Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أصبح «بابا» كل العرب

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أصبح «بابا» كل العرب
الراهب أنطونيوس
الأب متى المسكين والبابا
البابا شنودة ومدارس الأحد
صديق البابا يتجدث عنه

Hit Counter

 

«نظير جيد».. الراهب اليتيم «ساقط القيد» الذى أصبح «بابا» كل العرب

المصرى اليوم  ١٤/ ١١/ ٢٠٠٩

 يا حياتى كيف صرت ماذا أحكى؟ لست أدرى كنت طفلا صرت كهلا  كيف مد الله عمرى

كيف قاد الله خطوى وتولى الله أمرى منذ أن كنت صبيا وإلى أن شاب شعرى.

بهذه الأبيات عبر البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة القبطية عن مشاعره فى يوم تجلسيه على الكرسى البابوى الثامن والثلاثين وهى نفس المناسبة التى يحتفل بها البابا اليوم ويتذكر خلالها مشواره الطويل منذ ولادته حتى الآن. البابا شنودة يحمل الكثير من الصفات التى لم يحملها أى بطريرك غيره ومن الصعب أن يحملها أى ممن سيأتى بعده فهو أول بابا يدعى من رئيس الولايات المتحدة إلى البيت الأبيض، وأول بابا فى العصر الحديث يستأنف الحوار مع رئيس الكنيسة الكاثوليكية بابا الفاتيكان، وأول بابا يجمع فى تكوينه بين كتابة الشعر والحياة العسكرية، وهو أول بابا يدخل سفارة المملكة العربية السعودية فى القاهرة فى مشهد استثنائى لا نظير له من قبل، وهو أول بابا يساند القضية الفلسطينية على حساب حريته، لذلك تبوء مكانة عربية ودولية رفيعة المستوى. ولد البابا شنودة الثالث فى صعيد مصر، فى قرية سلام، محافظة أسيوط، فى ٣ أغسطس ١٩٢٣ باسم نظير جيد روفائيل، ويقول البابا عن نفسه ولدت وتوفيت والدتى على الفور بحمى النفاس دون أن أرضع منها، لذلك أرضعتنى كثيرات من المسيحيات والمسلمات، من الأقارب والأغراب، وقد أمضيت الفترة الأولى دون عناية تذكر، ولكن أخى الأكبر روفائيل كان موظفا فى مدينة دمنهور بإحدى إدارات وزارة المالية، جاء وأخذنى لأعيش معه.. وكانت هناك مرحلة تعليمية تدعى التحضيرى فاختصرت سنواتها فى سنة واحدة ثم أمضيت عاما آخر فى المرحلة الابتدائية وأمضيت هذه المرحلة مع إخوتى فى الإسكندرية.. ولكن السنة النهائية وهى الرابعة الابتدائية قضيتها فى أسيوط. ويكمل البابا شنودة تفاصيل ما جرى معه: انتقل أخى الأكبر إلى مدينة بنها وأخذنى وحصلت على الابتدائية، ولم تكن هناك مدرسة ثانوية سوى الأهلية، ولم تكن معى شهادة ميلاد.. فقيدونى تحت بند «ساقط قيد» ذلك أن وفاة والدتى فى أغسطس الذى يميز الصعيد بالحرارة الشديدة لم يتح لعائلتى فرصة استخراج شهادة الميلاد، فلجأت إلى القضاء الذى أرسلنى إلى التسنين وأتذكر أننى قلت للطبيب إياك أن تقع فى خطأ.. فمن الجائز أن يولد طفل لأب متوفى وقد ترك الجنين فى بطن زوجته.. ولكن من المستحيل أن يولد طفل بعد وفاة والدته.. قال طبعا.. وأضفت أن والدتى توفيت فى التاريخ الفلانى بحمى النفاس، ومعنى ذلك ببساطة أننى لم أولد بعد هذا التاريخ.. ضحك الطبيب وحدد تاريخ ميلادى الطبيعى والصحيح وهو التاريخ الذى يسبق بيوم أو يومين تاريخ وفاة والدتى المثبت فى الشهادة الصحية بالدفن، يضيف البابا شنودة « دفعت ثمنا غاليا لشهادة الميلاد الغائبة، إذ بقيت سنتين دون مدرسة ولكنى ربحت القراءة الغزيرة لكل كتاب يقع فى يدى وقد قرأت خلال هذين العامين فى الأدب والاجتماع وحتى الطب.. فتكونت عندى كمية هائلة من المعلومات فى سن صغيرة جدا بين ١١ و١٣ سنة تقريبا.  