علم الشيعة الأخضر الفاطمى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الخليفــــة الظاهر لإعزاز دين الله - 148

 

 +إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك فاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
من هو الخليفة الفاطمى الظاهر؟
الخليفة الظاهر
قتل ولى العهد وخلافة الظاهر/ الأنطاكى
سنة412 و413 هـ
الأنطاكى  سنة 414 هـ
الأنطاكى  سنة 416 هـ
الأنطاكى  سنة 417 هـ
الأنطاكى  سنة 421 هـ
الأنطاكى  سنة 422 هـ
الأنطاكى  سنة 423 هـ
الأنطاكى  سنة 424 هـ

 

الخليفــــة الظاهر لإعزاز دين الله الخليفة رقم 148 من الخلفاء الذين حكموا مصر والخليفة الرابع فى سلسلة خلفاء الأسرة الفاطمية

****************************************************************************************

 الجزء التالى من مرجع عن الخلفاء الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة الفاطمية الشيعية الإسلامية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

**************************************************************************************** 

ولاية الخليفــــة الظاهر لإعزاز دين الله  على مصـــر
 ولاية الظاهر لإعزاز دين الله هو الظاهر لإعزاز دين الله أبو هاشم وقيل‏:‏ أبو الحسن علي بن الحاكم بأمر الله أبي علي منصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم محمد بن المهدي عبيد الله العبيدي الفاطمي المغربي الأصل المصري المولد والمنشأ والوفاة الرابع من خلفاء مصر من بني عبيد والسابع من المهدي‏.‏
مولده بالقاهرة في ليلة الأربعاء عاشر شهر رمضان سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وولي الخلافة بعد قتل أبيه الحاكم في شوال من سنة إحدى عشرة وأربعمائة حسب ما ذكرناه مفصلًا في أواخر ترجمة أبيه الحاكم وقيام عمته ست الملك في أمره‏.‏
وقال صاحب مرآة الزمان‏:‏ وولي الخلافة في يوم عيد النحر سنة إحدى عشرة وأربعمائة وله ست عشرة سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام وتم أمره‏.‏
ووافقه على ذلك القاضي شمس الدين بن خلكان لكنه قال‏:‏ وكانت ولايته بعد أبيه بمدة لأن أباه فقد في السابع والعشرين من شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة وكان الناس يرجون ظهوره ويتبعون آثاره إلى أن تحققوا عدمه فأقاموا ولده المذكور في يوم النحر‏.‏
انتهى كلام ابن خلكان‏.‏
وقال أبو المظفر في المرآة‏:‏ وملك الظاهر لإعزاز دين الله سائر ممالك والده مثل الشام والثغور وإفريقية وقامت عمته ست الملك بتدبير مملكته أحسن قيام وبذلت العطاء في الجند وساست الناس أحسن سياسة‏.‏
وكان الظاهر لإعزاز دين الله عاقلًا سمحًا جوادًا يميل إلى دين وعفة وحلم مع تواضع‏.‏
أزال الرسوم التي جددها أبوه الحاكم إلى خير وعدل في الرعية وأحسن السيرة وأعطى الجند والقواد الأموال واستقام له الأمر مدة وولى نوابه بالبلاد الشامية إلى أن خرج عليه صالح بن مرداس الكلابي وقصد حلب وبها مرتضى الدولة أبو نصر بن لؤلؤ الحمداني نيابة عن الظاهر هذا فحاصرها صالح المذكور إلى أن أخذها‏.‏
ثم تغلب حسان بن المفرج بن دغفل البدوي صاحب الرملة على أكثر الشأم وتضعضعت دولة الظاهر‏.‏
واستوزر الوزير نجيب الدولة علي بن أحمد الجرجرائي‏.‏
وكان الوزير هذا من بيت حشمة ورياسة وكان أقطع اليدين من المرفقين قطعهما الحاكم بأمر الله في سنة أربع وأربعمائة وكان يكتب عنه العلامة القاضي أبو عبد الله القضاعي وكانت العلامة الحمد لله شكرًا لنعمته‏.‏
ولم يظهر أمر هذا الوزير إلا بعد موت عمة الظاهر ست الملك بعد سنة خمس عشرة وأربعمائة‏.‏
وكان الظاهر لإعزاز دين الله كثير الصدقات منصفًا من نفسه لا يدعي دعاوى والده وجده في معرفة النجوم وغيرها من الأشياء المنكرة

