Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 العيد المئوى للمتحف القبطى1

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
العيد المئوى للمتحف القبطى1
العيد المئوى للمتحف القبطى2
جولة‏ ‏في‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي3

 

 المتحف القبطي يحتفل بمئويته
الأقباط متحدون 2/12/2010م ميرفت عياد
بدأت الرحلة إلى المتحف القبطي عندما استقليت مترو الأنفاق، وعند وصولي لمحطة "مارجرجس"، ونزولي من على درج المحطة، وجدتُ نفسي في عصر آخر غير العصر الذي نعيش فيه. عصر يفيح منه عبق التاريخ وحضارته وأمجاده التى نلمسها في كل مكان في منطقة "حصن بابليون"، ذلك الحصن الأثري الذى تركه لنا الرومان، والذى يحتوى على ست كنائس أثرية أشهرها الكنيسة المعلَّقة، المبنية على برجين من أبراج الحصن القديمة، والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الخامس الميلادي، وكانت مقر الكرسي البطريركي فى القرن الحادى عشر الميلادي. هذا بالإضافة إلى كنيسة "أبي سرجة" التي تم بناءها فوق الكهف الذى لجأت إليه العائلة المقدَّسة أثناء هروبها إلى أرض "مصر". وبعد نظرة سريعة على تلك الآثار التي يُعوزنا الوقت للحديث عنها، قرَّرت أن أبدأ جولتي في المتحف القبطي.

اجراءات للحفاظ على المتحف
وكم تمنَّيت أن يكون حاضرًا معي مئوية هذا المتحف الجميل، "مرقس باشا سميكة".. ذلك القبطي الذى قام بإنشائه عام 1908 وافتتحه عام 1910 بهدف جمع الكنوز الأثرية القبطية التي تعج بها الأديرة والكنائس القديمة والقصور الفخمة، لحفظها من الضياع والاندثار، ولوضع لبنة متحف عريق يجمع بداخله العديد من القطع الأثرية القبطية النادرة والفائقة الجمال. ومن المؤكَّد أن "مرقس باشا سميكة" لو كان حاضرًا بيننا، لكان سعيدًا وهو يرى الأجيال المتعاقبة تحافظ على هذا المبنى القديم المكوَّن من تسع قاعات عرض، وقد تم إضافة مبنى جديد إليه مكوَّن من (17) قاعة عرض أخرى، وعمل كوبرى بالداخل للربط ما بين المباني فى انسجام يسهِّل معه تنقل الزائرين. كما لم يتم الاكتفاء بهذا، بل تم ترميم المبنى القديم، وتأمين المتحف، وتطوير نظم الإضاءة. ولم يبخل المجلس الأعلى للآثار على المتحف بأعمال التطوير والترميم، إلى الدرجة التى جعلته يتكلَّف من أجل ذلك (30) مليون جنيه، لاتمام كافة اجراءات التطوير والتحديث اللازمة لحماية (20) ألف قطعة أثرية يضمها المتحف.

النافورات والأعمدة الرخامية
وجاءت لحظة دخولي إلى أبواب بهو المتحف وقاعاته الداخلية، وهنا لاحظت الأسقف التى تفيض بالجمال والرونق والرقي والعراقة.. ولما لا، وهى مأخوذة من قصور الأقباط؟ كما لفت نظري العديد من النافورات والأعمدة الرخامية، خاصة النافورة الموضوعة فى مدخل المتحف، والتي تُشعرك وأنت تخطو أولى خطواتك إلى الداخل، بأنك مقبل إلى أحد قصور العصور الغابرة، خاصةً وأنت ترى أربعة أسود رابضين على باب المتحف يقومون باستقبال الزوار بحفاوة بالغة. ومع كثرة التجوال داخل المتحف، لاحظت أن قاعات العرض مقسَّمة طبقًا للأماكن التى تم العثور على القطع الأثرية بها، فهناك قاعات عرض لآثار منطقة "سقارة"، وخاصةً الآثار التي عُثر عليها فى دير الأنبا "أرميا"، كما توجد قاعة عرض لآثار منطقة "إهناسيا" الواقعة بالقرب من "بني سويف"، وهي عبارة عن قبور حجرية منحوت عليها العديد من الأساطير. وهناك قاعة عرض أخرى لآثار دير الأنبا "أبوللو" الموجود بمنطقة "باويط" الواقعة بالقرب من مدينة "أسيوط". وعندما قمت بالانتهاء من جولتي فى الدور الأول، قرَّرت أن أصعد إلى الدور الثانى بالدرج الموجود فى نهاية الدور الأول، وهنا استقبلتني العديد من القاعات الأخرى المخصَّصة للعرض النوعي للآثار، لتجد مجموعة من القاعات منها: قاعة لملابس الكهنوت، وأخرى للكتاب المقدس، وأخرى للبرديات، وأخرى للأخشاب، وأخرى للأدوات الكتابية.

