Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا يوحنا الخامس البطريرك رقم 72

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا كيرلس 2 الـ 67
حملة الفرنجة الأولى
البابا ميخائيل 4 الـ 68
البابا مقارة الـ 69
البابا غبريال 2 الـ 70
البابا ميخائيل الـ 71
البابا يوحنا الـ 72
رأس الحسين بالقاهرة
الشهيد بشنونة
البابا مرقس 3 الـ 73
حملة الفرنجة الثانية
حملة الفرنجة الثالثة
الفاطميون يحكمون مصر

 

البابا يوحنا الخامس البطريرك رقم 72

عاصر البابا يوحنا الخليفة الحافظ .. والخليفة الظافر أبن الحافظ .. والخليفة الفايز أبن الظافر , وقد جلس على كرسى مار مرقص رسول المسيح لأرض مصر تسعة عشر عاما وثمانية شهور وتنيح فى الرابع من بشنس سنة 883 للشهداء

وقد ألتحق هذا البابا بدير ابو يحنس وأصبح راهباً فيه بعد فترة أختبار ثم قسم شماساً (1) ذكر القمص ميصائيل بحر فى كتابه - تاريخ القديس الأنبا يحنس القصير ص 49 أن هذا البابا قضى سنتى رهبنته فى دير الأنبا يؤنس القصير -  وكان عفيفاً صالحاً وكان من ضمن الذين كتبت اسمهم فى الرقاع الثلاثة عند تقدمة الأنبا ميخائيل البابا السابق ورفعوها على الهيكل وأقاموا قداس كل يوم لمدة ثلاث أيام فارسل الأراخنة والأساقفة بعض الكهنة ليحضروه إلى مصر ورسموه قساً ثم قمصاً بالكنيسة المغلقة فى مصر

وعندما وجد الراهب يونس أبن كدران الذى سعى أن يكون بطريركا قبل الأنبا ميخائيل أنهم سوف يرسمون يوحنا بابا وذهب إلى من يتوسط له عند الخليفة فى طلب الباباوية , وأمر الخليفة بعقد مجلس له ولمن طلب غيرة فحضروا الساقفة وخواص الدولة وصاحب الباب وقاضى القضاة وصاحب ديوان  الأنشا وغيرهم من صدور (قيادات) الدولة وكبارها والمميزين فيها وحدث مناقشات عديدة وقال الساقفة لن يكون هناك بطرك إلا من يطلبوه هم ورغبوا فيه , لا أن يكون هو طالب أو راغب وهذا هو قانون الكنيسة منذ إيمان الأقباط وحتى الآن فقال فى المزمور : " يوثقوا ملوكهم بالقيود وأشرافهم بسلاسل من حديد فهم غذا صح عندهم أن الرجل الذى يريدوا ان يقدموه عليهم كامل الوصاف وشريعتهم من القدوس والدين والعلم والصلاح والعفاف والرحمة وبقية ما يحتاجوه أن يكون فيه على حكم مذهبهم أخذوه كرهاً من غير إختياره وقيدوه بالحديد ليلاً لكى لا يهرب منهم إلى البرية الجوانية فلا يقدروا عليه لأن القليل هم أهل هذه الصفة وإن كانوا الكل أبائنا وأخوتنا فأهل هذه الطبقة لا يوجد منهم إلا الألف واحد يكون قد توحد وأنفرد وترك العالم وهرب منهم وجعل حياته مع وحوش الجبال وسباع البرية فنقل الرب طبع السباع الكاسرة والوحوش الضارية إلى مسالمته وأن الأسود إذا رأته تأتى إليه وتسجد عند رجليه فيبارك عليها ويستأنس بها ولا تضرة لمثل ذلك الشخص يطلبونه النصارى أن يكون كبيرهم وقائدهم فإن لم يجدوه قدموا غيره من أهل الإتضاع والعلم والدين ومن يشهد له بالعفاف والطهر ولا يجوز أن يقدموا عليهم من رغب فيهم ولا من طلب السلطان " فلما قالوا ذلك الكلام تقرر أن يكتبوا سجلاً ( محضراً ) ويأخذ حاجب معهم ( ينفذ القرار الذى كتبه المجلس ) إلى مدينة الأسكندرية وعقدوا مجلساً آخر فيها فى دار الإمارة حضرة الأراخنة والكهنة والمستخدمين والتجار وكبار وعظماء الأقباط فى المدينة والأساقفة الذين حضروا من مصر ومن سائر البلاد ومن كان معهم , وسأل الوالى والقاضى والفقهاء الحاضرين فى المجلس المنعقد الأقباط الحاضرين قائلين : " لقد أمر مولانا الخليفة سلام الله عليه إن الذى ترغبوا فيه من هذين الرجلين قدموه واقيموه بطريركاً عليكم وأتفقوا على ما ترضونه منهما " فصاحوا جميعاً بكلمة واحدة : " يونس أبن ابو الفتح بطريركنا هو المستحق لهذه الرتبة " وقد حدثت هذه الأمور فى خلافة الحافظ .

