا في سبهن واستمر الطواشية في التسمير حتى مات أحدهم وشفع في الاثنين‏.‏
ثم عرض قوصون مماليك الأطباق وأنعم على مائتين منهم بإقطاعات كبيرة وعين جماعة منهم بإمريات‏.‏
ثم أكثر قوصون من الإحسان إليهم‏.‏ وبينما قوصون في ذلك قدم عليه كتب نائب الشام وأمراء الشام وفيها كتب أحمد ابن السلطان الملك الناصر لهم مختومة لم تفك ففتحها قوصون فإذا فيها لنائب الشام أنه كاتب لنائب حلب الأمير طشتمر الساقي حمص أخضر وغيره وأنهم آتفقوا معه وأكثر من الشكوى من قوصون‏.‏
فأوقف قوصون الأمراء عليها وما زال بهم حتى وافقوه على تجريد العسكر إلى الكرك‏.‏
وفي هذه الأيام ظهرت المماليك التي كانت الفتنة بسببهم عند خشداشييهم فسلم صرغتمش إلى الأمير ألطنبغا المارداني وسلم أيتمش إلى الأمير آخور وسلم شيخون إلى الأمير أرنبغا السلاح دار وهؤلاء الأمراء الثلاثة ناصرية‏.‏
ثم أشيع بالقاهرة أن أحمد ابن الملك الناصر قد تحرك من الكرك في طلب المجيء إلى الديار المصرية فكثر الاضطراب ووقع الشروع في تجهيز العساكر صحبة الأمير قطلوبغا الفخري واستحلفه قوصون وبعث إليه بعشرة آلاف دينار وعين معه أيضًا الأمير قماري أخا بكتمر الساقي ومعهما أربعة وعشرون أميرًا ما بين طبلخانات وعشرات وأنفق على الجميع‏.‏
ثم بعث قوصون إلى قطلوبغا الفخري بخمسة آلاف دينار أخرى عند سفره وركب لوداعه صحبة الأمراء حتى نزل الريدانية في يوم الثلاثاء خامس عشرين ربيع الآخر وكل ذلك في سنة آثنتين إربعين وسبعمائة‏.‏
هذا والأمراء لم يكن منهم أحد راضيًا بسفر هذه التجريدة بل أشار الأمير الحاج آل ملك والأمير جنكلي بن البابا على قوصون بأنه لا يحرك ساكنًا لم يقبل قوصون‏.‏
وكانا أشارا عليه بأنه يكتب إلى أحمد بن الناصر يعتبه على مكاتبته لنائب الشام وغيره فكتب إليه بذلك فأجاب بأن طوغان أسمعه كلامًا فاحشًا وأغلظ عليه في القول فحمله الحنق على مكاتبة نائب الشام وأن قوصون والده بعد والده ونحو ذلك‏.‏ فلم يقنع قوصون ذلك وجهز العساكر لأخذه‏.‏ وبعد خروج العساكر ركب الأمير قوصون في يوم الثلاثاء ثالث جمادى الأولى إلى سرياقوس وصحبته الأمراء على عادتهم ‏"‏ توجه السلطان ثم عاد ‏"‏‏.‏ وبعد مدة يسيرة ظهر للأمير قوصون مخالفة الأمير طشتمر الساقي نائب حلب المعروف بحمص أخضر‏.‏
وسبب مخالفته أنه شق عليه إخراج أولاد أستاذه الملك الناصر إلى الصعيد وأيضًا تجهيز العساكر لقتال أحمد ابن الملك الناصر بالكرك وكان قد بعث إليه أيضًا أحمد ابن الملك الناصر يشكو من قوصون وأنه يريد القبض عليه يطلب منه النصرة عليه فكتب طشتمر إلى أمراء الديار المصرية وإلى قوصون بالعتب فقبض على قاصده بقطيا وسجن‏.‏
وكتب قوصون إلى الأمير ألطنبغا الصالحي نائب الشام بأن الأمير طشتمر حمص أخضر نائب حلب شرع يتكلم في إقامة الفتنة وأنه لا يصغي إلى قوله وبعث إليه بأشياء كثيرة من الهدايا والتحف فأجاب ألطنبغا نائب الشام بالسمع والطاعة والشكر والثناء‏.‏
ولما تم لقوصون ذلك وقع بينه وبين الأمير أيدغمش أمير آخور وكادت الفتنة تقوم بينهما وأغلظ أيدغمش لقوصون في الكلام‏.‏ وسببه أن بعض مماليك أمير علي بن أيدغمش وشى إليه بأن قوصون قرر مع برسبغا الحاجب أن يبيت بالقاهرة ويركب في عدة من مماليك قوصون ويكبس على أيدغمش فأخذ أيدغمش في الاحتراز وآمتنع من طلوع القلعة أيامًا بحجة أنه متوعك‏.‏
وكان ذلك بعد أن تصالحا بعد تفاوضهما بمدة يسيرة وصار أيدغمش إذا سير قوصون النائب بالرميلة في أيام المواكب يغلق أيدغمش باب الإسطبل السلطاني ويوقف طائفة من الأوجاقية عليه فاشتهر الخبر بين الناس وكثرت القالة‏.‏
وبلغ قوصون تغير خاطر أيدغمش عليه فحلف للأمراء أنه ما يعرف لتغيره سببًا‏.‏ فما زالت الأمراء بأيدغمش حتى طلع القلعة وعرف قوصون بحضرة الأمراء ما بلغه فحلف قوصون على المصحف أن هذا لم يقع منه ولا عنده منه خبر وتصالحا‏.‏
وبعث إليه أيدغمش بعد نزوله إلى الإسطبل الناقل إليه فرده قوصون ثم قدم الخبر بوفاة الأمير بشتك الناصري المقدم ذكره بمحبسه بثغر الإسكندرية فاتهم قوصون بقتله‏.‏ وكان الأمير قوصون قد أنشأ قاعة لجلوسه مع الأمراء من داخل باب القلعة وفتح فيها شباكًا يطل على الدركاه وجلس فيه مع الأمراء ومد سماطًا بالقاعة المذكورة وزاد في سماطه من الحلوى والدجاج والإوز ونحو ذلك وأكثر من الخلع والإنعامات وصار يجلس مع الأمراء بالقاعة المذكورة‏.‏
فلما قدم الخبر بموت بشتك تغير خاطر جماعة كثيرة من الأمراء وغيرهم لموته فمازال بهم قوصون حتى صالحهم وحلف لهم‏.‏ ثم قدم الخبر من عبد المؤمن والي قوص بأن الملك المنصور أبا بكر وجد في نفسه تغيرًا وفي جسمه توعكًا لزم الفراش منه أيامًا ومات وآتهم قوصون أيضًا بأنه أمر عبد المؤمن بقتله فتغير لذلك خاطر الأمراء والمماليك الناصرية قاطبة وهم يوم ذاك عساكر الإسلام ومن سواهم فقليل‏.‏
ثم قدم الخبر على قوصون بنزول العسكر الذي صحبة الأمير قطلوبغا الفخري على مدينة الكرك وقد امتنعت منه وآستعد أهلها للقتال‏.‏ وكان الوقت شتاء فأقام العسكر نحو عشرين يومًا في شدة من البرد والأمطار والثلوج وموت الدواب وتسلط هل الكرك عليهم بالسب واللعن والتوبيخ وشنوا الغارات عليهم وصاروا يقطعون قربهم ورواياهم هذا وقوصون يمد الفخري ثم قدم الخبر من دمشق بأن تمر الموسوي قدم من حلب واستمال جماعة من الأمراء إلى طشتمر الساقي حمص أخضر نائب حلب‏.‏ فكتب قوصون بالقبض عليه‏.‏
