Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

العنجهية العربية والتعالى القرشى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
عمارة وزوجة عمرو
النابغة أم عمرو بن العاص
بن العاص يسرق مصر
العنجهية العربية والتعالى القرشى

فيما يلى ما أورده كتاب صدر في القاهرة عام 1999م، بعنوان‏:‏ هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول كتبته الباحثة سناء المصري - طبعة إشعاع للنشر

*****************************************************************************************************************************

وقد سجل أدب تلك الفترة الأولى لفتح مصر تعالى الصفوة القرشية على جنود الجيش العربى ، ومارسوا عليهم العنجهية والصلف فى كل المناسبات

ولعل أول قصيدة رويت فى مصر هى قصيدة أبى المصعب البلال قصيدة هجا بها العرب القاطنين أهل مصر ـ لأنهم من أصول يمنية ، وكانت تجد هوى كبيرا فى نفوذ ذوى ألأصل القرشى ، وكان الخليفة معاوية بن أبى سفيان شديد ألإعجاب بهذه القصيدة ، لأن فى نفس معاوبة من الثوار الكثير : " فكان إذا قدم عليه أحد من أهل مصر سأله أن ينشده هذه القصيدة " [كتاب المكافأة : أبن الالدابة ص 126] التى يعيب فيها الشاعر عرب مصر بأنهم حضرميون ليس لهم شرف ولا مجد ، وأنهم متكبرون.

كما نجد فى خطبة عتبه بن أبى سفيان (1)هجاء حاد لعرب مصر ، وكان من دهاة السياسيين وخطيباً مفوهاً ، عده ألأصمعى أحد أهم أثنين من خطباء بنى أمية ، وذكر القلقشندى خطبته التالية فى صناعة الإنشاء : " يا حاملى الأم أنوف ركبت بين أعين ، إنما قلمت أظفارى عنكم ليلين مسمى إياكم ، وسألتكم صلاحكم لكم إذ فسادكم راجعاً عليكم فأما  إذا أبيتم إلا الطعن على الأمراء والعتب على سلف والخلفاء ، فوالله لأقطعن بطون السياط على ظهوركم فإن حسمت مستشرى دائكم وإلا فالسيف ورائكم ، فكم من عظة لنا قد صمت عنها آذانكم ، وزجره منا قد محتها قلوبكم وليست أبخل عليكم بالعقوبة إذا جدتم علينا بالمعصية ، ولا مؤايسا لكم من المراجعة إلى الحسنى إن صرتم إلى التى هى أبر وأتقى (1)"[القلقشندى : صبح ألأعشى فى صناعة الإنشا ]  

وتصوير عتبه " يا حاملي الأم أنوف ركبت بين أعين" يوحى برغبة عرب مصر الدائمة فى الخوض فى مسائل السياسة والحكم ، وكشف أفعال الولاة وإنتقاد سياستهم الجائرة ، فهم لا يملون من المراقبة ، وإظهار المعارضة والسلطة ألموية تخص كل من لا يلزم الصمت بتقطيع السياط على ظهرة وإعمال السيف فى راسه إن لم يرتدع ، الصمت أو الموت كما يقولون

*************************

قدم المتنبي إلى مصر ومدح كافورًاالإخشيدي ( وكان من أعداء سيف الدولة) فأجزل كافورصلته وخلع عليه. وكان أبو الطيب يطمع في تولي عمل من أعمال مصر.ولكنها من أدل ما نظمه أبو الطيب على حقيقة خلقه. قيل إن آخر ما مدح به كافورًاالإخشيدي قصيدته البائية التي يقول في مطلعها:
منى كن لي أن البياض خضاب *** فيخفى بتبييض القرون شباب
 فلما لم يحقق كافورأمنيته انقلب عليه وهجاه بعدة قصائد تعد من عيون الشعر من حيث الصياغة والفن، ثم وقعت بينهما وحشة فأقام أبو الطيب سنة لا يلقى فيها كافورًا وهو يعمل في الخفاء على الرحيل عنه. فأعد الإبل وخلف الرحل. وجاء يوم عرفة سنة خمسين وثلاثمائة قبل خروجه من مصر بيوم واحد. فهجاه بقصيدة لو قيلت في غير كافورلتمنى الموت. وهذه القصيدة على ما بها من قذع لاذع من عيون الشعر التي يحفظها تلاميذ المدارس وقد سار مطلعها مثلاً.

