Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا مقارة البطريرك رقم 69

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا كيرلس 2 الـ 67
حملة الفرنجة الأولى
البابا ميخائيل 4 الـ 68
البابا مقارة الـ 69
البابا غبريال 2 الـ 70
البابا ميخائيل الـ 71
البابا يوحنا الـ 72
رأس الحسين بالقاهرة
الشهيد بشنونة
البابا مرقس 3 الـ 73
حملة الفرنجة الثانية
حملة الفرنجة الثالثة
الفاطميون يحكمون مصر

======================================================================

البابا الأنبا مقارة البطريرك رقم 69

كانت نوبة إختيار البابا كما عرفنا تقع مرة لمصر ومرة للأسكندرية البطريرك الجديد على مصر ورهبان دير أبو مقار فكتبوا رسائل لأساقفة الوجه القبلى ( الصعيد) الأعلى والأدنى وعرفوهم بنياحة البابا أنبا ميخائيل 68 ويعزوهم ويطلبوا منهم الحضور ليجتمعوا ويتفقوا على ترشيح أحداً للمنصب الباباوى كما أرسلوا نفس الرسائل إلى الإسكندرانيين ,

وحدث أنه كان زمان صيف وهو موسم حصاد لغلال الأرض والثمار والكروم والأساقفة مشغولون بتحصيل التبرعات والهبات والعطايا حسب عادة القبط فى التقدمة إلى الكنيسة فلم يذهب أحد وتم الإتفاق على الإجتماع بعد عيد الصليب ,

ووصل بعض من الأساقفة إلى مصر والبعض ذهب إلى الأديرة وإتفق الأساقفة الذين وصلوا إلى مصر أن يذهبوا إلى دير ابو مقار للإجتماع مع باقى الأساقفة والرهبان هناك وإقامة الصلاة والتضرع إلى الرب ومكثوا اياماً يصلوا اياما يطلبون إرشاد الرب لمن يرتضيه ويختاره لرعاية كنيسته والرياسة عليهم وظلوا يدرسون من فى تلك البرية من السواح والقديسين ومن فى الصوامع الذين يحبسون أنفسهم بعيداً عن العالم ويلاحظونهم حتى يرجحوا واحداً  لمن يصلح لهذه الرياسة والرتبة الكهنوتية المقدسة فلم يتفق رأيهم على من يصلح لذلك ولم تستقر نفوسهم عمن يقدموه ثم أخيراً إتفقوا على ترشيح اثنين من المترشحين ولكن كان أحدهم اقل من الخمسين وكان القانون الكنسى فى ذلك الوقت لا يصرح بإنتخاب بطريرك أقل من سن الخمسين أحد رجلين أحدهما القديس مقارة القس بدير أبو مقار المعروف بالمصور لأنه كان يقضى الساعات الطويلة بين فترات الصلاة فى رسم الأيقونات وتزيين المخطوطات فقد كان فناناً بارعاً (1) (1) راجع دليل المتحف القبطى لمرقس سميكة ج2 ص 165 والآخر الشماس يونس أبن سهنوت ولما إختلفوا فيما بينهم أرسلوا إلى أراخنة مصر يذكروا لهم أنهم مكثوا وقتاً ليختاروا فيمن يقدموه وأنهم بحثوا عمن يصلح فى وادى هبيب ( النطرون) من بين السواح والحبسا والرهبان والقديسن فلم يجدوا من يصلح للتقدمة غير أحد المذكورين وقالوا : لهم لقد إستقر رأينا أن نستشيركم فى هذا إختيار احدهم فمن إخترتموه منهما ورضيتم به قدمناه , وكانت هذه أول مره يشترك الشعب القبطى ممثلاً فى الأراخنة بإختيار ترجيحى لإختيار البابا القبطى ولما وصل الكتاب ( الرسالة)

إجتمع أراخنة مصر بكنيسة القديس أبو سرجة بقصر الشمع وقرأوا الرساله فكان منهم من كان يعرف الراهبين المذكورين , ومنهم من كان يعرف أحدهما دون الآخر ومنهم من لا يعرف أحد منهم بالجملة .. وعند مقارنتهم قالوا أن مقاره كهل جيد الكلام فصيح فى الوعظ ضابط للقوانين .. وأن يونس الراهب شاب جيد الكهنوت جميل الصورة فصيح المنطق .. فرجحوا كلهم مقاره لأجل شيخوخته وحنكته وخبرته فى الحياة ونادوا بإسمه كفم واحد وكتبوا رد الرسالة المرسله من الأساقفة بهذا الرأى , ولما وصلت رسالة أراخنة مصر إلى الدير إجتمع الأساقفة وقرأوا الكتاب وأتفقوا كلهم بدون إستثناء على الموافقة على إختيار أراخنة مصر فذهب بعضهم وقبضوا على الراهب مقارة فرفض وأمتنع وإستحلفهم أن يعفوه وقال لهم : " لا تفعلوا يا أخوه أنا لا أصلح لهذه الرتبة أنا لا علم لى ولا كهنوت ولا أصلح لما تريدون منى " فلم يسمعوا لكلامة ولا إلتفتوا إلى قوله وأعترض بعض الساقفة على ترشيحة بدعوى أنه من ثمرة أتت من زواج ثانى غير أن الأساقفة حققوا فى هذا الأمر فظهر بعد الفحص أنه أبن أبيه لزوجة ثانية أى أن أباه هو الذى تزوج مرتين وليست أمه فلم تفلح حجته لأنه لا يريد منصب البطريركية وحجه بعض الأساقفة ( راجع حاشية كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ص 84 ومن ضمن شروط إنتخاب البطريرك فى قوانين كنيسة مصر أن البطريرك لا ينتخب إلا إذا كانت أمه نزوجت زواجاً واحداً بمعنى أنه لو توفى زوجها الأول وتزوجت بآخر فأولادها من الزواج الثانى لا يصح أن ينتخب أحدهم بطريركاً على الكنيسة القبطية ) , وقيدوه وألبسوه ثوب البطريرك ورسموه وكان ذلك فى يوم الأحد 13 من هاتور سنة 819 شهداء التى توفق 492 خراجية .