ثم حمل قوصون تشريفًا إلى نائب حلب المذكور فلم يرض نائب حلب بالتشريف ورده وكتب إلى قوصون يعتبه على إخراج أولاد أستاذه إلى الصعيد فأجابه قوصون بأعذار غير مقبولة‏.‏
ثم قدم الخبر على قوصون أيضًا من شطي بن عبية أمير العرب بأن قطلوبغا الفخري قد خامر على قوصون وحلف لأحمد بن الناصر هو ومن معه من الأمراء وأنهم أقاموا أحمد سلطانًا ولقبوه بالملك الناصر وذلك بمكاتبة الأمير طشتمر الساقي نائب حلب له يعتبه على موافقة قوصون وقد فعل بأولاد أستاذه ما فعل ويعزم عليه أنه يدخل في طاعة أحمد ويقوم بنصرته‏.‏ فصادف ذلك من الفخري ضجره من الإقامة على حصار الكرك وشدة البرد وعظم الغلاء فجمع من معه وكتب إلى أحمد يخاطبه بالسلطنة وقرر الصلح معه‏.‏
وكتب لنائب حلب بذلك فأعاد جوابه بالشكر وأعلمه بأن الأمير طقزدمر نائب حماة وأمراء دمشق قد وافقوه على القيام بنصرة أحمد‏.‏ وكان الأمير ألطنبغا الصالحي نائب الشام قد أحس بشيء من هذا قآحترس على الطرقات حتى ظفر بقاصد طشتمر نائب حلب على طريق بعلبك ومعه كتب فأخذها منه وبعث بها إلى قوصون فقدمت ثاني يوم ورود كتاب شطي بمخابرة الفخري فإذا فيها‏:‏ ‏"‏ الملكي الناصري ‏"‏ فآضطرب قوصون وجمع الأمراء وعرفهم ما وقع وأوقفهم على الكتب وذكر لهم أنه وصل منه إلى قطلوبغا الفخري في هذه السفرة مبلغ أربعين ألف دينار سوى الخيل والقماش والتحف‏.‏
ورسم قوصون بإيقاع الحوطة على دور الأمراء المجردين مع الفخري إلى الكرك فمازال به الأمراء حتى كف عن ذلك‏.‏ وألزم مباشريهم بحمل ما وصل إليهم وبجميع حواصلهم وصار قوصون في أمر مريج مما بلغه‏.‏
وكتب إلى الأمير ألطنبغا الصالحي نائب الشام بخروجه لقتال طشتمر الساقي حمص أخضر نائب حلب ومعه نائب حمص ونائب صفد ونائب طرابلس وكتب إليهم قوصون بالسمع والطاعة إلى طاعة نائب الشام وحمل إليهم النفقات‏.‏
فلما بلغ ألطنبغا الصالحي نائب الشام ذلك تجهز وخرج من دمشق بعساكرها في جمادى الآخرة فتلقاه الأمير أرقطاي نائب طرابلس على حمص وصار من جملة عساكره وأخبره بكتاب نائب حلب إليه يدعوه لموافقته وأنه أبى عليه‏.‏
ثم بعث ألطنبغا نائب الشام إلى الأمير طقزدمر نائب حماة من آستماله وحلفه على طاعة الملك الأشرف كجك‏.‏ ولما بلغ طشتمر حمص أخضر مجيء ألطنبغا نائب الشام إليه أرسل آستدعى ابن دلغادر فقدم عليه فآتفق معه على المسير إلى أبلستين وسار به ومعه ما خف من أمواله وأخذ أولاده ومماليكه فأدركه عسكر حلب وقد وصل إليهم كتاب نائب الشام بالاحتراس عليه ومنعه من الخروج من حلب فقاتلوه عدة وجوه فلم ينالوا منه غرضًا وقتل من الفريقين خمسة نفر وعادوا وأكثرهم جرحى‏.‏ فلما وصل طشتمر إلى أبلستين كتب إلى إرتنا يستأذنه في العبور إلى الروم فبعث إليه إرتنا بقاضيه وعدة من ألزامه وجهز له الإقامات‏.‏ فمضى طشتمر إلى قيصرية وقد توجه إرتنا لمحاربة ابن دمرداش بعد أن رتب لطشتمر كل يوم ألفي درهم‏.‏
وأما ألطنبغا الصالحي نائب الشام فإنه قدم إلى حلب وكتب إلى قوصون يعلمه بتسحب طشتمر نائب حلب إلى جهة الروم وأنه استولى على مدينة حلب‏.‏ فقدم كتابه على قوصون في يوم الأربعاء ثاني شهر رجب‏.‏
ثم في يوم الإثنين سابع رجب فرق الأمير قوصون إقطاعات الأمراء المجردين مع قطلوبغا الفخري الخارجين عن طاعة قوصون وعدتهم اثنان وثلاثون أميرًا منهم أمراء طبلخانات ستة عشر وأمراء عشرات ستة عشر وأميران مقدمان‏:‏ الفخري وقماري‏.‏
ثم في يوم الثلاثاء تاسع عشرين رجب قدم الأمير الشيخ علي بن دلنجي القازاني أحد أمراء العشرات المجردين وأخبر بمسير قطلوبغا الفخري من الكرك إلى دمشق وأنه يريد مواقعته مع ألطنبغا الصالحي نائب الشام‏.‏ وكان من خبره أن الأمير ألطنبغا لما دخل حلب أخذ موجود طشتمر حمص أخضر وباعه وبينما هو في ذلك بلغه دخول قطلوبغا الفخري بمن معه إلى دمشق وأنه دعا للناصر أحمد وقد وافقه آق سنقر السلاري نائب غزة وأصلم نائب صفد ومن تأخر من أمراء دمشق بها مثل سنجر الجمقدار وتمر الساقي وأن آق سنقر نائب غزة وقف لحفظ الطرقات حتى لا يصل أحد من مصر إلى ألطنبغا الصالحي وأن قطلوبغا أخذ في تحصيل الأموال من دمشق للنفقة على الأمراء والجند وأن الأمير طقزدمر نائب حماة قدم عليه في غد دخوله‏.‏
وركب الفخري وتلقاه وقوي بهم وآستخدم جندًا كثيرة ونادى بدمشق‏:‏ من أراد الإقطاع والنفقة فليحضر‏.‏ وأخذ مالًا كثيرًا من التجار وأكره قاضي القضاة تقي الدين بن السبكي حتى أخذ مال الأيتام وأخذ أجر الأملاك والأوقاف لثلاث سنين فجمع مالًا عظيمًا‏.‏
وأتته جماعات من الأجناد والتركمان وكتب أوراقًا من ديوان الجيش بأسماء الأجناد البطالين وأنعم على البطالين بالخيل والقماش والسلاح‏.‏ وحلف قطلوبغا الجميع للسلطان الملك الناصر أحمد بن الناصر محمد بن قلاوون وعمل برسمه العصائب السلطانية والسناجق الخليفتية والكنابيش والسروج والغاشية والقبة والطير وسائر أبهة السلطنة‏.‏ وكتب إلى الملك الناصر أحمد يعرفه بذلك فأجابه الناصر بالشكر والثناء‏.‏
