Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

من‏ ‏معجزات‏ ‏الشهيد‏ ‏أبي‏ ‏سيفين

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
القديس فلوباتير أبى سيفين
معجزات الشهيد أبى سيفين
أعياد وتمجيد للشهيد أبى سيفين

Hit Counter

 

 

معجزات القديس الشهيد أبوسيفين

(1) معجزة سور الدير
في اوائل الأربعينات من هذا القرن، كانت الأم الراهبة رفقة تسكن في قلاية تطل على خط مترو حلوان (انظر الصورة) وكانت هناك اصلاحات في خط المترو المجاور للدير.واثناء العمل قام بعض العمال بنقب سور الدير لسرقتة ليلا.وكانت امنا رفقة مستيقظة في وقت متأخر من الليل لتصلي صلاة نصف الليل والتسبحة، فسمعت ورأت ما يفعله اللصوص، ولكنها لم تعرف ما الذي يجب عليها عمله في ذلك الوقت من الليل فما كان منها الا ان وقفت تصلي الى الله ان يحمي ديرة و كنيستة.
اثناء صلاة امنا رفقة واستنجادها بربنا يسوع المسيح سمعت اصوات اللصوص يستغيثون وينادون على بعضهم واكتشفت ان صوت التنقيب قد توقف.
نظرت الراهبة من النافذة فوجدت اللصوص قد تسمروا في مكانهم وفي ايديهم الات الهدم. وهم في ذعر ويستنجدون ببعضهم البعض وسمعتهم يقولون انهم فقدواالقدرة على الحركة.
استمر اللصوص في هذا الوضع فترة طويلة يصرخون ولا مجيب حتي جاء اخيرا غفير الدورية وكانت الساعة قد اصبحت الرابعة صباحا فنظر اليهم والي اثار النقب في السور والات الهدم في ايديهم ففهم فورا انهم لصوص فقال لهم: "انتم بتعملوا ايه هنا؟" وحاول القاء القبض عليهم وقيادتهم الى مركز الشرطة ولكنه اكتشف انهم فاقدي القدرة على الحركة تماما وبخبرتة الطويلة في العمل في منطقة الدير استنتج ان ما حدث لهم هونتيجة لتدخل القديس صاحب الدير.
امنا رفقة التي شاهدت كل ذلك ذهبت لإخبار رئيسة الدير بما حدث، وعند بزوغ نور الصباح قرع الغفير باب الدير وطلب من الراهبات ان يأتوا برئيسة الدير لتحل هذه المشكلة ولكن الأم الرئيسة رفضت وقالت انه يجب اولا ان يراهم الناس حتي يمجدوا الله ويعلموا ان لهذا الدير من يدافع عنه.
وبالفعل عندما بدا الناس في النزول الي الشارع والذهاب الي اعمالهم راهم عدد كبير من الناس ومجدوا الله كثيرا وتعجبوا كثيرا.
في نهاية الأمر بدأ اللصوص يتوسلون الي الراهبات ان يدعوا رئيسة الدير لتنقذهم مما هم فيه (يستطيع القارئ ان يتخيل مشاعر انسان تسمر في مكانه بينما كان يقوم بعمل مشين كالسرقة وتجمع الناس حوله وانكشف امره وهو عاجز ان يبعد حتى الذباب عن وجهه) وافقت الأم الرئيسة اخيرا و شفقت عليهم فأرسلت الى الكاهن الذي يسكن بجوار الدير كي يأتي و يصلي لهم (لاحظ عزيزي القارئ اتضاع الأم الرئيسة و بعدها عن اي مجد ارضي و ترك الكرامة للكاهن رجل الله).
صلى ابونا الكاهن للرب ان يحل رباطهم بعد ان اعترفوا امام الجميع بتفاصيل ما حدث. فسمع الرب و حلهم من قيودهم و ذهبوا مع الغفير الي نقطة الشرطة. بقيت هذه القصة علي لسان الكثير من سكان تلك المنطقة خاصة انهم رأوا بعيونهم ما حدث وسمعوا القصة من بداياتها من فم الصوص نفسهم.
لا تخف ايها القطيع الصغير ( لو 12:32)

(2) شفاء مريضة بالجلطة:
مرسلة من السيد/ فادي مطر
اصيبت زوجتى بعد ولادة ابننا مينا بشهر واحد بالتمام بجلطة فى الساق اليسرى وكل الاطباء اجمعوا على ان الجلطة من النوع الخطير ويلزم رفع الرجل لمدة 10 ايام فى مستوى اعلى من الجسم حتى يتسنى ذوبان الجلطة.
وفى تلك الاثناء التى كنا مشدودين فيها تذكرت حماتى فى اليوم التالى ان عليها نذر لابى سيفين ويوم ما ذهبت الى زفتى لكى توفية لم تجد الشخص الذى يوصلها الى هناك فرجعت وقالت فى اى وقت نذهب ونعطية له وفات حوالى 9 اشهر ولم تذهب.
وتذكرت ذلك في اليوم التالى للجلطة فمسكت صورة أبوسيفين وقالت له (عشان انت ليك فلوس معايا مش عاوز تنقذ بنتى انا زعلانة منك).
وما هى الا ساعات ووجدت واحد من اصحابى يتصل بى تلفونينا ويقول لى عندك حد تعبان عشان انا معى سترة ابو سفين التى تحفظ رفاتة وعلى الفور قلت له انها زوجتى مريضة بالمستشفى وما هى الا دقائق ووجدتة داخل بالسترة وبيديها لزوجتى فوضعتها على مكان الجلطة.
وقالت له (أبوسيفين) خليك معايا انت ومارمينا والبابا كيرلس والانبا موسى وانت طالما جيتلى انا اطمنت انك هتمشينى من هنا واخد صاحبى السترة بعد ما خدنا بركتها وذهب الى القاهرة وما هى الا ربع ساعة حتى وجدت زوجتى ترتعش وبدات فى ان تفرغ ما فى بطنها حتى استدعيت الاطباء على الفور وما كان من الفريق الطبى انة اتصل بمدير المستشفى الذى اتى على الفور للكشف واخذوا عينات الدم والتحاليل المختلفة.
ووصل مدير المستشفى وما كان منة الا انة اخذنى وقال لى (المسيح فى بيتكم) مع العلم انة مسلم بقوله ليه قال لى طبياً تلك الجلطة تذوب فى اسبوع ولكن انا شفت اليوم معجزة انها بعد يومين فقط تذوب وهى بحجم كبير لا يمكن ذلك طبياً ولكن ممكن مع مسيحكم
لانه بيعملكوا معجزات فتيقنت حينئذ انة ابو سيفين عملها وشفاها وعمل المعجزة التى شلت الاطباء جميعا فى المستشفى حتى انهم لم ياخذوا منا باقى مبلغ الجلوس فى المستشفى وكان كبير جدا بامر من المدير شكرا جزيلا لابو سيفين على انة عمل تلك المعجزة معانا.