لوحات جدارية وأيقونات
ومن أجمل الآثار التي لفتت انتباهي في قاعات العرض المختلفة، اللوحات الجدارية التي تمثِّل إحداها السيد المسيح داخل أكليل من الزهور، وأخرى تمثِّل "إبراهيم" أبو الآباء يقدِّم ابنه ذبيحة، وأخرى توضِّح منظر نصفي للسيد المسيح رافعًا يده اليمنى لمنح البركة واليسرى ممسكة بالانجيل، ولوحة جدارية أخرى مرسومة بالألوان للقديس "أبا نفر" السائح بلحيته الطويلة، والتى تصل إلى أخمص قدميه، وبجواره يقف القديس "مكاريوس" والقديس "أبوللو"، وخلفهم صليبان مثبتان على حامل. أما عن الأيقونات، فهناك اثنين في غاية الجمال، إحداها تمثِّل هروب العائلة المقدسة إلى "مصر" حيث تصوِّر السيد المسيح طفلًا تحمله العذراء في حضنها، والثانية توضِّح زيارة الأنبا "أنطونيوس" أبو الرهبان إلى الأنبا "بولا" وخلفهما الغراب ممسكًا برغيف من الخبز. هذا إلى جانب وجود عدة أناجيل تضم البشائر الأربعة، مكتوبة بالألوان على الكتان. وأيضا كتاب المزامير ذات الأغلفة الخشبية. هذا بالإضافة إلى العديد من المشغولات المعدنية النادرة مثل السُرج والأقراط والعقود والصلبان والخواتم والمكاحل، وغيرها من المقتنيات المعدنية المصنوع معظمها من الفضة أو النحاس.

