Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الإحتلال الأيوبى لمصر

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
من هم الأيوبيين؟
الإحتلال الأيوبى
ظهور صلاح الدين
الأيوبى يقتل الخليفة العاضد
مشكلة دير السلطان
حروب صلاح الدين
رسائل صلاح الدين
البابا يؤنس 6 الـ 74
الرحالة عبد اللطيف
عبدالله بن ميمون
الملك العزيز
الملك العادل الأول
الملك الكامل 1
الملك الكامل 2
البابا كيرلس ال 75
الملك العادل الثانى
الملك الصالح
الحملة الرابعة للفرنجة
الحملة الخامسة للفرنجة
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
الحملة السادسة
الحملة السابعة للفرنجة
الحملة الثامنة للفرنجة
الحملة التاسعة
موت الملك الصالح
الأيوبيين يحكمون مصر
العثور على عملة ذهبية
قدرة الملك ريتشارد على النصر
إيلات وصلاح الدين وبيبرس
قلعة حلب
New Page 5293
New Page 5294
New Page 5295
New Page 5296
New Page 5297
New Page 5298
New Page 5299
New Page 5300

Hit Counter

مرى قائد الفرنجة ( الصليبين) يهاجم مصر ويقتل المسلمين والمسيحيين الأقباط

 

وأضطر شيركوة ليرجع إلى دمشق خائباً مغتاظاً من خيانة شاور له كما أنسحب جيش الفرنجة وقد أختبرت القوتين أرض مصر وعرفوا طبيعة الشعب

وتنفس شاور الصعداء من خلاصه من أعداءه الأثنين وخروجهم من مصر ولكن كان هذا إلى حين حيث أنه كما نكث عهده مع شيركوه نقض عهده مع الصليبين ونكث الصليبين عهدهم معه وطلبوا مائة ألف دينار علاوه على إتفاقهم , وأصروا على أن يتركوا بعض من جنودهم حراساً على أبواب الفسطاط منطقة معظم سكانها من الأقباط , وعندما رفض شاور زحف الفرنجة على مصر ولكنهم كانوا فى هذه المرة أعداء لا حلفاء .

هاجم مرى ملك الفرنجة بجيشة مصر بغرض إحتلالها ولم يكن له مناصراً قوياً فيها مثل ما حدث سابقاً فأستولى على منطقة بلبيس وقتل كل من فيها من جنود الكيانية والأتراك والسودان وقتل كل من وجده من العامة الأبرياء من الناس مسلمين ومسيحيين من الأقباط فى داخل بلدة بلبيس وأباح لعساكره النهب والقتل والسبى ثلاثة أيام ليل ونهار وأنطلق السيف يجزر الرقاب بدون عقاب وأسر من بقى من أهلها وأرسلهم إلى الشام وأحرقها وأستولى على أموالها .

عاصمة مصر فى هذا الوقت

كانت مصر أربعة مناطق سكنية ظاهرة تحولت إلى منطقتين فقط نتيجة للحروب وخوف المصريين من الهجمات المتكررة  من القوى الأجنبية , الأولى مصر القديمة  وتقع فى الجنوب بابليون والفسطاط وتقع فى الشمال القاهرة عاصمة الفاطميين , وبين الشمال والجنوب كانت تنتشر البيوت الجميلة والحدائق الغناء وتقول مسز يتشر : " أن حامية الصليبين التى تركها أمورى قبل خروجه من مصر تحتل القاهرة " 

شاور يحرق الفسطاط عاصمة مصر

ولم يكن للأقباط من ذنب فهم وضعوا بين فكى أسدين ينهشان منهما ما يقدران الحصول عليه ليشبعا نهمهما من السلطة والمال وأرض مصر والعرض , ولما هاجم مرى مصر أحرق شاور الفسطاط حتى لا يحتمى الفرنحة فيها ورابط هو وعساكرة فى القاهرة " وهذه عبارة مخالفة لما قيل سابقاً من أن الحامية كانت فى الفسطاط . كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 114