فلما سمع قوصون ذلك جمع الأمراء للمشورة فاتفق الرأي على تجريد أمراء إلى غزة فتوجه برسبغا الحاجب وأمير محمود الحاجب وعلاء الدين علي بن طغريل في جماعة‏.‏ ثم كتب قوصون إلى ألطنبغا نائب الشام على يد أطلمش الكريمي بأن يسير من حلب إلى قتال الفخري بدمشق فتوجه أطلمش الكريمي على البريد من البرية لانقطاع الطريق حتى وصل إلى حلب وعرف ألطنبغا الخبر فخرج ألطنبغا بمن معه من العساكر وسار حتى قدم حمص وقد خرج الفخري من دمشق ونزل على خان لاجين وأمسك المضيق وأقام الجبلية والعشير على الجبلين ووقف هو بالعسكر في وسط الطريق‏.‏
وأما ألطنبغا فإنه حلف ومن معه من العساكر وسار من حمص يريد الفخري حتى قرب منه وعدد الجمعين نحو ثلاثة عشر ألف فارس فتمهل ألطنبغا كراهية لسفكالدماء وأرسل إلى الفخري رسلًا ودام على ذلك ثلاثة أيام فلم يتم بينهما أمر‏.‏ وبعث قطلوبغا الفخري إلى جماعة من أصحاب ألطنبغا يعدهم ويستميلهم حتى وافقوه‏.‏
فلما تعبت الرسل بينهم وملت العسكر من شدة البرد بعث ألطنبغا في الليل جماعة من أصحابه ليهجموا على الفخري من ورائه ويلقاهم هو من قدامه وركب من الغد فمال كل أمير بمن معه من أصحابه إلى جهة الفخري وصاروا من جملته فلم يبق معه سوى أرقطاي نائب طرابلس وأسنبغا بن بكتمر البوبكري وأيدمر المرقبي من أمراء دمشق فانهزموا على طريق صفد إلى جهة غزة والقوم في أثرهم بعد أن كانت بينهم وقعة هائلة انهزم فيها ألطنبغا نائب الشام‏.‏
ثم آلتفت الفخري إلى جهة دمشق وترك السير خلف ألطنبغا حتى دخل دمشق مؤيدًا منصورًا‏.‏ وكتب في الحال مع البريد إلى الأمير طشتمر الساقي حمص أخضر نائب حلب يعرفه بنصرته ويدعوه إلى الحضور من بلاد الروم وأنه في انتظاره بدمشق‏.‏
ثم حلف الفخري ومن معه للملك الناصر أحمد وأمر الخطباء فدعوا له على منابر دمشق وضرب السكة بآسمه‏.‏
وأما ألطنبغا الصالحي نائب دمشق فإنه وصل إلى غزة بمن معه فتلقاهم الأمير برسبغا الحاجب ورفقته وكتب ألطنبغا إلى قوصون بما وقع فلما بلغ قوصون الخبر قامت قيامته وقبض على إخوة أحمد شاد الشرابخاناه وعلى قرطاي أستادار الفخري‏.‏
ثم قدم على قوصون كتاب الفخري يعتبه على إخراج أولاد أستاذه إلى قوص وقتل الملك المنصور أبي بكر وأن الاتفاق وقع على سلطنة الملك الناصر أحمد ويشير عليه بأن يختار بلدًا يقيم بها حتى يسأل له السلطان الملك الناصر أحمد في تقليده نيابتها‏.‏
فقام قوصون وقعد لما سمع ذلك وجمع الأمراء فوقع الاتفاق على تجهيز التقادم للأمراء بغزة‏.‏
فجهز قوصون لكل من ألطنبغا نائب الشام وأرقطاي نائب طرابلس ثلاثين بذلة قماش وثلاثين قباء مسنجبة بطرازات زركش ومائتي خف ومائتي كلفتاه وكسوة لجميع مماليكهما وغلمانهما وحواشيهما‏.‏
وجهز لكل من الأمراء الذين معهما ثلاث بذلات وأقبية بسنجاب وكسوة لمماليكهم وحواشيهم‏.‏ وأخذ قوصون في الإنعام على المماليك السلطانية وأخرج ثلاثمائة ألف دينار من الذخيرة لتجهيز أمره حتى يخرج بالعساكر إلى الشام‏.‏
وأخرج أربعمائة قرقل وعدة زرديات وخوذ وغيرها وأنعم على جماعة من المماليك السلطانية بإمريات وغير إقطاعات جماعة منهم‏.‏
ثم كتب قوصون إلى الأمراء بمسيرهم من غزة إلى جهة القاهرة وهيأ لهم الإقامات والخيول وبعث إليهم بالحلاوات والفواكه وسائر ما يليق بهم‏.‏  وبينما قوصون في ذلك إذ ركب الأمراء عليه في ليلة الثلاثاء تاسع عشرين رجب وقت العشاء الآخرة‏.‏
وسبب ركوبهم عليه تنكر قلوب الأكابر عليه لأمور بدت منه منها‏:‏ قتل الأمير بشتك الناصري بغير ذنب وهو أعز خشداشيته ولم يكفه ذلك حتى قتل الملك المنصور أبا بكر وهو ابن أستاذه وكان يكفيه الخلع من الملك‏.‏
ومنها قوة الوحشة بينه وبين الأمير أيدغمش الناصري أمير آخور وهو أكبر خشداشيته فأخذ أيدغمش يدبر عليه وغير خواطر جماعة كثيرة عليه‏.‏
ثم كان من انتصار قطلوبغا الفخري على ألطنبغا الصالحي نائب الشام ما كان فكتب قطلوبغا إلى أيدغمش سرًا بأنه سلطن أحمد وحرضه على الركوب إلى الكرك بمن قدر على استمالته‏.‏
وكان قوصون قد آحتفل لقدوم ألطنبغا نائب الشام ومن معه احتفالًا زائدًا وفتح ذخيرة السلطان وأكثر من النفقات والإنعامات حتى بلغت إنعاماته على الأمراء والخاصكية ستمائة ألف دينار‏.‏
فشاع بأنه يريد أن يتسلطن فخاف أيدغمش وغيره من تحكمه في السلطنة وحرض الأمراء الخاصكية حتى وافقه الأمير علاء الدين ألطنبغا المارداني والأمير يلبغا اليحياوي في عدة من المماليك السلطانية وجمع كثير من أكابر الأمراء منهم‏:‏ الأمير الحاج آل ملك والأمير بدر الدين جنكلي بن البابا واتفقوا الجميع أنهم يسيروا جميعا إلى الكرك عند قدوم ألطنبغا نائب الشام وخروجهم إلى لقائه‏.‏
فلما كان يوم الإثنين ركب الأمير قوصون في الموكب تحت القلعة على العادة وطلب الأمير تلجك ابن أخته وأخرجه إلى لقاء الأمير ألطنبغا الصالحي نائب الشام - وقد ورد الخبر بنزوله على بلبيس - ليأتي به سريعًا‏.‏
فوافاه ومن معه إلى بلبيس فسأله في القدوم إلى القاهرة بسرعة فلم يوافقه على السرعة وقصد أن يكون حضوره في يوم الخميس أول شعبان‏.‏
وبات ألطنبغا ليلة الثلاثاء على بلبيس وركب من الغد ونزل سرياقوس فبلغه ركوب الأمراء على قوصون وأنه محصور بالقلعة فركب بمن معه إلى بركة الحاج وإذا بطلب قوصون وسنجقه قد وافوه في نحو مائة مملوك وأعلموه أن في نصف الليل ركبت الأمراء وآحتاطت بإسطبل قوصون ثم حصروه في قلعة الجبل فخرجوا هم على حمية حتى وصلوا إليهم هذا ما كان من أمر ألطنبغا نائب الشام‏.‏
