Home Up أحوال الأرمن بمصر أنشطة الروم الأرثوذكس | | ريف... هوسابير ... جاهاكير... دفتر أحوال الأرمن في مصروطنى 17/8/2010م أنطون ميلاد-إيريني ميلاد تضرب جذورهم في بر مصر المحروسة منذ القدم إذ تعود بدايات تواجدهم إلي الدولة الفاطمية في مصر, إنهم أبناء الجالية الأرمنية الذين عشقوا مصر واستوطنوا فيها, حيث وجدوا الملاذ والأمان وفرص العمل التي لم تتح لغيرهم من أبناء الجاليات الأخري وخاصة في الدوائر الرسمية الحكومية. وثق بهم محمد علي كثيرا حتي إنه سمح لهم بالعمل في الحرملك فعمل خسروف تشراكيان مترجما لحريم محمد علي, وإستيان كيفوركيان كان الطبيب الخاص لحريم القصر,كما دفع تسامح محمد علي الأرمن إلي المجئ والاستقرار في مصر, كما دعم بوغوص يوسفيان ناظر التجارة المصرية والأمور الأفرنجية تواجد الجالية الأرمنية وطموحاتها في مصر مستفيدا من ثقة محمد علي... لذا يمكننا أن نطلق عليه مؤسس الجالية الأرمنية في مصر. وأروع ما في قصة الأرمن النازحين إلي مصر هربا من مذابح الأتراك العثمانيين أنهم وجدوا كل الحب والرعاية من قبل مصر الدولة والشعب علما بأن مصر قبل أن يستقل بها محمد علي كانت تابعة للخليفة العثماني... وهو ما يدل علي سماحة المصريين وتفرد مصر دون غيرها من الأمصار التابعة للخلافة العثمانية بأنها صاحبة قرار ولها رؤيتها الخاصة. وعن هذا الاندماج يقول د.محمد رفعت أستاذ التاريخ المعاصر: إنهم صاروا مصريين بقدر ما كانوا أرمن وأمسوا أرمن بقدر ما أصبحوا مصريين. ارتبط ظهور الصحافة الأرمنية في مصر بتأسيس المجلس الملي الأرمني عام 1864 حيث اقترح أعضاؤه إصدار صحيفة باللغتين الأرمنية والتركية من أجل تنوير الأرمن. وبالفعل صدرت صحيفة أرما فيني عام .1865 اعترض كثير من الأرمن علي منهج أرما فيني, وفي نفس الوقت تعرضت مصر لوباء الكوليرا مما دعا إبراهام مراديان الذي أطلق عليه أبو الصحافة الأرمنية في مصر وهو محرر وطابع الجريدة وحتي إغلاقها عام 1865 والرحيل إلي الآستانة. ظهرت عدة صحف أرمنية كثيرة منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر والقرن العشرين... ولم تستمر إلي الآن سوي أريف والهوسابير وجاهاكير. صدرت أريف عام 1915 وهي كلمة أرمنية معناها الشمس لتكون لسان حال حزب الراماجفار الليبرالي الدستوري عند انتقاله إلي مصر, ويمكننا أن نري بوضوح شعار الراماجفار في مكتب تحرير أريف بعد انتقاله من الإسكندرية إلي أكثر من موضع في القاهرة إلي مقره الكائن منذ عام 1955 إلي الآن بشارع سليمان الحلبي دوبريه سابقا بوسط القاهرة. كانت تصدر في بادئ الأمر كل يومين ومع نهاية 1922 باتت تصدر بشكل يومي. وفيما يتعلق بامتياز أريف استطعنا ومن خلال المراجع التاريخية التي استندنا إليها وأهمها كتاب الأرمن في مصر د.