مطارنة على كرسى إيبارشية بورسعيد

الأنبا باسليوس الكبير (1856 - 1899 )
ولد الأنبا باسليوس الكبير في بلدة الدابة البحرية مركز فرشوط محافظة قنا سنة 1818 وترهب في دير ديس العظيم الأنبا أنطونيوس سنة 1843 ورسم قساً سنة 1849 ثم قمصاً سنة 1852 وتولى رئاسة الدير وفي سنة 1856 رسمه البابا كيرلس الرابع المعروف بأبو الأصلاح على الكرسي الأورشليمي الذي كان يضم في ذلك الوقت بلاد الدقهلية والقليوبية والشرقية وجزء من الغربية ثم مدن القناة الثلاث وكذلك رئاسة دير الأنبا أنطونيوس وقد دعاه باسمه الأنبا باسليوس وقد أطلق عليه اسم الكبير لما قام به من أعمال جليلة في ربوع ايباراشيته الواسعة .
قال القمص صموئيل تاوضروس السرياني عنه انه "رسم بيد الأنبا كيرلس الرابع أبو الأصلاح فنسج على منواله في الأعمال الإصلاحية والتقدمية وأشترى معظم الأملاك التي تعتز بها الكنيسة القبطية في الأراضي المقدسة" كما جاء عنه في كتاب " قصة الكنيسة القبطية " جزء 4 " أن جهاده كان يتزايد مع تزايد كرامته فقد خدم وهو قس وزادت خدمته وهو قمص واشتدت وهو رئيس دير ثم تضاعفت أضعافاً وهو مطران ، وقد شيد العديد من الكنائس في ربوع ايبارشيته الواسعة ومن ذلك كنيسة السيدة العذراء بمدينة بورسعيد سنة 1601 ش - 1885 م وتاريخه حافل بالأمجاد وقد مد الله في عمره فظل في جهاده على مدى ثلاث واربعين سنة قضاها على كرسي الايباراشية وقد أنتقل الى الأمجاد السمائية يوم الأحد 26 مارس سنة 1899
2- الأنبا تيموثاوس ( 1899 - 1925 )
ولد الأنبا تيموثاوس في مدينة شبلنجه محافظة القليوبية وترهب في دير الأنبا أنطونيوس وقد اختاره الأنبا باسليوس الكبير وكيلاً له وكلفه بالكثير من المهام قام بها خير قيام وفي ستة 1869 زكاه لدى البابا كيرلس الخامس ليرسمه أسقفاً مساعداً له وقد تمت رسامته يوم 23 أغسطس سنة 1896 وبعد نياحة الأنبا باسليوس الكبير تولى رعاية الأيباراشية ورقي الى درجة مطران.
وقد كان خبر خلف لخير سلف فقد حافظ على أملاك الكنيسة وجدد الكثير منها في الأراضي المقدسة وايضاً في ربوع ايباراشيته وقد كتبنا عن ما قام به في كنيسة العذراء ببورسعيد وفي عهده تأسست مدرسة الأقباط في بورسعيد وايضاً الجمعية الخيرية وهو الذي قام برسامة أول كاهن لكنيسة العذراء ثم عين لها القمص ديمتريوس يوسف .
ومما يذكر انه قاسى متاعب كثيرة أثناء الحرب العالمية الأولى وقد نفته السلطات الإنجليزية مع وكبله القمص يوحنا الأنطوني الى سوريا وقد أنتقل الى الأمجاد السمائية يوم 9 يونيو 1925 .
3- الأنبا باسليوس (1925 - 1935 )
ولد النبا باسليوس في مدينة أخميم وترهب في دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس باسم الراهب يعقوب ورسم بيد البابا كيرلس الخامس على الكرسي الأورشليمي يوم 27 ديسمبر 1925 باسم الأنبا باسليوس وقد دعي بهذا الأسم تيمناً بالأنبا باسليوس الكبير وقد أقتصرت رعايته على الكرسي الأورشليمي والشرقية ومحافظات القناة بعد أن رسم معه في نفس اليوم الأنبا بطرس لبلاد الدقهليية وقد جاء في كتاب تاريخ باباوات الإسكندرية " بأنه عند رسامتهما كان البابا كيرلس في الرابعة والتسعين من عمره وكان يتحرك بصعوبة ولذلك كان القمص بطرس عبد الملك يمسك بيده اليمنى الممسكة بالصليب ويساعده على وضعها فوق رأسيهما وقد رسم معهما في ذات اليوم الأنبا إيساك اسقف الفيوم والأنبا متاؤوس اسقف الجيزة والقليوبية وقويسنا وهذه الرسامات الأربع هي آخر ما رسمه البابا كيرلس الخامس من رسامات .
