تعليق من الموقع : بورسعيد أنشأت فى أثناء حفر قناة السويس .. بور = ميناء ، سعيد = ترجع إلى محمد سعيد باشا
*************************************************************************************************
في الذكري الـ150 لبدء أعمال الحفر - قناة السويس غيرت الخريطة الملاحية في العالم و ميناء شرق التفريعة نقطة الانطلاق الاقتصادية
الأهرام 25/4/2009م السنة 133 العدد 44700 بورسعيد ـ من خضر خضير
أكبر سفن العالم تعبر القناة بعد التطوير ------------------->
قبل150 عاما وفي الخامس والعشرين من ابريل1859 ووسط أرض جرداء قاحلة, خاطب المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس الفلاحين في أول يوم عمل بحفر مجري قناة السويس بأنه سوف يبدأ كل منكم بمعوله في عمليات الحفر واذكروا أنكم بهذا لن تحفروا الأرض فقط ولكن ستجلبون الرخاء لأسركم ولبلادكم, ثم صاح: المجد لأفندينا محمد سعيد باشا, وبعدها أمسك ديليسبس بمعولة وضرب به الأرض إيذانا بالبدء في عمليات الحفر ثم تبعه ممثلو شركة قناة السويس العالمية.
بدأ الحفر بعدد100 فلاح من مدينة دمياط زاد عددهم ووصل الي2700 عامل من محافظات الدقهلية والقاهرة والأسكندرية, ومنذ هذا التاريخ بدأت تظهر معالم ميناء بورسعيد حيث أن المهمات وأدوات التموين الخاصة بإنشائه وبأشغال القناة كانت ترد من البحر اليه, وقد أنشئ حاجزان للأمواج الشرقي والغربي والذي عرف باسم رصيف ديليسبس وقد أقيم رصيف آخر بالميناء, ونظرا لصعوبة نقل الأحجار الي بورسعيد فقد تم تكليف أخوان داسود'DASSOUD' بتصنيع250 الف متر مربع من الصخور الصناعية زنة الواحدة21 طنا ومن الأسباب التي تم اختيار تلك المنطقة لتكون ميناء أن تلك البقعة أكثر الجهات قربا لأوروبا وكانت كل المهمات والآلات التي تستوردها شركة القناة تأتي تجاه بورسعيد فكان العمل بدءا من بورسعيد أفضل من السويس.
وها هي الأيام تثبت صدق مقولة المهندس الفرنسي بعدما تحولت قناة السويس لشريان الخير لمصر وأبنائها, وها هي الأيام تشهد بعظمة الانسان المصري القادر دائما علي إخضاع الجغرافيا لتاريخ الأمجاد والإنجازات, وها هو التاريخ يشهد لبورسعيد بأنها أحدث مدينة حضرية علي الشاطئ المتوسط, فكانت نشأة بورسعيد منذ مائة وخمسين عاما نشأة غريبة خلاف تلك الحضارات فعندما وطأت قدما فرديناند ديليسبس أرض تلك المنطقة في الخامس والعشرين من ابريل1859 لم تكن فيها أي مقومات للحياة وتحدي الإنسان الطبيعة وقام ديليسبس باستجلاب مياه الشرب من المناطق القريبة سواء من دمياط أو المطرية ولكنها لم تسد حاجة العمل, وبتقدم الزمن وصلت المياه لبورسعيد بعد توصيل أنابيب ذات قطر واسع لنقل المياه من ترعة العباسية, وانتهت المشكلة للأبد بعد حفر قناة المياه العذبة واعتبر شقها حدثا تاريخيا عند أهل بورسعيد لايقل عن حدوث شق قناة السويس, وخلال حفر قناة السويس تحملت الشركة تكاليف تعبيد الطريق الموازي للقناة, كما افتتح الخديو عباس أول خطا حديديا يربط بورسعيد بالإسماعيلية في الثالث من ديسمبر عام1893, وبدأ العمران يتغير فبعد أن كانت الخيام هي وسيلة الإعاشة للعمال والمهندسين استبدلها ديليسبس بأكواخ خشبية, كما تمت الاستفادة من ناتج الحفر فتم ردم أرض المدينة لتغطية المياه الراكدة, كما أقام حاجزا رمليا علي هيئة سد عند الحد الشمالي للمدينة المطل علي البحر لصد الأمواج, وقد أطلق علي الرصيف أسم الامبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث, وبدأت الخريطة السكانية تتغير فبعد أن كان هناك تجمعات عمالية احدها للمصريين والآخر للأجانب تحولت الي حي الأفرنج يفصله عن قرية العرب في الغرب قطعة أرض فضاء, وقد تم تقسيم المدينة رسميا إلي قسمين الإفرنج والعرب1867 وعرف الفاصل بينهما فيما بعد بشارع محمد علي, وقد ظهر في أقصي الغرب حي المناخ.
