Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 إنجيل يهوذا هل سيهدم الإيمان المسيحي؟

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل  

Home
Up
ترجمة إنجيل يهوذا المزعوم
تاريخ إنجيل يهوذا المزعم
يهوذا الخائن يصبح بطلاً

Hit Counter

إنجيل يهوذا هل سيهدم الإيمان المسيحي؟

د. فريز صموئيل
تحقيق م/ عماد توماس
قصة اكتشاف إنجيل يهوذا:

 في شهر إبريل سنة 2006م نشرت الجمعية الوطنية الجغرافية الأمريكية "ناشونال جيوغرافيك" بنيويورك ما عُرف بإنجيل يهوذا. وهلل البعض قائلين: إنه سوف يقلب المسيحية رأساً على عقب. وهذا ما قيل عقب كل اكتشاف أثري يتعلق بالمسيحية مثل مخطوطات البحر الميت وأيضاً مخطوطات نجع حمادي. فما هي قصة اكتشاف إنجيل يهوذا؟ إنجيل يهوذا عبارة عن 26 ورقة بردي صغيرة، كتبت باللغة القبطية، عُثر عليه في وعاء مدفون في الصحراء في بني مزار بالمنيا، ولم يعرف حتى الآن تاريخ العثور عليه وربما تم ذلك إبان الستينات أو السبعينات من القرن العشرين. وذكر جيمس روبنسون عالم القبطيات المشهور أن Luding Koenen من جامعة ميتشجن قد اتصل به وأخبره أنه ذاهب إلى جينيف بسويسرا في مايو 1983 حيث تعرض للبيع ثلاث مخطوطات أحداها باللغة القبطية، فاتصل بعضو من فريقهم وهوStephen Emmel وذهب وتقابل مع شخص قبطي (عُرف فيما بعد أن اسمه حنا وهو تاجر مجوهرات من القاهرة) ومعه رجل يوناني كان يقيم بالقاهرة وهاجر منها إلى اليونان بعد ثورة 23 يوليو 1952. وكان المبلغ المطلوب في المخطوطات الثلاث (62 ورقة) 3 مليون دولار ولذلك لم تتم الصفقة. والمخطوطات القبطية عبارة عن رؤيا يعقوب، ورسالة بطرس إلى فيلبس (وهما من مخطوطات نجع حمادي) والثالثة مجهولة وهي عبارة عن حوار بين يسوع وتلاميذه وهي التي عُرفت بعد ذلك بإنجيل يهوذا. ثم بعد ذلك حث جيمس روبنسون الثري النرويجي المهتم بجمع الآثار القديمةMartin Hogen للحصول على هذه المخطوطات. وذهب روبنسون إلى أثينا باليونان وتقابل مع الرجل اليوناني ووافق على أن يقابلهما بالرجل المصري في نيويورك. لأن مالك المخطوطة بعد أن فشل في بيعها وضعها في خزانة في بنك في نيويورك. City Bank, Hick suille, long Island, New york وتم الاتفاق على اللقاء في أحد فنادق نيويورك في يناير سنة 1991، ولكن لم يتم اللقاء، والذي حدث بعد ذلك أن هاوية جمع الآثار السويسرية "فريدا نوسبرجر" اشترت المخطوطة، وحاولت بيعها إلى تاجر آثار في أوهايو مقابل 2.5 مليون دولار ولم تتم الصفقة. وأخيراً وخوفاً من تدهور حالة المخطوطة عهد بها إلى مؤسسة "ميسيتاس" ومقرها مدينة بازل في سويسرا وذلك عام 2001، والتي وقعت عقداً مع الجمعية الوطنية الجغرافية الأمريكية "ناشونال جيوغرافيك" ومقرها نيويورك لنشر المخطوطة بعد ترميمها، وعهد إلى مجموعة من الخبراء برئاسة رودولف كاسرRodolphe Kasser الأستاذ المتقاعد والمتخصص في الدراسات القبطية والذي أعلن ولأول مرة في 1 يوليو 2004 في مؤتمر الجمعية الدولية للدراسات القبطية في باريس عن نشر إنجيل يهوذا في بداية عام 2006. وهذا ما قد تم في إبريل 2006 حيث تم تنظيم معرض في مقر "ناشونال جيوغرافيك" للاطلاع على المخطوطة. وتم ترجمة المخطوطة إلى الإنجليزية. وقد نشرت جريدة "الفجر" المصرية ترجمة عربية يوم 17/4/2006، ص16 ترجمة يسرا زهران. موضوع إنجيل يهوذا: إنجيل يهوذا، كتاب ينتمي إلى الهرطقة الغنوسية التي انتشرت في مصر في القرون الخمسة الأولى للميلاد وهم أصحاب مخطوطات نجع حمادي، وقد وجد مع هذا الإنجيل مخطوطتين من مخطوطات نجع حمادي. لقد ذُكر إنجيل يهوذا للمرة الأولى بواسطة القديس إيريناؤس أسقف ليون بفرنسا (بلاد الغال) في القرن الثاني الميلادي في كتابه "ضد الهرطقات".

