الفنان العظيم نجيب الريحانى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

نجيب الريحانى رائد من رواد الفن المسرح المصرى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
جورج أبيض
فاطمة رشدى
نجيب الريحانى
نجيب الريحانى
يوسف وهبى

 

جريدة الأهرام 26/7/2008م السنة 132 العدد 44427 عن مقالة بعنوان [ صباح الخير أيها الفن - سي عمر‏..‏ تعظيم سلام [ تحقيق : عـزت السـعدني
في أوقات السأم والزهق وما أكثرها‏..‏ وفي أوقات الشعور بأنك تحمل فوق صدرك كل أحجار الهرم الأكبر‏.‏ أحاول أن أزيح من فوق أنفاسي أكثر من مليوني حجر‏..‏ بإخراج شريط فيديو لفيلم لنجيب الريحاني‏..‏ وأتفرج عليه وحدي حتي ساعات الليل الأخيرة‏..‏
وأظل أضحك وأتأمل وأتفرج علي بدع وإبداع هذا الفنان المصري العظيم‏..‏ وعبقرية هذا الزمن الجميل‏..‏ حتي يفاجئني النوم مع كلمة النهاية‏!‏
ولقد قدم الريحاني واحدا من أعظم الأدوار السينمائية في فيلم غزل البنات‏..‏ وهو دور المدرس الفقير العدمان الذي وقع في حب بنت الباشا ليلي مراد‏..‏ ولعل المشهد الذي كان يمكن أن ينال عنه جائزة الأوسكار لو دخل المسابقة في هوليوود‏..‏ هو مشهده والدموع تنساب من عينيه كنهر لايتوقف‏..‏ عندما قال يوسف وهبي لليلي مراد بنت الباشا‏:‏ الراجل ده بيحبك‏!‏ وردت عليه هي‏:‏ هو أنا كنت اتعميت عشان أحب واحد زي ده‏!‏
انكسر الرجل في لحظة‏..‏ ولم يجد غير دموعه جوابا‏!‏
وبكل أسف لم يلحق نجيب الريحاني عصر التليفزيون‏..‏ فقد رحل عن عالمنا قبل ظهوره بإثني عشر عاما‏..‏ ولم يترك لنا إلا أفلامه الستة‏:‏ سي عمر‏,‏ أحمر شفايف‏,‏ أبوحلموس‏,‏ سلامة في خير‏,‏ لعبة الست‏,‏ غزل البنات وهو آخر أفلامه‏.‏ وتسجيل إذاعي يتيم بصوته في إحدي مسرحياته‏..‏ لا أحد يعرف أين ذهب؟
أما مسرحياته فقد سجلها التليفزيون ـ وحسنا فعل ـ ولكن بعد رحيله بممثلين عظام‏..‏ وقام بدور الريحاني فيها‏:‏ المبدع عادل خيري ـ وهو أحسن من قام بدوره ـ وهو قمة في الفكاهة الراقية دون ابتذال ودون انفعال‏..‏ وللأسف اختطفه الموت وهو في قمة نجاحه وشبابه بمرض في الكبد كان يتطلب نقل كبد له‏..‏ وهي عملية لم تكن معروفة طبيا علي أيامه‏!‏
وأشهر هذه المسرحيات‏:‏ إلا خمسة‏,30‏ يوم في السجن‏,‏ الستات ما يعرفوش يكدبوا‏,‏ لو كنت حليوة‏,‏ حسن ومرقص وكوهين‏,‏ السكرتير الفني‏..‏
