التعليم الأسلامى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 سياسة الأخوان لتنمية كوادر عسكرية للمنظمة من خلال التعليم من الصغر

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل  

Home
Up
الأخوان وطظ فى مصر
الهيكل الداخلى للأخوان
الأخوان يمنعوا بناء الكنائس
حل جماعة الإخوان المسلمين
مدارس لتنمية التطرف
الأخوان ونظام الخلافة
الأمن والجماعات الإسلامية
جزية ألأخوان وإذلال الأقباط
أخبار متفرقة
الإخوان والأعتراف بإسرائيل
مسيحى إنجيلى وقوانين الإخوان
نواب الإخوان والتنظيم الإرهابى
جمال البنا وإنقاذ الإسلام
هدف الإخوان السرى والمعلن
القتلة فى ثياب الحملان
تاريخ الإخوان
ترجمة إخوانجية للقرأن محرفة
خرافة التساوى بالإسلام
الإسلام هو الحل
الإنتخابات والأقباط والأخوان
رسالة ألإخوان لاتحبوا غير المسلمين
الضرب بالجزمة بدلاً من السيف
الفكر الإجرامى للأخوان المسلمين
الهلال وحسن البنا
عمر التلمسانى
مرشدين الإخوان
سيطرة ألإخوان المسلمين على القضاة
الأنقضاض على كيان الدولة
علام والديمقراطية
الإخوان المسلمين ومصر كوطن
اغتيال القاضى أحمد الخازندار
لا تصدقوا هتلر
الإخوان المسلمين وفتح مصر
وثائق مجهولة1
الإخوان والأمن ومجلس الشعب
الإخوان  نشأت بمنحة إنجليزية
مليشيات الأخوان العسكرية
يحرضون المسلمين ضد الأقباط
الإخوان : الدستور ضد القرآن
الإخوان والنقابات
الديموقراطية كفر
التنظيم الدولى للأخوان
افتتاح مقر الإخوان
مواد الدستور الإسلامى
سيد القمنى والإخوان 1
حزب الحرية والعدالة الإخوانجى
نشيد الخلافة الإخوانجية
يريدون قطع يد مبارك
التمويل الخارجى المشبوه للإخوان
الجناح العسكرى للأخوان
Untitled 5226
الأقباط والإخوان المسلمين

Hit Counter

 
وقد كشفت المعسكرات الصيفية 'بالمايوه الشورت' والتي أقامتها الجماعة المحظورة لأشبال الإخوان من مجاهدي المستقبل.. الستار
عما يجري تحت السطح في مدارس الإخوان..
'آخرساعة' فتحت ملف 'مدارس الإخوان' من حسن البنا حتي مهدي عاكف، مرورا بعمر التلمساني.. وراحت تبحث عن الهدف من وراء هذه المدارس.. هل هي للدعوة؟ أم مجرد بيزنس إسلامي؟.. وهل تكتفي باللعب في عقول الأطفال الصغار في مرحلة ال'كي جي وان'.. أم أن دورها ممتد إلي المرحلة الثانوية أو حتي ما بعدها؟
 بدأت بمعسكرات صيفية 'بالمايوه والشورت' لأشبال المحظورة في مرسي مطروح.. هذا ما كشف عنه بيان وزير الداخلية الأسبوع الماضي أمام لجنة الدفاع والأمن القومي، حول واقعة التحقيق مع 31 طالبا وقياديا تابعين لجماعة الإخوان المحظورة إثر قيامهم 'بالتصييف' جماعيا في معسكر مكون من ثلاث شقق بمرسي مطروح..
مدارس الجيـــــل المسلم
وظهر الأمر بقيام نواب المحظورة بتصعيد الأزمة برلمانيا وسؤال وزير الداخلية وهو ما لفت الأنظار لوجود معسكرات صيفية إخوانية لتلاميذ المدارس التابعة لهم، إلا أن أحدا لم يتوقف أمام خبر القبض علي 31 من عناصر الإخوان من مدرسة 'الجيل المسلم' بالغربية بمن فيهم الطلاب والمدرسون المسئولون عنهم، وكان من الممكن أن يمر الخبر مرور الكرام لولا التصعيد الإخواني وهو ما فتح أزمة ملف 'المدارس الإخوانية' التي تعد امتدادا لمدارس 'حراء' التي أسسها الإمام الراحل حسن البنا مؤسس الجماعة، خاصة أنه صاحب الفكرة حيث كان يعمل مدرسا قبل أن يصبح إماما للجماعة، وارتأي أن أفضل حل لوجود جيل جديد منتم للإخوان من الألف إلي الياء هو إنشاء مدارس خاصة بالإخوان يتم تلقين الصغار فيها كل شيء عن الفكر الإخواني بجانب التدريب الرياضي والبدني وأحيانا التدريب علي استعمال السلاح وقد تم إغلاق هذه المدارس في الخمسينات.. ليعيد مرشد الإخوان الأسبق عمر التلمساني الفكرة مرة أخري في منتصف السبعينات والتي أسماها 'المنارات الإسلامية' وتنبهت الدولة لهذه 'المنارات' سواء التي يقيمها أفراد أو جمعيات تابعة للإخوان وقامت بإغلاق معظمها أو إخضاعها بالكامل للسيطرة الحكومية بنقل تبعيتها لوزارة التربية والتعليم، ولم يفلت سوي عدد قليل من المدارس..
ولكن مرة أخري كشفت أزمة مدارس الجيل المسلم عن سعي الإخوان مرة أخري لإنشاء هذه المدارس وتمويلها ماليا وفكريا وعقائديا..

