Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

أقوال القديس أبو فانا

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
دير أبوفانا ونظام المنشوبيات

أمثلة من معجزاته

 1. أتى إليه كاهن قد أُصيب بمرض في رأسه، خلاله تقرحت هامته وظهر عظم رأسه، وإذ كان التلميذ أفرام يلح عليه ليخرج له ويصلي من أجله لم يلتفت إليه. وأخيرًا إذ صار التلميذ يلح أكثر أفهمه أنه قد دنس بيت الله بالزنا وأخذ النذور وأنفقها على شهواته، فليس له دالة أن يطلب له الشفاء من الله. وأخيرًا تحنن عليه، فأمر تلميذه أن يخرج إليه ويخبره بأنه إن أراد أن يبرأ من مرضه يعاهد الله ألا يعود إلى خدمة الكهنوت كل بقية أيام حياته، ويرجع عن سلوكه فيبرأ... وإذ تعهد الكاهن بذلك التقى به القديس وصار يصلي إليه فتماثل للشفاء حتى عاد سليمًا وبتوبة صادقة.

 2. جاء رجل ومعه ابنه لينالا بركته، فسقط الابن من الجبل ومات، حمله الأب إلى مغارة القديس، ووضعه أمامه دون أن يخبره، وسأله أن يباركه، فرشم عليه علامة الصليب وقال له: "قم وامضِ إلى أبيك وامسك بيده"، فقام الولد حيًا وفرح والده وانطرح أمام القديس يشكره ممجدًا الله صانع العجائب بقديسيه. 3. علم القديس بيوم نياحته، فطلب من الكاهن الذي اعتاد أن يحضر ليقيم الأسرار المقدسة ليتناول أن يقيم القداس الإلهي... ثم تناول وهو واقف على قدميه اللتين تورمتا من كثرة الوقوف... وودع الإخوة وباركهم طالبًا بركتهم له، ثم رفع صلاة لله وأسلم الروح في يدي الرب في 25 من شهر أمشير. ديره بدلجا بُنيّ له دير على اسمه بجوار بني خالد من كفور دلجا في إقليم الأشمونين. تقع قرية بني خالد على بعد عشرين كيلومترًا جنوب قصر هور، أما دلجا قرية كبيرة على بعد عشرين كيلو متر جنوبًا..

3 - نبوته بوفاة الملك رآه تلميذه أفرام حزينًا، وإذ سأله عن سبب حزنه أجابه بأنه اليوم طُلبت نفس الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير، وبهذا قد انحل رباط نظام الدولة... فسجل التلميذ التاريخ، وبعد زمن قصير نزل إلى العالم فعرف أنه ذات اليوم الذي توفي فيه الإمبراطور. .