وأخذوه وذهبوا معه إلى مصر فوصلوا إلى كنيسة أبو قزمان التى عند القنطرة (2) (2) القنطرة المشار إليها هنا كانت تقع أمام ضاحية فم الخليج جنوبى القاهرة والكنيسة تقع بين بين فم الخليج وبين حصن بابليون ( مصر العتيقة) ولا أثر لهذه الكنيسة الآن  .. بجوار البستان المعروف بالزهرى فى يوم الخميس 17 من هاتور فذهب  الشيخ أبو الفضل إبن (تلميذ) الأسقف إلى دار السيد الأجل ( الوالى على مصر) وكان ابو الفضل يعمل فى ذلك الوقت كاتبا للسيد الأجل ومسؤول عن الأموال والرجال وكان يتولى ديوان المجلس والنظر فى جميع دواوين إستيفاء جميع أعمال الخلافة وأعلم السيد الأجل بوصول الب البطريرك أنبا مقارة وأنه يحتاج أن يذهب إلى الإسكندرية ليصلى على كنائسها لأنها هى مقر كرسى مار مرقس الرسول .

ولكن طلب الوالى والمستخدمين رسوم جرت العادة أن تقدم فقال لهم هذا راهب ضعيف فقير كان يسكن فى البرارى والفقار ولم يقتنى ديناراً ولا درهماً  ولا شئ حتى ليسد رمقة وسأله إعفاؤه من ذلك , وإحضاره لديه لتطيب نفسه ويقوى مكانته فى عيون الحكام , فأمر الوالى بإحضاره مكرماً , فركب مقاره من كنيسة أبو قزمان والكهنة يتقدمونه يقرأون وينشدون الألحان وحاملين الأناجيل المقدسة ومجامر البخور والشموع المنيرة وخلفه الشعب وحوله وكثير من الأساقفة والأراخنة راكبين دوابهم والشيخ أبو الفضل نتولى الديوان حتى وصلوا دار السيد الأفضل فلما دخل البابا إليه دعا له كثيراُ إلى السيد الرب فرآه السيد الأجل بسيط عفيف حسن الوجه وديع جيد الكلام (3) (3) مخطوطة لتاريخ البطاركة نقلة القمص شنودة البراموسى الصوامعى المحفوظة بدير البراموسى ج2 ص 407  فإستحسنه فأدناه من مجلسه وأجلسه بالقرب منه وأكرمه إكراماً كثيراً وخاطبة بود وأمر بأن يكتب منشوراً إلى والى الإسكندرية وغيره من ولاة الأقاليم يعبر فيه عن إعزازه وإكرامة وإعفائة من طلب الرسم منه ومن غيره بل أنه طلب منهم مساعدته وتعضيدة فى أى شئ يطلبه وفى جميع ما يحتاج إليه

وقام وخرج من دار السيد الأجل وهو مكرم ففرح الشعب فرحا عظيماً وأخذوا المنشور وذهبوا إلى الإسكندرية فخرج الشعب للقائة بالشموع والألحان وقابل والى الإسكندرية فلاقاة بالترحاب واحسن إكرامه ومنع الموظفين تكليفة درهم واحد , وتم تكريس الأنبا مقار فى كنيسة مار مرقس الإنجيلى بالإسكندرية فى يوم الأحد الموافق 12من كيهك سنة 819 للشهداء الأبرار وذلك بعد مناقشات كثيرة مع الإسكندرنيين بسبب الرسوم التى تعودوا أن يأخذوها من البطاركة السابقين فإمتنع أن يكتب إقرار كتابى على نفسه كما كان متبع وقال لهم : أنا راجل راهب ليس لى شئ ولا أكتب بخطى شئ ولا أعرف ماذا يكون من غدى , ولكن إن كان فى إستطاعتى أن أدفع لكم شيئاً سأدفعه لكم كل سنة فإن رضيتم ووافقتم على هذا كان هذا كرماً منكم وإلا أتركونى إرجع إلى حيث كنت فهو أصلح لى" إلا أن المناقشات طالت عدة أيام حتى كتب إقرار بإعطائهم 200 دينار سنوياً

ووصل إلى مصر يوم السبت 24 من كيهك وإجتمع الأراخنة والشعب يوم الأحد فى كنيسة المعلقة وظنوا أنه سيقود الصلاه فى قداس ويكرز , ولكن إجتمع جماعة من رهبان دير ابو مقار وقالوا : " لن يقوم بالصلاة هنا إلا بعد أن يقيم قداسا فى الدير بعد الإسكندرية كما جرت العادة من البطاركة الذين قبلك فإن نقضت هذه العادة المتواترة وقدست اليوم فى الكنيسة المعلقة قبل أن تقدس فى إسكنا أبو مقار لن يكون بيننا وبينك علاقة فيما بعد ولن يكون بطريركنا ولن نذكر أسمك على هياكلنا ولن ندعك تدخله ولن ترفع قداساً ولو قتلنا كلنا وغضبوا وكثر كلامهم وصياحهم " فلم يقدس فى مصر وأقام اياما إلى ما بعد الغطاس ثم ذهب إلى دير ابى مقار فى منتصف طوبة وقدس فى الإسكنا (دير) بكنيسة ابى مقار فى يوم الأحد آخر طوبة وكرز فيها وكان يوم مشهود فرح فيه الرهبان وقرئ فيه الإنبل يونانى وقبطى وعربى وتقرب الشعب القبطى الذى صاحب باباه وتناولوا من الأسرار المقدسة وكانت الكنيسة قد ضاقت بهم وفرح الشعب وشكروا الرب على عطيته وكرز فى مصر فى الكنيسة المعلقة وقرئ تقليده باللغة الرومية (اليونانية) والقبطية والعربية وأجتمع الشعب من جميع انحاء مصر حتى ضاقت بهم الكنيسة

 

