| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم عزت اندراوس حال أقباط مصر بعد الغزو العربى الإسلامى لمصر |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
فيما يلى ما أورده كتاب صدر في القاهرة عام 1999م، بعنوان: هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول كتبته الباحثة سناء المصري - طبعة إشعاع للنشر
***************************************************************************************************************************** حال أقباط مصر وأن كانت هذه حياة الصفوة العربية الحاكمة .. "الأشراف " كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم - بعد أن أزاحوا الرومان عن مقاعد السلطة ، وأتخذوا أماكنهم وتركوا قوانينهم فى الدواوين ونظام المحاسبة سارية كما هى !! فكيف كانت حياة الشعب المحكوم المنزوى دائماً حيث أن مصر لم تكن أرضاً منبسطة بلا شعب ، فتحها (غزاها) عمرو بن العاص من الشمال للجنوب ، ومن الشرق للغرب ، وإستولى على كل مدنها وقراها وسواحلها فى نزهة بسيطة تحت راية الإسلام ... أم أن شعبها أستقبل الجيش العربى بالترحيب والأحضان .. كما يحلو للبعض أن يصور الأمر فى تبسيط مخل وصور زائفة والملفت للنظر أن إستقراء أحداث الفتح (الغزو) العربى من خلال مصادر التاريخ العربى "كتب التراث" يغفل وجود الشعب القبطى ، أو يأتى به فى مواضع عابرة ، كذافع للجزية ، والخراج اساساً ، أى كممول خفى لحياة الصفوة التى تعيش بسيوفها ورماحها . فهى مصادر تقدم وجهة نظر الفاتح (الغازى) العربى المشغول بنفسه دائماً ، والحريص على إظهار صورته المعتدلة فى الحكم ، وتكرار الصورة وإعادة إنتاجها طوال الوقت ، ورفعها إلى مصاف الحقائق المطلقة .. بينما تضمر بفعل الإهمال والإضطهاد وجهة النظر الأخرى - وجهة نظر الشعب القبطى ـ فيطويها لندرتها كما لو انها لم تكن هناك أبداً ... ونبش الذاكرة لإيجاد ما ضاع ليس سهلاً - وإن كان ممكنا بالتنقيب بين طيات المراجع البالغة الندرة . من هو المؤرخ يوحنا النيقيوسى الذى شاهد الغزو العربى الإسلامى لمصر؟ وبين أيدينا مؤرخ قبطى عاش فى أواخر القرن السابع الميلادى وبداية القرن الثامن الميلادى ، وأشارت المصادر القديمةإلى أنه كان فى سنة 698 م شيخاً كبيراً ، فعاصر فى شبابه ونضجه أحداث الفتح (الغزو) ورآها رؤى العين ، وسجلها فى مخطوطته الحاملة إسمه . وتتكون مخطوطة "يوحنا النقيوسى" من (120 بابا ، وقد حظيت مصر بأكبر قدر من إهتمام المؤلف ، حيث لم يترك فيها عن مصر إلا إنتهزها .. وقد حظيت فترة الفتح (الغزو) بالفصل الأخير من المخطوطة ) [عمر صابر : مصر فى مخطوطة يوخنا النقيوسى] التى تعالج أحداث العالم منذ الخليقة حتى الفتح (الغزو العربى) الإسلامى لمصر وأنه صوت وحيد للشعب القبطى المنزوى فى خلفية الصورة ، كتب عما رآه ولمسه قبل أن تمتد أيدى الرواة إلى التاريخ وتقطعه حسب الهوى الشخصى والسياسى ، وهو يفوق من حيث السبقية مصادر التاريخ العربى . ولم يكن "يوحنا النقيوسي" مؤرخًا قبطيًا عاديًا، بل هو رجل من رجال الكنيسة ، شغل منصب أسقف مدينة نقيوس وكان أحد أهم اثنين من الأساقفة في مصر وعُيّن في عهد البابا يوحنا الثالث