Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

يورلدي إبراهيم باشا ومذبحة عيد الميلاد بنجع حمادى
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
زوجالت وجوارى إبراهيم باشا
يورلدي إبراهيم باشا

Hit Counter

 

*******************

إبراهيم باشا‏..‏ والوحدة الوطنية

الأهرام 6/2/2010م   بقلم :د. رفعت السعيد

 إبراهيم باشا‏,‏  في بلاد فتحها بحد السيف‏,‏ بعد أن استقر له حكم هذه البلاد في عام‏1831‏ وبعد دخوله مدينة القدس منتصرا أصدر فرمانا سمي في التاريخ بـ يورلدي إبراهيم باشا وقد وجه الفرمان الي كل من قاضي قضاة القدس الذي سمي في الفرمان بالقاضي الأعلي‏,‏ والي شيخ مسجد عمر‏,‏ وكذلك مفتي القدس ونائبه وكل الأفاضل والأماثل الذين يتولون شأنا من شئون الرعية‏,‏ ونقرأ في الفرمان أوامر ملزمة وحاسمة ولا تحتمل الالتواء الذي اعتدنا عليه في معالجة مثل هذه الأمور في زماننا الراهن‏..‏ ونقرأ نصا في القدس معابد وأديرة وأماكن للحج تأتي إليها من أبعد البلدان كل الشعوب المسيحية واليهودية من مختلف الطوائف‏,‏ وقد علمنا بورود شكاوي وتظلمات عديدة من وجود ضرائب ترهق هؤلاء الحجاج سواء في آداء نذورهم أو فرائض دينهم‏,‏ ثم نقرأ ورغبة منا في استئصال هذا العسف بأمل أن نطلب الي كل متسلمي إيالة صيدا وسنجقي القدس ونابلس بإلغاء كل هذه الضرائب علي كل الطرق مجتمعة‏,‏ وفي معلومنا أنه يقيم في أديرة القدس وكنائسها رهبان ومتعبدون لقراءة الانجيل ولأداء الطقوس الدينية المعتبرة في اعتقاداتهم‏,‏ ونجد أنه من العدل أن يقتضي إعفاء كل هذه الأماكن من الضرائب التي فرضها الولاة والسناجق بكل الاعتساف‏,‏ ولهذا نأمر بأن تلغي والي الأبد كل هذه الضرائب والمغارم التي تجبي من الأديرة والمعابد التي تخص كل الشعوب المسيحية المقيمة في القدس من يونانيين وفرنجة وأقباط وأرمن وغيرهم‏,‏

ونأمر بأن تلغي فورا وجملة ولا يلتفت لأية تساويف وتعللات ومهما كان ما يطلق عليها من تسميات وحتي لو سميت تسويفا بالهدية أو التقدمة الطوعية‏,‏ وسواء جبيت لخزينة الباشا أو لصالح القضاة أو المتسلمين أو الديوان أو أي شيء شبيه بذلك‏,‏ وكذلك أيضا أصدرنا أمرنا هذا بإلغاء جباية الكفارة التي تجبي من المسيحيين عند دخول كنيسة قبر المسيح أو عند التوجه لنهر الشريعة‏,‏

وليكن معلوما لدي الجميع من حاضر وغايب أنه بعد صدور هذا الفرمان ستجري المعاقبة الصارمة الشديدة علي كل من يطلب إتاوة أو معلوم أو برطيل من هذه المعابد والأديرة أو من الحجاج‏,‏ ثم يأتي فرمان آخر يصل الي قمة المساواة العادلة‏,‏فيقول ويؤذن وبلا أي تساويف في اطلاق اليد بإصلاح هذه المعابد والأديرة وطلائها وإجراء المرمات فيها وبناء مثيلات لها دون استئذان من أحد كبير أو صغير ـ المفكر العربي في عصر النهضة‏).‏ وذهب وفد من المشايخ المتشددين الي إبراهيم باشا بسؤال أرادوا أن يحرجوه به كيف نفرق إذن بين المسلم والمسيحي فأسعفه بالإجابة شيخ مسلم إسلاما حقا وقال لهم أمامه كان الخلفاء الأوائل يلبسون عمائم سوداء بسيطة وليس بها هذه التلاوين والتلافيف العجيبة‏,‏ وحسبنا أن نعرف المسلم في المسجد والآخرين في معابدهم‏,‏ ويعقب حوراني علي ذلك قائلا كان من الطبيعي أن يستبسل المسيحيون في مساندة إبراهيم باشا وحاربوا في صفوفه ضد الثورات التي قامت ضده‏.‏

