أنفقت وزارة الثقافة أكثر من ٢ مليون دولار على ترميم معبد موسى بن ميمون، وحوالى ١٣ مليون جنيه لترميم الآثار اليهودية، واعتنت بها كما تعتنى بالآثار الإسلامية والقبطية.
http://www.youtube.com/watch?v=uIr4fr4ZPto فيديو احتفال الإسرائيليين بإعادة افتتاح معبد موسى بن ميمون في حارة اليهود بالقاهرة، بتاريخ الأحد 7- 3- 2010
معبد بن ميمونتم بناؤه فى مطلع القرن الثانى عشر الميلادى، ثم أعيد تجديده وافتتاحه أكثر من مرة أعوام: ١٨٨٧، و١٩٢٥، و ١٩٦٧، وينقسم المعبد إلى ٣ أقسام، يحتوى الأول على بهو مخصص للصلاة، والشعائر الدينية، وهو عبارة عن صالة مستطيلة وفسيحة فى نهايتها تابوت العهد، وخزانة الكتب المزخرفة على الطراز الإسلامى، ومطعمة برموز يهودية كنجمة داوود، والشمعدان السداسى، وإلى جواره منبر صغير وقف عليه يوما مقيم الشعائر اليهودية (الحزان) ليرتل الصلوات بالعبرية، ويردد المصلون اليهود من خلفه بالعبرية: «آمين.. آمين».
داخل البهو وقف محسن ليشير إلى بوابة صغيرة فى مواجهة الداخل إلى المعبد، تقود إلى قسمه الثانى، ويشتمل على حجرة دُفن فيها موسى بن ميمون إثر وفاته عام ١٢٠٤ ميلادية، وبقى الجسد هناك ٧ أيام، قبل نقله إلى مدينة طبرية الفلسطينية ليدفن هناك بناء على وصية بن ميمون نفسه، الذى فَضَّل أن يدفن بجوار كبار الحاخامات الذين دفنوا فى طبرية التى شهدت تأليف «التلمود الفلسطينى» أهم كتب الشريعة اليهودية على الإطلاق.
ويشتمل القسم الثانى أيضا على حجرة، بها بئر صغيرة اعتاد بن ميمون أن يغتسل فيها قبل كل صلاة. واعتاد يهود مصر، ومريدو ابن ميمون من يهود العالم زيارتها والمبيت فيها، والاغتسال فى البئر طلبا للشفاء.
أما القسم الثالث والأخير من المعبد، فيتكون من حجرات مخصصة لرجال الدين، وصحن مكشوف لضوء الشمس نهاراً، وضوء القمر ليلاً. لكن أجمل ما فى المعبد بوابته الحديدية التى تكون على شكل عقد نصف دائرى، محاط بالرخام الأبيض. وتعلو الباب لوحة بديعة تصور لوحى الوصايا العشر التى تسلمهما سيدنا موسى من الرب على جبل سيناء.
اللوحة عبارة عن صفحتى كتاب، منقوش عليهما كلمات بالعبرية تحذر كل من يدخل المعبد: «لا تسرق.. لا تقتل.. لا تزنى.. لا تشتهى حمار أخيك». وفوق هذه الوصايا السماوية التى تحض عليها جميع الأديان، شريط من الكتابة العبرية محفورة بعمق فى الرخام، ونصها العربى: «معبد ومقام السيد موسى بن ميمون عليه السلام».
هذه البوابة بديعة التصميم تقود إلى هيكل الصلاة على يسار الداخل. وهو مرتفع قليلا عن سطح الأرض. تصعد إليه عبر سلم رخامى. والهيكل نفسه مصنوع من الخشب العتيق، ويحتضن دولابا لحفظ أسفار التوراة، ويتزين بزخارف نباتية، وتعلوه نافذة مستديرة، وعلى يمينه ويساره نافذتان على شكل عقد نصف دائرى.
حارة اليهود تتحول إلى ثكنة عسكرية بسبب الاحتفال بترميم معبد ابن ميمون..حضور السفيرة الأمريكية وسفراء إسرائيليين سابقين وحاخامات.. وفرض الحراسة على سكان المنطقة بسبب احتفال الطائفة اليهودية بترميم معبد ابن ميمون
اليوم السابع الأحد، 7 مارس 2010 كتبت ناهد نصر
تحولت الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى معبد موسى بن ميمون والمحيطة به اليوم الأحد، إلى ثكنة عسكرية بسبب الحفل الخاص الذى أقامته الجالية اليهودية فى القاهرة بمناسبة الانتهاء من ترميم المعبد، وذلك قبل افتتاحه رسمياً فى الرابع عشر من مارس الجارى.
