Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

عمر بن الخطاب أول أمير للمؤمنين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
العدل وعمر بن الخطاب
خلافة عمر والغزوات
مقتل الخليفة عمر بن الخطاب
أعمال عمر بن الخطاب
أول أمير للمؤمنين

*************************************************************************************

الجزء التالى منقول (أ. هـ ) من كتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الناشر : مطبعة السعادة - مصر الطبعة الأولى ، 1371هـ - 1952م تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد عدد الأجزاء : 1

*********************************************************************

نبذ من أخباره و قضاياه
أخرج العسكري في الأوائل و الطبراني في الكبير و الحاكم من طريق ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لأي شيء كان يكتب [ من خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم ] في عهد أبي بكر ؟ ثم كان عمر كتب أولا [ من خليفة أبي بكر ] فمن أول من كتب [ من أمير المؤمنين ] ؟ فقال : حدثتني الشفاء ـ و كانت من المهاجرات ـ أن أبا بكر كان يكتب من خليفة رسول الله و كان عمر يكتب من خليفة خليفة رسول الله حتى كتب عمر إلى عامل العراق أن يبعث إليه رجلين جلدين يسألهما عن العراق و أهله فبعث إليه لبيد بن ربيعة و عدي بن حاتم فقدما المدينة و دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا : استأذن لنا على أمير المؤمنين فقال عمرو : أنتما و الله أصبتما اسمه فدخل عليه عمرو فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال : ما بدا لك في هذا الا سم ؟ لتخرجن مما قلت فأخبره و قال : أنت الأمير و نحن المؤمنين فجرى الكتاب بذلك من يومئذ
و قال النووي في تهذيبه : سماه بهذا الاسم عدي بن حاتم و لبيد بن ربيعة حين وفدا عليه من العراق و قيل : سماه به المغيرة بن شعبة و قيل : إن عمر قال للناس : أنتم المؤمنين و أنا أميركم فسمي أمير المؤمنين و كان قبل ذلك يقال له : خليفة خليفة رسول الله فعدلوا عن تلك العبارة لطولها
و أخرج ابن عساكر عن معاوية بن قرة قال : كان يكتب من أبي بكر خليفة رسول الله فلما كان عمر بن الخطاب أرادوا أن يقولوا : خليفة خليفة رسول الله قال عمر : هذا يطول : قالوا : لا و لكنا أمرناك علينا فأنت أميرنا قال : نعم أنتم المؤمنين و أنا أميركم فكتب [ أمير المؤمنين ]
و أخرج البخاري في تاريخه عن أبي المسيب قال : أول من كتب التاريخ عمر بن الخطاب لسنتين و نصف من خلافته فكتب لست عشرة من الهجرة بمشورة علي
و أخرج السلفي في الطيوريات بسند صحيح عن ابن عمر عن عمر أنه أراد أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا فأصبح و قد عزم له ثم قال : إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأقبلوا عليه و تركوا كتاب الله
و أخرج ابن سعد عن شداد قال : كان أول كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر أن قال : اللهم إني شديد فليني و إني ضعيف فقوني و إني بخيل فسخني
و أخرج ابن سعد و سعيد بن منصور و غيرهما من طرق عن عمر أنه قال : إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة والي اليتيم من ماله : إن أيسرت استعففت و إن افتقرت أكلت بالمعروف فإن أيسرت قضيت و أخرج ابن سعد عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب كان إذا احتاج أتى صاحب بيت المال فاستقرضه فربما أعسر فيأتيه صاحب بيت المال يتقاضاه فيلزمه فيحتال له عمر و ربما خرج عطاؤه فقضاه
و أخرج ابن سعد عن البراء بن معرور أن عمر خرج يوما حتى أتى المنبر و كان قد اشتكي شكوى فنعت له العسل و في بيت المال عكة فقال : إن أذنتم لي فيها أخذتها و إلا فهي علي حرام فأذنوا له
و أخرج عن سالم بن عبد الله أن عمر كان يدخل يده في دبرة البعير و يقول : إني لخائف أن أسالك عما بك
و أخرج عن ابن عمر قال : كان عمر إذا أراد أن ينهى الناس عن شيء تقدم إلى أهله فقال : لا أعلمن أحدا وقع في شيء مما نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة
و روينا من غير وجه أن عمر بن الخطاب خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة ـ و كان يفعل ذلك كثيرا ـ إذ مر بامرأة من نساء العرب مغلقا عليها بابها و هي تقول :
