نقلت من صفحة : Bassem Ashraf الفيس بوك بتاريخ 13/6/2020م

ده عم فتحي لوندي ...
لو اي حد بيروح الكاتدرائية اكيد يعرف عم فتحي ... إنسان طيب و هادئ عنده مكتبة قدام كنيسة الأنبا رويس.
و قاعد في حاله بقاله خمسين سنة من أيام البابا كيرلس السادس
كان البابا شنودة لما يدخل يصبح عليه و لو كان عنده وقت كان يقعد يضحك معاه شوية
و كان صديق المتنيح أبونا ميساك عميرة و أبونا انسطاسي الصموئيلي.
شخصية جميلة جداً و يعز شهيد عظيم اسمه أبالي بن يسطس ... اي حد يقابله او يقعد معاه لازم يحكيله عن الشهيد ده.
حياته كانت هادية جدا
لحد ما تنيح حبيبه البابا شنودة الثالث
حزن عليه حزن شديد و اللي تسبب في حزنه اكتر هو مين اللي هيحل مكان البابا شنودة
ياترى البطرك اللي هييجي بعد البابا شنودة
هيصبح عليه !؟
يا ترى هيسلم عليه و يضحك معاه ولا لا!؟
تلف الأيام و ييجي البابا اللي مانعرفوش
الأنبا تواضروس
أول ما شافه قاعد في المكتبة بتاعته اللي بقالها خمسين سنة
راح شخط و زعق و أمر ان المكتبة دي تتهد لأنها بتشوه المكان ... عم فتحي فضل يترجاه و يقول يا سيدنا المكتبة دي بقالها سنين
من أيام البابا شنودة راح رد عليه
البابا اللي مانعرفوش و قال
(اللي بيكلمك دلوقتي مش البابا شنودة)
و سابه و مشي و
و أمر الحرس و البودي جاردات
انهم يكسروا المكتبة
كل العمال اللي في الكاتدرائية و على رأسهم إبنه راحوله و قالوله يا سيدنا ليه !؟
المكتبة دي بقالها سنين ارجوك ليه تهدها ده عم فتحي متعود يقعد فيها و هو مبسوط منها
رفض البابا اللي مانعرفوش يسمع كلامهم و اصر على انه يهد المكتبة
و بعد ساعات بل أيام بل اسابيع
من التوسل سمحله
بمتر ترابيزة ورا الكنيسة بعد ما كانت مكتبة كبيرة منظرها رائع و غنية بالكتب و الصور
و للأسف بسبب كده
مرض عم فتحي اكتر و عاش أواخر ايامه حزين و لما قابلته كان مستاء جداً على احوال الكنيسة و دائما كان يقول و لا يوم من أيامك يا بابا شنودة ولا يوم من أيامك يا حبيبي
و كل ما نجيب سيرة البابا شنودة كانت دموعه تنزل
في يوم ١٣ مايو ٢٠١٩ م .
نادت السماء عم فتحي و راح لحبيبه البابا شنودة و شفيعه القديس أبالي و حالياً
بيصلوا أمام عرش الله ...
رحل عم فتحي في هدوء
و ساب البابا اللي مانعرفوش وسط حراسه و حاشيته و سكرتيراته و أوامره.
رحل و هو حزين على مكتبته اللي اتهدت و استبدلت بترابيزة صغيرة
رحل وهو حزين على معاملة وحشة من بعد ما كان البابا شنودة بيتعامل معاه ببساطة و حنية
رحل و هو حزين على طرد أبونا انسطاسي الصموئيلي حبيب الفقراء
رحل وهو حزين على حال الكاتدرائية اللي بقت فاضية و خاوية بعدما كانت ونيسة و مليانة ناس.
و لكن من المؤكد انه هو سعيد في السماء
هو ده عم فتحي و هو ده البابا اللي مانعرفوش
(ملحوظة كلمة البابا اللي مانعرفوش دي اتقالت من أحباء البابا تواضروس ليعلنوا مزاياه المخفية)