وذكره أيضاً القديس أبيفانوس أسقف قبرص في القرن الرابع الميلادي. والأصل اليوناني ربما يعود إلى منتصف القرن الثاني الميلادي، أما المخطوطة القبطية فتعود إلى القرن الثالث أو الرابع الميلادي. وبدراسة هذا الإنجيل نجد أنه كتب بواسطة شخص غنوسي يمجد فيه يهوذا ويظهره بأنه من المقربين إلى المسيح. وحسب الترجمة العربية يتكون إنجيل يهوذا من ثلاثة مشاهد، المشهد الأول يتكون من ثلاث فقرات، والمشهد الثاني أربع فقرات، والمشهد الثالث والأخير تسع فقرات. يبدأ المشهد الأول بحوار المسيح مع تلاميذه في اليهودية، وينتهي المشهد الثالث والأخير بخيانة يهوذا وتسليمه المسيح لليهود ويستلم بعض المال مقابل ذلك. والكتاب كله يقع في صفحة واحدة من الجريدة وليس فيه ما يقلب المسيحية رأساً على عقب كما يدعون. يهوذا كما في الإنجيل وكما يصوره إنجيل يهوذا: حسب ما جاء في الكتاب المقدس هو واحد من تلاميذ المسيح الاثنى عشر، من قريوت في جنوب اليهودية قال عنه المسيح "أليس أني أنا اخترتكم الاثنى عشر وواحد منكم شيطان" (يو6 : 70). ويعلق يوحنا على هذا قائلاً: "قال هذا عن يهوذا سمعان الاسخريوطي. لأنه هذا كان مزمعاً أن يسلمه وهو واحد من الاثنى عشر" (يو6 : 71). وكان أميناً للصندوق وظهرت فيه صفات الطمع فعندما دهنت مريم قدمي يسوع بالطيب قال: "لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء؟ قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه" (يو12: 5و6). ثم في النهاية ذهب إلى رؤساء الكهنة واتفق معهم على أن يسلم لهم يسوع مقابل ثلاثين من الفضة. وعندما رأي أن يسوع قد دين مضى وشنق نفسه.

أما فى إنجيل يهوذا فنراه:

 1. الإنسان الكامل: "قال المسيح: فليأت أي واحد منكم، هو قوي بما يكفي للخروج بين الناس. ليخرج من بينكم الإنسان الكامل. ويقف أمام وجهي. فقالوا جميعاً: نحن نملك القوة. لكن أرواحهم لم تجرؤ على الوقوف في مواجهته، كلهم ما عدا يهوذا الأسخريوطي. قدر على أن يقف أمامه، لكنه لم يقدر أن ينظر في عينيه، وأدار وجهه بعيداً.

 2 . له باح المسيح بسر الملكوت: قال له يسوع: ابتعد عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. من الممكن لك أن تصل له. لكنك ستعاني معاناة عظيمة. ولا أحد يأخذ مكانك. وهل تدرون ما هي أسرار الملكوت؟ لقد حلم يهوذا حلماً وقصه على المسيح فقال: "رأيت نفسي والاثنى عشر تلميذاً يحيطون بي ويعذبونني بقسوة وجئت إلى مكان.. رأيت بيتاً ولم تقدر عيناي على أن تعرف حجمه.. فقال له المسيح: "... أنه جدير بأن يدخل إلى البيت الذي رأيته. لأن هذا المكان محفوظ للمقدس. والمقدس يبقى هناك دائماً في الأعالي الخالدة مع الملائكة المقدسة. انظر لقد شرحت لك أسرار الملكوت وعلمتك خطية النجوم. وأرسلتها إلى الأيونان الاثنى عشر".