وتقول أيريس حبيب المصرى قصة الكنيسة القبطية الكتاب الثالث د/ أيريس حبيب المصرى الكتاب الثالث ص 141- 142 : " لقد داب الأنبا يوأنس الخامس على تشجيع الناسخين من الرهبان لنسخ الكتب (كتابتها) لغرض المطالعة " وهناك مخطوطات ما زالت باقية حتى الآن تشهد بإنتشار نسخ الكتب منها مخطوطة رقم 27 محفوظة بدير مار مرقس بالقدس - ( وفى اسفل الصفحة هامش المراجع ذكرت أيريس حبيب المصرى  قصة الكنيسة القبطية الكتاب الثالث د/ أيريس حبيب المصرى الكتاب الثالث ص 142 أن هذا الدير مشيد مكان منزل مريم أم مرقس الرسول وكان أصلاً من املاك القبط ) تم نسخها فى دير القدبسة مريم المجدلية , وقد كتب على غلاف هذه المخطوطة أنها نسخت فى عهد الأنبا يوحنا الخامس لإستعمال الرهبان المقيمين بدير هذه القديسة ( وفى كتاب قصة الأقباط فى الأرض المقدسة لديمترى رزق ص 24 .. ومن مخلفات هذا العهد أيضاً عمودان محفوظان بالقاعة الرابعة , بالدور الأول من المتحف القبطى .. وهذان العمودان يتوسطان القاعة أحدهما مضلع وحوله كتابة عربية هذا نصها : " عمل بأسم المعلم غبريال عبد المسيح فى سنة 1139 عزه يدوم ونعمه لا تنقضى وبلوغ ما تهوى النفوس وترتضى وسعادة دائمة وفرح مخلد " .. أما العامود الثانى المزخرف بخطوط متعرجة فى أعلاه وبرسوم نباتية فى أسفلة .. راجع مرشد المتحف القبطى لوديع شنودة ص 9 ) ويبدو أن هذا الدير كان يجمع بين الرهبان الأقباط والرهبان السريان ( راجع مختصر تاريخ مصر - "باللغة الفرنسية" ج2 المبحث الثانى " مصر الإسلامية .. " لجاستون فييت ص 192 )

وذكر أحد المسلمين ممن حاضرين هذا المجلس أن أحدهم قال ليونس أبن ابو الفتح : " ما قولك فى هذا الرجل وأشار إلى يونس بن كدران أهو مستحق لهذه الرتبة دونك " فقال نعم هو أصلح منى وأعلم بالشريعة " فكانت هذه الإجابة حسنة فى أعينهم . ومن أجل ما تفوه به كان المسلمين من اشد المعجبين به , ورسموه بطريركاً فى يوم ألحد 2 من النسئ سنة 863 للشهداء الأطهار وكرزوه بالأسكندرية ثم ذهب إلى مصر وأستقبله الأقباط فى الطريق وساروا أمامه وخلفه حتى وصل إلى كنيسة ابو مرقورة حيث كان يسكن وفرحوا به فرحاً عظيماً , وقصد أن يطيب قلب يونس أبن كدران وأخوته الرهبان بأن يرسمه أسقفاً على كرسى سمنود فلم يوافق وذهب يونس إلى الدير ومكث به حيناً وأقام حيناً آخر فى الريف إلى أن مات فى عصر الحافظ

وكان رضوان أبن ولخشى قد حفر نفق من سجن القصر الذى سجن فيه وذهب إلى الجيزة وجمع جند من العربان والمغاربة وهاجم بهم القاهرة وأمر ونهى باقى يوم دخوله إلى القاهرة حتى هاجمه جند السودان ومن معهم وقتلوه داخل الجامع الأقمر وبعد أن مات رضوان أبن ولخشى أعاد الخليفة الحافظ أبن يونس إلى ديوانه بالقصر ووقع على قرار تعينه به وأستخدم (عين)الكاتب أبن يونس مديرى ديوان أحدهما ديوان المجلس والآخر لديوان التحقيق وصار هو حلقة الوصل بين الديوانين والخليفة أى صارت العلاقة منه إلى الخليفة ومنهما إليه كما كان هو الواسطة بين الخليفة وكافة الناس من الكبار وغيرهم وكان يستخدم ولاة الحروب فى الولايات الكبار منهم والصغار وكان الخليفة الحافظ يفصله من عمله ويأخذ أمواله ثم يرجعه مرة أخرى إلى منصبه وأستمر يفعل معه هذا الأمر ولما مال إليه الكتاب الذين أستخدمهم واطلعهم على سره فساندوه ووافقوه ودفعوا له مال كثير فأمر الخليفة الحافظ بإعتقاله فى خزانة ( سجن) البنود وراح الوشاه يفسدوا قلب الخليفة الحافظ عليه وذلك لأن أعدائة قالوا لـ زهر الدولة الصقلابى أنهما شتما الخليفة وهم فى خزانة (سجن) البنود حتى أمر بقتله بالسيف وقتل معه أخوه الصغير ويسمى أبو المحاسن  ..

ولما ضربت اعناقهما ظلماً بالسيف فلم يمهل الرب أمرهما ولم يغفل دماؤهما التى سالت وقام لياخذ القصاص من الواشى القاتل فأبتلى زهر الدولة الصقلابى بمرض الإستسقاء فظل مريضا مدة يسير حتى يرى الناس عجائب الرب وتعجبوا من سرعة رد الرب على أعمال الشر وعرفوا أن الرب عاقبه بسبب وشايته وانه ابن يونس وأخيه بريئان .

وكان أشخاصاً يعملون فى السحر يستخدمهم الخليفة هم الذين أوعزوا بالوشاية لـ زهر الدولة الصقلابى وقد فعل السحرة ذلك للعداوة التى كانت قائمة منهم لأبن يونس  ولأنهم ساروا فى طريق الدماء وتسببوا فى قتل ابن يونس وأخيه فغضب عليهم الخليفة الحافظ يوماً فقتلهم الخليفة الحافظ بالسيف فى نفس الموضع الذى قتل فيه الأخوين وقد قيل من قتل بالسيف يقتل به .

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 86 عن محلة عبد الرحمن ويعتقد أنه الان محلة العبيد مركز إيتاى البارود بحيرة كانت هناك كنيسة قديمة جداً على أسم الشهيد الجليل جرجيوس جدد بنائها أبن خلوف فى عصر الخليفة الفاطمى الحافظ

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 55 عن بسنيت م ( أسنبت مركز بنها قليوبية ) من الشرقية وبها كنيسة قديمة أغرقها البحر فذهب الأقباط للخليفة الحافظ فأصدر مرسوم بان يبنوا بدلاً منها فبنوا كنيسة أخرى بعيدة عن الساحل فلم يمضى إلا زمن قليل حتى قرب ماء البحرمن الكنيسة الخرى وأغرقها فترك المسيحيين الأقباط منطقة سنيت لعدم وجود كنيسة بها

أما الإمام الخليفة الحافظ فقد أستمر فى تغيير الوزراء خوفاً من إستيلائهم على الحكم حتى مات فى 4 جمادى الآخرة سنة 544 هلالية

