الخلفاء العباسيين قتل جعفر المتوكل على الله, وهو الخليفة العاشر، كما قتل الخليفة الحادي عشر المنتصر بالله، أما المستعين بالله فقد خلع ثم قتل وكان الثاني عشر في عدد الخلفاء، كذلك قتل الخليفة المعتز بالله وهو الثالث عشر، وقتل المهتدي بالله الخليفة الرابع عشر.
أما الخليفة الثالث والعشرون المستكفي بالله فقد انتهي بشكل مأساوي, فقد سملت عيناه “أي كويت بالنار” فعميت وسجن حتى مات.
أما الراضي بالله رقم 19 بين الخلفاء, وهو عبد الله بن المعتز فقد حكم يومًا واحدًا, ثم حكم الخلفاء العباسيون في مصر دون أن يحكموا ولم يكن مصيرهم بأفضل وكان عددهم 17.

الخلافة العجمية

الأسرة العربية العباسية وإحتلالها لمصر (132-656هـ/750-1258م)

نسب أبو العبّاس‌ السفّاح

بدأت الخلافة العباسية أبو العبّاس‌ السفّاح‌ هو عبد الله‌ بن‌ محمّد بن‌ عليّ بن عبدالله‌ بن‌ عبّاس‌, ويرجع أصلهم إلى عبد مناف,هاشم عبد المطلب نقل‌ الطبري‌ّ أ نّه‌ بويع‌ لثلاث‌ عشرة‌ مضت‌ من‌ شهر ربيع‌ الآخر سنة‌ 132 وكان‌ بالكوفة‌. وبايعه‌ الكوفيّون‌ في‌ هذا التأريخ 
ذكر الطبري‌ّ هذا القول‌ نقلاً عن‌ هشام‌ بن‌ محمّد، ولكنّه‌ قال‌: قال‌ الواقدي‌ّ: بويع‌ لابي‌ العبّاس‌ بالمدينة‌ بالخلافة‌ في‌ جمادي‌ الاُولي‌ سنة‌ 132 . ( «تاريخ‌ الاُمم‌ والملوك‌» (تاريخ‌ الطبري‌ّ) ج‌ 7، ص‌ 420، تحقيق‌ محمّد أبوالفضل‌ إبراهيم‌، طبعة‌ دار المعارف‌ ).

خطبة أبي العباس عبد الله بن محمد بن علي المعروف بالسفاح التي ألقاها في الكوفة بعد أن بايعه وجوه القواد، وركب ومن معه حتى أتوا قصر الإمارة، ثمّ دخل المسجد الجامع، وذلك في شهر ربيع الأول _أو ربيع الآخر _ سنة 132ه‍.
افتتح أبو العباس السفاح خطبته بقوله " الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه فكرّمه وشرّفه وعظّمه، واختاره لنا، وأيده بنا، وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقُوام به الذابيّن عنه".
ثم ذكر قرابة العباسيين من النبي صلم  ومنها قوله تعالى: "إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا".
ثم قال: لمّا قبض الله نبيّه قام بالأمر أصحابه الى أن وثب بنو حرب ومروان فجاروا واستأثروا، فأملى الله لهم حيناً حتى آسفوه، فانتقم منهم بأيدينا، وردّ علينا حقّنا ليمنّ بنا على الذي استضعفوا في الأرض، وختم بنا كما افتتح بنا، وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله. يا أهل الكوفة، أنتم محلّ محبّتنا، ومنزل مودّتنا، لم تفتُروا عن ذلك، ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور، فأنتم أسعد الناس بنا، وأكرمهم علينا. وقد زدتُ في اُعطياتكم مائة مائة، فاستعدّوا فأنا السفّاح المبيح، والثائر المبير".
وقال أيضاً: "زعمت السبئية الضُّلال أنّ غيرنا أحقُّ بالرياسة والخلافة منّا، فشاهت وجوههم، بِمَ ولِمَ أيُّها الناس؟ وبنا هدى الله الناسَ بعد ضلالتهم، وبصّرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلكتهم".

