Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) الثانى البطريرك رقم 26

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأسقف الخلقيدونى وإضطهاد المصريين
المرحلة الأولى
المرحلة الثانية
تعيين الأبيض بطريركا دخيلاً
عودة البابا من المنفى

Hit Counter

البابا تيموثاوس الثانى البطريرك رقم 26 " العجائبى المحسن"   

 الأباطرة البيزنطيين الذين كانوا فى عصره

عاصر البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) الثانى البطريرك رقم 26 الأباطرة البيزنطيين الآتى أسمائهم :-

ويمكن تقسيم حياة هذا البابا إلى قسمين رئيسيين

المرحلة الأولى : الأباطرة المؤيدين لقرارات مجمع خلقيدونية ( خلقيدونيين)

ومارقيانوس / مرسيان  Marcian

450 – 457 م  خلقدونى

ليون الاول Leo I  
 457 – 474 م مسيحى خلقدونى

المرحلة الثانية : الأباطرة الغير مؤيدين لقرارات مجمع خلقيدونية ( لا خلقيدونيين )

وليون الثانى Leo II  474 م مسيحى لا خلقدوني  حكم 10 شهور فى سنة 474م هو حفيد ليو الأول وإبن زينو وحكم معه زينون/ زينو Zeno ولكنه هرب من  فلافيوس باسيليسكيوس الذى حكم 475 - 476 م هو أخو زوجة ليو ألأول وقد إغتصب العرش 

رجع زينون/ زينو  البار  Zeno  وأصبح إمبراطوراً من  474 – 491 م مسيحى لا خلقدوني

المرحلة ألأولى :

أصدر الأمبراطور مارقيانوس / مرسيان Marcian  مرسوم 7 فبراير 453 بمنع الجدال والنزاع فى المواصيع الايمانية ومن يخالف من الاكليروس يعزل ومن يخالف من العامة ينفى خارج البلاد
صلابة شعب مصر وإنتخاب البابا تيموثاوس (تيموثيئوس)  البطريرك رقم 26

 وحدث أنه وصلت انباء أن البابا ديسقوروس قد إستراح فى الرب فى سنة 7 توت 171 ش الموافقه 4 سبتمبر 454 م فعم الحزن أرض مصر من شمالها إلى جنوبها وتوجع المصريون وفكروا كيف أن باباهم قد لفظ أنفاسه بعيداً عن أولاده الشعب القبطى وأهله ووطنه فى جزيرة نائية ، فإزدادوا ثورة ضد القوة العسكرية للأسقف الدخيل المعين من الأمبراطور والذى تجرأ وجلس على الكرسى الذى كان يجلس عليه باباهم البابا ديسقوروس المحبوب لديهم ، وحينما وصول خبر نياحة الأنبا ديسقوروس كان والى الأمبراطور على مصر غائباً عن مدينة الإسكندرية ، ورأى جميع المصريين انه بموت باباهم لهم الحق فى إختيار خليفته على السدة المرقسية كما تقتضى تقاليد الكرسى الرسولى لمار مرقس ووضع السلطة الإمبراطورية فى محك الإختبار بما يعنى أن الأسقف الذى عزلتوه قد تنيح للسبب الذى رأيتموه ولم يكن عزله لأنه صاحب بدعه كما أن الكنيسة القبطية المصرية ليست صاحبة بدعه ولهذا للكنيسة الحق فى إنتخاب رئيسها وإختيار رئيساً جديداً ولكن لم يرضى الإمبراطور وجود رئيساً آخر للكنيسة المصرية وعد هذا عصياناً  ، كما أنه كان إنتخاب أسقفاً نوع آخر من المقاومة الشعبية للسطلة ، وإستقر رأيهم فى 3بابه 172 ش - 1 أكتوبر 455 م على إنتخاب تيموثاوس أحد سكرتيرية البابا المتنيح الأنبا ديسقوروس ليخلفه على السدة المرقسية ، فاصبح البابا رقم 26 .. وهكذا ظلت سلسلة الخلافة الرسولية فى كنيسة الأسكندرية متصلة الحلقات دون أن يتطرق إليها إنقطاع رغم كل العناصر التى تألبت عليها (3) أما عن المدة التى خلى فيها الكرسى المرقسى فقد ذكرت المؤرخة مسز بتشر أنها قد طالت لتصل ثلاث سنوات فقالت فى كتابها تاريخ الأمة القبطية جـ 2 ص 60 ما نصه : " وفى سنة 454 توفى ديسقوروس وبعد وفاته كان المصريون لا يزالون ينكرون بطريركية بروتوريوس ولكنهم لم يتمكنوا من رسامة خلف له إلا بعد مضى ثلاث سنوات عندما مات الأمبرطور مركيانوس الذى كان يؤيد بروتوريوس "