 

الخليفة الظافر الفاطمى ( أبو منصور أبن إسماعيل ) ( 544- 549 هـ & 1149- 1154 م )

وتولى الخلافة ولده أبو منصور أبن إسماعيل وبايعه أهله واخوته ورجال دولته واطلقوا عليه أسم الخليفة الظافر حسب عادة الفاطمين وتقول ا. ل. بتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 93  أن الخليفة الظافر : " كان عمرة 18 سنة فقط حينما جلس على كرسى الخلافة وكان كثير الميل إلى اللهو والترف والإلتهاء بالجوارى ولم يراعى شئون مملكته ولم يرى الدسائس التى تحيط به فى قصره مع علمه أنها تؤدى إلى خراب خلافته "

وعين الوزراء من أمراء دولته فأطلق على أمير أسماً نجم الدين ابن الأمصال وكان هذا الأمير من خواص والده الخليفة الحافظ ومن كبار رجال دولته , وكان الخليفة الظافر يأخذ برايه ومشورته ويرجحها على ما سواها ,

وكان هناك واليا بالأسكندرية أسمه على أبن السلار حشد الأتباع والجند وذهب بهم إلى الغربية واتحد مع جنودها وعربانها وأصبح له جيش كبير حيث ان والى الغربية واسمه عباس من أولاد الأمير تميم أبن باديس من جنس ملوك الملمين العرب وكانت أمه هى زوجة والى الأسكندرية الأمير على أبن السلار , وأتحدا الواليان وسارا معاً بجنودهما واستوليا على مدينة مصر والقاهرة فى سنة 544 واخذ الوزارة عنوة وأطلقوا عليه أسم السيد الأجل العادل أمير الجيوش .

وهرب نجم الدين أبن مصال وعدى نهر النيل وذهب إلى الجيزة حتى تتحرك جنود السودان فهاجمهم جنود السيد الأجل فهزموهم وقتل كثير من جنود السودانيين وأخذوا راس أبن مصال بعد ان قطعوها ووضعوها على رمح وطافوا بها شوارع القاهرة .

اوامر السيد الأجل العادل بإضطهاد الأقباط المسيحيين

أن يشدوا الزنار ويقلعوا طيالسهم .. إلى آخره من شروط العهدة العامرية

لم يستمر هذا الأمر غير ثلاثة ايام فقط وكان السبب أن بعض فقهاء المسلمين الذين يكرهون المسيحيين ذهبوا إلى ناصر الدين نصر ابن عباس وكان ولاه السيد الأجل العادل مصر وقالوا له : " إن فعلت ذلك سيعطيك الأقباط مال كثير حتى تزيل عنهم هذا الإضطهاد " فلما أمر ناصر الدولة بهذا الإضطهاد لم يهتم الأقباط وحسبوه من أجل المسيح بل أنهم فرحوا بهذا الأضطهاد وأنتظر ناصر الدولة ثلاثة ايام أن يحضر أحداً ويتحدث معه عما فعله فلم يحضر إليه احد علم ان الفقهاء غروه فأمر بمنادى ينادى فى شوارع القاهرة أن الأمر بإضطهاد الأقباط قد رفع .

الوزير العادل أبن سلار يسجن بطريرك الأقباط

وصل كتابين (رسالتين) من ملك اثيوبيا أحدهما ذهبت إلى الوزير العادل أبن سلار وأخرى إلى البابا القبطى يطلب فيهما رسامة مطران جديد لأثيوبيا .. وكان فى أثيوبيا مطران اسمه الأنبا ميخائيل وكان أسمه قبل الرسامة حبيب الأطفيحى وكان قد رسمه البابا أنبا مقارة السابق فلما كبر وشاخ فطلب الملك رسامة مطران آخر ولكن الحقيقة أن هذا الملك أغتصب العرش بغير الحق فوبخه المطران فحنق عليه فكتب الرسالتين يطلب مطران غيرة وحاول الوزير العادل أن يرغم البابا يوحنا على رسامة مطران ثانى لأثيوبيا لأنه تلقى هدايا ثمينة من ملك أثيوبيا فقال له البطريرك القبطى : " ليس فى شريعتنا لأن رسم أنسان فى رتبة كهنوتية ثم نرجع نعزله منها فالرتبة الكهنوتية تلازمه حتى يموت فإذا مات نرسم إنسان غيره لأن رتبة الكهنوت رتبة سمائية وليست أرضية " فغضب الوزير العادل على البطريرك لرفضه رسامة مطران آخر وامر بإعتقا ل البابا يوحنا وسجنه فى سجن دار الوزارة وكان العادل يسجن فيه من يغضب عليه من أمراء دولته فقاسى البابا من ضيق هذا السجن ونتانة رائحته وأستمر فى السجن حتى قتل الوزير العادل 

ولكن هل هناك من راى ما حدث مع الوزير ؟ جاء فى كتاب لباب الآداب لواضعه أسامة بن منقذ الكتانى ما ياتى : " ولقد أذكرنى قول الحكيم " إنما سلطان الملك على الأجساد دون القلوب " .. أمراً شهدته فى مصر سنة 547 هـ .. وهو أن رسول ملك الحبشة وكتابه وصل إلى الملك العادل أبى الحسن على أبن السلار رضى الله عنه يسأله أن يأمر البطريرك بمصر أن يعزل بطريرك الحبشة وتلك البلاد كلها مردوداً إلى نظر البطرك بمصر فأمر العادل بإحضار البطريرك .. فحضر وأنا عنده , فرأيت شيخاً نحيفاً مصفراً فأدناه حتى وقف عند باب المجلس فسلم ثم أنحرف وجلس على الدكة فى الدار وأرسل إليه من يقول له أن ملك الحبشة قد شكا من البطرك الذى يتولى بلاده وسألنى أن أتكلم معك بخصوص عزله فقال : " يا مولاى لم يتولى حتى أختبر ورؤى أنه يصلح للناموس الذى هو مسؤول عنه وما ظهر لى من امره ما يوجب عزله ولا يسعنى فى دينى أن أفعل غير واجبى , فلا يجوز لى أن أعزله " .. فأغتاظ الملك رحمة الله من قوله وأمر بأعتقاله , فأعتقل يومين ثم أرسل إليه وأنا حاضر من يقول له : " لا بد من عزل هذا البطرك لأجل شؤال ملك الحبشة فى ذلك " فقال : " يا مولاى ما عندى جواب غير ما قلته لك وحكمك وقدرتك إنما على الجسم الضعيف الذى بين يديك أما دينى فما لك عليه سبيل والله والله ما أعزله ولو نالنى مكروه " .. فأقر الملك العادل رحمة الله بإطلاقة وأعتذر إلى ملك الحبشة .