3 - القديس باسيليوس يطلب صلواته
يقول التقليد الشرقي أن القديس باسيليوس تشفّع بالقديس مرقوريوس ضد يوليانوس الجاحد. فكان القديس هو وسيلة الانتقام الإلهي من هذا الجاحد، فبينما كان الإمبراطور يحارب في بلاد الفرس ظهر القديس من السماء في زي جندي ممسكًا بسيف وحربة غرسها في صدر الإمبراطور فمات. ذلك لأن الإمبراطور يوليانوس قبل ذهابه إلى الحرب كان قد ألقى القديس باسيليوس في السجن، وكان القديس لشدّة حبه لأبي سيفين يحمل أيقونة الشهيد معه أينما ذهب. وفي أحد الأيام بينما كان قائمًا يصلي في السجن أمام الأيقونة أخذ يتأملها ويستشفع بصاحبها، وإذ بصورة الشهيد تغيب من الأيقونة فاندهش باسيليوس وظل يمعن النظر في الأيقونة وبعد برهة وجد أن الصورة عادت إلى ما كنت عليه غير أن الحربة التي كانت بيد الشهيد ملطخة بالدماء.

*******************************

***************************************************

جريدة وطنى الصادرة فى 3/12/2006 م السنة 48 العدد 2345 مقالة للمتنيح‏ العلامة ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس أسقف الدراسات العليا بعنوان :