فأحرق رئيس جند السودانيين وأسمه أبن شماعة وأحرق كنيسة أبو مقارى وكنيسة ابو شنودة ونهب المسلمين أشياء كثير من ممتلكات الأقباط وذكر الأنبا يوساب اسقف فوة تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 158

والفسطاط ظلت آهلة بالسكان من الأقباط والمسلمين على مدى ثلاثة قرون وأستمرت النار مشتعلة فيها لمدة 54 يوماً ولم يستطع احداً أن يحصى عدد الذين أحترقوا فى النيران ولم تصلنا اخبار الذين فروا من النيران إلى بر الجيزة ويقول أبو مكارم المؤرخ أنه من ضمن الذين هربوا من هذا الحريق بطريرك الأرمن اسلى وريا وإلتجأ إلى كنيسة بأورشليم تاركاً مصروبعد ان إنطفأت النبران تركت الأقباط الذين نجو من الموت لم تترك إلا آثاراً بالية وأطلالا خاوية وتلالا تعلوها الأتربة ولم يظهر منها غير بعض قباب الكنائس والمنازل التى كانت قائمة داخل الجدران التى تحملت الحريق ولكنها آيلة للسقوط أما الحصن الرومانى فلم يحترق ولا تزال مدينة بابليون تذكر إلى الآن بأسم الكنيسة الموجودة فى مصر القديمة التى تدعى كنيسة بابليون وهى الان كنيسة صغيرة زال مجدها البزخ العظيم, ومن خلال رؤيتهم النيران المتأججة توصلوا أن مصر ستضيع نهباً للوصول إلى السلطة سواء من قبل شاور أو الفرنجة الصليبين , وأدرك الخليفة العاضد هذه الحقيقة فبعث برسول يستنجد بنور الدين الذى أستجاب هذه المرة تاريخ مصر .. لستانلى لاين يول ص 181 - 182 على الفور راجع مختصر تاريخ مصر - "باللغة الفرنسية" ج2 المبحث الثانى " مصر الإسلامية .. " لجاستون فييت ص 196- 197 تاريخ الأمة المصرية ( باللغة الفرنسية ) ص 291- 297 بدون تردد حتى ينتقم من خيانة شاور السابقة

وكان حريق الفسطاط ضربة شيطانية موجهه لذلك الشعب الصبور فقد الكثير منهم بيوته وممتلكاته , وفى شجاعة رفض بعض الكهنة أن يغادروا المدينة وصمموا على البقاء إلى جانب كنائسهم لعلهم يستطيعون حمايتها أو يموتون داخلها , وقد تجلت مراحم الرب فى هؤلاء الكهنة البواسل إذ سلمت ست كنائس من الحريق تماماً ( راجع تاريخ الكنيسة القبطية لمنسى القمص ص 544- 545 )

المؤرخون المسلمون وحريق بابليون الحى المسيحى فى القاهرة عاصمة مصر

قالت بتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 115 : " حاول بعض المؤرخين إثبات حصول الحريق فى ضواحى القاهرة ولكن مما لا شك فيه أن مدينة بابليون وجزء كبير من الفسطاط مع الصحراء التى بين هذه والقاهرة حرقت وهبت آثارها فى ذلك الحريق منها أشهر كنائس الأقباط فى ذلك العصر وهى دير أبى سيفين القديم الذى كان قائما على شاطئ النيل بين الفسطاط وبابليون , وقد أعيدت الكنيسة والدير فى مكانهما الأصلى , ولكن تحول مجرى نهر النيل عن خط سيره إلى الخلف قليلاً , ولوحظ أن أن الجزء الذى تهدمت فيه أسوار الدير القديم تجرى فيه مترو الأنفاق وخط سكه حديد حلوان , ولما كانت السوار القديمة قوبة البنيان مع أنها قديمة العهد فلم تأكل النار إلا جزء يسير منها فترى آثارها باقية إلى الآن نحو الشمال الغربى من جامع عمرو القريب منها جداً .. ولم نسمع كما لم يذكر التاريخ أن جامع عمرو أصيب فى ذلك الحريق , كما أن الحريق لم يمس كنيستى العذراء والأنبا شنودة ومكانهما داخل السور  وأبى سبفبن وكنيسة القديس مكاريوس الحالية يدل على أنها كنيسة العذراء وليس كنيسة القديس المذكور المعروفة بأبى سيفين وحرقت فى بابليون "

