Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 الأنطاكى  سنة 401 هـ

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

 

الأنطاكى  سنة 401 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  286 - 292

*********************************

وعزل الكافى منصور بن عبدون عن النظر فى الأمور وقتله بعد مدة من عزله ورد الأمور إلى أحمد أحمد بن القصورى (1) فى ذلك اليوم بعينه وهو يوم الحميس رابع محرم سنة 401 هـ وقتله أيضا فى اليوم التاسع (2) من نظره ونصب مكانه زرعة بن عيسى بن نسظورس النصرانى ولقبه بعد أيام من نظره : الشافى

وأما الحسين بن جوهر فلما تطاول مقامه ومقام من هرب معه عند بنى قرة راسلهم الحاكم بالرجوع إلى حضرته ووعدهم بالإحسان إليهم وأعظاهم أمانا ثانيا على أنفسهم وسائر أنسابهم يثقون به وكتب لهم سجلاً قرئ فى ذلك الوقت بقصره على رؤوس الملأ وأشهد الحاكم على نفسه فيه بالوفاء بمضمونه لقاضى القضاة  مالك بن سعيد بن مالك وجماعة من الأشراف فأجابوا إلى الرجوع ودخلوا إلى مصر فى محرم سنة 401 وتلقتهم سائر أعل المملكة بإذنه وكتب لهم أيضا أماناً مجدداً وضمنه يمينا مشددة وعهودا مؤكدة وأشهد على نفسه بما ثبت فيه قاضى القضاة مالك بن سعيد وجماعة من شهود العادلة وأعاد إليهم سائر ما أخذه  منهم وأنفذ الحسين بن جوهر نسخة الأمان إلى مكة وعلق بها على الكعبة تخريصا له على الوفاء بمضمونه ولم يحد ذلك عليهم نفعاً وغدر بهم فى الشهر بعينه وقبض على الحسين بن جوهر وعلى عبد العزيز بن نعمان وقد ركبا إلى القصر وأتصل بأولادهما ذلك فإستتر جعفر بن الحسين بن جوهر وطلب فلم يوجد ومنعت الطرقات وجهرت وأستقصى البحث عنه فلم يظفر به فلما يأس منه حضر قاضى القضاة مالك بن سعيد وإستحلف الحسين بن جوهر وعبد العزيز لا يهربان ولا يتغيبان ولا يخرجان عن البلد وأى وقت يستدعيهما يحضرا وأطلق سبيلهمت وظهر جعفر من الإستتار فخلع عليه وكنه وأنسه ولما كان يوم الجمعة 12 جمادى الآخره سنة 401 ركب الحسين وعبد العزيز إلى القصر كعادتهما فقبض عليهما وقتلا وقتل معهما إسماعيل بن صالح أخا الفضل وكان الفضل أيضا قد قتل قبلهما بمدة مقدارها تسعة أشهر (3) وهرب جعفر وأبو جعفر ولدا الحسين بن جوهر وأخ الصغير لهما دون البلوغ يسمى جوهر إلى الشام فى وقت تغلب إبن الجراح عليه على أن يقصدوا باسيل ملك الروم وكتبوا إلى والى أنطاكية مبخائيل البطريك المعروف بالقطانيوس يستأذنوه بالمجئ إلى انطاكية فرسم لهم التوقف حتى يستأذن الملك فيهم ولم يتسع لهم الوقت للصبر فعزموا على التوجه للعراق فظفر بهم وقتلوا وذلك أنهم قصدوا حسان بن المفرج بن الجراح فسألوه أن يسيرهم وبذل له الحاكم على القبض عليهم 200 ألف دينار فقال لهم على سبيل المكيدة : جدوا لأنفسكم وسيرهم إلى أن نزلوا فى موضع يعرف بالسويداء من أعمال دكشق على مسافة يوم منها وتنصح بهم إلى مختار الدولة أبى عيدالله بن نزال أن يسرع إليهم فقبض عليهم وقتلهم بدمشق وحملت رؤوسهم إلى مصر فى شهر ربيع الاخر سنة 403 هـ (4)    