 3. هو الذي يسود: قال له يسوع: ستكون أنت الثالث عشر، وستلعنك الأجيال الأخرى، وستأتي لتسودهم جميعاً. في نهاية الأيام سوف يلعنون نجمك". تحقيقات: د.ق منيس عبد النور - راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة - يرى أنه بسبب وجود مدرسة الإسكندرية الفلسفية كان الغناطسة (العارفون بالله) الذين يشكلون مذاهب منحرفة قد اكتشفوا مخطوطات نجع حمادى التى تنادى بأن الذى صلب لم يكن المسيح بل كان شبيهاً له. وقد وجد ما يسمى بإنجيل يهوذا سنة 200 م وترجم من اليونانية إلى القبطية سنة 300م الذى يقول إن يهوذا قام بتسليم المسيح بناء على طلب من المسيح نفسه ليتم صلبه. ويضيف ق. منيس: إن الكاتب ربما تأثر بقول المسيح ليهوذا فى متى 26: 50 "يا صاحب لماذا جئت" كذلك القول الوارد فى يوحنا 13: 27 "...ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة" فاعتبر أن المسيح كان مصادقاً وموافقاً على ما يفعله يهوذا غير أن هذا الزعم لا يؤثر فى حقيقة صلب المسيح وأن صلبه كان لغفران خطايانا وخلاصنا. فالنتيجة النهائية لهذا الإنجيل المزعوم لا تنكر شيئاً من أساسيات المسيحية.

تساؤلات من القس عبد المسيح بسيط

 أما القس عبد المسيح بسيط - كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد - فيضع عدة تساؤلات لمن يرغب فى معرفة مصداقية ومصدر وكاتب إنجيل يهوذا:

(1) متى كتب هذا الكتاب الأبوكريفي؟

 (2) ومتى ظهر للوجود للمرة الأولى؟

 (3) ماذا كان موقف الكنيسة الأولى منه؟

 (4) ومن هو كاتبه؟ وهل يمكن أن يكون هو يهوذا؟

(5) كيف اختفى كل هذه المدة؟ وما فائدة ظهوره الآن؟

(6) وهل لظهوره أية قيمة تذكر؟

(7) وهل يؤثر ظهوره على العقيدة المسيحية أو الفكر المسيحي؟

 (8) وماذا يعني القول إنه نص أصلي؟ وما مدى مصداقيته؟

(9) ما علاقة هذا الكتاب الأبوكريفي بأسفار العهد الجديد والكتاب المقدس عموماً، وبفكر آباء الكنيسة في القرون الأولى؟