مقتل السيد الأجل العادل

وأستمر الحكم بيد السيد الأجل العادل حتى دخل عليه نصر أبن العباس من باب سردار الوزارة فقتله وأخذ رأسه واخرجها على رمح وأشهرها عاليه بين القصرين .

وكان ابو نصر ابن العباس والى الشرقية ومقيم فى بلبيس فارسل نصر أبن العباس له يعرفه بما فعله فدخل عباس بجنوده القاهرة قادماً من بلبيس واخلع عليه بالوزارة وأطلقوا عليه السيد الأفضل .. وفى عصرة أستولى الفرنجه على عسقلان وهى كانت آخر بلد يحكمها المسلمين فى الشام وكان ذلك فى سنة 584 هلالية .

ناصر الدولة يقتل الخليفة الفاطمى

أما ناصر الدين أبن العباس فقد صار صديقاً للخليفة يدخل إليه بالليل إلى قصر الخلافة ياكل عنده ويشرب وينام ويصبح الصباح , وكان الخليفة يخرج معه بالليل إلى داره فيجلس عنده بالليل يسمع الغناء ثم يودعه حتى يدخل به إلى قصره فصعب على ذلك عباس أبوه وخاف أن يقتله كما قتل على ابن السلار وحكى لأصدقائه أن عباس أباه بلغه أن الخليفة قال لنصر : "اقتل أبوك وكن أنت الوزير فانك أنشط من ابوك لهذا المنصب" فدبر عباس الحيلة قال عنها أبن المقفع جامع تاريخ البطاركة تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة 1999 ص 36 ج 3 أعتقد أن  : " الحيلة فى السلامة فكان فيها العطب والهلاك " وذلك بأنه حفز ابنه ناصر الدولة لقتل الخليفة فقال له : أن الناس صاروا يتكلمون بصورة سيئة ويتحدثون عن علاقتك بالخليفة حديثاً قبيحاً بما سمعوه بإختلاطك بالخليفة الظافر فبأى شئ ستدافع عن نفسك بما يقولونه "  ثم ضحك العباس ابوه .. فقال له نصر الدولة : " أنت تضحك ولكنى اخاف عليك ألا ترجع تضحك ثانية " فتوهم عباس ابوه أنه يعنى قتله ولم يخطر بباله الداهية التى خطط لها للخليفة ..

وفى ذات يوم دخل ناصر الدولة قصر الخليفة على جارى عادته وجلس يتسامرا نحو الساعة ثم قال له : هلما نتمشى معاً ونتفرج على العامة من الشعب متنكرين " فخرج معه من باب الزهور ووقفا عند دكان الفقاعى ( شربات ) الذى مقابل باب الزهور وشربا منه ومشيا معاً وسأل الخليفة طالباً منه أن يذهبا إلى داره الذى فى السيوفيين يجلسا معاً ساعة واحدة ثم يعودا فمضيا إلى داره وبعد أن جلسا معاً حوالى الساعة وكان الخليفة متنكرا ببرده ملتف بها وكان معه أستاذين (حارسين) أمر واحد من حراسة بخنق الخليفة بملابسه حتى مات ثم قام وقتل الحارسين ورماه فى بئر ورمى الحارسين فوقه ثم ردم البئر وبلط عليها حتى أنه لا يستطيع ان يعرفها احد وكان ذلك بتاريخ 29 من محرم سنة 549 هلالية

ويظهر أن العباس قد ألمح لأبنه عن شيئاً مشينا فعله الخليفة الظافر لم يذكره مخطوط أبن المقفع ولكن ذكرت ا.ل.بتشر قالت كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 94 : " كان يمكن للظافر أن يعيش عمراً طويلاً فى مملكته ويتمتع بملاذة الدنيوية مثل المستنصر الذى كان يسعى لملاذة العالمية التى قللت من مركزة كخليفة إلا أن الظافر سعى إلى حتفه بنفسه فقد كان يتلاعب ويعبث بشرف عائلة وزيرة عباس الباطش وكان مهملاً لواجبات خلافته فلم يحفظ نفسه وغرق فى شهولته أهوائة فدفعه ذلك إلى هلاكة وقتله "

وذهب نصر الدولة إلى ابيه واخبره بما فعل فخاف ابوه ان يقوم العوام من الشعب فيقتلوه ويخرجوه من الوزارة وقال ابن المقفع ان : " تدميره كان فى تدبيره " ولما جاء الصباح خرج راكباً مع جنوده إلى القصر وأحضر زمام ( القائم على النظام) القصروطالب ان يستأذن فى الدخول إلى الخليفة ولما لم يكن هناك علم لأحد من فى القصر بأن الخليفة قد خرج وبما جرى له فأحتل عباس القصر وسيطر عليه وطالب الزمام ( متولى شئون الخليفة ) بالخليفة فحلف له وكثر بالإيمان أنه لم يعرف له مكان , فقال له أحضر لى أخوته لئلاً يكونوا قتلوه فدخل إلى القصر واحضر أخوة الخليفة وهم يوسف وجبريل أخوته الأشقاء وصالح بن الحسن أخوه فأدعى انهم قتلوا الخليفة فامر جنده بقتلهم ونهب مجلس القصر وقتلهم جميعاً فى قاعة باب الذهب

