Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا الأنبا ميخائيل الرابع البطريرك رقم 68

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا كيرلس 2 الـ 67
حملة الفرنجة الأولى
البابا ميخائيل 4 الـ 68
البابا مقارة الـ 69
البابا غبريال 2 الـ 70
البابا ميخائيل الـ 71
البابا يوحنا الـ 72
رأس الحسين بالقاهرة
الشهيد بشنونة
البابا مرقس 3 الـ 73
حملة الفرنجة الثانية
حملة الفرنجة الثالثة
الفاطميون يحكمون مصر

 

البابا ميخائيل الرابع البطرك رقم (68)
عاصر هذا البابا الخليفة الفاطمى  المستنصر بالله والمستعلى


 

وكما عرفنا من قبل أن إختيار البطريرك كان بالتبادل مرة مع أهل مصر ( بابليون- القاهرة) ومرة مع أهل السكندرية , وكانت نوبة الأسكندرانيين فى إختيار من يقيموه بطريركا على الكرسى المرقسى بعد نياحة الأنبا كيرلس الثانى فإجتمع كهنتهم وأراخنتهم لأختيار من يصلح لهذه الرياسة الجليلة ومكثوا اياما فى مناقشات ومداولات فلم يتفقوا على رأى واحد فخرجوا إلى الريف وأساقفة الوجه البحرى وتفاوضوا معهم فى هذا الأمر وأستمروا يحاولون الأختيار مدة طويلة بدون الوصول إلى نتيجة فذهبوا إلى مصر ( بابليون) لى كنيسة الشهيد مرقورة ابى سيفين وأجتمعوا مع أساقفة من الوجه القبلى (الصعيد) الذين وصلوا إلى مصر لهذا السبب وسمعوا عن جماعة من الرهبان وغيرهم الذين يستحقون هذا المنصب فلم يوفقوا ايضاً للأتفاق على إختيار واحد منهم للمنصب الرسولى وأتفقوا على أن يذهبوا إلى وادى هبيب والأجتماع بالأباء الرهبان فى صلاة وإختيار واحد منهم فلما وصلوا إلى دير أبى مقار وذكروا لهم أسماء من الرهبان الأتقياء فلم يختاروا أى منهم وأقاموا اياما يتناقشون ويتناظرون بدون جدوى ولم تتفق كلمتهم على واحد يقيموه رئيساً عليهم

 

صمؤيل الحبيس

وحدث أن ذكر بعض الأساقفة صمؤيل الحبيس الذى فى قلاية أررى وكان سريانى الجنسية فقرروا جميعاً ان يصيروه بطركا قبطياً وأتفقوا جميعاً على هذا الرأى ثم ذهب الأساقفة وكان معهم الأنبا (أبا) سهنوت أسقف مصر وكان فاضلاً وعالماً وكان معهم أراخنة وكهنة (الأسكندرانيين) واساقفة الوجة البحرى والشماس الفاضل أبو غالب بيمن أبن تيدر أبن مرقورة السنجارى من دير أبى مقار إلى قلاية أررى , ولكن حدث أنه قبل وصولهم إليه وصل إليهم خبر أن صمؤيل الحبيس السريانى الجنسية ليس على الأيمان الأرثوذكسى السليم
ويعتقد أن جسد السيد المسيح المأخوذ من الطاهرة العذراء القديسة مريم الذى أخذها من لحمها ودمها وصيره واحداً معه وأن أحتمال الألام المحييه والصلب والموت والدفن وغير ذلك من الأمور البشرية اللائقة بناسوته - وصنع الأيات الباهرة والعجائب والمعجزات من الأمور اللائقة بلاهوته الخالق كل هذا لهذا المسيح الواحد غير المخلوق أعنى الجسد وهذا الجسد مساو لللاهوته الخالقة
ويقول أيضاً أن السيد المسيح فى يوم خميس الفصح لم يفصح ( لم يأكل خروف الفصح مع تلاميذه) وكانت له افكار أخرى كثيرة غير أرثوذكسية
فلما سمعوا هذا توقفوا فى الطريق وقرروا عدم المضى فى إقامته بطريركا وحدث أن تململ الأسكندرانيين من طول غيبتهم عن أوطانهم وأشغالهم وعائلاتهم ففكروا العوده إلى الأسكندرية بدون إختيار بطريرك وتأجيل هذا الأختيار إلى وقت آخر خاصة أن موسم الشتاء قد حل ببرودته فمنعهم الأساقفة وأشاروا عليهم بالصبر وعدم ترك الموضوع معلق حتى ولو أسبوع آخر فلعل يستقروا على واحد ولكنهم قرروا الرجوع إلى الأسكندرية

فقال لهم الأنبا سنهوت أسقف مصر : " أيها الأخوة المباركين قد علمتم أن إجتماعنا معكم منذ وصلتم إلى مدينتنا مصر ( بابليون) وإلى الآن على ما تحبون ان يصبح بطريركاً وأننا لم نفعل شيئاً إلا بالإتفاق معكم منذ البداية فقد ذهبنا معكم إلى دير أبى مقار ثم مصر وإتفقنا معكم على صمؤيل الحبيس أن يصير بطريركا عليكم وعلينا وسمعتم أنتم بهرطقة وبدعة هذا الرجل الذى نال رضانا ورضاكم وأتضح أنه لا علم له ولا فهم ولم يقرأ شيئاً من الكتب المقدسة ولو كان قرأ شيئاً لعلم فساد أفكاره خاصة بداية أنجيل يوحنا

فأتضح من قوله أن السيد المسيح هو إله بالحقيقة من فمه الطاهر فى أنجيل يوحنا مخاطباً لليهود إنسان يقول لكم الحق الذى سمعه من الرب فأوضح بقوله هذا انسان أنه إله وإنسان معاً مسيح واحد لا إثنين أما قوله ان جسد المسيح الذى أخذه من العذراء مريم أبنه داود وأبراهيم المخلوقين أنه غير مخلوق فهذا إعتقاد هؤلاء الذين يقولون أن جسد السيد المسيح مجرد خيال وشبح وليس هذا إعتقاد ممن يدين بالمسيحية وكتب الرب المقدسة تشهد بأن كلمة الرب خلق له جسد فى يطن العذراء مريم من غير زرع بشر وصيره معه فى وحدانية ورآه الناس ولمسوه واكل معهم وشرب ومشى بينهم وتعب وجاع وعطش وسهر وتألم وتعب وصلب ومات وقبر وفعل كل الأفعال البشرية التى تشهد بها الأناجيل المقدسة ما عدا الخطية ثم قام من الموت وظهر لتلاميذه وأراهم المسامير فى يديه ورجليه وطعنه بالحربة فى جنبه وجسوا جسده ولمسوه كما قال لهم جسوا وألمسوا فإن الروح ليس له لحم وعظم كما ترون لى واكل معهم وشرب بعد القيامة ليثبت فى نفوسهم صحة قيامتة وقوتها وحقيقة أنسانيته وأنها بعد القيامة جسده بقى بحاله لم يتحول إلى لاهوت وهناك فى الأناجيل شهادات كثيرة منها