الخليفة الحاكم يأمر بالجزية على الأقباط وتمييزهم فى الملابس

وأمر فى المحرم  من سنة 401 أن تؤخذ الذمة من النصارى واليهود بتغيير الزنانير الملونة التى يلبسونها والإقتصار على لبس الزنانير السود فقط دون غيرها من الألوان والعمائم السود

وجدد التحذير والمنع من عمل النبيذ وشربه سراً وجهراً فى شهر رمضان سنة 401 هـ (5)  وقام بكسر ما عند الناس منه من الجرار والظروف والقراح والدنان وسائر الملاهى ( وألات الموسيقى ) وحذر من إستبقاء شئ من جميع ذلك والتعرض لعمله والعمل به وتوعد فيه بشديد العقاب وكسر فى الطرقات شئ كثير من النبيذ وأحرقت الملاهى وإمتثل ذلك فى سائر المملكة وحظر على النصارى تقديمه فى سائر مملكته ومنع من التقريب به فى قرابينهم (6) وصاروا النصارى يقربون عوضا عن الخنر ناء قد نقع فيه زبيب أو عود الكرم

إنطواء الحاكم وفقدان شهيته للطعام  وبداية إنطواؤه

وعطل مطابخ القصر والموائد التى كانت تقالم برسمه (اوامره) فى كل يوم وكذلك السماطات التى كانت تعمل فى الأعياد الجامعة وإفتصر فيما يأكله على ما يجيئه فى كل يوم من عند السيدة والدته

ووصل من طرابلس الشام حمايم (7) تحمل هدية فاكهة مجففة يابسة ورطبة وغير ذلك من المأكولات فأمر أن تغرق جميعها فى النيل فى الموضع المعروف بالمقس وقتل النواتية (البحارة) الذين كانوا فيها

وأبطل ما كان يستعمل برسمه (يأمره) من الكسوة فى تنيس ودمياط

وأمر الحاكم باروح (أو باروخ) التركى الملقب علم الدولة على سائر جيوشه ولقبه أمير الأمراء وولاة الشام وسيره إليها (8) وحمل يعقوب زوجته وهى إبنة الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس وحملا معهما جميع ما يقتنيان من نفيس ومتاه وسار فى صحبته قافلة التجار بأموال لهم واسعة قإعترضهم فى الطريق ظاهر غزة المفرج بن دغفل بن الجراح وأولاده فأوقع بهم وحاز سائر ما كان  معهم واخذ باروخ أسيراً وقتله (9)

وسار إبن الجراح إلى الرملة ودخلها وأباتح العرب نهبها وأخذ رحالات الناس وقبض على من كان بها وصادر أموالهم وإفتقر جماعة من الناس فيها هناك وأقام الدعوة لأبى الفتوح الحسن بن جعفر الحسنى أمير مكة يومئذ وأسماه أمير المؤمنين ولقبه الراشد لدين الله وضرب له السكة وأستولى العرب على الشام وملكوه من الفرما إلى طبرية وحاصروا حصون السواحل مدة طويلة ولم يمكنهم أخذ شئ منها (10)

إعادة بناء كنيسة القيامة

وألزم المفرج بن الجراح النصارى ببنيان  كنيسة القيامة ببيت المقدس وصير من عملها أسقفاً كان على مدينة جبال أسمه أنبا ثاؤفيلس أقام ثمان سنين ومات وعاضد المفرج بن الجراح على بناء كنيسة القيامة واعاد فيها مواضع بحسب إمكانياته وقدرته

وإستدعى ابن الجراح أبا الفتوح الحسنى من مكة فسار إلى الشام ووصل إلى الرملة يوم السبت لست بقسن من صفر سنةى 403 ودخلها  راكبا على فرس بسرج ولجام حديدى ونزل بدار الإمارة بها وأنشأ كتابا قرئ على الناس بأن لا يقبل له أحد جمله الأرض وأن هذا الشئ ينفرد به الله عز وجل وجاب معه أموالا طائلة من الحجاز فأكلته العرب وحجزت عليه ولم يعطوه حقه الذى أهلوه له وأشرف على ضعف أمره وقد كان الحاكم بذل فيه اموالا جزيلة لحسان بن المفرج من أبيه أن يتم ذلك على أبى الفتوح  فاشار عليه بالمسير وأنفذ غلاماً من خواص غلمانه يعرف بأبى الغول إلى أن أوصله إلى مأمنه فلما عاد إلى مكة أقام بها الدعوة للحاكم على الرسم السالف بعد أن أقامها لنفسه وكتب إلى الحاكم يعتذر فقبل عذره ووصله وأحسن إليه