وأما أمر قوصون فإنه لما بعث تلجك ليأتيه بالأمير ألطنبغا نائب الشام سريعًا تحقق أيدغمش وأصحابه أن قوصون فهم عنهم ما دبروه فتواعد الأمير أيدغمش مع من وافقه على أن يركبوا في الليل إلى الكرك‏.‏
فجهز كل منهم حاله حتى كان ثلث الليل فتح الأمراء باب السور من قلعة الجبل ونزلوا إلى الأمير أيدغمش بالإسطبل السلطاني‏.‏ ثم مضى كل واحد إلى إسطبله فلم ينتصف الليل إلا وعامة الأمراء بأطلابهم في سوق الخيل تحت القلعة وهم‏:‏ الأمير ألطنبغا المارداني ويلبغا اليحياوي وبهادر الدمرداشي والحاج آل ملك والجاولي وقماري الحسني أمير شكار وأرنبغا وآق سنقر السلاري‏.‏
وبعثوا إلى إسطبلات الأمراء مثل جنكلي بن البابا وبيبرس الأحمدي وطرغاي وقياتمر والوزير ولبست مماليكهم وأخرجت أطلابهم‏.‏ ثم خرج إليهم الأمير أيدغمش بمماليكه ومن عنده من الأوجاقبة ووقفوا جميعا ينتظرون نزول قوصون إليهم فأحس قوصون بهم وقد آنتبه فطلب الأمراء المقيمين بالقلعة فأتاه منهم آثنا عشر أميرًا منهم جنكلي بن البابا وقياتمر والوزير‏.‏
ولبست مماليك قوصون التي كانت عنده بالقلعة وسألته أن ينزل ويدرك إسطبله ويجتمع بمن فيه من مماليكه وكانوا سبعمائة مملوك وكان قوصون يغتر بهم ويقول‏:‏ ‏"‏ إيش أبالي بالأمراء وغيرهم‏!‏ عندي سبعمائة مملوك ألقى بهم كل من في الأرض ‏"‏ فلم يوافقهم قوصون على النزول لما سبق في القدم‏.‏
وأقام قوصون بالقلعة إلى أن طلع النهار فلما لم يظهر له حركة طمع أيدغمش فيه وأمر الأوجاقية أن تطلع إلى الطبلخاناه السلطانية وأخرج لهم الكوسات فدقوا حربيًا‏.‏ ثم نادى أيدغمش‏:‏ ‏"‏ معاشر أجناد الحلقة ومماليك السلطان والأجناد و البطالين يحضروا ومن ليس له فرس وليس له سلاح يحضر ويأخذ له الفرس والسلاح ويركب معنا ويقاتل قوصون ‏"‏ فأتاه جماعة كثيرة من أجناد الحلقة والمماليك ما بين لابس سلاح وراكب وبين ماش وعلى حمار‏.‏
وأقبلت العامة كالجراد المنتشر لما في نفوسهم من قوصون فنادى لهم أيدغمش‏:‏ ‏"‏ يا كسابة عليكم بإسطبل قوصون انهبوه ‏"‏ فأحاطوا به ومماليك قوصون من أعلاه ترميهم بالنشاب حتى أتلفوا منهم عدة كثيرة فركب مماليك يلبغا اليحياوي من أعلى بيت يلبغا - والبيت المذكور هو الآن موضع مدرسة السلطان حسن - وكان بيت يلبغا يشرف على بيت قوصون فلما طلعوا مماليك يلبغا اليحياوي تسلطوا على مماليك قوصون ورموا عليهم بالنشاب مساعدة للعوام وجرحوا منهم جماعة كثيرة وحالوا بينهم وبين العامة‏.‏
فهجمت العامة عند ذلك إسطبل قوصون ونهبوا زردخاناته وحواصله وأمواله وكسروا باب قصره بالفؤوس بعد مكابدة شديدة وطلعوا إلى القصر ونهبوا ما فيه وقوصون ينظر ذلك من شباك القلعة ويقول‏:‏ ‏"‏ يا مسلمين ما تحفظون هذا المال‏!‏ إما أن يكون لي أو يكون للسلطان ‏"‏ فقال أيدغمش‏:‏‏!‏ هذا شكرانه للناس والذي عندك فوق من الجوهر والتحف يكفي السلطان ‏"‏‏.‏
وصار قوصون كلما هم للركوب بمماليكه كسروا عليه الخاصكية وقالوا له‏:‏ ‏"‏ يا خوند غدًا نركب ونقتل هؤلاء ‏"‏ وصاروا يهونوا عليه أمر أيدغمش وأصحابه لباطن كان لهم مع أيدغمش حتى كان من أمره ما ولما هجمت العامة بيت قوصون خرجوا مماليكه منه على حمية وشقوا القاهرة وتوجهوا إلى عند الأمير ألطنبغا الصالحي نائب الشام فبعث أيدغمش في أثرهم إلى ألطنبغا نائب الشام ومن معه بالسلام عليهم وأن يمنعوا مماليك قوصون من الاختلاط بهم فإن الأمير يلبغا اليحياوي والأمير آق سنقر قادمان في جمع كبير لأخذ مماليك قوصون وحواشيه‏.‏
فأمر ألطنبغا نائب الشام مماليك قوصون وتلجك وبرسبغا الحاجب أن يكونوا على حدة ولبسوا الجميع وأخذ الأمير برسبغا مماليك قوصون وجماعته إلى جهة الجبل فلقيهم الأمير يلبغا اليحياوي بمن معه على بعد وكان ذلك بعدما أمسك قوصون فسار خلفهم إلى قرب إطفيح‏.‏ وقيل في أمر مماليك قوصون غير ذلك على ما سنذكره بعد القبض على قوصون‏.‏
وأما قوصون فإنه بقي واقفا بشاك القلعة والعامة تنهب في بيته فلم يمض إلا ساعات من النهار حتى نهب جميع ما في إسطبله وقوصون يضرب يدًا على يد ويقول‏:‏ ‏"‏ يا أمراء‏!‏ هذا تصرف جند‏!‏ ينهب هذا المال جميعه ‏"‏ وكان أيدغمش قصد بذلك أن يقطع قلب قوصون‏.‏
ثم بعث قوصون إلى أيدغمش يقول‏:‏ ‏"‏ إن هذا المال عظيم وينفع المسلمين والسلطان فكيف تفعل هذا وتنادي بنهبه ‏"‏ فرد جوابه‏:‏ ‏"‏ نحن قصدنا أنت ولو راح هذا المال وأضعافه ‏"‏ هذا كله والقلعة مغلقة الأبواب وجماعة قوصون يرمون من الأشرفية بالنشاب إلى أن قرب العصر والعامة تجمع نشابهم وتعطيه لمن هو من جهة أيدغمش‏.‏
فلما رأى قوصون أمره في إدبار سلم نفسه ودخل عليه الأمير بلك الجمدار وملكتمر السرجواني يأمراه أن يقيم في موضع حتى يحضر ابن أستاذه من الكرك فيتصرف فيه كما يختار فلم يجد بدًا من الإذعان‏.‏
وأخذ يوصي الأمير جنكلي بن البابا وأمير مسعود حاجب الحجاب على أولاده فأخذ وقيد ومضوا به إلى البرج الذي كان بشتك فيه ورسم عليه جماعة من الأمراء‏.‏ وكان الذي تولى مسكه وحبسه جنكلي بن البابا وأمير مسعود الحاجب وأرنبغا أمير جاندار‏.‏
وأما الأمير ألطنبغا الصالحي نائب الشام ومن معه فإن برسبغا وتلجك والقوصونية لما فارقوا ألطنبغا المذكور سار ألطنبغا وأرقطاي والأمراء يريدون القاهرة وأشار ألطنبغا نائب الشام على أرقطاي نائب طرابلس أن يرد برسبغا وتلجك والقوصونية ويقاتل بهم أيدغمش‏:‏ فإنه ينضم إليه جميع حواشي قوصون ويأخذوا أيدغمش ويخرجوا قوصون ويقيموه كبيرًا لهم أو يخرجوه إلى حيث يختار ويقيموا سلطانًا أو ينتظروا أحمد فلم يوافقه أرقطاي على ذلك لعفته عن سفك الدماء‏.‏