المصريين يكسرون الحجر الأسود

لا سيما لما وقع من بعض حجاج المصريين كسر الحجر الأسود بالبيت الحرام في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة‏.‏
وكان أمر الحجر أنه لما وصل الحاج المصري إلى مكة المشرفة وثب شخص من الحاج إلى الحجر الأسود وهو مكانه من البيت الحرام وضربه بدبوس كان في يده حتى شعثه وكسر قطعًا منه وعاجله الناس فقتلوه وثار المكيون بالمصريين فقتلوا منهم جماعة ونهبوهم حتى ركب أبو الفتوح الحسن بن جعفر فأطفأ الفتنة ودفع عن المصريين‏.‏
وقيل‏:‏ إن الرجل الذي فعل ذلك كان من الجهال الذين استغواهم الحاكم وأفسد عقائدهم‏.‏
فلما بلغ الظاهر ذلك شق عليه وكتب كتابًا في هذا المعنى‏.‏
قال هلال بن الصابىء‏:‏ وجدت كتابًا كتب من مصر في سنة أربع عشرة وأربعمائة على لسان المصريين وهو كتاب طويل فمنه‏:‏ وذهبت طائفة من النصيرية إلى الغلو في أبينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه غلت وأدعت فيه ما ادعت النصارى في المسيح‏.‏
ونجمت من هؤلاء الكفرة فرقة سخيفة العقول ضالة بجهلها عن سواء السبيل فغلوا فينا غلوًا كبيرًا وقالوا في آبائنا وأجدادنا منكرًا من القول وزورًا ونسبونا بغلوهم الأشنع وجهلهم المستفظع إلى ما لا يليق بنا ذكره‏.‏
وإنا لنبرأ إلى الله تعالى من هؤلاء الجهلة الكفرة الضلال‏.‏
ونسأل الله أن يحسن معونتنا على إعزاز دينه وتوطيد قواعده وتمكينه والعمل بما أمرنا به جدنا المصطفى وأبونا علي المرتضى وأسلافنا البررة أعلام الهدى‏.‏
وقد علمتم يا معشر أوليائنا ودعاتنا ما حكمنا به من قطع دابر هؤلاء الكفرة الفساق والفجرة المراق وتفريقنا لهم في البلاد كل مفرق فظعنوا في الآفاق هاربين وشردوا مطرودين خائفين‏.‏
وكان من جملة من دعاه الخوف منهم إلى الانتزاح رجل من أهل البصرة أهوج أثول ضال مضل سار مع الحجيج إلى مكة حرسها الله فرقًا من وقع الحسام وتستر بالحج إلى بيت الله الحرام‏.‏
فلما حصل في البيت المفضل المعظم والمحل المقدس المكرم أعلن بالكفر وما كان يخفيه من المكر وحمله لمم في عقله على قصد الحجر الأسود حتى قصده وضربه بدبوس ضربات متواليات أطارت منه شظايا وصلت بعد ذلك‏.‏
ثم إن هذا الكافر عوجل بالقتل على أسوإ حاله وأضل أعماله وألحق بأمثاله من الكفرة الواردين موارد ضلاله ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم‏.‏
ولعمري إن هذه لمصيبة في الإسلام قادحة ونكاية فادحة فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
لقد ارتقى هذا الملعون مرتقى عظيمًا ومقامًا جسيمًا أذكر به ما كان أقدم عليه غلام ثقيف المعروف بالحجاج لعنه الله من إحراق البيت وهدمه وإزالة بنيانه وردمه‏.‏
ثم ذكر كلامًا طويلًا في هذا المعنى يطول الشرح في ذكره‏.‏
انتهى كلام ابن الصابىء‏.‏
وروى ابن ناصر بإسناد إلى أبي عبد الله محمد بن علي العلوي قال‏:‏ وفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة كسر الحجر الأسود لما صليت الجمعة يوم النفر الأول بمنى ولم يكن رجع الناس بعد من منى قام رجل ممن ورد من ناحية مصر بيده سيف مسلول وبالأخرى دبوس بعدما قضى الإمام الصلاة فقصد الحجر الأسود ليستلمه على الرسم فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متواليات بالدبوس وقال‏:‏ إلى متى يعبد الحجر‏!‏ ولا محمد ولا علي يقدران على منعي عما أفعله إني أريد أن أهدم هذا البيت وأرفعه‏.‏
فاتقاه الحاضرون وتراجعوا عنه وكاد يفلت‏.‏
وكان رجلًا تام القامة أحمر اللون أشقر الشعر سمينًا وكان على باب المسجد عشرة فرسان على أن ينصروه فاحتسب رجل من أهل اليمن أو من أهل مكة أو غيرها نفسه فوجأه بخنجر واحتوشه الناس فقتلوه وقطعوه وأحرقوه بالنار وثارت الفتنة وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين غير ما أخفي منهم‏.‏
وتقشر بعض وجه الحجر في وسطه من تلك الضربات وتخشن‏.‏
وزعم بعض الحجاج أنه سقط منه ثلاث قطع وكأنه ثقب ثلاثة ثقوب وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار وموضع الكسر أسمر يضرب إلى صفرة محبب مثل الخشخاش‏.‏
فجمع بنو شيبة ما تفرق منه وعجنوه بالمسك وحشوا تلك المواضع وطلوها بطلاء من اللك فهو بين لمن تأمله وهو على حاله إلى اليوم‏.‏  انتهى‏.‏