فى أنجيل متى البشير أن الملاك قال ليوسف : " لا تخف يا يوسف أن تقبل خطيبتك مريم فإن الذى تلده هو من الروح القدس وفسره القديس يوحنا ذهبى الفم وقال أن الروح القدس هو الذى خلق الجسد فى بطن مريم جسد الكلمة هو من فعل الروح القدس " وقال القديس ساويرس بطريرك انطاكية فى تفسير أنجيل يوحنا أيضاً لأجل الثوب غير المخيط من فوق هكذا الثوب المنسوج من فوق مخيط يدل على جسد يسوع المسيح أنه مخلوق من روح القدس من فوق من غير زرع بشر "

وقال بولس الرسول فى رسالته إلى افسس : " وتتجددوا بروح قلوبكم وتلبسوا ألنسان الجديد الذى خلق من الرب ببر وحق وطهارة وقال فى رسالته إلى قولاسايس ( كولوسى) إخلعوا الأنسان العتيق مع جميع أفعاله وألبسوا الأنسان الجديد الذى يتجدد بالعلم شبه خالقة " وقال غريغوريوس صانع العجائب اللاحق بالرسل فى الحرم الثانى عشر: "

من قال أن جسد المسيح غير مخلوق ولا يقر ويعترف أن الرب الكلمة الغير مخلوق قبل الناسوت المخلوق وتجسد وأتحدا كما هو مكتوب فليكن محروماً " وتفسيره من قوله : كيف يقولون أن جسد المسيح غير مخلوق لا يتألم ولا يطعن جسده بحربة ولا يلمس والمسيح لما قام من الموت أرى تلاميذه آثار المسامير وشاهدوا الطعنة والجسد الذى لمسوه ودخل عليهم والأبواب مغلقة ليظهر لهم قوة لا هوته وحقيقة ناسوته " وقال القديس بوليدس بطرك رومية فى رسالته إلى ديونسيوس : " نعترف بالمخلوق لأتحاد الخالق به لما أجتمع بالمخلوق طبيعة واحدة ثابته قايمة من الجهتين لما نعلمه من خلقتنا نحن البشر وأن من الجهتين من النفس والجسد طبيعة واحدة ثم شخص واحد يدعى إنسان " وقال أيضاً فى رسالته إلى برسطوليس : " ليكن محروماً كل الذين يقولون أن جسد السيد المسيح ليس هو من مريم ويقولون انه من السماء وأنه غير كائن " وقال يوحنا ذهبى الفم فى الميمر الذى قاله عن الميلاد : " الذى أوله سراً عجيباً مثل صانع حاذق إذا وجد شيئاً جيد يصنع منه إناء جيد هكذا الرب عندما وجد جسد العذراء مقدس ونفسها مقدسة خلق له منها هيكلاً له نفس وروح كمشيئته ( جسد ناسوتى كامل) من البتول حل فيه وظهر به لننال نعمة الخلاص ولم يأنف أو يتأذى من نقائصة الطبيعية ولم يحدث له إزدراء لما اتحد بلباس طبيعتنا وجسد خيمتنا الأرضى وأصبح المسيح ربح ومجد عظيم لما صار هيكلاً للخالق , وكما أنه منذ البدء من المستحيل أن يقام الأنسان قبل أن يأخذ التراب بيده هكذا الناء الذى هلك لا يمكن أن يخلق دفعة أخرى إلا أن يصير لباساً لخالقة فلأجل هذا لم يخلق له هيكلاً من شئ آخر ولم يخلق جسداً آخر ليلبسه حتى لا يظن أنه يجعل نقيصة للخلق الذى لآدم "..

 وقال القديس أغريغوريوس التاولوغس أسقف أنبزيتزوا فى الميمر الذى قاله عن الميلاد : " المسيح ولد لنا اليوم يا لهذا التدبير الجديد الذى للرب .. يا لهذه الوحدانية الغير ممتزجة العجيبة الزلى فى كل مكان تكون والغير مخلوق خلق كما هو مكتوب أن : أعترفوا لرسولى وكاهنى الذى يعترفوا به يسوع المؤتمن عند من خلقه – وقال أيضاً فى ميمره على الأملنة الأرثوذكسية : من قال أنه خرج من مثل جواز يجرى فقط ولا يعترف أنه خلق جسده منها بلاهوته لأنه خلق بلا ذكر بناموس الخليقة فهو محروم " ..

وقال ابرقلس أسقف كسلس فى ميمره على الميلاد بحضور نسطور الهرطوقى فى القسطنطينية :"يا ايها ألحشاء التى خلق فيها السلاح المقاوم للموت لأجلنا "

وقال أبيفانيوس أسقف قبرص فى كتابه الكبير الذى اسمه المرسا : " أخذ جسد من مريم العذراء بلا زرع بشر وخلق هذا الجسد المقدس كما قال واتى من امرأة واخذ الذى لنا " وقال القديس كيرلس بطريرك السكندريه الأول فى رسالته إلى جرجس : " ليس هو مستقيم أن يقال الجسد أنتقل إلى طبيعة اللاهوت أو ان الكلمة أنتقل إلى طبيعة الناسوت كما ان هذا غير ممكن وهو غير متنقل ولا متبدل – هكذا الآخر الآخر ليس ممكن أن ينتقل شئ من المخلوق إلى جوهر طبيعة اللاهوت لأن جسد المخلوق إلى جوهر طبيعة اللاهوت لأن الجسد المخلوق نقول عنه أنه صار جسد الرب "

وقال ساويرس المجاهد بطريرك انطاكية فى المكاتبة (الخطاب) الذى ارسله إلى نسطس الملك البار ملك القسطنطينية عندما حرم مقدونيوس : " لما كثرت الخطية على الأرض نزل كلمة الرب من السماء وحل فى رحم مريم العذراء وكون له فيها جسد بشر غير مدرك ولا يمكن أن تحويه عقول البشر ومكث الجسد فى أحشائها تسعة أشهر وأخذ الجسد منها وخلق له جسداً ليس الآب كان فى أحشائها ليلاً لئلا يقول إنسان أن الأب ينتقل (يتحول) إلى البنوة بل هو الأبن يإرادة الآب ومشيئة الروح القدس فى وحدانية الثالوث المقدس حتى لا يقول أحد أن غيره خلقة ولا يقول غيره من اللاهوت بل هو المسيح الذى تجسد وصار حقاً على كل ما ناله والتلاميذ لم يروا شبحاً ولم ينزل الجسد من السماء بل هو خلقه من البتول من غير زرع بشر وأتحد بلا إفتراق ولا إختلاط ولا إمتزاج " وقال يعقوب أسقف مدينة سروج فى ميمره على الألام المحيية أن : " إبن الرب الذى صار ذبيحة عنا خلق له ساعدين ليمدها على الصليب وخلق له صدر ليحتمل الشوك " وقال فى ميمره على الميلاد المقدس يشرح ما قاله الملاك للعذراء : " الذى يصور الطفال الصغار وهو يصور له مثل جسد ويلبسه ورب البناء يكون فى أحشاك وتحبلى ولبس لباسا فى بطنك الطاهرة ويعد له اللباس الموشح جسد من منسج أحشائك وقال فيه أيضاً : وكان خالق الأطفال الصغار ينموا فى الحشا ويخلق أقانيم تامة فى النسا ولما كما ملئ أكليل جسده وتم تاج أعضاء عظمته ولما جمع الجسد حواسه بعلمه وكما طبايع الخاتم الذى لملئ جسده يجمع أقنومه معاً ولما خلق أقنومه فى حواس جسده وصنع صورة للأنسان الكامل منا وكمل جسده " وقال أبوليدس بطريرك رومية فى رسالته إلى القديس ساويرنانوس أسقف عابلا : " ولكن هو الذى بنى ( خلق جسده) "
وختم أسقف مصر ( بابليون) كلمته قائلاً : فلو كان هذا الحبيس يا اخوتى قرأ هذه الكتب أو شئ منها لما اعتقد فى إعتقاده الفاسد ومن لم يقرأ فلا علم له ومن لا علم له لا نرضاه أن يكون بطريركنا ولا رئيسنا لأن القوانين المقدسة تمنع من لا علم له أن يصير فى درجة من درجات الكهنوت لذلك قالوا أنه يجب على الأغنسطس عالما بالكتب يوافق ما بين العتيقة والجديدة"

