الأسكندر الأكبر ذو القرنين

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

ألإسكندر الأكبر ذو القرنين يغزو مصـر

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
حروب الأسكندر المقدونى
القواد يقتسمون الأمبراطورية
مقبرة الأسكندر ذو القرنين
جامع النبى دانيال
تمثال نادر للإسكندر

 

الأسكندر الأكبر يغزو مصر

جاء عن الإسكندر الأكبر فى جريدة أخبار اليوم بتاريخ  5/ 2/ 2005م
أعلن أحمد عبد الفتاح المشرف العام علي متاحف وآثار الإسكندرية أن الإسكندر الأكبر مات مسموما وليس بالحمي كما تردد في كتب التاريخ..

ويدلل علي ذلك بحادثتين هامتين وقعتا أثناء حياة الاسكندر الأكبر الأولي تفيد بأنه قد وصله رسالة تؤكد أن طبيبه الخاص سوف يدس له السم في الدواء غير أنه استهان بما جاء في هذا الخطاب.. بل أنه أعطاه لطبيبه وتناول الدواء كعادته لثقته الشديدة بهذا الطبيب.. أما الحادثة الثانية فكانت تشير إلي أنه عندما جاء 'أوغسطس' للإسكندرية بعد وفاة الإسكندر بحوالي ثلاثة قرون وزار مقبرة الإسكندر وتحسس أنفه وكانت النتيجة سقوط جزء من طرف الأنف وهذا حادث نادر لانه من الصعب في تحنيط مومياء لملك أن الأنف أو أي جزء من الجسد يسقط بهذه الصورة. وأضاف د. عبدالفتاح في الندوة التي عقدت منذ أيام بنادي سموحة بالإسكندرية حول الإسكندر الأكبر: انه من المعروف علميا وطبيا ان الذي يتناول سما يحدث له تحلل كامل في جسده..

الصورة الجانبية لعملة الأسكندر الأكبرالذى عاش بين سنة 336 - 323 ق.م
وقد مات الإسكندر بعد أن سقط مريضا بحوالي أسبوعين وكان قد سلم الخاتم الخاص به لقائد جيشه برداكيس وهو علي فراش المرض وطلب من الجنود زيارته في فراشه ويبدو أن المحيطين به في تلك الفترة كانوا متآمرين نظرا لتصرفاته وسلوكياته الغريبة حيث أنه في أواخر أيامه طلب من الاغريق تأليهه في الوقت الذي كان عنيفا مع الكثيرين بالإضافة إلي اكثاره في شرب الخمر. كل هذه العوامل جعلت البعض يتربصون به ومحاولتهم للفتك به.
وأضاف: ان مومياء الاسكندر شيء.. ومقبرته شيء آخر وانه ليس من المتوقع العثور علي موميائه أو حتي مقبرته.. فقد أثير كثيرا أن مقبرته مازالت بالاسكندرية وأعتقد ان المومياء تم نقلها لخارج الاسكندرية.. أما مقبرته فالاسكندر الأكبر له أكثر من مقبرة.. منها مقبرة في بابل ومكث بها عامين فقط.. والثانية في (منف) جنوب القاهرة وظل بها 40 عاما.. ثم مقبرته بالاسكندرية والتي انقطعت كل المعلومات عنها مع بداية القرن الخامس الميلادي..

وقد نشأ عصر البطالمة بظهور الأسكندر الأول 495 م Alexander I in 495 BC وهو من مقدونيا وكانت له مملكة صغيرة - حتى موت بيرسيوس فى سنة 168 ق . م Perseus in 168 BC. . وعندما تقلد فيليب الثانى الحكم فى ما بين 359 - 336 ق . م Philip II (359-336 BC) أصبحت مملكة قوية وأحتوت على معظم حدود اليونان  , وظهر الأسكندر الثالث ( الأسكندر الأكبر ) الذى كان أبن فيليب الثانى أصبحت الإمبراطورية المكادونية أظم أمبراطورية فى عصره , أمتدت حدود إمبراطوريته من شرق الهند حتى جنوب مصر والشرق الأوسط ويؤكد بعض المؤرخين أن الأسكندر الأكبر كان مخنثاً .

