Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

الإسلام سرق كنوز مصـــر وثروتها

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الذهب والعبيد سبب الغزو
الإسلام سرق مصر
ثروات الخلفاء
الإسلام ومنارة الإسكندرية
ثروات القصور للمقريزى
ثروات السلاطين العثمانيين
عمر وكنوز الشعوب
ذهب كسرى سبب الغزو
ثروات من العبيد

***************************************************************************************

 

كنوز وثروة مصر تذهب إلى بغداد

 

وهارون بن خمارويه ( سنة 284 - 291 ) (1) صاحب مصر إلى أن ملك الديار المصرية وأمسك الطولونية وخرب منازلهم وهدم القصر المسمى بالميدان الذي كان سكن أحمد بن طولون وتتبع أساسه حتى أخرب الديار ومحا الآثار ونقل ما كان بمصر من ذخائر بني طولون إلى العراق وقال صاحب كتاب الذخائر إن محمد بن سليمان المذكور رجع إلى العراق في سنة اثنتين وتسعين ومائتين ومعه من ذخائر بني طولون أموال عظيمة يقال إنه كان معه أكثر من ألف ألف دينار عينأ وأنه حمل إلى الخليفة الإمام المكتفي من الذخائر والحلي والفرش أربعة وعشرين ألف حمل جمل وحمل آل طولون معه إلى بغداد وأخذ محمد بن سليمان لنفسه وأصحابه غير ذلك مالا يحصى كثرة ولما وصل محمد بن سليمان إلى حلب متوجهًا إلى العراق كتب الخليفة المكتفي إلى وصيف مولى المعتضد أن يتوكل بإشخاص محمد بن سليمان المذكور فأشخصه وصيف المذكور إلى الحضرة فأخذه المكتفي وقيده وصادره وطالبه بالأموال التي أخذها من مصر ولم يزل محمد بن سليمان معتقلا إلى أن تولى آبن الفرات للخليفة المقتدر جعفر فأخرجه إلى قزوين واليًا على الضياع والأعشار بها‏.‏

 ===================

المــــــــــراجع

(1) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي

 

****************************************************************************************

ثروة الخلفـــــــــــاء

شئ صغير من كنوز مصر فى موكــــب المعــــز

 

اليتيمــــــــة وهى جوهرة كبيرة
ثم يحضر إليه اليتيمة (1) وهي جوهرة عظيمة لا تعرف لها قيمة فتنظم وحولها ما هو دونها من الجواهر وهي موضوعة في هلال من ياقوت أحمر ليس له مثال في الدنيا زنته أحد عشر مثقالًا وقيل أكثر يقال له الحافر فتنظم في خرقة حرير أحسن ما يمكن من الوضع ويخاط على التاج بخياطة خفيفة فيكون ذلك بأعلى جبهة الخليفة وبدائرها قصب الزمرد الذبابي العظيم القدر‏.‏
ثم يؤمر بشد المظلة التي تشاكل تلك البدلة وهي اثنا عشر شوزكًا عرض أسفل كل شوزك شبر وطوله ثلاث أذرع وثلث وآخر الشوزك من فوق دقيق جدًا‏.‏
فيجتمع ما بين الشوازك في رأس عمودها دائرة‏.‏
والعمود من الزان ملبس بأنابيب الذهب‏.‏
وفي آخر أنبوبة تلي الرأس فلكة بارزة قدر عرض إبهام‏.‏
فيشد آخر الشوازك في حلقة ذهب‏.‏
وللمظلة أضلاع من خشب الخلنج مربعات مكسوة بالذهب على عدد الشوازك خفاف بطول الشوازك‏.‏
وفيها خطاطيف لطاف وحلق يمسك بعضها بعضًا تنضم وتنفتح ورأسها كالرمانة ويعلوه أيضًا رمانة صغيرة كلها ذهب مرصع بجوهر ولها رفرف دائر عرضه أكثر من شبر ونصف وتحت الرمانة عنق مقدار ست أصابع‏.‏
فإذا أدخلت الحلقة الذهب الجامعة لآخر الشوازك في رأس العمود ركبت عليها الرمانة ولفت في عرضي دبيقي مذهب فلا يكشفها منه إلا حاملها عند تسليمها وقت الركوب‏.‏

سيف المعـــز
ثم يخرج السيف الخاص وحليته ذهب مرصعة بالجواهر في خريطة مرقومة بالذهب لا يظهر سوى رأسه فيخرج مع المظلة وحامله أمير عظيم القدر وهو أكبر حامل‏.‏
ثم يخرج الرمح وهو رمح لطيف في غلاف منظوم من لؤلؤ وله سنان مختصر بحلية ذهب وله شخص مختص بحمله‏.‏
ودرقة بكوامخ ذهب وسيعة تنسب إلى حمزة بن عبد المطلب في غشاء حرير فيحملها أمير مميز له جلالة‏.‏

فعندما يقرب من الباب يضرب رجل ببوق من ذهب لطيف معوج الرأس يقال له العربانة بصوت عجيب يخالف أصوات البوقات فتضرب أبواق الموكب وتنشر المظلة ويخرج الخليفة من الباب فيقف مقدار ما يركب الأستاذون المحنكون وأرباب الرتب الذين كانوا بالقاعة‏.‏