وأصبحت بابليون خراب بعد أن إستمر اللهب يأكل فى المدينة وتتصاعد ألسنته منها لمدة 54 يوما متواصلة , ولم يستطع احد يحصى الذين لم يغادروها وهلكوا فى النار وكان من الذين هربوا بطريرك ألرمن اسلى اوريا وإلتجأ إلى كنيسة فى أورشليم كما قال أبو صالح الأرمنى

وتقول أيضا مسز بتشر : " لا تزال مدينة بابليون تذكر إلى الآن بإسم الكنيسة الموجودة فى مصر القديمة بإسم بابليون وهى الآن كنيسة صغيرة سورها من الطوب المهشم وهذا مما يدعوا إلى ألسف والتحسر على زوال ذلك المجد الباذخ العظيم

فكتب الخليفة العاضد رسالة إلى إلى نور الدين محمود أبن زنكى ملك الغزاة وكانوا يطلقون عليه الملك العادل لنور الدين ويعرف بأبن قسيم الدولة بمدينة دمشق وأقاليمها وأعلمه ما أصاب المسلمين بديار مصر على أيدى الفرنجة وطلب منه أن ينجده بجيش يدافع به عن مصر ضد الفرنجة ولكن قالت مسز بوتشر أن سبب اتفاق العاضد مع الأتراك السلوجوقيين هو الأتفاق على تخليصه من شاور بعد هزيمته كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 118.

فأرسل الملك العادل جيش بقيادة أسد الدين سيركوه ( شيركوه) ومعه كثير من الغزاة

ولما سمع مرى ملك الفرنجة بوصول عساكر من الشام وكانت مراكب الفرنجة التى يقودها القائد نضال مقدم مراكب الأسطول وصلت فى النيل إلى عطف منية الفيران قريب من بلدة منية زفتى بعشرة شوانى وعشرين حراقة ( مسافة كانت تستعمل فى تلك الأيام ) رجع إلى إمارته فى تقهقر وأنسحب إلى إمارته فى اورشليم وأستطاعت جيش الشام والمصريين هزيمة نضال فى النيل فرجع بالمراكب هارباً , وأحتل سيركوه (شيركوه) بلبيس بعد إنسحب الفرنجة براً وبحراً أما مسز بتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 118 فقد كان لها رأى آخر فقالت : " أن شاور حاول الإتحاد مع امورى مبلغاً وافر ن النقود مقابل أنسحابه إلى سوريا , ولما كان شاور معروفاً بالطمع وحب المال قبل منه ذلك تحت شرط أن يجعل الجزية المتفق عليها من مائة ألف دينار إلى مليون دينار فقبل شاور بذلك رغم غرادته ولمعرفة امورى السابقة بخيانة شاور رفض الإنسحاب قبل أن يدفع له شاور على الأقل مبلغ نائة الف دينار فوراً والباقى يدفع على أقساط وأستاء رجال جيشة من ذلك الإنسحاب ونقموا عليه لعدم دخولهم القاهرة لأنها مليئة بكنوز لا تحصى " , وتقابل الجيشان عند بلبيس فتحارب الجيشين عند بلبيس وانتصر شيركوه وأنسحب الصليبيين .