ثم بعد هذه الواقعة بلغ الظاهر هذا أن السلطان يمين الدولة محمود بن سبكتكين عظم أمره فأحدث أن يكتب إليه كتابًا يدعوه إلى طاعته فكتب إليه وأرسل إليه بالخلع وأن يخطب باسمه بتلك البلاد‏.‏
وكان أبوه الحاكم بأمر الله أرسل إليه قبل ذلك فخرق محمود بن سبكتكين كتاب الحاكم وبصق فيه ومات الحاكم وفي قلبه من ذلك أمور وقد ذكرنا ذلك في ترجمته‏.‏
فلما علم الظاهر هذا بما كان والده الحاكم عزم عليه من أمر محمود المذكور أخذ هو أيضًا في ذلك وكاتب السلطان محمودًا فلم يلتفت محمود لكتابه وبعث به وبالخلع إلى الخليفة القادر العباسي وتبرأ من الظاهر هذا‏.‏
فجمع القادر القضاة والأشراف والجند وغيرهم ببغداد وأخرج الخلع إلى باب النوبي وكانت سبع جبب وفرجية ومركب ذهب وأضرمت النار وألقيت الثياب فيها وسبك المركب الذهب فظهر منه أربعون ألف دينار وخمسمائة وقيل‏:‏ أخرج منه دراهم هذا العدد فتصدق بها الخليفة القادر على ضعفاء بني هاشم‏.‏
وبلغ الظاهر فقامت قيامته وانكص عن مكاتبة محمود بعدها‏.‏
وكان الظاهر ينظر في مصالح الرعية بنفسه وفي إصلاح البلاد‏.‏
فلما وقع الفناء في ذوات الأربع في سنة سبع عشرة وأربعمائة منع الظاهر من ذبح البقر السليمة من العيوب التي تصلح للحرث وغيره وكتب على لسانه كتاب قرىء على الناس فمنه‏:‏ إن الله تعالى بتتابع نعمته وبالغ حكمته خلق ضروب الأنعام وعمل فيها منافع الأنام فوجب أن تحمى البقر المخصوصة بعمارة الأرض المذللة لمصالح الخلق فإن في ذبحها غاية الفساد وإضرارًا للعباد والبلاد‏.‏  وأباح ذبح ما لا يصلح للعمل ولا يحصل به النفع‏.‏  فمنع الناس ذبح البقر‏.‏  وحصل بذلك النفع التام‏.‏
وفي سنة عشرين وأربعمائة خرج على الظاهر بالبلاد الشامية صالح بن مرداس أسد الدولة وحسان بن المفرج بن الجراح وجمعا الجموع واستوليا على الأعمال وانتهيا إلى غزة‏.‏
فجهز الظاهر لحربهما جيشًا عليه القائد أنوشتكين منتخب الدولة التركي أمير الجيوش المعروف بالدزبري فالتقى معهما فانهزم حسان بن المفرج وقتل صالح وابنه الأصغر‏.‏
وبعث الدزبري برأس صالح إلى الظاهر بمصر وأفلت نصر بن صالح الأكبر إلى حلب‏.‏
واستولى الدزبري على الشام ونزل على دمشق وكتب إلى الظاهر كتابًا مضمونه النصر ويعرفه فيه بما جرى وكان بينه وبينهما ملحمة هائلة‏.‏
وسر الظاهر هذا بنصرة نصر لكون الإسلام يجمع بينهما‏.‏
وكان المتغلبون على البلاد في أيام الظاهر كثيرين جدًا وذلك لصغر سنه وضعف بدنه‏.‏
ووقع له في أيامه خطوب قاساها إلى أن توفي بالقاهرة في يوم الأحد النصف من شعبان سنة سبع وعشرين وأربعمائة وعمره إحدى وثلاثون سنة‏.‏
وكانت ولايته على مصر ست عشرة سنة وتسعة أشهر‏.‏

