Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا كيرلس الثالث البطريرك رقم 75

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الكرسى الشاغر
البابا كيرلس الـ 75 ج1
البابا كيرلس الـ 75 ج2
البابا كيرلس الـ 75 ج3
المسلمون وكنيسة أبو سرجة
نياحة الأنبا كيرلس الـ 75
قبطى سكران يتلفظ بالإسلام

 

  الخلاف المضحك بين الأقباط الذى ادى إلى عدم وجود بطريرك لمدة 20 سنة

 

كان من المتوقع أن يصبح الراهب القس داود بطريركا من أيام الملك العادل ثم توقف إقامته لإنقسام الأقباط وعدم أتحاد كلمتهم , وذلك من سنة 613 هجرية حتى 633 هجرية .. أى عشرين سنة تقريباً .

الإنقسام

هذا الإنقسام كان بين الفتوح والمصريين ( كانت عاصمة مصر منقسمة إلى : مصر وسكان هذه المدينة معظمها من المصريين الأقباط (وهم من المسيحيين) ويطلق عليها مصر القديمة اليوم .. والقاهرة وسكانها معظمهم من المسلمين ) وكان المصريين يقفون على باب القلعة ويصرخون إلى الملك العادل ومن بعده ابنه الملك الكامل ويكتبون الشكاوى وفيها توقيعاتهم لتعطيل إقامته بطريركاً .. وحدث أن الملك الكامل عقد مجلساً حضره أنبا نيقولا بطريرك الملكيين والفقهاء وعلماؤهم وكبار رجال الدولة فى ذلك الوقت للمقارنه بين القس الراهب داود وراهب آخر أسمه بولس البوشى , ورجحت كفة القس الراهب داود فى العلم أمام هذا المجلس وشكره الملك الكامل على تحليله للمسائل والمشاكل والموضوعات التى طرحها الملك والفقهاء عليهم , كما قام الأقباط بمحاولات كثيرة لجمع الكلمة حول شخص واحد لأقامته بطريركاً خلال هذه المدة ولكنها بائت كلها بالفشل وستجد كل هذه المحاولات فى تاريخ الملك العادل والملك الكامل مذكورة بالتفصيل .

ويقول الأنبا يوساب  كتاب تاريخ الآباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوة أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 162 : " ومع ذلك لم يذعن المصريون لتكريزه بعد أن جمع أبو الفتوح الأساقفة عنده فى دار شمس الدين الطنبوغا وهى الدار التى كان نازل فيها بحارة زويلة , وقد وافق على تكريز القس داود بن لقلق القاهريون وقلة من المصريين  , وركب القس داود دابته من درب الزراف وحوله مجموعه كبيرة من ألأساقفة والكهنة والأراختة وكتاب الدولة والشعب وذهب فى طريقة إلى مصر بعد أن أوقدوا المسارج الممتلئة بالزيت والشموع فى الكنيسة المعلقة  وزينوها وأعدوها له يوم أحد الشعانبن , وكان البعض يقولون قدامه : مبارك ألاتى بأسم الرب .. حتى وصلوا أمام كنيسة مارى جرجس بالحمرة عند المحيونة , وإذا بالمصريين قد تعصبوا وغضبوا وذهبوا إلى القلعة ووقفوا امام بابها يصرخون وسمعهم الملك وأجاب لطلبهم وأخذوا مجموعه جندارية ( جنود ) وحضروا بسرعة ومعهم الوالى وأرعبوا الشعب والقس داود والأراخنة وشتتوهم فهرب كل مجموعة من الشعب إلى أقرب مكان , أما القس داود فإنه دخل كنيسة الحمرا وأختفى فيها حتى وقت العشية من النهار ولما هدأت الحالة رجع إلى القاهرة يملأه الخزى وخيبة الأمل , وتوقف أبو الفتوح عن مساعدة القس داود عندما أنقطع الأمل فى تكريزه وإقامته بطريركاً " .