المسلمون يستولون على كنيسة مارى جرجس فى المطرية ويحولونها جامعاً

قالت ا . ل. بتشر فى تاريخ الأمة القبطية كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 96: " من المعروف أن مدينة المطرية كانت تعتبر لدى القباط مقدسة نظراً لزيارة العذراء المباركة والسيد المسيح لها كما ورد فى الأنجيل , ولا يزال كثيرون من أنحاء العالم يترددون على زيارة هذا المكان والآثار التى تركتها العائلة المقدسة هذا غير عما أشتهرت به قديماً من الحدائق الغناء الجميلة والينابيع الدافقة وهناك بئر العذراء مريم والسواقى وشجرة العذراء التى كانت تتظلل تحتها العائلة وكانت المطرية أشبه ببابليون من حيث سكنى الأقباط بها وبناء كنائسهم فيها وفى هذه الأيام أغتصب الملك الصالح إحدى تلك الكنائس " و كان الأقباط قد انتهوا من إعادة بناء كنيسة بالمطرية وكرزوها على أسم مارى جرجس التى فيها بئر البلسم التى يستخرج منه زيت الميرون فقد كانت الكنيسة القديمة آيلة للسقوط وصلوا فيها قداساً قبل أن يزينوها بالصور , فهدمها المسلمين وبنوا مكانها مسجداً

المسلمون يستولون على كنيسة العذراء بالمطرية ويحولونها جامعاً

وسجل أبو المكارم قول آخر حول إستيلاء المسلمين على كنائس المطرية تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 24 فقال : تعرف المطرية بمنيتى مطر  والأضطع   ( من ضواحى القاهرة) وبها الكنيسة فى المكان الذى كان يعرف قديماً بكنيسة الذهب وكانت على تل خارج الضاحية ثم أندثرت , فى سنة 548 وفى اثناء خلافة الظافر ووزارة عباس وكانت هذه الكنيسة تحت حكم (فى إقطاع) أبنه الناصر جددت وكرزت وصلى بها قداس على اسم السيدة العذراء مريم الطاهرة وقد زارت العائلة المقدسة المكان عند مجيئها من أرض الشام إلى أرض مصر وأيضاً عند مغادرة العائلة المقدسة ارض مصرإلى الشام عند سماعهما يموت هيرودس .. وعنما قتل الخليفة الفاطمى الظافر دخل المسلمين هذه المنطقة وجعلوا فيها محاريب فى شهر ربيع الأول سنة 549 هجرية وفى هذه السنة حدد الفرنجة على أقليم مصر ثلاثين ألف دينار يأخذونها سنوياً  

قام بتجديد كنيسة العذراء بالمطرية الشيخ نجيب الدولة أبن المهنا بطرس أبن ميخائيل من أمواله الخاصة وكان يشرف على ناحية قليوب وأشترى أدره فى وسط البلدة وتقرر أن يكرز زيت الميرون فيها لقربها من بئر البلسان ( راجع بئر البلسان أسفل الصفحة ), أما هيكلها فقد بناة بيده ألبابا أنبا يوحنا البطريرك رقم 72 وكان متعجل فى تكريزها بحضور جماعة من الأراخنة , وكان السبب فى إستيلاء المسلمين عليها أن قيم الكنيسة طلع إلى منارتها وضرب ناقوس الكنيسة فثار المسلمين وجعلوها جامعاً فى الوقت الذى هرب فيه عباس وناصر أبنه من القهرة إلى الشام لفضح مؤامرتهما فى قتل الخليفة

وقال الرحالة الراهب فانسلب الذى زار مصر من سنة 1672م إلى سنة 1673م تاريخ ابوالمكارم عن ما كتبه الأجانب والمؤرخون عن الكنائس والديرة الجزء الرابع أعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها  طبع سنه 1999  ص 114عن هذه الكنيسة : " ذهبت مع بعض الفرنسيين إلى قرية المطرية على مسافة ساعتين شرق القاهرة حيث توجد الماكن التى زارها مخلصنا يسوع المسيح مع العذراء مريم والحديقة التى كانت تزرع سابقاً من نبات البلسان .

وعند دخولنا البستان على اليمين وجدنا الناء وعلى اليمين مسجد صغير للأتراك يسمى الان بالمقعد يقال أنه بنى على أنقاض كنيسة صغيرة .

يوجد فى هذا المقعد حوض صغير من الرخام الملون يملأ بالماء من قناة من بئر عجيب قريب جداً ويقال أن العذراء مريم كانت تغسل ملابس طفلها هناك وأنها كانت تجلس السيد المسيح أثناء ذلك على تجويف يقع على سور المقعد .

ويوجد بالقرب من هذا المقعد بئر عجيب واسع وعميق جداً يقال أن مخلصنا السيد المسيح أغتسل من هذا البئر ولا يعرف حتى الان من اين ياتى ماء البئر حتى الآن .. يقولون ان ماؤه متصلة بمياة النيل عن طريق قناة أو نفق ولكننى أعتقد أن هذا مستحيلاً  .

دخلت البستان الذى يزرع بشجر الريحان ( البلسان) وهى لا تثمر إذا زرعت خارج الحديقة وإذا لم تروى من مياة هذا البئر , وزرنا الشجرة التى استظلت تحتها العذراء ويقول أحد الاباء أن هذه الشجرة وقعت لشيخوختها عام 1656م , بعد زيارة شجرة المطرية زرنا المسلة الفرعونية الواقفة فى الحقول وهى المكان القديم لهليوبلوليس "

الخليفة الفائز بنصر الله الفاطمى (عيسى ) ( 549- 555 هـ أو 1154 - 1160 م )