**************************

المــــــــــراجع

(1) من كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

******************************************************************************

ثـــــروة الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله وأسرته

وقال المقريزى (1) انه عندما تولى الخليفة الحاكم بأمر الله الخلافة كان يجلس على سرير من ذهب : " وقد نصب للحاكم سرير من ذهب عليه مرتبة مذهبة في الإيوان "

قال الصابئ (2) : وأما ما خلفه الحاكم من المال فشيء كثير‏.‏
قيل‏:‏ إنه ورد عليه أيام خلافته رسول ملك الروم فأمر الحاكم بزينة القصر‏.‏
قالت السيدة رشيدة عمة الحاكم‏:‏ فأخرج أعدالًا مكتوبًا على بعضها‏:‏ الحادي والثلاثون والثلاثمائة وكان في الأعدال الديباج المغرز بالذهب فأخرج ذلك وفرش الإيوان وعلق في حيطانه حتى صار الإيوان يتلألأ بالذهب وعلق في صدره العسجدة وهي درقة من ذهب مكللة بفاخر الجوهر يضيء لها ما حولها إذا وقعت عليها الشمس لا تطيق العيون النظر إليها‏.‏
وأيضًا مما يدل على كثرة ماله ما خلفته ابنته ست مصر بعد موتها فخلفت شيئًا كثيرًا يطول الشرح في ذكره من ذلك ثمانية آلاف جارية قاله المقريزي وغيره ونيف وثمانون زيرًا صينيًا مملوءة جميعًا مسكًا ووجد لها جوهر نفيس من جملته قطعة ياقوت زنتها عشرة مثاقيل‏.‏
وكان إقطاعها في السنة خمسين ألف دينار وكانت مع ذلك كريمة سمحة والشيء بالشيء يذكر‏.‏

وتركت أيضًا عبدة المذكورة ما لا يحصى من ذلك‏:‏ أنه ختم على موجودها بأربعين رطل شمع مصرية ومن جملة ما وجد لها ألف وثلاثمائة قطعة مينا فضة زنة كل مينا عشرة آلاف درهم وأربعمائة سيف محلى بذهب وثلاثون ألف شقة صقلية ومن الجوهر إردب زمرد وكانت لا تأكل عمرها إلا الثريد‏.

 

******************************

المـــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) كتاب الخطط للمقريزى - المسماة بالمواعظ  والإعتبار يذكر الخطط والآثار يختص ذلك بأخبار أقليم مصر والنيل وذكر القاهرة وما يتعلق بها وبأقليمها تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام / تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن المحمد المعروف بالمقريزى - الجزء الرابع = مكتبة ألاداب 42 ميدان الأوبرا القاهرة 

(2) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي

 

****************************************************************************************

السلطان فخر الدولة

وخلف مالًا كثيرًا‏.‏  وقال ابن الصابىء بعد ما عدد ما خلفه من المتاع وغيره قال‏:‏ وخلف ألفي ألف وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألفًا ومائتين وأربعة وثمانين دينارًا ومن الورق والنقرة والفضة مائة ألف ألف وثمانمائة ألف وستين ألفًا وسبعمائة وتسعين درهمًا ومن الجواهر واليواقيت الحمر والصفر والحلي واللؤلؤ والبلخش والماس وغيره أربعة عشر ألفًا وخمسمائة وعشرين قطعة قيمتها ثلاثة آلاف ألف دينار ومن أواني الذهب ما وزنه ثلاثة آلاف ألف دينار ومن البلور والصيني ونحوه ثلاثة آلاف ومن السلاح والثياب والفرش ثلاثة آلاف حمل‏.‏
وقيل‏:‏ إنه خلف من الخيل والبغال والجمال ثلاثين ألف رأس ومن الغلمان والمماليك خمسة آلاف ومن السراري خمسمائة ومن الخيام عشرة آلاف خيمة‏.‏ وكان شحيحًا‏.‏  كانت مفاتيح خزائنه في الكيس الحديد مسمرًا بالمسامير لا يفارقه‏.‏

******************************

المـــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي

 

*****************************************************************************************

المستنصر يبيع ثروته فى المجاعة
وكان القحط في أيام الخليفة المستنصر سبع سنين من سنة سبع وخمسين إلى سنة أربع وستين وأربعمائة (1) ‏.‏ وأخرج المستنصر أيضًا طستًا وإبريقًا بلورًا يسع الإبريق رطلين ماء والطست أربعة أرطال وأظنه بالبغدادي فبيعا باثني عشر درهما فلوسًا ثم باع المستنصر من هذا البلور ثمانين ألف قطعة‏.‏
وأما ما باع من الجواهر واليواقيت والخسرواني فشيء لا يحصى‏.‏
وأحصي من الثياب التي أبيعت في هذا الغلاء من قصر الخليفة ثمانون ألف ثوب وعشرون ألف درع وعشرون ألف سيف محلى وباع المستنصر حتى ثياب جواريه وتخوت المهود وكان الجند يأخذون ذلك بأقل ثمن‏.‏
وباع رجل دارًا بالقاهرة كان اشتراها قبل ذلك بتسعمائة دينار بعشرين رطل دقيق‏.‏
وبيعت البيضة بدينار والإردب القمح بمائة دينار في الأول ثم عدم وجود القمح أصلا‏.‏

