Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأنبا يوأنس (يوحنا) السادس البطريرك رقم 74

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
من هم الأيوبيين؟
الإحتلال الأيوبى
ظهور صلاح الدين
الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي
الأيوبى يقتل الخليفة العاضد
مشكلة دير السلطان
حروب صلاح الدين
رسائل صلاح الدين
الرحالة عبد اللطيف
عبدالله بن ميمون
الملك العزيز
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
الملك العادل الأول
الملك الكامل 1
الملك الكامل 2
الملك العادل الثانى
الملك الصالح
الأيوبيين يحكمون مصر
الحملة الرابعة للفرنجة
الحملة الخامسة للفرنجة
الحملة السادسة
الحملة السابعة للفرنجة
الحملة الثامنة للفرنجة
الحملة التاسعة
موت الملك الصالح
العثور على عملة ذهبية
قدرة الملك ريتشارد على النصر
إيلات وصلاح الدين وبيبرس
قلعة حلب
البابا يؤنس 6 الـ 74
البابا كيرلس ال 75
New Page 5294
New Page 5295
New Page 5296
New Page 5297
New Page 5298
New Page 5299

 

إتفق الشعب القبطى الأورثوذكسى المسيحى فى مصر والشيوخ والأراخنة بمدينة مصر وكذلك مدينة القاهرة ومن كان موجوداً من الآباء الأساقفة على قسمة رجلاً بتولاً طاهراً فاضلاً الأنبا يوحنا (يؤنس) وكان اسمه قبل تقدمته كبطريرك هو أبو المجد أبن أبو غالب أبن سورس فأخذوه قهراً بالقوة فى يوم الأحد 11 من أمشير سنة 905 للشهداء وهى نفس السنة التى تنيح فيها الأنبا مرقس البابا رقم 74 وذلك بعد نياحتة بشهر واحد فقط  وقسموه بطركا وقد ساعدهم فى تقديمه عند السلطان القاضيان المريضى والرضى أخاه إبنا الجباب وقد كرز هذا البابا فى السنة الثامنة عندما كان العزيز عثمان ابن صلاح الدين سلطاناً على مصر وبعدها بثمانية شهور مات العزيز وهى سنة 913 ش وتوافق 1198 للتجسد وتوافق 1568 للأسكندر وتوافق 6089 للعالم ..

الشماس بطرس أبو شاكر بن الراهب
من رجال القرن الثالث عشر. ويُعرف بأبي الكرم، كان شماسًا لكنيسة السيدة العذراء المعروفة بـ"المعلقة"، عام 1260 م. وعندما تنيح البابا يؤانس السادس البطريرك 74 ( 1189 - 1216 م.)
خاض بطرس ابو شاكر في المعركة الانتخابية مرشحًا نفسه للبطريركية للأسف ، تاركًا لأعوانه الخمسون استخدام وسائل غير شرعية كدفع مبلغ من المال (رشاوى) لبيت لمال... لكنه فشل.
كما كان واحدًا من المرشحين أيام لقلق وبولس البوشى، وجه اهتمامة بعد فشله في الترشيحات البطريركية إلى التأليف، فألَّفَ كتابًا هامًا في اللاهوت اسماه (الشفا في كشف ما استتر من لاهوت المسيح وما اختفى) كما وضع مقدمة في التثليث والتوحيد، وكتابا في الحساب الأبقطي وكتاب المجامع السبعة المكانية وغرة من الكيت.
وجه اهتماماته بعد ذلك إلى الكتابة فوضع الآتي:
1. الشفا في كشف ما استتر من لاهوت المسيح وما اختفى.
2. مقدمة في التثليث والتوحيد.
3. في حساب الأبقطي مع مقدمة إضافية بالقبطية والعربية.
4. كتاب بعنوان "تاريخ بن الراهب المجامع السبعة المكانية. منذ بدء الخليقة حتي زمانه ؛ ولقد أهتم بنشره الأب لويس شيخو في مدينة بيروت عام 1903
المصدر:كامل صالح نخلة: سلسلة تاريخ البطاركة، الحلقة الأولى، 1951 م، ص

من هو أبو المجد ابن غالب أبن سورس ؟

كان ابو المجد بتولاً عالماً كاملاً فى جسده وقامته بشوش الوجه حسن الخلق لين الكلام يحب أن يسمعه الناس عندما يتكلم ملازم أوقات الصلاة والقداسات كثير الصدقات ذو مال يعمل منذ صباة مع أبواه واجداده وورث عنهما هذه الأموال  وكان له دار ووكاله بمدينة مصر يتاجر فيها ويشترى البضائع ويبيعها وله سكرية لصناعة السكر وطواحين لطحن القمح وأملاك كثيرة وكان كاملاً فى دينه ودنياة وغير محتاج إلى شئ من خداع الدنيا وملاذتها وبهرجتها وزينتها يصدق صدقات كثيرة ومع شغله فى هذه الأعمال كان لا يغفل الصلوات بالإجبية لا نهاراً ولا ليلاً وكان محباً مجتهداً فى ضيافة الغرباء وإفتقاد المرضى والمحبوسين يدفع الجوالى ( الجزية أو الضرائب العينية) عن الفقراء من أهله والمحتاجين من قومة وكان كثير المودة يفعل الخير مع كل واحد حتى شاع أمرة وأشتهرت ذكرة وتناقل الناس أخباره وأنتشرت أعماله ولما تنيح البابا مرقس أبن زرعة لم يحتاج الأراخنة أن يذهبوا إلى دير الأنبا مقار ولا غيره من الأديرة كما جرت العادة فقدموه ليصبح البابا يؤنس البطريرك رقم 74