( تطاول هذا الليل تسري كواكبه ... و أرقني أن لا ضجيع ألاعبه )
( فو الله لو لا الله تخشى عواقبه ... لزحزح من هذا السرير جوانبه )
( و لكنني أخشى رقيبا موكلا ... بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه )
( مخافة ربي و الحياء يصدني ... و أكرم بعلي أن تنال مراتبه )
فكتب إلى عماله بالغزو أن لا يغيب أحد أكثر من أربعة أشهر
و أخرج ابن سعد عن زادان عن سلمان أن عمر قال له : أملك أنا أم خليفة ؟ فقال له سلمان : إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهما أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة فاستعبر عمر
و أخرج عن سفيان بن أبي العرجاء قال : قال عمر بن الخطاب : و الله ما أدري أخليفة أنا أم ملك ؟ فإن كنت ملكا فهذا أمر عظيم فقال قائل : يا أمير المؤمنين إن بينهما فرقا قال : ما هو ؟ قال : خليفة لا يأخذ إلا حقا و لا يضعه إلا في حق و أنت بحمد الله كذلك و الملك يعسف الناس فيأخذ من هذا و يعطي هذا فسكت عمر
و أخرج عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ركب عمر فرسا فانكشف ثوبه عن فخذه فرأى أهل نجران بفخذه شامة سوداء فقالوا : هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا
و أخرج عن سعد الجاري أن كعب الأحبار قال لعمر : إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة
و أخرج عن أبي معشر قال : حدثنا أشياخنا أن عمر قال : إن هذا الأمر لا يصلح إلا بالشدة التي لا جبرية فيها و باللين الذي لا وهن فيه
و أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن حكيم بن عمير قال : كتب عمر بن الخطاب : ألا لا يجلدن أمير جيش و لا سرية أحدا الحد حتى يطلع الدرب لئلا تحمله حمية الشيطان أن يلحق بالكفار
و أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن الشعبي قال : كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب : إن رسلي أتتني من قبلك فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليفة شيء من الشجر تخرج مثل آذان الحمير ثم تنشق عن مثل اللؤلؤ ثم يخضر فيكون كالزمرد الأخضر ثم يحمر فيكون كالياقوت الأحمر ثم يينع فينضج فيكون كأطيب فالوذج أكل ثم ييبس فيكون عصمة للمقيم و زادا للمسافر فإن تكن رسلي صدقتني فلا أدري هذه الشجرة إلا من شجر الجنة فكتب إليه عمر : من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم إن رسلك قد صدقوك هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها فاتق الله و لا تتخذ عيسى إلها من دون الله فإن { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب }
و أخرج ابن سعد عن ابن عمر أمر عماله فكتبوا أموالهم منهم سعد بن أبي وقاص فشاطرهم عمر في أموالهم فأخذ نصفا و أعطاهم نصفا
و أخرج عن الشعيب أن عمر كان إذا استعمل عاملا كتب ماله
و أخرج عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : مكث عمر زمانا لا يأكل من مال بيت المال شيئا حتى دخلت عليه في ذلك خصاصة فأرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستشارهم فقال : قد شغلت في نفسي هذا الأمر فما يصلح لي منه ؟ فقال علي : غداء و عشاء فأخذ بذلك عمر
و أخرج عن ابن عمر أن عمر حج سنة ثلاث و عشرين فأنفق في حجته ستة عشر دينارا فقال : يا عبد الله أسرفنا في هذا المال
و أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن قتادة و الشعبي قالا : جاءت عمر امرأة فقالت : زوجي يقوم الليل و يصوم النهار فقال عمر : لقد أحسنت الثناء على زوجك فقال كعب بن سوار : لقد شكت فقال عمر : كيف ؟ قال تزعم أنه ليس لها من زوجها نصيب قال : فإذا قد فهمت ذلك فاقض بينهما فقال : يا أمير المؤمنين أحل الله له من النساء أربعا فلها من كل أربعة أيام يوم و من كل أربع ليال ليلة
و أخرج عن ابن جريج قال : أخبرني من أصدقه أن عمر بينما هو يطوف سمع امرأة تقول :
( تطاول هذا الليل واسود جانبه ... و أرقني أن لا خليل ألاعبه )
( فلولا حذار الله لا شيء مثله ... لزحزح من هذا السرير جوانبه )