كان‏ ‏القديس‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏الرئيس‏ ‏الأعلي‏ ‏للقوات‏ ‏المسلحة‏ ‏في‏ ‏الحكومة‏ ‏الرومانية‏,‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏انتصر‏ ‏علي‏ ‏البربر‏ ‏الذين‏ ‏ثاروا‏ ‏علي‏ ‏مملكة‏ ‏الروم‏ ‏دعاه‏ ‏الإمبراطور‏ ‏ديكيوس‏ ‏ليسجد‏ ‏لأبولون‏.‏فرفض‏ ‏مرقوريوس‏,‏بكل‏ ‏شجاعة‏,‏أن‏ ‏يتعبد‏ ‏للأصنام‏,‏وأعلن‏ ‏أنه‏ ‏مسيحي‏ ‏يعبد‏ ‏الله‏ ‏الواحد‏,‏فذهل‏ ‏الإمبراطور‏ ‏لجرأة‏ ‏مرقوريوس‏ ‏في‏ ‏عدم‏ ‏الإذعان‏ ‏لأوامره‏,‏ولاطفه‏ ‏ثم‏ ‏عاد‏ ‏وتوعده‏ ‏بحرمانه‏ ‏من‏ ‏امتيازاته‏,‏وبتعذيبه‏ ‏وقتله‏.‏أما‏ ‏مرقوريوس‏ ‏فلم‏ ‏ينتظر‏ ‏طويلا‏,‏بل‏ ‏بقلب‏ ‏جرئ‏ ‏وزاهد‏ ‏في‏ ‏أباطيل‏ ‏العالم‏ ‏خلع‏ ‏منطقته‏ ‏العسكرية‏,‏وحلته‏ ‏بنياشينها‏ ‏تحت‏ ‏أقدام‏ ‏الإمبراطور‏,‏وجهر‏ ‏بمسيحيته‏,‏ولعن‏ ‏آلهة‏ ‏الإمبراطور‏ ‏الوثنية‏.‏وكان‏ ‏عليه‏ ‏أن‏ ‏يدفع‏ ‏الثمن‏,‏فدفع‏ ‏ثمنا‏ ‏غاليا‏,‏من‏ ‏تقطيع‏ ‏لجسده‏ ‏بأمواس‏ ‏حادة‏,‏وحرق‏ ‏جنبه‏ ‏بالنار‏,‏وشده‏ ‏بين‏ ‏أوتاد‏ ‏أربعة‏,‏وضربه‏ ‏ضربا‏ ‏مبرحا‏,‏كما‏ ‏علقوا‏ ‏في‏ ‏عنقه‏ ‏حجرا‏ ‏ثقيلا‏,‏وأخيرا‏ ‏قطعوا‏ ‏رأسه‏,‏فنال‏ ‏إكليل‏ ‏الشهادة‏.‏
فلما‏ ‏انتهي‏ ‏زمان‏ ‏الاضطهاد‏,‏أقاموا‏ ‏علي‏ ‏جسده‏ ‏كنيسة‏ ‏في‏ ‏قيصرية‏,‏عاصمة‏ ‏كبادوكيا‏ ‏في‏ ‏تركيا‏,‏وعلقوا‏ ‏فيها‏ ‏سيف‏ ‏مرقوريوس‏,‏لكن‏ ‏القديسين‏ ‏عندما‏ ‏ينتقلون‏ ‏للعالم‏ ‏الآخر‏,‏حياة‏ ‏الإنسان‏ ‏بعد‏ ‏الموت‏ ‏امتداد‏ ‏لحياته‏ ‏قبل‏ ‏الموت‏.‏مواهب‏ ‏الشخص‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏الأرضية‏ ‏تبقي‏ ‏معه‏,‏فهذا‏ ‏الرجل‏ ‏أو‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏أو‏ ‏هذا‏ ‏الشهيد‏ ‏بعد‏ ‏حياته‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏استمر‏ ‏في‏ ‏أعمال‏ ‏البطولة‏ ‏والشجاعة‏ ‏والانتصار‏,‏لم‏ ‏تنقطع‏ ‏بالموت‏ ‏حياته‏ ‏أبدا‏,‏بعد‏ ‏الموت‏ ‏يزداد‏ ‏الإنسان‏ ‏في‏ ‏قدراته‏ ‏وإمكانياته‏ ‏أكثر‏,‏لا‏ ‏توجد‏ ‏عنده‏ ‏مشكلة‏ ‏مواصلات‏ ‏فيصير‏ ‏مثل‏ ‏البرق‏ ‏ومثل‏ ‏الحمام‏ ‏ينتقل‏ ‏بسرعة‏ ‏هائلة‏,‏ولا‏ ‏يوجد‏ ‏أي‏ ‏معطلات‏ ‏جسدية‏ ‏أو‏ ‏مرض‏,‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الأشياء‏ ‏التي‏ ‏تعطل‏ ‏الإنسان‏ ‏عندما‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يحقق‏ ‏شيئا‏ ‏فيمنعه‏ ‏جسده‏ ‏الضعيف‏ ‏أو‏ ‏الشيخوخة‏,‏كل‏ ‏هذا‏ ‏ينتهي‏ ‏لأنه‏ ‏ترك‏ ‏الجسد‏ ‏وأصبح‏ ‏عنده‏ ‏قدرات‏ ‏وإمكانات‏ ‏واسعة‏ ‏جدا‏,‏من‏ ‏هنا‏ ‏يتواصل‏ ‏عمل‏ ‏القديس‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏في‏ ‏خدمة‏ ‏الكنيسة‏ ‏وخدمة‏ ‏المؤمنين‏.‏
القديس‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏ليس‏ ‏مصريا‏ ‏لكن‏ ‏مساعداته‏ ‏لنا‏ ‏هنا‏ ‏كثيرة‏ ‏جدا‏.‏
معجزاته‏:‏
سأقص‏ ‏عليكم‏ ‏قصة‏ ‏بسيطة‏ ‏من‏ ‏تاريخنا‏ ‏القريب‏,‏سنة‏ 1939‏م‏ ‏كانت‏ ‏الحرب‏ ‏العالمية‏ ‏الثانية‏,‏وفي‏ ‏دير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏للراهبات‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏,‏كانت‏ ‏توجد‏ ‏رئيسة‏ ‏للدير‏ ‏أنا‏ ‏رأيتها‏ ‏كانت‏ ‏مريضة‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏,‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏الأم‏ ‏كبيرة‏ ‏في‏ ‏السن‏ ‏وكانت‏ ‏أما‏ ‏فاضلة‏,‏وكانت‏ ‏نائمة‏ ‏علي‏ ‏السرير‏,‏وكانت‏ ‏هذه‏ ‏الليلة‏ ‏الجو‏ ‏حر‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏سبتمبر‏ 1939‏م‏,‏ففتحت‏ ‏شباك‏ ‏الحجرة‏ ‏للتهوية‏ ‏وهي‏ ‏نائمة‏ ‏ومتغطية‏ ‏علي‏ ‏السرير‏,‏وفجأة‏ ‏رأت‏ ‏أبا‏ ‏سيفين‏ ‏بالملابس‏ ‏العسكرية‏ ‏في‏ ‏الحجرة‏,‏وقال‏ ‏لها‏:‏نحن‏ ‏سنحرس‏ ‏تحت‏ ‏ولا‏ ‏فوق‏,‏كفاية‏ ‏نحميكم‏ ‏من‏ ‏الشظايا‏,‏اغلقي‏ ‏الشباك‏ ‏ونبهي‏ ‏علي‏ ‏الراهبات‏ ‏أنهم‏ ‏يغلقوا‏ ‏الشبابيك‏,‏حرب‏ 1939‏م‏ ‏كان‏ ‏فيها‏ ‏المحور‏ ‏والحلفاء‏,‏المحور‏ ‏هما‏ ‏ألمانيا‏ ‏وإيطاليا‏,‏والحلفاء‏ ‏هم‏ ‏إنجلترا‏ ‏وأمريكا‏.‏