ثم أخذ  عيسى أبن الخليفة الظافر  الذى قتله أبنه ناصر الدولة وكان أسمه عباس فى شهر محرم سنة 549 هلالية الموافقة 1154 م وأطلقوا علية الإمام الفايز وكان الخليفة طفلاً صغيراً وتقول ا. ل . بتشر فى تاريخ ألمة القبطية ويظهر أن العباس قد ألمح عن شيئاً لم يذكره مخطوط أبن المقفع ولكن ذكرت ا.ل.بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية  قالت كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 94 : " أما أبن الظافر فكان طفلاً صغيراً أسمه عيسى لا يزيد عمره عن خمسة سنوات وكان واقفاً شاهداً مقتل عميه ورأى جثتيهم تتخبط فى دماؤهما على الرض فزع من ذلك المنظر وأضطرب أضطراباً شديداً حتى صار كالمعتوه , وتبول على كتف العباس حينما حمله وسار به فى وسط المراء ونادى قائلاً هذا أبن مولاكم المقتول فأطيعوه , فقبلوا طاعته وبويع الخليفة فى الحال وسموه الفائز الناصر بالله وردوه إلى حضن امه مصروعاً مختلجاً " "

أستمر عباس فى مكانه يباشر أعمال إدارة الوزارة فى مصر وتقول أيريس حبيب المصرى قصة الكنيسة القبطية الكتاب الثالث د/ أيريس حبيب المصرى الكتاب الثالث ص 144 : أن عباس ظن أن السلطة قد اصبحت فى يدية لصغر سن الخليفة فأخذ يقتل كل من حسبه منافساً له , وبعد أن يقتله يقوم بمصادرة أملاكه ويستبد باهله وعشيرته , ويستولى على المحصولات الزراعية , وبينما كان يستبد بالمصريين كان يناوش الصليبين "

وفى هذه الأثناء هجم البحاره الصقليين على " دمياط وتنيس ورشيد والأسكندرية على الرغم من أن حكوماتهم كانت قد عقدت إتفاقيات تجارة مع مصر " مختصر تاريخ مصر " باللغة الفرنسية " - جاكستون فييت ص 194- 195 وراجع ايضاً تاريخ مصر فى العصور الوسطى - ستانلى لاين يول ص 171 - 174

وحدث ان نساء القصر المترملات بعد أن قتل عباس ازواجهن أرسلن اشعور رؤوسهن إلى أمير أسمه طلايع أبن رزيك وكان أرمنياً وكان والى البهنسى والأشمونين فى صعيد مصر وهيجوا الفرق السودانية فى الجيش فأعلن رزيك التمرد على الوزير عباس الذى مسك زمام الحكم الفعلى فى البلاد فأخذ شعورهن ورفعها على أسنة الرماح وصنع رايات سوداء وجمع جنود كثيرة وحشد جيشاً كبيراً ووصل إلى القاهرة فى 14 ربيع الأول سنة 549 هلالية وعندما سمع عباس بالحشود الكبيرة هرب عباس ونصر أبنه وجيشة ونهب كل ما قدروا ان ينهبوه كما نهب قصر الخليفة وهربوا على البغال والجمال والخيل وخرج من القاهرة قاصداً الشام فهجم عليه الفرنجه والعرب وتحاربوا وهزموه وأخذوا كل ما معه من كنوز وقتلوه واسروا إبنه. وقالت ا. ل . بتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 95 فكتبت أخت الظاهر وأرسلت رسالة إلى الفرنجة بعسقلان ليخرجوا ويحاربوه ويمسكوه وأرسلت لهم مالاً كثيراً نظير أن تنتقم مما فعله , فخرجوا عليه وحاربوه وهزموه هو وأصحابه ومن معه وأخذوا ماله وقتلوه ومسكوا ولده أسيراً فأرسلوا أبنه ناصر لأخت الظاهر بمصر مقيد داخل قفص من حديد مع رسب وسلموه لرجالها وأستلموا المال الذى وعدتهم به مكافأة لهم على قتل العباس "

أما أما طلايع أبن رزيك فقد أخلع  عليه (عينه) الخليفة الوزارة فركب موكباً قاصداً القصر وأعطوه عقد الوزارة فكتب ووقع ونفذ أمره وطافوا به شوارع مصر وركب موكبه قاصداً دار ابو العباس الوزير السابق الذى قتله الفرنجه ومعه جماعة من الأمراء والأستاذين وقاضى القضاة وداعى الدعاه وقدام موكبه صدور ذهب وفضة فيها مباخر مملوءة عنبر وعود .

وحدث أنه كان هناك أستاذا (حارس أو معلم) صغير السن  رأى مقتل الخليفة والأستاذين الذان كانا معه ورميهم فى البئر فأخبرهم بما حدث ودلهم على مكان البئر فحفروه وطلعوا جثثهم الثلاثة وذهبوا بهم إلى القصر وغسلوهم وكفنوهم ودفنوهم

لأول مرة فى التاريخ إطلاق أسم الملك على الوزير طلايع ابن رزيك ( الملك الصالح)

وأستقرت البلاد وأستمر طلايع ابن رزيك فى الوزارة وأطلق علي طلايع ابن رزيك اسم الملك الصالح سنة 532 هـ الموافقه سنة 1137 م وقال عنه أبن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة 1999 ص 37 ج 3  : " وكان طلايع ابن رزيك محباً لجمع المال وأهلك نفوس كثيرة فى مطالبته لهم بالمال وجمع منه الشئ الكثير من غير حق "

إضطهاده للنصارى

وكان يصادق الرفاعيين ( الطريقة الرفاعية الإسلامية) ويحسن عليهم ويعطيهم الهبات وكانوا يبغضون الأقباط فكان يسمع لهم ويبغض المسيحيين كما ابغض مذاهب المسلمين الأخرى لأن مذهبه كان إمامى

وأمر بأن يميز المسيحيين واليهود أنفسهم بأن لا يكون لعمايم (غطاء الرأس للرجال ) دوايب