ولما أكمل الأنبا سهنوت عظته قال الأساقفة والأسكندرانيين مما سمعنا علينا أن نبحث عن واحد له غزارة العلم ونزاهة النفس وطهارة ونقاء القلب ناسكاً فى إستقامة , ولا بد أن يوافق على الشروط التى نشرطها عليه ويوقع عليها , فمكثوا اياماً أخرى يتقصوا عمن يصلح , فأخبرهم شخص عن أن فى قلاية بالقرب من سنجار ( سنجار كانت مدينة بالقرب من بحيرة البرلس المحازية للبحر البيض المتوسط وأبتلعها البحر)  حبيس راهب أسمه ميخائيل وأنه عالم فاضل قد قرأ وأطلع ولكنه كهل ويصلح ليكون رئيسا فذهبوا جميعاً إلى سنجار وأجتمعوا بمجموعة من أهل سنجار وسألوهم عن رأيهم فما من أحد يسألوه عنه إلا ويشكر فيه فأتفقوا على أن يرسموه بطركا وإجتمع معه فى قلايته أنبا سهنوت أسقف مصر وبعض الأساقفة والشماس أبو غالب أبن مرقورة السنجارى وتحدثوا معه وسألوه فى العقيدة الأرثوذكسية وعلوم الشريعة فأجابهم فأطمأنوا على علمه وعند ذلك أخبروه على ما فى نفوسهم بأنهم يريدون رسامته بطريركاً وإقامته رئيساً عليهم وقالوا له : " أنت رجلاً عالماً وعاقلاً ولم يخفى عليك دعوتنا وأنها رتبة جليلة ومكانة ومسئولية وخدمة عليا وأنت تقدر عليها بعلمك وكهنوتك وزهدك وسياستك وهناك أمور يأباها زاهداً مثلك ويمتنع عن فعلها

ونسألك قبول جهدنا وسعينا وقد وضعناها فى شروط تذكره لك ونعرف أنها تليق بقداستك ثم ضربوا له مطاونه وقالوا نريد ان تقبل منا هذه المطاونه وتجيبنا إلى ما طلبناه منك بطيبة قلبك بلا عنف ولا تدعنا أن نأخذك غصباً ولا كرهاً لنرسمك فإن هذا لا يليق بك –

الراهب ميخائيل يوافق على شروط الأساقفة ويكتب تعهداً بها قبل أن يصبح بابا

فوافق الراهب ميخائيل على إرادتهم وطلبهم وقال لهم : " ما هى الشروط التى تشترطونها؟ " قالوا تكتب لنا بخطك قبولك على ما أتفقنا معك عليه وسمعناها منك " قال : " نعم" قالوا وتذكر فيه أيضاً إلتزامك بالقيام بما للكهنة الأسكندرية بما جرت به عادة البطاركة الذين من قبلك بدفعه لهم به كل سنة ليصرفوه على تعمير الكنائس وفى القرابين المرفوعة على هياكلها وفيما يلزم فقرائهم وغيره "

قال : " نعم وإن قدرت أن أدفع اكثر مما جرت به عاده من كانوا قبلى قمت لهم به " .. وقالوا : " وتذكر أيضاً فيه أنك لا تأخذ شرطونية ( سيمونية – بيع موهبة الرب بدراهم – رسامه أساقفة واخذ أموال نظير رسامتهم) من أحد ممن ترسمه فى درجة الأسقفية ولا غيرها من سائر طقوس الكنيسة لأن القوانين المقدسة تمنع ذلك وتأمر بقطع وحرم من يفعل ذلك ويأخذ أموالاً فإن الذى يأخذ والذى يدفع والذى ياخذ كلاهما محرومين مقطوعين من كنيسة الرب – ونريدك أن ترد إلى أساقفة الكراسى من أغتصبة من كان قبلك من كنائسهم وأديرتهم وشركتهم فى كراسيهم لأنك تعلم أن البطريرك إنما هو أسقف الأسكندرية وله الرياسة على أساقفة كراسى مصر لا مشاركتهم فى كراسيهم كما أنه لا يجوز لمن له زوجه أن يشاركه آخر فى زوجته كذلك لا يجوز أن أن يشارك اسقف أسقف آخر فى كرسيه الذى هو عروسته فيجب ان ترد إليه ما كان من تقدمك أخذه من كراسيهم وأغتصبه على سبيل الشره وطلب المجد الفارغ والزخرفه الدنيوية التى لا يرضاها الرب ولا حتى الناس ولا تليق أيضاً برؤساء الأساقفة " فقال لهم : " وما هى الكنائس والأديره التى اخذها البطاركة من كراسى الأساقفة؟ "

قالوا له : " المأخوذ من كرسى مصر ( بابليون) كنيسة السيدة (المعلقة بقصر الشمع) - وكنيسة أبو مرقورة بساحل الشعير – وكنيسة السيدة ايضاً بحارة الروم { وهاتين الكنيستين اخذهما البابا أخرسطودلوس بعد وفاة فيلاتاوس أسقف مصر وألزم الأنبا غبريال الذى اصبح أسقفاً لمصر بعد ذلك أن يدفع مبلغاً فى كل سنة – كما كان يقيم قداسات معينة يصلى فيها فى كل وقت وهى ثابته فى محضر كرسى مصر } وأيضاً من كرسى وسيم والجيزة أخذ كنيسة ميكائيل بجزيرة مصر المعروفه بالمختارة وهى بكنيسة الروضة ومكانها الآن شارع المختار بالروضة.. ومن كرسى طموه أخذ دير الشمع ودير الفخار وهو أيضاً على أسم الشهيد أبو مرقورة وغير ذلك مما يوجد فى سجلات القلاية البطريركية وتشهد به وتاريخ اخذه من الكراسى الذى هو من حقوقهم " فقال لهم : " ما ألتمستموه منى أشرطوه " وكتب لهم ما أرادوا وأحرم فيه أنه لن ينقص شيئاً أو يرجع عنه واشهد فيه على نفسه جميع من حضر من الأساقفة وكهنة الأسكندريين والأراخنة الذين طلعوا إلى صومعته وكانوا ينتظرون وأخيراً ألتمسوا أن ينزل معهم فقال لهم : " لن انزل إلا بعد ان تلبسونى الثوب وتصلوا على إن كان هذا الأمر قد اتفقتوا عليه كلكم فألبسوه الثوب وأوسموه بطريركاً ونزل معهم وذهبوا إلى الأسكندرية وكرزوه فى 12 من بابه 809 للشهداء التى توافق 480 خراجية وهى توافق 9 أكتوبر 1092م بأسم الأنبا ميخائيل الثانى وأصبح البابا الـ 68 من باباوات الأسكندرية ثم ذهب إلى دير ابى مقار بوادى هبيب وكرزوه فى الكنيسة المعلقة بمصر