مرة‏ ‏أخري‏ ‏سنة‏ 1939‏م‏ ‏مع‏ ‏هذه‏ ‏الأم‏ ‏أيضا‏ ‏كانت‏ ‏مريضة‏ ‏وكان‏ ‏سبع‏ ‏أو‏ ‏ثماني‏ ‏راهبات‏ ‏بجوارها‏ ‏يخدمنها‏,‏وكان‏ ‏حوالي‏ ‏الساعة‏ 9 ‏مساء‏ ‏بالليل‏,‏فسمعوا‏ ‏صوت‏ ‏خيل‏ ‏تجري‏ ‏تحت‏ ‏بالدور‏ ‏الأرضي‏,‏فاضطربوا‏ ‏وخافوا‏ ‏وكانوا‏ ‏يسألوا‏ ‏بعض‏ ‏كيف‏ ‏دخلت‏ ‏الخيل‏ ‏الدير‏,‏ولم‏ ‏يعرفوا‏ ‏ماذا‏ ‏يعملوا‏,‏واستمروا‏ ‏مدة‏ ‏من‏ ‏الوقت‏,‏كيف‏ ‏يتصرفوا‏,‏والأم‏ ‏الكبيرة‏ ‏مريضة‏,‏فتشجعوا‏ ‏ومسكوا‏ ‏أيدي‏ ‏بعض‏,‏وخرجوا‏ ‏إلي‏ ‏الشرفة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تطل‏ ‏علي‏ ‏الدور‏ ‏الأرضي‏,‏فوجدوا‏ ‏الخيل‏,‏فقالوا‏ ‏مين؟‏ ‏فجاءهم‏ ‏الرد‏:‏أنا‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏ومعي‏ ‏مارجرجس‏ ‏ومارمينا‏,‏طبعا‏ ‏عاملين‏ ‏دورية‏ ‏يحموهم‏ ‏ويحافظوا‏ ‏عليهم‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏الحرب‏.‏
وهناك‏ ‏قصص‏ ‏أخري‏ ‏كثيرة‏ ‏جدا‏ ‏لكن‏ ‏أنا‏ ‏اختصر‏ ‏علي‏ ‏الحاجات‏ ‏الجميلة‏ ‏جدا‏,‏فهذا‏ ‏الشهيد‏ ‏حي‏ ‏ومعنا‏ ‏لأننا‏ ‏محتاجون‏ ‏له‏,‏أقول‏ ‏لكم‏ ‏إن‏ ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏أصلا‏ ‏يعتبر‏ ‏دير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏,‏لكن‏ ‏لأن‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏عشر‏ ‏فأصبح‏ ‏معروفا‏ ‏بدير‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏إنما‏ ‏الدير‏ ‏أصلا‏ ‏باسم‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏,‏وعندما‏ ‏كانوا‏ ‏يبنوا‏ ‏المقر‏ ‏البابوي‏ ‏الحالي‏,‏في‏ ‏آخر‏ ‏وقت‏ ‏وهم‏ ‏يحفروا‏ ‏في‏ ‏الأرض‏ ‏اكتشفوا‏ ‏قبة‏ ‏كنيسة‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏التي‏ ‏تحت‏ ‏الأرض‏,‏وأنا‏ ‏رأيتها‏ ‏بنفسي‏,‏الكنيسة‏ ‏تحت‏ ‏مستوي‏ ‏الأرض‏ ‏لأن‏ ‏الدير‏ ‏أصلا‏ ‏باسم‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏,‏ولكن‏ ‏اشتهر‏ ‏باسم‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏لأنه‏ ‏أحدث‏ ‏عهدا‏.‏
دير‏ ‏العزب‏ ‏يا‏ ‏أولادنا‏ ‏بالفيوم‏ ‏هو‏ ‏أصلا‏ ‏دير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏,‏لكن‏ ‏الأنبا‏ ‏ابرآم‏ ‏لأنه‏ ‏أحدث‏ ‏عهدا‏ ‏فاشتهر‏ ‏باسم‏ ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏ابرآم‏ ‏إنما‏ ‏هو‏ ‏أصلا‏ ‏باسم‏ ‏دير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏.‏
فأنا‏ ‏لا‏ ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أدخل‏ ‏في‏ ‏تفاصيل‏ ‏كثيرة‏,‏كان‏ ‏يوجد‏ ‏موقف‏ ‏صعب‏ ‏جدا‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏الرئيس‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏,‏وكان‏ ‏المطران‏ ‏الأنبا‏ ‏ابرآم‏ ‏الثاني‏ ‏يبني‏ ‏كنيسة‏ ‏الأنبا‏ ‏ابرآم‏,‏فقابلته‏ ‏صعاب‏ ‏كثيرة‏ ‏وشدائد‏ ‏كثيرة‏ ‏جدا‏ ‏جدا‏ ‏وتعبوه‏ ‏كثيرا‏,‏بالاختصار‏ ‏ذهب‏ ‏لصورة‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏وبعدين‏ ‏يا‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏لماذا‏ ‏تتركني‏ ‏لوحدي‏,‏كنوع‏ ‏من‏ ‏العتاب‏,‏يقول‏ ‏لي‏ ‏الأنبا‏ ‏ابرآم‏:‏وجدت‏ ‏الصورة‏ ‏تهتز‏ ‏وكأن‏ ‏واحد‏ ‏في‏ ‏بحر‏,‏يقول‏ ‏شعر‏ ‏رأسي‏ ‏وقف‏,‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏عملت‏ 3 ‏قداسات‏,‏وفي‏ ‏اليوم‏ ‏الثالث‏ ‏اتصل‏ ‏به‏ ‏سكرتير‏ ‏المديرية‏ ‏وكل‏ ‏الأمور‏ ‏تم‏ ‏حلها‏ ‏لأن‏ ‏فيه‏ ‏يد‏ ‏عملت‏ ‏في‏ ‏الموضوع‏.‏

