ألإنشاءات المعمارية فى القاهرة فى عهد الخديوى إسماعيل

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

القاهرة الخديوية

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
شوارع وميادين القاهرة الخديوية
كوبرى قصر النيل

Hit Counter

 

المصرى اليوم تاريخ العدد الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠٠٨ عدد ١٦١٤ عن مقالة لعنوان [ القاهرة الخديوية: رحلة في عبق تاريخ القاهرة الخديوية ] أعد الملف نشوي الحوفي

تقول الدكتورة سهير حواس: «يبهرني الخديوي إسماعيل الذي كان بحق علامة بارزة في تاريخ المعمار المصري، وقد بدأت علاقته بالعمارة والفنون، منذ وقت دراسته بالنمسا، وباريس حيث تلقي تعليمه العسكري، وانبهر بتلك العمارة الغربية، التي حلم بنقلها كما هي إلي القاهرة، كي تصبح كما قال «عاصمة للشرق».
وعلي الرغم من الصورة التي عكف كتاب السيناريو المصريون علي تجسيد اسماعيل بها، إلا أن رؤية المؤرخين لتلك الشخصية تؤكد أنه كان بحق رجل المستحيل، الذي يرفض العقبات، مصراً علي تنفيذ أحلامه التي تتضح جلياً من خلال فنون المعمار، والإعمار في مصالح الدولة الحكومية،
فكما كانت عمارات وسط القاهرة وتنفيذ شوارعها، كانت دار الأوبرا في ميدان العتبة، وإصلاح أنظمة الدولة في المجالات كافة، مؤكداً أن هوايته الطوب والمونة، حتي كان قرار السلطان العثماني بالإنعام عليه بلقب «الخديوي» الذي كان أول من حمله من أبناء أسرة محمد علي، وكانت تعني «الفارس الشجاع».
وتضيف الدكتورة سهير حواس أن حدود القاهرة حينما تولي إسماعيل باشا الحكم عام ١٨٦٣، كانت تمتد من منطقة القلعة شرقاً، إلي مدافن الأزبكية وميدان العتبة غرباً، يغلب عليها التدهور العمراني في أحيائها، ويفصلها عن النيل عدد من البرك والمستنقعات والتلال والمقابر، بمساحة لا تتخطي ٥٠٠ فدان. وكان تعداد سكانها في ذلك الوقت لا يتجاوز ٢٧٠ ألف نسمة.
وكانت سمعة القاهرة في الغرب تتلخص في عبارة كان يرددها كتاب الغرب، تقول: «خير لك أن تسمع عن القاهرة، من أن تراها، فهي عاصمة للبعوض»، إلي جانب عبارة أخري تسيء إلي مياه نهر النيل، تقول: «من يشرب من ماء النيل مرة، يعود فوراً لبلاده ليعالج من الملاريا».
تلك عبارات حفزت من همة الخديوي إسماعيل الذي أعلن عن تطهير مياه النيل وقال عبارته الشهيرة: «من يشرب من ماء النيل، فسيعود له المرة تلو المرة».
وليعلن عن مشروعه في تخطيط القاهرة علي الطراز الباريسي، ويستقدم من أوروبا عمالقة التصميم المعماري، وفي مقدمتهم المصمم العالمي الشهير «هاوسمان» الذي بدأ في تنفيذ حلم إسماعيل في جعل القاهرة «باريس الشرق»،
وليستغرق تصميم وتنفيذ المشروع خمس سنوات. وتتعدد مظاهر العمران، فهذا شارع «محمد علي» الذي ربط القلعة بوسط القاهرة وافتتح في العام ١٨٧٢، وذاك شارع «كلوت بك»، يولد للحياة القاهرية في العام ١٨٧٥،
وهنا كوبري قصر النيل يربط بين القاهرة والجزيرة في العام ١٨٧١، وهناك كوبري أبوالعلا يربط بين القاهرة وجزيرة الزمالك. وتلك قصور لم تخف جمال تصميمها، في مقدمتها قصر عابدين الذي أنشئ ليصبح مقراً للحكم في مصر بدلاً من القلعة، علي مساحة ٢٤ فدانا، وتكلف بناؤه ٧٠٠ ألف جنيه مصري.
طموحات إسماعيل في تحقيق النهضة المعمارية بالقاهرة لم تكن تتوقف عند حد، ولذا كان قراره بتغيير مسار النيل ومجراه، فبدلاً من أن يمر بمنطقة بولاق الدكرور وبمحاذاة شارع الدقي حالياً وإمبابة، صار يسير في مجراه المعروف الآن،
وتم ذلك من خلال إقامة العديد من الحواجز الخرسانية عند مدخل كوبري عباس، وعند مدخل كوبري شبرد، وساعد ارتفاع مياه الفيضان علي سرعة تحويل المجري ليتم في خلال ١٨ شهراً فقط. بينما خلف انحسار المياه آلاف الأفدنة الخصبة الغنية بالطمي الأسود.