نصارى الشام يهربون

ووقع الشام فى ايدى بنى الجراح وأقاموا متغلبين عليه حتى المحرم سنة 404 هـ وعظمت مصادرتهم للناس مرة بعد أخرى وتعسفهم إياهم فهرب النصارى المقيمين بالشام خلق كثير وتوجهوا جميعهم لبلاد الروم وقصد أكثرهم اللاذقية وأنطاكية وقطنوهما 

 

****************

المراجع

(1)  المقريزى إتعاظ الحنفا  2/ 82 " القشورى" وهو أيضا فى : ذيل تاريخ دمشق 41 و 42 حيث ورد ذكره فى حوادث 381 هـ أما فى الدرة المضية 281 فورد أسمه : أحمد بن محمود المعروف بالقصورى (فى حوادث سنة 400 هـ )

(2) المقريزى إتعاظ الحنفا  2/ 85

(3) راجع المقريزى إتعاظ الحنفا  2/ 84 و85 و86 و87 وعيون الخبار وفنون الآثار 276 وما بعدها وولاة مصر 599- 693 ومرآة الجنان 3/3/ والبيان المغرب 1/ 259  

(4) جاء جعفر وأبو جعفر ولدا الحسين بن جوهر وأخ الصغير لهما دون البلوغ يسمى جوهر إلى الشام  إلى على بن منصور الحلبى المعروف بإبن القارح صديق الشاعر المعروف ابى العلاء المعرى وهو فى مصر فقال لهم : " وخير مالى ولكم الهرب ولأبيكم ببغداد ودائع 500 ألف دينار فإهربوا وأهرب" وحين قتلوا كان إبن القارخ فى طرابلس الشام فخاف على نفسه وخرج منها إلى أنطاكية ثم إنتقل إلى مالطة حيث أقام عند خولة بنت سعد الدولة الحمدانى (راجع : رسالة الغفران لأبى العلاء المعرى - تحقيق فوزى عطوى ص 46 طبعة بيروت 1968 وتاريخ طرابلس السياسى والحضارى - الطبعة الثانية ص 308 و 309

(5) راجع المقريزى إتعاظ الحنفا 2/ 83 فى حوادث سنة 400 هـ

(6) راجع المقريزى إتعاظ الحنفا 2/ 83 و 85 و 87فى حوادث سنة 400 هـ و 401 هـ

(7) حمايم = حمائم : وهى نواع من السفن النيلية الصغيرة تسير بجوار  العشارى والذهبيات فتبدوا بجانبها لصغر حجمها وكأنها حمائم (راجع البحرية الإسلامية ص 340

(8) راجع المقريزى إتعاظ الحنفا 2/ 73

(9) راجع المقريزى إتعاظ الحنفا 2/ 87 وأخبار الدول المنقطعة لإبن الظافر ص 49

(10) يخلط أبن الأثير فى تاريخ هذه الأحداث بين سنتى 386 هـ و 401 هـ أنظر الكامل 9/ 122 و 331 و 332 والمنتظم 7/ 251 ومدينة الرملة للدكتور سادق أحمد داود جودة ص 134 وما بعدها طبعة 1986

(11) راجع المنتظم 7/ 164 ووفيات الأعيان 2/ 174 وأخبار الدول المنقطعة ص 49 وخلاصة الكلام فى بيان أمراء البلد الحرام لأحمد زينى دحلان ص 17 المطبعة الخيرية بمصر 1305 هـ ومكة وعلاقاتها الخارجية لأحمد الزيلعى ص 54 و55 نشرته عمادة شئون الطلاب بجامعة الملك سعود مطابع جامعة الملك سعود بالرياض 1981 وعيون الأخبار وفنون الاثار 273- 275 راجع المقريزى إتعاظ الحنفا  2/ 95 ومآثر افناقة 1/ 326 و 327 والبيان المغرب 1/ 259 و 260

 

This site was last updated 04/20/12