أبى سيفين وتأديب الأباطرة والحكام
يوجد‏ ‏في‏ ‏التاريخ‏ ‏قصة‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏واحد‏ ‏امبراطور‏ ‏اسمة‏ ‏يوليانوس‏ ‏وهو‏ ‏من‏ ‏عائلة‏ ‏الملك‏ ‏قسطنطين‏ ‏لكن‏ ‏رجع‏ ‏للعبادة‏ ‏الوثنية‏,‏وتحدي‏ ‏المسيح‏ ‏وقال‏ ‏لليهود‏:‏إن‏ ‏الناصري‏ ‏قال‏ ‏لكم‏ ‏إنه‏ ‏لا‏ ‏يبقي‏ ‏حجر‏ ‏علي‏ ‏حجر‏,‏وأنا‏ ‏سأبين‏ ‏لكم‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الناصري‏ ‏كذاب‏ ‏ويقصد‏ ‏المسيح‏.‏أنا‏ ‏الإمبراطور‏ ‏سأعطيكم‏ ‏مساعدات‏ ‏أن‏ ‏تبنوا‏ ‏الهيكل‏,‏وأعطي‏ ‏لهم‏ ‏مساعدات‏ ‏مادية‏ ‏كثيرة‏ ‏من‏ ‏الإمبراطورية‏ ‏نفسها‏,‏أقصد‏ ‏من‏ ‏الدولة‏,‏لكي‏ ‏يبنوا‏ ‏الهيكل‏,‏فكانت‏ ‏تخرج‏ ‏كرات‏ ‏من‏ ‏نار‏ ‏من‏ ‏تحت‏ ‏الأرض‏ ‏وفشل‏ ‏اليهود‏ ‏في‏ ‏بناء‏ ‏الهيكل‏,‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏يوليانوس‏ ‏سمي‏ ‏يوليانوس‏ ‏المرتد‏ ‏أو‏ ‏يوليانوس‏ ‏الكافر‏,‏دخل‏ ‏في‏ ‏حرب‏ ‏مع‏ ‏الفرس‏ ‏فأصيب‏ ‏بسهم‏ ‏وقتل‏ ‏وانتهت‏ ‏قصته‏.‏القديس‏ ‏مرقوريوس‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏له‏ ‏صورة‏ ‏كانت‏ ‏عند‏ ‏القديس‏ ‏باسيليوس‏ ‏الكبير‏ ‏صاحب‏ ‏القداس‏ ‏الذي‏ ‏يسمي‏ ‏قداس‏ ‏القديس‏ ‏باسيليوس‏ ‏وكان‏ ‏وقتها‏ ‏أسقف‏ ‏قيسارية‏,‏فلفت‏ ‏نظره‏ ‏أنه‏ ‏رأي‏ ‏السيف‏ ‏غير‏ ‏موجود‏ ‏في‏ ‏الصورة‏ ‏فتعجب‏,‏وبعد‏ ‏فترة‏ ‏بسيطة‏ ‏وجد‏ ‏السيف‏ ‏رجع‏ ‏ثانية‏,‏ثم‏ ‏جاءت‏ ‏الأنباء‏ ‏أن‏ ‏يوليانوس‏ ‏قتل‏ ‏في‏ ‏الحرب‏,‏وقد‏ ‏شوهد‏ ‏مرقوريوس‏ ‏في‏ ‏سماء‏ ‏المعركة‏ ‏يضرب‏ ‏يوليانوس‏ ‏بسيفه‏ ‏ويوليانوس‏ ‏نفسه‏ ‏صاح‏ ‏وهو‏ ‏يحتضر‏ ‏ينادي‏ ‏المسيح‏ ‏حانقا‏ ‏لقد‏ ‏غلبتني‏ ‏أيها‏ ‏الجليلي‏,‏فالقديس‏ ‏باسيليوس‏ ‏نظر‏ ‏للصورة‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏أنت‏ ‏الذي‏ ‏عملتها؟‏ ‏فأومأ‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏برأسه‏,‏بمعني‏ ‏أني‏ ‏أنا‏ ‏الذي‏ ‏عملت‏ ‏ذلك‏.‏ومن‏ ‏بين‏ ‏من‏ ‏أوردوا‏ ‏هذه‏ ‏القصة‏ DE LACY O'LEARY,THE SAINTS OF EGYPT.‏
هذه‏ ‏القصة‏ ‏مؤداها‏ ‏أن‏ ‏هؤلاء‏ ‏القديسين‏ ‏والشهداء‏ ‏لم‏ ‏تنته‏ ‏قصتهم‏ ‏بنهاية‏ ‏حياتهم‏,‏إنهم‏ ‏يعملون‏ ‏ويساعدونا‏,‏وأقول‏ ‏لكم‏ ‏إنه‏ ‏رغم‏ ‏أن‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏غير‏ ‏مصري‏ ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏بلد‏ ‏عمل‏ ‏فيها‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏معجزات‏ ‏قدر‏ ‏بلدنا‏ ‏لأننا‏ ‏محتاجين‏ ‏لهم‏ ‏أكثر‏,‏البلاد‏ ‏الأخري‏ ‏فيها‏ ‏تسهيلات‏ ‏وإمكانات‏ ‏وقدرات‏ ‏ولا‏ ‏يوجد‏ ‏أحد‏ ‏يعاكسهم‏,‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏أحد‏ ‏يعترضهم‏,‏لكن‏ ‏هؤلاء‏ ‏القديسين‏ ‏يساعدونا‏,‏في‏ ‏القريب‏ ‏جاءت‏ ‏سيدة‏ ‏من‏ ‏أمريكا‏ ‏وهي‏ ‏من‏ ‏بناتنا‏ ‏الأقباط‏,‏لكن‏ ‏لها‏ ‏مدة‏ ‏طويلة‏ ‏مهاجرة‏,‏وهي‏ ‏التي‏ ‏روت‏ ‏لي‏ ‏هذه‏ ‏القصة‏.‏
هذه‏ ‏السيدة‏ ‏كانت‏ ‏ترغب‏ ‏في‏ ‏زيارة‏ ‏دير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏للراهبات‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏,‏فأخذت‏ ‏تاكسي‏ ‏لكنها‏ ‏لا‏ ‏تعرف‏ ‏الطريق‏,‏وسائق‏ ‏التاكسي‏ ‏لا‏ ‏يعرف‏ ‏أيضا‏ ‏الطريق‏,‏وكل‏ ‏فترة‏ ‏يقف‏ ‏يسأل‏ ‏عن‏ ‏الطريق‏,‏فوجد‏ ‏شابا‏ ‏ظهر‏ ‏له‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏أوصلك‏,‏وركب‏ ‏معه‏ ‏حتي‏ ‏دير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏واختفي‏.‏هناك‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏القصص‏ ‏مثل‏ ‏هذه‏.‏