فلما أعيا ألطنبغا أمره سارا نحو القاهرة حتى وافيا أيدغمش وهو واقف تحت القلعة بأصحابه فأقبل أيدغمش عليهما وعانقهما وأمرهما أن يطلعا إلى القلعة فطلعا‏.‏ ثم أرسل أيدغمش الأمير قازان والأمير آق سنقر خلف برسبغا وتلجك ومن معهما‏.‏ وجلس أيدغمش مع ثقاته من الأمراء وقرر معهم تسفير قوصون في الليل إلى الإسكندرية والقبض على ألطنبغا الصالحي نائب الشام وعلى أرقطاي نائب طرابلس ومن يلوذ بهما من الغد - فكان كذلك وقبض عليهم - وتسفير الأمير بيبرس الأحمدي والأمير جنكلي بن البابا لإحضار السلطان الملك الناصر أحمد من الكرك‏.‏
ثم أخرج الأمير قوصون من سجنه بقلعة الجبل في ليلة الخميس مع مائة فارس حتى أوصلوه إلى النيل وركب البحر ومضي به إلى الإسكندرية فسجن بها
ثروة قوصون التى نهبت
وأما ما نهب لقوصون في هذه الحركة فشيء كثير فإنه كان في حواصله من الذهب النقد أربعمائة ألف دينار عين في أكياس ومن الحوائص الذهب والكلفتات الزركش والأواني فشيء لا ينحصر وثلاثة أكياس أطلس فيها فصوص وجواهر مثمنة بما ينيف على مائة ألف دينار ومائة وثمانون زوج بسط منها ما طوله أربعون ذراعًا وثلاثون ذراعًا كلها من عمل الروم وآمد وشيراز وستة عشر زوجا من عمل الشريف بمصر وأربعة أزواج بسط حرير لا يقوم عليها لحسنها فآنحط سعر الذهب من كثرة ما نهب لقوصون حتى صرف بأحد عشر درهمًا الدينار مما صار وكثر في أيدي الناس بعدما كان الدينار بعشرين درهمًا ولأن أيدغمش نادى بعد ذلك بالقاهرة ومصر أن من أحضر من العامة ذهبًا لتاجر أو صيرفي أو متعيش يقبض عليه ويحضر به إلى أيدغمش فكان من معه منهم ذهب يأخذ فيه ما يدفع إليه من غير توقف فرخص سعر الذهب لذلك‏.‏
وكثرت مرافعات الناس بعضهم لبعض فيما نهب فجمع أيدغمش شيئًا كثيرًا من ذلك فإن العامة يوم نهب إسطبل قوصون أخذوا من قصره حتى سقوفه وأبوابه ورخامه وتركوه خرابًا ثم مضوا إلى خانقاته بباب القرافة فمنعهم صوفيتها من النهب فما زالت العامة تقاتلهم حتى فتحوها ونهبوا جميع ما فيها حتى سلبوا الرجال والنساء ثيابهم فلم يدعوا لأحد شيئًا وقطعوا بسطها وكسروا رخامها وأخربوا بركتها وأخذوا الشبابيك وخشب السقوف والمصاحف وشعثوا الجدر‏.‏
ثم مضوا إلى بيوت مماليك قوصون وهم في حشد عظيم فنهبوها وخربوها وما حولها وتتبعوا حواشي قوصون بالقاهرة والحكورة وبولاق والزريبة وبركة قرموط وباعت العامة السقوف والأواني بأخس الأثمان وصارت العامة إذا أرادوا نهب أحد قالوا‏:‏ هذا قوصوني فيذهب في الحال جميع ماله‏.‏ وزادت الأوباش في ذلك حتى خرجوا عن الحد‏.‏
وشمل الخوف كل أحد فقام الأمراء على أيدغمش وأنكروا عليه تمكين العامة من النهب فأمر لسبعة من الأمراء فنزلوا إلى القاهرة والعامة مجتمعة على باب الصالحية في نهب بيت القاضي الغوري الحنفي فقبضوا على عدة منهم وضربوهم بالمقارع وشهروهم فآنكفوا عن نهب الناس‏.‏ انتهى‏.‏
واستمر قوصون بسجن الإسكندرية هو وألطنبغا الصالحي نائب الشام وغيرهما حتى حضر الملك الناصر أحمد من الكرك وجلس على كرسي الملك بقلعة الجبل حسب ما يأتي ذكره‏.‏ واتفقت آراء الأمراء على قتل قوصون فجهزوا لقتله شهاب الدين أحمد بن صبح إلى الإسكندرية فتوجه إليها وخنق قوصون وألطنبغا نائب الشام وغيرهما في شوال سنة اثنتين وأربعين وقيل في ذي القعدة على ما يأتي بيان ذلك في وقته‏.‏ وخلف قوصون عدة أولاد من بنت أستاذه الملك الناصر محمد بن قلاوون‏.‏ وكان أميرًا جليلًا كريمًا خيرًا شجاعًا وكان يعطي العطايا الهائلة وكان إذا ركب للصيد في أيام أستاذه يركب في خدمته ثلث عسكر مصر وكان يركب قدامه بالقاهرة مائة نقيب وكان أخوه صوصون أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية وقيل أمير طلبخاناه‏.‏ وكان وقع بين قوصون وبين تنكز نائب الشام فلما قبض على تنكز وحمل إلى القاهرة ما عامله قوصون إلا بكل خير‏.‏
وأما أيدغمش فإنه آستمر مدبر الديار المصرية وقام بأمر السلطان الملك الناصر أحمد بن محمد بن قلاوون وجمع الأمراء وخلع الملك الأشرف علاء الدين كجك ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون من الملك في يوم الخميس أول شعبان من سنة آثنتين وأربعين وسبعمائة‏.‏
فكانت مدة سلطنته على مصر خمسة أشهر وعشرة أيام ولم يكن له فيها من السلطنة إلا مجرد الاسم فقط وليس له من الأمر شيء وذلك لصغر سنه‏.‏ وكان المتصرف في المملكة في سلطنته الأمير قوصون‏.‏
وكانت إذا حضرت العلامة أعطى قوصون الأشرف كجك في يده قلمًا وجاء الفقيه الذي يقرئه القرآن فيكتب العلامة والقلم في يد الأشرف كجك‏.‏
واستمر الأشرف كجك بعد خلعه من السلطنة في الدور السلطانية تحت كنف والدته وهو ووالدته في ذل وصغار وهوان مع من تسلطن من إخوته لا سيما مع أم الملك الصالح إسماعيل فكانت في كل قليل إذا توعك ولدها الملك الصالح إسماعيل وكان كثير الضعف تتهم المذكورة أنها تتعمد له بالسحر وتأخذ جواريها وحواشيها وتعاقبهم وأخذت منها جملة مستكثرة فدامت على هذا مدة سلطنة الملك الصالح حتى نزل مرة إلى سرحة سرياقوس وبعث دس عليه أربعة خدام طواشية فقتلوه على فراشه سنة ست وأربعين وسبعمائة وله اثنتا عشرة سنة‏.‏