وأستراح شيركوه  أيام قليلة فى بلبيس ثم زحف بجيشة نزل فى منطقة اللوق وأرض الطبالة وأحاط بالقاهرة وقسم جيشه حولها بطريقة دائرية وعندما دخل الفسطاط بجنودهم فابادو شاور ورجاله وقضوا على الحرس السودانى المرابط داخل قصر الخليفة فى يومين أثنين فقط تاريخ الأمة المصرية ( باللغة الفرنسية ) ص 201 حيث قال : اضطر الفرنج إلى طلب الصلح الذى قوبل بالرضى وألزموا بدفع تعويض بالغ ويإخلاء الأراضى المصرية على الفور

وكرم الخليفة العاضد أسد الدين شركوه وخلع سيفه له ولمن وصل معه من الأمراء ومقدمين العساكر وأعطاهم أموال كثيرة وأجور وخيام وعدد للحرب نظير حضورهم وقتالهم ويقول أبن المقفع فى تاريخ البطاركة الأنبا ساويرس المعروف بأبن المقفع أسقف الأشمونيين كاتبه وقد تحدث كاتب مخطوط سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص 50 " وأشياء كثيرة لا يمكن تقديرها أو وصف فنونها وأصنافها "

وكان السلطان الناصر صلاح الدين قد ملك مصر وكان الخليفة العاضد أبو محمد عبدالله الرابع عشر من الخلفاء الفاطميين وكان الوزير معه أمير الجيوش أسمه شاور السعدى .

أسد الدين شركوة يذبح وزير الخليفة شاور ويقلده الخليفة الوزارة

وظل مقيماً فى ضيافة الخليفة ولم يدخل القاهرة ولكنه دخلها يوم الجمعة 1 من ربيع الأول سنة 564 هلالية

وحدث أن أرسل الخليفة رسالة سيف الدم مع مؤتمن ( أمين) الخلافة جوهر الأستاذ ( لكمة الأستاذ تعنى خصى أو حارس ) وأمر أن يضرب أسد الدين شركوه رقبة شاور وزيره فقام أسد الدين بقتل شركوه وزير الخليفة ذبحاً بالسكين يوم السبت 2 من ربيع الأول سنة 564 هلالية وبقى بقية يومه وكذلك يوم الأحد ملازماً المكان الذى أعطاه له الخليفة وفى نهار يوم الأثنين 4 من ربيع الأول سنة 564 هلالية دخل أسد الدين شركوة القاهرة وأخلع عليه الخليفة العاضد خلع الوزارة وهى عبارة عن ثياب بيض مذهبة واسعة الأكمام ومنديل كبير مشدود مثل الدرقة مرخية العذبة إلى كفل الفرس وطوق ذهب فى عنقة مرصع بالجواهر واللالئ يربط ويحل بشرابة حرير مظفورة بلالئ حمصى كبيرة الحجم فركب خلف الخليفة من داخل قاعة الذهب بالقصر وخرج وجميع الجند والأمراء يمشون فى الركب بالسيوف .. وكان يوماً مشهوداً لم يرى فى الدنيا مثله وجعل نور الدين وزيراً وأعطاه لقباً هو " الملك الناصر"وقد تولى يوم الأربعاء 17 ربيع ألول سنة 564 هجرية

أسد الدين شركوة يبدأ حكمه بإضطهاد الأقباط  ويصب غضبه على المسيحيين واليهود

ولم يمضى له شهر فى الحكم حتى مر المنادى ( كان المنادون هم الذين يخبرون الناس فى الأسواق وأماكن التجمعات بقوانين الحكام) فى القاهرة أن يرفعوا النصارى عذب وملك عمايمهم عليها اللون العسلى ( وهو لون العاهرات ) ويشدوا زنانيرهم على أوساطهم ومنعهم من إرخاء الذؤابة المعروفة بالعزبة ( القلنصوة ) إلى آخره من ألوان الإضطهاد واليهود خرقة صفراء فى عمايمهم

عرف شيركوه بالإنتقام فقد ظل يكتم فى صدره حتى ذبح شاور لأنه خدعه ولم يجد أحداً أمامه لينتقم من الفرنجه حاملى علامة الصليب زوراً وبهتاناً غير حاملى الصليب الحقيقيين من أهل وادى النيل وسار فى طريق آبائه وأجداده المسلمين فى إهانة أهل البلاد الأصليين الأقباط المسيحيين , فإستشهد منهم عدد كبير وأحرقت الكنائس وتضاعفت الجزية , وباع كثير من الأقباط المسيحيين فى الصعيد أنفسهم للعرب المقيمين بينهم لحمايتهم وتجنبهم الإضطهاد أو القتل أو إجبارهم إلى الإسلام مقابل معاملتهم كعبيد .