******************************************************************************

السلطان الملك الناصر فى مدة حكمة الثالثة سنة 570 هـ على مصر يستولى على ثروة الأمير سلار
وأما أمر سلار فإنه لما حضر بين يدي الملك الناصر عاتبه عتابًا كثيرًا وطلب منه الأموال وأمر الأمير سنجر الجاولي أن ينزل معه ويتسلم منه مايعطيه من الأموال فنزل معه إلى داره ففتح سلار سربًا تحت الأرض فأخرج منه سبائك ذهب وفضة وجرب من الأديم الطائفي في كل جراب عشرة آلاف دينار فحملوا من ذلك السرب أكثر من حمل خمسين بغلًا من الذهب والفضة ثم طلع سلار إلى الطارمة التي كان يحكم عليها فحفروا تحتها فأخرجوا سبعًا وعشرين خابية مملوءة ذهبًا ثم أخرج من الجواهر شيئأ كثيرًا منها‏:‏ حجر بهرمان زنته أربعون مثقالًا وأخرج ألفي حياصة ذهب مجوهرة بالفصوص وألفي قلادة من الذهب كل قلادة تساوي مائة دينار وألفي كلفتاة زركش وشيئًا كثيرًا يأتي ذكره أيضًا بعد أن نذكر وفاته ومنها‏:‏ أنهم وجدوا له لجمًا مفضضة فنكتوا الفضة عن السيور ووزنوها فجاء وزنها عشرة قناطير بالشامي‏.‏
ثم إن السلطان طلبه وأمر أن يبنى عليه أربع حيطان في مجلسه وأمر ألا يطعم ولايسقى وقيل‏:‏ إنه لما قبض عليه وحبسه بقلعة الجبل أحضر إليه طعامًا فأبى سلار أن يأكل وأظهر الغضب فطولع السلطان بذلك فأمر بألا يرسل إليه طعام بعد هذا فبقي سبعة أيام لا يطعم ولايسقى وهو يستغيث من الجوع فأرسل إليه السلطان ثلاثة أطباق مغطاة بسفر الطعام فلما أحضروها بين يديه فرح فرحًا عظيمًا وظن أن فيها أطعمة يأكل منها فكشفوها فإذا في طبق ذهب وفي الآخر فضة وفي الآخر لؤلؤ وجواهر فعلم سلار أنه ما أرسل إليه هذه الأطباق إلا ليقابله على ما كان فعله معه فقال سلار‏:‏ الحمد لله الذي جعلني من أهل المقابلة في الدنيا وبقي على هذه الحالة اثني عشر يومًا ومات فأعلموا الملك الناصر بموته فجاؤوا إليه فوجدوه قد أكل ساق خفه وقد أخذ السرموجة وحطها في فيه وقد عض عليها بأسنانه وهو ميت وقيل‏:‏ إنهم دخلوا عليه قبل موته وقالوا‏:‏ السلطان قد عفا عنك فقام من الفرح ومشى خطوات ثم خر ميتًا وذلك في يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة عشر وسبعمائة وقيل‏:‏ في العشرين من جمادى الأولى من السنة المذكورة‏.‏
فأخذ الأمير علم الدين سنجر الجاولي بإذن السلطان وتولى غسله وتجهيزه ودفنه بتربته التي أنشأها بجانب مدرسته على الكبش خارج القاهرة بالقرب من جامع ابن طولون لصداقة كانت بين الجاولي و سلار قديمًا وحديثًا‏.‏
وكان سلار أسمر اللون أسيل الخد لطيف القد صغير اللحية تركي الجنس وكان أصله من مماليك الملك الصالح علي بن قلاوون الذي مات في حياة والده قلاوون وكان سلار أميرًا جليلًا شجاعًا مقدامًا عاقلًا سيوسًا وفيه كرم وحشمة ورياسة وكانت داره ببين القصرين بالقاهرة‏.‏
وقيل‏:‏ إن سلار لما حج المرة الثانية فرق في أهل الحرمين أموالًا كثيرة وغلالًا وثيابًا تخرج عن حد الوصف حتى إنه لم يدع بالحرمين فقيرًا وبعد هذا مات وأكبر شهواته رغيف خبز وكان في شونته يوم مات من الغلال ما يزيد على أربعمائة ألف إردب‏.‏
وكان سلار ظريفًا لبيسًا كبير الأمراء في عصره اقترح أشياء من الملابس كثيرة مثل السلاري وغيره ولم يعرف لبس السلاري قبله وكان شهد وقعة شقحب مع الملك الناصر وأبلى في ذلك اليوم بلاء حسنًا وثخنت جراحاته وله اليد البيضاء في قتال التتار‏.‏
وتولى نيابة السلطنة بديار مصر فاستقل فيها بتدبير الدولة الناصرية نحو عشر سنين‏.‏ ومن جملة صدقاته أنه بعث إلى مكة في سنة اثنتين وسبعمائة في البحر المالح عشرة آلاف إردب قمح ففرقت في أهل مكة وكذا فعل بالمدينة‏.‏
وكان فارسًا كان إذا لعب بالكرة لا يرى في ثيابه عرق وكذا في لعب الرمح مع الإتقان فيهما‏.‏ وأما ماخلفه من الأموال فقد ذكرنا منه شيئًا ونذكر منه أيضًا ما نقله بعض المؤرخين‏.‏
قال الجزري‏:‏ وجد ل سلار بعد موته ثمانمائة ألف ألف دينار وذلك غير الجوهر والحلي والخيل والسلاح‏.‏ قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي‏:‏ هذا كالمستحيل وحسب زنة الدينار وجمله بالقنطار فقال‏:‏ يكون ذلك حمل خمسة آلاف بغل وما سمعناه عن أحد من كبار السلاطين أنه ملك هذا القدر ولا سيما ذلك خارج عن الجوهر وغيره‏.‏ انتهى كلام الذهبي‏.‏
قلت‏:‏ وهو معذور في الجزري فإنه جازف وأمعن‏.‏ وقالى ابن دقماق في تاريخه‏:‏ وكان يدخل إلى سلار في كل يوم من أجرة أملاكه ألف دينار‏.‏ وحكى الشيخ محمد بن شاكر الكتبي فيما رآه بخط الإمام العالم العلامة علم الدين البرزالي قال‏:‏ رفع إلي المولى جمال الدين بن الفويرة ورقة فيها قبض أموال سلار وقت الحوطة عليه في أيام متفرقة أولها يوم الأحد‏:‏ ياقوت أحمر وبهرمان رطلان‏.‏ بلخش رطلان ونصف‏.‏ زمرد ريحاني وذباب تسعة عشر رطلًا‏.‏ صناديق ضمنها فصوص ستة‏.‏ ما بين زمرد وعين الهر ثلاثمائة قطعة كبار‏.‏ لؤلؤ مدور من مثقال إلى درهم ألف ومائة وخمسون حبة‏.‏ ذهب عين مائتا يوم الاثنين‏:‏ فصوص مختلفة رطلان ذهب عين خمسة وخمسون ألف دينار دراهم ألف ألف درهم‏.‏ مصاغ وعقود ذهب مصري أربع قناطير‏.‏ فضيات طاسات وأطباق وطشوت ست قناطير‏.‏ يوم الثلاثاء‏:‏ ذهب عين خمسة وأربعون ألف دينار دراهم ثلاثمائة ألف درهم وثلاثون ألف درهم‏.‏ قطزيات وأهله وطلعات صناجق فضة ثلاثة قناطير‏.‏ يوم الأربعاء‏:‏ ذهب عين ألف ألف دينار دراهم ثلاثمائة ألف درهم‏.‏ أقبية بفرو قاقم ثلاثمائة قباء‏.‏ أقبية حرير عمل الدار ملونة بفرو سنجاب أربعمائة قباء سروج ذهب مائة سرج‏.‏ ووجد له عند صهره أمير موسى ثمانية صناديق لم يعلم ما فيها حملت إلى الدور السلطانية وحمل أيضًا من عند سلار إلى الخزانة تفاصيل طرد وحش وعمل الدار ألف تفصيلة‏.‏ ووجد له خام السفر ست عشرة نوبه كاملة‏.‏ ووصل له مما كان أخذه صحبته لما توجه إلى الشوبك ذهب مصري خمسون ألف دينار ودراهم أربعمائة ألف درهم وسبعون ألف درهم وخلع ملونة ثلاثمائة خلعة وخركاه كسوتها أطلس أحمر معدني مبطن بأزرق مروزي أوستر بابها زركش ووجد له خيل ثلاثمائة فرس ومائة وعشرون قطار بغال ومائة وعشرون قطار جمال‏.‏
هذا خارج عما وجد له من الأغنام والأبقار والجواميس والأملاك والمماليك والجواري والعبيد‏.‏
ودل مملوكه على مكان مبني في داره فوجدوا حائطين مبنيين بينهما أكياس ما علم عدتها وفتح مكان آخر فيه فسقية ملآنة ذهبًا منسبكًا بغيرأكياس‏.‏