فقال عمر : مالك ؟ قالت : أغزيت زوجي منذ أشهر و قد اشتقت إليه قال : أردت سوءا ؟ قالت : معاذ الله قال : فاملكي عليك نفسك فإنما هو البريد إليه فبعث إليه ثم دخل على حفصة فقال : إني سائلك عن أمر قد أهمني فافرجيه عني ؟ كم تشتاق المرأة إلى زوجها ؟ فخفضت رأسها و استحيت قال : فإن الله لا يستحي من الحق فأشارت بيدها ثلاثة أشهر و إلا فأربعة أشهر فكتب عمر أن لا تحبس الجيوش فوق أربعة أشهر
و أخرج عن جابر بن عبد الله أنه جاء إلى عمر يشكو إليه ما يلقى من النساء فقال عمر : إنا لنجد ذلك حتى إني لأريد الحاجة فتقول لي : ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن فقال له عبد الله بن مسعود : أما بلغك إن إبراهيم عليه السلام شكا إلى الله خلق سارة فقيل له : إنها خلقت من ضلع فالبسها على ما كان فيها ما لم تر عليها خربة في دينها
و أخرج عن عكرمة بن خالد قال : دخل ابن لعمر بن الخطاب عليه و قد ترجل و لبس ثيابا حسانا فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه فقالت له حفصة : لم ضربته ؟ قال : رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرها إليه
و أخرج عن معمر عن ليث بن أبي سليم أن عمر بن الخطاب قال : لا تسموا الحكم و لا أبا الحكم فإن الله هو الحكم و لا تسموا الطريق السكة و أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الضحاك قال : قال أبو بكر : و الله لوددت أني كنت شجرة إلى جنب الطريق فمر علي بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا و لم أكن بشرا فقال عمر : يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء و بعضي قديدا ثم أكلوني و لم أكن بشرا
و أخرج ابن عساكر عن أبي البختري قال : كان عمر بن الخطاب يخطب على المنبر فقام إليه الحسين بن علي رضي الله عنه فقال : انزل عن منبر أبي فقال عمر : منبر أبيك لا منبر أبي من أمرك بهذا ؟ فقام علي فقال : و الله ما أمره بهذا أحد أما لأوجعنك يا غدر فقال : لا توجع ابن أخي فقد صدق منبر أبيه إسناده صحيح
و أخرج الخطيب في أدب الراوي عن مالك من طريقه عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن و سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان كانا يتنازعان في المسألة بينهما حتى يقول الناظر : إنهما لا يجتمعان أبدا فما يفترقان إلا على أحسنه و أجمله
و أخرج ابن سعد عن الحسن قال : أول خطبة خطبها عمر حمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد فقد ابتليت بكم و ابتليتم بي و خلفت فيكم بعد صاحبي فمن كان بحضرتنا باشرناه بأنفسنا و من غاب عنا وليناه أهل القوة و الأمانة و من يحسن نزده حسنا و من يسيء نعاقبه و يغفر الله لنا و لكم
و أخرج عن جبير بن الحويرث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار المسلمين في تدوين الديوان فقال له علي : تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من مال و لا تمسك منه شيئا و قال عثمان : أرى مالا كثيرا يسع الناس و إن لم يحصوا حتى يعرف من أخذ ممن لم يأخذ خشيت أن يلتبس الأمر فقال له الوليد بن هشام بن المغيرة : يا أمير المؤمنين قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا و جندوا جنودا فدون ديوانا و جند جنودا فأخذ بقوله فدعا عقيل بن أبي طالب و مخرمة ابن نوفل و جبير بن مطعم ـ و كانوا من نساب قريش ـ فقال : اكتبوا الناس على منازلهم فكتبوا فبدؤا ببني هاشم ثم أتبعوهم أبا بكر و قومه ثم عمر و قومه على الخلافة فلما نظر فيه عمر قال : ابدؤوا بقرابة النبي صلى الله عليه و سلم الأقرب فالأقرب حتى تضعوا عمر حيث و ضعه الله
و أخرج عن سعيد بن المسيب قال : دون عمر الديوان في المحرم سنة عشرين
و أخرج عن الحسن قال : كتب عمر إلى حذيفة أن أعط الناس أعطيتهم و أرزاقهم فكتب إليه : إنا قد فعلنا و بقي شيء كثير فكتب إليه عمر إنه فيئهم الذي أفاء الله عليهم ليس هو لعمر و لا لآل عمر أقسمه بينهم
و أخرج ابن سعد عن جبير بن مطعم قال : بينما عمر واقف على جبل عرفة سمع رجلا يصرخ و يقول : يا خليفة الله فسمعه رجل آخر و هم يعتافون فقال : مالك فك الله لهواتك ؟ فأقبلت على الرجل فصحت عليه فقال جبير : فإني الغد واقف مع عمر على العقبة يرميها إذ جاءت حصاة عائرة ففتقت رأس عمر فقصدت فسمعت رجلا من الجبل يقول : أشعرت ورب الكعبة لا يقف عمر هذا الموقف بعد العام أبدا قال جبير : فإذا هو الذي صرخ فينا بالأمس فاشتد ذلك علي
