قداستة ومحمد علي إبراهيم - سامح محروس

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

حديث للبابا فى الجمهورية

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

البابا شنودة الثالث في أجرأ وأخطر حوار ل الجمهورية بمناسبة العيد ال 38 لجلوسه :2/2  - علاقتي بالرئيس مبارك متميزة..ولا ألجأ إليه إلا في الأمور الخطيرة - مشاكل بناء الكنائس لا تأتي من الكبار.. وصغار المسئولين السبب

جريدة الجمهورية  أجري الحوار: محمد علي إبراهيم - سامح محروس

 * ثمانية وثلاثون عاما مضت منذ أن بدأ البابا شنودة الثالث تولي مهامه كبطريرك ليحمل البابا رقم 117 في تاريخ سلسلة بابوات الإسكندرية. .. ثمانية وثلاثون عاماً.. تغيرت خلالها ظروف وطبيعة الحياة في مصر.. من عام الضباب الي عام الحسم ثم عبور 1973 والانفتاح الاقتصادي.. والسلام مع اسرائيل.. .. من تنظيم الحزب الواحد.. الي المنابر.. ثم التعددية الحزبية.. .. من صحافة قومية كانت هي فقط الموجودة علي الساحة الي صحف حزبية وأخري مستقلة.. توالي ظهورها الي جوارها.. .. ان مياها كثيرة جرت في شرايين الحياة السياسية والاجتماعية بمصر.. والبابا شنودة يقف شاهدا عليها.. متابعا لها.. متأملا لها.. ومتفاعلا معها.. ورغم أن حياة البابا شنودة مليئة بالكثير من الدروس والعظات والتجارب.. وايضا المحن.. الا ان اياً من هذه المحن والتجارب لم تتسرب الي اعماقه ولم تفقده سلامه مع نفسه ومع الآخرين.. انه نفس الانسان البسيط.. الذي يتحلي بأهم صفة في الشخصية المصرية وهي "روح الدعابة" والحرص علي بث الشعور بالسعادة في نفوس محدثيه.. لم تغير الازمات من طبيعته.. ولم تخرجه المشاكل والضيقات من روحانيته.. فهو الذي يقول: "ضع الله بينك وبين الضيقة فتختفي الضيقة.. ويبقي الله المحب". .. وهو الذي يقول أيضا: * ان ضعفت يوما.. فاعرف انك نسيت قوة الله. * النفس القوية لا تقلق ولا تضطرب ولا تخاف. ولا تنهار ولا تتردد.. اما الضعيف فانه يتخيل مخاوف وينزعج بسببها. * ان المؤمن لا يمكن ان تتعبه التجربة أو الضيقات.. ذلك لأنه يؤمن بعمل الله وحفظه.. * الانسان الروحي يجد راحته في الله.. انه تراث ضخم من الاقوال الروحية العميقة التي ترقي الي مرتبة الحكم والمأثورات.. صنعتها تجربة البابا شنودة شديدة التفرد بين حياة السكون والوحدة والاختلاء مع الله في الصحراء.. وحياة الصخب والمشاكل والازمات بين الناس.. في هذا الجزء الثاني والاخير تواصل "الجمهورية" نشر الحوار الذي تنفرد به مع البابا شنودة الثالث بمناسبة الاحتفال بالعيد الثامن والثلاثين لجلوسه علي عرش مارمرقس الرسول.. .. والي تفاصيل الجزء الثاني من الحوار.. * رئيس التحرير: كيف تري العلاقة يبن الأقباط والمسلمين حاليا في المجتمع وإلي أين تسير هذه العلاقة؟ ** البابا شنودة: عاوز رأيي بصراحة؟ أري أن اخوتنا المسلمين بهم المعتدل وبهم المتطرف.. المعتدلون تربطنا بهم علاقة أخوة صادقة.. وأنا لا أستطيع أن أحصي عدد أصدقائي من المسلمين.. ولكن المتطرفين يسلكون بسياسة العنف ولا يوجدون محبة بينهم وبين الأقباط.. بمعني فلنفرض أن هناك مجموعة من الأقباط موجودين في قرية ويريدون أن يصلوا.. ماذا يسيء إخوتنا المسلمين.. عندما يصلي الأقباط؟ ولكن من الممكن إذا صلوا ولو داخل بيت.. أن يهجم عليهم البعض ويحرقوا ويضربوا.. تلك هي سياسة المتطرفين. ولكن نشكر ربنا أن حكومة بلدنا معتدلة وليس لديها هذا التطرف.. ولكن التطرف موجود في جماعات منتشرة.. ولكن المعتدلين أخوة وأحباء وأصدقاء. عندما ذهبت لحضور جلسة مؤتمر الحزب الوطني.. كل الذين أقبلوا اليَّ وقدموا لي التحية مسلمون.. وبيني وبينهم محبة كبيرة جداً جداً.. فالمسألة ليست مسألة مسلمين وأقباط.. إنما مسألة اعتدال أو تطرف.. وإذا وجد قبطي متطرف يكون خطرا أيضا.. إن مسألة استخدام التفاهم أو استخدام العنف.. تلك هي التي يجب أن تناقش.. لا أن نناقش "مسلم أو قبطي". ما هو الأفضل للتعاون بيننا كمواطنين.. العنف أم التفاهم؟ طبعا التفاهم هو السياسة التي ترضي الضمير والدين أيضا.. ولكن العنف لا يحقق نتيجة.. * رئيس التحرير: هل لديكم إحصائية بعدد الكنائس التي بنُيت خلال العشرين عاما الأخيرة تقريبا؟ ** البابا شنودة: بالدقة ليس لدي. ولكن في الأيام الأخيرة بُني عدد كبير من الكنائس.. بل حتي في السنوات الخمسة الماضية بُني عدد كبير من الكنائس.. رئيس الجمهورية معتدل.. ولا يعارض في مسائل من هذا النوع ولكن المشاكل تأتي محلية.. * رئيس التحرير: من سلطات محافظين مثلاً ؟.. ** البابا شنودة: ساعات محافظين.. وساعات رؤساء المدن.. وأحيانا رؤساء الأحياء.. وأحيانا مسئولي الأمن.. ولكن المشاكل لا تأتي من سلطة عليا أبدا.. * رئيس التحرير: وما توصيف قداستكم للأحداث التي تقع بين الحين والآخر.. هل هي نتيجة احتقان طائفي أم تمييز أما ماذا؟ ** البابا شنودة: الذي أراه في مناطق معينة.. وليس في كل المناطق.. بمعني أن هناك مناطق كثيرة تسير فيها الأمور بمنتهي السهولة والتآخي.. وهناك بعض المناطق صعبة.. مثل منطقة العياط مثلا.. صعبة من زمان.. يعني أنا فاكر.. ** رئيس التحرير: ده صعبة من كله.. حتي في القطارات.. ** البابا شنودة ضاحكا: منطقة العياط.. إحدي المناطق التي كلمت فيها الرئيس السادات في لقاء جمعنا بالقناطر الخيرية سنة ..1977 قلت له في ذلك الحين: يا سيادة الرئيس ان اتفاقك معنا في موضوع الكنائس.. كان اتفاقاً نبيلاً.. قابله الأقباط بالشكر والعرفان بالجميل.. .. وهو كان مبسوطاً شوية.. ما أقدرش أبدأ معه بالمشاكل.. ثم قلت له: ولكن المهم.. هل الاتفاق الذي بيني وبينك تم تنفيذه أم لا؟ .. ثم بدأت أشرح له النواحي التي لم ينُفذ فيها.. وقلت له ما رأيك في كنائس حصلنا لها علي قرارات جمهورية خاصة بها.. ولم نتمكن من تنفيذ القرار الجمهوري.. فقال لي: إزاي؟ قلت له: سأضرب لك أمثلة.. وضربت ثلاثة أمثلة من ضمنها العياط .. ثم قلت له: أقول لك موضوع العياط.. لأن رئيس الوزراء ممدوح سالم كان حاضرا معنا في الجلسة.. وهو يعرف تفاصيل التفاصيل. - فقال لي السادات: إيه اللي حصل بالضبط؟ قلت له: طلبنا كنيسة في العياط وقدمنا كل الأوراق الرسمية المطلوبة.. ووزارة الداخلية وجدت الاوراق سليمة وطلبت استصدار قرار جمهوري.. وحصلنا علي قرار جمهوري.. الكلام ده كان سنة ..1973 وعندما ذهبنا لحفر أساسات الكنيسة ومعنا القرار الجمهوري قاموا علينا بالعصي والشوم والبنادق والدنيا "هاجت" وأتي البوليس وأتي الحكمدار وأتت النيابة وأتي المحافظ وأتي رئيس الاتحاد الاشتراكي.. والدنيا هاصت.. - قال لي: ليه.. ليه.. علشان إيه؟ - قلت له: إفتعلوا إشكالا قانونيا حول ملكية الأرض ونحن قدمنا عقد الملكية.. والمحافظ قال: ياجماعة طالما هناك اشكال قانوني.. نؤجل الموضوع إلي أن يصدر القضاء حكمه.. فأجلنا الموضوع 6- 7 أشهر.. كانوا قد بنوا خلالها جامعاً في نفس الأرض.. قالوا ياجماعة شوفوا لكم أرض تانية.. بحثنا عن أرض غيرها.. المهم بقي لنا 4 سنين.. وهذا الكلام الذي اقوله لرئيس الجمهورية.. ولم نبن الكنيسة.. ولدينا القرار الجمهوري.. ويستطرد البابا قائلا: ماهو أهم شيء يمكن أن يصلني من السلطة التنفيذية؟ إنه القرار الجمهوري.. أنا حصلت علي القرار الجمهوري ولم أتمكن من تنفيذه.. يبقي موقفي إيه؟ ومارضيتش أقول له يبقي موقفك إيه؟ .. وأخيرا وبعد زمن طويل وبعد زمن السادات بنُيت الكنيسة.. وبعدها بشوية اتحرقت"!!". * رئيس التحرير: والقطار الذي قبل هذا كان في العياط.. والقطار الذي قبل قبله كان أيضا في العياط.. مش ممكن.. لدرجة انهم قالوا ان وزير النقل الجديد قال لهم ما فيش قطارات تمر من العياط. ** البابا شنودة ضاحكا: .. وإلا سائق القطار هايبقي عياط آخر.. * المحرر: أعتقد ان تسميتها بالعياط يرجع إلي سبب تاريخي له علاقة بالعذراء مريم؟ ** البابا شنودة: لا.. هناك من قالوا أشياء أخري.. وأوضحوا أن العياط كانت مدينة مشهورة بجمالها وحُسنها الكبير.. فحسدها الناس.. ولذلك سُميت بالعياط حتي لا يحسدوها.. لكن الكلام خرافات. * رئيس التحرير: بالنسبة لمن يصلون في البيوت باعتبارها كنائس.. هل أصدرت قداستكم قرارا بمنع الصلاة في البيوت أم الاجتماعات الداخلية أم ماذا؟ ** البابا شنودة: لا.. لا.. هذه مختلفة عن تلك.. كلنا في مصر شعب متدين.. المسلم متدين.. والمسيحي متدين.. وأي انسان متدين يريد أن يصلي.. وعندما يبحث عن كنيسة لا يجد.. فيضطر للصلاة في بيته.. فهل نقول له أيضا لا تصل في بيتك؟.. فاذا اجتمع مجموعة من الناس ليصلوا سويا.. هل نقول لهم إن هذا غلط؟ هنا يكون الرد: طيب.. أوجد لي مكانا أصلي فيه وأنا لا أصلي في البيت. فيأتي الرد: لا أوجد لك هذا المكان.. ولا تصلي في البيت.. هل هذا شيء يراعي الضمير؟ إن المثل يقول: إذا أردت أن تطاع سل ما يستطاع ..أما إذا كنت أنا في يوم من الأيام قلت شيئا فهو عن التعليم.. وليس الصلاة.. فالبعض قد يعلمون تعليما منحرفا ضد الدين.. فتمنعهم الكنيسة.. فيقيمون اجتماعات للتعليم في البيوت.. هذا هو الذي قلت عنه إنه لا يصح.. * رئيس التحرير: وربما يتم حل هذه المشكلة من خلال القانون الموحد لبناء دور العبادة؟ ** البابا شنودة: انت عاوز رأيي يا أستاذ محمد؟ المفروض يعرضوا علينا مشروع هذا القانون قبل إقراره.. لئلا يحتوي علي بنود تصعب الأمور أكثر من وضعها الحالي.. * المحرر: هذا يعني وجود تخوف من وضع السلطة في يد المحليات فتتزايد المشاكل اكثر؟ ** البابا شنودة: آه طبعا.. لو في يد المحليات ستكون الأمور أصعب.. بمعني ان الناس الكبار دائما كبار في تفكيرهم ولكن أحيانا المحليات تشهد تكتلات وتعصبات.. ولذلك فإنه من الافضل إذا كانوا يريدون إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة ان يعرضوه علي القادة الدينيين. * رئيس التحرير: حتي تكون الكنيسة مطمئنة أيضا.. لأن هناك أقاويل تشير إلي أن الكنيسة مترددة في تقديم هذا القانون؟ ** البابا شنودة: إنهم لم يعرضوا علينا هذا المشروع.. * المحرر: ما علاقة قداستكم بالرئيس مبارك؟ ** البابا شنودة: علاقتي بالرئيس مبارك طيبة جدا.. ولكنني لا الجأ اليه في كل مشكلة.. ولن نفعل مثل التلاميذ الصغار.. كمن يقول الواد ده قرصني.. الواد ده داس عليَّ... لا الجأ إليه إلا في المشاكل الكبيرة لأنه أيضا مشغول بأمور تهم البلد كلها.. فإذا كانت هناك أمور خطيرة أتصل برئيس الجمهورية.. أما إذا كانت الأمور عادية أتصل بالقيادات التالية.. ونحن متضامنون معه في كل شيء .. ونري أنه اصلح رئيس جاء مصر بعد الأحزاب.. علي الأقل أنا عاصرت في الثورة ثلاثة رؤساء.. الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات والرئيس حسني مبارك.. الرئيس جمال عبدالناصر كان يمثل الحزب الواحد وهو الاتحاد الاشتراكي. ولم تكن هناك معارضة.. والرئيس السادات بدأ في تكوين معارضة ولكنها معارضة شكلية.. وكان يقول الديمقراطية لها أنياب.. أما الرئيس حسني مبارك فأوجد معارضة حقيقية.. ولكنه يقاسي من هذه المعارضة أيضا.. لقد أعطي مثلا حرية للصحافة.. ياما الصحافة اساءت اليه هو نفسه.. والبعض استغل الحرية في غير موضعها وبغير حدود. بينما نحن لا نؤمن بما يُسمي الحرية المطلقة.. وانما بما يسمي الحرية المنضبطة.. فالحرية المطلقة قد يسيء الناس استخدامها... ولكن الحرية المنضبطة تضبطها علي الأقل ثلاثة أمور: * الإنسان يستخدم حريته بحيث لا يعتدي علي حريات غيره او حقوقهم. * ..ويستخدم حريته بحيث لا يُسيء الي النظام العام ولا يسُيء إلي قوانين البلد. *..و يستخدم حريته بحيث لا تكون ضد وصايا الله. تلك هي ضوابط الحرية.. كما نقول..علي سبيل المثال .. نهر النيل.. يحده شاطئان لا يحددان حريته وإنما يضبطان مجراه فلا تنسكب المياه وتتحول الي مستنقعات.. تلك هي الحرية وهي لا تعني.." أعمل زي ما أنا عاوز" * المحرر: وماذا عن علاقتك بالحكومة والجهاز التنفيذي؟ ** البابا شنودة: ايضا علاقتنا بالحكومة.. علاقة طيبة.. ولكن المهم المستويات الأقل.. * المحرر: إذن المشكلة لدي صغار الموظفين؟ ** البابا شنودة: هم لا يعتبرون أنفسهم صغار موظفين.. انهم يرون أنفسهم كبارا.. سأقول لك علي حاجة: أنا أقدم طلبا للسيد الوزير... يقابله بكل كلمة طيبة وروح طيبة .. كتر خيره.. والوزير يحيل الطلب إلي مدير الشئون القانونية لدراسته.. ثم يحال الطلب إلي الهيئات المختصة لتقرير ما يتم. ويصل الأمر الي الجهات التحتية.. لأنه لا يوجد وزير يوافق علي شيء دون دراسة.. والدراسة تعني احالة الموضوع الي المكاتب التحتية.. فاذا كانوا لطفاء سيكتبون تقارير "كويسة" أما إن لم يكونوا لطفاء سيكتبون تقارير "صعبة". * رئيس التحرير: معني ذلك ان الاستجابة للمطالب تختلف من محافظ لآخر أو من وزير لآخر؟ ** البابا شنودة: آه.. طبعا.. لقد عاصرنا مثلا محافظا كان في منتهي التعاون معنا وكان محبوبا من كل فرد في المحافظة انه محمد عبدالسلام المحجوب عندما كان محافظا للإسكندرية.. رجل متجاوب ليس فقط مع الأقباط.. بل مع كل فرد وأقام إصلاحات بالمحافظة ونظمها وعمل حاجات.. ويسمونه "المحبوب".. ولذلك ذكراه عند جميع الناس طيبة.. وهذا الأمر يختلف من محافظ لمحافظ.. وهناك محافظ آخر مثلا- ونحن جربنا محافظين عديدين في بلاد متعددة- لا يريد ان يوافق علي شيء إلا بعد موافقة جهات الأمن.. وهناك محافظ يخاف من المسئولية فلا يفعل شيئا.. * رئيس التحرير: اي ان هناك محافظا سياسيا ومحافظا موظفا؟ ** البابا شنودة ضاحكا: وياريت موظف عدل. * رئيس التحرير: بين الحين والآخر تذهب للدير للاعتكاف.. والبعض يفسر ذلك علي انه نوع من الضغط علي الدولة حتي تستجيب.. ما مدي صحة ذلك..؟ وهل اعتكاف قداستك بالدير مرتبط بالمشاكل.. أم أنه له ظروف أخري؟ ** البابا شنودة: عندما دخلت في سلك الرهبنة كان هدفي حياة الوحدة قدر الإمكان.. وتدرجت في حياة الوحدة إلي ان عشت في مغارة بالجبل تبعد 12 كيلو مترا عن الدير وكانت تمر عليَّ اسابيع لا أري فيها وجه إنسان..تعودت علي حياة الوحدة.. وعندما أخذوني وجعلوني أسقفا كان من أكثر الأيام إيلاما لي في حياتي.. وكان اكثر يوم بكيت في حياتي.. عندما أصبحت اسقفا.. ولكني قلت لنفسي.. بما أنني انتقلت من حياة الوحدة الكاملة الي الاختلاط بالناس.. ووجدت نفسي مضطرا.. هل انقسم علي ذاتي؟ أعمل أم لا أعمل؟ لقد تغير وضعي وعليَّ أن اتأقلم مع هذا الوضع.. فعشت أخدم علي قدر ما استطيع.. وأخيرا تم اختياري بطريركا.. ولكن علي الرغم من كل هذا.. كنت كل أسبوع لابد أن اذهب الي الدير.. سواء توجد مشكلة أو لا توجد.. أذهب الي الدير.. وكوني ان استنشق هواء الصحراء.. دي حاجة جميلة عندي.. حياة السكون والهدوء.. شيء أصيل في حياتي.. ولذلك اذهب الي الدير كل اسبوع.. أما في المشاكل التي اذهب فيها الي الدير اذهب وتطول مدتي.. وتلك معناها ان هناك مشكلة.. لا اعرف ان اجد لها حلا.. فاقول له يارب انت الذي تحلها. * المحرر: لماذا أحجم الاقباط عن العمل السياسي.. رغم أنهم تاريخيا كان لهم دور أكبر بكثير قبل الثورة؟ ** البابا شنودة: عاوز رأيي بصراحة؟ الأقباط ابتعدوا عن السياسة أحيانا لان الباب مغلق أمامهم.. المفروض أن الاكثرية تفتح أحضانها للأقلية العددية وتعطيها مجالا لكي تتواجد وتستمر وأن تدخل في الترقي السياسي.. لكن الأقباط يرشحون انفسهم في المجالس النيابة فلا ينجحون إطلاقا.. في احدي المرات.. لم يكن بمجلس الشعب قبطي واحد الا الذين عينهم الرئيس.. والمجلس النيابي السابق لم ينجح فيه قبطي واحد إلا وزير المالية.. وهو وزير.. يبقي السؤال: الأقباط يحجمون أم أنهم لا يحصلون علي فرصة؟ المطلوب أن نضع الأمور في معناها الواقعي.. ليس فقط الأقباط لا تعطي لهم فرصة في المجالس النيابية او التشريعية وإنما حتي في النقابات يندر ان ينجح قبطي في النقابات.. لا نقابة محامين ولا نقابة أطباء.. ولا صيادلة.. * رئيس التحرير: ولكن كان هناك أقباط في مجالس نقابة الصحفيين. ** البابا شنودة: زمان * رئيس التحرير: مش زمان قوي.. المرحومان سعيد سنبل وفيليب جلاب حتي 1994 و 1995 ** البابا شنودة: دول من الأثريين.. شوف.. الأمر يتعرض للانقراض يعني مثلا في وقت من الأوقات كان نقيب المحامين لمدة طويلة مكرم عبيد.. وبعد ذلك أصبح وكيل نقابة المحامين إما اصطفان باسيلي او راغب حنا.. ثم لم يعد هناك أي قبطي عضو في مجلس نقابة المحامين.. هذا الموضوع يدفع الأقباط للسؤال: لماذا ارشح نفسي إذا كنت "ساقط ساقط"؟ خليني بعيد.. وبعد ذلك تطور الأمر الي ما هو اكثر.. حيث يقول.. ولماذا أدلي بصوتي؟ صوتي لا قيمة له.. * رئيس التحرير: وهذا الكلام يقوله المسلمون ايضا؟ ** البابا شنودة: آه طبعا.. والمسألة في حاجة الي تنظيم واقعي يضمن وجود الأقباط في المجالس التشريعية.. في إحدي المرات كنت في اجتماع جمعية من الجمعيات الكبيرة.. وأنا دائما اتحدث حديثا روحيا يصلح للمسلم والمسيحي ولكن بعد ذلك تأتي الأسئلة.. وواحد كان عميد كلية او استاذ جامعة سألني: هل هناك تفرقة بين المسلمين والمسيحيين؟ سؤال محرج.. قلت له شوف يا أستاذ: أنا سأعطيك مثلا بسيطا.. أنا يزورني كثير من السفراء والقناصل.. ورجال الصحافة الكبار من مصر وخارج مصر.. فيسألونني: ما وضع الأقباط في البرلمان؟ .. فأقول لهم رئيس الجمهورية يعين خمسة أقباط مثلا ..فيقولون: نحن نسأل عن الانتخاب... قل لي ارد عليهم وأقول لهم ايه؟ قال الاستاذ: نحن بلاد ديمقراطية.. القبطي يدخل الانتخابات .. ينجح ينجح .. يسقط يسقط.. دي انتخابات. قلت له: طيب يا أخي.. هذا الأمر لم يكن موجودا أيام سعد زغلول.. كان ممكن القبطي يروح في دائرة كلها مسلمين وينجح.. والمسلم يروح في دائرة كلها أقباط وينجح.. لماذا ظهرت تلك المشكلة الآن؟ ولما وجدت الجو تعكر.. صمتُ .. الأمر واضح هنا.. عندما نقول الأقباط يحجمون.. أقول إن الأقباط ليس لديهم أمل.. ويمنعون..ولو كان لديهم أمل والباب مفتوح أمامهم والأكثرية تفتح أحضانها للأقلية كانت كل حاجة مرت بهدوء.. هذا هو الكلام الصريح.. إن كان يزعلكم.. بلاش. * رئيس التحرير: تخصيص كوتة للمرأة في البرلمان.. هل تعتقد ان سيدات مسيحيات يمكن ان يدخلن خاصة أنه ستكون هناك فرص اكبر؟ ** البابا شنودة: المسألة تتمثل في أنه إذا كان الحزب سيساند اي مرشح رجلا أو امرأة.. من الممكن ان ينجح.. وأتذكر أن تلك حدثت أيام الرئيس السادات.. عندما أراد ان يعطي 30 مقعدا لحزب العمل.. فلم يدع أحدا يترشح أمامهم فنجحوا.. والمسألة تتطلب مساندة عملية وتخطيطية من الدولة.. لو أرادوا ان يخططوا ان ينزل أكثر من اسم قبطي في مناطق معينة فانه بمقدورهم أن يديروها بطريقة خاصة وعمليا بألا يترشح أحد أمامهم.. وتساندهم كل الهيئات في البلد.. * رئيس التحرير: عموما تجربة المرأة.. سيتم تطبيقها لمدة دورتين فقط ويمكن أن تكون وسيلة لتعليم المجتمع أن ينتخب سيدة قبطية.. وأن تتاح لهن الفرصة لإثبات وجودهن؟ ** البابا شنودة: هذا في 64 مقعدا.. وماذا عن باقي ال444 مقعدا.. كم دائرة منهم سيدخل فيها الأقباط؟ الجمهورية: وفي ختام اللقاء قدمنا كل الشكر للبابا شنودة الثالث علي الوقت الذي منحه لنا لإجراء هذا الحوار.. ودعونا له بأن يمتعه الله بالصحة والعافية..

 

This site was last updated 11/24/09