قلت‏:‏ ومما زاد سلار من العظمة أنه لما ولي النيابة في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون وصار إليه وإلى بيبرس الجاشنكير تدبير المملكة حضر إلى الديار المصرية الملك العادل زين الدين كتبغا الذي كان سلطان الديار المصرية وعزل بحسام الدين لاجين ثم استقر نائب حماة فقدم كتبغا إلى القاهرة وقبل الأرض بين يدي الملك الناصر محمد بن قلاوون ثم خرج من عنده وأتى سلار هذا ليسلم عليه فوجد سلار راكبًا وهو يسير في حوش داره فنزل كتبغا عن فرسه وسلم على سلار و سلار على فرسه لم ينزل عنه وتحادثا حتى انتهى كلام كتبغا وعاد إلى حيث نزل بالقاهرة فهذا شيء لم يسمع بمثله انتهى‏.‏

*****************************************

السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين برقوق الثانية 193/3 م.ج

ثروة السلطان الملك الظاهر  برقوق من المماليك
وخلف في الخزانة وغيرها من الذهب العين ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار ومن الغلال والقنود والأعسال والسكر والثياب وأنواع الفرو ما قيمته أيضًا ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار‏.‏
وخلف من الخيل نحو ستة آلاف فرس ومن الجمال نحو خمسة آلاف جمل ومن البغال وحمير التراب عدة كبيرة‏.‏
وبلغت عدة مماليكه المشتروات خمسة آلاف مملوك وبلغت جوامك مماليكه في كل شهر نحو أربعمائة ألف درهم فضة وعليق خيولهم في الشهر ثلاثة عشر ألف إردب شعير وعليق خيوله بالإسطبل السلطاني وغيره وجمال النفر وأبقار السواقي وحمير التراب في كل شهر أحد عشر ألف إردب من الشعير والفول‏.‏

*****************************************************************************

الخليفة عبدالله المأمون يحاول هــــــدم أهرامات مصر وسرقة كنوزها

وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 24 / 167 كتب قائلاً : " وذكر أبو الحسن المسعودي في كتابه أخبار الزمان‏:‏ ومن أباده الحدثان أن الخليفة عبد اللّه المأمون بن هارون الرشيد لمَّا قدم مصر وأتى على الأهرام أحب أن يهدم أحدها ليعلم ما فيها فقيل له‏:‏ إنك لا تقدر على ذلك فقال‏:‏ لابدّ من فتح شيء منه ففتحت له الثلمة المفتوحة الآن بنار توقد وخلُّ يرُش ومعاول وحدّادين يعملون فيها حتى أنفق عليها أموالًا عظيمة فوجدوا عرض الحائط قريبًا من عشرين ذراعًا فلما انتهوا إلى آخر الحائط وجدوا خلف الثقب مطهرة خضراء فيها ذهب مضروب وزن كل دينار أوقية وكان عددها ألف دينار فجعل المأمون يتعجب من ذلك الذهب ومن جودته ثم أمر بجملة ما أنفق على الثلمة فوجدوا الذهب الذي أصابوه لا يزيد على ما أنفقوه ولا ينقص فعجب من معرفتهم بمقدار ما ينفق عليه ومن تركهم ما يوازيه في الموضع عجبًا عظيمًا وقيل‏:‏ إن المطهرة التي وجد فيها الذهب كانت من زبرجد فأمر المأمون بحملها إلى خزانته وكان آخر ما عمل من عجائب مصر‏.‏