المتحـف القبطـى فـى مائـة عـام
الشروق 12/12/2010م هند صلاح الدين
تحتفل مصر هذا العام بمرور مائة عام على إنشاء المتحف القبطى بالقاهرة والذى يعتبر من أهم المتاحف الأثرية فى مصر والعالم أجمع وذلك لما تمثله محتويات هذا المتحف من قيمة تاريخية وأثرية كبيرة تعبر عن جزء رئيسى فى ميراث مصر الحضارى وتاريخها العريق.ومنذ بداية الاهتمام بدراسة الفروع المختلفة لعلم الآثار المصرية فقد أطلق العلماء مصطلح «الفن القبطى» على الخصائص الفنية التى ظهرت على الفن المصرى منذ القرن الرابع الميلادى بصفة عامة، وكذلك على فن المسيحيين من المصريين بصفة خاصة بعد الاعتراف الضمنى بالديانة المسيحية فى عهد الإمبراطور قسطنطين الأكبر 323-337 م.
والذى كان أول من اعتنق الديانة المسيحية من الأباطرة الرومان ، وقد تميز هذا الفن بأنه كان فنا وطنيا نشأ من صميم الشعب المصرى فى مواجهة الفنون الإغريقية والرومانية التى كانت منتشرة فى مصر آنذاك، وعلى الرغم من أن الفن القبطى قد تأثر فى مراحله الأولى بتلك الفنون، إلا انه سرعان ما شكل لنفسه طرازا محليا خاصا به يعتمد على إبداع الفنانين المصريين وثقافاتهم المحلية النابعة من حضارتهم العريقة، ثم تميزت الفنون المسيحية فيه بالبساطة والرمزية وكذلك بتقريب مفردات العقيدة المسيحية وتراثها الدينى لمن يتعرف عليها للمرة الأولى.
ومع إنشاء مصلحة الانتيكخانة المصرية عام 1857 على يد الفرنسى أوجست مارييت فقد ظهرت البدايات الأولى للاهتمام بحفظ الفنون القبطية عندما أقيم أول معرض للفن القبطى فى مصر فى قاعة خصصها مارييت له بمتحف الآثار المصرية الذى شيده فى بولاق أبى العلا عام 1858.
وعندما تأسست لجنة حفظ الآثار العربية عام 1881 للحفاظ على الآثار الإسلامية بمصر فقد نادى المهندس ماكس هرتس النمساوى الأصل والذى كان يرأس قطاع المشروعات باللجنة بضرورة إنشاء متحف خاص للآثار القبطية بل وطالب البطريرك «كيرلس الخامس» فى عام 1897م بضرورة تخصيص مكان للمحافظة على الآثار القبطية المعرضة للخطر، وتعالت أصوات المثقفين المسيحيين فى تلك المرحلة مثل يعقوب نخلة روفيلة مؤلف كتاب «تاريخ الأمة القبطية» بضرورة إنشاء متحف للآثار القبطية فى مصر، إلا أن الفضل الحقيقى فى تأسيس المتحف القبطى يرجع إلى مرقص باشا سميكة الذى اشتهر بحبه الشديد للفنون والآثار القبطية والحفاظ عليها.
ولقد ولد مرقص سميكة فى عام 1864م لأسرة عريقة بمنطقة الأزبكية بالقاهرة وتلقى تعليمه فى مدرسة البطريركية التى أسسها البابا كيرلس الرابع حيث درس اللغات القبطية، واليونانية، والإنجليزية والفرنسية، ثم شغل منصبا مرموقا فى مصلحة السكك الحديدية المصرية حتى اعتزاله الخدمة عام 1907م، وحمل على مدى حياته العديد من الرتب تقديرا لجهوده مثل البكوية والنيشان العثمانى ورتبة المتمايز ورتبة الباشاوية وكان عضوا فى العديد من المجالس والجمعيات مثل مجلس شورى القوانين والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى ومجلس أعلى دار الآثار العربية ومجلس الأثريين فى لندن وعضو مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة.
ويروى مرقص سميكة باشا فى مذكراته: إنه عندما توجه فى أحد الأيام من شتاء عام 1908 لزيارة البطريرك كيرلس الخامس فقد وجده يشرف على عملية وزن بعض العلب الفضية القديمة لحفظ الأناجيل وكذلك بعض الأوانى الكنسية التى تحمل كتابات قبطية وعربية تعود إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر وذلك تمهيدا لصهرها وإعادة استخدامها مرة أخرى، فأبدى سميكة باشا رغبته فى شراء هذه الروائع على أن هذه الأشياء تحفظ فى مخزن كبداية لإنشاء متحف للآثار القبطية فوافق البطريرك على طلبه، واختار سميكة باشا قطعة من أراضى الأوقاف التابعة للكنيسة القبطية ذات موقع فريد لتكون نواة للمتحف القبطى حيث تقع ارض المتحف داخل حصن «بابليون» الرومانى وإلى جوار الكنيسة المعلقة أقدم كنائس القاهرة، كما تقع بالقرب من كنيسة أبى سرجة التى تحتوى على المغارة التى استراحت فيها العائلة المقدسة أثناء فترة هروبها إلى مصر، وكذلك معبد بن عزرا اليهودى أقدم معبد يهودى فى مصر ومسجد عمرو بن العاص أول مسجد فى أفريقيا، وبدعم من البطريرك فقد حصل سميكة على بعض القطع والأعمال الأثرية من المجموعات الخاصة لبعض الأغنياء من محبى الفنون ومن الأديرة والكنائس المختلفة لاستكمال مجموعة المتحف الأثرية تمهيدا لافتتاحه، وافتتح المتحف القبطى رسميا فى الرابع عشر من مارس فى عام 1910 تحت حكم الخديو عباس حلمى الثانى مكان الجناح القديم بالمتحف حاليا وكان مرقص سميكة باشا أول مدير له ، وقد اهتم سميكة باشا بعمارة هذا المتحف اهتماما شديدا وقام بتزيين أسقف وممرات جناح العرض فيه بأعمال فنية وأثرية جلبها من بعض القصور والمبانى القديمة التى كان يملكها الأقباط ، كما أسس سميكة باشا مكتبة المتحف الحالية فى عام 1920 م وأمدها بمجموعة ثمينة من الكتب والمخطوطات التى يعود أغلبها إلى القرن الرابع الميلادى.
وفى عام 1931 قامت الحكومة المصرية بضم المتحف القبطى إلى أملاكها نظرا لأهميته التاريخية والحضارية ولذلك عمل سميكة باشا على نقل الجزء الأكبر من الآثار القبطية التى كانت فى حوزة المتحف المصرى إلى المتحف القبطى كما حصل على دعم مالى لإضافة جناح جديد إلى المتحف ويكون اكبر حجما، واستمر سميكة باشا فى العمل على انجاز هذا المشروع حتى وفاته فى عام 1944، وعندما افتتح الجناح الجديد فى عام 1947 فقد وضعت إدارة المتحف آنذاك تمثالا نصفيا لسميكة باشا وكذلك لوحة تذكارية مسجل عليها اسمه بالقبطية والعربية والإنجليزية فى واجهة المتحف تخليدا لذكراه كمؤسس للمتحف القبطى.
وفى عام 1966 قامت مصلحة الآثار المصرية بإغلاق المتحف القبطى بسبب تداعى الجناح القديم حيث أعيد ترميم المتحف وافتتاحه فى عام 1984، ثم ما لبث أن أغلق المتحف مرة أخرى بعد زلزال أكتوبر 1992 حيث خضع لعملية ترميم وتطوير شاملة تم فيها وصل جناحى المتحف معا لأول مرة كما أعيد تطوير نظام العرض وتصنيف القطع المعروضة طبقا لأحدث النظم العالمية وقام الرئيس محمد حسنى مبارك بافتتاح المتحف رسميا فى الخامس والعشرين من يونيو فى عام 2006م.
وتبلغ مساحة المتحف نحو 8000 متر مربع ، وتحتوى مجموعة المتحف على 16 ألف قطعة أثرية تعد من أهم مجموعات الفن القبطى وأكثرها ندرة فى العالم أجمع والتى تتنوع ما بين الأحجار والصور الجدارية والأيقونات والمخطوطات القبطية واليونانية والعربية، وكذلك المنسوجات والعاج والمعادن والخزف والفخار والتى تروى مسيرة هذا المتحف العريق خلال قرن من الزمان
 

This site was last updated 09/12/11