ولم تكن مدارس 'الجيل المسلم' هي الأولي في هذا المضمار وإنما شهد صيف العام الماضي أزمة لم تنته بعد بسبب مدرسة 'الجزيرة' بالعجمي والتي تمت إزالتها خاصة أن صاحبها كادر إخواني معروف لم يخف انتماءه في لقائه معنا..المثير أن مرسي مطروح لم تكن فقط هي قبلة معسكرات الإخوان الصيفية بعدما كشفت أجهزة الأمن سرها وألقت فجر الأحد الماضي القبض علي 27 من الكوادر القيادية الإخوانية المكلفة بالعمل التنظيمي السري في أوساط العاملين بالتربية والتعليم داخل إحدي الوحدات السكنية المملوكة لمدير سابق بالتربية والتعليم بمدينة رأس البر.

وعثرت أجهزة الأمن علي محررات تنظيمية عن اجتماع تنظيمي سري لهذه الكوادر يتركز حول خطة تحرك لجان المعلمين التابعة للتنظيم وكيفية الاستعداد لخوض الانتخابات النقابية ووسائل التحرك في أوساط المعلمين والطلاب وأولياء الأمور داخل دور التعليم واستغلال مجالس الآباء في تحقيق أهداف الإخوان واستغلال المدرسين الإخوان في تحقيق التواصل بين الجامعة المحظورة وقطاعات المجتمع المختلفة وتقييم خطة تحركهم خلال العام الدراسي المنقضي تمهيدا لتحركهم خلال الفترة المقبلة.
والأكثر إثارة أن الخلية الإخوانية التي تم ضبطها يعدون من مسئولي النشاط السري المشار إليه ب 19 محافظة وتبعيتهم للجنة مركزية موحدة.
ويبدو أن المسألة لم تعد مقصورة علي استقطاب وتجنيد وتربية الطلاب في مدارس الإخوان فقط وإنما امتد الأمر ليشمل المدرسين والمعلمين سواء بالمدارس الإخوانية أو المدارس الخاصة وهو ما ترتكز إليه جماعة الإخوان في تحركاتهم لاختراق المدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية إذا لزم الأمر طلابيا وتدريسيا في أوساط تعج بمئات الآلاف من الطلاب والنشء ومن أقدر علي التجنيد أكثر من مدرس ومعلم يعتبر في نظر الطلاب والتلاميذ قدوة ومثلا أعلي ويقوم الطلاب والتلاميذ بتسليمه رؤوسهم لملئها بالأفكار والمعتقدات.
المسألة إذن أخطر من السكوت عليها وبات علي وزارة التربية والتعليم أن تتحرك لمواجهة الخطر الداهم المقبل.. بعدما تحركت الأجهزة الأمنية لإحباط المخططات الإخوانية الجديدة علي الشواطيء وفي المصايف، وبعيدا عن الرقابة الأمنية كما تعتقد المحظورة..!.
مدارس الجزيرة الإخوانية
 يؤكد رجل الأعمال طلعت فهمي صاحب مدارس 'الجزيرة' بالعجمي بالإسكندرية والتي تمت إزالتها في أغسطس من العام الماضي، أنه كان يعمل مديرا لمدارس المدينة المنورة وبعد إحالته للتقاعد قرر أن يستثمر أمواله في مجال التعليم بدلا من أن يضعها في أحد البنوك بهدف تخريج جيل جديد من الشباب علي نهج إسلامي صحيح وملتزم دينيا وخلقيا، وأن المدرسة لم تستمر سوي عام واحد فقط وتم إغلاقها وإزالتها وأنه تم نقل التلاميذ هذا العام إلي مدرسة أخري بديلة مؤقتا حتي يفصل القضاء في دعوي الخصومة، وأن نسبة النجاح بلغت هذا العام 100 % ..
* وعن تكلفة المدرسة يقول: أنفقت خمسة ملايين جنيه علي إنشاء المدرسة، وتخصيص جهاز كمبيوتر لكل طالب، وكان هناك حمام سباحة ومكتبة وصالة فيديو وصالة ألعاب رياضية!
* وردا علي سؤال حول ما إذا كان العائد المنتظر لهذ التكلفة الباهظة يتناسب مع التكلفة التي أنفقها يقول: إن الرسوم السنوية تقدر بنحو 1700 جنيه، وطبقا للقانون فإن ما يخصه كهامش ربح يقدر بنحو 15 % أي ما يقرب من مائتي جنيه عن كل طالب في العام، ويضيف أنه كان في نيتي التوسع في هذه المدرسة لأن فصول المدرسة كانت عبارة عن حضانة ورياض أطفال، وكنت أنوي الاستمرار في إنشاء فصول جديدة ومدارس إعدادي وثانوي عام بعد عام لكي يستمر معنا الطلاب الذين بدأوا في مدارسنا..
ويشير إلي أن الهدف من وراء المدرسة بجانب كونه مشروعا استثماريا إلا أنه يهدف لتخريج جيل جديد من الشباب المسلم والملتزم دينيا..
* وعن كون الفكرة تعد امتدادا لمدارس حراء لحسن البنا والمنارات الإسلامية للتلمساني قال: لا يوجد ما يمنع أن تكون هناك مدارس ذات نهج إسلامي وديني مميز..
ويضيف طلعت فهمي: رسوم مدرستي التي كلفتها خمسة ملايين جنيه تقل بكثير عن باقي رسوم المدارس الخاصة الأخري والتي تتراوح رسوم الدراسة بها ما بين ستة إلي عشرة آلاف جنيه..
مدارس الإخوان
 الأمر ليس مقصورا علي مدارس الجزيرة فقط بالإسكندرية، أو مدارس الجيل المسلم بالغربية وكفرالشيخ ولكن هناك مدارس أخري تتركز في بني سويف وأسيوط وكلها تحمل أسماء إسلامية سواء مملوكة لأفراد من الإخوان أو لجمعيات خيرية منتمية للجماعة المحظورة.. وهذه المدارس يتم إنشاؤها في مناطق بعيدة ونائية سواء في الوجه القبلي أو البحري.. وإنما ظهرت أيضا مدارس مشابهة في الجيزة بمناطق شعبية مثل الطالبية وفيصل، وأيضا في القاهرة في منطقة مصر الجديدة، وكانت هناك مدارس إخوانية قديمة في شبرا وعدد من الأحياء الشعبية حيث توجد عشرات من الجمعيات التي تقوم بإنشاء مثل هذه المدارس..