والأهم أن القراءة تحولت إلى عادة نفسية وعقلية وهو الأمر الذى ساعدنى فى حياتى مساعدة كبيرة، وتسببت هذه العادة فى عادة أخرى هى أننى رحت أجلس مع الأكبر منى سنا كأخى الأكبر وأصحابه.. فكنت أعرف وأجمع من المعلومات ما يتجاوز سنى وكنت اقرأ الصحف فى الابتدائية وأحفظ خطب مكرم عبيد فى السياسة ودفاعاته فى المحاكم.. لأن مرافعاته كانت أدبا رفيعا..  وهذا يعنى أن فجوة اتسعت بينى وبين أقرانى فلم أعرف فى طفولتى وصباى الألعاب المعروفة فى هذه السن وانتقل أخى روفائيل إلى القاهرة فانتقلت معه والتحقت بإحدى المدارس الحرة حتى صدرت شهادة ميلادى وأنا فى السنة الثانية الثانوية.. كانت المرحلة الثانوية خمس سنوات ولم تكن هناك المرحلة الإعدادية. وبعد انتهائه من دراسته الثانوية، التحق نظير جيد بجامعة فاروق الأول «القاهرة» ودرس فى كلية الآداب وتخرج فيها حاصلاً على ليسانس الآداب قسم تاريخ عام ١٩٤٧، وفى العام نفسه تخرج فى مدرسة المشاة للضباط الاحتياط وكان أول دفعته فيها، وعمل مدرساً للغة الإنجليزية، وكان أثناء عمله مدرساً مواظباً على الدراسات المسائية بالكلية الإكليريكية بالقاهرة، وحصل على دبلوم اللاهوت من الكلية الإكليريكية عام ١٩٤٩، وبسبب تفوقه عمل مدرساً بها. وأثناء عمله فى الكلية الإكليريكية طالب بانتقال الكلية إلى مكانها الحالى، فى أرض الأنبا رويس، حيث بنى لها مبانى مخصصة، بعد أن كانت فى مبنى قديم متواضع فى مهمشة، ودعم هيئة التدريس بالخبرات العلمية من المدرسين الباحثين فى شتى المجالات، كما تم فى عهده زيادة الاعتماد المالى المخصص للصرف عليها من قبل المجلس الملى العام. بدأ نظير جيد خدمته فى مجال مدارس الأحد عام ١٩٣٩ بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة، والتى كانت كنيسة الكلية الإكليريكية فى ذلك الوقت، وكانت فى فناء الكلية، وفى عام ١٩٤٠ أنشأ فرعاً لمدارس الأحد فى جمعية الإيمان بشبرا، ولنشاطه الكبير ضمه الإرشيدياكون حبيب جرجس إلى اللجنة العليا لمدارس الأحد، أما شهرته فى الخدمة فقد توجت فى مجال الشباب بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا، حيث كان متحدثاً لبقاً وممتازاً فتجمع النشء الجديد حول خدمته وجذبهم إلى الروحانيات التى تملأ الكتاب المقدس وكان اجتماع الشباب بهذه الكنيسة مساء كل أحد مكتظاً بالشباب والخدام، وشاع نجاح خدمته فلم يكن حضور اجتماع الشباب مقصوراً فقط على شباب الحى الذى تقع فيه الكنيسة، ولكنه اجتذب أيضاً خداماً وشباباً من كنائس وأحياء مختلفة، كانوا يحضرون من أماكن بعيدة، متحملين مشقة السفر ليستمعوا ويستفيدوا من موهبة الروح القدس المعطاة لهذا الشاب، فملأ الخادم نظير جيد كل مكان تطؤه قدماه بالإرشاد والتعليم. ولم يكن نظير جيد لبقاً فحسب، ولكن ظهرت له موهبة أخرى هى الكتابة وقرض الشعر، فبدأ إنتاجه الغزير بقصيدة رائعة بعنوان «أبواب الجحيم»، وفيها أظهر عظمة الكنيسة القبطية، وبعد سنتين على صدور مجلة مدارس الأحد، حمل مسؤولية إدارتها وتحريرها واستطاع من خلال مسؤولياته أن يعبر عن آماله وآمال الجيل الجديد من الشباب فى مستقبل الكنيسة القبطية فى القرن العشرين، فبدأ يوجه الفكر القبطى ويؤثر فيه وتبنى الكثيرون آراءه وأفكاره، فكتب فى كل نواحى المجتمع الكنسى القبطى ومشاكله ظل نظير جيد يكتب فى مجلة مدارس الأحد منذ صدورها عشرات المقالات المتنوعة، فكتب عن الحياة الروحية ودراسات فى إصلاح الكنيسة وتاريخ الكنيسة ومشاكل الشباب، وكتب ٤ مقالات طويلة للرد على شهود يهوه، كما كتب أيضاً الكثير من القصائد الشعرية التى صارت فيما بعد تراتيلاً روحية يتغنى بها الشعب القبطى. أما أكثر مقالاته غرابة وروحانية فى الوقت نفسه، فكانت الموضوعات التى