من هو تيموثاوس (تيموثيئوس) ؟
الأنبا تيموثاوس
(
تيموثيئوس) هو تلميذ البابا كيرلس عامود الدين البطريرك رقم 24 ثم اصبح تلميذاً للبابا ديسقوروس 25 .. وقد ترهب تيموثاوس فى دير القلمون (4) وكان ناسكاً متعبداً فكان تأثير الصوم والصلوات تأثيراً ظاهراً على وجهه وجسمه وصفته المؤرخة أيريس حبيب المصرى بأن : " كان نحيل الجسم وعينيه براقتين وذهناً صاحياً كانا شاهدى حق على ما بلغه من سمو روحى ، كما كان متبحراً فى العلوم الروحية وسير الاباء لهذا إستقدمه الأنبا كيرلس من الدير ، ورسمه قساً على كنيسة الأسكندرية ( المرقسية ) فدأب على خدمة الشعب وتعليمه تحت رياسة هذا البابا العظيم ، ثم داوم على الخدمة والتعليم بعد إنتقال الأنبا كيرلس إلى مساكن النور وتسلم الأنبا ديسقوروس مقاليد الرياسة ، لهذا أحبه الشعب وراى أن ينتخبه ليجلس على السدة المرقسية رغم إستعطافه إياه ليتركه كاهناً بسيطاً (5)  

وقام الأقباط بإختيار تيماوثاوس الذى كان من رهبان دير القلمون وكان يخدم كقس فى مدينة الأسكندرية وقد إختلف المؤرخين حول صفاته وما يهمنا هو المؤرخ يوحنا النقيوسى الذى بدأ كتابة تاريخ مصر منذ شبابه حتى موته متأخراً فى العمر وقد تنيح فى سن التسعين سنة وكان اسقفا وعاش حتى شاهد الغزو العربى الإسلامى لمصر وسجل أحداثه أيضاً وكان اميناً فى ذلك لهذا يميل الموقع لتصديق كلماته التالية وسوف نسرد ما قاله المؤرخون ألاخرون حتى يكون أمام القارئ مختلف ألاراء بدون تحيز بسرد رأى واحد فقط و يوحنا النقيوسى هو الذى عاصر البابا تيموثاوس الثانى مدحه وقال عنه : " أنه كان آية فى التقوى والعبادة "

ولكن خصوم هذا البابا من الخلقيدونيين (الملكيين) قالوا أنه إرتقى كرسى البطريركية بشعوذته وجعل يدخل قصبة (أى يدخل بوص مفرغ إلى حجرات الرهبان الناسكين المقفولة)  إلى حجرات الرهبان ويخاطبهم بها ليرشحوه لتلك الوظيفة (ملاحظة من الموقع: لا يتم إختيار البطريرك بالكنيسة القبطية بواسطة الرهبان فقط بل ممثلين من الشعب والأساقفة ) وذمته كثيراً المؤرخة مسز بوتشر التى كتبت كتابها سنة 1900م  .. وبالعكس مدحت تيموثاوس الأبيض البطريك الدخيل بعض المؤرخين يقولون اسمه  بروتيرويوس

وقالت مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م جـ 2 ص 60 - 61 ما نصه : " فلما سمع تيموثاوس بوفاة الإمبراطور مركيانوس عاد مسرعاً إلى الإسكندرية فرسمه الأساقفة الذين يكرهون بروتوريوس وينفرون منه ، قيل أن تيموثاوس هذا لعب ألعاباً خيالية فى إحدى الليالى خارج قلايات ( حجرات ) الرهبان وعمد إلى مثل هذه الحيل والأوهام السافلة لكى يدفع ألاخرين لأنتخابه ، وهو عمل يشير إلى أن رسامته لم تكون قانونية ، ولكنه لم يكن هو الوحيد الذى فعل ذلك بل أن بروتوريوس (البطريرك الدخيل الملكى ) فعل هذه الخدعة لذلك لم تكتمل فيه وفى تيموثاوس الشروط الضرورية التى تطلبها الكنيسة من الذى يصبح بطريركاً "

