| | قرأت لك:الفن القبطي في مصر 2000عام من المسيحية جريدة وطنى بتاريخ 10/5/2009م السنة 51 العدد 2472 عرض:ماجد كامل صدر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس كتاب الفن القبطي في مصر,2000 عام من المسيحيةوساهم فيه مجموعة كبيرة من علماء القبطيات في العالم. وقبل أن نعرض للكتاب بالتحليل جدير بنا أن نذكر أن النسخة الأصلية لهذا العمل صدرت عن معهد العالم العربي في باريس,تحت عنوانالفن القبطي في مصر,وكان هذا الكتالوج هو الكتاب الرئيسي المتواكب مع معرض تاريخ الفن القبطي في مصرالذي أقامه المعهد في باريس ثم انتقل به إلي مدينة كاب داجدفي الجنوب الفرنسي,وقد تم الاتفاق بين الأمانة العامة للآثار في مصر وإدارة معهد العالم العربي في باريس علي ترجمة نفس الكتالوج ونشره باللغة العربية لتعميم الفائدة,وقد حصلت الهيئة المصرية العامة للكتاب علي حق إصدار الطبعة العربية. ساهم في كتابة الكتاب مجموعة كبيرة من كبار علماء القبطيات في العالم مثلموريس مارتان,بيتر جروسمان,كريستيان كانوبيه ماري,هيلين روتشوفسكايا, آن بودور,مارفن مايير...إلخ بجانب دراسة للأديب المصري الكبير إدوار الخراط ,ومقال للفنان القبطي الراحل إيزاك فانوس1919-2007والكتاب يقع في حوالي 255 صفحة من القطع الكبير ويحوي مجموعة رائعة من الصور الملونة في مختلف الفنون والآثار القبطية,والمحاور الرئيسية التي يضمها الكتاب تشملالتاريخ-اللغة-الحياة الدينية-الفن والحياة اليومية-مجموعات التحف القبطية في المتاحف العالمية-وأخيرا شهادة فنان قبطي عن الأيقونات القبطية. الفنون والآثار القبطية وإذا تتبعنا بداية الاهتمام بالتراث القبطي في العالم كما ذكرت الباحثة ماري هيلين روتشوفسكايا,نجد أنه يرجع إلي سرد بعض الرحالة المشهورين مثل الأب الدومنيكاني جون فانسليب 1635-1676والراهب اليسوعيكلود سيكار 1679-1727 وفي كتاب وصف مصرالذي قام علماء الحملة الفرنسية بوضعه وفي المجلد الخامس منه وفي اللوحة الخامسة تم تصوير رداء قبطي من الكتان عثر عليه في إحدي مقابر سقارة,ومع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ التنظيم الرسمي لهذه الاكتشافات وذلك علي يدأغسطس مارييت1821-1888 وفي عام 1884 قامألفريد بتلربنشر كتابالكنائس القبطية القديمة في مصر في جزءين,وفي عام 1895 قام عالم الآثارجان جاييه1856-1916 بإجراء عمليات حفر وتنقيب عن الآثار في منطقة أنصنا واستمرت هذه العمليات حتي عام .1911وفي عام 1900 قام عالم الآثار الفرنسيجان كليدابعمل حفائر في منطقة دير باويط بمصر الوسطي,وخلال عامي 1906,1905 قام عالم الآثار جيمس أي كويبلبعمل حفائر في منطقة دير أرميا بسقارة,وفي نفس العام تقريبا قام عالم الآثار الألمانيكارل ماريا كوفمانباكتشاف آثار منطقة أبو مينا بمريوط,أما عن دور الأقباط أنفسهم في دراسة التراث القبطي,فلقد أسسمرقس سميكة1864-1944 المتحف القبطي عام 1908,وفي عام 1931 أصبح خاضعا للحكومة المصرية,وقام مرقس سميكة بعمل دليل لمحتويات المتحف القبطي عام .1937 وفي عام 1935 تأسست جمعية أصدقاء الكنائس والفنون القبطيةعلي يد مريت بطرس غالي 1908-1992,ثم تغير اسمها إلي جمعية الآثار القبطية عام 1938,وتصدر عنها دورية سنوية باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية,وابتداء من عام 1945 قام الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية 1898-1988 بالتعاون مع الأستاذ يسي عبد المسيح 1898-1959 في نشر وتحقيق كتابتاريخ البطاركةلساويرس بن المقفع الأشمونين في القرن العاشر الميلادي.