البابا يضيف كلمة إلى القداس فيسجنه الوزير الصالح ابن رزيك

فى اخر ايام عصر الوزير الصالح ابن رزيك رسم البابا على كرسى سمنود ابن اخته وكان راهباً من نفس قلايته أسمه مقارة وكان أيضاً بسمنود قوم رهبان من قلاية بشييش من دير ابى مقار وكان أبوهم (شيخ الرهبان) اسمه سلمون وكان أن قوماً أوغروا صدر الأسقف الأنبا مقارة فكتب إلى البابا يقول له : أن انبا سلمون وأخوته الرهبان أولاد بشيش أضافوا فى العتراف عند نهاية القداس كلمة قبطيةالتى معناها "المحيى " وهى لفظة مستعملة فى كثيرفى مواضع كثيرة من القداس  وفى قطعة الأمانة فى آخر القداس وهو القول : أؤمن وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا الجسد المحيى الذى اخذه البن الوحيد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من مريم العذراء وصار واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا إفتراق "

فلما إطلع البطريرك على رسالة أسقف سمنود تغير على أنبا سلمون وأخوته الرهبان وكثر الحديث فى ذلك فأرسل إلى الكثير من الأساقفة وفحصوا ما قيل فوجدوه حقيقة وليس فيه شيئاً مخالفاً للعقيدة فاقروه لأنه الجسد المحيى بالحقيقة ومن يؤمن يؤمن به ينال حياة دائمة " واصدر البابا منشوراً لجميع الكنائس بقبول هذه الزيادة فقله أهل الوجه البحرى والوجه القبلى والأسكندرية وسائر الأديرة ما عدا الأسكنا (دير) ابو مقار فإنهم إمتنعوا من إضافتها وأعتذروا عن ذلك بأنه إضافه جديدة وزيادة لم يجرى بها عادة من تقدمهم من الآباء وانها أضيفت ليكون لها معنى آخر , فذهبت مجموعة منهم ورفعوا دعوى قضائية على الأنبا يوحنا البطريرك والأساقفة ومنهم أسقف سمنود قريب البطريرك وتحدثوا بأشياء أخرى لا تمس الموضوع بصلة ومنها أنهم طمعوا الصالح أبن رزيك الوزير أن لهم مال لعلمهم بظلمة ومحبته للمال فارس يحضر البطريرك وكذلك الرهبان أصحاب الشكوى وعقد لهم مجلس قدامه وبدأ الحديث عن معنى عقيدة النصارى وديانتهم وكان قصدة ما سيأخذه منهم من مال لا النظر فى المشكلة , لأن المسيحية ديانه معروفه وليس هى دين جديد يحتاج للبحث عنه واختباره وبدأت المناقشة فى المجلس قال البطريرك للصالح الوزير : " موسى إيش هو عندك " أجاب : " نبى الله " .. ثم قال : " والمسيح ما هو عندكم ؟ " .. أجاب الوزير : " روح الله وكلمته " فقال : " أتقدر أن تقول روح الله وكلمته نبى قال الوزير : " لا" قال البطريرك : " فروح الله وكلمته أعظم وأشرف من جميع ألأنبياء لأنه خالق كل الخلائق كلها بكلمته الذى قال بها كونى فكانت كلمح البصر فهو خالق الأشياء كلها .. فسكت الوزير .. ثم ناقش البطريرك الرهبان كثيراً أمامه فزجرهم البطريرك بالكلام وأشار بعكازه الحديد الذى بيده ليضرب بعضهم .. فصرخوا وأشتكوا البطريرك للوزير وذكر الأنبا يوساب اسقف فوة تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 157سبب قيام البطريرك بضرب الراهب وهذا يفسر أسلوب المناقشة التى دارت بين البطريرك والرهبان فقال : " أن أحد الرهبان وأسمه بطرس بن المجرى خرج عن الإيمان وقال : أن المسيح كواحد من الأنبياء .. " وقال للوزير : " أترى أنه يريد أن يضربنى فى مجلسك وأنت قاضينا وسطاننا " فقال الوزير له : أضربه أنت كذلك  " فقال : " لا أقدر لأنه رئيسنا "

فأمر بإخراج البطريرك من قدامه فخرج من قدامه وهو يدعى عليه ويقول : " : " كما رفعت أصاغرنا علينا الرب يرفع اصاغرك قومك عليك " فأمر الصالح برجلين من جنوده فإعتقلوا البطريرك , وبسبب حماقة رهبان دير أبى مقار كتب الوزير الصالح أبن رزيك منشوراً إلى كل واحد من موظفى الضرائب والجزية لتحصيلها من كراسى الأساقفة فى جميع أنحاء البلاد مع أنه من المعروف طبقاً للشريعة الإسلامية أن الجزية لا تحصل من الرهبان .

وعندما دخل البطريرك السجن كان ملازماً الصوم والصلاة والطلبة من الرب تماماً كما كان فى خارج السجن وأنه فى ليلة غفا غفوة قصيرة ونام وعندما صحى من نومه قال لمن حوله من المسجونين مسلمين ومسيحيين : " تقووا وأفرحوا بالرب وتشددوا لأنه بعد عدة أيام سيفرج الرب عنى وعنكم "

وبعد 14 يوم من نبوئتة كان الوزير الصالح أبن رزيك راكباً فى موكبة وحوله حراسه وجنوده وهو خارج من قصر الخليفة وهو فى عزه وملكه وجبروته هجم عليه رجل أسمه ابن الراعى ومعه أثنين من اصاغر قومه وكان من خدم الجنود وحملوه إلى بيته مثخن الجراح ومات

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 102 عن كنيسة السيدة العذراء مريم أهتم بها سلمون الراهب وأولاده الرهبان وقد تغير أعتقادهم عن الأمانة المستقيمة , وكان العدو المعاند للخير قد خدعهم بحيلة وجعلهم حكماء عند نفوسهم وأضلهم بزرعه الخبيث وضيع تعبهم ونسكهم , ولما ظهر للناس ما هم عليه من ضلال منعهم أنبا يؤنس البطريرك 72 , فذهبوا لطلائع أبن رزيك الوزير , ونصر السيد المسيح البطريرك عليهم حينما أعترف أن المسيح كلمة الرب الحي الذى اتى ويأتى ليدين العالم بالحق , وجرت معهم مناقشات كثيره تشهد بها كتب الكنيسة , وتنباً هذا البطريرك على طلائع أنه يقتل وفى ثالث يوم وثب واحد على طلائع وجرحه فى القصر فتوجع ومات ولم يهمله الرب لأنه فعل السوء . "

الغلاء

وحدث غلاء فى أول سنة من وزارته وبيع الإردب بأربعة دنانير لمدة اربعة شهور وتذبذبت اسعار الغلال ولم تثبت على سعر واحد ويزيد وينقص من أردبين بدينار ثم أصبح إردب بدينار ثم نصف أردب بدينار .