+ نشأته وحياته اعلي الصفحة
هكذا كانت الاشواق المتزايدة فى قلب ابو فانا فى الجبل تاركاً خلف ظهره العالم واضعاً أمجاده وشهواته تحت قدميه، وفى الجبل الغربى خارج قرية أبو صير ( بالقرب من قصر هور فى الأشمونين ) وجد مغارة مظلمة لا يدخلها نور النهار ففرح بها وكأنه وجد ضالته المنشودة (المغارة مازالت قائمة الى اليوم وهى تبعد 80 متراً يمين مبانى الدير وهى مختبئة تحت الارض ولم تكشف بعد) ، ولم يكن الماء متوافراً فى المكان ، وكان الرهبان يقطعون مسافات طويلة ليحصلوا على الماء من بعض الآبار المتناثرة ، لكن القديس ابو فانا حينما سكن المغارة وقد وضع رجاءه على الله الذى أحبه من كل قلبه مشتاقاً ان يعبده ويلتصق به فى هذا المكان بعيداً عن العالم ، حدثت أعجوبة عظيمة اذ أنبع الله ينبوع ماء عذب عند مدخل مغارته ، وكم كانت دهشة القديس لهذه المعجزة العظيمة، وامتلأت نفسة بتعزية كثيرة بسبب تلك العناية الالهية وهذه العلامة التى صارت من السماء والتى اطمأنت لها نفسه فى أن الله أراد له أن يقيم فى هذا المكان، فسكن القديس المغارة كل سنوات جهاده.
فى الوحدة المقدسة بالمغارة حالكة الظلام حيث انفرد القديس أبو فانا وكان يبلغ من العمر 22 عاماً ، سلك طريق الجهاد الروحى الذى كان قد تدرب عليه من قبل ، كما تدرج فى صوم الانقطاع حتى صار يصوم فى الشتاء يومين يومين وفى الصيف كان يتناول القليل من الخبز والماء والبلح الجاف عشية كل يوم ، وكان يصوم الاربعين المقدسة طياً بكاملها عدا الثلاثة الايام الاخيرة فكان يأكل فيها شيئاً يسيراً، وذات مرة سأله تلميذه افرآم عن سبب افطاره الثلاثة ايام فأجاب القديس باتضاع عظيم: ان السيد المسيح صام أربعين يوماً ولم يكن فى حاجة الى الصوم ، هؤلاء الذين صاموا على مثال السيد المسيح ، وأكملوا أربعين يوماً كانوا قديسين كاملين ، لكن من أنا المسكين حتى أتساوى مع الذين اختارهم المخلص كموسى وايليا ، وأنا ياابنى انسان ضعيف ، وهكذا كان القديس ابو فانا يحب الاتضاع ويكره الافتخار ويهرب من الكبرياء.
 وأحب حياة السهر فكان يقضى الليل كله فى الصلاة واذا ما غلبه نعاس النوم كان يرقد على الارض الخشنة ، ولم يكف القديس عن تزايده فى التعب حتى أنه كان دائم الوقوف على رجليه فى المغارة ، وعندما كان يتناول الطعام كان يتناوله وهو واقف على رجليه حتى تورمت رجلاه من كثرة الوقوف ولصق جلده بعظمه من شدة النسك وصار مثل خشبة محروقة، ومع ذلك لم يخفف من كثرة أتعابه .
وظل مداوماً فى الجهاد والنسك حتى صار جسده محنياً ومقوس الظهر ، ولم يعد يمكنه ان يرقد ممدداً جسده على الارض ، فكان كلما غلبه النعاس ينام وهو يستند متكئاً بصدره على جدار مقام له خصيصاً وبنى لهذا الغرض ، وبالتأكيد كان نوم غير مريح ، فكان يغمض عينيه ويميل برأسه مستنداً على الحائط وظلت هذه هى طريقة نومه ، وهكذا قضى ثمانية عشر سنة حتى يوم نياحته ، وبسبب هذا العيب الجسدى سمى القديس بالنخلة بسبب تقوس ظهره من النسك الشديد الذى كان يمارسه فى حياته .
محبته واتضاعه
تدرب القديس منذ حياته الاولى على محبة الجميع وامتلأ قلبه بهذه المحبة ، فكان يطوف على قلالى ومغاير الرهبان الذين يسكنون الجبل يقدم لهم أعمال المحبة بأى شىء يحتاجونه او يطلبونه حتى أنه يحمل اليهم مايجده فى مغارتهمن خبز أو فاكهة اتى بها اليه احد زائريه ، وكان يهتم بمن يصيبه ضعف او مرض ، وظل القديس طوال حياته لم ينقطع عن خدمة أخوته ، فكان عمله هذا موضع دهشة الجميع بسبب محبته وتواضعه واهتمامه بالرهبان ، وبسبب ما اشتهر به القديس من قلب عطوف ممتلىء بالحب كان يقصد مغارته كل من كان فى احتياج او ضيق وهو فى ثقة من استجابة سؤاله ، وكان القديس لا يرد واحداً منهم بل أنه كان يقوم بنفسه لخدمتهم.
+ تعاليمه ووصاياه اعلي الصفحة
كان من أنظمة الرهبنة فى ذلك الوقت ان يجمع الأب الروحى أولاده الرهبان عشية يوم الأحد ، يعظهم ويوضح لهم محاربات الطريق ويرشدهم الى الجهاد الروحى وخبرات القديسين، وكانوا يقضون الليل كله فى شركة روحية وتختم بصلاة القداس الذى يشتركون فيه ثم يتناولون طعاماً معاً على مائدة واحدة ثم ينصرفون الى قلاليهم . وكان القديس يجلس بين أولاده يرشدهم بتعاليمه وعظاته عن محبة الله وحفظ وصاياه ، وكان يحثهم على الجهاد فى الطريق الروحى، ويدربهم على الوصايا والجهاد ليشتد عودهم وكانوا يسمعون تعاليمه بفرح ويتبارون فى تنفيذ التداريب الروحية فكانوا يمتلئون من كل نعمة ، وكان يأتى اليه الشيوخ الذين يسكنون فى مغارات أخرى بالجبل يسمعون منه كلمات المنفعة ، وذات مرة سأله بعض الشيوخ أن يسمعوا منه كلمات لبنيان نفوسهم فأجابهم القديس : " يا آبائى القديسون ان سيدنا يسوع المسيح تمجد اسمه لم يترك شيئاً من التعليم الا وقد أوضحه لنا فى انجيله المقدس، وقد اوصانا ان نحبه فوق كل شىء اذ قال " ان الذى يحب نفسه يبغضها ويهلكها فى هذا العالم ، اى انه يبغض كل ما يشتهيه جسده او ما تحبه نفسه من محبة الذات ، وان كل من يبغض نفسه فى هذا العالم الزائل فانه يحييها الى حياة أبدية ( يو 12 : 25 ) ، لأن ترك اللذات المظلمة والذهد فى سائر الأشياء هو حياة ، ومن أتعب جسده واماته فى مرضاة الله هو قوت يحى الروح وهو يأخذ نعمة من الله ، اذ أمرنا بالمحبة الروحية لأن فى هذا كمال الناموس والأنبياء ، ولتكن صلواتنا رائحة طيبة كما قال داود النبى فى المزمور " ليكن رفع يدى كقربان المساء ، واجعل لفمى حافظاً وعلى شفتى ستراً حصيناً "( مز 141: 2،3 ) فيكون الانسان فمه دائم التسبيح ، ولا نكون مثل الاشرار الذين يسمعون كلام الله لكنهم لا يحفظوه او يسلكوا فيه " فمضى من عنده الشيوخ منتفعين بكلامه وارشاده وانتعشت روحهم اذ وجد بينهم قديس كهذا يرشدهم ويصلى عنهم.

