Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

بولس السائح

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

بولس هو الأسم اليونانى للأنبا بول باللغة القبطية أو الأنبا بولا أول السواح

*******************************************************************************************************

الجزء التالى من كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 للأسقف الأنبا أيسذورس ص 196

*******************************************************************************************************

إن القديس أنطونيوس هو الذى كتب لنا قصة هذا البار قائلاً ما ملخصة: "  بعد ما خالجنى فكر العظمة وظننت أنى أنا أول من سلك فى الرهبنة وأنفرد بالعبادة والنسك فى البرية فتداركتنى عناية الرب وشملتنى نعمته إذ أوحى إلى بأن فى هذه البرية رجلاً أقدم منى زماناً وأفضل قداسة ، فأخذت عكازى حالاً الذى أتوكأ عليه وخرجت أطوف فى البرية قاصداً مكان الرجل الذى يعبد الرب وبعد ما سرت يوماً بأكمله ولم أجد أثراً ، يدلنى عليه قمت وصليت الليل كله لكى أطلب الإرشاد الإلهى ثم أخذت أطوف فى اليوم التالى ولما صار الغروب نظرت ذئبة صاعدة للجبل فتعقبت أثرها ولم أدعها تغيب عن نظرى حتى خيم الظلام بينى وبينها فتركتها وملت لمغارة كانت بالقرب منى قاصداً المبيت فيها .

وبينما أنا أسير فى الظلام الحالك نظت من بعيد ورأيت نوراً لضوء سراج فيها فلما دنوت من النور شعر بى القديس بولس فأسرع وأغلق دونى الباب ، أما أنا فجثوت على ألأرض وصرخت باكياً وقلت : " إنى أثق بأنك تعلم من أنا ؟ ومن أين جئت؟ ولماذا أتيت؟ ولا يخفى عليك إنى لا أخرج من هنا حتى أبصرك  فهل يمكنك أن تطرد الإنسان وأنت تستقبل الحيوانات! إنى طلبتك وقد وجدتك وقرعت بابك لتفتح لى فإن لم تقبل طلبتى فإنى أموت هنا .. فأقل ما يكون أنك تلحدنى (تدفنى ) بعد موتى"

فأجابنى من الداخل قائلاً : " ما من أحد يطلب إحساناً بإنتهار بل ببكاء وتنهد ، فإن كنت قد أتيت إلى لكى تموت فلماذا تتعجب من أنى لا أقبلك "

ثم فتح الباب لى وعانقنى وسلم على بأسمى فسلمت علبه بأسمه وأردف قائلاً : " أبصر الآن من فتشت بعناء عظيم فترى أعضائى قد ونت من الشيخوخة وقد أبيضت لحيتى كلها وجف جلدى أنظر إنساناً يرتد إلى التراب سريعاً ، قد تعبت فى الإستقصاء عنى فإخبرنى عن حال العالم ومن يدبره وهل يوجد من يعبد الشيطان بعد؟ فأجبته على كل شئ بالتفصيل .

ثم سألته عن سبب حضوره فى هذا المكان فأجابنى قائلاً : " أنه بينما كان الإمبراطور ديسيوس يفتك بالمسيحيين بمصر والصعيد حيث ولدت مات والدى وكان عمرى وقتها 12 عاماً فدخلت مدارس الفلاسفة ودرست علوماً وافرة فلما إشتدت المصائب على المسيحيين إنفردت فى منزل كان ملكى بين مزارعى فتعرضت لخطر كبير وذلك أن زوج أختى (أو أخى فى رواية أخرى) قام على بهدف أن يختلس أموالى أو يشكونى إلى الوالى بأنى مسيحى وكنت قد سمعت عن هذا الوالى أنه أرسل إلى كل مكان رسلاً يبحثون عن المسيحيين ويقبضون عليهم ليعذبونهم أو ينكروا المسيح فهربت إلى هذه البرية وتخلصت من خبث خصمى"

وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث طار إلينا غراب حاملاً فى منقاره رغيفاً وتركه بين أيدينا وطار ، فقال القديس بولس مبارك الرب الذى أرسل إلينا مأكلاً فإعلم يا أخى أنه منذ 60 سنة يأتينى هذا الغراب كل يوم بنصف رغيف واليوم يأتينى برغيف كامل فشكراً للرب أنه يهتم بقديسيه"

ثم صرفنا الليل كله فى الصلاة وفى الغد إستدعانى وقال لى : أنى عرفت منذ زمان أنك مستوطن فى هذه البرية وقد وعدنى الرب بأنك مزمع أن تزورنى وتوارينى التراب فقد دنا الوقت الذى أفارق فيه هذا الجسد البالى وأنطلق إلى الرب فأطلب إليك أن تعود إلى ديرك وتأتينى بالرداء الذى أعطاه لك أثناسيوس لتكفنى به " فبدأت أذرف الدموع أسفاً وطلبت ألا يفارقنى قبل أن يلتمس من المسيح أن أنطلق معه " فقال لى : " يجب أن تمكث مدة من أجل خير أخوتك " ثم أنبأنى عن مستقبل مجد الرهبنة وفضلها فودعته وعدت مسرعاً إلى ديرى ولما صادفت فى الطريق أثنين من الرهبان وسألانى عن سبب غيابى  لم أجبهما بكلمة بل قلت لهما : " أنى رجل خاطئ لا أستحق أن أسمى راهباً ، للكلام وقت وللسكوت وقت " ثم أخذت ذلك لارداء ورجعت إلى حيث القديس وأملى أن أراه وهو حى فلما لم يبقى إلا مسافة قليلة أبصرت جوقاً من الملائكة يرتلون وبينهم نفس البار فحزنت وبكيت بكاء مراً ،، ولما دخلت المغرة وجدت جسده جالساً جاثياً على ركبتيه ورأسه مستقيماً ويديه مرتفتين ، فظننت أنه حى فجثوت أصلى بقربه ، ولما نظرت أنه لم يتنهد كعادته فى الصلاة تفرست فيه جيداً فتأكدت أنه توفى فوثبت على جسده أقبله ذارفاً الدموع ثم كفنته بذلك الرداء ، وفيما أنا افكر فى كيف أدفنه إذ لم يكن معى آلة حفر أحفر بها ساق الرب أسدين وبدئا يحفرن فى الرض حتى أكملا الحفر ثم أتيا وجثيا أمامى كأنما يطلبان أذناً للإنصراف فأشرت لهما بيدى ..

ثم واريت الجسد فى التراب وأخذت ثوبه المنسوج من الخوص وعدت به إلى ديرى وكنت ألبسه فى الأعياد الإلهية .

وقد ختم القديس إيرونيموس من آباء الجيل الرابع نسك هذا البار يقوله : " إنى أسأل الأغنياء الذين لا يعرفون كمية ثروتهم لزيادتها والذين يسمنون المنازل الواسعة المزدانة بالرسوم والألوان ماذا كان يعوزه هذا الشيخ الناسك من كل غنى فأنتم تشربون فى كؤوس من فضة وذهب وهذا بولا يطفئ عطشه بكف يده ، أنتم تلبسون البرفير (الحرير) وهذا كان يرتدى بثوب من نخيل غير أن الأمر لا يبقى هكذا دائماً وهذه الحال ستنقلب إلى حال أخرى فها أن السموات إنفتحت لبولا المسكين وأنتم ستهبطون  إلى حيث كنوزكم وهو قبر فى لحد ليقوم الممجد وأنتم  تدفنون فى قبور من الرخام والمرمر لتحترقوا إلى الأبد ؟      

 

 

This site was last updated 09/10/09