السنة الثالثة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر  وهي سنة أربع عشرة وأربعمائة‏:‏

فيها دخل مشرف الدولة بن بهاء الدولة إلى بغداد وتلقاه الخليفة في زبزب بأبهة الخلافة ولم يكن القادر لقي أحدًا من الملوك قبله‏.‏
 أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وثماني أصابع‏.‏  مبلغ الزيادة أربع عشرة ذراعًا وأربع عشرة إصبعًا‏.‏
السنة الرابعة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة خمس عشرة وأربعمائة‏:‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وخمس أصابع‏.‏  مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا سواء‏.‏
إضافة الدين إلى الأسماء
السنة الخامسة من ولاية الظاهر وهي سنة ست عشرة وأربعمائة‏:‏ فيها توفي في شهر ربيع الآخر السلطان مشرف الدولة أبو علي الحسن ابن السلطان أبي نصر فيروز بهاء الدولة ابن السلطان عضد الدولة بويه ابن السلطان ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي‏.‏
واستقر الأمر بعد موته على تولية جلال الدولة أبي طاهر فخطب له على منابر بغداد وهو بالبصرة وخلع على شرف الملك أبي سعيد بن ماكولا وزيره ولقبه علم الدين سعد الدولة أمين الملة شرف الملك‏.‏
قلت‏:‏ وهذا ثاني لقب سمعناه من اسم مضاف إلى الدين‏.‏
وأول ما سمعنا من هذه الألقاب لقب بهاء الدولة بن بويه ركن الدين‏.‏
قلنا‏:‏ لعل ذلك كان تعظيمًا في حقه لكونه سلطانًا فيكون هذا على هذا الحكم هو أول لقب لقب به في الإسلام والله أعلم‏.‏
ومن يومئذ ظهرت الألقاب وتغالت فيها الأعاجم حتى إنهم لم يدعوا شيئًا إلا وأضافوا الدين له حتى اشتهر ذلك وشاع وسمي به كل أحد حتى الأسالمة فمنهم من يسمى جلال الدين وسعد الدين وجمال الدين فلا قوة إلا بالله‏.‏
وحق المغاربة في حنقهم ممن يلقب بهذه الألقاب‏.‏
وأنا بالله أحلف لو ملكت أمري ما لقبت بجمال الدين ولا غيره وأكره من يسميني بذلك ولا أقدر على تغيير الاصطلاح‏.‏
وهذا لا يكون إلا من ولي أمر أو حاكم بلدة‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏  مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وأربع أصابع‏.‏
السنة السادسة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة سبع عشرة وأربعمائة‏:‏

 أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وأربع عشرة إصبعًا‏.‏  مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وسبع أصابع‏.‏
السنة السابعة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة ثماني عشرة وأربعمائة‏:‏
وفيها توفي الحسين بن علي بن الحسين أبو القاسم الوزير المغربي ولد بمصر في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة وهرب منها لما قتل الحاكم أباه عليًا وعمه محمدًا‏.‏  وقيل‏:‏ إن أباه وزر للعزيز بمصر ثم للحاكم ابنه‏.‏