الحدث الذى لم يكتبه المؤرخون عن البابا الأنبا مقارة البطريرك 69

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 48 ) عن : بلدة بوريج ( مركز طنطا الغربية وتوجد بربك الحجر مركز طنطا الغربية ) من الغربية كنيسة الأمير تادرس وبهذه الناحية دير على أسم بعض الشهداء , وكان بهذا الدير راهب مبارك اسمه مقارة ويطلقون عليه أسم المصور , وعندما عاثت قبائل العرب اللواتين ( قبائل ليبية مسلمة) فى مصر فساداً أعتدوا على الدير وخربوه وقبضوا على هذا الراهب وطلبوا منه مالاً ولم يكن يمتلك من متاع وأموال الدنيا شيئاً , فضربوا رأسه بالسيف ولم تقع رأسه ومضوا وتركوه يلفظ أنفاسه الأخيرة ولكنهم عندما ضربوا عنقه بالسيف قطعوا بعض العروق وصارت راسه منحنية على صدره , وبعد مدة شفيت جروحه وصيروه بطريركاً وأصبح البابا رقم 69 من بطاركة الأسكندرية , أما عن الدير المتهدم فقد أستولى علي انقاضه يهودى أسمه أبو المنجا وكان متولى الخراج ( جمع المال) من مناطق الريف وأخذ طوب الحوائط وعمر بها زلاقة أخنا المعروفة بإخنا الزلاقة ( إخنا المزلاقة مركز طنطا الغربية)

تغير فى نظام السنوات العربى              

فى السنة الخامسة بعد جلوس أنبا مقارة البطريرك رقم 69 أصدر الخليفة أمراً وقرئ كتابه (سجل) فى الإيوان (الديوان- مجمع الموظفين) بالقصر يوم الأحد التاسع عشر من توت سنة 499الخراجية يتضمن تحويل الحسابات والأعمال والمعاملات الحكومية من الخراجية إلى الهلالية وهى سنة 501 هلالية وأن تنقص سنه منها حتى يستقيم العمل بها ويلغى العمل بغيرها , وقالت مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 87 : " أن الأفضل هو الذى أمر سنة 1107 م بإستبدال التاريخ القبطى بالتاريخ الهجرى فى سائر دواوين الحكومة "

 ظواهر طبيعية تحدث فى مصر 

وفى السنة الثامنة من بطريركية الأنبا مقار فى يوم الأحد 17 شوال 405 هلالية يوافق 5 من بشنس سنة 500خراجية ,  ثارت ريح شديدة سوداء وغبار وفى الساعة التاسعة من يوم الأحد تغير اللون الريح وصار فى الجو حمرة منتشرة على الأرض ثم صار ظلام شديد على أرض مصر لدرجة أن إبن المقفع أبن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج3 ص 17 إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999 فقال : " صارت ظلمة شديدة حتى لم يبصر أحد من الناس الآخر وأعتقد جميع الناس ساعة القيامة قد حضرت فخرجوا من مساكنهم وتركوا الأبواب مفتوحة وتركوا أيضا محلاتهم بما فيها من ذهب وفضة وقطانى وتجارة معتقدين انهم على وشك الموت وهاموا على وجوههم لا يدرون إلى أين يذهبون وإختار معظم الناس الخلاء خوفا من أن تسقط عليهم سقوف وحوائط منازلهم وبعد ساعة نزل المطر وإنقشع الغبار وسكنت الريح وظهر نور الشمس فعاد الناس إلى بيوتهم وإلى محال أعمالهم وشكروا الرب ومجدوه لأنه أراهم اليسير من قدرته فلما كادوا يهلكون وتملكهم الخوف أدركهم برحمته  

المسلمون يستغلون زلزال لهدم كنيسة الملاك ميخائيل 

وأيضاً فى يوم الجمعة 3 توت 501 خراجية الموافقة لسنة 818 للشهداء الأبرار فى الساعة الثالثة من النهار كانت هناك زلزال كبير وفى الليل هدمت كنيسة الملاك ميخائيل بالجيزة  وقيل انها سقطت بسبب الزلزال ولكن هناك قصة أخرى وراء حادثة سقوطها وهو أن شخص إسمه يوسف المستحب المسلمانى إبن مرقورة النصرانى وكان يعمل فى البناء كان يقيم فى الجزيرة ويعمل معظم أيامه فى عمارة الأماكن والمتنزهات الجديدة فى الحدائق بجوار كنيسة الملاك وتسمى الأرض الروضة التى أمر السيد الأجل رئيس مصر بإنشائها ولما بناها أحاطها بحصن لحمايتها وكان طاحون الكنيسة أمام بابها .

وقال بعض الأقباط أن يوسف المستحب قال لهم : " أعطونى شئ حتى أبعد الحصن عن الطاحون وإلا هدمتها ووضعت رسوم الحصن يسير فى وسط الكنيسة " فوعده الأقباط بإعطائة دنانير لقاء ترك الكنيسة لهم ثم ماطلوه ولم يعطوه شيئاً وقالوا له : " لقد أنهيت عملك هنا ولن تستطيع أن تؤذينا وسوف نستغيث بالسيد الأجل وسنقول له ما كنت تفعله من طرق الغش فى خدمته ونحن لا نرضى بما فعلته ولا نرضى عما فعلته مع السيد الأجل ونحن قوم فقراء تريد أن نقطع من قوتنا لنعطيك ما لا نقدر عليه " وجرت بينهم مناقشات كثيرة ولما حدث الزلزال أخذ كثير من الفعلة وعمال البناء والهدم الذين إستخدمهم فى بستان السيد الأجل فى الليل وأمرهم بهدم الكنيسة وأوصى عماله بكتمان الأمر

ولما أصبح الصباح إلا وهى مهدمة , ولما كان الغد ورأى القباط كنيستهم مهدمة أذاع هو وعماله أن الزلزال التى كانت بالنهار أحدثت شقوقاُ فلا الحوائط وإنهارت فى الليل وسقطت من هبوب الرياح لأنها قديمة ولم يستطع أحد من غلمانه أن يخبر القبط بالحقيقة لخوفهم منه , وأن هذا حدث لكسل القيم وشعب الكنيسة لم يأتوا فى الليل ليسندوا حيطانها بدعائم الخشب ولو فعلوا هذا ما كانت سقطت وذاع ما قاله عند كل الناس وحزن النصارى من سقوطها حزناً عظيماً وبلغ الخبر البابا الأنبا مقارة البطريرك فحزن أيضاً على سقوطها وقال : " حدث هذا فى أيامى لكثرة ذنوبى " وطلب من وكيل وقف الكنيسة ( أحباس) أن ينقل أخشاب وآلات كنيسة الملاك ميخائيل المختارة إلى مكان آخر وقد بقيت مهدمة حتى كتبت سيرة البابا مقارة فى يوم السبت الموافق 17 بشنس سنة 605 خراجية