وفي منطقة الجيزة أكدت لنا زوجة القيادي الإخواني د.عصام العريان والمحبوس حاليا، أن مدارس فضل توجد في منطقة الطوابق بفيصل والطالبية، بجانب أنه تم إنشاء مدرسة جديدة تحمل اسم مدارس 'فضل الحديثة'، وتؤكد أنها لا تفهم جيدا في إدارة هذه المدارس، وإنما يتولي إدارتها حاليا نجل شقيقها عمرو بعد اعتقال زوجها والذي كان يشارك في إدارة هذه المدارس.
* وعن شروط الالتحاق بهذه المدارس تؤكد أنه لابد وأن يكون الطالب أو التلميذ من بيئة اجتماعية إسلامية صالحة وأنه لا يتم قبول أي طالب، وأن كافة التفاصيل وشروط الالتحاق لدي نجل شقيقها المسافر ضمن وفد من تلاميذ المدرسة وعدد من المدرسين والإداريين في معسكر صيفي بمرسي مطروح.
رحلات ترفيهية
من جانبه يدافع مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان المحظورة عن معسكرات مرسي مطروح قائلا: إن مرسي مطروح مثلها مثل باقي الشواطيء وأجهزة الأمن لم تجد شيئا يدين أولئك الطلاب أو المشرفين عليهم، وقررت صرف بعضهم وإقناعهم بالعودة، بينما وجهت للبعض منهم اتهامات بالانتماء.
وينفي عاكف فكرة أن مطروح بعيدة عن الرقابة الأمنية مؤكدا أنه تم منع إكمال الشباب لرحلتهم الاستجمامية.
* وعن كون هذه الرحلة ستارا أو معسكرا تدريبيا أوتلقينا لشباب الإخوان من الدارسين بالمدارس الإخوانية يقول إنه من بين الدارسين بهذه المدارس أبناء قضاة ومستشارين وضباط شرطة ومسئولين يأتون للالتحاق بمدارسنا بحثا عن الالتزام والخلق القويم الذي توفره مدارسنا ولا يتوافر في المدارس الخاصة الأخري علي حد زعمه ويضيف: وأن هذه المدارس ليست مقصورة علي أبناء الإخوان فقط وينفي تماما أن يكون الهدف معسكرا تدريبيا أو تلقينا قائلا إنهم مجموعة من الشباب الملتزم وتم عمل برنامج صيفي لهم للفسحة والتنزه أسوة بباقي المدارس والتي توجد بها أنشطة طلابية صيفية، ويتضمن البرنامج تدريبات ثقافية وترفيهية، بجانب ممارسة الرياضات مثل السباحة.
* من ناحية أخري يقول عاكف إن أجهزة الأمن أغلقت لهم في الفترة الماضية ما يتراوح بين (38 - 40) مدرسة بجانب أن الإشراف المالي والإداري علي هذه المدارس يكون تابعا لوزارة التربية والتعليم وينفي أن يكون هناك مناهج خاصة بهذه المدارس تختلف عن باقي المدارس الخاصة والحكومية.
ويتفق الدكتور محمود عزت أمين التنظيم بجماعة الإخوان المحظورة مع رأي المرشد، ويضيف أن الفكرة ليست جديدة علي جماعة الإخوان وإنما ابتدعها الإمام الراحل حسن البنا بمدارس حراء التي أنشأها في الثلاثينيات بالاسماعيلية واستمرت في العهد الملكي والناصري، وأن هذه المدارس سواء المملوكة لأفراد من الإخوان أو المملوكة للجمعيات التابعة للإخوان أو الجماعات الإسلامية الأخري منتشرة في أغلب المحافظات، لكن لا تغطي كل المحافظات.. فهناك مدارس في أسيوط وفي بني سويف 'مدارس الدعوة'.. وبعض هذه المدارس فشلت في الحصول علي ترخيص بالرغم من استيفاء كافة الأوراق، بجانب أن عددا من المدارس تم فرض الولاية عليها بالإشراف المالي والإداري من قبل وزارة التربية والتعليم، وأن أولياء الأمور ومجالس الآباء شكوا من هذه السيطرة، وأن الهدف تحقيق صحوة إسلامية.
ويضيف : إن المناهج موحدة في جميع المدارس ولكن العنصر البشري يفرق فهناك مدرسون ملتزمون خلقيا وسلوكيا ودينيا، وممنوع عليهم أن يقوموا بإعطاء الطلاب دروسا خصوصية، ويقومون بتعليمهم صحيح الدين ومكارم الأخلاق، بجانب أن التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر.
* وهل تتضمن هذه الآراء الدعوة لاعتناق الفكر الإخواني أو الانتماء لجماعتكم المحظورة قانونا؟
إننا نقدم فكرا معتدلا ومستنيرا، ولا نجبر أحدا علي الانتماء إلينا، وإنما يكون ذلك باقتناع تام سواء من أي طالب أو أي شخص آخر، ونحن لا نرتكب إثما أو أخطاء.. ويتساءل ما هو الخطر في وجود رحلات للطلاب والتلاميذ، خاصة أن هؤلاء الأولاد عادة ما يكونوا متميزين فكريا وثقافيا وخلقيا ومن حقهم المشاركة في الرحلات الترفيهية والرياضية.
* أما مسئول ملف الإخوان بالإسكندرية المهندس علي عبدالفتاح فيقول إن الاستثمار في مجال التعليم أفضل بكثير من الاستثمار في أي مجال آخر بما فيه الاستثمار العقاري، لذلك يلجأ إليه الجميع سواء من المنتمين للإخوان أو غيرهم.
والمصادفة وحدها وراء توقيف مجموعة من الشباب من طلاب الجامعات والمعاهد من المنتمين للجماعة من أحياء المنشية والجمرك الذين قرروا القيام برحلة ترفيهية إلي مرسي مطروح وقاموا باستئجار ثلاث شقق متجاورة، بجانب أيضا أنها مجرد مصادفة أن يتم القبض علي 31 شابا ومدرسا من مدارس 'الجيل المسلم' بالغربية كانوا في طريقهم إلي مرسي مطروح وهذه المعسكرات ليست بهدف تدريب أولئك الطلاب سواء في الجامعات أو في المدارس علي السلاح أو العنف مشيرا إلي أن العنف ليس من سمات الإخوان، وأن أولئك الطلاب مهددون بالحبس بتهمة الانتماء للجماعة.