كانت من أشد فترات الإضطهاد سوداوية مليئة بالأهوال .

ولكن الرب يمهل ولا يهمل فاقام أسد الدين شيركوة فى الوزارة 60 يوماً ثم مات فى 5 من جمادى الأول سنة 564 هلالية وقالت مسز بتشر تاريخ آخر أنه مات يوم 22 جماد الثانى سنة 564 هجرية ولم تدوم مدة حكمه إلا شهرين وخمسة ايام فقط

موت والد صلاح الدين الأيوبى  

وذكر المقريزى كيف مات والد صلاح الدين كتاب السلوك فى معرفة دول الملوك تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزى الجزء الأول السنة 568  فقال : " وفيها مات أيوب بن شادي بن مروان بن يعقوب نجم الدين الملقب بالملك الأفضل أبي سعيد الكردي والد السلطان صلاح الدين يوسف وذلك أنه خرج من باب النصر بالقاهرة قألقاه الفرس إلى الأرض يوم الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجة فحمل إلى داره في تاسع عشره وقيل لثلاث بقين منه فقبر عند أخيه أسد الدين شيركوه ثم نقلا إلى المدينة النبوية في سنة ثمانين وخمسمائة‏

كتابات الأسعد صليب بن ميخائيل القبطى فى متحف لنينجراد

عرف الأسعد صليب ين ميخائيل المعروف بإبن الإيغومانس , بأنه مشهوداً له بالعلم ومحبة العلماء وكان متعلقاً بالكنيسة فى صدق وولاء .. قام الأسعد بعد أن أصبحت نيران الإضطهاد رماداً يبحث فى البقايا وجدد كنيسة مار مينا وألحق بها مدرسة ومنتدى يجتمع به رجال العلم والأدب من الأقباط للتباحث والتناظر . وقد كتب الأسعد رسالة عن أسرار الكنيسة ما زالت محفوظة حتى الآن بدار الكتب بلنينجراد ( تابعه لروسيا قبل تفككها ) وأشار إليها أحد المستشرقين الروس فى كتاباته ( راجع دائرة المعارف القبطية لرمزى تادرس ج1 ص 37 ويلاحظ أن مدينة ليننجراد تحول إسمها إلى ستاينجراد ثم إلى موسكو)

الشاعر القبطى زكريا بن ابى المليح

زكريا بن مليح شاعر قبطى من أهالى أسيوط يتقن العربية , فبعث يقصيدة من روائعه إلى شيركوه يستعطفه ليخفف لإضطهاده على الأقباط ولكن شيركوه كان رجل سيف يبهج لرؤية الدماء ويفرح برؤية الخوف فى عيون الناس فلم يعبأ برجاء زكريا وأحدثت أثراً عكسياً فضاعف تنكيله بالقبط , وخاصه على زكريا الذى لم يحتمل هذا الإضطهاد المريع فخان عهد آبائة وأنكر مسيحه وأعتنق الإسلام وفى الحال عينه شيركوه ناظراً للدواوين ( راجع الأمة القبطية ليعقوب نخلة روفيلة ص 160 - 162)

وساعدته الوظيفة التى تقلدها وأستمر يشغلها أثناء حكم صلاح الدين وأورثها لأبنه من بعده أن يكتب كتاباً بعنوان " قوانين الدواوين " وسرد فيه أوامر الدولة فى ذلك الوقت وتحدث عن بعض المنشآت فى مختلف البلاد المصرية وذكر فى ذكاء بالغ " دير العسل " من أعمال الأشمونين وكان هذا الدير يقع على ضفة النيل ويشغل مساحة كبيرة تتوسطة كنيسة مارجرجس تحيط بها قلالى النساك , وبها كرم وبنوا إلى جانبها معصرة حجرية لعصر قصب السكر ولهذا السبب أطلق على الدير أسم " دير العسل " ( راجع كتاب " الفن الإسلامى فى العصر الإسلامى الأيوبى " للدكتور عبد العزيز مرزوق ص 13 و 19- 20)

