Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

سنة تسعة وثمانين وثلثمائة هجرية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

سنة 389 هـ

******************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطلكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص 343 - 250

*******************

سنة تسعة وثمانين وثلثمائة هجرية

ثم خرج الملك باسيل بنفسه غازيا إلى بلد الإسلام ونزل بجسر الجديد /  الحديد (لست ليال خلون من) شوال سنة 389 وسار إلى شيزر ونزل عليها وحاصرها ( فى النصف من ذى القعدة من السنة) وكسر سكة الماء عن من فيها وكان بها وال مقيم من قبل الحاكم يسمى حملان ويعرف بإبن كراديس ، فراسله الملك فى أن يفتح البلد ورغبة فلم يجب ولما تطاول أمرة (ومنازلة) وإنقطاع المياة (1) عن أهل الحصن إلتمس إبن كراديس الأمان منه وأشرط عليه أنه لا يطأ له بساطاً عند خروجه من البلد ولا يعترضه ولا أحد من أصحابه ممن يختار المسير معه ، فأجابه إلى ذلك وأنفذ إليه صليبه ، وفتح ابن كراديس الباب وإنصرف مع جماعة من أهلها إلى حماة ومنها إلى حلب ، وشحن الملك شيزر بالأرمن وسار عنها إلى حصن أبى قبيس (2) فأخذه بالأمان وسار إلى حصن مصيات فملكه أيضاً وأخربه وسار إلى رفنية فأحرقها وسبى أهلها وتوجه يحرق ويخرب ويسبى إلى أن بلغ حمص فنزلها ، وتحصن منها نفر فى كنيسة مار قسطنطين التى فيها تحرما بها فلما علم الرؤوس من أهل عسكره حرقوها وكانت كنيسة معجزة وحمل نحاسها ورصاصها وسار الملك إلى قرب بعلبك وإستصرخ جيش (أبن محمد بن صمصامة القائد بدمشق للحاكم بامر الله) من دمشق إلى مصر بكتبه ، ووصف كثرة الجموع التى للروم وتهيبه للقائهم فإستدعى ما يتقوى به من مال ورجال وسلاح فجردت إليه عساكر عدة ، وأنفذ إليه كل ما إلتمس وكوتب كل والى بالشام بالمسير معه فاسر جميعهم حتى إجتمع بدمشق من العساكر ما أظن أنه لم يجتمع قط فيها للإسلام .

ورجع الملك باسيل على طريق الساحل وأحرق عرفة وهدم حصنها  ثم نزل على طرابلس فى يوم ( الثلاثاء لست بقين من ) ذى الحجة سنة تسع وثمانين وثلثمائة وزحف عسكرة وقطع عن الحصن قناة الماء ووافى إليه شلنديان يحملان زاداً وعلوفة فإتسع بها عسكره وسير سرية إلى بيروت وجبيل فظفرت باقوام سبتهم وشحن الشلنديان بالسارى وسيرهما إلى بلاده وإنتشب الحرب بين اصحابه وبين أهل الحصن (3) طرابلس برا وبحراً وتحاربوا يوم الثلاثاء مستهل المحرم سنة 390 هـ فقتل وجرح من أصحابه جماعة كثيرة ، ثم رحل عنهم يوم السبت لخمس ليال خلت من المحرم من السنة متوجها إلى أنطاكية على طريق اللاذقية وكان مدة مقام الملك فى أرض الإسلام منذ حصوله على الجسر الجديد ورحيلة عن طرابلس شهرين (غير يوم واحد)

وولى أنطاكية يقفور الماجسطرس وهو (القنطس) الذى كان رسل به إلى عضد الدولة فناخسرو ببغداد ( وقت حضور السفلاروس عنده) فاقام الملك بعساكره فى أعمال المصيصة وطرسوس ستة أشهر معتزماً على العودة إلى بلاد الإسلام ، فورد إليه الخبر بموت القربلاط ملك الخزر (فى مدينة النى )  فسار الملك إلى هناك فتبعه الماجسطرس والى أنطاكية بالعساكر وتسلم الملك سائر بلاد الخزر وولى عليها روما من قبله

وقصد ( الملك) أمير ألأكراد ممهد الدولة أبو منصور سعيد مروان صاحب ديار بكر ووطئ بساطه وجعله الملك ماجسطرس ودوقس المشرق وأحسن إليه وأنعم عليه واعاده إلى بلاده وكان الملك قبل توجهة إلى بلاد الإسلام قد أرسل رسولين إلى الحاكم يقرر هدنة بينهما والصلح ، فسار الواحد منهما بجواب الرسالة التى ورد فيها ، وتأخر ألاخر بمصر لإنتظار  الجواب ، فلما وقف أى عرف الرسول المتأخر بخروج الملك غلى ديار الإسلام وما أثره فيها وفتحة منها خاف على نفسه وسأل إطلاق سبيله فى الرجوع إلى صاجبه ، فدفع عن ذلك دفعات ، إلى أن تواترت الخبار برحيل الملك باسيل عن بلاد الإسلام وعودته إلى دياره فأجيب الرسول إلى ما إلتمس

,انتدب أريسطس( Orestos) بطريرك المقدس للمسير مع الرسول لتقرير الهدنة وعقد المسالمة  وجمع بينه وبين الرسول بحضرة برجوان (ناظر أمور الدولة) وقبل للرسول ما قررة هذا البطريرك فإن مولانا ممضى ومرتض به ، وخلع على كل واحد منهما خلعاً نفيسة ، ودفع لهما صلة واسعة وسارا إلى حضرة الملك وعقد (أرستوس البطريرك هدنة 10 سنين (6) واقام بالقسطنطينية أربع سنين ومات   