القصيدة للنرجسي الكبير ابو الطيب المتنبي
هذه القصيدة هجا بها ابو الطيب المتنبي ابو المسك كافور والي مصر وكان في مقتبل عمره عبد
فقال:
عـيـدٌ بِـأيَّـةِ حـــالٍ عُـــدتَ يـــا عِـيــد *** ُبِـمـا مَـضَـى أَم لأَمْــرٍ فِـيـكَ تـجـدِيـدُ
أَمــــا الأَحِــبــةُ فـالـبَـيَـداءُ دُونَــهُـــمُ *** فَـلَـيـتَ دُونَـــكَ بَـيْــدًا دونَــهــا بِــيــدُ
لَولا العُلَى لم تجِبْ بِي ما أَجُوبُ بِها *** وَجـنــاءُ حَـــرْفٌ وَلا جَـــرْداءُ قَــيــدُودُ
وَكـانَ أطْيَـبَ مِــنْ سيـفِـي مَعانَـقَـة *** أَشْـبــاهُ رَونَــقــه الـغِـيــدُ الأَمـالِـيــدُ
لم يَتْرُكِ الدَهْرُ مِنْ قَلبـي وَلا كَبِـدي *** شَـيْـئــاً تُـتَـيِّـمـهُ عَــيْــنٌ وَلا جِــيـــد
يـا ساقِيـيَّ أَخَـمـرٌ فــي كُؤوسِكـمـا *** أم فــي كُؤُوسِكُـمـا هَــمٌّ وتَسْـهِـيـدُ
أَصَـخْـرَةُ أَنــا مـــا لـــي لا تُحِـرِّكُـنـي *** هــذي الـمُـدامُ وَلا هــذي الأَغـارَيـدُ
إذا أَرَدْتُ كُـمَـيْــتَ الــلَّــوْنِ صـافِــيَــة *** ًوَجَدْتُـهـا وحَبِـيـبُ الـنَـفْـسِ مَـفـقُـودُ
مــاذا لَقِـيْـتُ مِــنَ الـدُنْـيـا وأَعْـجَـبُـه *** أنِّـي بِمـا أَنــا شــاكٍ مِـنْـهُ مَحـسُـود
أَمْـسَـيْـتُ أَرْوَحَ مُـثــرٍ خـازِنًــا ويَــــدًا *** أَنـــا الـغَـنِـيُّ وأَمــوالِــي الـمَـواعِـيـدُ
إِنّــــي نَــزَلــتُ بِـكَـذابِـيـنَ ضَـيـفُـهُـم *** ُعَـنِ القِـرَى وعَـنِ التَـرحـالِ مِـحـدُودُ
جُـودُ الرّجـالِ مـنَ الأَيْـدِي وَجُـودُهُـمُ *** مـنَ اللِـسـانِ فَــلا كَـانُـوا وَلا الـجـوُدُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن نفوسِهِـمِ *** إِلا وفـــي يـــدِهِ مِـــن نَتَـنِـهـا عُــــود
أكُلمـا اغْـتَـالَ عَـبـدُ الـسُـوءِ سـيـدَهُأ *** َو خـانَـه فَـلَـهُ فـــي مـصــرَ تَمـهـيـد
صــار الخَـصِـي إِمــام الآبِـقـيـن بِـهــا *** فـالـحُـر مستـعـبَـد والـعَـبـدُ مَـعـبُـودُ
نـامَـت نواطِـيـرُ مِـصـرٍ عَــن ثَعالِـبِـهـا *** فقـد بَشِـمْـنَ ومــا تَفْـنـى العناقـيـدُ
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّ صــالــحٍ بــــأخٍ *** لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود
لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن *** ٍيُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ
وَلا تَوهـمـتُ أَن الـنـاس قَــدْ فُـقِـدُوا *** وأًن مِـثْــلَ أَبـــي البـيـضـاءِ مَــوجــودُ
وأَنَّ ذَا الأَسْــوَدَ المَثْـقـوبَ مـشْـفَـرُهُ *** تـطِـيـعُـهُ ذي الـعَـضـارِيـطُ الـرعـادِيــد
جَوعـانُ يأكـلُ مِـن زادي ويُمِسكُنـي *** لِـكَـي يُـقـالَ عَظِـيـمُ الـقـدرِ مَقـصُـودُ
وَيـلُـمِّـهـا خُــطَّـــةً وَيــلُـــم قـابـلِـهــا *** لِمِثْـلِـهـا خُــلِــقَ الـمـهـريَّـةُ الــقُــودُ
وعِندَهـا لَــذَّ طَـعْـم الـمـوتِ شـارِبُـهُ *** إِن الـمَـنِـيَّـةَ عِــنْــدَ الــــذُلّ قِـنـديــدُ
مَن علَّـم الأسـودَ المَخْصِـيَّ مكرُمـة *** أَقَـومُــهُ الـبِـيـضُ أَمْ آبــــاؤهُ الـصِـيــدُ
أم أُذْنُــه فــي يــدِ النّـخَّـاسِ دامِـيــةً *** أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلـسَـيْـنِ مَـــردُودُ
أولَـــى الـلِـئــام كُـوَيـفـيـرٌ بِـمَـعــذِرَة *** فـي كُـلِّ لُـؤْم وبَـعـض الـعُـذْرِ تَفنِـيـدُ
وَذاك أن الـفـحـولَ الـبِـيـضَ عـاجِــزَة *** عنِ الجَميلِ فكَيـفَ الخِصْيَـةُ السُـودُ