 تنيح القديس الأنبا سهنوت أسقف مصر          

وفى 1 توت 833 للشهداء الأبرار تنيح القديس الأنبا سنهوت أسقف مصر قدس الله روحه وقد قال كاتب تاريخ البطاركة تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج3 ص 5 إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999: " فقد كان فاضلاً باراً قدير فى الكهنوت غزير العلم قنوع متواضع سليم الطوية بسيط صبور طاهر خير فى افعاله وحمل الشعب جثمانه إلى كنيسة القديس أبى سرجه وحضر شعبه كله وجميع كهنة منطقة مصر والقاهرة فى تلك الليلة وكان يوم عيد الخماسين المقدسة وأتفق أن يوم وفاته كان يوم عاشوراء وحضر الصلاة التجنيز على جثمانه أغريغوريوس بطرك الأرمن , وخرج جثمانه من الكنيسة إلى التربة التى بناها فى الحبش عند وفاة أخية القس الراهب سويرس نيح الرب نفسة , وحمل الشعب التابوت والكهنة وباقى الشعب حول اسقفهم يمشوا ويبكون ويقرأوا الصلوات ومعهم الشموع الموقدة وبطرك الأرمن والأراخنة ورائهم وكذلك من حضر من الأساقفة وحزن القبط جميعاً حزن شديد لفراق أسقفهم لمعرفتهم أنهم لن يجدوا مثله من إجتمع فيه الفضايل والعلم والطهارة .  

كيف إختار الشعب اسقف لأبروشية مصر؟

وكتب يوحنا أبن الصاعد كتب سيرة البابا ميخائيل والبابا مقارة فى مخطوطة تاريخ البطاركة لأبن المقفع ج 3 ص7 إلى البابا الأنبا مقارة يخبره ويعزيه بنياحة الأنبا سنهوت أسقف مصر

وأهم ما جاء فى رد البابا الأنبا مقارة على رسالته : " أما ما ذكرتموه من تقدمة غيره ( رسامة أسقف لمصر) وإرشادنا إلى معرفة قانون الرسامة لما علموا من عجزى وقصر معرفتى فهذا التذكار يقدح الفكر أما العجز والتقصير فليس منى بل هو منهم لتأخيرهم عن تقدمة إنساناً حسب ما تضمنه القانون الذى أخبرونى به , ولا أعلم ما هو سبب التأخير لأنه حسب القانون : يجب ان يكون الأسقف مختار من شعبه ويقع التراضى من جميعهم على إختياره ويكون معروفاً بالمواصفات التى تضمنها الأنجيل المقدس , ويقول القانون : " لا يكون مختاراً من شعب غريب عنه ولا من بطرك " والآن ما على إلا السمع والطاعة فيما أمر به القانون تختاروا أنتم من يقع عليه رضاكم به وترتاحون إليه ويكون صالح لكى أقيمه أسقفاً عليكم     ولا أخالف رأيكم فيه لأنكم قد إختبرتموه ... فإننى يعلم الرب لو جائنى ملائكة السماء فلن أرسم واحدا منهم إلا الذى ستقدموه من ذاتكم وتضربوا عنه مطانية حسب ما تضمنة القانون , والتقدمة منكم والتأخير منكم وأنا برئ من الإثم الذى نتج عن التأخير لئلا يظنوا لأننى أخرت الرسامة على هذا الكرسى لفائدة دنيوية , لأنه من جملة ما نحن مهتمين به وسط مشاغلنا أننا لا نجد من يصلح ولربنا الأمر من قبل ومن بعد سلام الرب يكون معكم ويحل عليكم وعندكم – كتب فى 12 من بؤونة 843 للشهداء الأطهار والشكر دائما هذه السنة 833 أول توت من التاريخ الآباء المعروف بالأبقطى ..

ولما وصل جواب البطريرك وقرأناه وجدنا الجواب محرج لشعب مصر وجواب مخالف لما تعودناه منه فقد كنا نتوقع منه رداً غيرهذا - وسألنا عن سبب هذه الإجابة التى يخلى مسؤوليته وتواجده من ضمن المشاركين فى إتخاذ القرار مع الشعب تاركا مسؤولية إختيار الأسقف على الشعب وحده , وهذا فى حد ذاته يشير إلى عدم رضاة لرسم اسقف على مصر ( بابليون) أرسل للشعب بطريقة لطيفة وإستنتج الشعب أن البطريرك له غرض فى أن يضم أسقفية مصر إلى كرسيه ليصبح المتسلط على إيراداته ويكون له فى حضوره وإذا غاب عند ما يذهب إلى الإسكندرية أو الديارات أو إلى أى منطقة سينيب عنه نائب , وهذا ضد مصلحة خدمة شعب مصر فلم يرضى الشعب وقلق من فكره إستيلاء البطريرك على كرسى مصر وقالوا : " أنه كما أنه لا يجوز أن يكون للنصرانى زوجتين كذلك لا يجوز أن يكون لأسقف كرسيين , والأنبا مقارة بطريرك القبط أسقف مدينة الإسكندرية فكيف يكون له أسقفية مصر "