وظهر فى أيامه وباء أدى إلى موت الأبقار ولم يحدث قبل أيامه بمصر , ولما كان المصريين يستعملون البقار فى حرث حقولهم صار المشريين يستعملون الخيل والجمال والحمير فى حرثها .

مصر بين الأتراك السلاجقة والفرنجة

وكانت هناك عيون تنظر لمصر للإستيلاء عليها قوتين ناشئتين فى المنطقة هما الأتراك السلاجقة المسلمين والفرنجة مسيحى الغرب فقد نجح نور الدين فى الإستيلاء على دمشق وأعطى لنفسه لقباً براقاً يشد عامة الشعب من المسلمين وهو " حامى حمى الإسلام " والآخر هو مرى بلريك قائد الجيوش الفرنجة وكان كل منهما خائفاً من الاخر فى غزو مصر فالفرنجة كانوا يخشونه خاصة أنه أستولى على إمارة الرها اللاتينية لئلا يهاجمهم من الخلف على الرغم من أنهم كانوا اصحاب القدس وكانوا متلهفين على الإستيلاء على مصر ( راجع تاريخ مصر فى العصور الوسطى ( باللغة الإنجليزية ) لستانلى لاين يول ص 174 )

التحالف الذى كان يطمع فيه طلائع بن رزيك

ورأى طلائع بن رزيك ملك مصر ووزيرها أن يتحالف مع نور الدين ليقوى الجبهة المحلية ضد الصليبين وكان رجلاً قوياً وقد أختار طلائع ابن رزيك شاعراً أسمه أسامة موهوباً ذائع الصيت ليكون مندوبه فى هذا الإتفاق وليكسب ود نور الدين ويشجعه على التحالف معه , فقام أسامة الشاعر بألقاء قصيدة من شعره , ولكنه فشل فى اقناع نور الدين وتكسرت أبيات أسامة الشاعر ولم تستطع أن تخترق آذان نور الدين الصماء ..

وأستغل طلائع بن رزيك إنتصار الجيش المصرى على الفرنجة فى غزة وأرسل إلى نور الدين مجموعة من قصائدة الحربية الخاصة وأرسلها إلى نور الدين هدية فلم يكن هناك أى رد فعل من نور الدين لا على الإنتصار ولا على الهدية ولعله كره أن يتحالف مع الخليفة الشيعى فى مصر حيث أن التراك السلاجقة كانوا سنيين .

المسلمون يستولون على كنيسة وينشئون فيها ثلاثة محاريب وترجع بقوة الرب

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 28

عن بلدة نامى ( ربما ناى مركز قليوب أو ميت نما مركز قليوب بمديرية القليوبية) كنيسة بأسم جرجيوس كانت على شكل دائرة وقبتها مازالت باقية ثم جدد بنائها من الأساس فى عصر الخليفة الفاطمى الفائز ووزارة طلائع ابن رزيك وكرزت وأقيم صلاة القداس فيها وأدى التعصب الإسلامى فى هذه الناحية أن قوم من أولاد يبوزير وأولاد حسين المواريث هجموا على الكنيسة وأستولوا عليها وهدموا المذبح وكتبوا فيها ما أشتهوا ( من الكتابات القرآنية) ووضعوا فيها ثلاث محاريب , وتظلم الأقباط إلى الوزير طلائع أبن رزيك وتمحك المسلمون بأن المحاريب قديمة فأمر بإزالة الإعتراض وأعيدت إلى مرقس أبن يوسف ( الكاتب) اسقف مصر وأستمرت الصلاة فيها إلى الآن .. أما المسلمين الذين فعلوا هذه الفعلة الشنعاء فنزلت نار من الصواعق وأحرقت زرعهم دون جميع المزارعين المسلمين وعمى أحدهم , فصاروا المسلمين يحملون إلى الكنيسة الزيوت فى ليالى الآحاد وفى ألأعياد لما لمسوه من قوة إله هذه الكنيسة , وصارت عائلة المواريث فى حالة يرثى لها , وكان قيم الكنيسة وأسمه يعقوب قد رأى فى المنام وكأن واحد يقول له : قم وأهدم هذه المحاريب وأمسحها وأحرث أرضها بالمحاريث مرة واحدة , فقال القيم : " من أنت " فقال له : "أنا مرقص" وكان الأقباط تظلموا من وجود المحاريب فى كنيستهم فى اليوم التالى حضر إليها أبن المخرومى نائب الخليفة فى قليوب وأحضر أمامه المواريث ( عائلة المسلمين الذين تعدوا على الكنيسة) وقيم الكنيسة وحضر الشهود والمستندات التى تثبت ملكية الكنيسة فلما تحقق ملكيتها للأقباط أمر القاضى بتأديب المسلمين الذين تعدوا على حقوق الأقباط وأمرهم بهدم المحاريب وحرث آثارهم ولما جددوا تكريزها أحضروا الأراخنة وأصحاب الأبواق والطبالين من قليوب لإشهار بنائها "

البابا يتنبأ على حرق كنيسة مرقوريوس

 وحرقوا مصر (تعنى بابليون الجزء الذى كان يعيش فيه المسيحيون) ثم حرقوا كنيسة مرقوريوس بعد حريق مصر بيد عامة المسلمين من ساكنى مصر والأسكندرية وذلك فى الخلافة العاضدية ووزارة شاور فى شهر صفر سنة 564 = (1168م ) وكان الأنبا يوأنس البطريرك الـ 72 قد تنبأ عن حريق هذه الكنيسة وأن ما سيحدث سيكون فى أيام غيره  مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص 46

This site was last updated 12/30/11