وكما تم تغيير مجري نهر النيل، تم ردم البرك والمستنقعات وفي مقدمتها، بركة عابدين التي كانت تحتل موقع الميدان الحالي، وبركة الأزبكية التي تحولت لأهم حديقة في القاهرة تحفها المسارح. بينما حلت الميادين محل باقي البرك مثل ميدان العتبة الخضراء وميدان الأوبرا، وميدان باب الحديد، وميدان سليمان باشا- طلعت حرب حالياً- وهكذا».
ويمتد مشروع التعمير الإسماعيلي للقاهرة، فيعمر مداخلها، ليكون في مدخلها الشمالي، باب الحديد وما جاوره من شارع شبرا، وليتحول المدخل الشرقي للقاهرة من حي لبائعي الفجل «الفجالة» إلي حي تزينه القصور والحدائق، وليمتد المدخل الغربي في طريق مستقيم من الأهرام وحتي ميدان الجيزة، وكذلك المدخل الجنوبي عند حلوان والمعادي.
وقام الخديو بتوزيع الأراضي في مداخل القاهرة علي الأعيان لتعميرها، وزراعتها بالأشجار، كما أنشأ شبكات الصرف الصحي، والإنارة بالغاز، وهيئة رصف الطرق. وتخصص قاهرة إسماعيل مئات الأفدنة للحدائق ، وحديقة الحيوان التي كانت الأولي في الشرق الأوسط وقتها.
ويطول الحديث عن المساجد في القاهرة الخديوية، لكن يكفي القول إنه روعي في تصميمها الحفاظ علي الطرز الإسلامية في العمارة والفنون، فكان مسجد وميدان الحسين، ومسجد وميدان السيدة زينب.
وتتسع رقعة القاهرة الخديوية، فتتضاعف مساحتها لتبلغ ٢٠٠٠ فدان، ويزداد تعداد سكانها ليبلغوا ٣٥٠ ألف نسمة. لتكتمل فيما بعد أبنيتها وطرقها المتفرعة في قلبها، وترتفع المباني المزينة بنقوش وتفاصيل لا تخفي علي عين متذوقة للفن، وبتوقيع كبار المصممين، فهذا مبني «بنك مصر» بشارع محمد فريد، يحمل توقيع المعماري النمساوي «لاشياك»،
وتلك عمارة «جروبي» في ميدان سليمان باشا، تحمل توقيع المعماري «كاستمان»، وهذا «ماريو روسي» يوقع بأنامله علي جدران أشهر مساجد القاهرة ومن بينها عمر مكرم.
يخطئ من يظن ان مهارة القاهرة انه مجرد حجر أصم، لكنه حالة إبداعية تمزج بين التاريخ والمكان والفن ذاته. لتنتج فناً يعبر عن عصر من العصور بكل ما فيه اقتصاديا واجتماعياً وسياسياً. ولذا كان المشروع الخاص بتطوير تلك المنطقة الذي ترعاه وزارة الثقافة من خلال هيئة التطوير الحضاري، ففي الخارج، يتعاملون مع تراثهم المعماري علي أنه قيمة كالأهرام،
والآثار، وكثيرون لا يعلمون أن حديقة الأزبكية التي تغنت بجمالها كتب الرحالة الأوروبيين قبل ردمها وتحويلها إلي دكاكين وجراجات قبيحة، هي ذاتها حديقة لوكسمبورج الباريسية الشهيرة بجميع معالمها وأسوارها وأشجارها، لكن الفرق هو درجة وعيهم هناك بقيمة ما لديهم، وجهلنا نحن بقيمة ما لدينا..
فالتراث المعماري لأي دولة، يعبر عن مجموعة من القيم، من بينها القيمة التاريخية التي هي ذاكرة المدن، والقيمة الجمالية التي تولد مع ميلاد المعمار، وترتبط بالطابع العام والقدرات الإبداعية، والتصميمية، والتأثيرية له، وهناك القيمة الوظيفية للعمل المعماري التي تعني الهدف المقصود من وجود المعمار في عصر من العصور، كالأسبلة في القاهرة القديمة علي سبيل المثال.

********************************

المـــــــــــراجع

(1) د. سهير حواس..  أستاذ مساعد الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، وصاحبة العديد من الأبحاث في مجال المعمار والإسكان، والمشرفة علي مشروع تطوير القاهرة الخديوية مع هيئة التنسيق الحضاري ، ورغم ما قدمته للمكتبة العلمية من أبحاث متعددة، وهى صاحبة «القاهرة الخديوية» الذى يحكي قصة المعمار في قلب القاهرة ودور الخديوي إسماعيل فيها، ويعتبر هذا الكتاب جزء من تاريخ مصر فى فن البناء والتعمير والإبداع 

 

This site was last updated 01/03/10