ثم انتقلت الخلافة إلى أخيه أبو جعفر المنصور، ومضت الخلافة وراثية في ذريته، وقد استمرت دولة العباسيين خمسمائة سنة، ولكن الخلافة الإسلامية أنقسمت إلى خلافتين فقد أنشأ الأمويين خلافة لهم فى الإندلس ، عندما تمكن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الملك من الفرار إلى الأندلس وأقام خلافة أموية هناك مستقلة عن العباسيين ، ونشأت دول أخرى كثيرة بعد ذلك كثيرة بعيدا عن العراق في شمال أفريقيا ثم في مصر وفي منتصف القرن الرابع زحف البويهيون إلى بغداد وفرضوا سلطتهم على الخلفاء العباسيين .
كان الخلفاء العباسيون سبعة وثلاثين خليفة من أشهرهم بعد المنصور المهدي، وهارون الرشيد، والمأمون، والمعتصم ، وكان آخرهم المستعصم الذي قتلة المغول عندما دخلوا بغداد عام 656 هـ، 1258 م .

الصورة المقابلة شعار العباسيين الأسود وعلمهم من كتاب أثرى مقامات الحريرى (1) : مخطوطة نسخت بيد أبو الفداء بن اسحاق - كاتب وراسم هذا الكتاب كتبت فى مصر وموجوده فى المكتبة الوطنية النمساوية فى فينا - مخطوط رقم A. F. 9

(الجزء التالى نقل من كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا - القلقشندي - الكتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا - المؤلف : أحمد بن علي القلقشندي - الناشر : دار الفكر - دمشق - الطبعة الأولى 1987، تحقيق : د.يوسف علي طويل عدد الأجزاء : 14 ) أما بنو العباس فشعارهم السواد وقد اختلف في سبب اختيارهم السواد فذكر القاضي الماوردي في كتابه الحاوي الكبير في الفقه أن السبب في ذلك أن النبي في يوم حنين ويوم الفتح عقد لعمه العباس رضي الله عنه راية سوداء
وحكى أبو هلال العسكري في كتابه الأوائل أن سبب ذلك أن مروان ابن محمد آخر خلفاء بني أمية حين أراد قتل إبراهيم بن محمد العباسي أول القائمين من بني العباس بطلب الخلافة قال لشيعته لا يهولنكم قتلي فإذا تمكنتم من أمركم فاستخلفوا عليكم أبا العباس يعني السفاح فلما قتله مروان لبس شيعته عليه السواد فلزمهم ذلك وصار شعارا لهم
 ***************************************************************************************
العرب بعد ظهور الإسلام
إستمر تعالى العرب وإعتدادهم بجنسهم بعد إسلامهم بالإستمرار فى إستعمال هذه الكلمة , ومما زاد الأمر سوءاً أنه أصبح عربى مسلم وأصبح هناك تعالياً آخر بإسلامهم وهو إطلاق عده كلمات أخرى تدل على التفرقة الدينية وهى ذمى وكافر ومشرك وإذا كان العرب يتعالون بكلمه أعجمى على ما عداهم من الشعوب تطور هذا التعالى إلى عداء للذمى والكافر والمشرك (5)

ومن المدهش أن الموالى الذين أسلموا من الأمم العجمية وضعهم العرب المسلمين فى درجة أقل منهم حتى ولو رضى عليه نبيهم ومما يذكر أن محمد صاحب الشريعة الإسلامية كان راضياً على سلمان الفارسى وقال عنه : " أنه من آل البيت " لم يتوفق له الإصهار إلى عمر بن الخطاب رغم أنه دعى من آل البيت والسبب فى ذلك واضح ويذكر الأثر الشريف يقول إن : " الموالى ليسوا أكفاء للعرب " , وفى الحديث النبوى " جرح العجماء جبار " والعجماء هى البهيمة " وصلاة النهار عجماء " أى لا جهر فيها

العجمى – القرآن لسان عربى مبين
راجع القرطبى " الجامع لأحكام القرآن وإبن كثير فى تفسير القرآن العظيم والزمخشرى فى الكشاف والبيضاوى فى أنوار التبزيل وتفسير الجلالين ص 216 جميعهم عند تفسيرهم الآية 103 من سورة النحل وإتهامات الكفار لمحمد صاحب الشريعة الإسلامية