‏واحد مكرونة من أم ثمانية صاغ‏!‏
وسر عظمة الريحاني وعبقريته الفذة في رأي النقاد الكبار أنه كان يضحك الناس وهو لا يضحك أبدا‏..‏ وكان قمة فنه الكوميدي هو فن المواقف لا الكلمات ولا القفشات ولا هستيريا السباب المتبادل أو الردح العلني الذي يستخدم فيه الممثلون هذه الأيام الذين يطلقون علي أنفسهم كذبا وافتراء لقب الكوميديان‏..‏ كل قاموس الشتائم والبذاءات والتلميحات الجنسية الفجة‏!‏
‏**‏ ففي فيلم أحمر شفايف‏..‏ بعد أن فقد الريحاني وظيفته وبيته وهجرته زوجته وافتقد ابنه وابنته‏..‏ دخل مطعما وكان كل ما يملكه في جيبه عشرة قروش‏,‏ وهي تساوي بأسعار هذه الأيام عشرة جنيهات‏..‏ وأخذ يقرأ قائمة الطعام بحثا عن أرخص طبق حتي وجد مكرونة باللحم المفروم بـ‏8‏ قروش‏..‏ فقال للجرسون‏:‏ واحد مكرونة من أم ثمانية صاغ‏..‏ سامع من أم ثمانية صاغ‏!‏
ولكن القروش العشرة سقطت من جيبه‏..‏ ولم يجد من طريقة إلا أن يدعي أنه جرسون وراح يأخذ الحساب من الزبائن‏..‏ وتنبه سفرجية المطعم وطاردوه في الشارع‏..‏ فما كان منه إلا أن دخل في جنازة ميت وحمل النعش مع أقارب الميت‏..‏ وضحك الجرسونات إعجابا لطريقته في الخلاص من المطب‏!‏
‏*‏ أما في فيلم لعبة الست‏..‏ فقد أعجبني مشهدان اثنان لم يكن الريحاني طرفا فيهما‏..‏ وهذا سر عظمة الريحاني لم يكن يحتكر البطولة وكل مشاهد الفيلم‏!‏
الأول‏:‏ عندما قال بشارة واكيم الثري اللبناني الذي كان يريد الزواج من النجمة فاتينتزا التي قامت بدورها تحية كاريوكا وهو لايعرف أنها متزوجة‏..‏ وعندما علم قال كلمته المشهورة‏:‏ الست اللي تفرط في جوزها الأولاني‏..‏ تفرط برضه في جوزها الثاني‏..‏ احنا ناس نعرف معني الشرف‏!‏
والثاني‏:‏ عندما اعترفت تحية كاريوكا بغلطتها وندمت عليها وقالت للريحاني جملتها المشهورة في آخر مشهد من الفيلم‏:‏ ملعونة الست اللي تفرط في جوزها اللي بيحبها‏!‏
‏*‏ وفي فيلم سي عمر‏..‏ كان آخر مشهد هو مشهد القمة والحبكة الدراماتيكية التي لاتتكرر‏..‏ في فيلم عمره السينمائي ستون عاما بالتمام والكمال‏..‏ عندما قام الريحاني بدورين‏:‏ دور عمر الألفي الثري القادم من الهند‏,‏ وجابر شهاب الدين الكاتب الغلبان في عزبة الألفي بالبطالحة‏..‏ وتقع مفارقات مضحكة في عدد من المشاهد الكوميدية الرائعة‏..‏
حتي ينكشف أمر الكاتب البسيط الذي يدعي أنه عمر بك‏..‏ وتجيء الشرطة وتمسك به‏..‏ ويطارده كل من في الحفلة‏:‏ ياللا بسرعة عا السجن‏!..‏