ولاة الأنــــدلس من الأسرة الأمــــويه
وكانت ولاة الأندلس من بني أمية أربعة عشر على عدد أسلافهم ومدة سنينهم مائتان وثمانون سنة فأولهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو المطرف الملقب بالداخل لكونه دخل المغرب بويع سنة تسع وثلاثين ومائة في أيام أبي جعفر المنصور العباسي‏.‏
ثم ولي بعده ابنه هشام في سنة اثنتين وسبعين‏.‏
ثم ولي بعده ابنه الحكم بن هشام بن عبد الرحمن في سنة ثمانين ومائة‏.‏
ثم ولي بعده ابنه عبد الرحمن بن الحكم في سنة ست وثمانين ومائة‏.‏
ثم ولي بعده ابنه محمد في سنة ثمان وثلاثين ومائتين‏.‏
ثم ولي بعده ابنه المنذر بن محمد سنة ثلاث وسبعين ومائتين ومات سنة خمس وسبعين ولم يكن له ولد فولي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل سنة 275 ه‏.‏
ثم ولي بعده ابنه عبد الرحمن سنة ثلاثمائة‏.‏
ثم ولي بعده الحكم بن عبد الرحمن سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة‏.‏
ثم ولي بعده ابنه هشام سنة سبعين وثلاثمائة ومات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة بعد أن تغلب عليه محمد بن هشام بن عبد الجبار الملقب بالناصر لدين الله سنة 399 ه ثم غلب عليه المستعين سليمان بن الحكم سنة 400 ه‏.‏
ثم غلب محمد بن هشام بن عبد الجبار للمرة الثانية في شوال سنة 00 ه‏.‏
ثم هشام بن الحكم للمرة الثانية في ذي الحجة سنة 400 ه‏.‏
ثم ولي سليمان المستعين للمرة الثانية من شوال سنة 403 ه إلى المحرم من سنة 407 ه‏.‏
ثم تغلب علي بن حمود إلى شهر رمضان سنة 408 ه‏.‏
ثم ولي المرتضى عبد الرحمن بن محمد في شهر رمضان سنة 408 ه ثم تغلب القاسم بن محمود في نفس السنة‏.‏
ثم يحيى بن علي بن حمود في سنة 412 ه ثم القاسم بن حمود للمرة الثانية في سنة 413 ه‏.‏
ثم ولي المستظهر عبد الرحمن بن هشام في شهر رمضان سنة 414 ه‏.‏
ثم ولي المستكفي محمد بن عبد الرحمن في ذي القعدة سنة 414 ه‏.‏
ثم تغلب يحيى بن علي بن حمود للمرة الثانية في ربيع الأول سنة 416 ه‏.‏
ثم ولي المعتد هشام بن عبد الرحمن من ربيع الأول سنة 418 ه إلى سنة 422 ه‏.‏
وهو آخرهم‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏  مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏
السنة الثامنة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة تسع عشرة وأربعمائة‏:‏