فيليب الثالث وهو شقيقه الأسكندر الأكبر من جهة ابيه وكان أحد قواد الجيش عندما مات أخيه , وكان باقى قواد جيش الأسكندر الكبر يطمعون فى العرش وعندما أتفقوا فيما بينهم على تقسيم الإمبراطورية فيما بينهم قامت أوليمببياسOlympias (Alexander's mother) بقتل الملك فيليب الثالث

عملة ذهبية لبطلميوس الأول
عملة ذهبية لبطلميوس الأول تم سكها فى الأسكندرية. على وجه العملة منظر لبطلميوس الأول بأنفه الطويل المميز وسوالفه البارزة. وعلى الظهر نسر يقف على صاعقة ناظراً إلى اليسار

 

 

عملة من العصر البطلمي
عملة يرجع تاريخها إلى عهد بطلميوس الأول. ويظهر على وجهها رأس الملك، بينما صور على خلفها رجل فوق عربة حربية يجرها أربعة أفيال.

 

 

 

وبعد موت الأسكندر الأكبر فى 323 ق.م جنرال بطليموس عين ك satrap على مصر وقد حكم مصر حكماً قوياً  , فى 305 ق. م نصب نفسه ملكاً وأنشأ العصر البطلمى الذى حكم المنطقة لمدة 275 سنة , وأمتدت المنطقة التى حكمها البطالمة من مصر وأسرائيل , وسوريا , وفينيقيا  , وجزيرة قبرص .

ملكة مصر كيلوباترا السابعة

وأستمر حكم البطالمة حتى تقلدت الحكم كيلوباترا السابعة وأنضمت إلى مارك أنطونى ثم أنتحرت بعد أن هزيمة مارك أنطونى فى معركة أكتيوم سنة 31 ق. م  Actium in 31 BC وسقطت مصر تحت حكم الرومان  .

*******************
الأسكندر فرعون مصـــــر وأبن لـ زيوس / آمـــون

لم يكد الاسكندر يحط الرحال عند مصب الفرع الكانوبي في البحر الابيض المتوسط: حتي بدأ في تخطيط الأسكندرية مدينة جديدة تحمل اسمه، وتكون حلقة الوصل بين تجارة الشرق والغرب، ومن هناك استأنف المسير في الصحراء ليصل بعد عشرين يوما الي واحة آمون 'سيوة' ويلقي بنفسه في أحضان المعبود الذي شاعت شهرته انحاء العالم القديم واكتسب شهرة فائقة في الوحي لمن يقصده ، ولا يضن بالنصح لمن يشعرون بالحاجة الي النصح المقدس، وكانت شهرة آمون سيوة بين الاغريق أضعاف شهرته بين المصريين. لدرجة ان الاغريق قرنوا بينه وبين كبير الآلهة عندهم 'زيوس' فصار اسم معبود سيوة 'زيوس آمون'

