الأم‏ ‏سارة

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏كبيرة‏ ‏راهبات‏ ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏بنجع‏ ‏حمادي امتدت‏ ‏حياتها‏ ال‏رهبانية لمدة‏ ‏‏ 55 ‏عاما  ‏

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Hit Counter

 

أنتقلت يوم الأثنين الموافق 25 مايو 2009 إلى الأمجاد السماوية الأم / ســارة رئيسة دير الأنبا بضابا للراهبات بمركز نجع حمادى بمحافظة قنا وقد تقدم الصلاة نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي ومجموعه كبيرة من الأساقفة والكهنة الذين سوف توافدوا لتشيع جثمانها .الام سارة راهبة طاهرة وتتميز بالعطاء تم توديعها بسلام فى أحضان الملائكة والقديسين وسط حضور الكثير من ابنائها ولفيف من الكهنة حيث تم دفنها بمقبرة الرهبات داخل الدير "
وداع الأم سارة :
سلام وفى أحضان القديسين ودع نيافة الأنبا كيرلس اسقف نجع حمادى ورئيس دير الأنبا بضابا يوم الاثنين الام سارة رئيسة رهبات دير الأنبا بضابا عن عمر يناهز " 70 عاما " بعد سنوات طويلة من العطاء والشفافية والمشورة للفقراء والمتألمين تميزت خلالها بالبركات الكثيرة ومعرفة الآلام داخل الزائرين وأرشدهم ...
وفى وداع الأم سارة قال نيافة الانبا كيرلس اسقف نجع حمادى أن الام سارة راهبة طاهرة وتتميز بالعطاء تم توديعها بسلام فى أحضان الملائكة والقديسين وسط حضور الكثير من ابنائها ولفيف من الكهنة حيث تم دفنها بمقبرة الرهبات داخل الدير ...
اشتهرت سيرة الأم سارة وسط شعب الأقباط وكان ياتى لها الزائرين من مختلف المحافظات وخارج مصر لزيارة دير الانبا بضابا والمباركة بمشورتها حيث كان يجلس معها أصحاب المشكلات والحائرين والمتألمين فكانت تعطى لهم الراحة بمشورتها التى تستمدها من السماء حيث كانت تتميز بالبساطه والمحبة و احتضان الجميع وهو ما تجسد إثناء دفنها حيث شهد حضور الالاف من شعب نجع حمادى وقنا لتوديعها بسلام...
*****************

نياحة‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏بعد‏ ‏حياة‏ ‏رهبانية‏ ‏امتدت‏ 55 ‏عاما
الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏ترأس‏ ‏صلاة‏ ‏الجنازة‏ ‏و‏10 ‏آلاف‏ ‏شاركوا‏ ‏في‏ ‏الصلاة

جريدة وطنى  32/5/2009م السنة 51  العدد 2475  أمير‏ ‏الصراف
