إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

الأهرام  17/9/2008م السنة 133 العدد 44480 عن خبر بعنوان [ كنوز روحية في قلب مصر‏:‏ السمع خانة المولوية طقوس رمزية فريدة لتحقيق اللقاء الروحي بين السماء والأرض التحفة المعمارية النادرة هي الوحيدة الباقية من‏72‏ تكية اختفت في العالم الإسلامي ] تحقيق‏:‏ريـاض توفيـق

في قلب مصر الاسلامية كنوز من العمائر تخفي أسرارا وحقائق ورموزا روحية والهية مذهلة تكشف ملامح فنون من عشق البشر للذات الالهية‏..‏
في شارع السيوفية خلف مسجد السلطان حسن تقبع تحفة أثرية مذهلة اسمها السمع خانة أو المولوية‏..‏ هذه التحفة الأثرية النادرة تكاد تكون الوحيدة الباقية الآن والتي مازالت تمارس دورها من‏72‏ تكية مولوية كانت تنتشر في العالم الاسلامي والتي كانت تشهد فنونا وطقوسا لها رمزيتها في خلاص الروح من الزيف الدنيوي وصولا الي السمو لتحقيق الوصال مع الخالق عز وجل‏.‏
والرحلة داخل المولوية أو السمع خانة هي أقرب من الخيال الساحر الأخاذ في فنون العشق الالهي‏..‏ حيث يدور الانسان داخل المولوية‏..‏ ويدور ويدور حتي يصل لحالة من الذهول ويبكي حزنا والما فيما يعرف بالرقص الدائري لمدة ساعات يدور الراقصون فيها حول مركز الدائرة التي يقف بينها مرشد روحي ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقي بنفوسهم الي حالة من الصفاء الروحي ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم الي الوجود الالهي‏.‏
حكاية مبني نادر
ويحكي التاريخ قصة بناء هذا المبني الساحر في قلب مصر الاسلامية بعد أن بدأت طريقة الدراويش المولوية التي يطلق عليها العامة الدوارة في مدينة قونية التركية في القرن الثالث عشر والتي ترجع الي تعاليم الشاعر الفيلسوف جلال الدين الرومي وشهد عام‏1491‏ م تسجيل‏72‏ تكية مولوية في العالم الاسلامي عقب الفتح العثماني انتشرت الطريقة في دول العالم الاسلامي وفي عام‏1596‏ م أقيمت التكية المولوية في القاهرة وكان اتباعها يعتزلون الحياة تقربا الي الله ويعيشون في التكايا وقد أقيمت قاعة السمع خانة في مصر في القرن الثامن عشر وأعيد ترميمها عام‏1987‏ وهي القاعة الوحيدة الآن في العالم التي مازالت تؤدي دورها الروحاني بعد القيود التي فرضتها الثورة العلمانية بقيادة كمال أتا تورك في تركيا لوقف نشاط هذه الطريقة‏.‏
تطهير الروح
ويعرف الرقص الصوفي باسم السمع وهو من الطقوس الروحانية بتطهير الروح وزيادة الشوق الي الخالق‏..‏ فهي رحلة صوفية يرتقي فيها الانسان روحانيا ويتخلي عن حب الذات حتي يصل الي الخالق عز وجل ثم يعود من رحلته الروحانية وقد أصبح قادرا علي الحب والانسجام مع العالم بأكمله‏..‏ وتصحبها انغام الموسيقي الصوفية الني يلعب فيها الناي دورا رئيسيا مع الدفوف
السمع خانة
وتقع مجرة السمع‏..‏ في وسط التكية وتتكون من شكل دائري مؤثث من الخشب اللامع ينفصل عنها درابزين مخصص للحضور الذين يأتون لمشاهدة طقوس الذكر والرقص والانشاد ويتوسطها محراب في اتجاه القبله ويمر في منتصفها خط افتراضي يقسمها شطرين ويرمز الي العالمين المعلوم والمجهول ويأخذ الدراويش أماكنهم حول محيط الدائرة والشيخ امام المحراب ويتحرك الدراويش مع الموسيقي وتنقسم دائرة الراقصين الي نصفين يمثل أحدهما انغماس الروح في المادة‏..‏ والآحري الي صعود الروح الي بارئها ويمثل دوران الشيخ حول مركز الدائرة الشمس وشعاعها وحركة الدراويش ترمز الي القانوني الكوني فهم يدورون مع دورات كوكب الارض حول الشمس‏..‏ ويلعب الناس دورا مهما في الطقوس وكان الرومي يري فيه وسيلة للجذب الالهي ويعتبره اكثر الالات ارتباطا بعازفه ويشبه صوته بأنين الانسان وحنينه الي الرجوع الي أصله السماوي‏.‏
وتنعكس هذه الرحلة علي ملابس الصوفي حيث ترمز العباءة السوداء الي الجسد الذي يمنع الروح من التحليق ورؤية نور الله‏..‏ وعندما يخلع الدرويش عباءته السوداء تظهر من تحتها ملابس بيضاء وتعبر عن النقاء والنور وتحرر الروح من الجسد‏..‏ وتمثل الطاقية شاهد القبر وترمز الي موت الذات وبدء الرحلة الي الله
أبواب الجنة‏..‏ وحملة العرش
وتزخر قاعة السمع خانة المصرية بالرموز الدينية والهندسية وتعتبر العناصر الاساسية فيها القبة والقاعة الداخلية المخصصة لطقوس السمع‏..‏ ويعبر الشكل المكعب للمبني عن الكعبة وترمز القبة للأرض‏..‏ وتعبر رسومات الطيور علي سقف القبة من الداخل عن تحرر الروح من قيد الحياة الحسية‏..‏ وتزين الجدران من الداخل رسوم لنباتات وآيات قرآنية وأبيات من الشعر ولوحة زيتية كتبها الشيخ عبد العزيز الرفاعي وكان يعرف بأمير الخطاطين عام‏1922‏ كتب عليها ياحضرت مولانا كما توجد نسخة من قصيدة المثنوي التي كتبها جلال الدين الرومي في المتحف الملحق بالتكية‏..‏ وترتكز قاعة السمع خانه علي‏12‏ عمودا كتب عليها اسماء الأئمة الاثني عشر حسب المذهب الشيعي‏..‏ وثمانية شبابيك وثماني وحدات زخرفية حيث أبواب الجنة ثمانية وكذلك حملة العرش الالهي‏.‏
وتحكي سيرة هذه التحفة المعمارية الساحرة أنه قد أقيم بداخلها المؤتمر الاول للموسيقي العربية في القاهرة عام‏1928‏ وظلت القاعة تؤدي دورها حتي عام‏1952‏ حيث تمت تصفية التكايا في مصر وكادت تضيع هذه الثروة التراثية النادرة لولا تدخل عالم الآثار المصري دكتور حجاج ابراهيم حيث نجح في نقل المسنين من التكية الي مكان آخر‏..‏ وبدأت عمليات ترميمها بالتعاون بين المجلس الاعلي للآثار والمركز الايطالي المصري وشهدت عام‏1988‏ أول حفل بعد الترميم أعقبه حفل آخر اقيم سنة‏1992‏ أحياه الدراويش الاتراك‏.‏
وتضم التكية المولوية ضريح سيدي حسن صدقه رفيق السيد البدوي ويميزه هلال ذو شكل غير مألوف يعلو مئذنته إذ تأخذ شكل غطاء رأس الدراويش وأيضا قصر قوصون ومدرسة سنقر السعدي ومأوي للأرامل والايتام‏.‏