فيها ولى الظاهر أمر دمشق لأمير الجيوش الدزبري وكان شجاعًا شهمًا واسمه أبو منصور أنوشتكين التركي‏.‏
وفيها هلك قسطنطين أخو بسيل ملك الروم وبعد موته انتقل الملك إلى بنت له وزوجها وهو ابن خالها يسمى أرمانوس ولم يكن من بيت الملك وجعلت ولاية العهد في أرمانوس المذكور ولبس الخف الأحمر وتسمى قيصرًا‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع سواء‏.‏  مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وأربع أصابع‏.‏
السنة التاسعة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة عشرين وأربعمائة‏:‏
وفيها توفي الأستاذ الأمير المختار عز الملك محمد بن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز المعروف بالمسبحي الكاتب الحراني الأصل المصري المولد والمنشأ صاحب التاريخ المشهور وغيره من المصنفات‏.‏
قال ابن خلكان‏:‏ كانت فيه فضائل ولديه معارف ورزق حظوة في التصانيف واتصل بخدمة الحاكم العبيدي‏.‏  قال‏:‏ وتاريخه ثلاثة عشر ألف ورقة‏.‏  انتهى‏.‏
قلت‏:‏ وله عدة تصانيف أخر‏.‏
مات في شهر ربيع الآخر‏.‏  والمسبحي‏:‏ بضم الميم وفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وفي آخرها حاء مهملة‏.‏  قال السمعاني‏:‏ هذه النسبة إلى الجد‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏  مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا سواء‏.‏
السنة العاشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة‏.‏
الماء القديم أربع أذرع وثلاث وعشرون إصبعًا‏.‏  مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏
السنة الحادية عشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة‏.‏
فيها قتل أبو علي الحسن بن علي بن ماكولا بالأهواز قتله غلام له يعرف بعدنان كان يجتمع مع امرأة في داره ففطن بهما فعلما بذلك فخافا منه وساعدهما فراش كان في داره فغموه بشيء وعصروا خصاه حتى مات وأظهروا أنه مات فجأة فأخذ الغلام والفراش وضربا فأقرا بما وقع من أمره فصلبا وحبست المرأة في دار‏.‏
وفيها توفي الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد ابن الأمير أبي أحمد إسحاق ابن الخليفة جعفر المقتدر ابن الخليفة المعتضد أحمد ابن الأمير أبي أحمد طلحة الموفق ابن الخليفة جعفر المتوكل ابن الخليفة محمد المعتصم ابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة المهدي محمد ابن الخليفة أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي البغدادي‏.‏
بويع بالخلافة بعد القبض على الطائع عبد الكريم في حادي عشر شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ومولده في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة‏.‏
وأمه أم ولد تسمى يمنى ماتت في خلافته‏.‏
وتوفي ليلة الاثنين حادي عشر ذي الحجة ودفن ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء‏.‏
وكانت خلافته إحدى وأربعين سنة وثلاثة أشهر وهو أطول الخلفاء العباسية مدة لا نعلم خليفة أقام في الخلافة هذه المدة من بني العباس ولا غيرهم إلا المستنصر معدًا العبيدي الآتي ذكره فإنه أقام في خلافة مصر ستين سنة‏.‏
وتخلف بعد القادر ابنه أحمد ولقب بالقائم بأمر الله‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعًا مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏
السنة الثانية عشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة‏.‏
فيها بعث الظاهر صاحب الترجمة بكسوة الكعبة فكسيت‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعًا‏ , مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وأربع أصابع
السنة الثالثة عشرة من ولاية الظاهر  لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة أربع وعشرين وأربعمائة‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وعشر أصابع‏ , مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وإصبعان‏.‏

السنة الرابعة عشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة خمس وعشرين وأربعمائة‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وخمس عشرة إصبعًا , مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏
السنة الخامسة عشرة من ولاية الظاهر وهي سنة ست وعشرين وأربعمائة‏.‏
 أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعًا , مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وخمس عشرة إصبعًا‏.‏
السنة السادسة عشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة سبع وعشرين وأربعمائة‏.‏
 أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وعشرون إصبعًا‏ , مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وخمس عشرة إصبعًا‏.‏
*********************************
الفساد الذى كان يحدث على الخليج فى عصر الخليفة الظاهر

ذكر المقريزى فى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثالث  ( 123 من 167 )  : " قال المسبحيّ وفي يوم الثلاثاء لخمس بقين منه يعني المحرّم سنة خمس عشرة وأربعمائة كان ثالث الفتح فاجتمع بقنطرة المقس عند كنيسة المقس من النصارى والمسلمين في الخيام المنصوبة وغيرها خلق كثير للأكل والشرب واللهو ولم يزالوا هناك إلى أن انقضى ذلك اليوم وركب أمير المؤمنين يعني الظاهر لاعزاز دين الله أبا الحسن عليّ بن الحاكم بأمر الله في مركبه إلى المقس وعليه عمامة شرب مفوّطة بسواد وثوب ديبقي من شكل العمامة ودار هناك طويلًا وعاد إلى قصره سالمًا وشوهد من سكر النساء وتهتكهن وحملهن في قفاف الحمالين سكارى واجتماعهن مع الرجال أمر يقبح ذكره‏.‏
 

This site was last updated 11/17/13