* وعن المدرسين بهذه المدارس يقول: في الماضي كان جميع المدرسين من الإخوان، ولكن بعض المدارس في ظل نقل الإشراف المالي والإداري عليها لوزارة التربية والتعليم فإن 90 % في هذه المدارس ينتمي لوزارة التربية والتعليم، مشيرا إلي أن النسبة الباقية 10 % تكفي تماما لتحقيق الهدف الإخواني من هذه المدارس، بالرغم من تأكيده علي أن هناك إغراء رهيبا وكبيرا من الأرباح والعوائد من جراء الاستثمار في مجال التعليم.
الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة المحظورة
* أما الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة المحظورة فيقول إن هذه الرحلات انفتاح من قبل الجماعة علي المجتمع والتفاعل معه بالقيام برحلات ترفيهية والمشاركة في الحياة العامة.
* وعن أهداف المدارس الإخوانية يقول: إنها لتأهيل فكرة البحث العلمي والتميز العلمي بجانب أهداف خاصة بتحقيق التنمية البشرية.
ويزعم حبيب أن اعتقال طلاب مدارس الإخوان في مرسي مطروح بهدف الضغط علي نواب الإخوان لتقليل إزعاجهم للحكومة.. كما أن الذهاب إلي المصايف والقيام برحلات ترفيهية ليس عيبا أو حراما.. ونحن ممنوعون من الدعوة في المساجد فما الذي نفعله.؟
* وعن كون هذه الرحلات بمثابة معسكرات تدريبية وتنظيمية لأشبال الإخوان في مرسي مطروح يؤكد أن هذه الإتهامات مرسلة وغير صحيحة.. ويضيف متسائلا : أليس من حقهم السفر في رحلات ترفيهية، ثم إن هؤلاء بعضهم لازالوا أطفالا أو في طور الشباب، وعادي جدا أن يقوموا بالنزول إلي البحر أو الصلاة جماعة أو الجلوس معا وتحت إشراف مدرسيهم لتبادل الرؤي والأفكار والتنقاش حول أمور الدين والدنيا.
* البعض يري أن هذه الرحلات هدفها إجراء غسيل مخ لأولئك الطلاب في مرحلة مبكرة، بجانب إغرائهم وإغوائهم بالانضمام إليكم، خاصة أنه طوال الموسم الدراسي لا توجد مثل هذه الفرص لوجود إشراف إداري من قبل وزارة التربية والتعليم؟
هذا الكلام غير صحيح، خاصة أنها مجرد رحلات عادية، والطلاب والتلاميذ بهذه المدارس ليسوا أبناء الإخوان فقط ولكن من كافة الطبقات والفئات، ونحن نحاول تقديم خدمة علمية متميزة، بجانب تنشئتهم دينيا وخلقيا بطريقة صحيحة وهذه الرحلات بمثابة ترفيه للطلاب في المدارس باشتراكات زهيدة ولا نجبر أحدا علي الاشتراك بها.
* هل المسألة مجرد استثمار مالي بحت لتحقيق مكاسب مالية؟
لا توجد أية مكاسب مالية من وراء هذه المدارس وبالكاد تغطي نفقاتها، ولكننا نعتبرها رسالة وأعظم استثمار هو في الأفراد ذاتهم لتقديم جيل متفوق علميا ودينيا وخلقيا علي مباديء إسلامية صحيحة، خاصة أن المصروفات التي يتم تقاضيها تغطي تكلفة الخدمة التي تؤدي بجانب الانفاق علي الكتب والأنشطة.
* وما هي المصروفات السنوية للطالب في هذه المدارس؟
تختلف من محافظة لأخري ولكن تتراوح ما بين 600 800 جنيه وفي نظيراتها من المدارس الخاصة تصل التكلفة لنحو عشرة أضعاف هذا المبلغ بجانب أن هناك تحريما تاما للدروس الخصوصية في مدارسنا.
* هل تغطي مدارسكم جميع أنحاء الجمهورية؟
نحن نسعي لذلك ونحاول جاهدين، ولدينا مدارس في الغربية والاسكندرية وبني سويف وأسيوط وقنا والبحيرة والجيزة وأغلب هذه المدارس تحمل أسماء إسلامية مثل: 'الأندلس الأرقم عمر بن الخطاب خالد بن الوليد الدعوة عثمان بن عفان الجيل المسلم الإيمان الجزيرة فضل' وغيرها من الأسماء الإسلامية.
ويضيف والكلام علي مسئوليته أن هذه المدارس تبدأ الدراسة بها من الحضانة وحتي المراحل الثانوية.
* والجامعات والمعاهد؟
لا نمتلك جامعات أو معاهد ولكننا موجودون بها.
* هل الطلاب والتلاميذ في الإبتدائي والإعدادي والثانوي يظلون علي ارتباط بكم في مرحلة الدراسة الجامعية ؟
90 % منهم يظلون علي اتصال وإنتماء لنا ليس في مرحلة الدراسة الجامعية فقط، ولكن بعد تخرجهم أيضا والإلتحاق بأي أعمال ونحن موجودون في النقابات والجامعات والبرلمان والنوادي.. وهؤلاء من تمت تنشئتهم بطريقة صحيحة يبقون علي اتصال بنا، لكننا لا نشترط علي الطلاب أو التلاميذ الانضمام أو الإنتماء إلينا، وبعضهم من غير أبناء الإخوان وأبناء مسئولين كبار.
* ولكن تغرسون فيهم الفكر الإخواني ومعتقداتكم منذ نعومة أظافرهم؟
نحن نقوم بتقديم صحيح الإسلام لهم، وتقديم كل ما هو متميز علميا ودينيا وبما يتوافق مع ديننا الحنيف، والأمر ليس مقصورا علي الرحلات الصيفية فقط ولكننا نقدم لهم أنشطة رياضية متنوعة وخدمات ثقافية بجانب رحلات للمصانع والهيئات والمؤسسات والشركات، وبما يشغل أوقات فراغهم كما أننا نقوم بعمل رحلات علمية وفكرية وسياحية مختلفة.