فإستقر رأى الشعب والكهنة والأراخنة على سرعة الإهتمام بمن يختاروه للأسقفية إذا كان هذا السبب الظاهر الذى وضعه البطريرك حجه لتأخير رسامة أسقف لمصر , فإجتمع شعب الأسقفية والكهنة والأراخنة فى كنيسة الشهيد سرجيوس بقصر الشمع , وذكروا اسماء بعض الرهبان ممن فى الأديرة يستحق للأسقفية وغيرهم ممن فى الصوامع والكهوف خارج الأديرة فإستقروا على الإتفاق وترشيح 12 رجلاً وهذه هى أسماؤهم : كييل الأبسلمواس بدير أبو مقار , مينا القس بأسكنا أبو مقار , غبريال القس الإسكندرانى , حبيب القس الناسخ , يعقوب القس بدير ابو يحنس , مرقورة الحبيس بأبيار , تيدر القس بدير أبى مقار , يونس السنهورى تلميذ مقارة الأمنوت , يونس أبن سنهوت بدير القس فى الأسكنا , يسيب الراهب بدير أبى مقار , اولاكه الراهب – ثم تخيروا منهم أربعة رجال وهم : مرقورة الحبيس بابيار , تيدر القس بدير أبى مقار , يونس الراهب تلميذ مقارة الأمنوت , يونس الشماس أبن سنهوت – ويقول يوحنا أبن الصاعد كتب سيرة البابا ميخائيل والبابا مقارة فى مخطوطة تاريخ البطاركة لأبن المقفع ج 3 ص12 وكتبت إسم كل إسم من الأربعة فى رقاع (قطعة من ورق البردى) وشمعت الأربع رقاع ووضعتهم على الهيكل ورفعنا صلاة القداس الإلهى ولما إنتهى القداس وتقرب (تناول) الشعب تقدم صبى من الشمامسة وأخذ واحدة من الأربعة رقاع وكان هذا الأمر أمام الشعب جميعه وإذا فيها إسم يونس الشماس إبن سنهوت –

فرضى جميع الشعب وكتبوا محضر بما حدث وكتبوا أسماء الكهنة والأراخنة والحاضرين من الشعب ووقعوا بالموافقة وأمتنع يوحنا أبن الصاعد عن التوقيع وقال بسبب : " أنى لم أرى يؤنس فإذا حضر ورأيته وتحدثت معه وعلمت أنه عالم مستقيم على الأمانة الأرثوذكسية حينئذ أكتب إسمى وأوقع بالموافقة " ولما تم توقيع جميع الكهنة فى مصر والقاهرة والشعب والأراخنة فى المحضر ويذكر يوحنا أبن الصاعد ألقاب بابا القبط بطريقة عفوية حينما أرسل المحضر إلى البابا الأنبا مقارة فقال : " الحضرة السامية الأجلية ( وهو لقب ملكى كان يطلق على الملوك) القديس الفاضل , الرياسة النفيسة , تاج العقيدة الأرثوذكسية , ضياء الكنيسة المسيحية , جمال بنى المعمودية , سيد الآباء , رئيس الرؤساء , التابع لآثار الأباء الحواريين الأطهار , خليفة مار مرقس أحد الرسل الأبرار , أطال الرب بقاء الكنيسة وحرس عزها وعلاها والشعب يرتقب لقدومك وتطلع لوصولك فتتلقاة رعيته .."

وحدث أن رد البطريرك الأنبا مقارة بكتاب ( جواب) أن يؤنس طلب رتبة غير رتبة الأسقفية حتى أنه مضى إلى بطريركية الأرمن وقصدها وانه لم يتركنى إلى أن ألزمتنى بأن كتبت له حجه ( وعداً) أنى لا أرسمه فى أى درجة من درجات الكهنوت وأنا فى قلايتى ( مسكن البطريركية القبطية) وذلك بشهادة بطريرك الأرمن على ومخاطبته إياى عليه وذلك فى  نفس السنة التى أرسلنا رسول إلى بلاد الحبشة , فإذهبوا إلى بطرك الأرمن وإسألوا يؤنس لتعلموا صدقى وأن الأمر لكم والسؤال عنده إذا كانت لديه رغبة إلى الرسامة , حتى لا ينظر إلى بأنى قلت شيئاً ووعدته بألا أرسمه وخالفت وعدى , فتكلموا معه وأننى لن أتأخر فى تقدمته ( رسمه) حسب ما تقترحوه وترتضوه " كتب الرد فى 24 من مسرى 834 للشهداء الأبرار

ولما وصل جواب الأنبا مقارة وقرأناه إجتمعنا وذهبنا إلى بطريرك الأرمن وكان فى هذا الوقت فى كنيسة السيدة العذراء بأرض الزهرة التى ما بين القاهرة ومصر وعندما قابلناه قرأنا رد البابا الأنبا مقارة على بطريرك الأرمن وسألناه مساعدتنا فى إحضار يؤنس الراهب إبن سنهوت المرشح لنوال الأسقفية فكتب كتاباً ( خطاباً) للأنبا مقارة بابا القبط أن يرسل إليهم إثنين من تلاميذه ليحضره , فأمر إثنين من تلاميذه فأحضروه وأنزلوه من دار الشيخ أبو الفضل التى كانت تقع فيما بين نجيب ودار الغزل بمصر وقال الأنبا يوساب أسقف فوة شيئاً آخر : تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 142 : " ولما سمع يونس هرب إلى بلاد البشموريين وكان أخو بطريرك الأرمن هو تاج الدولة بهرام الذى أصبح قائد الأرمن ( كان والى الغربية )  وصلته رسالة من أخيه بأحضار يونس فأخذ بعض الجنود وذهب إلى البشمور وقبض علي يونس واحضروه إلى القاهرة مقبوضاً عليه وسلموه لبطرك الأرمن وذهب الأراخنة إليه وضربوا له مطاونه وأخذه بطرك الأرمن "  وفى اليوم التالى إستدعاه بطريرك الأرمن إلى قلايته وأقام عنده ايام وذلك كان بتوجيه من البابا الأنبا مقارة حتى يمتحنه بطريرك الأرمن ويختبر علمه وأمانته الأرثوذكسية فوجده أمينا وعالما بالكتب المقدسة , فأخذه الشيخ أبو الفضل سعيد إبراهيم إبن المصطنع , وكان يطلق عليه بنى ألإسكاف , وذلك بحكم أنه صاهرهم (زوجته منهم) , وأعاد يونس إلى داره واقام فيها وذلك منذ خروجه من قلاية بطريرك الأرمن , ولما كان يوم 17 بابة إجتمع الكهنة والشعب إلى دار الشيخ أبو الفضل وأرسلوا إلى متولى المعونة ( يعتقد أنه يجب إخطار الجهه الحكومية) وأخطروه أنه بصدد إقامة أسقف جديد بدلاً من المتنيح الأنبا سنهوت , وانهم يريدوا ان يزفوه من المكان الموجود فيه بدار ابو الفضل إلى كنيسة ابى سرجه بقصر الشمع حسب العادة الجارية منذ القدم والسبب فى هذا الطلب أن شعب مصر كان يخشى هجوم العامة والسفهاء عليهم ليفسدوا بهجة هذا اليوم وتحزن قلوبهم ,