محمد رفعت الإمام... كان لها صاحبان هما لينون مجرديتشيان وهاجوب بابازيان ثم اشتراها منهما ديكران هاجنليان عام 1924 ثم تنازل عن الامتياز لمجلس إدارة جمعية الصندوق الأرمني الأهلي .1971 أول رئيس تحرير لجريدة أريف هو فاهان نيكيان ويعد من وجهة نظر معظم الأرمن بمثابة أمير الشعر الأرمني المهجري وينتمي نيكيان للجيل الأول من الأرمن المهاجرين لمصر. وتصنف أريف كجريدة سياسية حزبية إلا أن رئيس تحريرها الحالي أسبيد أرتينيان يوضح مؤكدا أنها جريدة شاملة ذات طابع تنويري وتهتم بالسياسة الأرمنية والقضايا المتعلقة بالجينوسيد الأرمن. العجيب حقا أن الأرمن في مصر تمحوروا حول أريف وكذلك جريدة أخري منافسة اسمها هوسابير.. وهي متناقضة أيديولوجيا مع أريف. تأسست جريدة هوسابير (جالبة الأمل) عام 1913 كجريدة سياسية وكان صاحب امتيازها الأول أرميناج ميوتيمديان وأول رئيس تحرير, هو سورين بارتيفيان وفي عام 1915 أصبح صاحب امتيازها لالا بانز ورئيس تحريرها هو أردفازت هانميان وكان لها نفس توجه حزب الطاشناق لكنها لم تكن تابعة لحزب الطاشناق وفي عام 1919 توفي لالا بانز فسلمت زوجته الامتياز لحزب الطاشناق. عام .1922 كانت تصدر ثلاث مرات أسبوعيا, ومنذ عام 1923 توسعت في حجمها وأصبحت تصدر بشكل يومي عدا يوم الأحد, والآن تصدر من الثلاثاء حتي يوم السبت. وفي عام 1944 تأسست جمعية الثقافة الأرمنية هوسابير وأصبحت ممولة للجريدة, وكان صاحب امتيازها في ذلك الوقت أونيك ماجاريان. وكان مقر الجريدة الأول في شارع مناخ,ثم في شارع سليمان الحلبي, ثم شارع الجمهورية في عام 1951 عندما انتقلت إلي المقر الحالي في الدور الأول في مبني مسرح الهوسابير. العصر الذهبي للجريدة كان في عهد الدكتور فاهان نافاسارتيان 1923 حتي 1956, وكان محللا سياسيا مشهورا. ولم يكتب قبل اسمه لقب دكتور لشهرته الواسعة. ومن أهم الشخصيات التي عملت في هوسابير ليبارد نازاريانس وكان يوصف بالموسوعة المتنقلة وذلك لإجادته الألمانية والروسية والأرمنية, وكان يعمل مترجما وناقدا مسرحيا وشاعرا وملحنا. تعتبر جريدة جاهاكير وتعني بالأرمنية (حامل الشعلة) الجريدة الوحيدة من بين الصحف الأرمنية الأسبوعية التي ناضلت من أجل البقاء. وقد تأسست الجريدة عام 1948 علي يدي هايك جامكوتشيان وكانت جريدة مستقلة تصدر أسبوعيا, وفي عام 1956 أصبحت جريدة شهرية. وفي عام 1963 اشتري سركيس بالايان رئيس حزب الهنشاك المصري حق إصدار الجريدة لتصبح لسان حال الحزب ومن حينها عادت لتصدر أسبوعيا وذاع صيت الجريدة في عهده. وكان مقر الجريدة الأول في ميدان الأوبرا القديم بالعتبة وبعد حريق الأوبرا انتقلت الجريدة إلي مقر نادي الأرمن في شارع 26 يوليو, ومنذ عام 1993 انتقلت إلي شارع غينيا بمصر الجديدة. هكذا اختلفت الجالية الأرمنية عن بقية الجاليات من حيث تكتلهم وحذرهم والحفاظ علي هويتهم ولغتهم وثقافتهم وأصبحوا جزيرة أرمنية في المحيط المصري. |