أنــــــا أبو سيفين
الحقيقة‏ ‏أثبت‏ ‏الرجل‏ ‏أنه‏ ‏مازال‏ ‏حيا‏ ‏رغم‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الثالث‏,‏هذه‏ ‏القصة‏ ‏من‏ ‏راهبة‏ ‏بدير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏,‏كانت‏ ‏مسافرة‏ ‏هي‏ ‏وزميلة‏ ‏لها‏ ‏علي‏ ‏الصعيد‏ ‏فأخذوا‏ ‏القطار‏ ‏الساعة‏ ‏الرابعة‏ ‏بعد‏ ‏الظهر‏,‏لأمر‏ ‏معين‏ ‏القطار‏ ‏وقف‏ ‏عند‏ ‏أسيوط‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يصل‏ ‏إلي‏ ‏الرصيف‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏قطار‏ ‏بضاعة‏ ‏مقلوب‏,‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏حوالي‏ ‏الساعة‏ ‏الثانية‏ ‏عشر‏ ‏مساء‏,‏وكان‏ ‏الظلام‏ ‏دامسا‏ ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏ليلة‏ ‏قمرية‏ ‏وهنا‏ ‏راهبتين‏ ‏ولا‏ ‏يوجد‏ ‏معهم‏ ‏بطارية‏ ‏والقطار‏ ‏وقف‏ ‏قبل‏ ‏الرصيف‏ ‏فنزلوا‏ ‏علي‏ ‏القضبان‏ ‏وعلي‏ ‏الزلط‏ ‏وعلي‏ ‏الطوب‏ ‏وكل‏ ‏واحدة‏ ‏معاها‏ ‏شنطتها‏ ‏وشيلها‏ ‏فكانتا‏ ‏في‏ ‏حيرة‏,‏وكان‏ ‏شئ‏ ‏مخيف‏,‏وهما‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الارتباك‏ ‏جاء‏ ‏واحد‏ ‏ضابط‏,‏وقال‏ ‏لهما‏ ‏لا‏ ‏تخافا‏ ‏أنا‏ ‏سأركبكما‏,‏وجدا‏ ‏شيئا‏ ‏من‏ ‏النور‏ ‏لا‏ ‏يدريان‏ ‏من‏ ‏أين‏ ‏أتي‏ ‏إنما‏ ‏كان‏ ‏نور‏ ‏كافي‏ ‏إنهما‏ ‏يقدرا‏ ‏أن‏ ‏يريا‏ ‏الطريق‏ ‏وكانا‏ ‏يستعجلا‏ ‏لأن‏ ‏موظفي‏ ‏القطار‏ ‏قالوا‏ ‏للركاب‏ ‏أن‏ ‏يأخذوا‏ ‏القطار‏ ‏الذي‏ ‏يقف‏ ‏بعد‏ ‏القطار‏ ‏المقلوب‏ ‏بحوالي‏ ‏مائة‏ ‏متر‏,‏وعندما‏ ‏يحاولا‏ ‏الإسراع‏ ‏يقول‏ ‏الضابط‏ ‏لهما‏ ‏علي‏ ‏المهل‏ ‏أنا‏ ‏سأركبكما‏,‏القطار‏ ‏لن‏ ‏يقوم‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تركبا‏,‏حتي‏ ‏وصلا‏ ‏إلي‏ ‏القطار‏,‏المفروض‏ ‏أنهما‏ ‏يركبانه‏ ‏لكي‏ ‏يصلا‏ ‏إلي‏ ‏جرجا‏ ‏وفعلا‏ ‏ركبا‏ ‏العربة‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏فيها‏ ‏اثنين‏ ‏من‏ ‏العساكر‏ ‏اللذين‏ ‏عندما‏ ‏رأيا‏ ‏الضابط‏ ‏قدما‏ ‏له‏ ‏التحية‏ ‏العسكرية‏,‏ووقف‏ ‏العساكر‏ ‏لكي‏ ‏يعطوا‏ ‏فرصة‏ ‏للراهبتين‏ ‏أن‏ ‏يجلسا‏ ‏فجلست‏ ‏الراهبتان‏,‏في‏ ‏الأول‏ ‏تحرجوا‏ ‏لكن‏ ‏العساكر‏ ‏رفضوا‏ ‏وجلست‏ ‏الراهبتان‏,‏وإحدي‏ ‏الراهبتين‏ ‏كانت‏ ‏كبيرة‏ ‏في‏ ‏السن‏ ‏وأرادت‏ ‏أن‏ ‏توجه‏ ‏الشكر‏ ‏لهذا‏ ‏الرجل‏ ‏الضابط‏,‏فقالت‏ ‏له‏ ‏نحن‏ ‏متشكرين‏ ‏جدا‏ ‏علي‏ ‏الخدمة‏ ‏الكبيرة‏ ‏التي‏ ‏قدمتها‏ ‏لنا‏,‏نحن‏ ‏راهبات‏ ‏من‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏,‏ونرجو‏ ‏أن‏ ‏تزورنا‏ ‏بالدير‏ ‏لعلنا‏ ‏نؤدي‏ ‏شيئا‏ ‏من‏ ‏الواجب‏ ‏نحوك‏ ‏كتحية‏ ‏وتقدير‏ ‏للعمل‏ ‏الذي‏ ‏أنت‏ ‏عملته‏,‏قال‏ ‏لهما‏ ‏أنا‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏.‏واختفي‏...‏العساكر‏ ‏الذين‏ ‏أدوا‏ ‏له‏ ‏التحية‏ ‏والناس‏ ‏الذين‏ ‏حولهم‏,‏فوجئوا‏ ‏باختفائه‏ ‏فكانت‏ ‏هناك‏ ‏حركة‏ ‏ذهول‏,‏وسألوا‏ ‏من‏ ‏أبو‏ ‏سيفين‏ ‏هذا؟‏ ‏وأخذت‏ ‏الراهبتان‏ ‏تقصان‏ ‏عليهم‏ ‏قصة‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏.‏