 ****************************************************************************

من هو الأمير سيف الدين بشتاك الناصري ؟

ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني  ( 102 من 167 )  : " خط قصر بشتاك هذا الخط من جملة القصر الكبير ويتوصل إليه من تجاه المدرسة الكاملية حيث كان باب القصر المعروف بباب البحر وهدمه الملك الظاهر بيبرس كما تقدّم في ذكر أبواب القصر وصار اليوم في داخل هذا الباب حارة كبيرة فيها عدّة دور جليلة منها قصر الأمير بشتاك وبه عرف هذا الخط‏.‏
وبشتاك هذا‏:‏ هو الأمير سيف الدين بشتاك الناصري قرّبه الملك الناصر محمد بن قلاون وأعلن محله وكانيسميه بعد موت الأمير بكتمر الساقي بالأمير في غيبته وكان زائد التيه لا يكلم استاداره وكاتبه الأبتر جان ويعرف بالعربيّ ولا يتكلم به وكان إقطاعه ست عشرة طبلخانة أكبر من إقطاع قرصون ولما مات بكتمر الساقي ورثه في جميع أ واله واصطبله الذي على بركة الفيل وفي امرأته أمّ أحمد واشترى جاريته خوبي بستة آلاف دينار ودخل معها ما قيمته عشرة آلاف دينار وأخذ ابن بكتمر عنده وزاد أمره وعظم محله فثقل على السلطان وأراد الفتك به فما تمكن وتوجه إلى الحجاز وأنفق في الأمراء وأهل الركب والفقراء والمجاورين بمكة والمدينة شيًا كثيرًا إلى الغاية وأعطى من الألف دينار إلى المائة دينار إلى الدينار بحسب مراتب الناس وطبقاتهم فلما عاد من الحجاز لم يشعر به السلطان إلاّ وقد حضر في نفر قليل من مماليكه وقال‏:‏ إن أردت إمساكي فها أنا قد جئت إليك برقبتي فغالطه السلطان وطيب خاطره وكان يرمى بأوابد ودواهي من أمر الزنا وجرّده السلطان لإسماك تنكر نائب الشام فحضر إلى دمشق بعد إمساكه هو وعشرة من الأمراء فنزلوا القصر الأبلق وحلف الأمراء كلهم للسلطان ولذريته واستخرج ودائع تنكر وعرض حواصله ومماليكه وجواريه وخيله وسائر ما يتعلق به ووسط طغاي وحفاي مملوكي تنكر في سوق الخيل ووسط دران أيضًا بحضوره يوم الموكب وأقام بدمشق خمسة عشر يومًا وعاد إلى القلعة وبقي في نفسه من دمشق وما تجاسر يفاتح السلطان في ذلك فلما مرض السلطان وأشرف على الموت ألبس الأمير قوصون مماليكه فدخل بشتاك فعرف السلطان ذلك فجمع بينهما وتصالحها قدّامه ونصر السلطان على أن الملك بعده لولده أبن بكر فلم يوافق بشتاك وقال‏:‏ لا أريد إلاَّ سيدي أحمد فلما مات السلطان قام قوصون إلى الشباك وطلب بشتاك وقال له‏:‏ يا أمير المؤمنين أناما يجيء مني سلطان لأني كنت أبيع الطسما والبرغالي والكشاتوين وأنت اشتريت مني وأهل البلاد يعرفون ذلك وأنت ما يجيء منك سلطان لأنك كنت تبيع البوز وأنا اشتريت منك وأهل البلاد يعرفون ذلك وهذا أستاذنا هو الذي وصى لمن هو أخبر به من أولاده وما يسعنا إلا امتثال أمره حيًا وميتًا وأنا ما أخالفك إن أردت أحمد أو غيره ولو أردت أن تعمل كل يوم سلطانًا ما خالفتك‏.‏
فقال بشتاك‏:‏ هذا كله صحيح والأمر أمرك وأحضر المصحف وحلفا عليه وتعانقا ثم قاما إلى رجلي السلطان فقبلاهما ووضعا أبا بكر ابن السلطان على الكرسيّ وقبَّلا له الأرض وحلفا له وتلقب بالملك المنصور ثم إن بشتاكًا طلب من السلطان الملك المصور نيابة دمشق فأمر له بذلك‏.‏
وكتب تقليده وبرز إلى ظاهر القاهرة وأقام يومين ثم طلع في اليوم الثالث إلى السلطان ليودّعه فوثب عليه الأمير فطلوبغا الفخريّ وأمسك سيفه وتكاثروا عليه فأمسكوه وجهزوه إلى الإسكندرية فاعتقل بها ثم قتل في الخامس من ربيع الأول سنة اثنين وأربعين وسبعمائة لأوّل سلطنة الملك الأشرف كجك وكان شابًا أبيض اللون طريفًا مديد القامة نحيفًا خفيف اللحية كأنها عذار على حركاته رشاقة حسن العمة يتعمم الناس على مثالها وكان يشبّه بأبي سعيد ملك العراق إلاّ أنه كان غير عفيف الفرج زائد الهرج والمرج لم يعف عن مليحة ولا قبية ولم يدع أحدًا يفوته حتى يمسك نساء الفلاحين وزوجات الملاحين‏.‏
وأشتهر بذلك ورمي فيه بأوابد وكان زائد البذخ منهمكًا على ما يقتضيه عنفوان الشبيبة كثيرا الصلف والتيه ولا يظهر الرأفة ولا الرحلة في تأنيه ولما توجه بأولاد السلطان ليفرّهم في دمياط كان يذبح لسماطه في كل يوم خمسين رأسًا من الغنم وفرسًا لا بد منه خارجًا عن الأز والدجاج وكان راتبه دائمًا كل يوم من الفحم برسم المشوي مبلغ عشرين درهمًا عنها مثقال ذهب وذلك سوى الطوارىء وأطلق له السلطان كل يوم بقجة قماش من اللفافة إلى الخف إلى القميص واللباس والملوطة والغلطاق والقباء الفوقاني بوجه اسكندراني على سنجاب طريق مطرّز مزركش رقيق وكلوته وشاش ولم يزل يأخذ ذلك كل يوم إلى أن مات السلطان وأطلق له في يوم واحد عن ثمن قرية تبنى بساحل الرملة مبلغ ألف درهم فضة عنها يومئذ خمسون ألف مثقال من الذهب وهو أوّل من أمسك بعد موت الملك الناصر‏.‏
وقال الأديب المؤرخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي ومن كتابه نقلت ترجمة بشتاك‏:‏ قالَ الزمانُ وما سمعنا قولهُ والناسُ فيه رهائنُ الأشراكِ من ينصرِ المنصورَ من كيدي وقد صاد الردى بشتاك لي بشراك خط باب الزهومة هذا الخط عرف بباب الزهومة أحد أبواب القصر الكبير الشرقي الذي تقدّم ذكره فإنه كان هناك وقد صار الآن في هذا الخط سوق وفندق وعدّة آدر يأتي ذكر ذلك كله في موضعه إن شاء الله تعالى‏.‏
***********************************

ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني  ( 107 من 167 )  : "علم الدين‏:‏ عبد الله بن تاج الدين أحمد بن إبراهيم المعروف بابن زنبور أوّل ما باشر به استيفاء الوجه القبلي شريكًا لوهب بن سنجر وطلع صحبته الأمير علم الدين عبد الرزاق كاشف الوجه القبليّ ونهض فيها فلما كانت مصادرة ابن الجيعان كاتب الإصطبل طلب السلطان سائر الكتاب وكان منهم ابن زنبور فعرضهم ليخار منهم فشكر الفخر ناظر الجيش منه وقال‏:‏ هو ولد تاج الدين رفيقه وشكره الأكوز فلما انفض المجلس طلبه خلع عليه فباشر نظر الإصطبل في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ونال فيه سعادة طائلة واستمرّ إلى أن مات السلطان الملك محمد وحكم الأمير ايدغمش فباشر استيفاء الصحبة فلما قبض على حمال الكفاة ناظر الخاص وناظر الجيش وعلى الموفق ناظر الدولة وعلى الصفيّ ناظر البيوت المرعوف بكاتب قوصون في سنة خمس وأربعين وسبعمائة ومات حمال الكفاة في العقوبة يوم الأحد سادس شهر ربيع الأوّل عيّن ابن زنبور لوظيفة نظر الخاص ثم قرّر فيها القاضي موفق الدين هبة الله بن إبراهيم ناظر الدولة وكان ابن زنبور وهو مستوفي الصحبة قد سيّره حمّال الكفاة قبل القبض عليه لكشف القلاع الشامية ومعه جاراكتمر الحاجب إبعادًا له وكان الأمير أرغون العلائي يعنى به فلما قبض على حمّال الكفاة تحدّث له العلائي مع السلطان الملك الصالح إسماعيل بن محمد بن قلاوون في نظر الخاص فبعض في طلبهن ثم لم يحضر إلاَّ بعد شهر فتحدّث الوزير نجم الدين محمود بن عليّ المعروف بوزير بغداد مع السلطان في ولاية الموفق نظر الخاص فخلع عليه وحضر ابن زنبور من الشام فباشر نظر الولة علم الدين بن سهلوك وابن زنبور على ما هي عادته في استيفاء الصحبة ونهض في المباشرة وحصّل الأموال ودخل هو والوزير نجم الدين وشكيا توقف الدولة من كثرة الإنعامات والإطلاقات للخدم والجواري ومن يلوذ بهم فتقرّر الحال مع الأمراء على كتابة أوراق بكلفة الدولة فلما قُرئت بمحضر ن الأمراء بلغت الكلف ثلاثين ألف ألف درهم والمتحصل خمسة عشر ألف درهم فأبطل ما استجدّ بعد موت الملك الناصر بأسره فلم يستمرّ غير شهر واحد حتى عاد الأمر على ما كان عليه بحيث بلغ مصروف الحوائج خاناه في كل يوم اثنين وعشرين ألف درهم بعد ما كانت في أيام الناصر محمد ثلاثة عشر ألف درهم فلما مات الملك الصالح إسماعيل وأقيم في الملك من بعده أخوه الملك الكامل سيف الدين شعبان بن محمد صرف الموفق عن نظر الخاص ونقل ابن زنبور من استيفاء الصحبة إليها واستقرّ فخر الدين السعيد في استيفاء الصحبة وذلك في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وسبعمائة فباشر ذلك إلى أخريات رجب نيفًا وثمانين يومًا فولى الملك الكامل نظر الخاص لخفر الدين ابن السعيد مستوفي الدولة وأعاد ابن زنبور من نظر الخاص إلى استيفاء الدولة فلما كان في المحرّم سنة سبع وأربعين أعين نجم الدين وزير بغداد إلى الوزارة وقرّر ابن زنبور في نظر الدولة فاستمرّ إلى أن قُتل الكامل شعبان وأقيم في الملك من بعده أخوه الملك الظفر حاجي في مستهل جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين فطلب ابن زنبور وأعيد إلى نظر الخاص وقبض على فخر الدين بن سعيد وطولب بالحمل وأضيف إليه نظر الجيش فباشر ذلك إلى سنة إحدى وخمسين فأضيف إليه الوزارة في يوم الخميس سابع عشري ذي القعدة وخلع عليه وكان له يوم عظيم جدًّا فلما كان يوم السبت جلس بشباك قاعة الصاحب من القلعة في دست الوزارة واستدعى جمع المباشرين وطلب المقدّم ابن يوسف وشدّ وسطه على ما كان عليه وطلب المعاملين وسلفهم على اللحم وغيره واستكتب المباشرين أنه لم يكن في بيت المال ولا الاهرا من الدراهم والغلال شيء البتة ودخل بها وقرأها على السلطان والأمراء وشرع في عرض أرباب الوظائف كلهم وطلب حساب الأقاليم بأسرها وولى صهره فخر الدين ماجد فرويتة نظر البيوت وأنفق جامكية شهر وحمل الرواتب إلى الدور السلطانية‏.‏

**************************************************************************

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 139 من 167 ) : " السلطان الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاون‏:‏ ولم يكمل له من العمر ثمان سنين فتنكرت قلوب الأمراء على قوصون وحاربوه وقبضوا عليه كما ذكر في ترجمته وخلعوا الأشرف في يوم الخميس أوّل شعبان فكانت مدّته خمسة أشهر وعشرة أيام وقام الأمير أيدغمش بأمر الدولة وبعث يستدعي من بلاد الكرم‏.‏
السلطان الملك الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد بن قلاون‏:‏ وكان مقيمًا بقلعة الكرك من أيام أبيه فقدم على البريد في عشرة من أهل الكرك ليلة الخميس ثامن عشري شهر رمضان وعبر الدور من قلعة الجبل بمن قدم معه واحتجب عن الأمراء ولم يخرج لصلاة العيد ولا حضر السماط على العادة إلى أن لبس شعار السلطنة وجلس على التخت في يوم الاثين عاشر شوّال وقلوب الأمراء نافرة منه لإغراضه عنهم فساءت سيرته ثم خرج إلى الكرك في يوم الأربعاء ثاني ذي القعدة واستخلف الأمير آق سنقر السلاري نائب الغيبة‏.‏
فلما وصل قبة النصر نزل عن فرسه ولبس ثياب العرب ومضى مع خواصه أهل الكرك على البريد وترك الأطلاب فسارت على البر حتى وافته بالكرك فرد العسكر إلى بلد الخليل وأقام بقلعة الكرك وتصرف أقبح تصرف فخلعه الأمراء في يوم الأربعاء حادي عشري المخرّم سنة ثلاث وأربعين فكانت مدّته ثلاثة أشهر وثلاثة عشر يومًا‏.‏ وأقاموا بعده أخاه‏.‏
****************************************************************************