ليجد أمامه السجن في النهاية ممثلا في زوزو شكيب وبملابس العرس‏..‏ ليجلس إلي جوارها مبتسما قائلا‏:‏ هو ده السجن‏..‏ دا سجن لذيذ قوي‏..‏ مؤبد‏!‏
بعدها تنزل كلمة النهاية‏!‏
‏جتك نيلة في نحسك‏!‏
‏*‏ أما قمة المأساة والملهاة معا‏..‏ فأنت تشاهدها في آخر مشاهد فيلم أبوحلموس‏..‏ نجيب الريحاني الموظف الصغير في دائرة الأزميرلي‏..‏ عندما يكتشف عباس فارس ناظر الدايرة أن ورقة اليانصيب التي كسبت ستين ألف جنيه ـ يعني نحو ستة ملايين جنيه بأسعار هذه الأيام ـ قد أخذها الموظف الكحيان‏..‏ فيبدأ مسلسل الدلع والتدليل له بعد أن أصبح صاحب ثروة طائلة‏..‏ ولكنه يعلن للجميع أنه باع الورقة لموظف آخر في دائرة أخري هو شرفنطح‏..‏ وبعد مفارقات ومطاردات لمن معه الورقة المحظوظة‏..‏ يعيد شرفنطح الورقة لنجيب الريحاني ويأخذ النص ريال الذي دفعه ثمنا لها‏.‏
قمة الإثارة في الجملة التي قالها استيفان روستي بائع اليانصيب عندما سأله عن الورقة التي معه‏..‏ قال له شرفنطح‏:‏ أنا رجعتها له وأخذت النص ريال بتاعي‏..‏ هو أنا مغفل‏!‏
قال استيفان روستي له جملته الشهيرة‏:‏ جتك نيلة في نحسك‏!‏
‏*‏ تبقي اللمسات الفنية السابقة لعصرها والتي نفتقدها في أفلام ومسرحيات هذه الأيام التي تعيش علي التهريج الرخيص والرقص الرخيص والفن الرخيص‏..‏
ففي فيلم سي عمر عندما دخل عبدالفتاح القصري ـ ذلك الكوميديان الذي لا يتكرر ـ وقد تقمص شخصية ساطور فتوة الكباريهات والبارات‏..‏ ومعه الريحاني إلي أحد البارات وقال له ساطور‏:‏ تعالي نقعد نتكلم في حتة هادية‏..‏ لنفاجأ بالضرب والتكسير ومحمد الكحلاوي يغني علي العود‏:‏ حلوين ومسمسمين‏!‏
‏*‏ حتي اللوكاندة التي بات فيها نجيب الريحاني ليلته الأولي في القاهرة كان اسمها لوكاندة نوم العوافي لصاحبها عبدالشافي
شوف الظرف اللذيذ‏..‏ دون افتعال أو زعيق أو تجرمة‏!‏
ولكن من عجائب الأقدار‏..‏ أن نجيب الريحاني ـ الذي لم يحب في حياته إلا بديعة مصابني التي تزوجها‏..‏ وهي صاحبة ملهي بديعة الشهير في الكيت كات في إمبابة ـ تنبأ بموته في فيلم غزل البنات عندما غني مع ليلي مراد‏:‏ حاسس بمصيبة جاياللي
ترد ليلي مراد‏:‏ يا لطيف‏..‏ يا لطيف‏!‏
وقد مات‏..‏ مات وحيدا بلا زوجة وبلا ولد‏..‏ ولكن ترك وراءه فنا عظيما مازال يضحكنا ويبكينا حتي كتابة هذه السطور‏!‏