ولما أستقرت الهدنة بين الملك والحاكم عاد الملك إلى بلغاريا غازيا ، ولبث بها أربع سنين وإستظهر على البلغار إستظهارا عظيماً سبيا وقتلاً وهرب من بين يديه القمطوفيلس  ملكهم  Comitopoule، وملك حصونا عدة من حصونهم ، وأخرب منها بعضا وتمسك بالبعض الآخر

وفى يوم الخميس لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة 390 (قتل الحاكم برجوان الخادم (7) ، وأقر كاتبه فهد بن إبراهيم النصرانى الرئيس فى الخدمة ونصب معه الحسين بن جوهر ولقب بقائد القواد )

ومات أنبا إيليا البطريرك السكندرى الملكى بمصر ( فى رابع جمادى الأولى ) سنة 390 هـ وحضر الصلاة عليه أرسانيوس السقف أخو أريسطس بطريرك بيت المقدس ، وتقدما إلى سائر النصارى الملكية بتصيير أرسانيوس بطريركا على الإسكندرية ، فأجابوه بالسمع والطاعة ، وحمل انبا غيليا إلى الإسكندرية (ثانى يوم وفاته وإستحضر أنبا أرسانيوس الساقفة الذين لكرسى الإسكندرية وحملهم (أى جسد بطريركهم) وصلوا عليه الساقفة [نهار يوم الثنين لأحد عشر ليلة خلت من] رجب سنة 390 وعاد ثم طاف على سائر عمله وكراسيه ورجع إلى مصر ولم يزل مقيما إلى ان قتل

وفى سنة 26 من ملك باسيل صير سرجس المانوبلس بطريركا على القسطنطينية ، واقام بها 19 سنة ومات

 

************************

المراجع

(1) فى (زبدة حلب 1/ 192) وخرج باسيل إلى أفامية بعد وقعة جرت للروم مع المغاربة فجمع عظام القتلى من الروم وصلى عليهم ودفنهم وسار إلى شيزر ففتحها بالأمان من المغاربة وذلك فى سنة 389 هـ

(2) حصن أبى قبيس  : غربى حلب مما يلى الساحل على نحو ثلث مراحل قصيرة من حلب (صبح ألعشى للقلقشندى 4/ 124)

(3) من المرجح أن أحد الشنلديين وقع فى يد صاحب صيدا " أبى الفتح عبيد الله بن الشيخ " الذى خف بأسطوله لمساعدة مسلمى طرابلس كما يظهر من ديوان "عبد المحسن الصورى"

(ج1/ 430 رقم 384) حيث كتب الصورى إلى إبن الشيخ وقد أخذ الشلندى عن طرابلس

لمعت سيوف بنى حميد بعدما ** صدأت وطال بهن عهد الروم

لما رأيت البلغرى لموجه ** موج القضاء المبرم المحتوم

يغزو الشام وليسش يعلم أن فى ** غزو الشام عليه غزو الشوم

والشلندى هو المركب البحرى وقد سبق التعريف به ، أما البلغرى فهو الإمبراطور باسيل ( أنظر الدراسة عن ديوان الصورى - 175) وديوان الصورى ج2/ 37 رقم 438 حيث يؤكد هزيمة باسيل ملك الروم عقيب قتل الدوقس.

(4) كيف لم يفطن زيسكس إلى تخليص القبر المقدس وهو فى سيره الظافر خلال سوريا سنة 975م عندما تلقى خضوع أمير دمشق .. ؟ وكيف لم يفطن إلى ذلك باسيل أثناء حملته سنة 995 و 999 م عندما أستولى على خيرز (شيزر) وراح يغزوا ضواحى طرابلس ؟ أكان جبل طارق "طرابلس" هو الذى أوقفهما ؟ لقد كانت فرصة فريدة لم تتح ثانية لملوك البيزنط ، فبيزنطا إذا فات من يدها شرف تحقيق الصليبية" (رينيه غروسيه - رصيد التاريخ - ترجمة محمد خليل باشا - ج2 / 101 طبعة القاهرة ) (وراجع كتاب تاريخ طرابلس ج1/ 299 - 303 )( وراجع أيضا إتعاظ الحنفا 2/ 32)

(5) أريسطس( Orestos) غختاره الحاكم بأمر الله سفيرا له لما تربطه به صلة مصاهرة إذ كان شقيق أمه

Sechumberger - II. P. 202 الدولة البيزنطية 591

(6) قال أبن القلانسى (ص54) : " وراسل برجوان بسيل ملك الروم على لسان أبن ابى العلاء ودعاه إلى المهادنة والموادعة ، وحمل إليه الهدايا سلك فيها سبيل التألف والملاطفة ، فقابل باسيل ذلك منه بأحسن قبول وتقررت الموادعة عشر سنين ، وأنفذ باسيل فى مقابلة الهدية ما

(7) عن قتل برجوان  (راجع المغرب فى حلى المغرب 55 و 56 و 355 والإشارة إلى منال الوزارة من بعده 27 - وعيون الأخبار وفنون الاثار ، السبع السادس 256 - والبداية والنهاية 11/ 327 - الدرة المضية 265 - ذيل تاريخ دمشق 56 - تاريخ الزمان 74 - إتعاظ الحنفا 2/ 25 - 29 - خطط المقريزى 1/ 467 و 487 و 2/ 427

This site was last updated 03/08/12