وتقول أ . ب. بتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 154 : أن يوحنا السادس الذى خلف البابا مرقس أبن زرعة سنة 1189 م كان وقت أنتخابه بطريركاً حديث العهد بالكهنوت , ويقال انه كان متزوجاً إلا انه كان فى وقت إنتخابه أرملاً أى أن زوجته كانت قد ماتت وعاش وحيداً , وتقول أنه عند الأقباط يجب أن الذى ينتخب بطريركاً لا بد أن يكون أعزب من بداية حياته لكن تقواه وصلاحه وفصاحته وبلاغه وعلمه العالى أكسبه تقدما فى الإنتخاب على أى واحد آخر من رهبان الأديرة والصوامع وتكون كل خبرتهم ومعرفتهم محصورة داخل أسوار الأديرة "

ويقول الأنبا يوساب اسقف فوة تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 159 - 160 : " ولما صار بطريركاً كان يملك 17ألف دينار فصرفها جميعاً على الفقراء والمساكين والرامل والأيتام وبناء وغصلاح الكنائس والأديرة وعندما تنيح كان عليه دين لأولاد أخوته .. وفى ايام بطريركته لم يأكل من خبز أحد ولم يأخذ هدية من أحد .. ( حتى التاج الذهب الذى أهداه إليه ملك أثيوبيا أعطاه إلى الملك الكامل عندما أعجبه صناعته) وقطع الإعتراف من القبط , وأمر بالختان وأكد ألا تنقطع هذه العادة , وحدث أنه ذهب إلى دير ابو مقار بعد إنتهى من الإسكندرية ليكمل تكريزه بصلاة القداس فيه حسب عادة البطاركة , فأراد أن يدخل هيكل بنيامين فى الحال أة عندما وصل بغير قرائتهم التحليل المعتاد أن يقراوه , فأغلق بعض الكهنة باب الهيكل من الداخل بسلسلة حديدية ومنعه أن يدخل وقال له : " قف يا أبونا ليست هنا دار بقر " فعز عليه ذلك كبطريرك وكـ بابا لهم .. فجلس قدام الأراديون إضطراراً , فقام كل الرهبان بقراءة التحليل عليه بسرعة , وقام ودخل الهيكل وقدس وفرحوا معه كثيراً وضربوا له مطانية وتأسفوا عما جرى من بعضهم بعدم إفراز وحكمة وحاللهم البابا وبعد أن أنتهى من زيارة الديارات فى برية شهيت ذهب إلى دير الشمع ثم إلى مصر كعادة البطاركة .. وجلس البابا يوحنا طول مدة باباويتة فكانت ثمانية وعشرين سنة لم يذهب إلى البرية ولم يكرز عليها كهنة خلاف سمعان الأطروش الناسخ والشماس حنس المرشاو على دير القديس بو يحنس كاما لأنه منفرد عن دير القديس ابو يحنس وسبب رسامتهما أن البابا لم يكرز أحداً مدة طويلة وكان الأب داود مسؤول عن العجان (القلاية العجان) بالإضافة إلى قلايته وتقدم الأب داود فى السن وكان شيخاً وقوراً مهيباً فذهب إلى البابا وضرب له مطانية وساعده الأراخنه فى طلبه فرضى البابا بتكريز المذكورين لأنه لم يخرج من قلبه فعل الراهب الذى أغلق البابا فى وجهه بالسلسلة

 وهكذا أقيم يوحنا السادس ليكون بطريرك القباط المسيحيين الأرثوذكس رجلاً ملما بكل مجريات الأحوال فضلاً عن علمه الواسع لذلك ساس الكنيسة المرقسية بكل حكمة ونظام .

وبعد وصول بطريرك الروم إلى مصر خاف المسيحيين الأقباط والروم من تجدد الإضطهاد على يدى العزيز ابن صلاح الدين , لأنهم علموا انه عندما أبطل عيد وفاء النيل لم يكن يقف عند هذا الحد بل أنه كان ينوى إقتفاء أثر الحاكم بأمر الله الفاطمى , وتنفسوا الصعداء بموت العزيز المفاجئ حينما كان يصيد فى الفيوم حيث وقع من على حصانه قبل إتمام نواياه خاصة أنه بدأ فى البحث علن المظالم والمنكرات فضغط على الأهالى فى الأعمال والضرائب والجزية حتى يهدم الأهرامات وصارت مصر فى حالة سيئة سيما غلو لوازم المعيشة فجاءت منية العزيز منصفة للمظلوم من الظالم .

تحول (الخمس مدن الغربية) ليبيا كلها إلى الإسلام

فى عصر صلاح الدين الأيوبى أصاب الأقباط خيبة امل جارفة ذلك ن المدن الخمس (ليبيا) التى كان البابا الإسكندرى يرسم لها مطراناً وعدة اساقفة قد تحول أهلها جميعاً عن دين المسيح وأعتنقوا الإسلام فى عصر البابا مرقس الثالث البابا رقم 73 راجع تاريخ البطاركة مخطوط نقله القمص شنودة الصوامعى البراموسى عن النسخة ألصلية المحفوظة بديره ج2 ص 441 - 444 وايضاً قصة الكنيسة القبطية ايريس حبيب المصرى ج 3 ص 171