كتبها عن انطلاق الروح، التى كان فى العادة يكتبها عند عودته من خلوته بالدير، فقد كان دائم التردد على دير السريان الذى كان يقضى فيه فترات كبيرة، أما آخر مقالاته التى كتبها فى مجلة مدارس الأحد فكانت بعنوان «تمنيت لو بقيت هناك».. وأبياتاً أخرى بعنوان «يا سائح»، وبعدها انطلق إلى دير السريان، حيث سيم راهباً فى ١٨ يوليو ١٩٥٤ باسم الراهب أنطونيوس وكان قد بلغ من العمر ٣١ عاماً. وكان قد عرفه الكثير من الأقباط من خلال خدمته فى الكنائس المختلفة ورئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد، وكانت رهبنته خبراً تناقلته الألسن، خاصة فى مجال مدارس الأحد فقط، فقد كان له تلاميذ كثيرون فى بداية الطريق. وأدى تركه رئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد بسبب رهبنته إلى فقدانها مركز الحركة الروحية، واتجهت المجلة إلى خط آخر فى التحرير والسياسة، فلم ترق لكثيرين من قرائها فتخلوا عن متابعة ما يكتب فيها، وموهبته فى الكتابة زادت بالقراءات الكثيرة عندما اطلع على الكتب الموجودة فى مكتبة الدير، وكان كثيراً ما يخرج كراسة أشعاره ليدون تأملاته الروحية فى نظم شعرية، وخرجت بلا شك مختلفة تماماً عن أشعاره السابقة عندما كان فى العالم، وهذا طبيعى، فأشعاره قبل الرهبنة كانت للنشر صالحة لتعليم الآخرين وخدمتهم، أما أشعاره بعد رهبنته فى الدير، فكانت لمنفعته الشخصية سجل فيه شعوره وروحانياته وخرجت فى فلسفة لما وراء الحياة ومعناها وكانت قمة أبياتها تقول: «يا صديقى لست أدرى ما أنا.. أو تدرى أنت ما أنت هنا». وبانتهاء عام ١٩٥٥ انتقل الراهب أنطونيوس إلى مرحلة أخرى من مراحل الرهبنة وهى الانعزال عن الحياة وفضل حياة الوحدة ووجد الراهب أنطونيوس كهفاً يصلح لوحدته، ولا يزيد عرضه على متر واحد وطوله ثلاثة أمتار ونصف المتر، وكانت المغارة على بعد ٦ كيلو مترات من الدير، وتركها لمغارة أخرى تبعد عن الدير ١٢ كيلو متراً ووضع فى مدخله مكتبه وبدأ يعد قاموساً للغة القبطية، وكانت تمر عليه أسابيع لا يرى فيها وجه إنسان وكانت فرصة للخلوة والتأمل والدراسة وتتبع القديسين فى أعمالهم وأقوالهم من قراءته كتبهم. لم يخرج أبونا أنطونيوس من ديره إلا لحاجة شديدة وبإلحاح شديد عليه ليقابل البابا كيرلس السادس، الذى استدعاه للانضمام إلى سكرتاريته، والإقامة معه فى الطابق السادس فى المقر البابوى بالدرب الواسع بـ«كلوت بك»، اصطدم الراهب أنطونيوس بالدكتور كمال رمزى استينو، نائب رئيس الوزراء وقتها، بسبب كتاب أصدره الدكتور نظمى لوقا «محمد الرسالة والرسول» وأمر كمال الدين حسين وزير التعليم وقتها بطبع الكتاب وتوزيعه فى مدارس مصر وسوريا وترك موقعه وعاد إلى الدير. أعاده البابا كيرلس مرة أخرى للحياة، لتتم سيامته أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك فى ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢، وعندما توفى البابا كيرلس فى الثلاثاء ٩ مارس ١٩٧١ أجريت مراحل انتخابات البابا الجديد فى الأربعاء ١٣ أكتوبر.  وفى الأحد ٣١ أكتوبر ١٩٧١ بدأ القداس الذى يسميه الأقباط القرعة الهيكلية السابعة والنصف صباحاً وحضر أعضاء المجمع المقدس وأعضاء لجنة الأملاك بالبطريركية وأعضاء هيئة الأوقاف والوزراء الأقباط ومندوبو الإذاعة والتليفزيون والصحافة وحضر أيضاً سفير إثيوبيا بالقاهرة والآلاف من الشعب القبطى. وبعد رفع بخور باكر، دخل نيافة الأنبا أنطونيوس القائمقام البابا وأحضروا مائدة وضعوها أمام الهيكل ووقف الأنبا أنطونيوس وفى يده ثلاث أوراق بكل واحدة اسم من أسماء المرشحين، وقال