 فارسل الوالى إليهم نائبة (مرؤوسه) ومجموعة من رجاله وركب الأسقف بغلة عالية من دواب بعض أصحاب الدواوين (غير مسموح للأقباط بركوب الأحصنة حسب الشريعة الإسلامية) وذلك فى الساعة الثالثة من النهار وزفوخ بالألحان من الكتب المقدسة ويحملون الشمع والأناجيل ويحمل الكهنة المجامر ويبخرون وخرجت زفة المطران من دار الشيخ ابو الفضل إلى كنيسة ابى سرجه وأقيم قداس الرسامة وحضره كل من : أنبا مينا اسقف مليج , وأنبا ميخائيل أسقف أطفيح , وأنبا يوحنا أسقف الخندق وهو كرسى بسطه – وفرح الجميع وكان يوم بهيج , وتم إقامة يوم الأحد التالى فى كنيسة بالقاهرة وهى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة وكرز فيها بعد أن زفه شعبه بالألحان والشموع المنيرة والأناجيل والمجامر من باب خوخت ميمون دبه التى على الخليج إلى كنيسة العذراء ومعه نائب الوالى متولى المعونة بالقاهرة ورجاله , وقال الشيخ أبو الفضل لكاتب تاريخ حياة الأنبا مقارة يوحنا أبن الصاعد أنه لم يدفع لتلاميذ البطريرك ولا لكاتبه درهماً واحداً ولم يجسروا أن يطلبوا منه درهم واحد خوفاً من الأراخنة  (فهل كان البطريرك الأنبا مقارة يأخذ شرطونية لقاء الرسامة)

وكان الأنبا سنهوت الأسقف السابق عند تقدمته أسقفاً لم يدفع شيئاً لقاء ؤسامته وأيضاً الأنبا يعقوب الأسقف الذى كان قبله .. ولكن الأمر المؤسف أن البابا بعد أن رسم يؤنس أغومنس أجل رسامته أسقفاً إلى أن يوقع الأنبا يؤنس إقراراً بأن يعطى نصف إيرادات أبروشية مصر فى كل سنة إلى قلاية البطريركية .. وكان ما يؤخذ من الأنبا سنهوت الأسقف السابق 15 ديناراً وينارين للكتبة والتلاميذ الذين يعملون للبطريركية إذا حملوا الأرسطميكا فيكون المستحق من أسقفية مصر إلى البطريركية 17 ديناراً كل سنة  

المقريزى وروايتة عجيبة

ذكر المقريزى فى تاريخة رواية عجيبة كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 83 الوحيدة التى ذكرت هذا الخبرويعتبر هذا الخبر مشكوك فيها ولكننا أوردناها تحقيقاً لصدق مصادرنا عن البابا مكاريوس البطريرك  رقم 69 وهو : فى زمن الخليفة المستنصر تأخر فيضان النيل وحدث شرق فى النيل ( جفاف الأرض ونشققها نتيجة لعدم وجود مياة ) وتهددت بلاد مصر بالقحط والجوع فأرسل المستنصر البابا القبطى فى بعثة غلى السودان ومنها إلى بلاد الحبشة ليعرف أسباب عدم فيضان النيل فلما وصلت أخبار قدوم بابا مصر القبطى إلى إمبراطور الحبشة ذهب لمقابلته فى الطريق لأخذ بركته وسأله عن سبب مجيئة : فأخبره البطريرك أن الداعى هو تأخر مياة النيل عن الفيضان فى هذه السنة وقلة مياهه وأن سكان مصر سيقاسون من مجتعة كبيرة , وفى الحال أمر الإمبراطور رجاله أن يفتحوا وادياً من الأودية التى يجرى منها النيل لمصر .. فلما فعلوا ذلك إرتفعت مياة النيل ثلاثة ياردات فى تلك الليلة فى مصر وما زال يفيض حتى أغرق البلاد . ثم عاد البابا إلى مصر خلع عليه الخليفة المستنصر ( أهداه أوسمة) وعاملة أحسن معاملة وأحتفل برجوعه إحتفالاً عظيماً

 

الهجوم الصليبى ( الفرنجة) على مصر 

وفى السنة الثانية من انتخابه بطريركا  سقطت مدينة عكا فى أيدى الفرنجة بعد أن حاصروها براً وبحراً وكان ذلك فى سنة 497 هجرية ولما طال الحصار هجم الفرنجة على المدينة وأستولوا عليها بالقتال وفتكوا بمن فيها فتكاً ذريعاً .. وكانت عكا تابعة لمصر وكان عليها حاكم ولاه الأفضل وأعطاه لقباً أمير الجيوش وكان اسمه زاهر .. وحدث أنه فر من أيدى الفرنجة ونحا بنفسه من القتل .