وقد أشترك الأنبا باسليوس في احتفلات افتتاح مدينة بور فؤاد يوم 21 ديسمبر 1926 كما كان في استقبال امبراطور اثيوبيا عند زيارته مدينة بور سعيد وكان لم يزل اسمه في ذلك الوقت الملك تفري وكذلك في استقبال البابا يؤنس التاسع عشر عند زيارته بور سعيد وهو في طريقه لزيارة اثيوييا يوم 29 ديسمبر 1929 وأأشترك معه في عملية طبخ الميرون في كنيسة ألإزبكية سنة 1930 ومما يذكر أنه كان قد مضى ما يزيد عن المائة عام على آخر عملية طبخ الميرون التي تمت في كنيسة الازبكية في عهد البابا بطرس السابع سنة 1820 وكان من الحاضرين فيها الأنبا أخريستوذولس مطران الكرسي الأورشليمي وذكر باسم " مطران القيامة والوجه البحري ".
وفي عهد الأنبا باسليوس تم مشترى العقار الملاصق لكنيسة السيدة العذراء وسجل باسم الجمعية الخيرية الني كانت تدير الكنيسة في ذلك الوقت وأيضاً تم تعين المتنيح القمص بطرس عوض كاهناً مساعداً في الكنيسة يوم 5 أكتوبر 1934 وكبار رجال جيلنا يذكرون كيف كان الأنبا باسليوس شهماً وغيوراً على وحدة ابناء الكنيسة علم يوماً بأن هناك محاولة لتعكير الصفو فأمر واعظ الكنيسة يؤمئذ بتركها ومغادرة المدينة كلها قبل بزوغ الصباح فأطاعه على الفور وقد انتقل الأنبا باسليوس الى الأمجاد السمائية يوم 13 مايو سنة 1935 .
4- الأنبا ثاوفيلس ( 1935 - 1945 )
ولد الأنبا ثاوفيلس في بلدة بني أحمد محافظة المنيا وترهب في دير الأنبا أنطونيوس باسم الراهب بطرس وعين رئيساً للدير في ديسمبر 1931 وسيم اسقفاً ومطراناًعلى الكرسي الأورشليمي واشرقية ومحافظات القناة بيد البابا يؤنس التاسع عشر يوم 19 مايو سنة 1935 وقد جاء الى بورسعيد فور رسامته وقد استقبلته المدينة استقبالاً رسمياً وشعبياً حافلاً حيث أصطف رجال البوليس على رصيف محطة السكة الحديد وأمام كنيسة السيدة العذراء فهكذا كان يتم استقبال الأباء المطارنة في كل زيارة لهم في ذلك الوقت .وكان من اول اعماله في مدينة بورسعيد سعيه وعمله على الحصول على ارض لتشيد كنيسة جديدة في المدينة وقد تم ذلك في سنة 1936 ولقد كان في قمة البهجة والسرور وهو يضع الحجر الأساسي لكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس يوم 21 يوليو سنة 1943 .
وقد انتقل الأنبا ثاوفيلس شهيداً يوم أول أكتوبر سنة 1945 بعزبة دير الأنبا أنطونيوس بمدينة بوش ببني سويف بعد أن كان قد سبق عصره وأعد الوسائل الحديثة لزراعة ونقل محصول الدير مما أثار عليه حقد من كانوا يستفيدون من البدائية في نهب محصول الدير .
5 - الأنبا متاؤوس (1946 - 1975 )
* ولد الأنبا متاؤوس في مدينة طهطا يوم 12 سبتمبر 1910 وترهب في دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس وفي يوم 29 سبتمبر 1946 رسمه البابا يوساب الثاني مطراناً على كرسي الشرقية ومحافظات القناة بعد فصله عن الكرسي الأورشليمي الذي كان قد رسم له الأنبا ياكوبوس
* وقد كان الأنبا متاؤوس خطيباً مفوهاً وجريئاً في الحق ووطنياً أميناً وقد جاهد كثيراً في ربوع إيبارشيته التي قاست كثيراً .. وعانت من فتن ودسائس وحروب كثيرة وفي بداية عهده أحرقت كنيسة الزقازيق ونهبت ومما يذكر أنه عند ما أصيبت البلاد بوباء الكوليرا وكان قد بدأ من بلدة القرين وقد أصيبت بأضرار كبيرة وعند دخول رجال وزارة الصحة لتطهير أحد منازلها وكان قد مات كل من فيه وجدوا أواني وكتب الكنيسة التي نهبت بداخله .