الخلافة الإسلامية العجمية  ( العباسية )
أطلق أعداء الخلافة العباسية عليها إسم الخلافة الإسلامية العجمية من باب الإمتهان والتحقير (6) فقد قامت هذه الدولة أو الخلافة العجمية على سيوف الخراسنيين وهم أعاجم وأغلب خلفائها أمهاتهم إماء " عبيد" "أعجميات " ويمكن القول "عجماوات" –

فالمنصور أمه بربرية والمأمون أمه فارسية والمهتدى أمه رومية والمقتدر والمكتفى والناصر أمهاتهم تركيات – وطبيعى أن يكون وزرائهم من الأعاجم وأشهرهم " أبو أيوب سليمان بن مخلد الموريانى ويعقوب بن داوود بن عثمان بن طهمان والفيض بن صالح بن شرويه وأشهرهم البرامكة , والفضل بن سهل وهو فارسى مجوسى كان أبوه زراد شتياً من قرية بضواحى الكوفة أسلم فى أيام الرشيد وإتصل بالبرامكة " (7)  – آفىق عربية / بغداد وتولدت عن هذه الخلافة العجمية الأم دول أعجمية منها : الطاهرية فى خراسان والصفراوية فى فارس والسامانية فى ما وراء النهر – ولم يشفع فى نظر العرب والمسلمين ما قامت به هذه الخلافة بدور بارز فى الحضارة العربية الإسلامية والتى ما زالوا حتى اليوم يفتخرون بها فكان العامة من العرب المسلمين فى شوارع بغداد يتعرضون فى موكب الخليفة المامون صارخين [ يا أمير المؤمنين أنظر إلى عرب الشام كما نظرت إلى عجم خراسان ] وهم فى ذلك يعرضون بسمعته ويحقرونه لأن امه فارسية وهكذا كانت الجنسية العربية أعلى فى نظرهم من جميع الجنسيات والديانة الإسلامية أعظم من جميع الديانات والله أكبر - وقام المثقفين منهم بتأليف الكتب يعظمون عروبتهم وإسلامهم ويحقرون ما عداهم من الجنسيات والديانات وأسموها مناقب العرب ومثالب العجم وأشهرهم إبن قتيبة له كتاب مشهور إسمه تفضيل العرب (8) والأسئلة التى تطرح نفسها الآن- هل فعلاً العرب هم جنس أعلى من جميع أجناس الناس ؟ وهل ينظر الناس إليهم هذه النظرة ؟ وهل حقاً الإسلام اليوم أعظم من جميع الديانات ؟ وهل يعتقد ناس اليوم أن الإسلام هو دين عظيم ؟ وهل البلاد التى حولوها إلى إسلامية وفرضوا على شعوبها الشريعة الإسلامية تغيرت وتقدمت ؟ هل الشعار الإسلامى " الحل هو الإسلام" وضع حلاً لجميع مشاكل الإنسان المعاصر ؟

 سقوط الخلافة العباسية

ذكر دكتور عبد الحليم عويس فى دراستة عن اسباب سقوط العباسيين (9) فقال : "وعبر القرون الخمسة تقلب في الحكم عشرات من الحكام  ‏.‏‏.‏ بلغوا سبعة وثلاثين خليفة، أولهم أبو العباس السفاح ثم أبو جعفر المنصور ‏.‏‏.‏ وقد برز منهم كثيرون كالمأمون والرشيد والمعتصم والواثق والمتوكل والمهدي ‏.‏
وكان آخرهم ـ ومن أشأمهم ـ أبو أحمد المستعصم الذي استسلم للتتار ‏.‏
وظهرت أسر قوية وعناصر كبيرة سيطرت على الدولة أحيانا كالبرامكة وبني بويه والسلاجقة ‏.‏
وتمتعت دول كثيرة بالاستقلال الفعلي عن الدولة كالطولونيين والإخشيديين في مصر ، وبني طاهر في خراسان ، وبني سامان في فارس وما وراء النهر ، والغزنويين في أفغانستان والبنجاب والهند ، وبني بويه ـ الذين لم يستقلوا وحسب ـ بل تحكموا في الخلفاء أنفسهم في شيراز في فارس ‏.‏‏.‏ ثم السلاجقة ‏.‏
وهكذا ـ كما ذكرنا ـ تعاورت كل ظروف المسيرة التاريخية هذه الدولة ذات القرون الخمسة ‏!‏‏.‏
وخلال رحلة الدولة العباسية الطويلة في التاريخ ، لم يجد المؤرخون بدا من تقسيم هذه الدولة إلى عصور ثلاثة ‏:‏

