في ذكري الأربعين لملاك الفجالة:
كانت عناية الرب تدبر خطواته.. ولما كملت أيام خدمته مضي إلي بيته
وطنى 13/11/2010
احتفلت كنيسة السيدة العذراء بالفجالة أمس السبت بذكري مرور أربعين يوما علي رحيل ملاكها القمص مينا الجاولي الذي تنيح يوم الجمعة 24 سبتمبر الماضي, ورأس الصلاة علي جثمانه قداسة البابا شنودة الثالث إذ يحمل قداسته في قلبه محبة خاصة للقمص مينا يثق فيه ثقة كبيرة فضمه عام 1992 إلي اللجنة البابوية لرعاية الآباء الكهنة بالقاهرة ممثلا لمنطقة وسط القاهرة, كما انتدبه فترة لخدمة كنيسة السيدة العذراء بالزمالك لاحتياجها إلي حكمته وهدوئه من منتصف عام 1997 حتي آخر عام 1998, كما انتدبه للصلاة في أمريكا -سياتل- مرتين في عيدي الميلاد والقيامة عام .2002
والقمص مينا -أمير قبل السيامة- ولد في 4 يونية عام 1934 بقرية الجاولي بمدينة منفلوط محافظة أسيوط ببيت مملوء بروح الله فوالده هو المتنيح القمص يوحنا ثاؤفيلوس كاهن كنيسة أبي سيفين بالجاولي, وأمه كانت تجمع مع البساطة العمق في الإيمان والفكر, ومنذ صباه انخرط بالخدمة في التربية الكنسية بكنيسة بلدته والقري المجاورة.
وخلال دراسته الثانوية بدأ مساره يتحدد عندما تقابل في منفلوط مع الأستاذ إسطفانوس الواعظ الإكليريكي -أبونا منسي فيما بعد- وإذ يسأله عن الكلية التي يرغب الالتحاق بها.. ودون أن يطول الحديث بينهما كان -منير- قد اقتنع أن أفضل مستقبل هو الخدمة مع ملك الملوك.. وتوالت التشجيعات, فشجعه المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط الأسبق -صاحب كتاب التحفة اللوكاسية- وبعد أن أنهي دراسته الثانوية التحق بالقسم الصباحي بالكلية الإكليريكية إلي أن تخرج عام 1961 ومن بعدها بدأت خدمته تمتد إلي القليوبية في شبين القناطر والقشبش وطنان, وفي القاهرة -فيما بعد- بكنائس السيدة العذراء روض الفرج, والملاك ميخائيل طوسون, ومارجرجس المنيل, إلي أن رشحه المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي للخدمة بكنيسة مارجرجس هليوبوليس تمهيدا لسيامته بها, واستجاب لتوجيهات الأنبا غريغوريوس إلا أنه كان يرغب في الرهبنة.
كان تدبير الرب يعد له دعوة في مكان آخر, ففي ذات يوم وهو في ميدان رمسيس في طريقه لزيارة قريب له سقطت الأمطار بغزارة شديدة فعدل عن الزيارة, وتذكر أن صديقه د. نصحي عبدالشهيد يخدم بكنيسة العذراء بالفجالة وقرر أن يذهب إلي الكنيسة لمقابلته, وهناك قابله زميله بالإكليريكية أبونا متياس فريد الذي استقبله بحرارة وقال له: نحن نبحث عنك فتعجب وسأله عن السبب, فأخبره أنهم يريدون أن يخدم معهم في الفجالة.. واعتذر أمير متعللا أنه سيسافر إلي البلد لزيارة والديه.. وبالفعل سافر وبعدها بأيام وصلته برقية تقول احضر لمقابلة البابا كيرلس ومرة أخري حاول التهرب ولكن والده -القمص يوحنا ثاؤفيلس- حذره من الاعتذار لقداسة البابا.. وعاد أمير إلي القاهرة وذهب لمقابلة البابا كيرلس فما إن رآه حتي قال له: روح أتجوز عشان أرسمك قسيس.
وفي يوم الأحد 13 يوليو 1969 قررت لجنة الكنيسة وضع تزكية للشماس الإكليريكي أمير القمص يوحنا الجاولي, وبعدها بأيام تزوج من تاسوني فايزة نجيب ابنة شقيقة أب اعترافه القمص ميخائيل إبراهيم.
وفي قداس الأحد -5 أغسطس 1969- بالكنيسة المرقسية بالأزبكية انتدب قداسة البابا كيرلس السادس نيافة المتنيح الأنبا مكسيموس مطران بنها ليقوم بالرسامة, بحضور الأنبا شنودة أسقف التعليم -قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث- ونيافة المتنيح الأنبا أغابيوس أسقف ديروط وكان يوما مفرحا قضي بعده أبونا مينا الأربعين يوما في الحجرة العلوية بالكنيسة -مذابح كنيسة الملاك ميخائيل الآن- وبعد أن أنهي فترة الأربعين يوما تسلم الذبيحة يوم 24 سبتمبر, وشاء الرب أن تكون نياحته في ذات اليوم بعد 41 عاما متمما قول الكتاب: ولما كملت أيام خدمته مضي إلي بيته.