البابا ميخائيل يرجع عن تعهده وإقراره

وأقام البابا ميخائيل فى كنيسة المعلقة أياماً وقابله الأنبا سهنوت أسقف مصر وألتمس أن يفى له بما كتب فى تعهده وما سجله بخطه بإعادة الكنائس التى ذكرت فى التعهد فلم يفعل البابا وحدث خلاف كبير بينهما ويقول أبن المقفع فى كتابه تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص 202 جمله صعبه عما قاله هذا البطرك: " وجرى بين الأنبا سهنوت وبين البطرك خصايم ما يطول شرحه وأنكر البطرك أن التعهد هو خطه وقال: أنه ليس خطى سأحرم من يشهد عليه بما فيه – ولم يرد لأحد من الأساقفة كنيسة ولا دير "
وكان التعهد الذى كتبه بخطه من عدة نسخ منها ما كان بيده ومنها ما كان بيد الكهنة السكندريين وموقع على هذه النسخ ووزعت هذه النسخ كالآتى :-
نسخه مع البابا ميخائيل – نسخة مع الأنبا يوحنا لأنه أكبر الأساقفة – نسخة مع الأنبا سهنوت اسقف مصر ولما حدث الخلاف بينه وبين الأنبا سهنوت أرسل إلى كهنة الأسكندرية الرسم (المبلغ) المقرر عليه بدفعه حسب التعهد وطالبهم بإرسال نسخة التعهد وبها الشروط التى معهم إليه وهددهم بالحرم والمنع إن لم يعيدوها إليه فارسلوها إليه خوفا منه.

وهدد أسقف سخا بمثل هذه التهديدات فأرسل النسخة التى معه إليه خوفاً منه وقال أبن المقفع عنه سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص 202 : " أنه ( البابا ميخائيل) لما تمكن من الأمر وأستقرت اقدامه فى البطريركية ظهرت سطوته وهيبته وسلطته وشخصيته القوية على قلوب الرعية وإنتقلت إلى قلوب الأساقفة وغيرهم من الخوف والرهبة مثلما كانت هذه الرهبة للبابا أخرسطودلوس ولم يكن أحد من الأساقفة يرد له امراً وأذلهم واهانهم حتى صاروا له مثل أرض يطأها بقدميه"
وارسل البابا يهدد الأبنا سهنوت ليأخذ التعهد الذى كتبه بنفسه فلم يعطه التعهد وقال له : " أنت أنكرت التعهد وقلت انه ليس خطك فلماذا تطلبه لتأخذه منى؟" فوعده وتوعده ولاطفه وهدده فلم يصغى إليه ولم يذعن لأساليبه الملتوية فما كان من البابا إلا أن منع الأنبا سهنوت من التصرف فى كنائسة ومن أقامة القداس فلم يهم الأنبا سهنوت ذلك – فأرسل إلى جميع الكنائس التى كانت فى أسقفية مصر بعد ذكر إسم الأنبا سهنوت أثناء القداس
سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص
 

وبلغ الأنبا سنهوت أن البابا يريد أن يحرمه ويدبر له مكيدة بأن يدفع تلاميذه للتمرد وشق عصا الطاعة ويقطعة من الخدمة ويستولى على كرسية وإيراد أسقفيتة وبعض الكنائس التى تحت يده وكانت خطته ألا يقيم أسقف على إيبروشية مصر مدة حياته فلما تأكد من خداع البابا إختفى من أمام وجهه ومضى وإختبأ فى دير القلمون فى منطقة الفيوم وأصبحت كنائس مدينة مصر بلا اسقف وتوقفت أعمال إدارة الإيبراشية وأصبحت الخدمة معطلة و تأثرت الناس بما يحدث على مستوى البابا والأنبا سهنوت فهجر الأقباط كنائس مصر.

 فإجتمع الأراخنة وذهبوا إلى الأنبا ميخائيل البابا وكان يقيم فى جوسق ( قصر) كنيسة ميخائيل بجزيرة مصر وقالوا له : " أمورنا واقفة وكنائسنا تركها الناس لغيبة اسقفنا , ونحن نريد أن نعرف سبب أنك ناصبته العداء وما هى القوانين الكنسية التى إستندت عليها لما فعلته مع أسقفنا الآنبا سهنوت , وهو غائب عنا ونحن حاضرين ونريد أن نعرف السبب من منعه من ممارسة وظيفتة الكهنوتية وممارسة رئاسة أيبروشيته فإذا ثبت عليه خطأ أو جناية أو جنحة توجب تطبيق القانون وتعطيك الحق أن تفعل مع الأنبا سهنوت ما فعلت أخبرنا عما فعل وعرفنا انه جنا جناية توجب توقيع العقاب عليه وأن جريمته ليس لها مغفره عند رب الجنود وإلا إحرمه إذا كان فعل جريمة , وإن لم يثبت عليه شئ ولا فعل خطأ لتفعل ما فعلته معه فلا يجوز لك ان تهيننا وتظلم اسقفنا وتبعده عنا وأنت تعلم ويعلم الجميع أنه طاهر وتقواه وطريقة الصالح وأمانته ونحن لا نقدر أن نصبر على ما يحدث للكنيسة ولا نوافق عليه وهوذا نحن قدمنا إليك بمطاونه ولا تدفعنا أن نتظلم عما فعلته إلى غيرك فتجعل حياتنا مرة وتنكد الكنيسة.

وجرت مناقشات كثيرة بينهم حتى وافق وحله وأطلق له التصرف فى كرسيه وكهنة أسقفيته وأرسل إلى كهنة الكنائس أن يذكروا إسمه ويعاملوه بالكرامة – فقام الأراخنة بكتابة رسالة إلى أسقفهم يخبروه بهذا الإتفاق الجديد مع شخص ذاهب إلى دير القلمون وطلبوا منه أن يحضر فوصل إلى مصر فخرج إليه جماهير الشعب القبطى والكهنة والأراخنة وذهبوا معاً إلى البابا ميخائيل وسلموا على بعضهم البعض بالقبلة الرسولية وشكره الأراخنة على إعادة أسقفهم.