 

ثورة وغضب الوالى

وعاد الوالى إلى الإسكندرية ووصلته أخبار ان ألأقباط المصريين قد أنتخبوا بابا لهم بعد نياحة البابا ديسقوروس فى المنفى ، وقد إحتفظوا بحقهم فى إنتخاب باباهم خاصة أنهم أعلنوا رفضهم للأسقف بروتيرويوس الذى عينه الإمبراطور مرقيان عليهم بالقوة ، فتوعد المصريين الأقباط بالويل والعذاب الذى ينتظرهم لأنه قال لهم أنه كان من الواجب إنتظار  عودته قبل أن يزاولوا عملية الإنتخاب ، فكيف إذا ينتظرون عودته وهناك أسقفاً عينتموه وفرضتوه بالقوة على المصريين ؟؟ وأنكر عليهم حقهم فى إختيار رئيسهم وحريتهم والإحتفاظ بإستقلالهم الكنسى ، وأعلن لهم أنه من الواجب عليهم أن يخضعوا لحكم الإمبراطور فى أمور الكنيسة كما يخضعون له فى الحكم السياسى .

وزاد الوالى فى تأييده لــ  بروتيرويوس الأسقف الخلقيدونى الملكى الدخيل المعين من الأمبراطور ويتجاهل البابا الشرعى المنتخب إمعاناً فى فى إضطهاد المصريين وإذلالاً لهم إذ إعتبرهم ثائرين على السلطة ولم يستطع هذا الوالى أن يفرق بين السياسة والدين وبين الحكم المدنى والكنيسة .

البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) يعقد مجمعاً محلى

وإزاء تشدد الوالى للكنيسة القبطية الوطنية وهذا البطش البيزنطى عقد البابا تيموثاوس 2 مجمعاً محلياً من اساقفة الكنيسة المصرية الوطنية حرم كل من يقبل قرارات مجمع خلقيدونية المشئوم ، ولقد أجمع الأراخنة كبيرهم وصغيرهم - على مؤازرة البابا الجليل ولم يشذ من بينهم غير أربعة أساقفة (6)

وكان واضحاً أن المصريون لم يرضوا بهذا الأسقف الدخيل وإعتبروه دخيلاً مفروضاً عليهم بالقوة والمجمع المحلى الذى هقده البابا الشرعى المنتخب لم يصلنا من قراراته إلا شذرات وقد ذكرت المؤرخة مسز بتشر بعض هذه القرارت حينما إتهمت الأنبا تيموثاوس بأنه زاد الشقاق والخصام فى حين أنه كان محاصراً من الداخل بوجود أسقفاً غيره وقع على قرارات مجمع خلقيدونية وبممارسات عنيفه من الوالى البيزنطى ضد الشعب المصرى والكنيسة الوطنية مع إعتبار ان قرارات مجمع خلقيدونية ضد الإيمان الأرثوذكسى للكنيسة المصرية والموقع يضع كل ما قيل للقارئ وعلى القارئ أن يخرج بالنتيجة التى يراها وما يهمنا هو قرارات المجمع المحلى التى ذكرتها المؤرخة عرضاً فقالت المؤرخة مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبع سنة 1900 م جـ 2 ص 62 ما نصه : " أن تيموثاوس صب غضبه على القسوس والأساقفة الذين كانت لهم علاقة مع برتوريوس (الأسقف الدخيل) ثم تبرأ من كل شركه وإتحاد بين كنيسته وكنائس روما والقسطنطينية وأنطاكية وسعى سعياً زاد الإنشقاق والخصام بدل من أن يعمل جهده على لإيقافهما وإستئصالهما ، (ومن العبارات التالية يتضح أنه حرم وعزل 14 أسقفاً) فإشتكى الأربعة عشر أسقفاً الذين حكم عليهم بالعزل والحرمان العرائض (الشكاوى) إلى الإمبراطور ( ليون الاول Leo I   457 – 474 م مسيحى خلقدونى ) وإلى بطريرك القسطنطينية ، وكذلك أرسل البطريرك تيموثاوس كتاباً مع وفد من الأساقفة والقسوس إلى الإمبراطور .. ولا تزال بقايا هذه الرسائل باقية إلى يومنا هذا ولكنها بالية ممزقة لا يؤخذ يؤخذ منها شئ لذلك فجميع ما وقع لتيموثاوس وما نسب إليه مأخوذ من أقوال الكتاب الذين ينتمون إلى مجمع خلقيدونية وبروتوريوس وهذه الكتابات لا ترتقى إلى الثقة كما هو معلوم ومفهوم    "