ما‏ ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أقوله‏ ‏يا‏ ‏أولادنا‏ ‏أولا‏ ‏نعرف‏ ‏حقيقة‏,‏أن‏ ‏حياة‏ ‏الإنسان‏ ‏بعد‏ ‏الموت‏ ‏هي‏ ‏امتداد‏ ‏لحياته‏ ‏قبل‏ ‏الموت‏,‏الإنسان‏ ‏منا‏ ‏يخرج‏ ‏من‏ ‏الجسد‏,‏ونحن‏ ‏موعودين‏ ‏بالحياة‏ ‏الأبدية‏,‏حياتنا‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏هذه‏ ‏مرحلة‏ ‏أولي‏.‏
فعندما‏ ‏يموت‏ ‏أحد‏ ‏أو‏ ‏يستشهد‏ ‏فليس‏ ‏معني‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏حياته‏ ‏انتهت‏,‏أبدا‏ ‏الإنسان‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏في‏ ‏مرحلة‏ ‏أولي‏ ‏من‏ ‏حياته‏ ‏بعدها‏ ‏تتواصل‏ ‏الحياة‏ ‏في‏ ‏المرحلة‏ ‏الثانية‏ ‏فيزدادوا‏ ‏في‏ ‏المعرفة‏ ‏ويزدادوا‏ ‏في‏ ‏الروحانية‏ ‏ويزدادوا‏ ‏في‏ ‏الإمكانات‏ ‏والقدرات‏ ‏والمساعدات‏,‏والخدمات‏ ‏التي‏ ‏يخدموا‏ ‏بها‏,‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏كانوا‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏,‏لأن‏ ‏في‏ ‏الأرض‏ ‏هناك‏ ‏معطلات‏,‏لكن‏ ‏بعد‏ ‏الموت‏ ‏عندهم‏ ‏إمكانات‏ ‏وقدرات‏ ‏ولا‏ ‏يوجد‏ ‏معطلات‏,‏الوقت‏ ‏كله‏ ‏ملكهم‏,‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏نوم‏ ‏ولا‏ ‏مرض‏ ‏ولا‏ ‏كلام‏ ‏يضيع‏ ‏الوقت‏,‏أبدا‏ ‏أبدا‏,‏فكل‏ ‏وقتهم‏ ‏يقضوه‏ ‏بين‏ ‏التسبيح‏ ‏والعبادة‏ ‏والمساعدات‏,‏والخدمات‏ ‏والمعونات‏.‏ويتحولوا‏ ‏إلي‏ ‏قدرات‏ ‏وإلي‏ ‏آلهة‏ ‏صغيرة‏,‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏عندهم‏ ‏مشكلة‏ ‏مواصلات‏,‏في‏ ‏ثانية‏ ‏مثل‏ ‏السهم‏,‏ينتقل‏ ‏بسرعة‏,‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏أي‏ ‏مشكلات‏,‏لذلك‏ ‏كنيستنا‏ ‏الجميلة‏ ‏تجعلنا‏ ‏نحتفل‏ ‏بهؤلاء‏ ‏القديسين‏ ‏لكي‏ ‏لا‏ ‏ننسي‏ ‏إمكاناتهم‏ ‏ومساعدتهم‏,‏وأيضا‏ ‏لكي‏ ‏نلجأ‏ ‏إليهم‏ ‏يساعدونا‏.‏لأنهم‏ ‏أقوي‏ ‏منا‏,‏الواحد‏ ‏لو‏ ‏أخوه‏ ‏الكبير‏ ‏أو‏ ‏أبوه‏ ‏في‏ ‏مركز‏ ‏كبير‏ ‏يكون‏ ‏مسنود‏,‏فنحن‏ ‏مسنودين‏ ‏يا‏ ‏أولادنا‏ ‏بالمسيح‏ ‏إلهنا‏ ‏وأيضا‏ ‏بهؤلاء‏.‏هؤلاء‏ ‏الأرواح‏ ‏المقدسة‏ ‏التي‏ ‏تملك‏ ‏إمكانات‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏كانوا‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏,‏ووقته‏ ‏كله‏ ‏مساعدات‏ ‏فيكون‏ ‏من‏ ‏الغباوة‏ ‏ومن‏ ‏الحماقة‏ ‏أن‏ ‏الواحد‏ ‏فينا‏ ‏لا‏ ‏يستفيد‏ ‏من‏ ‏شفاعة‏ ‏هؤلاء‏ ‏ومساعدتهم‏ ‏وقدراتهم‏ ‏وإمكاناتهم‏.‏
لذلك‏ ‏نحن‏ ‏عندما‏ ‏نحتفل‏ ‏بأعياد‏ ‏القديسين‏,‏نتذكر‏ ‏حياة‏ ‏هؤلاء‏ ‏الناس‏ ‏وأيضا‏ ‏نتمثل‏ ‏بهم‏ ‏وبإيمانهم‏ ‏انظروا‏ ‏إلي‏ ‏نهاية‏ ‏سيرتهم‏ ‏فتمثلوا‏ ‏بإيمانهم‏.‏
