الغرقانة.. سفينة تبحث عن هويتها!
الأهرام 16/5/2009م السنة 131 العدد 44721 جنوب سيناء ـ من هاني الاسمر
الغرقانة.. منطقة سياحية تسحر الالباب وتقع علي بعد30 كم من مدينة شرم الشيخ داخل نطاق محمية نبق أمام جزيرة تيران شمال المدينة يفد إليها أكثر من3 ملايين سائح لممارسة رياضة الغوص والسنوركل للاستمتاع بالشعاب المرجانية والاسماك الملونة النادرة الوجود حول مستوي العالم.. سميت كذلك لاصطدام سفينة عملاقة بالشعاب المرجانية المتحجرة مما أدي لغرقها علي الفور.. ولكن مازال حطام السفينة موجودا بالمنطقة ومزارا سياحيا لكل الوافدين لشرم الشيخ ولا يغادرون المدينة دون أن يشاهدوها مما جعل الغرقانة منطقة جذب سياحي هائل للمدينة رغم انه لم يعلن عن كامل أسرار السفينة الغارقة حتي الان.
منطقة ايتاب
.ففي البداية يؤكد الاثري عبد الرحيم ريحان مدير منطقة اثار نويبع أن جزيرة تيران والتي غرقت أمامها السفينة تقع عند قاعدة ساحل خليج العقبة تجاه منطقة رأس محمد أطلق عليها قديما اسم منطقة ايتاب حيث كانت محطة الجمرك الامبراطوري في العهد البيزنطي خلال القرن السادس الميلادي لتحصيل الضرائب من القوافل التجارية القادمة من الهند الي الموانيء البيزنطية الي جزيرة تيران( المعروفة بإيتاب قديما) كما كانت السفن البيزنطية الكبيرة والمراكب الصغيرة الحجم التي تتاجر في التوابل بكافة انواعها تتجع بها علي الشاطيء الشرقي للبحر الاحمر ومن جزيرة تيران تبحر السفن الي ميناء العقبة ايله قديما والي ميناء السويس البحري القلزم قديما ومنه برا الي الاسكندرية والي نهر النيل وهناك كان يتم توزيع منتجات الشرق لكل دول حوض البحر المتوسط.
وقد عثر قرب مدينة شرم الشيخ علي جرة كبيرة من جرار التخزين التي كانت تنقل بالمراكب القادمة من جزيرة تيران الي ميناء العقبة الاردني مما يشير إلي ان السفينة الغارقة بمنطقة نبق السياحية بشرم الشيخ هي احدي سفن نقل البضائع التي كانت تعمل علي الخط الملاحي في عهد الامبراطورية البيزنطية ولم تبح بكامل أسرارها بعد..
ويطالب مدير اثار جنوب سيناء باجراء أعمال حفائر تحت الماء حول جزيرة تيران لكشف حقائق أثرية وثقافية اكثر عن هذه السفينة وطبيعة المنقولات التي كانت تحملها وبقايا مبني محطة الجمارك الامبراطوري وكل ما يتعلق به لكشف المزيد عن هذه الحضارة وعن النشاط التجاري الكبير للبيزنطيين بمنطقة سيناء ودورها في خدمة التجارة بين الشرق والغرب.