 

 وليس أمامي بعد ذلك سوي أن اعترف بأنني أوردت هذا الفرمان بمناسبة هذا الحادث المجرم الذي وقع في نجع حمادي ( مذبحة عيد الميلاد وقتل 6 أقباط وهم خارجون من الكنيسة ليلاً بعد صلاة العيد 6 يناير 2010م ) والمقارنة واضحة وضرورية‏,‏ فالتهاون والتسيب وإغماض الأعين علي أي شكل من أشكال التمييز يسمح للتمييز ورفض الآخر بأن يستقر في أذهان البعض علي أنه هو الموقف الصحيح وأنه مسموح به‏,‏ ولهذا حرص إبراهيم باشا أن يوجه أوامره وتحذيراته وتهديده بالعقاب لكل المسئولين من كبير وصغير‏.‏ لكنني أخشي من أن تهدأ رياح نجع حمادي رويدا رويدا‏,‏ ثم ننساها أو نتناساها‏,‏ وتعود الأمور لسيرتها الأولي فيتراكم التمييز ويتراكم معه الإحساس بأن هذا هو الطبيعي والعادي والواجب الاستمرار‏,‏ 

فأما ما جري ويجري هو في كل مرة حادث فردي أو جنائي أو قام به مختل عقليا‏.‏

خلاصة الأمر أنهم يرون أن كل شيء تمام وأن الأمور علي ما يرام ومن ثم فنحن لسنا بحاجة الي علاج مرض غير موجود‏,‏ أو خطأ إن ظهر فهو بالضرورة غير مقصود‏,‏ وأن القول بغير ذلك هو مجرد إثارة للفتنة وإضرار بالوحدة الوطنية وكأن المظلوم يحتاج الي من يذكره بآثار ما تلقي ويتلقي من ظلم‏,‏ البعض فتش واستقصي وبحث وصاح لا شيء ولسنا بحاجة الي شيء سوي استمرار ما هو قائم ولكي تكتمل المسرحية يجري استحضار ما يسمي بتبويس اللحي‏,‏ أي يقبل شيخ قسيسا أمام الناس‏,‏ وخلاص‏,‏ ولقد يستدرج بعض رجال الدين الي ذلك بحسن نية إذ يزعمون لهم أن هذا ضروري لتهدئة النفوس‏,‏ والنفوس يجب أن تهدأ فعلا ولكن الجميع يعرفون أنه دون الاعتراف بالأخطاء ودون تصويبها فعلا وبسرعة فإن الهدوء سيعود فورا الي نقيضه‏.‏

ويذكرني إنكار الواقع الذي يفقأ العين بقصة جنرال تركي أرسله الخليفة العثماني علي رأس أسطول ضخم ليغزو جزيرة مالطة‏,‏ وعجز القائد الهمام أو خاف أو ضل طريقه‏,‏ المهم أنه فشل في مهمته‏,‏ لكنه لم يشأ الاعتراف بفشله فعاد الجنرال الخائب كما ذهب مبروم الشوارب منتشيا منفوخا ومتعاليا وما أن وطأت قدماه الأرض حتي صرخ في مستقبليه مالطة يوك أي مالطة مفيش‏,‏ مالطة غير موجودة‏,‏ لكن مالطة كانت ولم تزل موجودة برغم أنف القائد التركي‏.‏ وأكاد أطابق بين حاله وحالنا‏,‏ فالأزمة موجودة والحل موجود‏,‏ لكن الحل يتطلب أولا أن نعترف بوجود مالطة‏..‏ لكننا لسبب أو لآخر نرفض الاعتراف بوجودها ونأبي إلا أن نمضي في ذات الطريق الذي يؤدي الي ما نحن فيه‏,‏ وما نحن فيه يؤدي بالقطع الي كارثة‏.‏  

This site was last updated 02/08/10