******************

المراجع

(1)  فيما يلى مجموعة من خطب عتبة بن أبي سفيان مسجلة فى كتاب : العقد الفريد - المؤلف : ابن عبد ربه الأندلسي
يا حاملي الأم أنوف ركبت بين أعين، إنما قلمت أظفاري عنكم ليلين مسي إياكم، وسألتكم صلاحكم إذ كان فسادك! راجعا عليكم، فأما إذ أبيتم إلا الطعن على الولاة، والتنقص للسلف، فوالله لاقطعن على ظهوركم بطون السياط، فإن حسمت داءكم، وإلا فالسيف من ورائكم. ولست أبخل عليكم بالعقوبة إذا جدتم لنا بالمعصية، ولا أؤيسكم من مراجعة الحسنى إن صرتم إلى التي هي أبر وأتقى.
خطبة لعتبة بن أبي سفيان (2/25)
لما اشتكى شكاته التي مات فيها تحامل إلى المنبر، فقال: يأهل مصر، لا غنى عن الرب، ولا مهرب من ذنب! إنه قد تقدمت مني إليكم عقوبات كنت أرجو يومئذ الأجر فيها، وأنا أخاف اليوم الوزر منها، فليتني لا أكون اخترت دنياي على معادي، فأصلحتكم بفسادي. وأنا أستغفرالله منكم، وأتوب إليه فيكم؛ فقد خفت ما كنت أرجو نفعا عليه، ورجوت ما كنت أخاف اغتيالا به، وقد شقي من هلك بين رحمة الله وعقوبته، والسلام عليكم سلام من لا ترونه عائدا إليكم. قال: فلم يعد.
وخطبة لعتبة
العتبي: قال سعد القصر: احتبست عنا كتب معاوية بن أبي سفيان حتى أرجف أهل مصر بموته، ثم قدم علينا كتابه بسلامته، فصعد عتبة المنبر والكتاب في يده، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يأهل مصر، قد طالت معاتبتنا إياكم بأطراف الرماح، وظبات السيوف، حتى صرنا شجى في لهواتكم ما تسيغه حلوقكم، وأقذاء في أعينكم ما تطرف عليها جفونكم. أفحين اشتدت عرى الحق عليكم عقدا، واسترخت عقد الباطل عنكم حلا، أرجفتم بالخليفة، وأردتم تهوين الخلافة، وخضتم الحق إلى الباطل، وأقدم عهدكم به حديث، فاربحوا أنفسكم إذ خسرتم دينكم، فهذا كتاب أمير المؤمنين بالخبر السار عنه والعهد القريب منه، واعلموا أن سلطاننا على أبدانكم دون قلوبكم، فأصلحوا لنا ما ظهر ونكلكم إلى الله فيما بطن، واظهروا خيرا وإن أضمرتم شرا، فإنكم حاصدون ما أنتم زارعون، وعلى الله أتوكل وبه أستعين. ثم نزل.
خطبة لعتبة في الموسم
سعد القصر مولى عتبة بن أبي سفيان قالت: دفع عتبة بن أبي سفيان بالموسم سنة إحدى وأربعين، والناس حديث عهدهم بالفتنة، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: إنا قد ولينا هذا المقام الذي يضاعف الله فيه للمحسنين الأجر، وللمسيئين الوزر، ونحن على طريق ما قصدنا له، فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا، فإنها تنقطع من دوننا، ورب متمن، حتفه في أمنيته. اقبلونا ما قبلنا العافية فيكم وقبلناها منكم، وإياكم ولو، فإن لو قد أتعبت من قبلكم ولم ترح من بعدكم، فأسأل الله أن يعين كلا على كل.
