ديليسبس

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 نسف تمثال ديليسبس الثعلب الفرنسى على لسان منفذيها

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتم

Hit Counter

 

قصة نسف تمثال الثعلب الفرنسى على لسان أبطالها
المصرى اليوم  تاريخ العدد الجمعة ١ مايو ٢٠٠٩ عدد ١٧٨٣كتب على زلط
فى أقصى نقطة لليابسة عند طرف قناة السويس ترتفع قاعدة خرسانية، توحى لزائر بورسعيد أن شيئًا ما ينقصها، وأن هذه الكتلة الصماء إلا من كلمات العاشقين على جدارها، كانت يومًا ما تحمل شيئًا آخر له قيمة فنية، لكنك إذا عرفت أنها تخص تمثال ديليسبس الذى نسفته المقاومة عام ١٩٥٦، وأن هذا التمثال «مكهن» فى ورش قناة السويس، فإنك سرعان ما تجد نفسك أمام أسئلة كثيرة عن قصة هذا التمثال الغريبة.
لا يزال أبناء بورسعيد يرفضون إعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته الخرسانية على مدخل قناة السويس، ورغم المحاولات الفرنسية المحمومة، لا تزال ذاكرة البورسعيدية تعتبر التمثال رمزًا لسطوة الاستعمار، ولا يزال التمثال ينتظر فى ورش ترسانة هيئة قناة السويس فى بورفؤاد.
تفاصيل نسف التمثال رواها أحد من شاركوا فى العملية الفدائية، ورصدها الدكتور يحيى الشاعر، قائد المجموعات الشعبية المقاتلة فى بورسعيد، فى كتابه «الوجه الآخر للميدالية.. من أسرار المقاومة الشعبية فى بورسعيد»، يبدأ الشاعر أحد فصول الكتاب باعتراف واحد: «قمت بنسف تمثال ديليسبس، آخر شعار للسيطرة الأجنبية على مصر».
يقول الشاعر فى مذكراته إنه ما كاد الشعب يفتح عيونه فى الصباح المبكر يوم الاثنين ٢٤ ديسمبر ١٩٥٦، ويتوجه إلى منطقة رصيف ديليسبس ليتأكد من مغادرة آخر السفن وعدم تواجدها على خط الأفق، حتى صدمته رؤية ما تركه خلفهم جنديان فرنسى وبريطانى فوق التمثال مما زاد من غضبهم الفورى،
فقد قام آخر الجنود البريطانيين والفرنسيين الذين كانوا يحرسون مقر الجنرال ستوكويل فى مبنى فندق وكازينو بالاس فى مساء اليوم السابق، بربط علمين بريطانى وفرنسى متوسطى الحجم على ذراع تمثال ديليسبس اليمنى، وعلاوة على ذلك فقد وضعا على رأس التمثال غطاء رأس بيريه من وحدة مظلات فرنسية ولزيادة الأمر سوءًا، قاما بدهن التمثال بطبقة شحم كثيفة، كما وضعا الشحم على ذراعه الممتدة والمثبت فيها العلمان البريطانى والفرنسى المذكوران لمنع الأفراد من التسلق وانتزاعهما دلالة على استمرار سيطرتهم المعنوية على المدينة.
ولما شاهدت مجموعات الشعب هذا المنظر المستفز، حاول العديد من الأفراد التسلق على التمثال وقاعدته، إلا أن طبقة الشحم التى دهن بها التمثال ومنصة قاعدته منعتا ذلك، ولم يتمكنوا منه، فلم يتوان المواطنون وطلبوا مساعدة المطافئ بإمدادهم بأحد السلالم الطويلة من معداتهم حتى يتسلقوا إلى قاعدة التمثال ويتمكنوا من نزع العلمين الأجنبيين، وفى الحال، أسرعوا ومعهم السلم الطويل على عجلتين وتقدموا على الرصيف، وتسلق أحد المواطنين وانتزع العلمين وألقا بهما للجماهير المتجمعة حول القاعدة الضخمة، وما كاد العلمان يصلان للأرض حتى داس المتجمعون عليهما فى غضب بأقدامهم، وبصقوا عليهما وبدأوا فى تمزيقهما إلى قطع صغيرة وأخيرًا أشعلوا فيهما النار تعبيرًا عن الغضب وبدأت السماء تمتلئ بالهتاف «الله أكبر، تحيا مصر، يعيش جمال عبدالناصر».
ويسجل الشاعر أن قيادة المقاومة الشعبية بقيادة البكباشى سمير غانم كانت قد أعدت العدة ليلة انسحاب القوات لتفجير التمثال، ويقول: أحضر أحد البمبوطية حبل ربط سفن سميكًا، ثم تسلق على السلم إلى القاعدة المدهونة بالشحم الزلق، وربط الحبل حول عنق تمثال ديليسبس فى ربطة عقدة بحرية مشابهة للمشنقة، فتسابق العديد من المواطنين وأمسكوا بالطرف الآخر للحبل وبدأوا يسحبونه من الناحية الشمالية بقوة وشدة أملاً فى جذب التمثال إلى الأرض، ولكن دون جدوى. وفى خلال هذا الوقت وصلت إلى منطقة تجمع المواطنين بصحبة سمير غانم، قائد العمليات الفدائية، وفتحت حقيبة سوداء كانت معه،
وشاهدت فيها اثنى عشر قالب متفجرات TNT دون فتيل الأمان أو كابسولات التفجير كما كان فى الحقيبة أربعة صوابع متفجرات جليجانيات، وسألت سمير عن فتيل الأمان والكابسولات، حيث إنه لا يمكن التفجير دونها، فأشار لى لفتح درج السيارة فى مواجهتى، لأجد فيه علبة كارتون صغيرة بها لفة فتيل أمان واثنتا عشرة كبسولة انفجار، وأضاف قائلاً: وفى هذا الوقت كنا قد وصلنا أمام رصيف ديليسبس وكانت أصوات ونداءات وهتافات المتجمعين تشق عنان بورسعيد، ولم نفلح فى تفجير القاعدة إلا بعد ثلاث محاولات، وفى المرة الأخيرة انقشع الغبار ونظرنا حولنا لنجد أن التمثال رغم ثقله وسقوطه من ارتفاع حوالى خمسة أمتار، لم يتحطم منه سوى أربع بلاطات من أرض المساحة حول قاعدته، ونظرنا إلى المياه لنرى التمثال يرقد على وجهه وقد انقطع رأسه، بينما ركب العديد من الشباب والأطفال والمواطنين فوقه راقصين وهاتفين.

This site was last updated 05/02/09