ميعاد يوم القيامة والتقويم القبطى

 فى هذه السنة سنة 913 ش وقع خلاف بين بسبب ميعاد يوم القيامة وأتفق الأقباط المصريين والروم على يوم واحد وهو يوم الأحد الموافق 11 من برمودة وهو اليوم التاسع عشر من جمادى الأول للعرب وقد ذكر الأنبا يوساب أسقف فوة تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 161 حسابات التقويم وقد أوردتها كاملة بالجداول فى باب التقويم القبطى فى هذا الموقع

 

عظماء المؤرخين أبو المكارم 

   يذكر ابن المقفع ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 89 : " وكتب معى ابن ابو المكارم ابن بركات أبن ابو العلا بخطه لنفسه فمن أدرك نياحة الأنبا يوحنا وعرف شئ تجدد فى أيامه فليذكره ويتمم به سيرته   

وابو المكارم هو مؤرخ الذى سرد كنائس وأديره مصر وقد نسب كتابه خطأ إلى أبو صالح الأرمني: هو أبو صالح الأرمني، ويقال له أبو صُلح الأرمني وأبو الصالح الشيخ، قبطي مصري، من أبناء القرنين الثاني والثالث عشر، وهو مؤرخ له كتاب عرف باسمه "تاريخ الشيخ أبي صلح الأرمني" وفيه أخبار مسيحيي مصر في زمانه، مع توصيف لأديارهم وكنائسهم، كتاب غني بالتاريخ فيه ملاحق خاصة ببيانات عن النوبة والحبشة وجزيرة العرب والهند، وقد استخلص منه الأب فيليب غرَّا البيانات الخاصة بالملكيين في مصر في القرن الثاني عشر.
المراجع:
- قاشا، سهيل: تاريخ التراث العربي المسيحي. د. ر. ط.، منشورات الرسل، جونية – لبنان، 2003.
- المنجد في الأعلام، الطبعة السادسة والعشرون، في: المنجد في اللغة والأعلام، الطبعة الأربعون، دار المشرق، بيروت، لبنان، توزيع المكتبة الشرقية، سن الفيل، 2003، ص 20.

المسلمين يستولون على كنيسة السيدة عذراء بالمطرية (كنيسة الذهب)

http://www.coptichistory.org/new_page_6638.htm المسلمون يستولون على كنيسة العذراء بالمطرية ويحولونها جامعاً

كاهن أرمل يتزوج مرة ثانية ويخدم ويقدس على مذابح الإسكندرية

ذهب قسيس من بلدة بشمور وسكن فى مدينة الإسكندرية وأحبه الكهنة هناك فكانوا يدعونه للصلاة والتقديس معهم فى كنائسهم , وظل فترة يصلى فى كنائس الإسكندرية وحدث أن أحد الأهالى من بلدة بشمور ذهب إلى الإسكندرية وكان يعرف قصة هذا الكاهن فقام وذهب إلى البابا يوحنا وأخبره أن هذا القسيس توفت زوجته وتزوج بثانية وأنه تعدى قانون الكهنوت فزعل البابا يوحنا وصعب ذلك عليه جداً فأصدر امراً بمنع القس المذكور من الصلاة فى أى مكان وأصدر امراً آخر بأغلاق جميع كنائس الإسكندرية , وكتب إلى الكهنة كتاباً شديد اللهجة وكان قاسياً عليهم فإنحرجوا جميعاً وسألوة ليصفح عنهم فلم يصفح فاثقلوا عليه وطلبوا من أراخنة مصر أن يداوموا فى طلب الصفح وأخيراً صفح عنهم بشروط , فطلب منهم أن يكتبوا إقراراً ألا يخدم عندهم كاهن أو رجل غريب لا يعرفوه فيما بعد ووقعوا على الإقرار ألا يفعلوا ذلك مرة أخرى , وساروا كما قرر لهم البابا يوحنا .