* هذه الخدمات تقدم للأولاد والبنات معا؟
لا هناك فصل تام منذ نهاية المرحلة الإبتدائية وهناك رفض تام لفكرة الاختلاط.
* الرسوم التي ذكرتها أحيانا لا تكون في مقدور الطالب أو التلميذ الذي ينتمي لبيئة فقيرة أو يكون ولي أمره من الطبقة محدودة الدخل.. ماذا يتم بشأنه؟
في بعض الأحيان نقوم باعفاء الطلاب والتلاميذ من المصروفات، أو نقوم بتقسيطها علي فترات طويلة.
* هل جميع الطلاب مهيأون للقبول بمدارسكم؟
لا.. نحن لا نقبل أطفالا أو تلاميذ معوقين فكريا أو ذهنيا أو معوقين جسمانيا، فهناك اختبارات يتم إجراؤها للطلاب منذ طلبهم للإلتحاق ونقوم بعمل مقابلات مع أسرهم وأولياء أمورهم وهناك تنسيق معهم إذا اكتشفنا انحرافا أو خللا في سلوكهم أو تصرفاتهم، بجانب إننا نقوم بعمل اختبارات ذكاء لهم، ولا نستطيع أن نلبي كل طلبات الالتحاق في مدارسنا.
* هل تقومون بعمل اختبارات لأولياء الأمور؟
ليس بالضرورة ونكتفي باختبارات الطلاب.
* في ظل المناهج الموحدة من قبل وزارة التربية والتعليم كيف تقدمون الخدمات الأخري الدينية والخلقية للطلاب؟
يتم عمل دورات تدريبية وتثقيفية وتربوية للطلاب والتلاميذ من حين لآخر لتعليمهم وتقويمهم وحثهم علي الالتزام.
* هل أي مدرس مؤهل للانضمام للعمل معكم؟
نحن ننتقي خيرة المدرسين وأكفأهم وأكثرهم تميزا علما وعملا ودينا، ونلاحظ أي انحراف أو تغير في سلوك المدرس كأن يعطي الطلاب دروسا خصوصية أو يقوم بالتدخين أو ينحرف سلوكيا فنقوم بإبعاده فورا بجانب أن هناك دورات تدريبية مستمرة للمدرسين من قبل بعض أساتذة الجامعة.
* هل أساتذة الجامعة من المنتمين للإخوان؟
ليس بالضرورة نحن نطلب ونختار أفضل خبراء في علوم التربية والتدريس.
* هل تعوضون المدرسين عن عدم قيامهم بإعطاء الطلاب والتلاميذ دروسا خصوصية بالمقارنة بالمدارس الأخري، خاصة أن أي مدرس لا يستطيع أن يعيش براتبه فقط؟
نحن نحاول باستمرار تعويضهم ماديا ونقوم برفع مرتباتهم ومكافأتهم من حين لآخر، بمن فيهم المدرسون الذين تقوم وزارة التربية والتعليم بتعيينهم وندبهم للعمل في مدارسنا.. ونحن نفضل المدرسين الذين يتمتعون بالصدق والصراحة والشفافية والالتزام ونخضعهم دائما للفحص والمراجعة الدورية باستمرار.
* وهل تضمنون استمرار اتصال أولئك الطلاب بكم بعد انتهاء المدرسة الثانوية؟
المهم التنشئة الصحيحة منذ الصغر.
اللواء 'فؤاد علام' وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق
اللواء 'فؤاد علام' وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق يؤكد أن فكرة المدارس الإخوانية ابتدعها المرشد الأسبق 'عمر التلمساني' وأسماها 'بالمناورات الإسلامية' وكان يقوم بانشائها أفراد وجمعيات تابعة للإخوان تحت ستار أسماء وأهداف مختلفة وكانت هذه المدارس تتخذ أسماء للصحابة أو أسماء دينية وإسلامية وأسماء دعوية.
ويضيف أن التلمساني كان يري ضرورة صنع جيل جديد من الإخوان منذ مرحلة الطفولة وحتي الشباب يعتنقون الفكر الإخواني بصورة صحيحة وطبقا للتعاليم والتربية الإخوانية بجانب الاستمرار في عمليات التجنيد والاستقطاب لشباب الجامعات أو العمال في المصانع أو في النقابات والمواقع الهامة والتغلغل في شتي المواقع والمناصب والجهات والنوادي وكافة التجمعات.
ويضيف أن 'التلمساني' ظل يعمل لتطبيق هذه الفكرة منذ منتصف السبعينات ولم تنتبه الدولة لها إلا في بداية الثمانينات وتم إغلاق أغلب هذه المدارس وإخضاعهم لسيطرة وزارة التربية والتعليم.
ولم يتبق سوي بعض المدارس القليلة وينفي علمه بعودة هذه المدارس في السنوات الأخيرة وأعرب عن اعتقاده أن رحلات مرسي مطروح ما هي إلا معسكرات تدريبية للإخوان للجيل الجديد منهم وضخ الأفكار الإخوانية في رؤوسهم.
وعما إذا كانت المسألة دعوة أو تجنيدا أو استثمارا أم رسالة تعليمية وتربوية يقول اللواء علام أن المسألة خليط من كل هذه النقاط، ويضيف أن الملياردير الإخواني توفيق الشاوي حقق ثروته من وراء مدارس الإخوان التي أنشأها ويمتلكها في عدد من الدول الإسلامية، بجانب أن هذه المدارس تضمن وجود جيل جديد قوي للإخوان وتعد بمثابة معمل تفريخ لهم لانتقاء أفضل العناصر منهم وتدريبهم وتعليمهم طبقا للأصول الإخوانية.
وبصورة صحيحة طبقا للمعتقدات والأفكار الإخوانية.
* وما هو أسلوب مواجهة المد الإخواني في المدارس من كي جي وان وحتي مرحلة الثانوي دون الأخذ في الاعتبار المرحلة الجامعية في الوقت الراهن؟
يقول اللواء علام أن أجهزة الأمن تقوم بدورها ولكن الكرة في ملعب وزارتي التربية والتعليم والشئون الاجتماعية بإخضاع هذه المدارس للإشراف الكامل من جانبها وامتلاك كل الأدوات بها سواء المدارس أو المنهج أو الرقابة والإشراف.