ولم يكن هو أول من يغزو مصر ليكون هدفه زيارة معبد آمون فى واحه سيوة فقد عرض الملك الفارس 'قمبيز حياته للضياع في البيداء حدث هذا ' قبل قرنين من الفتح المقدوني. أما الأسكندر كان رب أرباب المصريين 'آمون' أكثر تأثيراً فى الواحات عن يذهب الي طيبة 'الأقصر' المركزالروحي لعبادة آمون، كان يستطيع وهو في 'منف' أن يذهب الي طيبة بدلا من اختراق الصحراء،  وكأن الآلهة المصرية لا ترضى بتتويج شخص مصرى ليكون ملكاً على المصريين فأبادهم الإله آمون .
أسطورة شعبية 'هيراقليس' و'برسيوس'  سبب الزيارة
والاله آمون في واحة سيوة لم يكن له شأن يذكر في العهد المتأخر من تاريخ مصر، إلي أن جاء الملك 'أوكوريس' واعاد من جديد عبادة هذا الاله، واعطاه طابعا مصريا بعد ان توطدت العلاقات بين مصر واليونان.
ولما كان هذا المعبد  يقع في الطريق الي مستعمرة 'قورينة'، وهي برقة حاليا، وتقع علي الساحل الافريقي قبالة بلاد اليونان فقد أصبح بمضى الزمن إلاهاً من آلهة الأغريق .. ومن هنا اكتسب المعبد أهميته من موقعه، فصار قبلة الملوك والشعراء من الأغريق وغيرهم. ومن المؤكد ان الاسكندر سمع منذ الصغر عن الأسطورة الشعبية للبطلين 'هيراقليس' و'برسيوس' وقد اكتسب كل منهما صفة الشجاعة، لانهما كان يذهبان الي آمون سيوة يطلبان منه النصح قبل أن يقدما علي أعمالهما الخارقة.. ويقول 'كلثنيس' مؤرخ الاسكندر أن ذكري هذين البطلين كانت احد الأسباب القوية التي حملت الاسكندري علي أن يقدم علي هذه الرحلة تأسيا بقصة البطلين الاغريقيين، ولكي يتخذ من وحي آمون قوة دافعة الي الاستمرار في حملته العسكرية نحو الشرق.
الاسكندر أبن من أبناء الآلهة !!
من المعروف تاريخياً أن الأسكندر أبيه 'فيليب' ولكن أعتادت النساء فى العصور الوثنية أن تعطى لأولادهن قوة سمائية فقد  سمع من أمه 'أولمبياس' أن الاله 'زيوس' تخفي في صورة أفعي، وخالطها، فكان الاسكندر ثمرة اللقاء، فأراد التثبت من هذا الادعاء من خلال وحي آمون.
والمفكر إسماعيل مظهر في كتابة 'مصر في قيصرية الاسكندر' قال : " كان من الطبيعي أن تلفت شخصية الاسكندر الأنظار إليه بعد أن استطاع بغزواته وحروبه أن يهز أرجاء العالم القديم،لهذا نجد أن أسطورة الاسكندر قد كتبت وذاعت في كل لغات الدنيا القديمة من الهند الي بحر الظلمات، وتضمنت قصصا خرافية أصلها بابلي.. وجمعت بين الأسطورة والتاريخ. ففي النسخة الفارسية نص علي أن الاسكندر ابن 'دارا' ملك الفرس، ثم انتقل بعد ذلك فصار نبيا يعمل علي هدم الاصنام وتقويض الوثنية، "
وقد نقلت هذه الخرافة إلي اوربا ويروي الجزء الأول منها مولد الاسكندر ومخاطراته في شبابه، وفيه أن خطر الاسكندر وقدره العظيم إنما يعودان إلي أن اباه الحقيقي هو 'نخنتبو' آخر ملوك مصر الفراعنة الذي طرده الفرس من بلاده، وكان من كبار السحرة بحيث يستطيع أن يجعل من الشمع صورا لجيوش أعدائه وأساطيلهم، ويستطيع بسحره أن يوجه حركاتهم كيفما يشاء، فلما طرد هرب الي مقدونيا.. فاستقدمته 'أولمبياس' أم الاسكندر، وكانت عاقرا، فوعدها بأن 'زيوس­آمون' سوف يزورها متقمصا صورة أفعوان، ثم استخفي 'نختنبو' في هذه الصورة، وخالطها، فولدت الاسكندر، وحينئذ أكل الشك صدر زوجها الملك فيليب، ولم يؤمن بصحة ما سمع، إلا بعد أن تجلي له الأفعوان مرة أخري.. واشيعت بنوة الاسكندر للإلهين العظيمين.
يصف 'كلثنيس' المؤرخ الذي صحب الاسكندر الي الهيكل: لم يؤذن لغير الملك بالدخول الي المعبد في ثيابه العادية، اما البطاقنة فأمروا بتبديل ثيابهم، ووقف الجميع في الخارج يستمعون الوحي، ماعدا الاسكندر فانه دخل المحراب، وكان أول سؤال للاسكندر: هل الاله أبوه سوف يهبه حكم الأرض جميعا، فكان الجواب: نعم سيتحقق لك هذا، وكان السؤال الثاني عما اذا الذين اشتركوا في قتل ابيه فيليب قد عوقبوا؟ فيصيح المتكلم: ان هذا السؤال كفر لأن الاله أباه لا يمكن أن يؤذي.

