Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

إنتشار السلام بين الكنائس الشرقية فى الإمبراطورية البيزنطية

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

 

إنتشار السلام فى الإمبراطورية البيزنطية

وهيأ الرب الظروف حيث جلس على عرش الإمبراطورية الأمبراطور أناستاسيوس الذى كان منفياً فى مصر وعرف وفهم كل الخلافات الدينية ومدى تدين المصريين ويعتقد أنه أحيط علما بمقررات مجمع خلكيدونية والإنقسامات التى أحدثها ، فعمل مع البابا المصرى على إعادة السلام فى ربوع شرق الإمبراطورية عموماً وفى مصر خاصة

سياسة القيصر الإمبراطور أناستاسيوس

بعد أن أعتلى الإمبراطور العرش حتى أرسل أسقف روما مندوبان يحملان رسالة ، تضمنت هذه الراسلة تهنئته بالعرش وما كتب رجاؤه أن ينشر مرسوماً يلغى وينسخ وينقض منشور زينون " أساس الوحدة " "الهنوتيكون" بحجة أن المنشور الجديد سيعيد كنيسة الإسكندرية إلى الشركة مع الكنيسة الغربية ولما وصلت هذه الرسالة لم يحب ان يتدخل فى العلاقات الكنسية فرأى الإمبراطور أن يجمع بين المندوبين الغربيين وبين سفراء البطريرك المصرى أثناسيوس الثانى فى القسطنطينية العاصمة الشرقية ، وعرب البطريرك المصرى بفحوى هذه الرسالة فزود سفرائه بمذكرة تفصيلية تضمنت وجهة نظر الكنيسة المصرية فى العقيدة ، وأوضح البابا المصرى أن الباعث على إنشقاق الكنيسة هو طومس لاون الذى جعل من المسيح الواحد مسيحين منفصلين ، وقد حرم فى المذكرة نفسها كل من نسطور وأوطيخا .

ولم يريد الغربيون مناقشة عقيدتهم مع المصريين والوصول لحل ولكنهم كانوا يريدون أن يجبروهم بمجامع أو بالأباطرة ، وكان الغربيون يعرفون تماماً أن المصريين لن يعترفوا بمجمع خلكيدونية الذى لعنوه مراراً وتكراراً ، إذ جدد حرمة كل باباوات الإسكندرية الذين تعاقبوا بعد الأنبا ديسقوروس على السدة المرقسية (1)  ورفض الإمبراطور أناستاسيوس طلب أسقف روما ولم يصدر منشوراً ينقض منشور افمبراطور زينو إذ لم يجد أن إصدار منشور مثل هذا من مبرر . 

وكانت سياسة الأمبراطور أنستاسيوس ألا يدع أحداً يدخل فى مناقشات دينية وأنه ينبغى أن تترك الحرية لكل إنسان فى إختيار أى مذهب أو دين أو عقيدة يختارها وأن تتبع البلاد إعتقاد أسقفها ، وأن يكف هؤلاء الرؤساء عن محاكمة ومطاردة كل من يخالف عقيدتهم ، وقد قال احد المؤرخين أنه  ولما رأى بعض الأساقفة ميالين لكى يكدروا صفو الكنيسة مرة أخرى أصدر الأوامر بإبدالهم أو نقلهم إلى أماكن نائية حتى لا يعودون يبثوا الفرقة والخلاف لغاية فى نفوسهم ولكى يحرمون من يقر أو لا يقر بمقررات مجمع خلقيدونية وقلت الإنقسامات والتحزبات فى أنحاء الإمبراطورية فترك الإمبراطور الحرية لكل فريق ليعيش وفق عقيدته التى يدين لها بالولاء (2) ،  ساد روح السلام على الكنائس الشرقية بأسرها وخاصة الأربعة كنائس الرسولية الكبرى وهم : الإسكندرية والقسطنطينية وأورشليم وانطاكية  إلا الكنيسة الكاثوليكية فى الغرب اللذان لم يختلفا مع الأحياء بل مع الموتى أيضاً حيث أنهما طلبا شطب البابا ديسقوروس وبطريرك القسطنطينية الذى إتحد مع بطرس بطريرك الإسكندرية من قائمة الأساقفة ،  ثم حدثت قلاقل وإضطرابات فى أنحاء الإمبراطورية البيزنطية ماعدا مصر حتى فى القسطنطينية نفسها حيث تعدى الرعاع على الأمبراطور وأهانوه فتهددهم بالتنازل عن العرش وإلقاء الحكم على غاربها فتحدث فوضى لا تحمد عقباها إذا هم لم يرجعوا عن إهانتهم ومضايقتهم له ، إلا أنه حدث أن تفشى فى مصر مرض غريب قيل أنه نوع من الجنون أصاب الأهالى على إختلاف أعنارعن وجنسياتهم فكان المصاب يطوف فى الشوارع وهو ينبح ويسهل كالكلب إلى أن يفقد النطق ويعتريه الصمم ، وقال بعضهم أنه مرض الكلب وقال ىخرون أنه نوع من الصرع المعدى !!    