وأقام الناس سنين يقصدونه وينزلون فيه الزلاقة التي فيه فمنهم من يسلم ومنهم من يهلك فاتفق عشرون من الأحداث على دخوله وأعدّوا لذلك ما يحتاجون من طعام وشراب وحبال وشمع ونحوه ونزلوا في الزلاقة فرأوا فيها من الخفاش ما يكون كالعقبان يضرب وجوههم ثم إنهم أدلوا أحدهم بالحبال فانطبق عليه المكان وحاولوا جذبه حتى أعياهم فسمعوا صوتًا أرعبهم فغشي عليهم ثم قاموا وخرجوا من الهرم فبينما هم جلوس يتعجبون مما وقع لهم إذ أخرجت الأرض صاحبهم حيًا من بين أيديهم يتكلم بكلام لم يعرفوه ثم سقط ميتًا فحملوه ومضوا به فأخذهم الخفراء وأتوا بهم إلى الوالي فحدّثوه خبرهم ثم سألوا عن الكلام الذي قال صاحبهم قبل موته فقيل لهم‏:‏ معناه‏:‏ هذا جزاء من طلب ما ليس له وكان الذي فسر لهم معناه بعض أهل الصعيد‏.‏
وقال علي بن رضوان الطبيب‏:‏ فكرت في بناء الأهرام فأوجب علم الهندسة العلمية ورفع الثقيل إلى فوق أن يكون القوم هندسوا سطحًا مربعًا ونحتوا الحجارة ذكرًا وأنثى ورصوها بالجبس البحريّ إلى أن ارتفع البناء مقدار ما يمكن رفع الثقيل وكانوا كلما صعدوا ضموا البناء حتى يكون السطح الموازي للمربع الأسفل مربعًا أصغر من المربع السفلانيّ ثم عملوا في السطح المربع الفوقانيّ مربعًا أصغر بمقدار ما بقي في الحاشية ما يمكن رفع الثقيل إليه وكلما رفعوا حجرًا مهندمًا رصوه إليه ذكرًا وأنثى إلى أن ارتفع مقدار مثل المقدار الأوّل ولم يزالوا يفعلون ذلك إلى أن بلغوا غاية لا يمكنهم بعدها أن يفعلوا ذلك فقطعوا الارتفاع ونحتوا الجوانب البارزة التي فرضوها لرفع الثقيل ونزلوا في النحت من فوق إلى أسفل وصار الجميع هرمًا واحدًا‏.‏
وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 25 / 167 كتب قائلاً : "وقد فتح المأمون نقبًا من هذا الهرم فوجد فيه زلاقة تصعد إلى بيت مربع مكعب ووجد في سطحه قبر رخام وهو باقي فيه إلى اليوم ولم يقدر أحد يحطه وبذلك أخبر جالينوس أنها قبور‏.‏
وقال الحوقليّ في صفة مصر‏:‏ وبها الهرمان اللذان ليس على وجه الأرض لهما نظير في ملك مسلم ولا كافر ولا عمل ولا يعمل لهما وقرأ بعض بني العباس على أحدهما‏:‏ إني قد بنيتهما فمن كان يدّعي قوّة في ملكه فليهدمها فالهدم أيسر من البنيان فهمَّ بذلك وأظنه المأمون أو المعتصم فإذا خراج مصر لا يقوم به يومئذِ وكان خراجها على عهده بالإنصاف في الجباية وتوخي الرفق بالرعية والمعدلة إذا بلغ النيل سبع عشرة ذراعًا وعشر أصابع أربعة آلاف ألف ومائتي ألف وسبعة وخمسين ألف دينار والمقبوض على الفدّان دينارين فأعرض عن ذلك ولم يعد فيه شيئًا‏.‏
وفي القبة التي في الهرم باب يفضي إلى علو الهرم وليس فيه درج عرضه نحو خمسة أشبار يقال‏:‏ إنه صعد فيها في زمان المأمون فأفضوا إلى قبة صغيرة فيها صورة آدمي من حجر أخضر كالدهنج فأخرجت إلى المأمون فإذا هي مطبقة فلما فتحت وجد فيها جسد آدميّ عليه درع من ذهب مزين بأنواع الجواهر وعلى صدره نصل سيف لا قيمة له وعند رأسه حجر ياقوت أحمر كبيضة الدجاجة يضيء كلهب النار فأخذه المأمون‏.‏
وقد رأيت الصنم الذي أخرج منه ذلك الميت ملقىَ عند باب دار الملك بمصر في سنة إحدى عشرة وخمسمائة‏.‏