عزل وشلح مطران أثيوبيا (الحبشة) أمام الشعب مسلمين ومسيحيين  

رسل ملك أثيوبيا وصل رسل ملك الحبشة والنوبة بكناب ( رسالة) من الملك يطلب فيه رسم مطران لأن المطران الذى عندهم تنيح , وكان من عادة ملوك أثيوبيا الحبشة أنه إذا أرسل رسل إلى البطريرك يرسل معهم هدية قيمة لسلطان مصر وكتاب ( رسالة) إليه بأن يتقدم للبطرك بقسمة أو رسامة المطران فلما استلم البابا القبطى رسالة ملك الحبشة أرسل تلاميذه إلى الديرة بوادى هبيب وغيرة من الأديرة ليرى من بستطيع أن يقوم بهذه المهمة ومستأهل لهذه الخدمة فلم يجد احداً وسكن رسل الملك مدة ثلاثة أشهر والبابا لا يجد لهم أحداً فضجروا وتململوا من طول بقائهم عنده , الملك العادل فقرروا أن يعلموا الملك العادل ابو بكر أبن أيوب هو ملك مصر بهذا الأمر وكان يملك مصر والأراضى المقدسة وجميع الساحل ما عدا صور وعكا وبعض القلاع التى كانت فى أيدى الفرنجة كما كان من أملاكه دمشق وجميع ما حولها وكثير من البلاد خلف نهر الفرات وجران ومنيج ونصيبين والرها وعدة أماكن وقرى أخرى كثيرة الأسماء قليلة الأهمية , وكان له من الأولاد 15 ولداً , أما جيشة فقد كان مؤلف من 15 ألف عسكرى طواشى وكان عنده الكثير من المماليك والغلمان إشتراهم من ماله , البابا يرسم اسقفاً ولما  كثرت شكوى رسل ملك الحبشة وهددوه بالذهاب غلى السلطان ولم يجد احداً من الرهبان ولا العلمانيين أنصرف فكره إلى الأساقفة , فأتفقت آراء الموجودين والحاضرين من الآراخنة والكهنة على ترشيح رجل أسمه كيل ابن الملبس من أهل طوخ كان فى منطقة الغربية وكان قد قسمه أسقفاً على مدينة فوة وكان عالماً بتولاً بالكتاب المقدس العهد القديم والعهد الجديد وكان جميل المنظر بشوش الوجه طويل القامة أكحل العينين أسمر اللون بحمرة حسن المنظر جداً توجد لدغة فى كلامه عندما كان يتكلم , كاملاً فى أعضاء جسمه فأخذه وقسمه مطرانا وأخذوه معهم رسل الملك , ملك الحبشة يستقبل المطران القبطى وجائت الأخبار ممن كان معه ورجع أن الملك ترك مدينته وأستقبله على حدود مملكته على مسيرة ثلاث أيام وأستقبله بالهدايا ومعه الكهنة والأساقفة ومعه عساكره وجنده وشعب كثير من بلاده وعندما وصل إلى المدينة خرج كل من فيها وتلقوه وعملوا له مظلة منسوجة من خيوط الذهب مطعمة بالجواهر وفرحوا به فرحاً عظيماً , ولما قاد اول قداس نثروا عليه ذهباً كثيراً وأحرقوا عوداً وعنبر فى مجمرة الكنيسة كثيراً جداً وأنزلوه فى دار المطرانبة ووضعوا تحت أمره 10 كهنة ليقوموا بخدمته ولحفظ ما ياتى إلى دار المطرانية من ذهب وفضة وثياب وكتب والخزاين والمخازن والقيام بإحتياجات المطبخ  من طعام وقمح وحبوب وغيرها وأعطاه الملك والأمراء خيل وبغال كثيرة ليركبه ويخدم فى بلادهم كما أعطاه عبيد وجوارى , وكان البلاد إنقطع عنها المطر فعندما قام بالصلاة هطل المطر فإزداد فرحتهم به وقدروه وخافوا منه , أما الملك فكان يحب أن يذهب إلى المطرانية ويجلس معه وظل هناك لمدة أربع سنين ,

المطران القبطى يغادر الحبشة ويرجع إلى مصر وحدث أن وصلت الأخبار إلى البابا يؤنس أن مطران الحبشة ترك كرسيه فى مدينة الملك وسكن فى قلاية البطريركية أى فى مسكن البابا فإنشغل فكر البابا لرجوعه مشغول القلب بسببه وعندما وصل البابا إلى مصر وذهب إلى البطريركية وأستدعاه وسأله عن سبب عودته فذكر : ان للملكة زوجة الملك لها اخ اسمه خيرون ألحت عليه كثيراً ولاحقته وترسل إليه ليتشفعوا عنده بالملك حتى قسمه اسقفاً على مدينة الملك , وصار الأسقف الحبشى يسير بالمظلة مثل المطران وإنحاز الكهنة الأثيوبيين إليه وصار يحكم بين الناس ويمنع الشعب الأثيوبى من الذهاب إلى دار المطرانية أو يسلموا عليه ( المطران القبطى) وحدث أن الملك ذهب للحرب بجيشه لمحاربة العداء فأعد خيرون خطه لقتله ودفع ناس من عنده تسلقوا دار المطرانية بالليل ليقتلونى فهربت منهم فتبعنى حوالى 500 من الأثيوبيين من أصحابى وعبيد كنت أشتريتهم ووكلاء حتى خرجت بعيداً عن كرسى المطرانية وتوجهت بمفردى إلى مصر وامرت من معى بالرجوع وصحبنى 100 مهم ولكنهم ماتوا فى الطريق بالجوع والعطش لأتهم عندما خرجوا من أراضى اثيوبيا وقعوا فى بلاد أعدائهم فهلكوا جميعاً ووصل المطران معه عبدين وجارية " وامره البابا أن يقيم فى كنائس القاهرة حتى يكتب للملك كتاباً ( رسالة) إلى ملك  أثيوبيا ليستفهم صحة ما ذكره المطران فمضى المطران إلى القاهرة وأقام المطران فى كنيسة حارة زويلة عند الأراخنة الأقباط , وبعد أن كتب (رسالة) إلى ملك أثيوبيا وحمله القس موسى ومعه تلميذ من تلاميذه وغاب فى سفره لمدة سنة وعاد بجواب الملك وقال عن المطران القبطى : " أنه قتل قسيساً كبير من علية القوم كبيراً ورئيساً على عشرة من الكهنة وكان أميناً على خزانة البطريرك وسبب قتله أنه أتهمه بسرقة قضيب من ذهب من خزانة المطرانية وأمر عبيده بضربه فضربوه قدامه بغير رحمة وكلما توقفوا يأمرهم بضربه حتى أسلم روحه وكان مجموعة من الكهنة يطلبون أن يرحمه ويكف عن ضربه فلم يقبل منهم إستعطافه , ولما عرفوا اهل القسيس ما حدث تسلقوا سور المطرانية ليقتلوه لأنه قتل قريبهم , وأما خيرون الذى قسمه المطران فقد مات بعد خروج المطران من البلاد بشهرين وأنقطع المطر عن البلاد فى هذه السنة ولهذا أرسلوا بطلب مطران غيره  " , وذكر الملك ايضاً أن المطران الهارب : " أن المطران بنى فى المدينة دار وغرس فيها اشجار وأنشأ قنوات تجرى فيها مياه وأنفق فيها أموال كثيرة وبيض داره وعمل لها دهاليز كثيرة طوال يتعب الذى يدخلها قبل أن يصل إلى قاعها واقام لها اسواراً عالية وحصنها سوماها القصر وكان يختفى فيها عن الناس لا يخرج من يوم الأحد إلى الأحد التالى فيركب إلى الكنيسة بغلة عالية والمظلة على راسه وحوله وخلفه فرسان أما رجاله فكانوا 500 رجل غير الكهنة والشعب الذين يتبعوه للكنيسة ويبدل ملابسه إذا طلع على الهيكل بملابس أخرى منسوجة من ذهب مكللة تساوى مال كثير , وقال عنه كلام كثير " ...