وأيضا وفي بداية سنة 1952 أحرقت كنيسة السويس وقدمت من أولادها شهداء وقد رفض المطران أخذ تعويض من الدولة وقال قولته المشهورة إذا أحرقت كنيسة فمن السهل إعادة تشيدها ولكن إذا فقدنا الوحدة الوطنية فمن الصعب تعويضها وما زلنا نذكر ما قاله يوم تدشينه لكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس ببورسعيد " من أجل كنيسة السويس يدي شلت ومن فرحتي اليوم بكنيسة مار جرجس قد شفيت "

في عهده تم تدشين كنيسة الشهيد مار جرجس ببورسعيد يوم 14 نوفمبر 1952 وما زلنا تذكر موكبه الكبير الذي خرج من كنيسة السيدة العذراء ويتقدمه شمامسة الكنيسة وهم ينشدون الألحان وجمهور المواطنين على الجانبين ويحف به رؤساء الطوائف وكبار القوم وفي عهده أيضاً تم تعين القس بطرس أثناسيوس وقد رقاه إلى رتبة قمص بعد نياحة القمص بطرس عوض كذلك تم تعين القس بولس مخالي لكنيسة السيدة العذراء.

وقد أنتقل الأنبا متاؤوس الى الأمجاد السمائية يوم 25 أكتوبر سنة 1975 وقد رأس الصلاة عليه قداسة البابا شنوده الثالث مع عدد كبير من الأباء المطارنة والأساقفة وكان قداسته قد زاره إثناء فترة مرضه أربع مرات كما عين راهب خاص لخدمته إثناء مرضه.

نيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس (أطال الله حياته)
+ ولد نيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس أطال الله حياته بمدينة الزقازيق يوم أول فبراير سنة 1943 ودعي باسم مجدي.
+منذ حداثته نشأ على منوال والديه في البر والتقوى والقداسة ومحبة الكنيسة وطقوسها وقد أخذ من والده طيب الذكر الدكتور الشماس كامل سعد حبه للإطلاع وقراءة الكتاب المقدس الذي كان يقرأه بعهديه مرتين في كل عام
+ بعد أن أتم دراسته الثانوية والجامعية وحصوله على بكالوريوس الهندسة عمل بمؤسسة الكهرباء ثم سافر الى الولايات المتحدة حيث عمل مهندس قوى كهربائية بالأمن الصناعي بولاية كاليفورنيا .
+طوال سنوات دراسته الثانوية والجامعية وبعد تخرجه خدم بمدارس التربية الكنسية وفي مدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة خدم بقوة ونشاط مع المتنيح القمص بيشوي كامل في تأسيس أول كنيسة قبطية تأسست هناك وفي كل مجالات الخدمة وكذلك مع القمص تادرس يعقوب الذي خلفه.
+ أحب الكنيسة من كل قلبه وعلى الرغم من مغريات الحياة في الخارج فقد تاق الى حياة الزهد في العالم والبتولية والتنسك فعاد الى مصر تاركاً كل ما في الغرب من رزق وبحبوحة في العيش وفور عودته مضى الى دير القديس الأنبا بيشوي وترهب فيه باسم الراهب أرسانيوس يوم 5 مايو سنة 1974 وقد رسم قساً ثم قمصاً قبل ترشيحه لمنصب الأسقفية .
+وفي الدير قام بخدمات عديدة فقد كان مشرفاً على بيت الخلوة بجانب أمانة المكتبة بالإضافة الي الأشراف على العمال في الدير والعمل على راحة الضيوف المصرين والأجانب وكذلك الأشراف على صيدلية الدير وقد كان يمكن للراهب أن يتسلم أكثر من عمل في وقت واحد أو على فترات متفاوتة .
+ بناء علىرغبة الشعب القبطي البورسعيدي التي قدمها كتابة لقداسة البابا شنوده الثالث رشحه قداسته أسقفاً على كرسي أيباراشية محافظة بورسعيد الجديدة وفي بوم 14 نوفمبر 1976 رسمه البابا باسم الأنبا تادرس.
+ تم تجليس نيافته على كرسي ايباراشية بورسعيد وكل تخومها يوم 18 ديسمبر من نفس العام ونيافته أول أسقف لهذه الأباراشية الوليدة وقد نيافته فيها -ولم يزل يقوم - بأعمال جليلة تشهد له بالمقدرة والنشاط والهمة كما هو مبين بعضه في هذا التاريخ - ناريخ الأباراشية وقد كان شعار نيافته " إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني ".
*****************************

المراجع

نصحي عطيه عنبري -  من مواليد 1 نوفمبر 1923م - ابيذياكون (شماس مساعد) بمطرانية بورسعيد. - -  سكرتير جمعية النهضة القبطية الأرثوذكسية (سابقاً). - + له العديد من الدراسات القبطية والكتابية مثل " كتابنا المقدس قصر عظيم"، " تعال معي إلى الكنيسة" ، " كيفية تحديد موعد يوم عيد القيامة المجيد" ، "من الصلاة الربانية نتعلم القبطية" ، وغيرها. - + عاين أغلب الأحداث التي مرت بتاريخ إيبارشية بورسعيد، وعاصر الكثير من الشخصيات التي كتب عنها.