 

وفى أبيب سنة 834 للشهداء والتى كانت فى السنة 15 لبطريركية القديس الأنبا مقارة

وحدث ان الوزير الأفضل أبن بدر الجمالى وزير مصرعندما شعر بقوة اللاتينين ( الصليبيين) وضعف الأتراك آمل خيراً وأتحد مع اللاتينين ليفوز على أعدائة الأتراك فسار فى جبش عظيم إلى أورشليم (بيت المقدس) وأستولى عليها من الأتراك السلجوقيين سنة 491 هـ ( سبتمبر سنة 1098م) ولكن  الاتينين ( الصليبيين)  إنقضوا عليه وهزموه وقتلوا 70000 جندى من عساكره وأتوا معهم من المنكرات والفظائع الوحشية مالا ينساه التاريخ وبهذا أستطاعوا أن يستولوا على أورشليم بأقل خسائر ممكنه وأسسوا بأمارة عرفت بأسم مملكة أو إمارة أورشليم ( بيت المقدس) سنة 492 هـ (1099 م)

وحدث أن قاد "بلدوين" او "بقدوين" أو بالعربية "بغدوين"ملك أو أمير أورشليم ( بيت المقدس)  وصل بردويل قائد الفرنجة يقود قوات كبيرة وحاصر الفرما فنهبها وحرقها , وتقدم بجيشة للهجوم على مصر , فمرض بردويل مرضاً شديداً وفى اليوم الثالث إشتد عليه المرض ,على مصر فأستولى على الفرما وحرقها ووصل إلى تانيس ثم أصيب بمرض فأرجعوه ومات هناك ويقول تاريخ البطاركة  فأمر قواد جيشة بأن يحملوه ويعودوا إلى الشام فحملوه وعادوا وعندما وصلوا فى الطريق إلى العريش مات هناك فشقوا بطنه وملحوه ونزعوا أحشاءه وأقاموا حجراً كبيراً ولا تزال تلك البقعة تدعى برمال بلدوين أما جثته عادوا بجثمانه إلى القدس حسب وصيته .

وظل الوزير الأفضل فى حروب مستمرة مع الصليبيين ووقعت بينهم عدة وقائع صغيرة إنتهت بإنسحاب المصريين وتراجعهم أمام قوة  اللاتينين ( الصليبيين) ولم يبق لهم سوى "عسقلان" وفى سنة 511 هـ ( 1117 م)

وإتحدت جيوش الفرنجة (الصليبيين ) تحت قيادة الكونت سنجيل وأغتنموا فرصة تفتت القوات ألإسلامية وإنقسامها وذعرها فتقدموا نحو طرابلس وضيقوا الحصار عليها فإستنجدوا بالخليفة الفاطمى .. فحاول الأفضل تجميع جيش إلا أنه أخذ وقتاً لإعداده وخرج أسطول مصر إلى البحر ولكن النجدة وصلت متأخرة لأن المدينة سلمت إلى الكونت سنجيل وكان ذلك سنة 1110 م التى توافق 553 هجرية

وتقدمت جيوش الفرنجة يفتحون بلاد سوريا حتى أستولوا على طرسوس وحمص وجبيل ولم يتركوا للخلافة الفاطمية اثراً فيها وجعل الأفضل همه الدفاع عن مصر ولولاً إنقسام امراء الفرنجة لما بقيت مصر آمنة

وأكتفى الفاطمبون بخطة الدفاع عن مصر .

وعندما سمع السيد الأفضل بوصول قوات الفرنجة أعد جيشاً عظيماً وتبع عساكر الفرنجة المنسحبة إلى الشام ثم عاد إلى مصر ثانية

الأقباط والفرنجة ( الصليبيين )

تقول السيدة بوتشر فى كتاب الأمة القبطية وهى سيدة أنجليزية كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ص 85 عن العلاقة بين الأقباط والصليبيين وهذا ليس بالضرورة رأى الأقباط وشعورهم إلا أنه قد اثبت التاريخ أن الأقباط كانوا أحسن حالاً فى أيام محمد على وأسرته وكانوا أيضاً أحسن حالاً أيام الإحتلال الإنجليزى لمصر فقالت : ولكن أقباط مصر كانوا يتمنون أن يستمر الصليبيون فى تقدمهم فى غزو سوريا والإستيلاء على أراضيها , وأن يفعلوا ذلك كذلك بمصر رغما من أنهم لا يستريحون مع اللاتين أكثر مما يستريحون تحت حكم المسلمين .

وقد جاء حكم الواقع مصدقاً لما دار بخلدهم لأن بلوين الذى خلف جود فرى فى قيادة الجيوش الصليبية ملك على سوريا وباقى الراضى الفلسطينية وجعل بيت المقدس عاصمة مملكته أصدر أمراً من البابا يقضى بضم البلاد التى فتحها إلى بطريركية اللاتين فى أورشليم

 

الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله يخرج من قصرة

تعود الخلفاء الفاطميون أن يحتجبوا عن الرعية وكان الخليفة الآمر بأحكام الله محتجباً فى قصره بعيداً عن عيون الرعية , لا يخرج إلا نادراً وفى المناسبات , لا يعرف سوى الأبهة والغنى ولم يدر ما يجرى فى البلاد وكانت يد الأفضل النشيطة تدرأ عنه الأخطار حتى بلغ من العمر 35 سنة وحتى هذا السن لم تحدثه نفسه بإعلان بلوغه سن الرشد وتولى زمام الأمور والسلطة .

ولما كانت كل أمور الحكم فى يد وزيره الفضل فخطر له أن يزيحه من طريقة وقتل وزيره الأمين المخلص الأفضل فأتى ببعض الرجال الذين كانوا منتشرين على حدود سوريا ويسميهم المؤرخين طائفة الإسماعيلين  ( يعتقد أنهم طائفة الحشاشين ) نسبة إلى إسماعيل الذى كان يغتال الرجال والأمراء بطريقة وحشية وكان إسماعيل قد إغتنم فرصة إنشغال الفرنجة بحروب المدن الكبيره وضعف سيطرة الخلافة الفاطمية فأستقل بالقرى القبلية القريبة من دمشق وإستفحلت شوكته بها وإلتف حوله كثيرون فبنى الحصون والمعاقل وأرهب السكان من نصارى ومسلمين وفرض عليهم الجزية فأعطوها له وهم صاغرين خوفاً من بطشه  وطلب منهم أن يغتالوا وزيره الأفضل