ووصل مع القس موسى رسل الملك ومعهم هدية ثمينة وتاج ذهب للبابا , وهدية ثمينة للسلطان ومعه فيل وسبع (أسد) وزرافات وحمار وحش وكان يوم وصول رسالة الملك الأثيوبى فرح عظيم وكان ذلك فى سنة 606 هـ موافقة 926 ش  وكان السلطان يهاجم مدينة سنجار ويحاصرها بجنوده ومع أبنه الملك الكامل نائبة فى ديار مصر فأخذ البطريرك الهدايا الواصلة معهم وذهب إلى السلطان , فإستحسن السلطان التاج وقال : " ما كنت أظن أن عندهم من يقدر أن يصنع هذا التاج " , فقال له الرسول : " يا مولاى الملك .. تعرف إتضاع البطريرك وأنه لن يلبسه ولو علم انك ستلبسه وتجلس به لكان كلله (وضع فيه) جواهر ولآلئ قيمتها خراج مصر جميعها " , فتعجب الملك الكامل من كلامه وسأله عن الملك وعسكره وحروبه , فأخرج الرسول رسالة من ملك اثيوبيا وقال الملك الكامل : " إذا قرأت كتابه عرفت كيف هو ؟ وكيف عسكره ؟ وعندما قرأ كتاب الملك وجده يقول للسلطان يتقدم إلى ألاب البطريرك الكبير العظيم الجليل ويصف فضائلة ويقول أن جميع الملوك .. وجميع الدنيا ويقول للسلطان : أن مملكتك أيها الملك محفوظة بصلواته .. فإحفظة وأكرمه , وتقدم ملك أثيوبيا بطلب قسمة مطران غير المطران الذى كان عندنا ولا يعيد القديم إلينا البتة .

فلما قرأ الملك الكامل خطاب ملك اثيوبيا طلب من البابا القبطى ان يقسم مطراناً جديداً لأثيوبيا بسرعة ولا يعيقهم عنده .. ثم إلتفت إلى رسول الملك وقال : " لقد قرات خطاب ملكك وهو رجلاً عاقلاً حكيماً قل المزيد عنه " فقال : إذا وصفت فضائلة وعساكره وحروبة وتأييد الرب له ونصره على أعدائه لطال لك الوصف ولكنى اختصر لك على اليسير لتعلم منه الكثير , أنه قبل سفرى بيوم واحد أستعرض الملك لأمير واحد من الأمراء وأنا واقف من ضمن موكبه فكانت عدة جنود هذا الأمير ستين ألف فارس غير من يتبعهم من الغلمان وحواشيهم " فتبسم الملك الكامل وعاد إلى مصر وأمر بتسليم الهدية للبطريرك فقال للبطريرك : خذ هديتك كيف يخصك الملك بهدية تحمله إلينا " فحلف أنه لن يأخذها فاقسم البطريرك بحياة والده العادل ليقبلها فقبل الملك الكامل أن يأخذ التاج المذهب الذى كان فى الأصل أهدى إلى البابا القبطى من قبل ملك أثيوبيا فأمر بقسمة مطران لأثيوبيا ولن يعوقهم فخرج البابا من أمام الملك الكامل وعاد إلى مصر وأحضر كهنة مصر والقاهرة وأراخنتها وجمع مجمع كبير وسمع المسلمين والمسيحيين الخبر بالخبر مع الملك الكامل وأنه ذهب إلى مصر ليقسم مطراناً , فإستأجر كل واحد دابة من باب زويلة وغيره من ابواب القاهرة وذهبوا إلى مصر إلى الكنيسة المعلقة وبلغ أجرة الحمار ثلاثة دراهم وذهبوا ليشاهدوا هذا الحدث الفريد وإمتلأت الكنيسة المعلقة من أهل مصر مسيحيين ومسلمين واقفين وأخلى ممر من الناس الواقفين لإحضار كييل ابن الملبس المطران القديم وخلعه من المطرنة وضجر عليه وابعده عنه وبعد قطع ابن كييل مطران أثيوبيا المقطوع فنزل من الكنيسة المعلقة بخجل عظيم وهو يصرخ ويمسك التراب من على سطح الأرض ونثره على راسه وهو يصرخ ومضى إلى حال سبيله وقد فقد المطرنة والأسقفية بسؤ تدبيره .

