Home Up | | اكتشافات أثرية بدير مارجرجس بنقادة جريدة وطنى 23/2009م تحقيق-ميرفت عياد
يعتبر دير مارجرجس المجمع بنقادة في محافظة قنا من أهم أديرة جبل الأساس بنقادة,فهو فوق منطقة عالية من الرمال بارتفاع نحو ستة أمتار وهذا الموقع المرتفع يسمح له أن يشرف علي بقية الأديرة,المنتشرة في الصحراء وترجع تسميته بدير المجمع إلي قيامه قديما بإدارة مجموعة الأديرة بالمنطقة وإلي احتوائه علي مؤنة هذه الأديرة,ويضم الدير أربع كنائس هي كنيسة الملاك ميخائيل وكنيسة مارجرجس وكنيسة ماريوحنا وكنيسة السيدة العذراء ,ولكن كنيستي العذراء والملاك ميخائيل أندثرتا,هذا إلي جانب احتفاظ كنيسة ماريوحنا بعناصرها المعمارية حتي تخربت في سيول1992 أما كنيسة مارجرجس فتم تجديدها في بداية القرن الماضي,وتعتبر هذه المنطقة خصبة في مجال الحفائر لهذا التقت وطني مع بعض المسئولين لإلقاء الضوء علي أهم الاكتشافات الأثرية في هذه المنطقة. في البداية تحدث فرج فضة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلي للآثار قائلا :إن أعمال الحفائر في هذا الدير بدأت منذ عام 1985 وأسفرت في السنوات الماضية عن اكتشاف أساسات كنيسة العذراء المندثرة وتم العثور علي أربعة دنانير ذهبية تعود إلي العصر الأموي,وكذلك عدد 217 من النقود البرونزية,بالإضافة إلي بعض التحف الفخارية والحجرية,وإناء فخاري بشكل أسطواني عليه رسومات هندسية ونباتية مجدولة وعلي تاج عمود قاعدته ومجمرة قبطية من الفخار الخفيف علي شكل رقبة الأوزة. من جانبه قال الدكتور محمد الششتاوي مدير عام التوثيق الأثري لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلي للآثار,إن أعمال الحفائر في هذه المنطقة مستمرة وتم الكشف هذا العام عن مصنع للفخار,وأساسات مساكن العمال الذين كانوا يعملون بالمصنع,كما تم الكشف علي بعد ثلاثين مترا عن قلاية لأحد الرهبان المتوحدين الذين كانوا يتخذون من برية جبل الأساس مكانا لنسكهم وعباداتهم,هذا إلي جانب الكشف عن العديد من الأواني الفخارية ومسارجقناديلتعود للفترة البيزنطية والتي يوجد شبيه لها في المتحف القبطي. وأكد الدكتور الششتاوي علي وجود وحدة لترميم الاكتشافات الأثرية في المنطقة,كما سوف تستمر أعمال الحفائر للكشف عن مكونات هذه المنطقة المهمة في تاريخ الرهبنة في مصر والتي لاتزال عامرة إلي الآن,مشيرا إلي أعمال التجديد والتعمير بالدير بدأت منذ عام 1993 وتم إصلاح ملحقاته المختلفة وأصبح أهلا لسكني الآباء الرهبان. عمارة الدير القديمة وأكد دكتور محمد الششتاوي,أن ثلاث كنائس من كنائس الدير الأربع متصلة ببعضها البعض وهي كنيسة الملاك ميخائيل وكنيسة مارجرجس وكنيسة ماريوحنا ,أما الكنيسة الرابعة فهي علي اسم السيدة العذراء وتقع منفصلة في غرب الكنائس الأخري,ويحيط بمجموعة الكنائس سور بني بعناية تفوق ماهو معهود في مثل هذه الحالة وقد تهدم الجانب الشرقي من هذا السور ولم يتبق منه غير بقايا من قوالب الطوب,ويقع في الجانب الشمالي من السور مدخل كنيسة مارجرجس وكنيسة ماريوحنا أما كنيسة الملاك ميخائيل فليس لها باب خارجي,ولكن يتم الدخول إليها من خلال فتحة في الحائط الشمالي لصحن كنيسة مارجرجس المجاورة لها,وتقودنا هذه الفتحة إلي داخل ممر في كنيسة الملاك ميخائيل مكون من ثلاثة أقسام غير متساوية ويوجد جنوب القسم الكبير الهيكل,وتتميز هذه الكنيسة بوجود مجموعة غير متناسقة في الحجم والطول من الأعمدة الحجرية التي تعلوها تيجان تتراوح أشكالها ما بين المربع والمستطيل ولا تنتمي إلي طراز محدد. وأشار إلي أن كنيسة مارجرجس تختلف في تصميمها عن الكنائس الأخري, فهي تنتمي إلي الطراز البازيليكي حيث الصحن بجناحيه الشمالي والجنوبي والهيكل الذي مازال يحتفظ بالجص وبقايا الطلاء في بعض الأماكن,فيظهر في داخل الهيكل منظر للسيد المسيح علي العرش وقد وضع الكتاب فوق ركبته اليسري,ولكن اليد اليمني قد تحطمت مع الجزء العلوي من الصورة,وفي الجانب الشمالي من الصحن يوجد المنبر المكون من منصة قائمة علي أعمدة صغيرة وتقع أرضيته أعلي من مستوي الرأس حيث يتم الوصول إليه عن طريق سلم. أم كنيسة القديس يوحنا فتوجد بها أعمدة يعلوها تيجان نحتت بزخارف نباتية تنتمي إلي الطراز البيزنطي,وحجاب الهيكل مبني من الطوب الأحمر وهو من الطراز المكون من بابين وبينهما نافذة ويوجد في القسم الغربي للكنيسة خزان تحت مستوي الأرض يبلغ عمقه حوالي متر ويملأ عن طريق قناة تغذيها المياه من خلال بئر كبيرة يتقع علي بعد أمتار قليلة جنوب الكنيسة.هذا إلي جانب كنيسة العذراء مريم التي تقع داخل سور الدير بين كنيسة مارجرجس ومجموعة قلالي الرهبان وهي كنيسة صغيرة ومتناسقة وتنتمي إلي الطراز البازيليكي. |