حملة إسلامية على بلاد النوبة ويأسرون أسقف ويبيعونه فى سوق العبيد

وقامت حملة تأديبية حربية أسلامية فى عهد شيركوه وصلاح الدين بالهجوم النوبة بتخريب واسع النطاق وقتل سكان البلاد وشمل دير القديس سمعان بأسوان وكنيسة ابريم بالنوبة , وسبى أهلها وعلى رأسهم الأسقف القبطى وبيعوا جميعاً فى سوق النخاسة وعم التخريب مدينة قفط أيضاً وتساوت بالأرض فلم تعد لها قائمة بعد ذلك ( حينما قام علماء الاثار بعملية أنقاذ آثار النوبة قبيل بناء السد العالى عثروا خلال حفرياتهم على بقايا كنيسة أبريم كما عثروا على عدد من الكنائس بعضها أطلال وبعضها يكاد يكون سليماً راجع كتاب عزيز سوريال عطية عن تاريخ المسيحية الشرقية " باللغة الإنجليزية" )

ويذكر المقريزى هذه الحملة كتاب السلوك فى معرفة دول الملوك تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزى الجزء الأول السنة 568 : " وفيها خرج العبيد من بلاد النوبة لحصار أسوان وبها كنز الدولة فجهز السلطان الشجاع البعلبكي في عسكر كبير فسار إلى أسوان وقد رحل العبيد عنها فتبعهم ومعه كنز الدولة وواقعهم وقتل منهم كثيرا وعاد إلى القاهرة‏.‏
وفيها سار الملك المعظم شمس الدولة فخر الدين تورانشاه بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين إلى بلاد النوبة وفتح قلعة إبريم وسبى وغنم وعاد إلى أسوان وأقطع إبريم رجلا يعرف بإبراهيم الكردي فسار إليها في عدة من الأكراد وانبثوا يشنون الغارات على بلاد النوبة حتى امتلأت أيديهم بالأموال والمواشي بعد فقر وجهد فوافى كتاب ملك النوبة إلى شمس الدولة وهو بقوص مع هدية فأكرم رسوله وخلع عليه وأعطاه زوجين من نشاب وقال له‏:‏ ‏"‏ قل للملك مالك عندي جواب إلا هذا ‏"‏وجهز معه رسولا ليكشف له خبر البلاد فسار إلى دمقلة وعاد إليه فقال‏:‏ ‏"‏وجدت بلادا ضيقة ليس بها من الزرع سوى الذرة ونخل صغير منه أدامهم ويخرج الملك وهو عريان على فرس عرى وقد التف في ثوب أطلس وليس على رأسه شعر‏.‏
فلما قدمت عليه وسلمت ضحك وتغاشى وأمر بي فكويت على يدي هيئة صليب وأنعم علي بنحو خمسين رطلا من دقيق وليس في دمقلة عمارة سوى دار الملك وباقيها أخصاص ‏"‏‏.‏
 

إصدار الأمر بهدم كاتدرائية مار مرقس بالأسكندرية

وأصدروا امراً بهدم هذه الكاتدرائية التى كانت تطل ميناء بحجة أنها ضخمة منيعة قد يجد فيها الصليبيون قلعة يحتمون بها إن هم دخلوا المدينة ( كان الأنبا أغاثون البابا 39 قد بناها سنة 662 م فى وقت الإحتلال العربى كانت بالفعل آية من آيات الفن والروعة والمنعة والضخامة , وعندما علم القبط بهذا الأمر حتى سارعوا بتقديم 2000 دينار فى سبيلها حتى لا تهدم ولكن مساعيهم ذهبت ادراج الرياح( راجع تاريخ الكنيسة القبطية لأيريس حبيب المصرى ج3 ص 157)