الأفضل إبن أمير الجيوش يتولى مكان والده

 ومات أمير الجيوش فى السنة الثانية من جلوس البابا ميخائيل نتيجة لمرض وشلل (فالج) لكبر سنة وتولى إدارة الخلافة إبنه الأفضل وذلك فى الأيام العشرة من ربيع الأول سنة 478 هـ الموافق برمودة سنة 483 خراج وقال الأنبا يوساب أسقف فوة الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 137 : أن الوزارة كانت فى يد أمير الجيوش وكان شيخ كبير فسعى بأن يولى ولده الأفضل الوزارة عند الخليفة المستنصر لالله فسجل له تقليد بإدارة المملكة " وكتب (الخليفة) الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين سجل (أمر كتابى) بتقليده سلطة إدارة أمور الخلافة أى إدارة القضايا والشرائع والأحكام وجمع الأموال لخزينة الخلافة ..ألخ وأخلع عليه النعم وقرئ السجل ( الأمر بالتكليف) فى الإيوان الكبير بالقصر ( مركز إدارة الحكومة) وفرح به الشعب المصرى الكبار ( الأغنياء) منهم والصغار (الفقراء) فأحسن سيرته وتنزه عن ظلم الناس وسد أبوابه عن الشر والبطش بالناس وكان عفيفاً أمينأ ولم يرغب فى الرشوه وجمع المال بطريق الغش ونصف كل المتظلمين إليه من خصومهم الظلمة وأفرج عن أراضى كثيرة لأصحابها وكان حامياً للعدل وكان خيراً وسلك فى جميع الأفعال المرضية ما لم يسبقة إليه أحد من حكام مصر السابقين  

الخليفة المستعلى بالله

وأبو القسم أحمد يصبح خليفة مكان والده ( الخليفة المستعلى بالله)

 وبعد جلوسه بـ تسعة أشهر توفى الخليفة معد أبو تميم الملقب بالـ المستنصر بالله أمير المؤمنين فى ليلة الخميس 18 ذى الحجة 487هلالية يوافق 2 طوبة 484 خراجية وكان عمرة عندما مات 67 سنة هلالية و 4 أشهر وعندما مرض أوصى أخته السيدة الشريفة والسيد الأجل أن يخلفة أبنه الصغير أبو القسم أحمد.

من هو الخليفة المستعلى بالله ؟

وكما عرفنا أن المستنصر أستدعى والى عكا بدر الدين الجمالى الوالى الأرمنى سنة 466هـ فأعاد النظام ووجه همه إلى إصلاح البلاد, وتزوج المستنصر ابنة بدر الدين الجمالى وولدت له ابنه (المستعلي) الذى أصبح الخليفة المستعلى بالله .
ولما توفي المستنصر سنة 487هـ بعد حكم دام ستين سنة ادعى الخلافة ابنه (نزار) وكان أبوه قد عهد بها إليه, ولكن الأفضل بن بدر الجمالي, الذي خلف أباه في قيادة الجيش, قدم عليه أخاه (المستعلي) وهو ابن أخته, وتم ذلك بقتل (نزار),

وبقتله افترقت الإسماعيلية الشيعية إلى فرقتين: فرقة المستعلية, وفرقة النزارية.

ولما توفى الخليفة ركب أبو القسم أحمد على ظهر حصان فى موكب إلى قصر الخلافة وألبس كبار الأمة أبو القسم ثياب الخلافة والجوهريين عينيه ( لم أستدل على معنى هاتين الكلمتين وربما تكون الجوهرة التى كانت توضع على العمة فى منتصف المسافة بين العينين) وجلس على مقعد أبوه ( كرسى الخلافة) ولقب بالخليفة الـ مستعلى بالله أمير المؤمنين وكان عمره يومئذ 17 سنة

 

وأرسلت عمته السيدة الشريفة إلى أولاد أخيها الكبار رسائل وهم : نزار – وعبدالله - وإسماعيل  وعرفتهم بوفاة والدهم ولم تخبرهم بتنصيب أخيهم خليفة مكان أبيهم فلما حضروا ورأوا أخوهم الصغير فى مكان الخليفة ويلبس زى الخلافة إمتعضوا وحنقوا وإغتاظوا وحقدوا فى قلوبهم فقال السيد الفضل قبلوا الأرض أمام خليفة المسلمين المستعلى بالله امير المؤمنين وبايعوه , فإمتنعوا عن مبايعته ورفضوا وقال كل واحد فيهم أن والده قد وعده بالخلافة من بعده ,

وقال نزار الأخ الأكبر : " لو قطعت رأسى لما بايعت بالخلافة لمن هو أصغر منى فى السن ولن أرضى أن يكون أكبر منى بالخلافة لأن مولانا ( أبى) قال لى مرات كثيرة أنى الخليفة من بعده وأن معى وعده مكتوب لى بالخلافة وسوف أحضرة لكم هذه الساعة " وخرج مسرعاً على أن يأتيهم بوعد أبيه له بالخلافة مكتوباً ومسجلاً وعندما رجع إلى داره ( بيته) أخذ معه كل من هو كان موجود من حرسه وغلمانه وعبيده وسار فى الليل , فبلغ السيد الأجل ما فعل نزار وعرف على الفور أنه يدبر شيئاً ضد اخية الخليفة فأرسل ليث الدولة ( تعود الفاطمين إطلاق اللقاب والأسماء على من يتقلد وظائف الدوله) صاحب الباب ( قائد الجيش) ومعه جماعة كبيره من الفرسان ليقبضوا عليه ويعيدوه فساروا فى أثره فلم يستطيعوا اللحاق به .

 فاصدر السيد الأجل أمر بإلقاء القبض على إخوته عبدالله وإسماعيل , وأمر مع كل واحد منهم 10 حراس حتى لا يهرب وفى اليوم التالى جلس الخليفة على كرسى الخلافة فى القاعة الكبرى والسيد الفضل بجانبة ثم حضر القاضى على إبن واقع إبن الكحال الملقب بــ المؤيد ثقة الإمام فخر الحكام وأحضروا شهود من القاهرة وآخرين من مصر وأخذوا بيعتهم للخليفة له على رؤساء وموظفى الدولة حتى يتقلد الخليفة مقاليد الحكم .

وأرسل رسالة إلى إخوته عبدالله وإسماعيل وهما فى المسجد تحت الحراسة التابع لقصر الخليفة وقال لهما : " قد حضر القاضى والشهود على جميع رؤساء ادارات الدولة وأخذت البيعة للخليفة ومولانا يرد عليكما السلام ويقول لكما هل تريدان أن تحضرا أنتما ايضاً لكى تبايعاننى أم لا؟ " فقالا : السمع والطاعة نبايعة لأن الله إختاره دوننا لهذا الأمر وما نعاند نحن أمر الله " ثم نهضا معه فلما صار بين يدى الخليفة المستعلى بالله قبلا الأرض وسلما عليه بالخلافة وبايعاه وإستوفى القاضى عليهما إيمان المبايعة ثم أخرج التابوت الذى فيه المستنصر بالله ابيه مسجى من باب الخليفة فى قصر الخلافة وأولاده كلهم يسيرون خلف جثمان ابيهم حفاة الأقدام وصلى عليه إبنه المستعلى ودفن فى التربة التى بقصر الخليفة .

 أما نزار الأخ الثالث فقد ذهب إلى الإسكندرية وإجتمع بواليها نصر الدولة أفيكين الذى كان أحد رجال (غلمان) أمير الجيوش وقرر نصر الدولة على الوقوف بجانب مزار وينصره ضد الخليفة فقام نزار وحلف لنصر الدولة بأنه سيجعله مدبراً لخلافته مكان السيد الأفضل إذا إنتصرا على الخليفة وتحالفا وتعاقدا.

