يرجع الفضل على الإكتشافات الأثرية فى مصر للأسف الشديد إلى بعثات أجنبية ، والقليل من هذه الإكتشافات مصرية وللأسف أيضاً ينظر إلى الذين يحاولون إكتشاف آثارنا عموما بعين الشك والريبة نتيجة لعدم الأمانة التى أصبحت صفة متوطنة .
تاريخ الإكتشافات
المعهد الفرنسى للآثار : فى عام 1991م حضر إلى دير السريان بعثة من المعهد الفرنسى للآثار تم إكتشاف أيقونة قبطية حائطية رائعة يرجع تاريخها إلى
القرن الثامن الميلادى ( عبارة عن فريسكا ) للقديسة العذراء مريم، وحولها الأنبياء الذين تنبأوا عنها، ورئيس الملائكة الجليل غبريال .
وتوجد هذه الفريسكا فى نصف القبة الغربى ، بصحن كنيسة السريان وكان يوجد فوقها صورة حائطية للصعود من الفن السريانى إستطاع الفنانون الفرنسيون فصلها بمهارة من فوق الفريسكا القبطية وتم نقلها إلى المتحف المصمم لتثبيت أنصاف قباب به وللحفاظ على هذا التراث.
البعثة الهولندية : وفى عام 1994م حضرت إلى الدير البعثة الهولندية برئاسة دكتور كارل إنيمى ( الأستاذ بجامعة ليدن هولندا ) – وبدأت فى عمل المجسات على حوائط الكنيسة جميعها ( أكثر من خمسين مجس ) فأكتشفت إنه توجد فى حوائط الكنيسة خمس طبقات:
1- الطبقة الأولى من القرن السابع والفن الذى عليها قبطى.
2- الطبقة الثانية من القرن الثامن والفن الذى عليها قبطى.
3- الطبقة الثالثة من القرن العاشر والفن الذى عليها خليط من الفن القبطى والسريانى.
4- الطبقة الرابعة من القرن الثالث عشر والفن الذى عليها سريانى ( وعليها كتابات قبطية ).
5- الطبقة الخامسة من القرن الثامن عشر والفن الذى عليها قبطى.
والبعثة البولندية تعمل شهرين فقط فى العام بحسب المنحة المعطاه لها.
1- الإكتشافات على الطبقة الأولى ( القرن السابع ).
من المرجح أنه تم الإنتهاء من بناء الكنيسة فى القرن السابع الميلادى بدأ الآباء الرهبان فى تزيين حوائطها ولكن بطريقة بسيطة فتكونت الصورة البسيطة التى على الطبقة الأولى فى الغالب من الصلبان الملونة باللونين الأحمر والأصفر ( البرتقالى ) وهذه توجد على الأجزاء العلوية من جدران الهيكل ويرجع تاريخها كما سبق إلى القرن السابع الميلادى.
2- الإكتشافات فى الطبقة الثانية ( القرن الثامن ).
وقد تأكد أن هذه الصور مرسومة بطريقة تسمى ألوان الشمع وهذه الألوان من نفس تركيبة الألوان التى إستخدمها الفراعنة فى العصور السحيقة الماضية وبهذا يعتبر الفن القبطى هو إمتداد للفن الفرعونى ويوجد العديد من الرسومات فى هذه الطبقة ومنها:-
أنصاف القباب ...وهذه عليها ثلاث صور قبطية ولكنها مختفية أسفل الصور السريانبة ومنها النصف قبة الغربية ( فى آخر الكنيسة ) والتى سبق التحدث عنها عندما ذكرنا مجىء بعثة المعهد الفرنسى وبإنزال الصورة السريانبة الفوقية التى عن صعود السيد المسيح: ظهرت أسفلها الفريسكا القبطية عن السيدة العذراء مريم وحولها رئيس الملائكة غبريال ومعظم الأنبياء الذين تنبأوا عنها.
ثم نصفى القبتين فى الخورس الأول ( بحرى وقبلى ) وحالياً تظهر عليهما الصور السريانية ( بحرى عن نياحة القديسة العذراء مريم وقبلى عن البشارة والميلاد ) وتوجد تحتهما صورتان قبطيتان أكتشفت أحدهما فى شهر أكتوبر عام 2006م وهى عبارة عن فريسكا الميلاد من القرن الثامن وبها السيدة العذراء وهى جالسة وفى حضنها الطفل يسوع وعلى رأسها من أعلى النجم الذى أرشد المجوس إلى بيت لحم وعن يمينها ملاكاً والمجوس الثلاثة وهم يقدمون هداياهم وعلى شمالها ملاكاً والرعاة الساهرين على خرافهم. وهى فى غاية من الجمال والروعة. والفريسكا الأخرى لم تكتشف بعد.
*****************************
المصدر : http://www.st-mary-alsourian.com/Monuments/default.php