Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 إنهيار الإمبراطورية الفارسية والغزو العربى وإحتلال بلاد الفرس

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الإمبراطوريات الفارسية
الغزو العربى لبلاد فارس

Hit Counter

 

الغزو العربى لفارس
قتل شروى أباه وتّوج ملكاً باسم كفاده الثاني، ثم عقد الصلح مع هرقل ونزل له عن مصر، وفلسطين، وسوريا، وآسية الصغرى، وغربي الجزيرة، وأعاد الأسرى الذين أخذهم الفرس إلى بلادهم: وردَّ إلى أورشليم بقايا الصليب المقدس. وابتهج هرقل -وحق له أن يبتهج- بهذا النصر المؤزر، ولكنه، لم يكن يعرف أنه في اليوم الذي أعاد فيه الصليب المقدس إلى موضعه في الضريح عام 629 قد هاجمت سرية من العرب حامية يونانية بالقرب من نهر الأردن. وفي ذلك العام نفسه فشا وباء فاتك في بلاد الفرس، أودى بحياة آلاف من أهلها ومنهم الملك نفسه. وعلى أثر موته نودي بابنه أردشير الثالث -ولم يكن قد جاوز السابعة من عمره- ملكاً على الفرس. ولكن قائداً يدعى شهربراز قتل الغلام واغتصب العرش. ثم قُتِل شهربراز نفسه بأيدي جنوده، وجرّ أولئك الجنود جثته في شوارع المدائن وهم يصيحون: "هذا مصير كل من جلس على عرش بلاد فارس ولم يكن يجري في عروقه الدم الملكي"، ذلك أن الجماهير أكثر ملكية من الملوك. وسادت وقتئذ الفوضى في تلك البلاد التي أنهكتها الحروب مدى ستة وعشرين عاماً، وفشا في الدولة التفكك الاجتماعي بعد أن عمها الفساد الأخلاقي بتأثير الثروة التي جاءت في أعقاب النصر الحربي ، وقام تسعة من الحكام يتنازعون عرش البلاد في خلال أربع سنوات، ثم اختفوا كلهم مقتولين أو هاربين أو ميتين ميتة طبيعية أو شاذة. وأعلنت بعض الولايات، بل بعض المدن نفسها، استقلالها عن الحكومة المركزية بعد أن عجزت هذه الحكومة عن بسط سلطانها على البلاد. ووضع التاج في عام 634 على رأس يزدجرد الثالث سليل بيت ساسان وابن جارية زنجية .

وفي عام 632 توفي محمد (صلم ) بعد أن أنشأ دولة عربية جديدة، وتلقّى عُمر خليفته الثاني، رسالة من المثنى قائده في سوريا، يبلغه فيها أن الفوضى ضاربة أطنابها في بلاد الفرس وأنه قد آن الأوان للاستيلاء عليها . وعهد عمر هذا العمل إلى خالد بن الوليد أعظم قواده جميعاً. وزحف خالد بازاء الساحل الجنوبي للخليج الفارسي على رأس قوة من العرب البدو الذين ضرستهم الحروب والراغبين أشد الرغبة في الغنائم ، ثم أرسل رسالة إلى هورمزد حاكم الولاية القائمة على الحدود الفارسية يقول له فيها: "أسلم تسلم".

ودعاه هورمزد إلى المبارزة وقبل خالد دعوته وقتله. وتغلب المسلمون على كل ما واجهوه من مقاومة حتى وصلوا إلى نهر الفرات؛ ثم استدعي خالد لينقذ جيشاً عربياً في الجبهة أخرى، وتولى المثنى قيادة العرب، وعبر النهر على جسر من القوارب. وعهد يزدجرد، وكان لا يزال شاباً في الثانية والعشرين من العمر، بالقيادة العليا إلى رستم والي خراسان، وأمره أن يجند قوة ضخمة ينقذ بها الإمبراطورية. والتقى الفرس بالعرب في موقعة الجسر وهزموهم وأخذوا يطاردونهم مطاردة فيها كثير من التهور. وأعاد المثنى تنظيم صفوفه وهزم في واقعة البويب الجيش الفارسي المختل النظام وأفناه عن آخره تقريباً (634). وكانت خسائر المسلمين في هذه المعركة فادحة، فقد مات المثنى متأثراً بجراحه، ولكن الخليفة أرسل قائداً آخر أقدر منه يدعى سعد بن أبي وقاص على رأس جيش جديد قوامه ثلاثون ألف رجل. ورد يزدجرد على هذا بأن أنزل إلى الميدان جيشاً مؤلفاً من 120.000 من الفرس. وعبر بهم رستم نهر الفرات وعسكر عند القادسية حيث دارت معركة  دامت أربعة أيام. وهبت في اليوم الرابع عاصفة رملية في وجوه الفرس، واغتنم العرب هذه الفرصة وحملوا على أعدائهم الذين أعمتهم الرمال حملة صادقة، قتل فيها رستم ومزق جيشه شر ممزق (636). وزحف سعد بجنوده دون أن يلقى مقاومة تذكر حتى وصل إلى نهر دجلة، واجتازوه ودخل المدائن.
وذهل العرب السذج الأشداء حين وقعت أعينهم على القصر الملكي وأدهشته عقوده الفخمة، وبهوه الرخامي العظيم، وطنافسه الكبيرة، وعرشه المطعم بالجواهر، وقضوا أربعة أيام يحاولون جمع غنائمهم. ولعل هذا هو السبب الذي من أجله نهى عمر سعداً عن متابعة الزحف نحو الشرق وقال له إن في العراق ما يكفي. ووافق سعد على أمر الخليفة وقضى الثلاث السنين التالية يوطد دعائم حكم العرب في أرض الجزيرة. وكان يزدجرد في هذه الأثناء ينشئ في ولاياته الشمالية جيشاً جديداً  . وبعث عمر لملاقاته ، والتقى الجيشان عند نهاوند، وهزم العرب الفرس بفضل مهارتهم في الفنون العسكرية في معركة "فتح الفتوح" وقتل من الفرس في هذه المعركة ضيق عليهم العرب في مضيق بين جبلين (641)؛ وسرعان ما سقطت بلاد الفرس كلها في أيدي العرب، وفر يزدجرد إلى بلخ وطلب إلى الصين أن تمد له يد المعونة؛ ولكن الصين لم تجبه إلى طلبه، ثم عاد فطلبها إلى الترك، فأمدوه بقوة صغيرة، لكن الجنود الترك قتلوه طمعاً فجواهره حين هم بالزحف ليبدأ الحرب من جديد (652)؛ وبذلك انتهى عهد الساسانيين في فارس

his site was last updated 11/09/09