ولما وصل الخليفة المأمون إلى مصر أمر بنقبها فنقب أحد الهرمين المحاذيين للفسطاط بعد جهد شديد وعناء طويل فوجدوا داخله مهاوي ومراقي يهول أمرها ويعسر السلوك فيها ووجدوا في أعلاها بيتًا مكعبًا طول كل ضلع من أضلاعه نحو من ثمانية أذرع وفي وسطه حوض رخام مطبق فلما كشف غطاؤه لم يجدوا فيه غير رمّة بالية قد أتت عليها العصور الخالية فعند ذلك أمر المأمون بالكف عن نقب ما سواه ويقال‏:‏ إن النفقة على نقبة كانت عظيمة والمؤونة شديدة‏
 ويقال‏:‏ إنَّ المأمون أمر من صعد الهرم الكبير أن يدلي حبلًا فكان طوله ألف ذراع بالذراع الملكيّ وهو ذراع وخمسان وتربيعه أربعمائة ذراع في مثلها وكان صعوده في ثلاث ساعات من النهار وأنه وجد مقدار رأس الهرم قدر مبرك ثمانية جمال‏.‏
ويقال‏:‏ إنه وجد على المقبور في الهرم حلة قد بليت ولم يبق منها سوى سلوكها من الذهب وأنّ ثخانة الطلاء الذي عليه قدر شبر من مرّ وصبر‏
ويقال‏:‏ إنه وجد في موضع من هذا الهرم إيوان في صدره ثلاثة أبواب على ثلاثة بيوت طول كل باب منها عشرة أذرع في عرض خمسة أذرع من رخام منحوت محكم الهندام وعلى صفحاته خط أزرق لم يحسنوا قراءته وأنهم أقاموا ثلاثة أيام يعملون الحيلة في فتح هذه الأبواب إلى أن رأوا أمامها على عشرة أذرع منها ثلاثة أعمدة من مرمر وفي كل عمود خرق في طوله وفي وسط الخرق صورة طائر ففي الأوّل من هذه العمد صورة حمام من حجر أخضر وفي الأوسط صورة بازي من حجر أصفر وفي العمود الثالث صورة ديك من حجر أحمر فحرّكوا البازي فتحرّك الباب الأوّل الذي في مقابلته فرفعوا البازي قليلًا فارتفع الباب وكان بحيث لا يرفعه مائة رجل من عظمه فرفعوا التمثالين الآخرين فارتفع البابان الآخران فدخلوا إلى البيت الأوسط فوجدوا فيه ثلاثة سرر من حجارة شفافة مضيئة وعليها ثلاثة من الأموات على كل ميت ثلاث حلل وعند رأسه مصحف بخط مجهول ووجدوا في البيت الآخر عدة رفوف من حجارة عليها أسفاط من حجارة فيها أوان من الذهب عجيبة الصنعة مرصعة بأنواع الجواهر ووجدوا في البيت الثالث عدّة رفوف من حجارة عليها أسفاط من حجارة فيها آلات الحرب وعدد السلاح فقيس منها سيف فكان طوله سبعة أشبار وكل درع من تلك الدروع اثنا عشر شبرًا فأمر المأمون بحمل ما وجد في البيوت وأمر فحطت العمد فانطبقت الأبواب كما كانت‏
وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 26 / 167 كتب قائلاً : " ويقال‏:‏ إن المأمون لما فتحه وجد فيه حوضًا من حجر مغطى بلوح من رخام وهو مملوء بالذهب وعلى اللوح مكتوب بقلم عُرّبَ فكان‏:‏ إنَّا عمرنا هذا الهرم في ألف يوم وأبحنا لمن يهدمه في ألف سنة والهدم أسهل من العمارة وكسونا جميعه بالديباج وأبحنا لمن يكسوه الحصر والحصر أيسر من الديباج وجعلنا في كل جهة من جهاته ما لا يقدر ما يصرف على الوصول إليه فأمر المأمون أن يحسب ما صرف على النقب فبلغ قدر ما وجد في الحوض من غير زيادة ولا نقص‏.‏
ويقال‏:‏ إنه وجد فيه صورة آدمي من حجر أخضر كالدهنج فيها طبق كالدواة ففتح فإذا فيه جسد آدميّ عليه درع من ذهب مزين بأنواع الجواهر وعلى صدره نصل سيف لا قيمة له وعند رأسه حجر من ياقوت أحمر في قدر بيضة الدجاجة فأخذه المأمون وقال‏:‏ هذا خير من خراج الذهب‏.‏
وذكر بعض مؤرخي مصر‏:‏ أنَّ هذا الصنم الأخضر الذي وجدت الرمة فيه لم يزل معلقًا عند دار الملك بمدينة مصر إلى سنة إحدى عشرة وستمائة من سني الهجرة‏.‏
وكان عند مدينة فرعون هرمان وعند ميدوم هرم وهذا آخرها‏