إستمرار الشركة بين الإسكندرية والقسطنطينية

إستمر الإتحاد الذى عقدة بطريرك الإسكندرية مع أكاكيوس بطريرك القسطنطينية وفى عصر البابا المصرى البابا أثناسيوس الثانى البطريرك كانت الكنيسة متحدة فى الإيمان بعقيدة الكنيسة المصرية "الطبيعة واحدة للكلمة المتجسد" ولكن حدث أن توفى أكاكيوس أسقف القسطنطينية بطريرك العاصمة وكان الذى بعده أسمه أفراويطاوس وكان مستقيمى الإيمان ولم تطل حياته فخلفه أوفيميوس الذى مال فى آراءه لمجمع خلقيدونية وتحزب ضد الأرثوذكسيين فى القسطنطينية العاصمة فعقد ضده مجمع وأسقطه وحرمه وعزله ونفاه الإمبراطور وأقيم بدله مكدونيوس  

هيروكليس الفيلسوف القبطى الوثنى والطبيب أتيوس

وذاق المسيحيين طعم السلام بين كنائسهم كما ذاق الوثنيين طعم الراحة والسلام أيضاً (2) ، ومنهم هيروكليس ومما يذكر أن مشاهير فلاسفة الأقباط الوثنيين مرارة الإضطهاد والعذاب لأجل أفكاره حتى جلدوه أمام الأهالى فى شوارع القسطنطينية فى أوائل القرن الخامس ، وقد تمتع بأيام السلم وعاد إلى وطنه وهو يشكر على نعمة العدل والمساواة التى مرت فيها البلاد .

وكان هيروكليس هذا ضمن العلماء الذين بذلوا جهوداً شاقة ليوفقوا الفلسفة فى الوثنية والديانة المسيحية وأن يطابق بين آداب وتعاليم تلك بهذه ، ولا تزال بعض مؤلفاته باقية حتى يومنا هذا ولم تدرس كتاباته دراسة كافية لأنه بدراستها يمكن أن تغطى فترة نمو العقيدة المسيحية .

أما باقى الكتاب والمؤلفين لا يوجد من يستحق الكتابة عنه إلا أتيوس الطبيب وهو طبيب قبطى بارع ولد فى أنطاكية وتربى فى الإسكندرية وأعتنق مذهب آريوس وتطرف فى التحيز له ، والذى يراجع تاريخ هذا الطبيب المشهور يكتشف أنه كان وثنى وعندما إعتنق المسيحية هرطق فيها ، وقد كتب هذا الطبيب كتاباً كله أموراً لا يصدقها عقل وقد كتب فى مقدمته بعض العبارات التى تبين مقدار اهمية الطبيب فى ذلك العصر ، وكذلك مدى سطوته وكثرة اصدقائة ، وكان أتيوس هذا يعتقد أنه توجد منافع عديدة لمياة النيل وفيه شفاء للناس ، ويزعم أن حجر اليشب إذا وضعه الإنسان فى خاتم ولبسه فى أصبعة أثر مزاجه تأثير حسناً .     

نياحة البابا أثناسيوس الثانى

وجلس البابا أثناسيوس الثانى البطريرك الـ 28 على كرسى مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية 6 سنوات و 9 أشهر و 21 يوما كانت كلها خالية من الإضطرابات والخلافات وكانت الكنيسة سالمة وكانت كلمة الرب تنمو وتزداد وكان هو البطيريرك الوحيد على كل أرض مصر وتنيح فى 20 توت 213 ش   التى توافق 17 سبتمبر 496م

بركة هذا البابا تكون معى ومعكم يا آبائى وأخوتى وابنائى آمين

*********************************

مـــــــــــــــــراجع

(1) تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 58 

(2)  تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 53

(3) مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م المجلد الأول جـ 2 ص 73 - 77
 

This site was last updated 12/21/11