محافظة القنال فى عصر حكم الخديو اسماعيل
في مارس1863 أنشأ الخديو اسماعيل محافظة القنال وعين اسماعيل حمدي اول محافظ لها, وكانت شركة قناة السويس المسيطرة علي ايجار تمليك الأراضي في أول عهد المدينة, وبعد الانتهاء من حفر القناة وافتتاحها في السابع عشر من نوفمبر1869 بدأ وضع الاستقرار السكاني للمدينة, وبدأ العمال سواء مصريين أو أجانب في احضار أسرهم من أوطانهم الأصلية, وكان المجتمع البورسعيدي السكاني مجتمعا غريبا. نظرا لتوافد اناس من كل جنس ولون, وكان لكل منهم طابع معين خاص.
تمتلك بورسعيد الآن75% من الاحتياطي الاستراتيجي للغاز الطبيعي غرب بورسعيد, كما تمتلك أكبر4 مشروعات لتسييل الغاز ومشتقاته وانتاج المواسير وتغليفها الي جانب المشروع العملاق للبتروكيماويات والتي بلغت تكلفتها الاستثمارية مليارا و255 مليون دولار ويجري العمل حاليا لإضافة2500 فدان لاستيعاب الأنشطة القائمة علي المشروعات الصناعية, بينما تضم مشروعات المنطقة الحرة العامة التي تصدر نحو41% من صادرات مصر من انتاج الملابس الجاهزة وتستوعب نحو40 الف عامل بالاضافة الي المنطقة الصناعية جنوب بورسعيد وتضم مناطق الحوض السمكي ـ27 ـ28 ـ29 والمقامة علي مساحة345 فدانا بتكلفة استثمارية2 مليار و100 مليون جنيه وفرت15 الف فرصة عمل وتعتمد بورسعيد اعتمادا كليا علي منتجاتها الزراعية بعدما حدث اكتفاء ذاتي بمحاصيل الأرز والقمح والذرة الصفراء وتمتلك بورسعيد في زمامها135 الف فدان.
أما التطور الهائل الذي حدث خلال السنوات القليلة الماضية ببورسعيد فهو أكبر حدث سيغير الخريطة الاقتصادية في العالم وهو المشروع العملاق لمنطقة شرق بورسعيد وميناءها المحوري ومنطقتها الصناعية الملاصقة لها والمدينة المليونية الجاري انشاؤها والتي ستكون قاطرة النمو الاقتصادي لمصر كلها كما أشار تقارير البنك الدولي, بعدما نجح ميناء شرق بورسعيد في جذب استثمارات بلغت6 مليارات جنيه وبطرح المشروعات الخاصة بالمرحلة الأولي الاستثمارية الأخري سيتم جذب ما يقرب من6,5 مليار جنيه بعدما تقدم حوالي90 مستثمرا مصريا وعربيا واجنبيا لإقامة محطات تخصصية ومشروعات استثمارية في ظهير الميناء, وكان المكتب الاستشاري الهولندي الذي صمم المخطط العام لشرق بورسعيد قد أعرب عن تفاؤله بنجاح الميناء