الأنطاكى  سنة 402 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  293

**********************

وأمر الحاكم فى جمادى الأول سنة 402 هـ بنفى سائر المغنيين وأصحاب الملاهى فجمعهم من البلاد فإجتمعوا وإستغاثوا إليه وسألوه عفوه عنهم فإستتيبوا وإستحلفوا أن لا يتعاطوا ذلك فيما بعد (1) ولا يتعرض أحد إلى شئ منه وحذر الزبيب والعسل ووشع اليد عليهما  واخرجهما شئ بعد شئ وبيع العسل خمسة أرطال فنازل والعسل ثلاثة أرطال وما دونهما لمن يقتات منها وأقيم مع البياعين لهم أمناء لمراعاة ذلك فإنتهى إليه أنهما يبتاعان ويعمل منهما المسكر المنهى عنه  فزاد فى التحذير غليهما ومنع بيعهما جملة ثم أمر بحرق الزبيب وأحرق فى مصر خمسة ألاف قنطرة وعدل وغرق العسل أيضاً وأريق فى النيل ومنع من جلبهما وإظهار شئ منهما ولما أدرك العنب وإيتاعه الناس وعصره سراً أمر بتغريقه فى النيل ومنع من بيعه وأكله (3)

***************

المراجع

(1) المقريزى فى إتعاظ الحنفا 2/ 87 فى حوادث سنة 400 هـ : ومنع الغناء واللهو وأمر ألا تباع مغنية "

(2) المقريزى فى إتعاظ الحنفا 2/ 87 و 90 و 91 و93

(3) راجع المقريزى - إتعاظ الحنفا 2/ 89 و 90 ز 91 و 92 و 93 وفيه : ومنع من بيع العنب وألا يتجاوز فى بيعه أربعة أرطال ، ومنع من إعتصاره فبيع كل ثمانية أرطال بدرهم وطرح كثير منه فى الطرقات وأمر بدوسه ومنع من بيعه البته وأغرق ما حمل منه فى النيل وبعث شاهدين إلى الجيزة فأخذ جميع ما على الكروم من الأعناب وطرحت تحت أرجل البقر لتدوسه  وبع بذلك إلى عدة جهات وتتبع بيع العنب وإشتد فى الأمر بحيث لم يستطع أحد بيعه فإتفق أن شيخا حمل خمرا له على حمار وهرب فصادفه الحاكم عند قائلة النهار على جسر ضيق فقال له : " من أين أقبلت ؟ قال من أرض اله الضيقة - فقال ياشيخ أرض الله ضيقة ؟ فقال : مالم تكن ضيقة ما جمعتنى وإياك على هذا الجسر فضحك منه وتركه !! (راجع الدرة المضية 285

*********************************************************************************************************************************

الأنطاكى  سنة 402 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  317 - 418

**********************

فأما على بن عبد الواحد بن حيدرة فدفعة إبن لؤلؤ عن حلب فعاد إلى طرابلس بمن ورد معه ، وإلتمس أيضا بنو كلاب من (منصور بن) لؤلؤ ما  أشرطه لهم ووعدهم به من الإقطاع والإحسان وغيره ، فدافعهم فتسلطوا على بلد حلب وقاتلوا لؤلؤ وضيقوا عليه تضيقا شديدا ، وعجز عن مقاومتهم وأظهر لهم رغبته فى إستقامة الحال بينهم وبينه ، وإستدعى دخول إمرائهم ومقدميهم إلى حلب ليحضروا طعامه ويوقع لهم بالإقطاعات فدخل منهم زهاء سبعمائة رجل فيهم جميع أمراء بنى كلاب وذو الرئاسة والشجاعة وتقدم بانه سيعد لهم طعام وينضد سماط ليحضروه ، ومع حضورهم داره طالوه أن يقدم إنجاز أمورهم ويريح عليهم من التوقيعات ، فقبض فى الحال على جميعهم وأمر ببذل السيف فيهم ، فقتل فى الوقت جماعة منهم ، وحمل أمرائهم إلى القلعة ، وحبسهم متفرقين وأودع الحبوس باثيهم ، وذلك يوم السبت لليلتين بقيتا من ذى القعدة سنة 402 هـ

********************

المراجع

(1) وكان فى قلعة عزاز (‘عزاز) شمالى حلب ، غلام من غلمان مرتضى الدولة ، متهم بأنه يميل إلى أبى الهيجاء ن فطلب منه مرتضى التنازل عن القلعة ، فلم يجبه الغلام إلى ذلك ، وتملكه الخوف منه ، ولما شدد مرتضى الدولة منه ، أجابه الغلام بأنه لا يسلم القلعة إلا إلى قاضى طرابلس إبن حيدرة

ولما كان إبن حيدرة ما يزال عند حلب فقد ذهب إلى القلعة وتسلمها من الغلام ثم قام بتسليمها إلى مرتضى الدولة ، وكتب إلى الحاكم ليطلعة على ذلك ، وعاد مرتضى الدولة دافعه ولم يبر بوعده ، وإضطر إبن حيدره أن يعود إلى طرابلس دون أن يحقق ما كان يرغب فيه الخليفة ، فنقم عليه الحاكم لكونه سلم قلعة عزاز لمرتضى الدولة ، وبعث إلى طرابلس قائدا وخادمين له فقطعوا رأسه وحملوه إلى مصر فى شهر ذى الحجة آخر سنة 401 هـ (راجع زبدة حلب 1/ 200 وأيضا تاريخ الإسلام 21/ 10 ومرآة الجنان 3/ 3)