Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

وزارة الداخلية والقبض على ملك

+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

ولكن بمضى الوقت وجد خادم البابا ملك الواقف على بابه أن البابا مقصد للجميع وأن البابا لم يستطع أن يقابل جميع من له طلب أو مصلحة فكان فيما يبدوا يأخذها ويحضر الموافقة من البابا فكانوا يعطونه مبلغاً من المال كهبة فكان يأخذها إلا أن كثير من الشعب لم يكن يفعل ذلك فبدأ يعتبر تخليص الطلبات وأخذ أموال حقاً له كعمل يعمله هو فأخذ يملى شروطه على كل من له طلب عند سيده البابا وإزداد تعالياً حينما كان يذل من له طلباً حتى يدفع له وظن أنه هو صاحب السلطة حتى فاح الأمر وتضايق الشعب ووصل الأمر بأنه أستعمل السيمونية (وهى هرطقة سيمون الساحر الذى أراد أن يشترى موهبة الرب بدراهم) فكان كلما جاء شعب كنيسة بالمرشح الذى يريده كاهناً لهم  يقوم بفرض مبلغاً عليهم كى يوصلهم للبابا ، ولم يتوقف عند هذا الحد بل زاده أضعافاً حينما كان يرشح شعباً أسقفاً أو مع رسامه مطراناً ، وكان عندما يوافق البابا على المرشح كان يزيد المبلغ المتفق عليه أضعافاً ، وعندما كان يأتى شعب بمرشح ويطلب منهم مبلغاً ثم يأتى أخرون بشخص آخر كان يطلب منهم أضعافاً والذى يدفع أكثر يدخل للبابا ويقوز بالرتبة الكهنوتية .

ولم تكن هذه التصرفات تقتصر على السيمونية وأخذ الأموال بل أقام من نفسه حاجزاً بين الشعب وراعيه وضج الناس وعمت الشكوى وإرتفع الأصوات تطالب البابا بالعمل وحد سلطات خادمه ملك ولكن بدون جدوى

محاولات من المطارنة للتفاهم مع البابا يوساب لإقصاء خادمه

ووصلت الشكاوى لبعض المطارنة الذين لهم دالة خاصة عند البابا يوساب وحاولوا التفاهم معه وإقناعه بإبعاد خادمه ملك صوناً لكرامته وسهوله إتصاله بشعبه ولكن لم يصغ البابا لصوت التفاهم الأخوى .

 

وزارة الداخلية والقبض على ملك

وطالب الأساقفة البابا بمنع خادمه " كامل جرجس" الشهير بأسم "ملك" من طلب الأموال كرشاوى من أصحاب الخدمات فلم يستجيب البابا لنصائحهم ولم يجد الأساقفة شيئاً يقولونه للشعب فلجأ الشعب لتقديم شكواهم إلى وزارة الداخلية بأن ملك يأخذ رشاوى وأتاوات منهم لتسهيل طلباتهم لدى البابا يوساب ووصلت هذه الشكاوى لكبار المسئولين بالدولة فأصدرت وزارة الداخلية أمراً بالقبض على ملك خادم البابا الذى خيب آمال الأقباط بتصرفاته وتأثيره الشديد على البابا

وفى أغسطس سنة 1953 تم القبض على ملك خادم البابا وأرسل نرغما إلى جرجا تحت الحراسة المشددة  وحددت إقامته .

وإعتبرت حكومة الثورة أن هذا العمل نوعا من تطهير مصر كلها من الفساد الذى أستشرى فى جسدها فى ظل حكم الملك فاروق .

 

ولكن هذا الإجراء أغضب البابا يوساب الذى كان يثق فى تلميذه (خادمه ملك) ثقة عمياء وأعتبر الأمر موجهاً له شخصياً وأعتبره ماساً بحريته الشخصية فى إختيار تلاميذه وتدخلاً فى شئونه الخاصة ، فأخذ يلح على المسئولين بعودة خادمه

ولما كانت الحكومه لها مصالح غير مرئية للعامة وتعاملات أخرى فى الكنيسة المصرية وقد بذل البابا يوساب الكثير فى تحقيق رغبته بعودة خادمه ملك وإعتبرها قضية حياة أو موت فأعادت حكومة الثورة ملك للبطريركية ، فعاد ملك ليقف على باب البابا يوساب فكان كالحيوان الجريح الذى شفى من جرحة ليكون أكثر شراسة وينتقم من كل من يتقدم للبابا بطلب فكان أكثر بشاعة وشراً مما قبل .   

وإنتشرت أنباء خادم البابا ملك وزادت أعماله البشعة مع الإكليروس والشعب القبطى وكانت أخباره تخرج من البطريركية لتتلقفها وسائل الإعلام وأصبح حديث الصحف المفضل وأصبح وصمة سيئة فى تاريخ الكنيسة القبطية وكان المفروض منه أن يتراجع عن أعماله المشينة فى حق الكنيسة وكان المفروض من البابا أن يحد من سلطات خادمه إلا أن هذا لم يحدث .  

******************************

المراجع

(1) قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م  

 

This site was last updated 07/11/17