 

أقوال القديس أبو فانا
سأل الأخوة القديس ذات مرة عن فائدة نسكه وأتعابه الأولى الكثيرة ، فأجابهم أن الجهاد فى بداية الطريق والذى يكون بنشاط وغير ملل أو فتور من كثرة التعب فى الصوم والصلاة وخدمة المساكين وحياة العفة والطهارة هى أشبه بالخمير الذى يخمر العجين كله ، لأنها هى الأساس الذى يبنى عليه حياة الراهب ، وحينما سمع الأخوة هذا الكلام مضوا وهم فرحين وممتلئين بالتعزية فى نفوسهم.
كان القديس يحث اولاده على أعمال المحبة ويقول لهم يجب علينا أن نعمل الحسنات فى الخفاء ( مت 6 : 2 - 4 ) لأن التظاهر بها يفقدها أجرها ، وإن عملناها فى الخفاء نصتع لنا أصدقاء روحانيين وهم يكملون عملنا.
وفى الحديث مع الشيوخ كان تقييم القديس أبو فانا للذهد والنسك أنه أعلى من أعمال الرحمة التى كان يعملها أثناء حياته الأولى فى تجوله وتوزيعه الأموال على المحتاجين قبل أن يدخل حياة التوحد ، وذات مرة سأل الشيوخ افرآم تلميذ القديس عن سبب تحول أبو فانا من خدمة توزيع الصدقات اٍلى حياة النسك ، فأجابهم أن القديس باستطاعته الآن وهو فى حياة النسك والجهاد أن يطلب بركة الرب لهذا الجيل كله عن طريق يديه المرفوعتين فى الصلاة.
ومن وصاياه للرهبان على قهر الشهوات أنه قال لهم : " حينما سأل التلاميذ السيد المسيح لماذا لم نقدر أن نخرج الشيطان الردىء ؟ أجابهم ان هذا الجنس لا يخرج الا بالصلاة والصوم ( مت 17 : 21 ) " فعلينا أن نكثر من الصلاة والصوم ، وسأل الأخوة أبو فانا قائلين " ياأبانا أنه عندنا قوم يكثرون الصلاة وهم لا يقدرون على اخراج الشياطين فأجابهم القديس " هؤلاء لم يقدروا على اخراج الشياطين لأنهم لم يقهروا بعد جميع الشهوات الجسدية والنجاسات الشيطانية ولم يغلبوا الذات ، لذلك يا أولادى علينا أن نتقدم نحن الرهبان فى حفظ قوانيننا ووصايانا ، وان الراهب اذا نزل الى العالم لقضاء أمر ، يجعل نفسه غريباً عن هذا العالم فلا يتأمل فى شىء ولا يشتهى منه شىء ، ولا يتهاون أو يحل قانون صلاته أو صومه حتى لا يجد العدو الشرير سبيلاً يمسكه به ، فتعزى الرهبان بهذا الكلام ومضوا منتفعين بكلامه.
وتحدث القديس عن الطريق الى الله فقال: " ان الله خلق آدم ليس فيه شىء من الفساد وكان يحيا مع اٍمرأته فى الفردوس كأولاد الله نيراً بسيطاً مثل طفل برىء ، فكان يأكل من أشجار الجنة وكان يملأه نور الحياة اذ كان يسير فى طاعة الله ولم يدخل فى قلبه خوف أو ألم وكانت بتوليته سبباً لحياته الأبدية وحينما عرف الشر وكسر الوصية الالهية بعد ان غلبته الحية وقويت عليه وصار يعرف الخير والشر وانجذب الى شهوته ، وفقد طهارته وهربت منه روح طفولته البريئة ، فان رجع الى طهارته الأولى فان روح الله يحل فيه والرب يعيده الى ملكوته، لأن الذين يسعون الى الطهارة ويثبتون فيها يصلون الى المكان الذى سمى مدينة الأبكار لأنهم لم يتنجسوا بأهواء الجسد لكنهم حفظوا طهارتهم ( رؤ 14: 4 ).
وفى تعاليمه عن الصلاة قال: " ان الصلاة التى تخرج من العقل فقط تولد الكبرياء ".
ومن تعاليمه لأولاده أنه قال لهم : " ان سيدنا قال لنا تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ( مت 11: 29 ). " اذن فالراحة فى التواضع ، كن متواضعاً لأخيك من كل قلبك ويكون باطنك كما هو فى الظاهر ".
ومن تعاليمه ان الذى ترضاه لنفسك هو الذى ترضاه لأخيك والذى تحبه لنفسك تحبه أيضاً لأخيك .