‏***************

‏عاما‏ ‏علي‏ ‏رحيل‏ ‏الريحاني
الفيلسوف‏ ‏الساخر‏..‏كشكش‏ ‏بيه

جريدة وطنى  32/5/2009م السنة 51  العدد 2475  إعداد‏-‏ميلاد‏ ‏حنا‏ ‏ذكي- الشريف‏ ‏منجود
البسمة‏ ‏الحانية‏..‏والدمعة‏ ‏الساخنة‏.‏أبكانا‏ ‏وأضحكنا‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏.‏رغم‏ ‏تعاسة‏ ‏وشقاء‏ ‏حياته‏ ‏استطاع‏ ‏أن‏ ‏يدخل‏ ‏البهجة‏ ‏والسرور‏ ‏لقلوبنا‏..‏وهكذا‏ ‏صنعت‏ ‏منه‏ ‏مآسي‏ ‏الحياة‏ ‏فيلسوفا‏ ‏ساخرا‏ ‏ناقدا‏ ‏لأوضاع‏ ‏المجتمع‏..‏هو‏ ‏شارلي‏ ‏شابلن‏ ‏الشرق‏ ‏وكشكش‏ ‏بيه‏ ‏الفنان‏ ‏نجيب‏ ‏الريحاني‏.‏
ولد‏ ‏نجيب‏ ‏أبو‏ ‏ألياس‏ ‏ريحان‏ ‏عام‏ 1892,‏بدرب‏ ‏مصطفي‏ ‏بباب‏ ‏الشعرية‏ .‏أبوه‏ ‏ينحدر‏ ‏من‏ ‏بلدة‏ ‏ريحان‏ ‏بالعراق‏ ‏وأمه‏ ‏لطيفة‏ ‏مصرية‏ ‏من‏ ‏صعيد‏ ‏مصر‏ ‏وكان‏ ‏ترتيبه‏ ‏الثاني‏ ‏بين‏ ‏إخوته‏ ‏الثلاثة‏.‏كان‏ ‏يعمل‏ ‏والده‏ ‏بالتجارةوقيل‏ ‏إنه‏ ‏اشتري‏ ‏مصنع‏ ‏جبس‏ ‏بباب‏ ‏البحر‏,‏ورأي‏ ‏آخر‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يعمل‏ ‏بتجارة‏ ‏الخيولإلا‏ ‏أن‏ ‏مذكرات‏ ‏الريحان‏ ‏لم‏ ‏تشر‏ ‏إلي‏ ‏أي‏ ‏شيء‏ ‏عن‏ ‏والده‏.‏
ألحقه‏ ‏والده‏ ‏بمدرسة‏ ‏الفرير‏ ‏بالخرنفش‏ ‏لتعلم‏ ‏اللغة‏ ‏الفرنسية‏,‏مستمعا‏ ‏إلي‏ ‏نصيحة‏ ‏صديق‏ ‏له‏ ‏بأن‏ ‏اللغات‏ ‏تساعد‏ ‏علي‏ ‏الالتحاق‏ ‏بالوظائف‏.‏فأتقن‏ ‏اللغة‏ ‏الفرنسية‏ ‏وكانت‏ ‏أحد‏ ‏أسباب‏ ‏شهرته‏,‏حيث‏ ‏قام‏ ‏بترجمة‏ ‏معظم‏ ‏أعمال‏ ‏الأديب‏ ‏الفرنسي‏ ‏الساخر‏ ‏موليير‏,‏التي‏ ‏أثرت‏ ‏علي‏ ‏شخصية‏ ‏الريحاني‏ ‏بشكل‏ ‏كبير‏-‏وكبر‏ ‏الأولاد‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏ميسورة‏ ‏وفرها‏ ‏لهم‏ ‏الأب‏ ‏كان‏ ‏نجيب‏ ‏علي‏ ‏أعتاب‏ ‏نهائي‏ ‏البكالوريا‏ ‏ولكنه‏ ‏تركها‏ ‏بوفاة‏ ‏أبيه‏.‏فقد‏ ‏أوصي‏ ‏إلياس‏ ‏بكل‏ ‏مايملك‏ ‏لشقيقته‏ ‏وابنتها‏,‏تاركا‏ ‏زوجته‏ ‏وأولاده‏ ‏بدون‏ ‏مورد‏ .‏وأغلب‏ ‏الظن‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الحادث‏ ‏ترك‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏نجيب‏ ‏مرارة‏.‏حتي‏ ‏أنه‏ ‏حينما‏ ‏كتب‏ ‏مذكراته‏ ‏لم‏ ‏يشر‏ ‏إلي‏ ‏والده‏.‏