****************************

فى مقالة  بعنوان " تلاميذ الحضانة يرددون نشيد الإخوان بدلا من بلادى.. بلادى "  نشرت فى مجلة روز إليوسف بتاريخ 29/08/2006 م كتب : احمد باشا

«قادمون.. قادمون.. نحن الإخوان المسلمون»، ليست هذه إحدى زلات اللسان التى اشتهر بها مرشد الجماعة المحظورة فى الفترة الأخيرة.. ولا أحد الهتافات الساخنة التى يرددها الإخوان فى مظاهراتهم.. ولكنه النشيد الذى يردده الآن أطفال «كى. جى. وان» كبديل للنشيد الوطنى فى بعض دور الحضانة بمحافظة «كفر الشيخ»، وليضع كل منا نفسه مكان ولى الأمر الذى فجأة وجد طفله الصغير وقد ارتدى زيا عسكريا أقرب لجنود الصاعقة ليردد - دون فهم - كلمات النشيد التى لقنوه إياها فى الحضانة.. فجأة تكتشف أن طفلا بريئا تعرض لعملية غسيل مخ.. وأنه فقد انتماءه لوطنه.. وبات عضوا فى تنظيم سياسى محظور.. وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره بعد!
الواقعة لا يمكن توصيفها إلا بأنها تحريض على الخيانة الوطنية بإلغاء النشيد الوطنى.. وفى هذا السياق فهى تكشف عن تطور أيديولوجى خطير فى فكر الجماعة المحظورة باستغلال الأطفال فى لعبة السياسة والدين بهدف خلق أجيال جديدة.. ولاؤها للجماعة ومتشربة من أفكارها، فضلا عن تغلغل رجال الأعمال الإخوان فى بيزنس التعليم وهو أمر خطير فى غياب مؤسسات الدولة التى تخلت عن دورها فى الإشراف والمراقبة. «روزاليوسف» حققت فى الواقعة المثيرة للدهشة لتتكشف أكثر من مفاجأة تدل على فكر منظم فى أجندة الإخوان وتصورهم للدولة البديلة القائمة على الدين - على عكس ما يتحدثون عنه فى خطابهم الإعلامى - كما يتضح أن هناك توجها مقصودا من رجال الأعمال المنتمين للجماعة فى الاستثمار فى التعليم.. سواء فى المدارس أو دور الحضانة فى غيبة وزارتى التعليم والتضامن الاجتماعى التى آل إليهما الإشراف على دور الحضانة!!
واقعة استبدال النشيد الوطنى بنشيد الإخوان شهدتها قرية «أبيانة» بمحافظة كفر الشيخ وأثناء احتفال حضانة «الياسمين» بنجاح دفعة جديدة من الأطفال وانتقالهم للصف الأول بالتعليم الأساسى، حيث أصرت إدارة الحضانة على تجميع الأطفال من فروع الحضانة الثلاثة، سواء الموجودة فى «أبيانة» «منية المرشد» بمحافظة كفر الشيخ والثالثة الموجودة فى قرية «فزارة» بمحافظة البحيرة التى يملكها «عزمى شواى» ويقوم بالإشراف عليها القيادى الإخوانى «سامى حنفى» ورغم بساطة المناسبة، فإن الإخوان اعتبروها فرصة للكشف عن نفوذهم فى دائرة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ والتى تتبعها قرية «أبيانة» حيث حرصت إدارة المدارس على تنظيم احتفال ضخم وشددت على حضور أولياء أمور الأطفال - الأب والأم سويا - حتى يزداد عدد الحاضرين.. كما جرى دعوة أقطاب الإخوان فى مطوبس أمثال «د.مصطفى الجندى» و«د.كامل بركات» و«د.عبدالله عميرة»، و«سعد فتح الباب» فضلا عن «د.محمد فضل» عضو مجلس الشعب عن الإخوان فى دائرة «مطوبس»، بالإضافة إلى بعض الشخصيات العامة فى المركز!! بدأ الاحتفال بكلمة ذات خطاب دعائى إخوانى مع قراءة القرآن الكريم.. وعند فقرة تحية العلم المصرى فوجئ الحضور بدخول الأطفال فى زى عسكرى - أشبه بميليشيات الأطفال - وبدلا من عزف النشيد الوطنى فوجئ الجميع بالحضور الإخوانى يردد مع الأطفال نشيد الإخوان.. «قادمون.. قادمون.. نحن الإخوان المسلمون»!!