+ نياحته
بعد سنوات مملؤة بالجهاد ، وحياة مزدهرة بالثمر المتكاثر تزايد شدة المرض على الجسد الضعيف حتى اصبح ملازماً للفراش ، لقد جذب القديس ابو فانا الكثيرين بشبكته الروحانية ، فأتوا اليه يحيون قداسته وطريقه .
وفى صبيحة يوم السبت 25 أمشير ، وقبل أن يشرق نور الشمس أتاه المسيح يدعوه ليختم جهاده وينتقل من هذا العالم ، فوقف قائماً ودعا أولاده وأخبرهم بأن المسيح يدعوه اليه وأعلن لهم أن الله أراد أن يريحه وأشار باقامة القداس الالهى ، وبسرعة تطايرت الأخبار وانتشرت فى الجبل وهرعت جماعات الرهبان مسرعين الى مغارة القديس حتى اجتمع حوله جماعة كبيرة من الرهبان والشيوخ ، وبعد صلاة القداس تقرب القديس من الاسرار المقدسة ، وبالرغم من ضعفه وشيخوخته كان واقفاً على قدميه ولم يجلس قط ، وودعه الرهبان وتقدم حوله أولاده الذين كان يرشدهم وتباركوا منه وفى تواضع طلب منهم القديس أبو فانا ان يباركوا هم عليه ، وودعوه ببكاء وتباركوا منه وبعد أن رفع القديس قلبه فى صلاته الأخيرة أمال رأسه الى جانب المكان الذى كان ينام فيه واسلم روحه بيد الرب القدوس لتصعد وسط جوقة من الملائكة وارواح القديسين وللوقت فاحت من جسده المقدس رائحة طيب زكية ملأت المكان ، فقام الأخوة وكفنوه بأكفان غالية من الكتان الثمين ودفنوا جسده الكريم باكرام عظيم ، وكان الجميع يأتون الى مكانه وأظهر الرب من جسده الطاهر ايات كثيرة وعظيمة.
**********************************************

 

 

 

This site was last updated 08/20/13