وفى أول محرم سنة 488 ذهب الخليفة المستعلى فى موكب فى القاهرة تظلله مظلة يلبس الملابس الجميلة الذى لم ترى عيون المصريين مثله من قبل – وسمع نزار فى الإسكندرية بموكب الخليفة فى مصر فطاف فى موكب وبمظلة أيضاً ولقب نفسه بالمصطفى لدين الله وأصبح فى مصر خليفتين فلما علم السيد الأفضل بما حدث أعد الجيوش وزحف على مدينة أفسكندرية وحاصرها ونصب المجانيق أما من فى ألإسكندرية فقد جاهدوا بأنفسهم وأموالهم وإشتد القتال بين الطرفين وأخرج السيد الفضل من خزينة الخلافة اموال كثيرة وكساوى وهبات وسلاح كثيروعدد حربية وآلات وإستمر القتال من صفر سنة 488 إلى ذو القاعدة منها , وحدث ان فرغت المؤن والغلات من مدينة الإسكندرية فسألوا الأمان من السيد الأجل فأمنهم وفتحوا له المدينة فدخلها وسلم نزار أخى الخليفة نفسه وسلم واليها أفيكين نفسه فأمر بأخذهم إلى القاهرة وأمر بأن يقيموا فى ظاهرها إلى أن يصل إليها ويسأل الخليفة المستعلى بالله فى امر العفو عنهم.

وعندما دخل السيد الأجل مدينة الإسكندرية ورتب أحوالها وعين للمدينة قاضى وكذلك والياً , ثم أمر بالقبض على رجل من أهل مدينة الإسكندرية لأنه كان يشتمه كل يوم من فوق سور حصن مدينى الإسكندرية أثناء القتال ووقف امامه الرجل الشتام وتوقع أن يأمر بقتله فلما قدموه لسماع الحكم قال بعض الحاضرين للسيد الأجل الأفضل : يا سيدى إستولى على ماله قبل ان تفتله فإن له ثروه تبلغ أكثر من 20 ألف دينار , وللحال عندما سمع السيد الأفضل هذا القول أمر بالإفراج عنه فوراً وقال له : إذهب فقد وهبتك لما لك من غنى وأموال لئلا يظن الناس أنى قتلتك رغبة فى الإستيلاء على مالك " ويقول إبن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفعج2 ص 206 إعداد الأنبا صمؤيل أيقف شبين القناطر وتوابعها الطباعو النعام للتوريدات سنة 1999 وصفا لأعماله : " وقد فعل أفعال كثيرة وجميلة (كان عادلا) التى لا أستطيع أن أحصيها ولا شرحهها كما حدثت"

ثم رحل من الإسكندرية إلى مصر ولما وصل إلى مصر ذهب فى اليوم التالى راكبا حصانه لملاقاة الخليفة المستعلى بالله وكان معه نزار أخوه الذى ثار وأفيكين والى الإسكندرية الذى إنضم معه ضد الخليفة وطلب الأفضل من الخليفة أن يسامح أخاه ولكن صرخ فى وجهه وحدث أن الخليفة عندما رأى اخاه قال خذوه فوثب عليه حارس البوابة والحراس الذين يرافقون المتمردين وجماعة من المشيرين ( الأستاذين الصقالين) وسجن نزار فى سجن القصر وسجن أفيكين فى سجن دار الولاية الذى يسكن فيه السيد الأجل وقام كل من الخليفة والسيد ألجل بالتضيق على المسجونين لديهما حتى ماتا .

ثم إستقامت أمور الحكم للخليفة المستعلى بالله بعد أن إنتصر على أخية نزار وكان ذو هيبة وبطش إلى أن مرض فى السنة العاشرة من جلوس الأنبا ميخائيل وتوفى فى يوم الثلاثاء الموافق 17 من صفر سنة 495 هلالية توافق 11 كهيك سنة 491 ش وقد مكث فى الخلافة 7 سنين وشهرين هلالية  

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 53   وكانت كنيسة الملاك ميخائيل وكنيسة مارى جرجس تجاور الصومعه فعنى به الشيخ الثقاب أبو الطيب ا وبالحصن الذى حولها وأكمل بناها وأصبحت كما كانت فى عصر الخليفة المستنصر وقتله العرب اللواتين بنى لواته فى عصر الخليفة المستعلى والوزير الأفضل شاهنشاه من أجل 25 فدان طين سواد نقل ذلك منفقهاء المسلمين فى سنة 567  (567= 888 ش = 1171م )

وعم الوباء ولم يوفى النيل بمياهه وأعتبر هذا الوباء أطول وباء عرفته مصر في تاريخها , إذ امتد ثماني سنين (446 - 454هـ)  وقد أصطلح المؤرخون تسميتها بسنين الشدة العظمى ولم يكفى مصر هذه المجاعة بل قامت حروب للحصول على الوزارة ,

 

بداية الحروب الصليبية

وفي عهد الخليفة الفاطمى المستعلي بدأت الحروب الصليبية على بلاد الشام واحتل الصليبيون بيت المقدس سنة 493هـ,

 

======================================================================

الخليفة الفاطمى الآمر بالله

 

الخليفة المنصور

وجلس أبنه المنصور ابو على وكان عمره عندما تولى الخلافة 6 سنين  وأطلق عليه الآمر بالله ( 495 - 524 هـ 1101 - 1131 م

أخبار أثيوبيا

وصل رسول من ملك الحبشة إلى السيد الأجل ومعه هدية ويلتمس أن يرسم لهم مطران لبلاده وأن يرافق رسوله فى رحلة العودة فطلب الأنبا ميخائيل للحضور وطلب منه أن يرسم مطراناً للحبشة بسرعة ولما رجع البابا سأل عمن يصلح للمطرانية فلم يجد راهباً يصلح لهذه الخدمة , وحدث أن الح عليه السيد الأجل وأضطهد لهذا التأخير فارسل فى طلب راهباً من دير ابى مقار إسمه جرجس ورسمه مطراناً على الحبشة بسرعه بدون تدقيق وذهب الراهب مع الرسول إلى أثيوبيا , وحدث أن المطران مكث معهم مده قصيرة من الزمن فلم يفلح فى أن يسوس الأمور وفعل امور لا تليق فإنقلبوا عليه وقالوا أنه فعل أمور قبيحة وأفعال لا تليق برتبتة الكهنوتية فقبض عليه ملك أثيوبيا وأخذ جميع ما جمعه من مال هناك وأعاده إلى مصر وكتب إلى السيد الأجل وزير مصر شكوى وسجل فيها أفعاله القبيحة التى فعلها فى بلاده فأمر بالقبض عليه وإيداعه سجن الشرطة فى مصر فأقام معتقل فيه عدة سنين مع فرج الراهب الذى كان فى أيام امير الجيوش يصادر أموال الكنائس من الأساقفة والرهبان وقد ذكرت قصته فى سيرة البابا كيرلس  