(10) وما علاقته بالفكر الغنوسي، ولأي فرقة من الفرق ينتمي؟ فعن موقف الكنيسة، يقول أبونا عبد المسيح: كان أول من ذكره من آباء الكنيسة الأولى وكتب عنه هو القديس إيريناؤس أسقف ليون بالغال (فرنسا حالياً) سنة 180م، وهذا الرجل كان تلميذاً للقديس بوليكاربوس الذي كان بدوره تلميذاً للقديس يوحنا تلميذ المسيح. وقد أجمع العلماء والدارسون على أن هذا الكتاب الذي تكلم عنه القديس إيريناؤس لم يكتب قبل سنة 150م، أي بعد موت يهوذا بحوالي 120 سنة وبعد انتقال جميع تلاميذ المسيح من العالم بعشرات السنين علماً بأن الأناجيل الأربعة الموحى بها كتبت ثلاثة منها (متى ومرقس ولوقا) فيما بين سنة 50 و62م والرابع (يوحنا) حوالي سنة 95م. أما هذا الكتاب المكتشف باللغة القبطية، والذي يرجع لنهاية القرن الثالث الميلادي أو بداية الرابع، فلا يعرفه العلماء، لا يوجد دليل يؤكد، إن كان هو نفسه الذي تكلم عنه القديس إيريناؤس أم لا، أم أنه نسخة مطولة عنه!!. وفي كل الأحوال فمن المستحيل، كما يجمع العلماء، أن يكون يهوذا هو كاتبه أو أي أحد له صلة به على الإطلاق!! ومثل بقية الكتب المزيفة والتي وُضعت ابتداء من منتصف القرن الثاني يدعي هذا الكتاب أنه إنجيل سري وإعلان خاص خص به المسيح يهوذا وحده وهذا ما جاء في معظم الكتب التي كتبت في تلك الفترة، كما يتكلم عن المسيح كروح ولاهوت فقط كان يظهر في أشكال متنوعة وليس في شكل واحد وأنه ظهر فجأة على الأرض بدون أية تفصيلات تخص الميلاد أو التجسد..الخ. كما يصور يهوذا بالإنسان الكامل المتفوق على الجميع والقادر على أن يقف أمام المسيح ليؤكد أنه الكامل، وقد استخدم الكاتب الإله باربيلو Barbelo الذي يمثل في الفكر الغنوسي الانبثاق الأول من الإله السامي غير المدرك وغير المعروف وغير المرئي في روايات الخلق، خاصة الخاصة بجماعة السيزيان Sethians وهي الفرقة التالية بعد القاينيين التي يرى العلماء أن كاتب هذا الكتاب الأبوكريفي ينتمي إليها. هذا الباربيلو يوصف بالإله المخنث أو المزدوج الجنس والإنسان الأول، ويوصف في كتاب يوحنا الأبوكريفي الغنوسي بقوله: " هذا هو الفكر الأول، صورته، صارت رحم كل شيء، لأنها هي التي تسبقهم جميعاً، الأم - الأب، الرجل الأول (أنثروبوس - الإنسان)، الروح القدس، المذكر الثلاثي، القوي الثلاث، ذو الاسم الثلاثي المخنث، والأيون الأبدي بين غير المرئيين، والأول الذي أتي ". الشيخ يوسف ناثان مستشار بدار الكتاب المقدس وأستاذ مادة نظرة عامة على الكتاب المقدس بكلية اللاهوت الإنجيلية قال إننا لكى نحكم بمصداقية أى إنجيل أو سفر لابد من توافر عدة عوامل منها: أولاً: اللغة التى كُتب بها. فإذا كان مكتوباً باللغة العبرية التى هى أقرب للعهد القديم أو كتب باللغة اليونانية الأقرب لأسفار العهد الجديد فيمكننا أن نفكر فى أهميته أو صحته، وهذا الكتاب لم يكتب بهذه اللغة فهو مكتوب بالقبطية. ثانياً:عدد النسخ والمخطوطات التى كتب بها، فنحن لدينا مئات من المخطوطات لكل إنجيل من أسفار العهد الجديد لكننا لم نجد إلا مخطوطة وحيدة لهذا الإنجيل المزعوم. ثالثا أماكن وجود المخطوطات: كلما كانت المنطقة الجغرافية أوسع كلما كان أقرب للصحة. فالمخطوطات تكشف بعضها البعض، لا يقدر أحد أن يغير فى مخطوطة مثل المخطوطة السينائية لأنها معروفة, أما مخطوطة إنجيل يهوذا وهى مخطوطة بلغة واحدة وجدت فى مكان واحد فليس لدينا كم هائل من المخطوطات يكشف هذه المخطوطة. كذلك مفردات اللغة تكشفها. ففكرة "غريب الجنس" عن المسيح فى محاكاته مع الشيطان هذا اللفظ غنوسى لم يتحدث عنه المسيح فاللقب المفضل