وكان قبلاً عند وصول رسول الملك قد أن التلاميذ أحضرا أخوين من الرهبان من دير أندونة وسلمهما للتلاميذ وكانا هاذين الأخوين غاية فى الصلاح والزهد زالتقوى والوحدة والإنفراد والعبادة عن الرهبان فى ديرهم ملازمين الصلاة بالليل والنهار والإتضاع  , وكانوا يخدمون باقى رهبان الدير بلا ضجر ولا ملل أحدهما أحسن من الاخر ويشهد الجميع بصلاحهما وأسمهما أسحق ويوسف من أهل البطشمير , فقام البابا الأنبا يوحنا فقسم اسحق وهو الصغير فى السن برسامته مطراناً ورسم يوسف قساً وسيره معه وذلك فى يوم الأحد الثانى من الصوم الكبير المقدس 11 برمهات سنة 926 ش الموافق 9 رمضان سنة 606 هلالية    

أما المطران الجديد واخوه القس فاخذوهم رسل الملك وتوجهوا بهم بكرامة وسلام إلى مدينة عرفه مدينة ملك أثيوبيا واسمه لالبله ابن شنودة ومعنى اسمه اسد وكان اسم امرأته مسقل كبرى ومعنى أسمها عظيم هو الصليب , وكان الملك رئيس قبيلة أسمها النكبة وكان له ولدين اسم الكبير يبارك واسم ولده الصغير إبياب .

إعتناق راهب الإسلام

وحدث أن أعتنق راهب من دير ابو مقار الإسلام وكان من قلاية البتريرخس وكان اسمه يوحنا فى زمن الملك الكامل فأعطاه جباية الضرائب وحسابات منية غمر مكافأة له على إسلامه وكان يصلى مع المسلمين فى الجامع والمساجد , وبعد ذلك ذكر مسيحه ورهبانيته فندم ندما شديداً فأشترى ثوب من القماش جديد ومنديل وأخذهم ومضى ووقف فى طريق الملك الكامل وقال له : " كفنى .. إما تقتلنى أو ترد لى دينى " فوافق على أن يرجع إلى المسيحية وكتب إلى كافة الولاه أنه أعتنق المسيحية , ولبس لبس الرهبانية وتظاهر بالمسيحية ولكنه لم يكن ثابتاً فى إيمانه بالمسيح , وحدث أن رجلاً نصرانياً من أهل الصعيد أعتنق الإسلام ثم ندم فأخذ كفنه للملك العادل قبل سفرة إلى دمشق ووقف فى طريق موكبه وقال له : " ردنى إلى دينى كما رد ابنك الملك الكامل الراهب إلى دينه ووقع على كتاب إلى الولاة حتى لا يعترضه احد " فلما سمع الملك العادل كلامه غضب فأمر أن يقبض على الرجل الصعيدى ويسلم إلى والى القاهرة وأن يعاقبة ويعذبه إلى أن يموت أو يجدد إسلامه فاسلم ثانية وخاف من التعذيب .

وأرسل الملك العادل مملوك إلى دير ابى مقار وامره قائلاً : " أن يأخذ يوحنا ويخيره بين قطع راسه او يرجع إلى إسلامه فإذا إختار أن يبقى على مسيحية يقطع راسه ويحضرها إليه " فلما وصل المملوك هدد يوحنا قائلاً : " إما الإسلام أو الموت " فأسلم ثانية وخرج من الدير مع المملوك وذهب إلى الملك العادل فجدد أسلامه أمامه وأعاده ليمسك حسابات منية غمر وأقام فيها زمانا .. ولما حضر الملك الكامل ذهب إليه يوحنا وقال له : إن الرهبان حفروا بئر فى دير ابو مقار فوجدوا وهم يحفرون أوانى ومصاغ كثير من عهد الروم , وكان الرهبان قد أحضروا مسلماً ليحفر لهم البئر بنفسه , وكان قصد هذا الخارج المنكر مسيحه أن يستولى الملك الكامل على جميع أوانى الدير التى تستعمل فى القداسات والصلوات ومعها بعض الأشياء المهداة للدير فإنتدب الملك الكامل معه ثلاثة من المماليك ومعهم شهود وساروا إلى الدير فى جماعة كبيرة ولم يكن يوحنا يعرف مكان الأوانى لأنها مخفاة تحت الأرض ولا يعرف موضعها إلا مقدم الدير ورجل أخر من شيوخ الرهبان محل ثقته , فمسك يوحنا مجموعه من الرهبان وعذبهم وسبب ذلك ان يوحنا كان فى قلبه حقد وحسد من هؤلاء الرهبان , ولما علم رئيس الرهبان بأمر التعذيب وأنه غذا توانى فى إظهار الأوانى سوف يؤذى رهبان الدير وسيخرجوهم من دينهم بالتعذيب , ذهب إلى الشهود وقال لهم وللجند الذين معهم : " إن يوحنا كذب على السلطان وغير الحق ظناً منه أن الملك الكامل سيوافق على ظلمه , وليس عندنا من الأوانى إلا كأس فضة وصينية فضة وستر حرير نكسى به الهيكل وقت الصلاة وجميعهم موقوف على الدير وهذه هدايا إلى الدير أحضرها القباط إلى الدير وكل واحد اسمه مكتوب على هديته " فقالوا له الشهود إذا صح ما قلته فإن الملك الكامل ملك عادل فى حكمه وهو لا يأخذ شيئاً منها فليطيب قلبك وقلب أصحابك وأحضرها حتى نراها ونعرف أن خصمك كذب فيما أخبر به عنكم , فنقرأ ما كتب عليها ونتحقق منها " فأخذ رئيس الدير الشهود وذهب بهم إلى المكان الذى يخفى فيه هذه الأشياء وفتح الموضع وأخرج الأوانى أمام شهود المسلمين , فأثبتوها فى الأوراق وحملوها معهم إلى القاهرة وأحضروها أمام الملك العادل فقرأ التحقيق الذى حدث فى الدير وما أثبته الشهود فى الأوراق وأقوال كل منهم , وكان مع الأوانى التى تستعمل فى الصلوات ساقية بلور جميلة دقيقة الصناعة , وشبكة لؤلؤ .. فاحضر الملك الكامل الصاغة وثمنوا هذه الأشياء وجميع اوانى الكنيسة الفضية فقالوا : أنها تبلغ ثلاثة ألف دينار .. وأحضر الملك الكامل رجلاً آخر نصرانى أعتنق الدين الإسلامى من أهل الإسكندرية كان شماساً بكنيسة العذراء مريم وكان يعرف القراءة باللغة القبطية فقرا للملك الكامل الكلمات القبطية الموجودة على الصوانى والكاسات والصلبان والملاعق أسماء أصحاب الهدايا فتعجب الملك الكامل وأحضر ثلاثة من شيوخ الرهبان أن يحلفوا بأن هذه الأشياء لم تكن فى البئر واحضر الرجل المسلم الذى حفر البئر وبناها فشهد أمام الملك قائلاً : : أنه حفر البئر وبناها ولم يكن فيها شيئاً " فصدقه الملك الكامل وعند ذلك قال الحكيم أبو شاكر للملك الكامل : يا مولانا إذا كان رفع للملك الناصر صلاح الدين يرحمه اللله قضية مثل هذه  الأوانى وأكتشف كذب رافع الدعوى لأعادها إلىديرها فعند ذلك أحضر الملك الكامل البابا الأنبا يؤنس وسلم له جميع الأوانى .. وعندما تسلمها البابا يؤنس وضعها على أطباق على رؤوس الحمالين وأشترى شمع كثير وأمر الأقباط أن يطوفوا بها فى جميع شوارع القاهرة وأسواقها فتجمع شعب كثير وذهبوا إلى مصر (بابليون) وطافوا أيضاً فى شوارعها وأسواقها فلم يحدث مثل هذا من قبل فى مصر والأقباط يصرخون بالدعاء للملك الكامل ويشيدون بعدله.