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 140 من 167 ) : "السلطان الملك المظفر زين الدين حاجي‏:‏ من يومه فساءت سيرته وانهمك في اللعب فركب الأمراء عليه فركب إليهم وحاربهم فخانه من معه وتركوه حتى أخذ وذبح في يوم الأحد ثاني عشر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وكانت مدّته سنة وثلاثة أشهر واثني عشر يومًا‏.‏ وأقيم من بعده أخوه‏

****************************************************************************

قوصون يخلع ويولى السلاطين

المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الرابع ( 146 من 167 )  : " قوصون‏:‏ الأمير الكبير سيف الدين حضر من بلاد بركة إلى مصر صحبة خوند ابنة أزبك امرأة الملك الناصر محمد بن قلاوون في ثالث عشري ربيع الآخر سنة عشرين وسبعمائة ومعه قليل عصيّ وطسما ونحو ذلك مما قيمته خمسمائة درهم ليتجر فيه فطاف بذلك في أسواق القاهرة وتحت القلعة وفي داخل قلعة الجبل فاتفق‏.‏

في بعض الأيام أنه دخل إلى الإسطبل السلطاني ليبيع ما معه فأحبه بعض الأوشاقية وكان صبيًا جميلًا طويلًا له من العمر ما يقارب الثماني عشرة سنة فصار يتردّد إلى الأوشاقيّ إلى أن رآه السلطان فوقع منه بموقع فسأل عنه فعرف بأنه يحضر لبيع ما معه وأن بعض الأوشاقية تولع به فأمر بإحضاره إليه وابتاع منه نفسه ليصير من جملة المماليك السلطانية فنزله من جملة السقاة وشغف به وأحبه حبًا كثيرًا فأسلمه للأمير بكتمر الساقي و جعله أمير عشرة ثم أعطاه أمرة طبلخاناه ثم جعله أمير مائة مقدم ألف ورقاه حتى بلغه أعلى المراتب فأرسل إلى البلاد وأحضر إخوته سوسون وغيره من أقاربه وأمر الجميع واختص به السلطان بحيث لم ينل أحد عنده ما ناله وزوجه بابنته وتزوج السلطان أخته فلما احتضر السلطان جعله وصيًا على أولاده وعهد لابنه أبي بكر فأقيم في الملك من بعده وأخذ قوصون في أسباب السلطنة وخلع أبا بكر المنصور بعد شهرين وأخرج إلى مدينة قوص ببلاد الصعيد ثم قتله وأقام كجك ابنا السلطان و له من العمر خمس سنين ولقبه بالملك الأشرف وتقلد نيابة السلطنة بديار مصر فأمر من حاشيته وأقاربه ستين أميرًا وأكثر من العطاء وبذل الأموال والأنعام فصار أمر الدولة كله بيده هذا وأحمد بن السلطان الملك الناصر مقيم بمدينة الكرك فخافه قوصون وأخذ في التدبير عليه فلم يتم له ما أراد من ذلك وحرّك على نفسه ما كان ساكنًا فطلب أحمد الملك لنفسه وكاتب الأمراء والنوّاب بالمملكة الشامية والمصرية فأذعنوا إليه وكان بمصر من الأمراء الأمير أيدغمش والأمير آل ملك وقماري والماردانيّ وغيرهم فتخيل قوصون منهم وأخذ في أسباب القبض عليهم فعلموا بذلك وخافوا الفوت فركبوا لحربه وحصروه بقلعة الجبل حتى قبضوا عليه في ليلة الأربعاء آخر شهر رجب سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ونهبت داره وسائر دور حواشيه وأسبابه وحمل إلى الإسكندرية صحبة الأمير قبلاي فقتل بها وكان كريمًا يفرّق في كل سنة للأضحية ألف رأس غنمًا وثلاثمائة بقرة ويفرّق ثلاثين حياصة ذهبًا ويفرّق كلّ سنة عدّة أملاك فيها ما يبلغ ثمنه ثلاثين ألف درهم وله من الآثار بديار مصر سوى هذا الجامع الخانقاه بباب القرافة والجامع تجاهها وداره التي بالرميلة تحت القّلعة تجاه باب السلسلة وحكر قوصون‏.‏

ألطنبغا الماردانيّ الساقي‏:‏ أمّره الملك الناصر محمد بن قلاون وقدّمه وزوّجه ابنته فلما مات السلطان وتلوى بعده ابنه الملك المنصور أبو بكر ذكر أنه وشى بأمره إلى الأمير قوصون وقال‏:‏ قد عزم على إمساكك‏.‏
فتحيل قوصون وخلع أبا بكر وقتله بقوص هذا مع أن الطنبغا كان فد عظم عند المنصور أكثر مما كان عند أبيه فلما أقيم الأشرف كجك وماج الناس وحضر الأمير قطلوبغا من الشام وشغب الأمراء على قوصون كان ألطبغا أصل ذلك كله ثم نزل إلى الأمير أيدغمش أمير أخور واتفق معه على أن يقبضَ على قوصون وطلع إلى قوصون وشاغله وخذله عن الحركة طول الليل والأمراء الكبار المشايخ عنده وما زال يساهره حتى نام وكان من قيالم الأمراء وركوبهم عليه ما كان إلى أن أمسك وأخرج إلى الإسكندرية ولما قدم ألطنبغا نائب الشام وأقام تقدّم الماردانيّ وقبض على سيفه ولم يجسر غيره على ذلك فقويت بهذه الحركان نفسه وصار يقف فوق التمرتاشيّ وهو اغاته فشق ذلك عليه وكتم في نفسه إلى أن ملك الصالح إسماعيل فتمكن حينئذّ التمرتاشيّ وصار الأمر له وعمل على المارداني فلم يشعر بنفسه إلا وقد أخرج على خمسة أرؤس من خيل البريد إلى نيابة حماه في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وأربعين فسار إليها وبقي فيها نحو شهرين إلى أن مات ايدغمش نائب الشام ونقل طقزدمر من نيابة حلب إلى نيابة دمشق فنقل الماردانيّ من نيابة حماه إلى نيابة حلب وسار إليها في أوّل رجب من السنة المذكورة وجاء الأمير يلبغا اليحياويّ إلى نيابة حماه فأقام الماردانيّ يسيرًا في حلب ومرض ومات مستهلّ صفر سنة أربع وأربعين وسبعمائة وكان شابًا طويلًا رقيقًا حلو الصورة لطيفًا معشق الخطرة كريمًا صائب الحدس عاقلًا‏.‏
 



 

============================================================

 

 

 

 

 

Home | أيبك165/ 1 م.ح | نور الدين166/ 2 م.ح | قطز 167/ 3 م.ح | بيبرس168/ 4 م.ح | السعيد 169/ 5 م.ح | سلامش 170/ 6 م.ح | سيف الدين171/ 7 م.ح | صلاح الدين172/ 8 م.ح | بن قلاوون 173/ 9 م.ح | زين الدين174/ 10 م.ح | حسام الدين175/ 11 م.ح | بن قلاوون 176/ 12 م.ح | بيبرس177/ 13 م.ح | أحمد178/ 14 م.ح | إسماعيل179/ 15 م.ح | بن قلاوون180/ 16 م.ح | أبو بكر181/ 17 م.ح | كجك182/ 18 م.ح | شعبان 183/ 19 م.ح | حسن 184/ 20 م.ح | صالح 185/ 21 م.ح | حسن186/ 22 م.ح | محمد187/ 23 م.ح | شعبان188/ 24 م.ح | على 189/ 25 م.ح | أمير حاج 190/ 26 م.ح

This site was last updated 03/29/07