الأنبا أنطونيوس: «سأريكم الآن الثلاث ورقات كلها بمقاس واحد، ولون واحد، ومختومة من الجانبين بختمى وختم لجنة الانتخاب، سأطبق كل واحدة أمامكم وسأضعها فى العلبة وأقفلها وأشمعها أمامكم وأختمها بختمى». أمسك الأنبا أنطونيوس بالعلبة الفارغة وأراها للناس ثم أمسك بالورقة الأولى وبسطها أمام الجميع ليراها الناس وقرأ الاسم الموجود فيها وطبقها ووضعها فى العلبة، وكذلك فعل الشىء نفسه مع الورقتين الأخريين، ثم أغلق العلبة وختم على العلبة بخاتمه وسلم الخاتم للسيد الوزير المهندس إبراهيم نجيب، ثم أخذ العلبة ووضعها على المذبح لتحضر القداس، وبعد انتهاء القداس أعادوا المائدة مرة أخرى أمام الهيكل، وجمعوا كل الأولاد الذين حضروا الصلاة وتناولوا حتى يختاروا واحداً ليسحب ورقة (القرعة) وكانوا تسعة أولاد، ووقع اختيارهم على أصغرهم وكان فى العاشرة من العمر واسمه أيمن منير كامل غبريال، والعجيب أنه حضر مع أبويه من الإسكندرية، ولم يكن معهم تصريح لدخول الكنيسة يومها، ولكنهم استطاعوا حضور القداس بعد مشقة كبيرة، وشاءت المشيئة الإلهية أن تكون يد الطفل غير المدعو من الناس لهذا الحفل هى التى تسحب ورقة بابا الأقباط القادم، وألبسوا الطفل أيمن ملابس الشمامسة وحمله نيافة الأنبا أغابيوس وأتى به إلى القائمقام، وهنا رفع الأنبا انطونيوس العلبة وبها الثلاث ورقات إلى أعلى مربوطة ومختومة حتى يراها الناس بأربطتها وأختامها، ثم أدار العلبة فى يده عدة مرات وهزها حتى لا تثبت الأوراق كما وضعها ثم فض الأختام من على العلبة ووقف أمامه الطفل أيمن بعد أن أخفوا عينيه حتى لا يرى شيئاً من الأوراق التى سوف يسحب إحداها، وأثناء ذلك بدأ الآلاف من الشعب القبطى المتواجد فى الكنيسة يصلون قائلين: «كيريا لايسون» ٤١ مرة، ومعناها «يارب ارحم». مد الطفل أيمن يده إلى العلبة وهو مغمض العينين وسحب ورقة فأخذها منه القائمقام الأنبا أنطونيوس وكان الجميع صامتين، وأمسكها بيده وأخذ يفتحها والكل مترقب وقرأ الأنبا أنطونيوس الاسم المكتوب فى الورقة وأعلنه للشعب وهو: «نيافة الأنبا شنودة.. أسقف التعليم». ويتعجب لويس عوض: من المصادفات التى جعلت هذا الشاب الذى انسحب إلى العزلة الكاملة حين أصبح راهبا، هو نفسه الذى خلف البابا كيرلس السادس على العرش البطريركى فى مصر وما يتبعها، وقد كان هذا الهادئ بل والأقرب إلى الصمت الدائم من عوامل الحركة فى الكنيسة والمجتمع بحيث إن صوت هذه الحركة التى نسميها النهضة قد احتدم فى لحظات مشهودة هى لحظات الصدام مع المعوقات سواء أكانت داخل الكنيسة فى مواجهة التقليديين أو خارج الكنيسة فى مواجهة الرئيس الراحل أنور السادات وتيارات الإسلام السياسى. ورصد لويس عوض أقرب الصفات التى تلائم البابا شنودة فوجده جمع بين سمات الفلاح المصرى الأصيل وبنيان الفيلسوف وهذا الفلاح الفيلسوف هو الذى جمع بين الزهد فى أمور الدنيا لدرجة التوحد، وبين زمام القيادة التى جعلت منه زعيما روحيا كبيرا بكل المقاييس. ومن بين ما سيذكره التاريخ للبابا شنودة كما يروى لويس عوض أنه البابا الذى حرم على مواطنيه زيارة القدس بعد احتلالها من إسرائيل ونتج عن قراره خصومة قوى أجنبية إقليمية ودولية. ويشتهر البابا شنودة بمواقفه الشجاعة وجريئة منها رفضه الأفكار الغربية برسامة السيدات كاهنات حيث قال لو إن للنساء كهنوت لكان من الأولى رسامة السيدة العذراء، كما أنه رفض رفضا تاما تبرئة اليهود من دم المسيح. وحصل البابا شنودة على ثلاث جوائز عالمية للحوار والتسامح الدينى وحقوق الإنسان.

 

This site was last updated 05/03/10