الدوران بالصليب

وصعب على الشوام فى مصر دورة الصليب فى أسواق مصر وشوارعها ولم يجسر أحد أن يكلم الملك الكامل ولا أن يتكلم معه فى هذا الأمر

وشاية راهب

ترك راهب ديره ابى مقار وذهب إلى القاهرة من قلاية سكسيك وكتب إلى الملك الكامل رقعة (شكوى) قال فيها : أن البابا كان فى كل سنة يحمل إليه مال كثير من الأساقفة , وقد جرت العاده من البطاركة الذين من قبله أن ينفقوا على مراكب اسطول مصر من أموالهم , فأخذ القاضى الأعز صاحب الديوان الرقعة منه وعرضها على الملك الكامل فقال للقاضى الأعز : " يا قاضى إذا كان غيرنا ظالماً ما نكون مثله دع هذا الراهب يمضى إلى ديره حتى نطلبه " فخرج إليه القاضى الأعز وقال له ما قاله الملك الكامل فمضى الراهب الواشى بوجه مخزى وحرس الرب الإله البابا البطريرك والأقباط من مكيدة ووشاية هذا الراهب . 

نياحة البابا الأنبا يوحنا السادس البابا رقم 74

وقبل نياحة الأنبا يوحنا السادس بيوم كان حوله على الفراش بعض كبار الكنيسة وشيوخها وغشى عليه نحو ثلاث ساعات ثم فتح عيناه وتحدث مع الحاضرين حوله وسألهم عن منصور تلميذه وكان مريضاً فقالوا : "مات" فقال : " كفنوه وإدفنوه فإنى غداً أكون عنده" ثن غشى عليه مرة ثانية ثم فتح عينه وقال للحاضرين حوله : " يكون بينكم بعد رحيلى خلاف عظيم حول من تقسموه بطريركاً , ويكون كرسى مار مرقس بلا بطريرك مدة طويلة حتى يقيم السيد المسيح لكم المسيح رجل يأتى به من حيث لا تعرفون وتكون أيامه هدوء وسلام وروح الرب عليه" ثم تنيح ثانى يوم كما قال .

تنيح البابا يوحنا سبعة وعشرين سنة وتنيح فى 12 طوبة سنة 932 للشهداء الأطهار الموافق يوم الجمعة 16 من شهر طوبة سنة 612 هـ وكان هذا البابا أمر وهو حى قبل أن يتنيح أمر بأن يدفن جسده المقدس فى الحبس تحت قبر الأنبا زخارياس البطرك فدفن فى مقبرة الحبيس بمثروهما بركة صلاته تكون معكم يا قراء هذه السيرة الطاهرة وتكون معى أنا كاتبها الضعيف ليقوينى لأكمال تاريخ ألاباء .

http://www.coptichistory.org/new_page_7672.htm ما حدث لكنيسة الملاك غبريال فى أثناء الغزو الكردى بقيادة صلاح الدين الأيوبى وبطريركية البابا يوحنا الـ 74