و أخرج عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما كان آخر حجة حجها عمر بأمهات المؤمنين إذ صدرنا عن عرفة مررت بالمحصب فسمعت رجلا على راحلته يقول : أين كان عمر أمير المؤمنين ؟ فسمعت رجلا آخر يقول : ههنا كان أمير المؤمنين : فأناخ راحلته ثم رفع عقيرته فقال :
( عليك سلام من إمام و باركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق )
( فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق )
( قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق )
فلم يتحرك ذاك الراكب و لم يدر من هو فكنا نتحدث أنه من الجن فقدم عمر من تلك الحجة فطعن بالخنجر فمات
و أخرج عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمر أنه قال : هذا الأمر في أهل بدر ما بقي منهم أحد ثم في أهل أحد ثم في أهل أحد ما بقي منهم أحد و في كذا و كذا و ليس فيها لطليق و لا لولد طليق و لا لمسلمة الفتح شيء
و أخرج عن النخعي أن رجلا قال لعمر : ألا تستخلف عبد الله بن عمر ؟ فقال : قاتلك الله ! و الله ما أردت الله بهذا أستخلف رجلا لم يحسن أن يطلق امرأته ؟
و أخرج عن شداد بن أوس عن كعب قال : كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر و إذا ذكرنا عمر ذكرناه و كان إلى جنبه نبي يوحي إليه فأوحى الله إلى النبي أن يقول له : اعهد عهدك و اكتب إلي وصيتك فإنك ميت إلى ثلاثة أيام فأخبره النبي بذلك فلما كان اليوم الثالث وقع بين الجدار و السرير ثم جاء إلى ربه فقال : اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم و إذا اختلفت الأمور اتبعت هداك و كنت و كنت فزد في عمري حتى يكبر طفلي و تربو أمتي فأوحى الله إلى النبي أنه قال قال كذا و كذا ـ و قد صدق ـ و قد زدته في عمره خمس عشرة سنة ففي ذلك ما يكبر طفله و تربو أمته فلما طعن عمر قال كعب : لئن سأل عمر ربه ليبقينه الله فأخبر بذلك عمر فقال : اللهم اقبضني إليك غير عاجز و لا ملوم
و أخرج عن سليمان بن يسار أن الجن ناحت على عمر
و أخرج الحاكم عن مالك بن دينار قال : سمع صوت بجبل تبالة حين قتل عمر رضي الله عنه :
( لبيك على الإسلام من كان باكيا ... فقد أوشكوا صرعى و ما قدم العهد )
( و أدبرت الدنيا و أدبر خيرها ... و قد ملها من كان يوقن بالوعد )
و أخرج ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي راشد البصري قال : قال عمر لابنه : اقتصدوا في كنفي فإنه إن كان لي عند الله خير أبدلني ما هو خير منه و إن كنت على غير ذلك سلبني فأسرع سلبي و اقتصدوا في حفرتي فإنه إن كان لي عند الله خير أوسع لي فيها مد بصري و إن كنت علي غير ذلك ضيقها علي تختلف أضلاعي و لا تخرج معي امرأة و لا تزكوني بما ليس في فإن الله هو أعلم بي فإذا خرجتم فأسرعوا في المشي فإنه إن كان لي عند الله خير قدمتموني إلى ما هو خير لي و إن كنت على غير ذلك ألقيتم عن رقابكم شرا تحملونه
فصل
أخرج ابن عساكر عن ابن عباس أن العباس قال : سألت الله حولا بعدما مات عمر أن يرينيه في المنام فرأيته بعد حول ـ و هو يسلت العرق عن جبينه ـ فقلت : بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين ما شأنك ؟ فقال : هذا أوان فرغت و إن كاد عرش عمر ليهد لولا أني لقيت رؤوفا رحيما
و أخرج أيضا عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن عمرو بن العاص رأى عمر في المنام فقال : كيف صنعت ؟ قال متى فارقتكم ؟ قال : منذ اثنتي عشرة سنة قال : إنما انفلت الآن من الحساب
و أخرج ابن سعد عن سالم بن عبد الله بن عمر قال : سمعت رجلا من الأنصار يقول : دعوت الله أن يريني عمر في المنام فرأيته بعد عشر سنين و هو يمسح العرق عن جبينه فقلت : يا أمير المؤمنين ما فعلت ؟ قال : الآن فرغت و لولا رحمة ربي لهلكت
و أخرج الحاكم عن الشعبي قال : رثت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل عمر فقالت :
( عين جودي بعبرة و نحيب ... لا تملي على الإمام الصليب )
( فجعتني المنون بالفارس المع ... لم يوم الهياج و التأنيب )
( عصمة الدين و المعين على الده ... ر و غيث الملهوف و المكروب )
( قل لأهل الضراء و البؤس : موتوا إذ سقتنا المنون كأس شعوب )

This site was last updated 04/29/11