للمسيح هو "ابن الإنسان" والأكثر استخداماً فى الأناجيل لم نجده مذكوراً فى إنجيل يهوذا. لا يوجد أى تلميذ باسمه غير يهوذا فنحن نجد فقط "يدعو تلاميذه " ويعلم تلاميذه ويتراءى لتلاميذه بدون ذكر أسمائهم كما أننا نجد فى هذا الإنجيل المزعوم أن يهوذا الأقرب للمسيح ويعلن له كل أسرار الملكوت. يهوذا يأخذ الأيون Aeon رقم 13، أي الإله، وهو لفظ غنوسى يتكلم عن كائن روحى سماوى ينبثق عن الله. فهذا الكتاب لغته غريبة عن لغة الأناجيل ويحتوى على فكر غنوسى. لا يوجد فى هذا الكتاب غير حادثتين متشابهتين فى الإنجيل فى عنوانهما وإن اختلفتا فى التفاصيل، وهما حادثة التجربة وحادثة تسليم يهوذا للمسيح. ويرى ش. يوسف ناثان أن هذا الكتاب قد كُتب لتبرئة يهوذا والدفاع عنه وفى الأغلب أن يهوذا لم يكتب هذا الكتاب. الأب الدكتور بيتر مدروس قال: "ليس هذا الاكتشاف مفاجأة ولا "قنبلة" لإيمان الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية. فقد فضح هذا الكتاب – وكاتبه المجهول المنتحل اسم يهوذا – القديس إيريناوس تلميذ القديس بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا الحبيب، وذلك سنة 180 م وكتب القديس إيريناوس أن "الغنوسيين - أي المنشقين من أهل المعرفة الكاذبة المدعية – يروّجون لأكاذيب وخرافات من هذا القبيل وإحداها تدعى إنجيل يهوذا". ويقرأ المرء في المخطوط القبطي (الذي يعود على ما يبدو إلى سنة 300 ميلادية والذي هو نقل لأصل يوناني يعود إلى نهاية القرن الثالث) كلاماً منسوباً إلى السيد المسيح يوجهه إلى يهوذا: "يا يهوذا ستتفوق على كل تلاميذي لأنك ستحر (أي ستقرّب) الإنسان الذي ألبسه". معروف أيضاً التيار الغنوصي (أي المدعي المعرفة السرية) المستند إلى نظرية متشائمة ترذل الجسد وتحسبه سجناً للنفس أو قبراً لها. ويلحظ المرء توّاً: أولاً غرابة تلك النظرية السوداء للجسد الذي هو رفيق النفس والروح، وثانياً أن قبول موقف "إنجيل يهوذا " المزعوم – الذي يفرض ثنائية في الإنسان – يفرض أيضاً عند السيد المسيح – حاشا وكلا – مرضاً نفسياً هو التلذذ بالألم والعذاب والسعي إلى الذل والهوان والموت وكأنه مكسب ومتعة! والسيد المسيح براء من هاتين النظرتين المريضتين. على كل حال كما يرى الأب مدروس - لا يستغرب أحد أن يوجد أناس يبررون يهوذا أو يتعاطفون معه، كما وجد في الماضي والحاضر أناس تعاطفوا مع بيلاطس. ولا يقبل عقل سليم أو فكر قويم أن يكون السيد المسيح نفسه – بنفسية مريضة حاشى وكلا – قد طلب من يهوذا أن يسلمه! طبعاً كل هذا مخالف للإنجيل المقدس الذي نطالعه منذ نحو عشرين قرناً ونحن به واثقون لمنطقيته ومعقوليته. وهذا مخالف أيضا للمنطق: فكيف يطلب صاحب معجزات من تلميذ له أن يقرّبه أو يذبحه أو ينحره ضحيّة؟ مهندس لوثر خليل - الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا - يرى أن العقيدة المسيحية ليست هشة حتى يأتى كتاب مزيف فتُدَمر من خلاله، لأننا نقف على أساس من الصخر لا يسقط أبداً. وهناك النبوات عن يهوذا أنه يخون المسيح فى العهد القديم تحققت فى العهد الجديد فى مزمور 25:69 ومزمور 8:109 مقارنة مع سفر أعمال الرسل1: 20وهذا السفر الذى يتكلم عن بداية المسيحية والويلات التى لاقاها أتباع المسيح فهل يعانون كل ذلك لأجل كذبة. وأضاف لوثر: لو افترضنا جدلاً - وهذا غير صحيح - أن السيد المسيح طلب من يهوذا أن يخونه لكان المسيح بهذا الشكل شخصاً مخادعاً حيث يطلب سراً من أحد أتباعه خيانته وفى الوقت نفسه يعلن لباقى الأتباع عكس ذلك. جريدة الطريق

This site was last updated 07/21/10