***************************************************************************************

وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 26 / 167 كتب قائلاً : " وفي سنة تسع وسبعين وخمسمائة من سني الهجرة ظهر بتربة بوصير من ناحية الجيزة بيت هرميس ففتحه القاضي ابن الشهرزوري وأخذ منه أشياء من جملتها كباش وقرود وضفادع من حجر بازهر وقوارير من دهنج وأصنام من نحاس‏.‏ "
*****************************************************************************

وفى عصر الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف

وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 25 / 167 كتب قائلاً : " وقال العلامة موفق الدين عبد اللطيف بن أبي العز يوسف بن أبي البركات محمد بن عليّ بن سعد البغدادي المعروف بابن المطحن في سيرته وجاء رجل جاهل عجميّ فخيّل إلى الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف أن الهرم الصغير تحته مطلب فأخرج إليه الحجارين وأكثر العسكر وأخذوا في هدمه وأقاموا على ذلك شهورًا ثم تركوه عن عجز وخسران مبين في المال والعقل ومن يرى حجارة الهرم يقول‏:‏ إنه قد استوصل الهرم ومن يرى الهرم لا يجد به إلا تشعيثًا يسيرًا وقد أشرفت على الحجارين فقلت لمقدّمهم‏:‏ هل تقدرون على إعادته‏.‏
فقال‏:‏ لو بذل لنا السلطان عن كل حجر ألف دينار لم يمكنا ذلك‏.‏

وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 26 / 167 كتب قائلاً : "وكان الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب لما استقل بالملك بعد أبيه سوّل له جَهلة أصحابه أن يهدم هذه الأهرام فبدأ بالصغير الأحمر فأخرج إليه النقابين والحجارين وجماعة من أمراء دولته وعظماء مملكته وأمرهم بهدمه فخيموا عنده وحشروا الرجال والصناع ووفروا عليهم النفقات وأقاموا نحو ثمانية أشهر بخيلهم ورجلهم يهدمون كل يوم بعد الجهد واستفراغ بذل الوسع الحجر والحجرين فَقَوم من فوق يدفعونه بالأسافين وقوم من أسفل يجذبونه بالقلوس والأشطان فإذا سقط سمع له وجبة عظيمة من مسافة بعيدة حتى ترجف الجبال وتزلزل الأرض ويغوص في الرمل فيتعبون تعبًا آخر حتى يخرجوه ويضربون فيه بالأسافين بعدما ينقبون لها موضعًا ويثبتونها فيه فيتقطع قطعًا وتسحب كل قطعة على العجل حتى يُلقي في ذيل الجبل وهي مسافة قريبة فلما طال ثواءهم ونفدت نفقاتهم وتضاعف نصبهم ووهت عزائمهم كفوا محسورين لم ينالوا بغيةً بل شوّهوا الهرم وأبانوا عن عجز وفشل وكان ذلك في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ومع ذلك فإن الرائي لحجارة الهرم يظنّ أنه قد استؤصل فإذا عاين الهرم ظنّ أنه لم يهدم منه شيء وإنما سقط بعض جانب منه وحين ما شوهدت المشقة التي يجدونها في هدم كل حجر سئِل مقدّم الحجارين فقيل له‏:‏ لو بذل لكم السلطان ألف دينار على أن تردّوا حجرًا واحدًا إلى مكانه وهندامه هل كان يمكنكم‏.‏ فأقسم باللّه إنهم ليعجزون عنه ولو بذل لهم أضعاف ذلك‏
*****************************************************************************

صائم الدهر يشوه وجه أبو الهول

وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 26 / 167 كتب قائلاً : " وفي زمننا كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات وسار إلى الأهرام وشوّه وجه أبي الهول وشعثه فهو على ذلك إلى اليوم " يلادي.