التصرف أدهش عددا من الحاضرين.. فثار بعضهم بالفعل وكان فى مقدمتهم «عبدالله حمودة» - أمين حزب التجمع بمطوبس - الذى رفض هذا التصرف، وانسحب معترضا على الأمر بصحبة محمد القاضى - مدير مدرسة «منية المرشد» الثانوية - واصفين ما يحدث بأنه خيانة وطنية!! ومن جانبه كشف عبدالله حمودة - أمين حزب التجمع بمطوبس - فى حديثنا معه عما حدث فى قرية أبيانة، قائلا: لقد تمت دعوتى لحضور هذا الاحتفال، وفوجئت بمظاهر الاحتفال الضخمة وحشد قوى من الإخوان وعلى رأسهم عضو مجلس الشعب الإخوانى عن دائرة «مطوبس» د. محمد فضل وأثناء تحية العلم قمت واقفا استعدادا لعزف النشيد الوطنى إلا أننا فوجئنا بدخول الأطفال فى زى عسكرى يحملون العلم المصرى.. وعندما هممنا بترديد نشيد «بلادى.. بلادى»، فوجئت أن الشاب مشغل «الدى.. جى» أدار نشيد الإخوان المعروف «قادمون.. قادمون» مع ترديد الحضور له.. وظننت فى الأمر خطأ وتوجهت إلى الشاب المسئول عن تشغيل هذا النشيد إلا أنه لم يعرنى اهتماما فقمت بالاعتراض وتضامن معى الأستاذ محمد القاضى وشعرنا أننا ضيوف غير مرغوب فينا وعند انسحابنا تقدم د. محمد فضل وقدم اعتذارا لنا واعتبر ما حدث خطأ غير مقصود!! المفاجأة التى كشف عنها «عبد الله حمودة» أن الاهتمام الإخوانى بهذا الاحتفال فاق الوصف.. حيث عمدوا إلى منع التصوير الفوتوغرافى والفيديو إلا من خلال مصور تابع للجماعة المحظورة فى سبيل إذاعة الحفل عبر قناة خاصة تبث عن طريق شبكات الدش لتحظى باهتمام أكبر، ويتابع الأهالى أولادهم فى هذا الاحتفال لكن بعد الأزمة التى أثارها أمين حزب التجمع تخوف أعضاء الجماعة من بث شريط الاحتفال رغم إلحاح الأهالى حتى لا يتصاعد الموقف. ولعل الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل ربما جاءت تلك الواقعة كمحصلة لعدة عوامل منها الخطاب التعليمى الموجه للأطفال فى هذه الحضانات الإخوانية كما يقول بعض أولياء أمور الأطفال، وهو خطاب متخلف يحصر الطفل فى أن يدخل دورات المياه بالقدم اليسرى، ويخرج باليمنى، وأن يأكل بيمينه خوفا من الحساب فى النار، ورغم انتقاد الأهل لشكل التربية وتخويف أبنائهم فإنهم متواطئون بشكل أو بآخر مع هذا الدور حيث إنهم يدفعون 20 جنيها شهريا.. فقط فى مقابل تعليم أبنائهم فى حضانات على شاكلة «الياسمين»، وهو مبلغ زهيد جدا مقارنة بالخدمات المقدمة للأطفال من تعليم وأنشطة ووجبات، مما جعلهم يغضون البصر عن هذه الوقائع، بل إنهم رفضوا الكلام معنا خوفا من إقصاء أبنائهم من هذه الحضانة. اللافت للنظر أنه بالرغم من الإعلان عن هذه الحضانة كمشروع استثمارى هدفه الربح فإن الحقيقة تكشف عكس ذلك من خلال تدنى قيمة المصروفات نظير الخدمة المقدمة، وهو ما يدل على مخطط إخوانى يهدف لتوجيه أنشطتهم الدعائية لأطفال دون السادسة، فحضانة الياسمين ليست الوحيدة، بل هناك أيضا سلسلة من الحضانات فى عزبة عمر يملكها الإخوانى الثرى «سعد عوض»، ورغم وجودها فى مركز مطوبس بكفر الشيخ فإن لديها أتوبيسات لتوصيل الأطفال إلى منازلهم وهى خدمات لا تتناسب كما أكدنا مع المبلغ المدفوع!!
ولا يمكن فصل واقعة إلغاء النشيد الوطنى، واستبداله بنشيد الإخوان وارتداء الأطفال للزى العسكرى عن مضمون الخطاب الإعلامى لمرشد الإخوان عن وجود ميليشيات عسكرية إخوانية، والحديث عن عصيان مدنى، ودولة إخوانية بديلة بدأت بشائرها بهذه التصرفات المريبة!! خاصة أن الاجتماع الأخير الذى شهده مكتب الإرشاد بالمنيل كان على رأس أولويات أجندته الاهتمام بالنشء والأطفال عموما وأطفال الإخوان بشكل خاص وقرروا فتح ملف سمى «أطفال الإخوان بالجماعة» باعتباره ركيزة الإخوان فى المستقبل.. كما أن الإطار التعليمى الذى يدور فى فلكه هؤلاء الأطفال لا يخرج عن أفكار رجعية حول كيفية دخول الحمام بأى القدمين، أكدها «على عبدالفتاح» - القيادى بالجماعة المحظورة - الذى كشف عن استراتيجية الإخوان فى التعامل مع الأطفال من خلال دور الحضانات التابعة لهم.. قائلا: «إن الجماعة تهتم بالأطفال من خلال تحفيظهم القرآن والصلاة فضلا عن سلوكيات مهمة مثل كيفية دخول الحمام وكذلك أذكار الصباح والمساء وكيفية الأكل وإشراكهم فى بعض الأنشطة مثل الرحلات لربطهم بالجماعة.. فضلا عن تحفيظهم الأناشيد الإخوانية مثل نشيدهم الشهير:

بلادى.. بلادى.. اسلمى وانعمى
فأرويكى حين الظمأ من دمى
ورب العقيدة لن تهزمى
ومن أكمل الدين للمسلم

