المؤرخة أيريس حبيب المصرى سكرتيرة البابا يوساب

وحدث أن المؤرخة أيريس حبيب المصرى قضت سنة 1952- 1953م فى الدراسة بمدينة فلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية بمنحة من إتحاد الجامعات الأمريكية ونظراً لنشاطها وإجتماعياتها فقد تعرفت على كثيرين من المثقفات وقامت بينهن صداقات إستمرت لسنين بعد إنتهاء دراستها وحدث أن جائتها خطابات عن طريقهن من هيئة الكنائس العالمى التى كانت مسئولة عن تعليم المؤتمر لهذا المجلس فى مدينة إيفانستون بولاية اللينوى والذى كان محدداً لعقده النصف الأول من شهر أغسطس سنة 1954م .

فتقدمت هذه الهيئة بدعوة الكنيسة القبطية لحضور هذا المؤتمر ، وعندما أستلمت المؤرخة أيريس هذه الدعوة كان عليها أن تقدم هذه الدعوة للبابا يوساب الـ 115 - وكانت هذه المرة الأولى فى تاريخ الكنيسة القبطية أن تقدم دعوه من الخارج للكنيسة القبطية فرفض البابا يوساب ، ولكن قامت المؤرخة أيريس حبيب المصرى بتوضيح عمل هذا المؤتمر وهدفه هو تعرف الكنائس على بعضها البعض ، وأن ذهاب ممثلين للكنيسة القبطية هو لأن تتعرف كنائس الغرب على وجود الكنيسة القبطية مصرية عريقة ترجع جذورها إلى القديس مرقس الرسول .

وتقابلت المؤرخة أيريس عدة مرات مع البابا وإستمع إليها وإلى ما قالته وحدث أن الأنبا ميخائيل مطران أسيوط كان حاضراً وضم صوته إلى صوتها وأشار بقبول الدعوة ونتيجة لذلك أن البابا يوساب لم يقتنع فقط بل بل تكرم وجعل منها السكرتيرة الخاصة له فى هذا الموضوع ووضع عليها مسئولية المكاتبات كلها التى ستجرى بين الكنيسة القبطية وهيئة المؤتمر تمهيداً لذهاب مندوبى الكنيسة القبطية .

وبوصفها سكرتيرة البابا يوساب فقد أعطاها الأوراق والمظروفات المطبوع عليها أسم البطريركية ، وقام أيضاً بتسليمها ختم البطريركية لتختم كل ما  ترسله من خطابات إلى هيئة المؤتمر .

تكوين الوفد الذى يمثل الكنيسة القبطية فى مجلس الكنائس العالمى

وحيننمل رضى البابا يوساب بمبدأ إرسال وفد من الكنيسة القبطية لهذا المؤتمر إناقش سكرتيرته المؤرخه أيريس حبيب المصرى فيمن يذهبون مندوبين عن الكنيسة القبطية إلى ذلك المؤتمر ، وتم عرض ثلاثة أسماء لأشخاص تميزوا حبا فى الكنيسة وهم من خيرة القبط حباً للكنيسة ومعرفة بتعاليمها  وهم : -

الراهب القمص مكارى السريانى ( الأنبا صموئيل أسقف العلافات العامة والخدمات الإجتماعية)

القمص صليب سوريال راعى كنيسة مار مرقس بالجيزة

الدكتور سوريال عطية الذى يتمتع بشهرة دولية فى الدوائر العلمية .

وبالفعل سافر هؤلاء الثلاثة ليمثلوا الكنيسة القبطية فى مؤتمر مجلس الكنائس العالمى وأعطاهم بركته الرسولية والأدوات اللازمة لتأدية الشعائر القبطية وصلوات القداس الإلهى  وكانت هذه الأدوات هى : ثلاثة ستور من أغطية المذبح ثلاثة عشرة لفافة مطرزة بالمذهب - شوريا وقنديل - وكلاهما من الفضة الخالصة وكذلبك الصينية والكأس والشمعدانات ، وأيقونة البشارة مرسومة على قماش من الساتان النبيذى اللون وثلاثة أيقونات أخرى وختم وقربان ولوح مكرس (2)   

*****************************

المراجع

(1)  المؤرخة أيريس حبيب المصرى مؤلفة عدة مراجع عن تاريخ وقصة الكنيسة القبطية  

(2) اللوح المكرس هو قطعة من الخشب مربعة يتوسطها صليب قبطى داخل دائرة وفى كل من أطرافها الحرف الاول من أسم السيد المسيح والكل محفور داخل اللوح وتقام صلوات خاصة بالتكريس وبعدها يصبح مذبحاً متنقلاً - الشوريا هى المبخرة - الصينية توضع فيها القربانة - الكأس توضع بها خمر ممزوجة بماء .