مقتل السيد الأجل  

وفى يوم الأحد فى منتصف شهر كيهك سنة 511 خراجية وهى سنة 838 للشهداء الأبرار وكان شهر رمضان قد أنتهى سنة 515 هلالية وكان فى يوم غده عيد الفطر خرج السيد الأفضل حسب عادته على حصانه من داره بمصر التى تسمى دار الملك وذهب إلى القاهرة ودخل إلى القصر الشريف وجلس مع الخليفة الآمر بأحكام الله وعرض على الخليفة المظال والدواب وسروج الخيول المطعمة بالذهب وإختار الخليفة ما يناسبة ليركب فى موكب ويذهب إلى الجامع ويؤوم المسلميين فى صلاة العيد فى اليوم التالى حسب العادة , وخرج السيد الأفضل من القصر وعاد إلى مصر فلما تجاوز سوق يسمى السيقوقيين ورأس الجسر خرج عليه 3 رجال لم يعرفهم أحد وقيل أنهم من بلاد الشرق وفى البداية خرج اثنين كانت بأيديهم سكاكين فتصدى لهم حراس السيد الأجل وقتلوهم بالسيوف وفى إنشغال الحراس بالمعارك معهم خرج ثالثهم من زقاق دار الكتابة وضرب السيد الأجل وهو منشغل بسكين فقتله وإلتفت الحراس القاتل فقطعوه بسيوفهم , وحملوا السيد الأجل إلى داره ( دار الملك) وكانوا يظنون أنه حى فلما وصلوا إلى داره وجدوه قد مات , فلما بلغ الخبر إلى الخليفة نزل من قصرة فى الحال إلى دار الملك ورصد على ما فيها من أموال وتحوط عليها وأمر بكتمان وفاته فى تلك الليلة عن الناس وفى اليوم التالى أذاع خبر موت السيد الأجل وأخرج تابوته فى الفجر وجميع الناس يمشون حفاة وخرج الخليفة وركب حصانه خلف نعشه بثياب ( غسيل) بسيطة وعمامة حمدانية بدوية حتى وصل إلى تربة ( مقبرة) والد السيد الأجل الأفضل بظاهر القاهرة خارج باب النصر فصلى عليه هناك ودفنه وخرج الخليفة إلى دار الملك وأقام فيها وظل17 يوم ينقل ما فيها من أموال والجواهر والذهب والفضة والملابس والفرش والأثاث والآلات إلى قصره ويقال ان الأموال التى وجدت فى قصر السيد الأجل الأفضل كانت أربعة ألف ألف دينار عدا أشياء لن تحصى ولم تعد هذا غير السلاح المطعم بالذهب والفضة والدواب  

الخليفة الآمر بأحكام الله يعين وزيراً لمصر ويقتله 

وصار الخليفة بعد ذلك يجلس فى قاعة قصره ينظر فى أمور المملكة ورجال الدولة , وكان القايد أبو عبدالله وأخوته بين يديه لتنفيذ اى أمر يصدره الخليفة والركوب معه عند الإنتقال كل سبت وكل ثلاثاء إلى البساتين والمناظر ( الحدائق) بضواحى القاهرة وظاهر مصر وأستمر على هذا النظام باقى شهور سنة 515 وفى سنة 516هلالية قلد الخليفة القايد الأجل عبدالله الوزارة وتدبير الخلافة والنظر فى أمور رجال الدولة وكتب بذلك سجل ( قرار) وذكر فيه القابه ونعوته (أسمائة) ومن ضمنها السيد الأجل المأمون , وبعد أن قلده أعلى منصب فى مصر دبر خطة لقتله إذ دعاه إلى قصره وإختلى به وقتله  وأرسل جنوده وقبض على إخوة القائد وعلى أولاده وذلك فى عشية ( مساء) يوم الجمعة 3 من رمضان سنة 519 إعتقلهم ووضعهم فى خزانة ( سجن) قصره وبعد مدة مات واحد منهم اسمه حيدوه وبقى محمد أبن فاتك الذى لقب بالمأمون , وقد نمى إلى الخليفة أن محمد أبن فاتك كان فى أيام وزارته أرسل إلى بلاد اليمن رجل من تابعيه إسمه أبى الحسن وكان يعمل فى الدولة وأسمه الوظيفى نجيب الدولة إلى الحرة ملكة اليمن , وقرر أن يذيع عنه ( محمد ابن فاتك) أنه ولد (إبن) نزار أبن المنتصر بالله وأنه أحق بالخلافة وظل أبى الحسن مقيماً هناك ويدعوا لخلافته ويجمع الأنصار وكانت النقود فى اليمن تكتب عليها إسم محمد أبن فاتك فأرسل الخليفة الآمر باحكام الله أحد الأمراء واسمه الذى يطلق عليه فى الدولة هو أسد الدولة ومعه كتب ( خطاب) إلى الحرة ملكة اليمن فلما عرفت حقيقة أمر أبو الحسن كتمت سر معرفتها بخدعته وظلت تتحايل عليه حتى قبضت عليه وأرسلته إلى مصر ولما وصل يوم الثلاثاء من محرم سنة 511 أركبوه جمل بالعكس وتحته دكة وعلى رأسه طرطور رصاص مزرق وعلى كتفه قرد وفى ظهره رجل من عامة الناس فى يده نعل (كان يسمى مركوب حذاء مفتوح من الخلف) وظل يضربه طول الطريق إلى أن وصل إلى قصر الخليفة الآمر بأحكام الله وأعتقل وأدخلوه السجن فى القصر مع صاحبة محمد أبن فاتك .  

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 53 وقد كتب عن بلدة أسمها ازرى فذكر أن : ازرى ( توجد أزرى من جزيرة بنى نصر ذكرها ابن لقمان (5: 99) . ) كانت هذه البلدة يسكنوها البطاركة وآخر من كان بها مقارة البطريرك 69 وتنيح بالكنيسة المعلقة بمصر فى عصر الخليفة الآمر ودفن فى الدير , وبعدها سكن البطاركة فى مصر وبمنطقةازرى صومعة للحبساء وكنيسة للسيدة العذراء قديمة جداً آلت جدرانها للسقوط رممها الأنبا كيرلس البطريرك 67 

نياحة البابا مقارة البطريرك 69

تنيح البابا الأنبا مقارة فى ليلة الأربعاء 23 من شهر كيهك سنة 845 للشهداء الأطهار بركاته علينا آمين

This site was last updated 12/30/11