شهيد الغطاس علي باب زويلة
وفي عهد الملك العادل الذى لم يكن اسما على مسمى وفى اوائل القرن الثالث عشر الميلادى ومع بدايات العام الجديد امر الملك ان يعرض عليه المساجين لنظر فى احوالهم فيتسلى قليلا وقد يرأف ببعضهم .. وكان فى السجن رجل قبطى مسكين يعمل خياطا يدعى اسد .. هذا الرجل كان له عام كامل فى السجن .. لانه كان قد تخاصم مع زوجته التى افترت عليه بالباطل انه انكر المسيح وغير دينه .. وعندما سألوه قال : انه مسيحى فاعتقلوه وصار نسيا منسيا ..
حتى ذاك اليوم الذى مثل فيه امام الملك العادل الذى رغبه ووعده بالمال والكسوة ان هو ترك مسيحه فامتنع وقال :
ما أنا الا نصرانى وعلى نصرانيتى اموت
فقال له الملك ويلك انكر الان واينما اردت فاذهب اتضل نفسك ولم يجد الملك اذانا صاغية من الخياط القبطى اجابه : لا لن اترك مسيحى ابدا
ومازال الملك يرغبه ويرهبه حتى كان يوم الغطاس المجيد فامر الملك بقطع رقبته واحضره القاضى الى باب زويلة .. واحضر شهود الزور وعرض عليه للمرة الاخيرة ان ينكر المسيح فامتنع اسد وقال انجزونى ..اى اسرعوا فتقدم واحد من المماليك ونخسه بالسيف لعله يرتعب ثم ادخل السيف الى نحو 20 سم فى جسمه ولكن اسد وقد اشتهى الشهادة قال اكمل فقال له المملوك مد عنقك ..فمد عنقه بشجاعة فضربه المملوك ضربة اطارت رأسه ثم علقوا بدنه على باب زويلة ويقول كاتب السيرة ان الناس مجدوا الله على صبر هذا الرجل وحسن ايمانه ..اما الشهيد اسد فقد بقى معلقا على باب زويلة 3 ايام ثم ارادوا ان يحرقوه ولكن الله شاء ان يبقى الجسد سالما .. ثم تقدم بعض القضاة لوالى القاهرة ليأخذوا جسد الهيد فاعطاهم اياه ودفنوه بكنيسة بخارة الروم .. شاكرين الله الذى يثبت قديسيه الى النفس الاخير ..الكنيسة القبطية قدمت شهداء طيلة تاريخها ولا يوجد وقت كانت فيه بخيلة بدماء الشهداء ..ولذلك هى باقية للان رغم كل ما مرت به وما تمر به .. يعطينا الرب الثبات والرجاء
القصة من كتاب تاريخ البطاركة لساويروس بن المقفع
‫الفيس بوك 17/1/2015م
عضمة زرقــــا | تاريخ الاقباط ياسر يوسف

********************

انما قدرتك علي الجسم الضعيف
يقول الامير اسامة بن منقذ فى كتابه لباب الاداب المكتوب فى القرن الثانى عشر الميلادي والذى حققه احمد محمد شاكر ونشره عام 1935
(( قلت اذكرنى قول الحكيم انما سلطان الملك على الاجساد دون القلوب امرا شهدته بمصر فى سنة سبع واربعين وخمس مائه ( للهجرة ) وهو ان رسول ملك الحبشة وكتابه وصل الى الملك العادل ابى الحسن على بن السلار رضى الله عنه فسأله ان يأمر البطرك بمصر ان يعزل بطرك الحبشة وتلك البلاد كلها مردودة الى نظر بطرك مصر فأمر الملك العادل احضار البطرك فحضر وانا عنده فرأيت شيخا نحيف مصفرا فادناه حتى وقف عند باب المجلس فسلم ثم انحرف فجلس على دكل فى الدار وهو مقعد من الطين او الحجر ونفذ اليه يقول له ملك الحبشة قد شكا من البطرك الذى يتولى بلاده وسألنى فى التقدم اليك بعزله
فقال ( البطرك ) :يا مولاى ما وليته حتى اختبرته ورأيته يصلح للناموس الذى هو فيه وما ظهر لى من امره مايوجب عزله ولا يسعنى فى دينى ان اعمل فيه بغير الواجب ولا يجوز لى ان اعزله فاغتاظ الملك العادل رحمه الله من قوله وامر باعتقاله فاعتقل يومين ثم انفذ اليه وانا حاضر يقول له لابد من عزل هذ البطرك لاجل سؤال ملك الحبشة في ذلك
فقال : يا مولاى ما عندى جواب غير ما قلته لك وحكمك وقدرتك انما هى على الجسم الضعيف الذى بين يديك و اما دينى فما لك سبيل والله ما اعزله ولو نالنى كل مكروه
فامر الملك العادل رحمه الله باطلاقه واعتذر الى ملك الحبشة ))
نقلت لكم القصة كما كتبها شاهد عيان وبالطبع رواه بلغته بعد سنوات من حدوثها وبطرك الحبشة يقصد به مطرانها القبطى وبالتاكيد البطرك القبطى لا يحلف ولكن المؤلف يروى القصة باسلوبه ولتأكيد صمود البطرك امام الملك العادل فى المراجع القبطية نرى ان هذا البطرك هو الانبا يؤانس السادس ال74 و هناك بعض الاختلاف فى القصة والبعض يرويها ان الملك العادل كان ايضا يريد ان يقوم البطرك بسيامة راهب معين قدم اموالا له من اجل نوال درجة الاسقفية الرفعية وطبعا اعتذر الانبا يوانس لانه كان لا يخاف سوى الله موقف مشرف ومتكرر لبطاركة الكنيسة القبطية تجاه كل من يريد ن يجعل الكنيسة تحيد عن طريقها القويم ورسالة لكل حاكم ظالم كان او عادل ان الاقباط لا يخافون سوي الله وان نهاية كل حاكم ظالم قادمة لا محالة تنتهى حياته ولا يبق منه سوى وريقات فى الكتب تحكى قصة ظلمه وطغيانه

الفيس بوك 21/10/2015م
عضمة زرقــــا | تاريخ الاقباط ياسر يوسف

This site was last updated 10/23/15