إفتراء البابا ميخائيل على الأنبا سهنوت أسقف مصر 

أما أنبا سهنوت أسقف مصر فإنه اقام مدة بطريركية أنبا ميخائيل فى عيشه نكد وكان فى أوقات كثيرة يمنعه من الخدمة ويخترع أسباب يختلقها له ويقصيه عن كرسيه ويبعده عن كنائسة , ولما كان شهر بشنس فى السنة العاشرة من جلوسه بطريركاً عقد مجمعا من جميع الأساقفة ضد الأنبا سهنوت أسقف مصر وإدعى عليه بانه كان فى ايام البابا الأنبا كيرلس نيح الله نفسه قد أقام قداسين فى يوم واحد فى الكنيسة المعلقة وفى أبو سرجة – وقال : " أن ألبابا كيرلس حرمه وتنيح ولم يحلله وبهذا الحرم تبطل أسقفيته ويحرم من الكهنوت " وكتب ذلك الكلام فى ورقة وألزمهم أن يكتبوا موافقتهم بخط أيديهم على حرمه بغير إختيار وذلك لخوفهم من سطوته عليهم , ولما وقعوا جميعهم وأخذ المستند المكتوب معه أرسل إلى أنبا سهنوت فى وسط المجمع ويقطعه (يحرمه) فسبق ما تم فى مجمع الوشاية هذا إلى الأنبا سهنوت أسقف مصر فخرج هارباً من قلايته وذهب إلى القاهرة وإختفى عند أولاده الكهنة ثم سار فى الليل إلى دير القديس ساويرس فى جبل أسيوط وأقام فيها أياماً .

اما البابا ميخائيل فقد كان مقيماً فى كنيسة المعلقة بقصر الشمع فى البيت الذى أمر بإنشاؤه بأعلاها ومكث أياماً يبحث عن السقف فلم يجده  

الرب يقاتل عنك يأنبا سهنوت             

     وفى يوم الجمعة 28 من بشنس يقول إبن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج2 ص 207 إعداد الأنبا صمؤيل أيقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999

: " عرفنى قيم كنيسة الشهيد الجليل سرجيوس بقصر الشمع أن البابا انبا ميخائيل أعطاه كمية من الدقيق كبيرة وأمره أن يعمل صارن ويكون جاهز صباح الأحد وأن يخبر الكهنة بأنه سيقيم قداس فى كنيسة الشهيد سرجيوس وذكر له ايضاُ أنه سيجعلها بطريركية له وأنه سيعلن لشعب واراخنة أسقفية مصر أنه بطريركهم وأسقفهم فى نفس الوقت " .. فقال كاتب تاريخ البطاركه للقيم : " هذا لا يتم علينا ولا نقبله ولا صبر لنا أن نترك أسقفنا إلا إذا كان هناك جريمة واضحة وتطبق عليه القوانين ويحكم عليه , وفى اليوم التالى (يوم السبت) ركب البابا ميخائيل دابته وخرج معه جميع الأغنياء والمتميزون العاملين فى الخلافة ليقابلوا السيد الأفضل عند بلدة دمنهور بعد رجوعه من تنيس فلاقاه فى دمنهور وسلم عليه وفى طريق عودته شعر بتعب شديد فقال لتلاميذه : " طعنت ( أى أصيب بمرض الطاعون) وكاد يقع من على دابته ولم يستطع الكلام (شلل) فحاول تلاميذه أن يسندوه وهو على دابته حتى أوصلوه إلى الكنيسة المعلقة فمكث بقية يوم السبت والليل لم يستطع النطق وهو يصارع الآم المرض وتوفى يوم الأحد آخر بشنس سنة 818 للشهداء الأبرار وهو يوم الخمسين المقدسة وكانت مدة بطريركيته تسع سنين و8 أشهر .

وعاد أنبا سهنوت إلى كرسيه وفرح شعب مصر به ومجدوا الرب وسبحوه   

كنيسة حولها المسلمون إلى جامع 

فى أيام البابا ميخائيل كان بمصر بخليج بنى وائل المؤدى إلى بركة الحبش كان هناك كنيسة على حافة بركة أبى قدامة كنيسة تعرف بابى قدامه وكان فيها ثلاثة مذابح الأول على إسم القديس أنبا باخوم والثانى على إسم القديسه مهراييل الشهيدة العذراء والثالث على إسم القديس ساويرس البطرك أصبحت حوائط الكنيسة مهدده بالسقوط فى اى وقت بسبب الرطوبة فهدها الشيخ (تعنى كبير السن) أبو اليمن وزير أبن عبد المسيح متولى ديوان أسفل الأرض وقام ببنائها من جديد بغير توقيع أو إذن الخليفة , فوشى به بعض من أعدائة الذين فى الديوان ‘لى السيد الفضل وقال له : أنه هدم الكنيسة وبناها بغير أمرك , وأنه كان بجانبها عرضة لديوان أحباس الجوامع (أرض موقوفه على الجوامع أى تؤخذ إيراداتها للجوامع) وأنه اخذها وجعلها حدائق" وقالوا عليه أشياء أخرى كثيرة تجنوا عليه بها ..فما كان من الخليفة أنه قبض عليه وقيده وركب حصانه ومعه جيشه والقاضى وشهود وذهبوا إلى الكنيسة وحضروا شهود المسلمين الزور وشهدوا بذلك ثم إستولى عليها المسلمين وأكملوها جامع فى بشنس سنة 490

 حملــــــة الصليبيين

 وصلت جيوش الروم والفرنج من أوربا إلى الشام فى أعداد كبيرة وإستولوا على أنطاكية ومدن شمال الشام وكانت هذه المدن بأيدى الغز الخراسانيين ولم يبق فى يد الغز الخراسنين إلا دمشق وإستولوا أيضاً على إورشليم التى يسميها العرب المسلمين القدس الشريف وما حولها فى شهر رمضان سنة 492 هلالية وإستولوا على جميع القلاع والحصون ما عدا صور وعسقلان لأن هاذين الحصنين قد بقيتا فى أيدى الولاة بسبب عندما حاصروهم الصليبيين خرج السيد الأجل الأفضل وحاربهم وأنفق أموالا كثيرة  

الصليبيين والأقباط

  بالرغم من أن الصليبيين مسيحيين إلا أنهم كانوا ينظرون إلى القبط المسيحيين بعين الشك والريبة نظراً لوجود القبط بين المسلميين قرون من الزمن فخافوا أن يتعاملوا معهم وكان هذا خطأ إستراتيجى منهم وقال إبن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج2 ص 209 إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999: " وصرنا معشر النصارى القبط لا نستطيع أن نذهب إلى الحج ولا نتمكن حتى من الإقتراب إلى الأراضى المقدسة بسبب بغضهم لنا وأنهم إعتقدوا أننا كافرين وأصحاب هرطقة وبدعة"

 

=================================================================

خلاف فى معنى الصوم

  

  فى بطريركية البابا الأنبا ميخائيل البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 139 وفى سنة 818 للشهداء 1490 للتجسد 1413 للأسكندر 6594 للعالم    