************************************

شيد الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية فى عام 331 قبل الميلاد لتحل محل قرية الصيد القديمة المعروفة بـ"راكوتيس". وقد أسند الإسكندر الأكبر إلى المهندس اليونانى دينوكراتيس مهمة تخطيط المدينة.
وتقع الإسكندرية فى الطرف الغربى لدلتا النيل على الشريط الرملى الذى يفصل بحيرة مريوط عن البحر المتوسط. وقد تم اختيار هذا الموقع لقربة من بحيرة مريوط وأرض الفراعنة. ويتصل النيل بالبحيرة من خلال قناة كما يوجد طريق جانبى يصل الشاطئ بالجزيرة.
وتشتهر مدينة الإسكندرية بمكتبتها العريقة، ومتحفها، والسرابيوم أو المعبد وعمود بومبى والمقابر المنحوتة فى الصخر.

************************************

لعثور على تمثال للاسكندر الأكبر بالإسكندرية

 أزاح محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب الستار عن كشف اثري جديد للبعثة اليونانية حيث رجح علماء الآثار انه تمثال " للاسكندر للأكبر" عثر عليه أثناء أعمال الحفائر بحديقة الشلالات بوسط المدينة . وقالت رئيسة البعثة اليونانية " كليوبى بابا كوستا " خلال الحفل الذي أقيم مساء 7 / 10 / 2009، بمتحف الإسكندرية القومي - أن التمثال يعد كشفا نادرا فهو قطعة رئيسية تعود للعصر البطلمي وتمثل مدرسة فنية هامة ترجع إلى العصر الهيلينستى لنحت التماثيل كما انه بداية لرحلة طويلة من العمل والبحث عن مقبرة " الاسكندر الأكبر" . ومن ناحية أخرى بعث محافظ مدينة " أتينا " اليونانية " نيكتيا كلامانيس " ببرقية شكر لمحافظ الإسكندرية والمجلس الأعلى للآثار: قال فيها " إن مدينة الإسكندرية تعد منبع الثقافات والعلم بالعالم اجمع مشيرا إلى قوة العلاقات التي تربط بينها وبين اليونان مدللا بهذا الكشف الجديد والتبادل الثقافي والتعاون في مجال البعثات الأثرية . وأشار مستشار الأمين العام للآثار " أحمد عبد الفتاح إلى " أن الكشف يمثل تمثال يوناني يحمل ملامح الاسكندر الأكبر كما انه يثير جدلا بين العلماء والأثريين الذين يؤكد بعضهم انه يعود للاسكندر الأكبر بينما يرى البعض الآخر انه شخصية ملكية تحتاج لمزيد من الدراسة . وأكد أهمية هذا الكشف لأنه أول تمثال يعثر عليه بحدائق الشلالات وهى " حدائق الحي الملكي " كما انه يحتفظ بالرأس ونادرا ما يتم العثور على تمثال محتفظا برأسه حيث اعتاد السرقة كسر الرأس وبيعها كما أن التمثال بملامحه يعود لمدرسة النحات "ليسبوس " في العصر الهيليستنى الذي تخصص في نحت تماثيل للاسكندر الأكبر . ومن جانبه قال اللواء " إيهاب فاروق " إن هذا الكشف تتمثل يعتبر بداية لمزيد من الاكتشافات في المنطقة والعثور على العديد من آثار العصر البطلمي في الإسكندرية ,كما انه نتيجة جهود تعود بدأت منذ خمس سنوات للبحث عن مقبرة الاسكندر الأكبر ووجهه الشكر لمحافظ الإسكندرية و متحف الإسكندرية القومي برئاسة الدكتور إبراهيم درويش . الخميس, 08 اكتوبر 2009 موقع الهيئة العامة للأستعلامات

*****************

 فتح الإسكندر مِصر:

المصرى اليوم  بقلم الأنبا إرميا ٩/ ٦/ ٢٠١٣
كان الفرس هم عدو مقدونيا والإغريق الأول، ولكن ضعف المدن اليونانية وانقسامها جعلاها لا تستطيع مواجهة هذا العدو القوى الذى يحكم إمبراطورية كبيرة ويتمتع بسيادة البحار. وقد قام «فيليب»، ملك مقدونيا، بمحاولة للتوحيد، بإخضاع المدن اليونانية تحت سلطانه استعداداً لغزو الفرس، إلا أنه تعرض للاغتيال.
سار ابنه «الإسكندر» على نهجه، فقاد الحرب ضد الفرس، فكوَّن جيشاً منظماً انطلق به من مقدونيا ليبدأ حُلم الإمبراطورية الذى كان يراوده لنشر الثقافة الإغريقية، ولكى يصبح سيد العالم. وحيث إن الفرس كانوا يعتمدون على موارد إمبراطوريتهم الكبيرة والسيادة البحْرية العظيمة لهم، فقد بدأ الإسكندر بالاستيلاء على قواعد الأسطول الفارسى، وهكذا أخضع شواطئ آسيا الصغرى وفينيقيا ومِصر وبَرقة.
عند وصول الإسكندر إلى مِصر بعد الاستيلاء على صُور وصيدا وفلسطين وغزة من المَلك الفارسى «دارا»، قام الحاكم بتسليمها إليه دون معارك. وقد رحَّب المصريون بالإسكندر، منقذهم من الحكم الفارسى. وبطرد الفرس من مِصر طُويت صفحة من تاريخ مِصر امتدت ثلاثة آلاف عام، لتبدأ صفحة جديدة تَخُطّها الحضارتان المِصرية والإغريقية معاً جنباً إلى جنب.
الإسكندر الأكبر:
كان الإسكندر الأكبر عبقرية عسكرية وسياسية ندُر أن يكون لها مثيل، وقد كان معروفاً بذكائه الشديد وقدرته الفائقة على التعامل مع المشكلات، فكان له دور فى مساعدة أبيه فى إدارة مملكة مقدونيا وهو لايزال فى السادسة عشرة، ثم أصبح قائداً له صيت عالمى وهو فى الثامنة عشرة، بينما صار ملكاً وهو فى العشرين.
وعن ذكاء «الإسكندر» وبراعته قرأت إحدى القصص عنه وهو لايزال صبياً:
ففى أحد الأيام قرر «فِيلونِيكُس» التسالونيكى ـ وهو الرجل المسؤول عن «اسطبلات» خيول الملك ـ أن يقوم ببيع فرس متمرد وعنيف جداً لم يستطِع أحد أن يروضه أو يمتطيه، فجاء إلى الملك لإخباره بما ينوى فعله.
عندما سمِع «الإسكندر» ذلك أعلن لأبيه رغبته فى الذهاب مع « فِيلونِيكُس» لرؤية الفرس الجامح. حاول الملك «فيليب» أن يُثنى ابنه عن رغبته لئلا يُصاب بأذى من الفرس، لكنه طمأن والده قائلاً: لا تخَف يا والدى، فإن لكل عنف سبباً، وسأحاول أن أروضه! لٰكن الملك اعترض على ابنه بأن خبرته أقل من « فِيلونِيكُس» الذى أمضى غالبية أيامه فى ترويض وتدريب الحيوانات والخيول خاصة، ومع هذا لم يُفلِح فى ترويض الفرس.
طلب «الإسكندر» من والده فرصة لمعرفة سبب تمرد الفرس وعنفه ـ مع أنه لم يتدرب على ترويض الخيل ـ فوافق أبوه. ذهب الصبى «الإسكندر» مع مدرب الخيل العظيم «فِيلونِيكُس» إلى اسطبل الخيل، وبمجرد أن اقترب المدرب ليمسك بالفرس ثار الفرس جداً وصار الوضع خطيراً. أسرع الصبى «الإسكندر» نحو الفرس ممسكاً بلجامه مغيراً اتجاه رأسه. فما كان من الفرس إلا أن صار هادئاً، وامتطاه «الإسكندر» وقاده دون جَهد. وحينما ذهب به إلى والده، هنأه على قدرته على ترويض الفرس فى وقت قصير، وسأله: ماذا فعلت يا بنى؟ أجاب «الإسكندر»: إن الأمر بسيط جداً، لقد كان الفرس يرى ظله فيخاف منه، فعندما حوَّلت رأسه نحو الشمس صار ظله تحت قدميه فضاع الخوف منه وصار هادئاً.
وأيضًا يُعرف عن «الإسكندر» أنه كان شغوفاً بالعلم، محباً لجميع أنواع المعارف وقارئاً نَهماً لكل أنواع الكتب. وكان يَسعَد بالحديث إلى الطلاب والعلماء، خاصة بعد أن يقضى يوماً فى السير أو القتال.
و«الإسكندر» كان تلميذاً للعالم الكبير والفيلسوف العظيم «أرسطو»، فكتب إليه «الإسكندر» ذات يوم يقول: «خير لى أن أتفوق على غيرى فى العلوم من أن أتفوق عليهم فى اتساع المُلك وقوة السلطان».
 مِصر ولاية مقدونية:
حرِص «الإسكندر» على أن يتوج فتوحاته بإرضاء أهل البلاد التى يدخلها، كما أنه حرِص على إبداء احترام دياناتها. فقد أظهر احترامه للديانة المِصرية القديمة بمجرد دخوله إلى مِصر ووصوله إلى منف، فقدّم قرباناً للعجل المقدس وباقى الآلهة التى يعبدها المِصريون. كذلك توج نفسه فى معبد «فتاح» (Ptah) مثل الفراعنة القدماء. وذلك حتى يَظهَر كخليفة شرعى للفراعنة فيضمن ولاء المصريين وإخلاصهم وخضوعهم.