(ملاحظة من الموقع : وبالرغم مما قالته المؤرخة مسز بتشر عن كتابات المتحيزين لمجمع خلقيدونية فقد أخذت هى أيضاً من هذه الكتابات وسجلتها فى كتابها ضد البابا تيموثاوس ولكن للحقيقة فقد ذكرت فى موضعين ما قاله المؤرخ الأسقف المصرى الأنبا يوحنا النيقاوى فقالت المؤرخة مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبع سنة 1900 م جـ 2 فى حاشية ص 62 ما نصه : " قال يوحنا النيقاوى الذى عاش حتى القرن السابع أن تيموثاوس عاش عيشة راضية تقية بينما كان راهباً فى دير القلمون بمديرية الفيوم إلى أن رقى وتعين شيخاً فى كنيسة الأسكندرية ثم خلف ديسقوروس بعد وفاته وهو آية فى التقوى والتدين ، وقد قال يوحنا أن تسموثاوةس كان مثال المؤمن الحقيقى وأنه سار ضد أنصار المجمع الخلقيدونى الذين أتعبوا العالم وأزعجوه )

رحلة رعوية لتثبيت الإيمان

وبعد أن وضع البابا تيموثاوس اساس للحدود بين الكنيسة المصرية الوطنية وهؤلاء القادمين بأوامر أمبراطورية ومعهم جند يفرضون قرارات مجمع خلقيدونية على المصريين بحرمانهم من مجمع محلى أراد ان يثبت الإيمان لشعبه فى أقاليم ومدن مصر وقرارها فغادر الأسكندرية وأخذ ينتقل بين مختلف بلاد مصر وحينما كان ينزل كان يعظ ويرشد ويثبت الإيمان ويوضح لهم أن من يستند على الإله ويستعين به يجد فيه الملاذ فلا يخشى السلطة الزمنية مهما طغت ومهما إستبدت .

الكونت ديونيسيوس أمير الجيش البيزنطى يمنع البابا القبطى المصرى من دخول الإسكندرية

وفى أثناء رحلة البابا الرعوية حضر إلى مصر الكونت ديونيسيوس أمير الجيش البيزنطى ومعه أوامر مشددة لإخضاع المصريين للأسقف بروتيرويوس الملكى الدخيل الذى عينه الأمبراطور مرقيان بكل ما عنده من قوة عسكرية وسياسية وقد نفذ الكونت أوامر سيده الأرضى وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى عن إضطهاده : " إلى حد إقترف معه الفظائع ما لطخ جبين ذلك القرن الخامس وذكر المصريين بما قاساه آبائهم على أيدى الأباطرة الوثنيين " (7)

حادثة قتل بروتيرويوس الأسقف الخلقيدونى الملكى الدخيل المعين من الأمبراطور مرقيان  

وسمع البابا تيموثاوس بهذا الإضطهاد فرجع على الفور حتى يكون مع شعبه ولكنه لم يستطع دخول مدينة الإسكندرية حيث كانت محصنة ومحاطه بأسوار وقد أغلق الكونت فى وجه البابا أبواب المدينة ومنعه من الدخول إليها حتى تخلوا له الساحة بإضطهاد الشعب بدون وجود رمز لرئاسة شعب مصر الذى هو البابا ، فكان هذا العمل بمثابة سكب الزيت على النار فإضطرم غضب المصريين وثاروا ثورة عارمة وإشتبك المسيحيين الأقباط الوطنيين مع الجيش فى معركة دامية سقط فيها الكثيريين من أبناء مصر لعدم تدربهم على القتال وتقول المؤرخة أيريس : " ولقد حار الكونت ديونيسيوس فى امره بإزاء صلابة الشعب المصرى ، وراعه أن يراهم وقد تجمعوا كتلة متراصة وقصدوا إلى الدار التى يسكنها بروتيرويوس الأسقف الخلقيدونى الملكى الدخيل المعين ، وكانت جموعهم ثائرة غاضبة هادرة إلى حد أن رأى عدم التعرض لهم ، ولما رآهم الدخيل مقبلين عليه اصابه الذعر ، فهرب إلى مقصورة المعمودية فى كنيسته واختفى بها ( حيث كانت توجد سراديب أعدت خصيصاً للهرب أثناء عصور الإضطهاد الوثنى ) غير أن الجماهير كانت أشبه بمن لعبت الخمر برأسه ، فتبعته هناك وقتلته بحد السيف ، ثم حمل البعض منهم جثته وساروا بها فى الشوارع وهم يصيحون كالمجانين : " هذه جثة الدخيل بروتيروس" ثم تملكهم نوبة جارفة من الجنون عند ذلك فدفعتهم إلى تقطيع جسده إرباً إرباً وحرقوها وذر رماده فى الهواء (8)