رئيسًا لأساقفة مصر السفلى[ المقريزى : المواعظ والإعتبار الجزء الثانى ص 508 ] وغيرها من المناصب فقد كان مسئول عن تدبير أديرة وادى هبيب (وهو وادى النطرون ويعرف ببرية شهيت وببرية الإسقيط وبميزان القلوب فإنه كان بها فى القديم مائة دير ثم صارت سبعة ممتدة غرباً على جانب البرية القاطعة بين بلاد البحيرة والفيوم وهى رمال منقطة وسباخ مالحة وبرار منقطة معطشة وقفار مهلكة وشراب أهلها من حفائر وتحميل النصارى النذور والقرابين وكانت قد تلاشت فى هذا الوقت وتدهورت الرهبنة من تأثير الإضطهاد البيزنطى وقل عدد الرهبان وهرب الرهبان من الوجة البحرى ) وقد ظلت مخطوطة يوحنا النقيوسى مجهولة للدارسين العرب فترة طويلة [ لا زالت المخطوطة حتى الآن لا تجد إلا التراب والعنكبوت أصدقاء لوحدتها فى مخازن جامعة القاهرة المعتمة الرطبة .. ضمن دراسة الدكتور عمر صابر ] المؤرخون العرب والمسلمون والمؤرخ يوحنا النيقيوسى؟ ومن المثير للعجب تجاهل الدارسين العرب لفترات طويلة لتلك المخطوطة الأم.. بينما كانت الدراسات الغربية لتاريخ مصر في أواخر العهد الروماني وأوائل العهد العربي تعتمد عليها. وسيدة إسماعيل الكاشف - على سبيل المثال - تذكر النقيوسى كمادح لسماحة جيش الفتح العربى (الغزو) لمصر بعد أن إقتطعت فقرة واحدة تؤكد أن عمرو لم يمس مملتلكات الكنيسة القبطية وأنه ترك لها حرية العبادة على عكس كل ما سبق تلك الفقرة وما تلاهها تعليق على مخطوطة يوحنا النيقيوسى ومن القراءة الأولى للمخطوطة نلاخظ عداء النقيوسى للجانب العربى من جهة ، ويسميهم بالإسماعيليين مرة وبالمسلمين مرة أخرى ، ويظهر عداءه للجانب الرومانى من جهة أخرى ، ويسمى أولئك وهؤلاء أعداء المسيح ، أما الأقباط فهم وحدهم أصحاب العقيدة الحقة من وجهة نظرة ، ويتمنى النقيوسى أن ينزل الإله عقابه الشديد على الجيش العربى وقادته بسبب كل ما فعلوه بالمصريين ، مثلما فعل الرب بفرعون موسى حينما ( اغرقه فى البحر ألأحمر مع كل جيشه بعد كثير من العقوبات التى عاقبهم بها من ألإنسان حتى الحيوان ولما كان حكم الإله على هؤلاء الإسماعيليين فقد صنع بهم كما صنع بفرعون ) [يوحنا النقيوسى : المخطوطة] وفى ذات الوقت لا يخفى فرحة لما نزل بالرومان من هزيمة وقتل ، ويذكر فرحاً أنه عقاب السماء الذى حل عليهم بسبب كل ما أنزلوه بالقبط من العذاب الشديد ، ويسمى الرومان بالنجسين فى بعض المواقع ، وبأعداء المسيح ، أو أعداء العقيدة الحقة فى مواضع أخرى . ولقد غزا عمرو بن العاص المعسكر الرومى فى لحظة ضعف عاتية ، ويبدو أن عمرا كان ملما بتلك الأحوال عن طريق (أدلاء الشام - واليهود الموجودين بمصر) مما يفسر رغبته فى الإسراع بغزو مصر بعدما ألم بالرومان من هزائم فى الشام ، وقبل أن يفيقوا من آثار الصدمة الأولى . وإذا حاولنا تجميع مفردات الصورة العامة كما جائت فى مخطوطة يوحنا النيقيوسى سنلاحظ تقهقر جنود الروم ووحداتهم العسكرية تباعاً من الشرق للغرب ، أو مناطق الحصون عند رأس الدلتا وغربها ، فيقول : ( سار المسلمون إلى الصحراء ، وأخذوا الكثير من الخراف والظباء من الجبل ولم يعرف أهل مصر هذا ) [مخطوطة يوحنا النيقيوسى] |
This site was last updated 09/17/11