وأنتقل القس داود من درب الزراف وذهب وسكن فى دير النسطور على دير بركة الحبش لأنه كان تابع لحكم الشيخ علم الرياسة أبن الفضر وهو من أصحابه المقربين والمتعصبين لأقامته بطريركاً , ومعه صديقاً آخراً هو نشو الخلافة

وطالت مدة خلافهم والكنيسة بغير بطريرك حتى مات الكثير من الأساقفة ولم يبق إلا إسقفين فى الوجه البحرى وثلاثة أساقفة فى الوجه القبلى , وصارت كنائس كثيرة بلا كهنة , حتى الأديرة قل عدد الرهبان فيها ولم يبق عندهم غير كاهناً واحداً كان رسمه البابا مرقس أبن زرعه , وأنعدم الميرون وكان على وشك أن يتلاشى لأنه لم يجهز لمدة أربعين سنة من أيام بطريركية الأنبا يؤنس حتى صاروا فى أكثر الأماكن يأخذون بالعود ويجعلوه فى المعمودية وفى الريف عمدوا بالقاليلاون .

الملك الكامل يطلب مقابلة القس داود

وفى 10 من بؤونة ورد  من الملك الكامل إلى الأمير جمال الدين بن يغمور نائبه فى القاهرة من مدينة ألإسكندرية أمر بطلب القسيس داود بن لقلق أن يذهب إليه بالإسكندرية , وكان فى وقتها موجود فى ميناء الأسكندرية لأجل هواءه ورطوبته , ولم يعلم أحد السبب فى دعوة القس داود إليه ولم يعلم أحد من كان السبب فى ذلك لأن الأقباط علموا أن السبب هو البطريركية الخالية بسبب أن راهبا مرشار شاباً من أهل الصعيد أسمه عماد إجتمع مع القس داود وقرر أن يبدل عنه فى البطريركية بـ ثلاثة ألف دينار ذهباً ويضمنه بدفعها إلى بيت المال , كان قد توجه مع الشيخ عماد الدين شيخ من شيوخ ميناء الإسكندرية وكان الشيخ عماد يهتم بالقس داود ويعتنى به وكان يتردد عليه وهو مقيم فى ديره وكان أبن الشيخ يعرف القس داود ويعرف قضيته مع أبو الفتوح وعنايته به أولاً والخلاف الذى وقع بين النصارى فى أمر إقامته فوجد السبب فى دفع المال وتوسط عند الملك الكامل بقبول البدل وتقدمة القس داود , وهذا الراهب المرشار هو الذى أحضر الأمر الملكى من الكامل وقالوا أنه الساعى وأنه قرر مالاً على البطريركية وأن قصد القسيس داود أن يجعله قمصاً فى مصر قبل خروجه إلى الثغر لأنه كان له رغبه شديدة فى هذا الأمر ولم يكن هذا الراهب ينكر هذا الأمر ولا يكتمه , وكان الشيخ شرف الرياسة أبن هيلان كاتب الجيش حاضر أثناء تحرير الأمر بثغر الإسكندرية فأرسل رسالة يقول فيها للمصريين : " أن لا يتحدثوا كثيراً ضد هذا الأمر ولا يقاوموا فى تقدمة القس داود بطريركاً " كما خشى أبو الفتوح من حدوث فتنه بين الشعب القبطى كما حدث من قبل , فأشار على القس داود أن يحافظ على هدوئه ويذهب إلى الإسكندرية حيث يكون تحت حرمة الملك الكامل , ولا يوجد مقاوم أو ممانع ويتقدم هناك  أما الحكماء من الأقباط فى مصر فقالوا : " أن هذا فى مصلحة الأقباط وربما يفسد امر إقامة بطريرك كما فسد من قبل , كما أن الملك الكامل لم يأمر أحداً بحمل هذه الرسالة غير هذا الراهب فقط " وأتفق الأقباط على ذلك

ولم يكن باقى فى كراسى الأساقفة سوى خمسة أساقفة ثلاثة ثلاثة أساقفة فى الوجه القبلى هم أسقف طحا وأسقف أرمنت وأسقف اسنى الذى كان كبيراً فى السن وأصبح فى حكم الميت , وأثنان فى الوجه البحرى أسقف مليج وهو كبير الأساقفة وأسقف دمنهور .