العصر الأول ‏(‏ 132هـ ـ 232 هـ ‏)‏ وفيه كانت السلطة للخلفاء ما عدا المغرب والأندلس ‏.‏

العصر الثاني ‏(‏ 232 ـ 590 هـ ‏)‏ وفيه ضاعت السلطة من الخلفاء لتكون في يد الأتراك والبويهيين

العصر الثالث ‏(‏ 590 ـ 656 هـ ‏)‏ وفيه عادت السلطة إلى أيدي الخلفاء في حدود بغداد وما حولها، دون بقية أملاك الخلافة التي سطا عليها الطامعون ‏.‏
وفي مثل دولة جامعة كبيرة ذات حياة حافلة كالدولة العباسية يصعب الوصول إلى رأي أخير في أسباب انحلالها
وفي سنة 656هـ ‏(‏ 1258م ‏)‏ كان هولاكو ـ حفيد جنكيز خان ـ يؤدب الذين اتجهوا إلى كل الطرق إلا طريق الجهاد ‏.‏‏.‏ وحاولوا العلاج بكل الوسائل إلا الوسيلة الإسلامية القوية الخالدة ‏.‏
وقد هاجم هولاكو بغداد وهدم أسوارها ، وأعمل المنجنيق فيها ، وحصد بغداد ، حتى لم يعد ممكنا الإقامة فيها لشدة روائحها المنفرة ، وعندما خرج الخليفة المستعصم إليه مستسلما بصحبة ثلاثمائة من أصحابه وقضاته دون شرط ، أمر هولاكو بقتلهم جميعا ، وطويت صفحة الخلافة العباسية

*************************************************************************
ماذا كان الخلفاء يكتبون على أختامهم ؟

كان من عادة الخلفاء الأمويين والعباسيين أن تكون لهم أختام ليوقعوا مستنداتهم ورسائلهم. لم يكن نقش الخاتم مجرد اسم الخليفة ولكنها كانت رسالة. كان الخليفة يختار الرسالة التي يريد تذكير نفسه بها كلما استخدم خاتمه وهو ما كان يحدث كثيراً في اليوم الواحد. ذكرت هذه الكتابة على الأختام فى كتاب السلوك للمقريزي وكتب أخرى ومنها:
نقش خاتم يزيد بن معاوية: "آمنت بالله العظيم"
الوليد بن عبد الملك: "يا وليد إنك ميت"
الخليفة المنصور العباسي: "الله ثقة عبد الله وبه يؤمن"
الخليفة المعتضد بالله العباسي: "أحمد يؤمن بالله الواحد"
ملاحظة ان الخاتم، إن استخدم الاسم، يستخدم اسم الخليفة الأول لا لقبه

------------------------------------------------------------------------

مــــــــــراجع هذا الجزء

(5) راجع قوانين الشريعة الإسلامية فى شبكة الإنترنت ,

(6)  أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ 150/ 255 هـ - البيان والتبين ص 378 من ج3 تحقيق ا.عبد السلام محمد هارون وهو الكتاب الثانى فى مكتبة الجاحظ – الطبعة الثانية – 138هـ / 196 مكتبة الخانجى بمصر

(7) د/ فاروق عمر – الجذور التاريخية للوزارة العباسية_ الطبعة الأولى 1986 طباعة ونشر دار الشئون العامة

(8) جورجى زيدان / الجزء الرابع  .

(9) دراسة لتاريخ سقوط ثلاثين دولة أسلامية  - دكتور عبد الحليم عويس
======================================================================