فى تلك السنة وقع خلاف كبير بين المسيحيين ونقاش فى معنى الصوم والفصح المجيد

فقال بعض المسيحيين أنه ابقطى القمر فى تلك السنة تسعة وعشرين يوماً 

وأن عيد اليهود فى يوم الأحد 11 برمودة

ولهذا فالفصح التالى له هو 18 من نفس الشهر

وأن الصوم يكون أوله يوم ألأثنين 23 من شهر أمشير

وقال البعض الاخر هذا خطأ لأن هذه السنة هى التاسعة عشرة لكقلكس القمر الذى يجبر (يجمع) فيها سنوات الكبابيس (سنوات كبيسة) ويصير واحد (يوم واحد) يضاف إلى الشهر الأبقطى الذى هو 29 يوما فيصير 30 يوماً فى هذه السنة كما علمنا آباؤنا معلمى الكنيسة وأمرونا ن نتبعه فى كل تسعه عشرة سنة

فيكون عيد اليهود فى فى هذه السنة 10 برمودة وهو يوم السبت والفصح المقدس يوم الأحد غده هو 11 برمودة

ولما كثر الكلام والمناقشات حول هذا الموضوع حتى سمع به الأنبا ميخائيل بطريرك السكندرية للقبط وأنبا سنهوت أسقف مصر فأجتمعا يالكنيسة المعلقة بقصر الشمع وحضر أساقفة آخرون ممن لهم الفهم والمعرفة ورجعوا إلى كتب الآباء المدون فيها الحساب الأقبطى وحساب السنين والتى ساروا عليها قبل ذلك والتى كتبها الآباء البطاركة قبل ذلك بـ 95 سنة أتفقوا فيها على ان :

ابقطى الشمس هو : أثنين , أو أثنين وربع , أو أثنين ونصف , أو أثنين ونصف وربع

إذا فالمجموعة من المسيحيين التى تقول أن هذه السنة هى السنة لكقلس القمر التى يجب فيها جمع كسور السنوات الكبيسة فيصير حاصل الجمع يوم واحد تضاف إلى أبقطى القمر فى هذه السنة فبعد أن كان الشهر 29 يوم يصير الشهر 30 يوم فيصير

عيد اليهود فى اليوم العاشر من برمودة وفصحنا المقدس غده وهو يوم 11 من برمودة

وكتبت رسائل وأرسلت إلى جميع الكنائس وقرئت فى كنائس مصر

ووافق جميع الطوائف المسيحية على الحساب البقطى وهم : طائفة الروم , طائفة النسطوريين الذين كانوا يقيمون بالأسكندرية ومصر ووافقت جميع الطوائف فى بلاد الشام وبلاد سورية وكراسى القسطنطينية وبلاد العراق والغرب على صحة هذا الحساب كما جرت العادة كل سنة والعادة التى كانت متبعة هى : أن يكون فصح جميع المسيحيين فى العالم كلها فى يوم واحد منذ أن قرر هذا القرار الأباء 318 المنعقدين فى نيقية ,

مخالفة قوانين الرسل الأثنى عشر فى مقررات المجمع الأول فى أروشليم

 

ولم يخالف يوم العيد الذى قررة الأقباط إلا طائفتين هم الأرمن المقيمين فى مصر بالقنطرة وبعض السريان لأنهم لم يفهموا الحساب الصحيح ولم يعرفوا معنى أن تكون السنة كبيسة وأغفلوا كسور السنين الكبيسة التى تضاف معاً فتصبح يوماً واحداً تضاف إلى الشهر 29 يوم فيصبح 30 يوم فأخطأوا وصاموا اسبوع بعد الخمسين يوم فى الوقت الذى لا يحل فيه صوم وعيدوا الفصح فى غير الوقت المسموح به فصاروا تحت حكم المخالفة لقوانين الرسل الأثنى عشر وبولس الرسول ورئيسه المنتخب يعقوب الرسول الذى يلقبة المسيحيين بأخو الرب بالجسد فى كتاب الدسقولية وكتبت به التعاليم وفى الفصل 31 منه يذكر أن : يجب علينا نحن النصارى أن نستقصى لأجل يوم فصح الرب أن لا تصنعه أن لا نصنعه فى أسبوع غير الذى يتفق فيه - أربعة عشر من الهلال ثم يقولون فى هذا الفصل : يجب عليكم أيها الأخوة الذين اشتريتم بالدم الجليل الذى للمسيح أن تصنعوا يوم الفصح بتقصى وإهتمام عظيم من بعد طعام الفطير الذى يكون فى زمان الإعتدال وهو 25 برمهات .

أن الأب الجليل الفاضل اللاحق بالرسل أوليدس القديس البطريرك بمدينة رومية يقول فى القانون 22 من قوانينه : الأسبوع الذى يكون فيه عيد اليهود فليتحفظ فيه جميع الشعب تحفظا كثيراً وليبتعدوا عن كل شهوة وكل كلمة ردية ولا يمزحون بل بحزن عالمين أن ربنا رب الكل متألم تألم عنا فيه لكى بآلامه ينقذنا من الآلام الذى نستحقة بآثامنا  , وبمشاركتنا نحن معه بآلامه التى أحتملها عنا لنشاركه فى ملكوته .

فإذا كان المأمور به هو ان يكون فصحنا فى السبوع الذى يتفق فيه يوم 14 من الهلال , ويكون ايضاً فيه عيد اليهود وأن لا نصنعة قبل زمان الأعتدال الذى هو 25 من برمهات .

فقد ظهر من الدراسة وصحة ما قررنا فى هذه السنة وخطأ ما قررة المخالفون فقد بدأنا الصوم يوم الأثنين 16 من امشير وفصحنا 11 يوم الأحد 11 من الشهر الهلالى الذى هو جمادى الآخر سنة 495 هلالية وهو يوم عيد اليهود والرنانيين والقرايبين , لأن هذه الطائفتين تتفق فى ان عيدها فى يوم واحد وهو السبت 10 برمودة الموافق 15 من جمادى ألاخر لأن القرايين أبصروا الهلال فى اول هذا الشهر ليلة السبت وصح لهم العيد مع أصحاب العدد وهذا موافق لما قررناه وأمرنا به من ان يكون فصحنا فى الأسبوع الذى يوافق يوم 14 من الهلال ويكون أيضاً فيه عيد اليهود ويكون بعد زمان العتدال الذى هو 25 يوماً من برمهات

وأما من خالف هذا القرار فإنهم صنعوا لأنفسهم فصحاً فى غير وقته وجعلوه بعد فصحنا بأسبوع , وبعد عيد اليهود بثمانية ايام فى 23 من الهلال وهذا يخالف ما قررة الرسل الأطهار وآباء الكنيسة الأولون    

حساب الفصح ( بالحساب الأبقطى ) وترابطه مع ظهور نور القيامة من القبر كل عام

 وقد ظهر هؤلاء المخالفون بمظهرالخزى ورأوا خطأهم فندموا حيث لم ينفعهم الندم ولا سيما ورود الأخبار من الشام بظهور النور ونزوله فى كنيسة القيامة بالقدس على مقبرة السيد المسيح المحييه فى عشية يوم السبت الكبير وهو 10 من برمودة الذى كان فصحنا نحن أيضاً كما جرت العادة ولربنا الشكر دائماً أبدياً سرمدياً .

/فى الصورة المقابلة ظهور النور فى العصر الحديث يفج من القبر المقدس يولع جميع الشموع فى لحظة هذا النور ينقلة المسيحين إلى بلادهم لينير شموع الكنائس حتى السنة التالية ويسمى فى مصر " الشعلة المقدسة " أو " النور المقدس "

 

This site was last updated 12/30/11