وهو من أدبيات الجماعة.. حيث يتم ترديده فى الاحتفالات لتعميق المشاعر الوطنية - على حد قول «على عبد الفتاح» - وهى الأفكار المأخوذة من كتاب الرسائل لمؤسس الجماعة «حسن البنا» . وعلى النقيض حاول «مهدى عاكف» - مرشد الجماعة المحظورة - أن يقلل من شأن الواقعة على خطورتها والتملص منها بل اعتبر الحديث فيها بالحديث المغرض ولا يستحق التعليق وأن الجماعة تحترم العلم والنشيد الوطنى المصرى قائلا: «اذهبوا لمن فعلوا الواقعة واسألوهم فيها»!! الغريب أنه فى معرض حديثنا مع أطراف لها علاقة بالحركات الإسلامية تخوف بعضهم من عدم نشر «روزاليوسف» لأقوالهم واعتبروها تتصيد أخطاء الإخوان لاختلافنا الفكرى معها.. متجاوزين خطورة الأمر وفكرة الانتماء الأكبر لكيان الدولة المصرية - كما يقول عصام سلطان - أحد مؤسسى حزب الوسط: «إذا كانت معالجة روزاليوسف لهذه الواقعة فى إطار معالجة عامة بالنسبة للمدارس الموجودة فى القطر المصرى.. لا سيما المدارس المختلطة التى فيها أمور إباحية غير مقبولة لا يذكر فيها كلمة مصر على الإطلاق فضلا عن النشيد الوطنى أو تدريس اللغة العربية والدين، فإننى أرحب بهذه المعالجة وفى هذه الحالة فقط أعتبر أن ما حدث فى كفر الشيخ من الإخوان خطأ يجب مواجهته ومعالجته، ولكن بعد مواجهة الأخطاء الأخرى الأشد فتكا بأخلاقنا حيث لا يمكن أن نجتزئ هذه المدرسة من بين المدارس المخالفة وإلا فقدت المعالجة موضوعيتها وحيدتها.

أما حسام تمام - الباحث فى الحركات الإسلامية - فيرى أنه ينبغى أن نفرق بين المؤسسات الإخوانية والمؤسسات التجارية والمهنية التابعة للإخوان كالمشروعات الاستثمارية فى المدارس الخاصة حيث إن رجال الأعمال المنتمين للجماعة دخلوها بمنطق البيزنس. واعتبر تمام.. أن الحديث عن مشروع إخوانى له طابع أيديولوجى هو أمر يصب فى فكرة تضخيم الدور الإخوانى على غير حقيقته.. ويرى أنهم استغلوا انسحاب الدولة من مؤسسات التعليم ليتغلغلوا فيها تحت صبغة دينية، وأكد حسام تمام أن فكرة الحشد والتجنيد الأيديولوجى تراجعت لدى الجماعة وأن معظم قيادات الإخوان فشلوا فى ضم أبنائهم وهم يعانون الآن من تسرب أبنائهم وعدم قدرة تنظيماتهم على احتوائهم!!

وعن تحليله لهذه الواقعة تحديدا يقول تمام: إن ما حدث قد يكون تأثرا بحزب الله، وفكر المقاومة، ولا يعكس خروجا عن الإجماع، فهذا ليس واردا فى فكر الإخوان وأن هذه الأفكار التى تخص النشيد الوطنى واستبداله بنشيد إسلامى كان حاضرا فى الثمانينيات فى فترة المراهقة الفكرية للجماعات الإسلامية!! وأضاف قائلا: إن الإخوان تنظيم سياسى يبحث عن مواقع لتجديد نشاطه، فهى حركة برجماتية، ولايزال المشروع الإخوانى مؤسسا على 6 مراحل بدءا من العمل على الفرد المسلم، فيعتبرون الأطفال جزءا من اهتماماتهم، فهى حركة يلتقى فيها الدعوى بالسياسى ولا يغيب الأطفال عن مشروعهم!!
على الطرف الآخر اعتبر د. عبد المنعم سعيد - رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتيجية - أن ما حدث فى حضانة كفر الشيخ كارثة بكل المقاييس، قائلا: هذه كارثة فلأول مرة يجرؤ الإخوان على هذه الخطوة منذ الثمانينيات، فكيف يسمح لهم بتقديم نشيد غير النشيد الوطنى وارتداء الأطفال لزى الميليشيات وتساءل أين مديريات التعليم والجهات المسئولة عن هذه الواقعة المأساوية؟
وربط د. سعيد بين هذه الواقعة الخطيرة وتصريحات مرشد الجماعة حول ميليشيا إخوانية تتألف من 10 آلاف إخوانى، مشيرا إلى حديثه عن قتل القادة العرب قائلا: إن تدريب الأطفال، وحشدهم تحت راية وكلمة المقاومة، هو تدمير لفكرة الدولة، فى محاولة لخلق ميليشيات مسلحة تتوازى مع الدولة فى قوتها وتتوارى تحت كلمة مقاومة العدو، وأضاف سعيد أن الإخوان الآن يعتقدون فى الاستقواء بالعنصر الخارجى فى المحيط الشرق أوسطى بعد صعود القوى الأصولية فى إيران والعراق وفلسطين، وهو ما دفعهم للإقدام على هذه الخطوة الجريئة.. وعاب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية على تقصير منظمات المجتمع المدنى فى معالجة هذه الواقعة، لأن تدخل الدولة فيها يحسب للخلاف الأيديولوجى بين الطرفين، لكن على المجتمع المدنى أن يتحمل مسئوليته فى الدفاع عن الدولة المدنية المصرية فى مواجهة المد الإخوانى!!
أخيرا فإنه بالرغم من التباين الأيديولوجى الذى يشهده المجتمع المصرى الآن فإن الواقعة هى مجرد جرس إنذار لتستعيد مؤسسات الدولة أدوارها التى تركتها عمدا أو سهوا لهذا التيار المتطرف حتى لا نستيقظ على السيناريو الأسوأ!

==================

المــــــــــــراجع

http://www.katibatibia.com/Events/ekhwanschoolsreturning.htm عن جريدة الكتيبة الطيبية

 

This site was last updated 04/19/08