وفي عام 1954 تم تأسيس معهد الدراسات القبطية علي يد كل من الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية والدكتور سامي جبرة بالاشتراك مع مجموعة أخري من كبار علماء القبطيات في مصر,وفي عهد قداسة البابا كيرلس السادس 1959-1971 شهد المعهد نهضة كبري مازلنا نشهد ثمارها حتي الآن.وآخر المؤسسات التي يمكن الإشارة إليها هي مركز دراسات آباء الكنيسة والذي تأسس عام 1982,واهتم بترجمة ونشر كتابات القديس أثناسيوس الرسولي البابا العشرين في تجسد الكلمة وضد الأريوسين,كما قامت بنشر وترجمة شروحات وتعليقات القديس كيرلس الكبير علي إنجيلي لوقا ويوحنا .كما قام الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر المتنيح,وكان يشغل منصب رئيس قسم العمارة القبطية بمعهد الدراسات القبطية,بنشر النص المفقود لتاريخ الكنائس والأديرة لأبي المكارم والمنسوب خطأ إلي أبي صالح الأرمني,كما قام بعمل دليل مصور للآثار القبطية الموجودة في الوجهين القبلي والبحري ,كما قام بنشر العديد من الكتب التراثية القبطية القديمة,وخلال عام 1979 قام الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية بمراسلة ومخاطبة علماء القبطيات لعمل موسوعة قبطية تشمل التراث القبطي كله,وبالفعل تم إنجاز هذا العمل وصدرت الموسوعة تحت اسمالموسوعة القبطيةTHE Coptic Encyclopedia عام 1991 في ثمانية أجزاء كبري. الأيقونات القبطية وفي شهادة الفنان إيزاك فانوس عن الأيقونات القبطية يروي عن تجربته في معهد الدراسات القبطية ومحاولة إيجاد فن قبطي معاصر يستخلص القيم الفنية في التراث المصري القديم وعبر العصور,وفي نفس الوقت يخدم المضمون اللاهوتي للعقيدة المسيحية,ومن أهم خصائص الفن القبطي:-التعامل مع بعدي الطول والعرض فقط,حيث يتجاهل البعد الثالث وهو العمق أو المنظور,لأنه متغير,والعقيدة ثابتة لاتتغير. 2- استغلال الكتلة مع الفراغ في حساب لهذه الكتلة وشغلها للفراغ بإحساس جمالي يؤكد رسوخ النظام الكوني في مجال التشكيل. 3- الاستفادة من جميع الألوان الطبيعية,وأهمهااللون الأصفر-الطين النيء-الطين المحروق-اللون الأسود-أكسيد الحديد الأحمر-اللون الأزرق النيلي-اللون الأبيض الجيريفاللون الأصفر يرمز إلي القداسة التي تنبعث من النور الإلهي وهو يحل محل الذهب. اللون الأحمر بدرجاته يرمز إلي المجد والفداء.اللون الأبيض يرمز إلي الطهارة القلبيةاغسلني فأبيض أكثر من الثلج اللون الأرزق يرمز إلي الأبدية التي لا نهاية لها. اللون الأسود يرمز إلي الوجود ويستخدم دائما في تثبيت الأشكال وإبراز التصميم . أما عن التصوير الجداري علي الحائطالإفريسكفله مواصفات أخري,حيث إن تحضيره يتطلب عمل خلطة من الجير النقي والرمل,وتوضع علي الحائط مسطحات مستوية,حيث يقوم الفنان قبل جفاف الخلطة بتشكيل ما يريد,وهذه العملية تتطلب خبرة ومهارة فنية عالية,كذلك التشكيل للأحجار الملونةالموزاييك فهو يتطلب مواصفات خاصة في التنظيم والأداء,كذلك طريقة تركيبه علي الحائط. وفي نهاية الكتاب يوجد قاموس للتعريف ببعض المصطلحات القبطية الواردة بالكتاب مثلآباء الكنيسة-الإبراشية-الصليب ذو العروة-الطبيعة الواحدة-الغنوسية-مائدة الأغابي...إلخثم بعد ذلك يعطي جدول تقويم لأهم الأحداث العالمية والدينية ,فيبدأ بالقرن الثاني وهو تاريخ أول محاولة لنقل الحروف الهيروغليفية بواسطة الأبجدية اليونانية,وينتهي عام 2000,وهو تاريخ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني بابا روما الراحل إلي القاهرة. الناشر:الهيئة المصرية العامة للكتاب |