فناداه أعرابي من ناحية المسجد: أيها الخليفة، قال: لست به ولم تبعد؛ فقال: يا أخاه؛ فقال: سمعت فقل؛ فقال: والله لأن تحسنوا وقد أسأنا خير لكم من أن تسيئوا وقد أحسنا، فإن كان الإحسان لكم فما أحقكم بإستتمامه، وإن كان لنا فما أحقكم بمكافأتنا؛ رجل من بنى عامر بن صعصة يتلقاكم بالعمومة، ويختص إليكم بالخؤولة، وقد كثر عياله، ووطئه زمانه، وبه فقر، وفيه أجر، وعنده شكر. فقال عتبة: أستغفر الله منكم، وأسأله العون عليكم، ولد أمرت لك بغناك، فليت إسراعنا إليك يقوم بإبطائنا عنك.
وخطبة لعتبة بن أبي سفيان
سعد القصر قال: وجه عتبة بن أبي سفيان ابن أخي أبي الأعور السلمي إلى مصر، فمنعوه الخراج، فقدم عليه عتبة فقام خطيبا فقال: يأهل مصر، قد كنتم تعتذرون لبعض المنع منكم ببعض الجور عليكم، فقد وليكم من يقول ويفعل، ويفعل ويقول، فإن رددتم ردكم بيده، وإن استصعبتم ردكم بسيفه، ثم رجا في الأخر ما أمل في الأول. إن البيعة مشايعة، فلنا عليكم السمع والطاعة، ولكم علينا العدل، فأينا غدر فلا ذمة له عند صاحبه، والله ما انطلقت بها ألسنتنا حتى عقدت عليها قلوبنا، ولا طلبناها منكم حتى بذلناها لكم ناجزا بناجز، ومن حذر كمن بشر. قال: فنادوه: سمعا وطاعة، فناداهم. عدلا عدلا.
خطبة لعتبة (2/26)
قدم كتاب معاوية إلى عتبة بمصر: إن قبلك قوما يطعنون على الولاة، ويعيبون السلف. فخطبهم فقال: يأهل مصر، خف على ألسنتكم مدح الحق ولا تفعلونه، وذم الباطل وأنتم تأتونه، كالحمار يحمل أسفارا، وأثقله حملها، ولم ينفعه علمها، وايم الله، لا أداويكم بالسيف ما صلحتم على السوط، ولا أبلغ بالسوط ما كفتني الدرة، ولا أبطى عن الأولى ما لم تسرعوا إلى الأخرى، فالزموا ما أمركم الله به تستوجبوا ما فرض الله لكم علينا، وإياكم وقال ويقول، قبل أن يقال فعل ويفعل، وكونوا خير قوس سهما، فهذا اليوم الذي ليس قبله عقاب، ولا بعده عتاب.

(2) وعتبة بن أبي سفيان برزت في خطبه نزعة التهديد التي انعكست على عباراته في ايقاعها بغستخدام تعبيرات مستعارة قوية وجعل في خطبة له في أهل مصر من يخاطبهم كالسنابل التي يقتطعها بمنجل بطشة وقد عمد إلى شتم جمهوره والزراية بهم " يا حاملي الأم أنوف ركبت بين أعين " , وقد لجأ إلى تصوير العقوبة وتمثيلها " فوالله لأقطعن بطون السياط على ظهوركم فإن حسمت مستشري دائكم وإلا فالسيف من ورائكم " وهو يتردد بين هذا الضرب القياسي من الوعيد إلى شيء من الموادعة والملاينة ولكن دون إسراف ومن خلال التهديد ودون تخل عنه  بإستخدام السوط دون اللجوء للسيف" وأيم الله لا أداوي أداواءكم بالسيف ما صلحتم على السوط ولا أبلغ السوط ما كفتني الدرة "

 

This site was last updated 08/26/11