وكان أسقف أرمنت بالقدس فوصل إلى مصر فأحضر أسقف مليج الراهب ورسم القس داود قمصاً  يوم السبت 22 بؤونة بكنيسة أبو شنودة المعروفة بكنيسة السباع خارج البلاد , وحدث هرج ومرج فى الكنيسة من المصريين وكثر القيل والقال فيما بينهما إلا أنه لم يتجاسر أحد أن يتكلم علناً بشئ وأكملوا إقامته بطريركاً فى يوم الأحد بكنيسة السوتير ( المخلص) , وأهداه الملك الكامل خلعة ملابس جميلة من ثوب أزرق مطرزة بالذهب وثوب مذهب وطرحة وقد قال أسقف فوة كتاب تاريخ الآباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوة أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 163 عما سمعه من شاهد عيان : " وحكى الحاكى أنه كان يوماً عظيماً مشهوراً وكان جميع غلمان ( الأمراء) الملك الكامل وخدامة ( الكتبة ورجال الحكومة) كانوا حاضرين وأنه كان مجد لم يرى مثله منذ زمان"  .

*********************************

الانبا بولس البوشي ...بطريرك بدون رقم !
كان راهبا في احد اديرة الفيوم ولتقواه وعلمه تم ترشيحه في اواخر القرن الثالث عشر للكرسي المرقسي وكان وقتها هناك صراع كبير علي الكرسي بسبب الراهب داود بن لقلق وكان زميل بولس في نفس الدير .. وقتها انسحب الراهب بولس حرصا علي سلام الكنيسة فقد ظل الكرسي للمرة الاولي والاخيرة خاليا لمدة 20 سنة لدرجة ان اغلب اساقفة الكنيسة تنيحوا واخيرا جلس داود بن لقلق علي الكرسي واصبح البابا كيرلس الثالث ال75 وقام بسيامه زميله اسقفا علي بابليون الدرج اى مصر عتيقة وصار اسمه الانبا بولس البوشي وهذا لقبه كنية عن بوش التي هو منها ..
كان الاسقف بولس عالما باحثا في اللاهوت ومازالت اغلب كتبه موجودة في كمخطوطات في الاديرة وتتنوع بين اللاهوت والعقيدة وتفاسير الكتاب المقدس والمباحثات مع علماء المسلمين وكان ذلك في عهد الملك الكامل الذي كان يقدر علم بولس البوشي وفكره ..
كان لبولس البوشي دورا هاما في تقويم مسار البابا كيرلس بن لقلق .. فقد كان دائم النصح له بحكم الصداقة الروحية بينهما وكان المجمع المقدس قد اجتمع بالقلعة لمناقشة تجاوزات البابا بن لقلق وكان القرار ان يلازم القلاية البطريركية اسقفان منهما انبا بولس لمتابعة قرارات البابا خصوصا السيامات الاسقفية ..
وفي اواخر عهد البابا كيرلس الثالث وكانت المشاكل قد زادت والمطالب الاصلاحية التي قدمها الاراخنة وبعض الرهبان لم يتم تنفيذ شيئا منها استطاع انبا بولس البوشي ان يقنع البابا ان يعتكف في دير الشمع للعبادة والصلاة لعل الامور تهدا وتتدخل يد الله في الكنيسة وفعلا سمع البابا كلامه وامضي ايامه الاخيرة في صلاة وتوحد وظل الاسقف بولس البوشي مباشرا لعمل البطريرك حتي نياحة البابا كيرلس وسيامة بطريرك جديد ...وقتها عاد انبا بولس لعمله الاسقفي وترك القلاية البابوية بكل محبة وتواضع

المصدر : ‫#‏عضمةزرقا‬ - ياسر يوسف

This site was last updated 10/23/15