حملة الصليبين على الإسكندرية الفاشلة

ويقص علينا المقريزى حملة الصليبين على الأسكندرية ويذكر المقريزى هذه الحملة كتاب السلوك فى معرفة دول الملوك تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزى الجزء الأول السنة 569 فيقول : " وفيها مات السلطان العادل نور الدين محمود بن زنكي في يوم الأربعاء حادي عشر شوال بعلة الخوانيق وكان قد تجهز لأخذ مصر من صلاح الدين يوسف بن أيوب وقد خطب له بالشام ومصر والحرمين واليمن‏.‏
وقام من بعده ابنه الصالح إسماعيل وعمره إحدى عشرة سنة فخطب له السلطان صلاح الدين بمصر وضرب السكة باسمه وفيها نزل أسطول الفرنج بصقلية على ثغر الإسكندرية لأربع بقين من ذي الحجة بغتة وكان الذي جهز هذا الأسطول غليالم بن غليالم بن رجار متملك صقلية ولي ملك صقلية بعد أبيه في سنة ستين وخمسمائة وهو صغير كفلته أمه وتولى التدبير خادم اسمه باتر مدة سنة ثم فر إلى السيد أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن صاحب البلاد المغربية‏.‏
ثم استبد غليا لم بتدبير ملكه واحتفل في سنة إحدى وسبعين بعمارة هذا الأسطول فاجتمع له ما لم يجتمع لجده رجار وحمل في الطرائد ألف فارس‏.‏
وقدم على الأسطول رجلا من دولته يسمى أكيم موذقة وقصد الإسكندرية ومات غليالم في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة‏.‏
ولما أرسى هذا الأسطول على البر أنزلوا من طرائدهم ألفا وخمسمائة فرس وكانت عدتهم ثلاثين ألف مقاتل ما بين فارس وراجل وعدة طرائدهم ستا وثلاثين طريدة تحمل الخيل ومائتي شيني في كل شيني مائة وخمسون رجلا وعدة السفن التي تحمل آلات الحرب والحصار ست سفن وللتى تحمل الأزواد والرجال أربعين مركبا فكانوا نحو الخمسين ألف راجل‏.‏
ونزلوا على البر مما يلي المنارة وحملوا على المسلمين حتى أوصلوهم إلى السمور وقتل من المسلمين سبعة‏.‏
وزحفت مراكب الفرنجة إلى الميناء وكان بها مراكب المسلمين فغرقوا منها‏.‏
وغلبوا على البر وخيموا بها فأصبح لهم على البر ثلاثمائة خيمة وزحفوا لحصار البلد ونصبوا ثلاث دبابات بكباشها وثلاثة مجانيق كبارا تضرب بحجارة سود عظيمة‏.‏
وكان السلطان علي فاقوس فبلغه الخبر ثالث يوم نزول الفرنجة فشرع في تجهيز العساكر والقتال الرمي بالمجانيق مستمر‏.‏
فوصلت العساكر وفتحت الأبواب وهاجم المسلمون الفرنجة وحرقوا الدبابات وأيدهم الله بنصره واستمر القتال يوم الأربعاء إلى العصر وهو الرابع من نزول الفرنجة‏.‏
ثم حملوا حملة ثانية عند اختلاط الظلام على الخيام فتسلموها بما فيها وقتلوا من الرجالة عددا كثيرا ومن الفرسان‏.‏
فاقتحم المسلمون البحر وأخذوا عدة مراكب خسفوها فغرقت وولت بقية المراكب منهزمة وقتل كثير من الفرنجة وغنم المسلمون من الآلات والأمتعة والأسلحة ما لا يقدر على مثله إلا بعناء وأقلع باقي الفرنجة مستهل سنة سبعين ‏.‏   "
 

This site was last updated 05/18/08