وقالت المؤرخة مسز بتشر عن حادثة قتل بروتيرويوس (9) : " وحدث أنه عند رسامة تيموثاوس كان الوالى غائباً عن الإسكندرية فساءه رسامة البطريرك أثناء غيابه ولذلك أمر بنفيه من الأسكندرية وكان عنيفاً معه ، وكان ما فعله هذا الوالى بداية الإنشقاق والخلاف والخصام وقعت نتيجته على رأس بوتوريوس المسكين ، وتفاصيل ذلك أن جماعة من عامة أهل السكندرية هجموا على منزل بروتوريوس ولكنهم لم يتمكنوا من القبض عليه لأنه كان قد إلتجأ إلى الكنيسة المجاورة لبيته فظل أولئك العامة واقفين أمام المنزل وهم غاضبون ويصرخون ثم هاجموا الكنيسة بقوة وقبضوا على بروتوريوس وستة من القسوس الذين كانوا مختبئين فى مكان المعمودية وذبحوهم بالمدى والنصال ثم سحبوا جثة بروتوريوس وطافوا بها فى شوارع المدينة وبعد أن مثلوا بها شر تمثيل وأهانوها منتهى الإهانة أحرقوها فى لهيب من النار المضطرمة ، وكانت هذه ثالثة حوادث القتل المعيبة التى تلطخت بها مدينة الإسكندرية إذ لا يخفى أن ألولى قتل جرجس الأريوسى والثانية قتل هيباشا الفليسوفة المصرية الشهيرة ، وكان البطريرك تيموثاوس لم يكن موجوداً فى مدينة الإسكندرية فى ذلك الوقت (كان يطوف بلاد مصر فى رحلة رعوية) ولم تكن له يد فى هذه الجناية العظيمة "   

ويقول مؤرخون آخرون  : " سطا اللصوص على بروتيروس فى منزله وقتلوه ونهبوا امواله فى 28 مارس 457م وجره الغوغاء واحرقوا جثته وذروا رماده فى الهواء "        

************************************

مـــــــــــــــــراجع

(1) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 525- 527

(2) مجمع خلقيدون ترجمه إلى العربية عن الأصل اللاتينى المحفوظ بمكتبة الفاتيكان الراهب فرنيسي ماريا ، وصادق عليه ثلاثة كرادلة - طبع فى روما سنة 1694م ص 212 - 213

(3) راجع تاريخ الكنيسة (باللغة الفرنسية ) للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 197

(4) قالت المؤرخة أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية  - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثانى ص 78: " يتضح لنا من سيرة هذا البابا الجليل أن الدير المعروف بأسم " ألنبا صموئيل القلمونى " ديراً قديماً سابقاً لعهد الأنبا صموئيل ، وأنه كان عامراً بالرهبان فى هذا القرن الخامس .. غير أن الزمن كان قد عدا عليه ، عمره الأنبا صموئيل فى القرن السابع ولهذا أصبح معروفاً باسمه .

(5) تاريخ الكنيسة السريانية الإيطالية لمارسويريوس يعقوب توما حـ 2 ص 210

(6) راجع تاريخ الكنيسة (باللغة الفرنسية ) للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 30

(7) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية  - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثانى ص  79

(8) اسهب سانت ألفونسو دى ليجورى فى وصف هذه الحادثة فى كتابه " تاريخ الهرطقات " المطبوع بالعربية فى دير سيدة طاميش فى مقاطعة كسروان سنة 1864 م ص 267 ونقلته المؤرخة  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية  - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثانى ص 80

(9) مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية جـ 2 ص 61

This site was last updated 04/02/11