******************************************************************************

الخلفاء  والجزية من الأمصار

خليفة المسلمين الأموى الوليد بن عبد الملك (ت 96هـ)، فقد اتهموه بأنه أنفق الأموال في غير محلها، فما كان منه إلا وقد أمر باستجماع الناس في المسجد، فصعد المنبر وقال: "إنه بلغني عنكم أنكم قلتم: أنفق الوليد بيوت الأموال في غير حقها، ثم قال: يا عمرو بن مهاجر، قُمْ فأحضر أموال بيت المال، فحملت على البغال إلى الجامع، ثم بسط لها الأنطاع تحت قبة النسر، ثم أفرغ عليها المال ذهبًا صبيبًا، وفضة خالصة، حتى صارت كومًا، وهذا شيء كثير، ثم جيء بالقبَّانين فوزنت الأموال، فإذا هي تكفي الناس ثلاث سنين مستقبلة، وفي رواية ست عشرة سنة مستقبلة، لو لم يدخل للناس شيء بالكلية، فقال لهم الوليد: والله ما أنفقت في عمارة هذا المسجد درهمًا من بيوت المال، وإنما هذا كله من مالي. ففرح الناس، وكبروا وحمدوا الله على ذلك، ودعوا للخليفة وانصرفوا شاكرين داعين"[ابن كثير: البداية والنهاية 9/170، 171. ]

عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- تحقيق العدالة الاجتماعية والمالية في جمع إيرادات بيت المال، وكذلك صرف مستحقاته؛ فقد زادت الأموال بشكل فائق للحد في عهده، فشرع في صرف الأموال الآتية من البلاد المحتلة على الناس بطرق مبتكرة، كان من شأنها القضاء على كثير من الأزمات والمشكلات آنئذٍ؛ فقد أمر والي العراق عبد الحميد بن عبد الرحمن أن "أخرج للناس أعطياتهم، فكتب إليه عبد الحَمِيد: إني قد أخرجت للناس أعطياتهم، وقد بقي في بيت المال مال". فأمره بأن يقضي ديون المعسرين من بيت المال؛ إذ قال: "انظر كل من أدان في غير سفه، ولا سرف فاقض عنه". فكتب إليه: إني قد قضيت عنهم، وبقي في بيت مال المسلمين مال. فأمره أن يُزوج المعسرين من شباب وفتيات المسلمين، فقال: "انظر كل بكر ليس له مال فشاء أن تزوجه فزوجه، وأصدق عنه". فكتب إليه: "إني قد زوجت كل من وجدت، وقد بقي في بيت مال المسلمين مال".
فأمر عُمر يسلف من الجزية فقال لواليه: "انظر من كانت عليه جزية فضعف عن أرضه، فأسلفه ما يقوى به على عمل أرضه، فإنا لا نريدهم لعام ولا لعامين"[
ابن عساكر: تاريخ دمشق 45/213. ].

وحينما تولى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (ت 158هـ) الخلافة، كانت سياسته المالية متقشفة إلى أقصى حدٍّ، فلم يكن يخرج دينارًا ولا درهمًا من بيت مال المسلمين إلا وكان يعلمه، حرصًا منه على الأموال، ونتيجة لهذه السياسة المتشددة، تأثر الناس بها تأثرًا شديدًا، حتى اتهم المنصور بالبخل، فلما تولى ابنه المهدي الخلافة، عدل عن سياسة أبيه، ورأى أن التيسير على الرعية بالإنفاق عليهم أوجب من الإمساك والبخل؛ ولذلك فقد أمر عند بداية خلافته باستخراج "حواصل أبيه من الذهب والفضة، التي كانت لا تُحَدُّ ولا توصف كثرة، ففرَّقها في الناس، ولم يُعْطِ أهله ومواليه منها شيئًا، بل أجرى لهم أرزاقًا بحسب كفايتهم من بيت المال، لكل واحد خمسمائة في الشهر غير الأعطيات، وقد كان أبوه حريصًا على توفير بيت المال، وإنما كان ينفق في السنة ألفي درهم من مال السُّرَاة[السُّرَاة: أي الأشراف. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة سرا 14/377.]"[ابن كثير: البداية والنهاية 10/163.].
وقد بلغت الأموال في بيت المال حدًّا لا يُوصف من الكثرة،: فقد كان المحمول إلى بيت المال في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد "سبعة آلاف قنطار وخمسمائة قنطار في كل سنة"[
ابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر 1/181.]، وترك الخليفة العباسي المعتضد (ت 279هـ) -عند وفاته- في بيت مال بغداد فقط، ما قدَّره بعض المؤرخين كابن كثير بـ"سبعة عشر ألف ألف دينار"[ابن كثير: البداية والنهاية 11/106.]، وهذا مبلغ ضخم جدًّا، خاصة إذا علمنا أن الدينار يساوي 4.25 جرام من الذهب. 

*******************************************************************************

المـــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي

This site was last updated 08/29/11