كذلك ذهب «الإسكندر» إلى معبد «آمون» فى واحة سيوةـ الذى نال شهرة عالمية تعادل شهرة معبدَى «زيوس» و«أبوللو»ـ فقد كان يهدف إلى إثبات صلة نسبه إلى الآلهة أمام العالم، وأيضاً رغبته فى الحصول على تأييد الإله «آمون» فى مشروعه لبسط سيطرته على العالم. إلا أن «الإسكندر» لم يتنصل من حضارته الإغريقية، ولم ينسَ أنه يحمل لواءها فأقام أكثر من حفل إغريقى فى منف، وقدَّم القرابين للإله الإغريقى «زِيوس».
وفى حكم مِصر أدرك «الإسكندر» أهمية دور الكهنة فى مِصر، فهم الذين ساندوا الفراعنة قَبله فى حكمهم، لذا لجأ إلى الكهنة وقام بتدعيمهم. كما قام بتنظيم لقاءات سنوية يلتقى فيها كل من الملك وكبار رجال الدولة والكهنة لتبادل الآراء فيما يخص البلاد، وبذلك يستطيع قيادة الشعب الذى يخضع للسلطة الدينية. وبهذا وجد كهنة آمون الفرصة لاسترداد سلطتهم، واستعادة حق الانتفاع بالأملاك الإلهية التى نُزعت منهم. وفى هذه الفترة أُعيد تشييد أكبر المعابد فى مِصر من فِيلة حتى الدلتا.
 مدينة الإسكندرية:
قام الإسكندر بتأسيس مدينة الإسكندرية فى مِصر، فقد اختار قطعة أرض لها موقع استراتيجى بين بحيرة مريوط والبحر المتوسط لبناء مدينة جديدة تماثل المدن المقدونية، لتصبح مركزاً جديداً لتجارة الشرق والغرب. وأسند مهمة تخطيط المدينة للمهندس اليونانى «دِينوقراتيس». وقد أصبحت الإسكندرية مركزاً ثقافياً عالمياً للعلوم والمعارف فى القرن الثالث ق. م.، ونقطة التقاء الشرق والغرب، ما جعلها القطب الثانى فى إمبراطوريته المتسعة. وزاد الإقبال عليها من قِبل الطلاب والعلماء، إذ صارت مناراً ومنبعاً للثقافات والعلم.
وقبل أن يغادر «الإسكندر» مِصر عام ٣٣١ ق. م.، كانت مِصر قد أصبحت ولاية مقدونية منظمة بأسلوب دقيق إلى أقصى مدى. وقد اهتم بأن يكون لها جيش وأسطول لحمايتها. كما أرسل بَعثة لاستكشاف منابع النيل.
النظام الذى وضعه «الإسكندر» كان يعتمد على تقسيم السلطة بين عدة حكام حتى لا ينفرد أو يستبد حاكم واحد بالسلطة. وقد اختار مصريين ليوليهما حكم الوجهين البحْرى والقبلى مُظهراً عطفه على المصريين. وقد أطلق للمصريين حرية العبادة ولم يغير شيئاً من عوائدهم الدينية أو المدنية.
غادر «الإسكندر» تاركاً ولاية مِصر للأمير «اقليومينوس»، وسار بجيشه إلى آسيا للاستيلاء على ولايات الإمبراطورية الفارسية حتى وصل إلى الهند، ثم توجه إلى بابل حيث تُوفى فيها وهو لايزال شاباً فى الثلاثينيات وفى أَوْج مجده عام ٣٢٣ ق. م. وقد وصفه المؤرخون بأنه كان يسعى لبناء عالم يندمج فيه الشرق والغرب كإمبراطورية واحدة على أساس من الأُخُوّة.
ويُحكى أن «الإسكندر» وهو على فراش المرض كانت له ثلاث أمنيات طلب إلى قائد جيشه تحقيقها له. كانت وصيته الأولى ألا يحمل نعشه عند الدفن إلا أطباؤه، والوصية الثانية أن يُنثر على الطريق من مكان موته حتى المقبرة قطع الذهب والفِضة والأحجار الكريمة التى جمعها طوال حياته، أمّا الوصية الأخيرة فهى أنه حين يُرفع على النعش يُخرجون يديه من الكفن، ويُبقونهما معلقتين إلى الخارج وهما مفتوحتان!
سأله القائد عن مغزى أمنيات الملك الثلاث، فقال: أريد أن أقدم إلى العالم درساً لم أُدركه إلا الآن. فبالوصية الأولى أريد أن يعرف الناس أن الموت لا يرده أحد حتى الأطباء الذين نلجأ إليهم متى أصابنا مكروه، فالصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر. أمّا الوصية الثانية فحتى يعلم الناس أن كل وقت قضَّيناه فى جمع المال ليس إلا هباءً يُلقى، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب. أمّا الوصية الثالثة فلكى يعلم الناس أننا قدُمنا إلى هذه الدنيا فارغى الأيدى، وسنغادرها فارغى الأيدى.
وبموت «الإسكندر» سُرعان ما تفككت إمبراطوريته وقامت عدة ممالك، وبدأت فى مِصر دولة البطالمة الذين حكموا البلاد إلى الحكم الرومانى و... والحديث عن مِصر لا ينتهى!