فهذه‏ ‏المناسبات‏ ‏في‏ ‏الواقع‏ ‏هي‏ ‏تشجيع‏ ‏لأبناء‏ ‏الكنيسة‏ ‏أنهم‏ ‏يجدوا‏ ‏المثل‏ ‏والنماذج‏ ‏التي‏ ‏يتعلموا‏ ‏منها‏ ‏كيف‏ ‏كانوا‏ ‏في‏ ‏حياتهم‏,‏لكي‏ ‏نكون‏ ‏نحن‏ ‏أيضا‏ ‏أمناء‏ ‏وثابتين‏ ‏ولا‏ ‏نتزعزع‏ ‏خصوصا‏ ‏يا‏ ‏أولادنا‏ ‏الأيام‏ ‏القادمة‏,‏نحن‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏مهمة‏ ‏جدا‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏الإنسانية‏ ‏كلها‏.‏نحن‏ ‏محتاجين‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏أي‏ ‏وقت‏ ‏مضي‏ ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏ثابتين‏ ‏ولا‏ ‏نتزعزع‏,‏في‏ ‏أيامنا‏ ‏الحاضرة‏ ‏توجد‏ ‏معطلات‏,‏توجد‏ ‏مضايقات‏,‏توجد‏ ‏منغصات‏,‏بعضها‏ ‏قائم‏ ‏وبعضها‏ ‏سيأتي‏,‏لذلك‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏ثابتين‏ ‏غير‏ ‏متزعزعين‏ ‏مثل‏ ‏ما‏ ‏قال‏ ‏سيدنا‏:‏الذي‏ ‏عندكم‏ ‏تمسكوا‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏أجئ‏,‏كن‏ ‏أمينا‏ ‏حتي‏ ‏الممات‏,‏فأعطيك‏ ‏إكليل‏ ‏الحياة‏,‏جاهد‏ ‏لئلا‏ ‏يأخذ‏ ‏أحد‏ ‏إكليلك‏.‏
فنحن‏ ‏يا‏ ‏أولادنا‏ ‏في‏ ‏مناسبة‏ ‏هذا‏ ‏العيد‏ ‏عيد‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏وأعياد‏ ‏القديسين‏ ‏الآخرين‏ ‏نحتفل‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏جهة‏,‏لكي‏ ‏نتابع‏ ‏حياتهم‏ ‏فنتعلم‏ ‏منهم‏ ‏كنماذج‏ ‏وكأمثلة‏ ‏أمامنا‏,‏كمثل‏ ‏عليا‏ ‏نتعلم‏ ‏منها‏ ‏لأنهم‏ ‏بشر‏ ‏مثلنا‏ ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏نجحوا‏,‏فنحن‏ ‏نتمثل‏ ‏بهم‏ ‏لكي‏ ‏نعمل‏ ‏مثل‏ ‏ما‏ ‏عملوا‏ ‏وبهذا‏ ‏مجدوا‏ ‏الله‏,‏وأيضا‏ ‏عاشت‏ ‏أسماؤهم‏ ‏وحياتهم‏ ‏مثل‏ ‏ما‏ ‏قال‏ ‏المسيح‏:‏طوبي‏ ‏للودعاء‏ ‏لأنهم‏ ‏يرثون‏ ‏الأرض‏,‏كثير‏ ‏من‏ ‏أسماء‏ ‏الأغنياء‏ ‏والملوك‏ ‏والرؤساء‏ ‏زالت‏ ‏ونسيت‏,‏إنما‏ ‏هؤلاء‏ ‏القديسين‏ ‏الشهداء‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الثالث‏ ‏حتي‏ ‏اليوم‏ ‏أحياء‏ ‏ويعملون‏.‏
فنحن‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المناسبات‏ ‏نتذكرهم‏ ‏لنتعلم‏ ‏منهم‏ ‏ونكون‏ ‏ثابتين‏ ‏علي‏ ‏الإيمان‏ ‏خصوصا‏ ‏في‏ ‏الأيام‏ ‏التي‏ ‏فيها‏ ‏نتعرض‏ ‏لمتاعب‏ ‏ومضايقات‏ ‏ومنغصات‏ ‏تهدد‏ ‏حياتنا‏.‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏أيضا‏ ‏لكي‏ ‏نستفيد‏ ‏منهم‏ ‏الآن‏,‏كلنا‏ ‏نعرف‏ ‏الإمكانات‏ ‏التي‏ ‏عندنا‏ ‏إنما‏ ‏هم‏ ‏أصبحوا‏ ‏عندهم‏ ‏قدرات‏ ‏أكثر‏,‏وهذا‏ ‏معني‏ ‏الشفاعة‏,‏الشفاعة‏ ‏بمعني‏ ‏الإلحاق‏,‏يقول‏ ‏شفعت‏ ‏طلبي‏ ‏بمذكرة‏,‏أي‏ ‏ألحقت‏ ‏بطلبي‏ ‏مذكرة‏,‏فنحن‏ ‏محتاجون‏ ‏لمساعدات‏ ‏القديسين‏ ‏وهذا‏ ‏معني‏ ‏الشفاعة‏,‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏صلواتهم‏ ‏وإنما‏ ‏أيضا‏ ‏خدماتهم‏ ‏ومعوناتهم‏,‏ومساعداتهم‏. ‏

 

This site was last updated 09/25/09