رحلت‏ ‏عن‏ ‏عالمنا‏ ‏فجر‏ ‏الاثنين‏ ‏الماضي‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏كبيرة‏ ‏راهبات‏ ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏بنجع‏ ‏حمادي‏ ‏لتصعد‏ ‏روحها‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏مثلما‏ ‏كانت‏ ‏تطلب‏ ‏ليس‏ ‏للتحرر‏ ‏من‏ ‏قيود‏ ‏المرض‏ ‏الذي‏ ‏أنهكها‏ ‏وجعل‏ ‏جسدها‏ ‏يئن‏ ‏تحت‏ ‏وطأته‏ ‏ويخفت‏ ‏النور‏ ‏في‏ ‏عينيها‏ ‏ويكبل‏ ‏أطرافها‏, ‏بل‏ ‏لتفرغ‏ ‏الآلام‏ ‏التي‏ ‏احتوتها‏ ‏من‏ ‏الآخرين‏ ‏علي‏ ‏مدار‏ ‏حياتها‏ ‏الرهبانية‏ ‏التي‏ ‏دامت‏ 55 ‏عام
ا‏.‏
لم‏ ‏تكن‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏واسمها‏ ‏في‏ ‏شهادة‏ ‏الميلاد‏ ‏عايدة‏ ‏جاب‏ ‏الله‏ ‏سعيد‏ ‏التي‏ ‏ولدت‏ ‏يوم‏ ‏الثامن‏ ‏من‏ ‏أبريل‏ 1939 ‏بساحل‏ ‏طهطا‏ ‏شمال‏ ‏محافظة‏ ‏سوهاج‏ ‏لها‏ ‏أحلام
‏ ‏حياتية‏ ‏كمثل‏ ‏من‏ ‏هم‏ ‏في‏ ‏عمرها‏, ‏نمت‏ ‏لديها‏ ‏فكرة‏ ‏الرهبنة‏ ‏واعتزال‏ ‏العالم‏ ‏مبكرا‏ ‏في‏ ‏سن‏ ‏الخامسة‏ ‏عشر‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏اقتنعت‏ ‏بفكرة‏ ‏الرهبنة‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏ارتباطها‏ ‏الشديد‏ ‏بالكنيسة‏ ‏وسماعها‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏العظات‏ ‏التي‏ ‏تتحدث‏ ‏عن‏ ‏حياة‏ ‏الرهبنة‏ ‏والتوحد‏ ‏والحياة‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏كنيسة‏ ‏بلدتها‏, ‏وبعد‏ ‏رحيل‏ ‏والدتها‏ ‏أصرت‏ ‏علي‏ ‏زواج‏ ‏أبيها‏ ‏قبل‏ ‏ذكري‏ ‏الأربعين‏ ‏لوالدتها‏, ‏لترحل‏ ‏جنوبا‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏الأثري‏ ‏بمدينة‏ ‏نجع‏ ‏حمادي‏ ‏للتأهب‏ ‏لإيجاد‏ ‏علاقة‏ ‏أكثر‏ ‏خصوصية‏ ‏مع‏ ‏خالقها‏, ‏وتتم‏ ‏سيامتها‏ ‏راهبة‏ ‏باسم‏ ‏سارة‏ ‏الأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏بيد‏ ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏مطران‏ ‏جرجا‏ ‏بعد‏ ‏مرور‏ ‏عام‏ ‏من‏ ‏دخولها‏ ‏الدير‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يتبع‏ ‏إيبارشية‏ ‏جرجا‏ ‏ـ‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏ـ‏, ‏وكانت‏ ‏تعيش‏ ‏بالدير‏ ‏مع‏ ‏راهبة‏ ‏أخري‏ ‏هي‏ ‏الأم‏ ‏مريم‏ ‏التي‏ ‏رحلت‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1965‏وكان‏ ‏يقوم‏ ‏بالطقوس‏ ‏الكنسية‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏خمسة‏ ‏قساوسة‏ ‏غير‏ ‏مقيمين‏ ‏فيه‏, ‏لتعيش‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏وحيدة‏ ‏بالدير‏ ‏وكانت‏ ‏تتخفي‏ ‏ليلا‏ ‏في‏ ‏زي‏ ‏الرجال‏ ‏وتقوم‏ ‏بنوبات‏ ‏حراسة‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏متي‏ ‏استدعت‏ ‏الحاجة‏ ‏لذلك‏ ‏لمنع‏ ‏اللصوص‏ ‏من‏ ‏سرقة‏ ‏الدير‏ ‏وذلك‏ ‏بسبب‏ ‏الموقع‏ ‏النائي‏ ‏للدير‏ ‏ومجاورته‏ ‏للزراعات‏ ‏ـ‏ ‏آنذاك‏ ‏ـ‏ ‏واستمرت‏ ‏في‏ ‏حراسة‏ ‏الدير‏ ‏عشر‏ ‏سنوات‏ ‏حتي‏ ‏نصب‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏راهبتين‏ ‏لتعيشا‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1975, ‏وعندما‏ ‏أسس‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏إيبارشية‏ ‏نجع‏ ‏حمادي‏ ‏وأبوتشت‏ ‏وتوابعهما‏ ‏في‏ ‏مايو‏ 1977 ‏وسيم‏ ‏عليها‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏أسقفا‏, ‏حيث‏ ‏بادر‏ ‏الأسقف‏ ‏الجديد‏ ‏بتكليف‏ ‏القمص‏ ‏أبسخيرون‏ ‏القمص‏ ‏إسطفانوس‏ ‏بأمور‏ ‏الدير‏ ‏الذي‏ ‏أصبح‏ ‏تابعا‏ ‏للإيبارشية‏ ‏نجع‏ ‏حمادي‏, ‏واتخذ‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏إجراءات‏ ‏إصلاحية‏ ‏في‏ ‏تنظيم‏ ‏الأمور‏ ‏المالية‏ ‏والإدارية‏ ‏بالدير‏, ‏وبعدها‏ ‏استقرت‏ ‏الأوضاع‏ ‏لتتفرغ‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏لحياتها‏ ‏الروحية‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏مرت‏ ‏بمراحل‏ ‏صعبة‏ ‏تحملتها‏ ‏بصبر‏ ‏وجلد‏.‏
ومرت‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏برحلة‏ ‏مريرة‏ ‏مع‏ ‏المرض‏ ‏صاحبتها‏ ‏حتي‏ ‏وفاتها‏ ‏فجر‏ ‏الاثنين‏ ‏الماضي‏, ‏فقد‏ ‏داهمها‏ ‏مرض‏ ‏السرطان‏ ‏بالكتف‏ ‏وامتد‏ ‏إلي‏ ‏أجزاء‏ ‏من‏ ‏جسدها‏ ‏ومنها‏ ‏سقوط‏ ‏أسنانها‏ ‏وأجزاء‏ ‏من‏ ‏فكها‏ ‏وعولجت‏ ‏من‏ ‏المرض‏ ‏وشفيت‏ ‏منه‏ ‏بطريقة‏ ‏إعجازية‏, ‏وفي‏ ‏عام‏ 1996 ‏أصيبت‏ ‏بجلطة‏ ‏في‏ ‏المخ‏ ‏نتج‏ ‏عنها‏ ‏شلل‏ ‏نصفي‏ ‏وشلل‏ ‏في‏ ‏حركة‏ ‏البلعوم‏ ‏وفقدت‏ ‏قدرتها‏ ‏علي‏ ‏البلع‏ ‏لمدة‏ 13 ‏يوما‏ ‏واحتجزت‏ ‏بمستشفي‏ ‏الحياة‏ ‏القاهرية‏ ‏وتحسنت‏ ‏حالتها‏ ‏لتعود‏ ‏للدير‏ ‏مجددا‏ ‏وهي‏ ‏تعاني‏ ‏من‏ ‏مرضي‏ ‏الضغط‏ ‏والسكر‏.‏
عاشت‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ 55 ‏عاما‏ ‏بدير‏ ‏الأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏ساهمت‏ ‏فيها‏ ‏في‏ ‏تعمير‏ ‏الدير‏ ‏ووضع‏ ‏اسمه‏ ‏علي‏ ‏خارطة‏ ‏السياحة‏ ‏الداخلية‏, ‏فالبرغم‏ ‏من‏ ‏الأهمية‏ ‏التاريخية‏ ‏والأثرية‏ ‏للدير‏ ‏الذي‏ ‏يعود‏ ‏تاريخ‏ ‏بنائه‏ ‏للقرن‏ ‏السابع‏ ‏عشر‏ ‏وكونه‏ ‏أحد‏ ‏أهم‏ ‏المجسمات‏ ‏المعمارية‏ ‏التي‏ ‏تؤرخ‏ ‏للعمائر‏ ‏الكنسية‏ ‏التي‏ ‏بنيت‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏اللبن‏ ‏في‏ ‏الصعيد‏, ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏وجود‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏كان‏ ‏سببا‏ ‏وحجة‏ ‏قوية‏ ‏لزيارة‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏الوفود‏ ‏الضخمة‏ ‏من‏ ‏أنحاء‏ ‏متفرقة‏ ‏من‏ ‏الجمهورية‏ ‏ومن‏ ‏خارج‏ ‏مصر‏, ‏وذاع‏ ‏صيت‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الثمانينيات‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏عرف‏ ‏عنها‏ ‏قدرتها‏ ‏القوية‏ ‏في‏ ‏إبداء‏ ‏المشورة‏ ‏في‏ ‏القرارات‏ ‏المصيرية‏ ‏لطالبيها‏ ‏بحكمة‏ ‏شديدة‏ ‏حتي‏ ‏صارت‏ ‏ملجأ‏ ‏لكل‏ ‏من‏ ‏يريد‏ ‏المساعدة‏ ‏في‏ ‏اتخاذ‏ ‏قرار‏ ‏مصيري‏, ‏ورغم‏ ‏كثرة‏ ‏زوارها‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏شهور‏ ‏السنة‏ ‏فإنها‏ ‏لم‏ ‏تتخل‏ ‏يوما‏ ‏عن‏ ‏كرمها‏ ‏المعهود‏ ‏وحسن‏ ‏ضيافتها‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏الزوار‏ ‏من‏ ‏الأقباط‏ ‏والمسلمين‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يتوافدون‏ ‏عليها‏ ‏بصفة‏ ‏مستمرة‏ ‏وقد‏ ‏ارتبطت‏ ‏بعلاقات‏ ‏مودة‏ ‏وصداقة‏ ‏مع‏ ‏نحو‏ 23 ‏أسرة‏ ‏مسلمة‏ ‏تقطن‏ ‏بجوار‏ ‏الدير‏ ‏وكانت‏ ‏تحفظ‏ ‏أسماءهم‏ ‏وتتبادل‏ ‏معهم‏ ‏الزيارة‏ ‏حتي‏ ‏أقعدها‏ ‏المرض‏ ‏وكانوا‏ ‏يتناوبون‏ ‏علي‏ ‏زيارتها‏ ‏باستمرار‏ ‏للاطمئنان‏ ‏عليها‏ ‏بعد‏ ‏أزمتها‏ ‏الصحية‏ ‏الأخيرة‏.‏
ورغم‏ ‏أن‏ ‏الشيب‏ ‏أدركها‏ ‏فأنها‏ ‏لم‏ ‏تنس‏ ‏يوما‏ ‏اسما‏ ‏من‏ ‏جيرانها‏ ‏المسلمين‏ ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يثير‏ ‏دهشة‏ ‏مرافقيها‏, ‏وكانت‏ ‏تؤمن‏ ‏تماما‏ ‏بالمواطنة‏ ‏ولا‏ ‏تسأل‏ ‏عن‏ ‏عقيدة‏ ‏من‏ ‏يزورها‏, ‏وكانت‏ ‏توبخ‏ ‏من‏ ‏يوضح‏ ‏لها‏ ‏ذلك‏. ‏
وفي‏ ‏حياتها‏ ‏الروحية‏ ‏ارتبطت‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏بالسيدة‏ ‏العذراء‏ ‏وبالأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏قديس‏ ‏الدير‏ ‏فكانت‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏المحن‏ ‏التي‏ ‏مرت‏ ‏بها‏ ‏تستغيث‏ ‏وتستنجد‏ ‏بهما‏ ‏ويروي‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏تلك‏ ‏المعجزة‏ ‏أنه‏ ‏شب‏ ‏حريق‏ ‏بالدير‏ ‏الأثري‏ ‏في‏ ‏الثمانينيات‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الليل‏ ‏وكانت‏ ‏الكهرباء‏ ‏منقطعة‏ ‏فراحت‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏تستنجد‏ ‏بالأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏أمام‏ ‏أيقونته‏ ‏وهي‏ ‏تردد‏ ‏جملة‏ ‏صوت‏ ‏الرب‏ ‏يطفي‏ ‏لهيب‏ ‏النار‏ ‏فوجدت‏ ‏الأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏ومعه‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الملائكة‏ ‏يطفئون‏ ‏النيران‏ ‏وفي‏ ‏الصباح‏ ‏سألها‏ ‏جيرانها‏ ‏المسلمون‏ ‏عمن‏ ‏كان‏ ‏يطفئ‏ ‏النيران‏ ‏في‏ ‏الليلة‏ ‏الماضية‏!.‏
ولم‏ ‏يمنعها‏ ‏المرض‏ ‏من‏ ‏مواصلة‏ ‏حياتها‏ ‏الروحية‏ ‏فقد‏ ‏كانت‏ ‏تستيقظ‏ ‏في‏ ‏الرابعة‏ ‏فجرا‏ ‏لتتلو‏ ‏الصلوات‏ ‏حتي‏ ‏السادسة‏ ‏ثم‏ ‏تحضر‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏وتستقبل‏ ‏ضيوفها‏ ‏من‏ ‏الساعة‏ ‏التاسعة‏ ‏صباحا‏ ‏حتي‏ ‏الثامنة‏ ‏ليلا‏ ‏وهو‏ ‏موعد‏ ‏غلق‏ ‏الدير‏ ‏ورغم‏ ‏أنها‏ ‏لم‏ ‏تتلق‏ ‏تعليما‏ ‏ألا‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏تحفظ‏ ‏الإنجيل‏ ‏ومزامير‏ ‏داود‏ ‏وتصوم‏ ‏باستمرار‏ ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أعطاها‏ ‏حكمة‏ ‏في‏ ‏إرشاد‏ ‏الآخرين‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يغير‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏اتضاعها‏ ‏وبساطتها‏.‏
وفي‏ ‏الساعة‏ ‏الحادية‏ ‏عشرة‏ ‏من‏ ‏مساء‏ ‏يوم‏ ‏الأحد‏ ‏الماضي‏ ‏طلبت‏ ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏مقابلة‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏أسقف‏ ‏نجع‏ ‏حمادي‏ ‏وتوابعها‏ ‏وقالت‏ ‏له‏ ‏إنها‏ ‏مريضة‏ ‏وسوف‏ ‏تموت‏ ‏فاندهش‏ ‏الأسقف‏ ‏من‏ ‏كلامها‏ ‏خاصة‏ ‏بعد‏ ‏سلمته‏ ‏مظروفا‏ ‏مغلقا‏ ‏ومفتاحا‏ ‏وبدأ‏ ‏يقنعها‏ ‏أنها‏ ‏سوف‏ ‏تتماثل‏ ‏للشفاء‏ ‏ولكنها‏ ‏كانت‏ ‏تكرر‏ ‏ما‏ ‏قالته‏ ‏وفي‏ ‏الرابعة‏ ‏فجرا‏ ‏حاولت‏ ‏مرافقتها‏ ‏سهام‏ ‏إيقاظها‏ ‏لتصلي‏ ‏كعادتها‏ ‏فوجدت‏ ‏روحها‏ ‏قد‏ ‏صعدت‏ ‏لخالقها‏.‏
وفي‏ ‏صلاة‏ ‏الجنازة‏ ‏التي‏ ‏أقيمت‏ ‏ظهر‏ ‏الاثنين‏ ‏ظهر‏ ‏مدي‏ ‏الحب‏ ‏الذي‏ ‏يكنه‏ ‏لها‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏عرفها‏ ‏حيث‏ ‏توافد‏ ‏نحو‏ 10 ‏آلاف‏ ‏مشيع‏ ‏إلي‏ ‏ساحة‏ ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏بضابا‏ ‏لحضور‏ ‏صلاة‏ ‏الجنازة‏ ‏التي‏ ‏ترأسها‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏أسقف‏ ‏نجع‏ ‏حمادي‏ ‏وتوابعها‏.. ‏ووسط‏ ‏تلك‏ ‏المشاعر‏ ‏الحزينة‏ ‏ودعها‏ ‏محبوها‏ ‏لتدفن‏ ‏في‏ ‏مزارها‏ ‏بمدفن‏ ‏الراهبات‏ ‏في‏ ‏الدير‏.‏
 

 

This site was last updated 06/02/09