******************************************************************************

هذا الجزء عن إستشهاد تلاميذ أوريجانوس العلامة القبطى مأخوذ من مؤرخ كتبها فى القرن الثالث - الرابع الميلادى  تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى ك 6 : 4 و5 مع بعض التعديل فى لغته .

*******************************************************************************

شهداء من مدرسة الإسكندرية

 الفصل الرابع

تلاميذ أوريجانوس الذين أستشهدوا على أسم المسيح

الشهيد بلوتارخوس

1 - أول هؤلاء الشهداء هو بلوتارخوس الذى سبق وأن ذكرناه (1) وإذا كان يساق إلى الموت إقترب منه أوريجانوس العلامة القبطى مدير مدرسة الأسكندرية ورافقة حتى النهاية , وحفظت العناية الإلهية أوريجانوس هذه المرة أيضاً .

الشهيد سيرينوس

2 - وبعد أستشهاد بلوتارخوس قبض على الشهيد الثانى من بين تلاميذ أوريجانوس وأسمه سيرينوس , وقد وضعه الوثنيين فى النار فجاز فيها وقدم دليلاً على الإٌيمان بالمسيح الذى قبله .

الشهيد هيراكليدس , والشهيد هيرو ,  الشهيد سيرينوس - الشهيدة هيريس

والشهيد الثالث من نفس المدرسة هو هيراكليدس , والشهيد الرابع أسمه هيرو , وكان هيراكليدس لا يزال تحت التعليم , أما الآخر فكان قد قبل المعمودية منذ فترة وجيزة , وكلاهما قطع رأسه , والشهيد الخامس من نفس المدرسة أسمه سيرينيوس أيضاً , وقد أشتهر بأنه بطل من ابطال التقوى , وقيل أنه قطعت رأسه بعد أن تحمل ألواناً من العذاب , ومن بين النساء هيريس التى أستشهدت وهى ما زالت تحت التعليم , وقبلت معمودية النار , حسب التعبير الذى أستخدمه أوريجانوس نفسه فى مكان آخر .

الفصل الخامس

بوتامينا وأمها مارسيلا (2)

1 - وأستشهد أيضاً باسيليدس ويمكن أعتباره الشهيد السابع , وقد ساق بوتامينا الشهيرة إلى الإستشهاد وهى لا تزال مشهورة بين شعب البلاد بسبب الآلام العديدة التى تحملتها فى سبيل الإحتفاظ بعفتها وعذرويتها , لأنها كانت فى دور النضوج العقلى والجسمى , وإذ تحملت كثيراً من أجل إيمانها بالمسيح , وعانت صنوفاً مختلفة من التعذيب الذى لا يمكن وصفه , وعندما لم يترجع عن إيمانها بعد كل هذه العذابات أحرقوها بالنار مع امها مارسيلا .

2 - ويقال أن الوالى المسمى أكيلا , بعد أن عذب كل جسمها تعذيباً شديداً قاسياً هددها أخيراً بتسليمها للمصارعين للإساءة إلى جسدها , وعندما سئلها عن رأيها فيما سيفعله فيها فكرت قليلاً وأجابت إجابة أعتبرت خارجة عن حدود اللياقة .

3 - وفى الحال صدر عليها الحكم , وساقها إلى مكان الإعدام باسيليدس أحد ضباط الجيش , ولما حاول الشعب الوثنى إساءتها وإهانتها بألفاظ بذيئة فى الطريق أبعدهم عنها , وأظهر نجوها كثيراً من الرقة والعطف , وإذا رأت رقة الرجل نحوها , نصحته بأن يتحلى بالشجاعة لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها , وأنه سينال سريعاً جزاء الشفقة التى عاملها بها .

4 - وبعد ذلك بقليل تحملت ببسالة الحكم الصادر نحوها , إذ وضعت فى الزفت المغلى وكانوا يصبونه قليلاً قليلاً فوق أجزاء مختلفة من جسمها من أخمص القدم إلى هامة الرأس , وهكذا أستشهدت بعد تعذيب شديد تحملته هذه الفتاة الذى أشتهر أسمها فى مدينة الإسكندرية وسائر مصر .

الشهيد باسيليدس

5 - وبعد هذا بقليل سئل با سيليدس من زملائه الجند أن يحلف لأمر ما , فصرخ بأنه لا يجوز أن يحلف البتة لأنه مسيحى , وأعترف بذلك علناً , وظنه زملائه فى بادئ الأمر أنه يمزح ولكنه لما أستمر فى تأكيد كلامه سيق ليحاكمه الوالى وألقى فى السجن لأعترافه بإيمانه المسيحى أمامه .

6 - ولما أتى إليه أخوه مسيحيين فى الرب كانوا مسجونين وسألوه عن سبب هذا التغيير المفاجئ العجيب , فأجاب بأن بوتامينا بعد أستشهادها وقفت بجانبه فى حلم ثلاث ليال متواليه , ووضعت تاج على رأسه , وقالت أنها توسلت إلى الرب يسوع من أجله ونالت طلبتها , وأنها سوف تأخذه سريعاً , وعند ذلك أعطاه الإخوة ختم الرب (3) , وفى اليوم التالى قطعت رأسه بعد تقديم شهادة مجيدة من أجل الرب يسوع .

7 - وترددت أخبار أن آخرين كثيرين فى الإسكندرية قبلوا بسرعة كلمة المسيح فى تلك الأيام , لأن بوتامينا كانت تظهر لهم فى أحلامهم وتقدم لهم النصائح اللازمة .

=====================

المـــــــراجع

(1) راجع فصل 3 : 2

(2) تعتبر الشهيدة بوتامينا من أشهر الذين أستشهدوا فى عصر ساويرس , وكانت تلميذة لأوريجانوس , ويقول بلاديوس أنها كانت أمة ( عبدة) ولأن سيدها عجز أن يجعلها تخضع لشهواته لأنها مسيحية , فسلمها للوالى لتعذيبها ورشاة حتى يقوم بتعذيبها عذاباً شديداً حتى ترضخ لممارسة الجنس مع سيدها وبذلك تعود إليه بشرط ألا يحكم عليها بالموت , ولكن عندما أشتهر أمرها فى مدينة الإسكندرية بأنها قاومت الوالى كان لا بد لا بد من قتلها قتلاً غير رحيم حتى يرجع مكانته وهيبته فى وسط أهل المدينة ويخيف المسيحيين ألاخرين .

(3) هذه الكلمة تعنى أو تشير إلى المعمودية .