هبوط أرضي بوسط الأسكندرية يثير شك الآثريين في العثور علي قبر الاسكندر الأكبر
الجورنال / أ ش أ  12/11/2013l
تعرضت أرض ملاصقة لحديقة الشلالات بالأزاريطة وموقع عمل البعثة اليونانية بوسط الاسكندرية صباح اليوم «الإثنين» لهبوط أرضي لعدة أمتار مما أثار تساؤلات أهالي المنطقة والآثريين حول إمكانية العثور علي قبر الاسكندر .وصرح مصدر آثري مسئول أن ما حدث من هبوط أرضي يؤكد وجود آثار أسفلها خاصة وأن تلك المنطقة عرفت قديما باسم الحي الملكي البطلمي وقد عثر بها علي كيانات آثرية متعددة وهامة.
وأضاف المصدر أن عددا من العقارات الموجودة بالمنطقة يوجد أسفل منها آثار ترجع لعصور تاريخية هامة خاصة العصر اليوناني الروماني .مشيرًا إلى أن إحدى العقارات المعروفة التي بنيت حديثًا والواقعة بالمنطقة كان يوجد بأرضها آثارًا مهمة، ولكن الحكومات السابقة وقفت كعقبة ضد إجراء أعمال المسح الأثري واستخراج الآثار منها، حسب قوله.

This site was last updated 11/12/13