وكان من أبرز المدعوين للحفل السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى التى أتت بصحبة حراسة خاصة من السفارة الأمريكية فى الساعة الثانية، وغادرت فى الثالثة والربع تقريباً.كما حضر الحفل عدد كبير من اليهود من إسرائيل والعالم، من بينهم حاخامات، وسفراء سابقين على رأسهم زائفى مازيل سفير إسرائيل السابق بالقاهرة، والحاخام أندرو بيكر، مدير الشئون اليهودية الدولية باللجنة اليهودية الأمريكية وأحد المسئولين عن عملية ترميم المعبد، فضلاً عن الحاخام يوسف هخت، ونحو اثنى عشر عضواً من حركة حباد اليهودية المتشددة، حيث اقتصرت الدعوات لحضور الحفل على عدد محدود، وجهت له الدعوة قيادات الطائفة اليهودية بالقاهرة، وعلى رأسهم يوسف جاعون رئيس الطائفة اليهودية، ونائبته كارمن وينشتاين.
الأمر الذى أثار غضب عدد من الصحفيين والمصورين الذين منعتهم الأجهزة الأمنية من دخول الحفل بسبب عدم توجيه دعوى لهم، ومن بينهم خمسة صحفيين من الولايات المتحدة يعملون لحساب النيويورك تايمز، والتايمز، وصحفية إيطالية، وصحفية من مصر. وقرر الصحفيون الممنوعون من الدخول البقاء فى مدخل المعبد رافضين محاولاته الأمن إخراجهم، ولم تفلح الاتصالات التى قام بها الصحفيون الأجانب بالمركز الصحفى فى السماح لهم بالدخول حيث أصر رجال الأمن على أن كارمن اينشتين ممثلة الطائفة اليهودية شددت عدم الدخول دون دعوى، فيما علق يسرى عبد الدايم محامى الطائفة اليهودية بأن الأمر "خرج من يد كارمن". فيما منع الصحفيون المحتجون أمام البوابة من التصوير مطلقاً، فى الوقت الذى كان ضيوف الحفل يلتقطون الصور بمطلق الحرية داخل وخارج المعبد.
وبدأت التشديدات الأمنية منذ الصباح الباكر حيث تعرض جميع المواطنين للتفتيش فى شارع الموسكى، وفى جميع المنافذ المؤدية إلى درب محمود حيث يوجد المعبد،كما فرض حصار أمنى على سكان المنطقة المحيطة بالمعبد، والتى نصب حولها صوان كبير، واحتج عدد من سكان البنايات الملاصقة للمعبد على منعهم من الوصول إلى منازلهم، وكذلك أبنائهم العائدين من المدارس، وهو ما دفع رجال الأمن المتواجدين بكثافة فى المنطقة إلى السماح للسكان بالعودة إلى المنازل أو الخروج منها فى حراسة الأمن.
وتواجد حول المعبد عدد ضخم من القيادات الأمنية يتقدمهم رئيس المباحث، هذا فضلاً عن العشرات من المجندين، ورجال الأمن فى زى مدنى الذين ملأوا جميع الشوارع المؤدية إلى حارة اليهود. وخلت حارة اليهود تماماً من المارة، وأغلقت جميع المحال التجارية المكتظة عادة بالزبائن، وذلك بسبب التشديدات الأمنية من جهة، وذلك عكس شارع الموسكى وشارع المعز الذى ظلت فيه المحال التجارية مفتوحة، فى حين لم يكن هناك عدد كبير من الزبائن، هذا كما تواجد عدد من القناصة على أسطح المبانى المحيطة بالمعبد.
وبالقرب من الباب الرئيسى للمعبد، حيث يمر المدعوين وضع جهاز تفتيش الكترونى مر عبره جميع المدعوين، كما لوحظ وجود حراس غير مصريين مدججين بالسلاح أمام البوابة.
واستمر الحفل نحو ساعتين بدأت فى الثانية ظهراً حيث ألقت السفيرة الأمريكية كلمة، تلاها كلمات لممثلى الطائفة اليهودية، وبعدها قام عدد من الحاخامات بإلقاء خطب وأناشيد دينية راقصة، احتفالاً بترميم معبد واحد من أهم الشخصيات الدينية فى التاريخ اليهودية. وغادرت السفيرة الأمريكية فى حوالى الثالثة والربع، فيما انتهى الحفل فى تمام الرابعة، غادر بعهدها قيادات الطائفية اليهودية بالقاهرة فى صحبة عدد من الضيوف الأجانب لزيارة المعبد اليهودى بمنطقة عابدين.