بدأ‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏وظيفة‏ ‏حتي‏ ‏التحق‏ ‏بوظيفة‏ ‏كاتب‏ ‏حسابات‏ ‏في‏ ‏البنك‏ ‏الزراعي‏,‏والتقي‏ ‏هناك‏ ‏بالفنان‏ ‏عزيز‏ ‏عيد‏..‏وكان‏ ‏عيد‏ ‏أنهي‏ ‏دراسته‏ ‏في‏ ‏جامعة‏ ‏لبنان‏ ‏وشاهد‏ ‏الفن‏ ‏في‏ ‏المسرح‏ ‏الفرنسي‏ ‏علاوة‏ ‏علي‏ ‏أفكاره‏ ‏المتقدمة‏ ‏فكان‏ ‏معروفا‏ ‏في‏ ‏الأوساط‏ ‏الفنية‏ ‏في‏ ‏مصر‏,‏وبسبب‏ ‏ميل‏ ‏نجيب‏ ‏الفطري‏ ‏إلي‏ ‏الفن‏ ‏وجد‏ ‏ضالته‏ ‏المنشودة‏ ‏في‏ ‏زميله‏ ‏عزيز‏ ‏عيد‏ ‏وانضم‏ ‏إلي‏ ‏فرقته‏ ‏واستيقظ‏ ‏الفن‏ ‏في‏ ‏عروقه‏ ‏وتفتحت‏ ‏الموهبة‏. ‏واضطره‏ ‏هذا‏ ‏إلي‏ ‏السهر‏ ‏والتأخر‏ ‏في‏ ‏النوم‏,‏والغياب‏ ‏عن‏ ‏العمل‏,‏وكانت‏ ‏النتيجة‏ ‏أنه‏ ‏تم‏ ‏فصله‏ ‏من‏ ‏البنك‏.‏
أما‏ ‏المسرح‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏فكان‏ ‏متأخرا‏ ‏وأصحاب‏ ‏الفرق‏ ‏معظمهم‏ ‏من‏ ‏الشام‏ ‏مثل‏ ‏إسكندر‏ ‏فرح‏ ‏وإخوان‏ ‏عطا‏ ‏الله‏ ‏وقردامي‏ ‏وغيرهم‏,‏يمثلون‏ ‏روايات‏ ‏مترجمة‏ ‏منقولة‏ ‏بعيدة‏ ‏عن‏ ‏الدعامة‏ ‏الفنية‏ ‏أقرب‏ ‏إلي‏ ‏الخطابة‏.‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏لجو‏ ‏الفقير‏ ‏فنيا‏ ‏عمل‏ ‏عزيز‏ ‏عيد‏ ‏علي‏ ‏تغيير‏ ‏تلك‏ ‏المفاهيم‏.‏أما‏ ‏الريحاني‏ ‏كان‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏حل‏ ‏لما‏ ‏هو‏ ‏فيه‏ ‏فالتحق‏ ‏بفرقة‏ ‏سليم‏ ‏عطا‏ ‏الله‏ ‏ولكن‏ ‏تم‏ ‏الاستغناء‏ ‏عنه‏ ‏وأصابه‏ ‏الذهول‏ ‏متسائلا‏:‏هل‏ ‏إجادة‏ ‏الفنان‏ ‏لدوره‏ ‏ونجاحه‏ ‏يعتبر‏ ‏جريمة‏ ‏عند‏ ‏البعض‏ ‏يعاقب‏ ‏عليها؟‏.‏وقرر‏ ‏ترك‏ ‏الفن‏ ‏فعينه‏ ‏خاله‏ ‏موظفا‏ ‏بشركة‏ ‏السكر‏ ‏بنجع‏ ‏حمادي‏ ‏بالصعيد‏.‏ولكنه‏ ‏لم‏ ‏يستمر‏ ‏طويلا‏ ‏بسبب‏ ‏تعلق‏ ‏وحب‏ ‏زوجةباشكاتبالشركة‏ ‏به‏.‏فدبر‏ ‏له‏ ‏الباشكاتب‏ ‏مكيدة‏ ‏أطاحت‏ ‏به‏ ‏من‏ ‏العمل‏,‏وعاد‏ ‏مفلسا‏.‏
ومن‏ ‏هنا‏ ‏بدأ‏ ‏مشوار‏ ‏الريحاني‏ ‏الفعلي‏ ‏مع‏ ‏التمثيل‏ ‏لم‏ ‏يجد‏ ‏الريحاني‏ ‏وعزيز‏ ‏عيد‏ ‏سوي‏ ‏مقهي‏ ‏برنتانيا‏-‏وهي‏ ‏بمثابة‏ ‏ناد‏ ‏للفنانين‏ ‏العاطلين‏-‏وكان‏ ‏يملك‏ ‏المقهي‏ ‏رجل‏ ‏يوناني‏ ‏اسمهبركلييحب‏ ‏فن‏ ‏التمثيل‏ ‏وكان‏ ‏يجتمع‏ ‏عنده‏ ‏إستيفان‏ ‏روستي‏ ‏وأمين‏ ‏عطا‏ ‏الله‏ ‏وأمين‏ ‏صدقي‏...‏ساعدهم‏ ‏مسيو‏ ‏بركلي‏ ‏واستأجر‏ ‏لهم‏ ‏مسرح‏ ‏الشانزليزيه‏ ‏بالفجالة‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏مسرحا‏ ‏بالمعني‏ ‏المفهوم‏.‏وإنما‏ ‏أشبه‏ ‏بجراج‏ ‏وحاولوا‏ ‏تجهيزه‏ ‏بقدر‏ ‏المستطاع‏ ‏واجتمعت‏ ‏الفرقة‏ ‏وقررت‏ ‏أغرب‏ ‏قرار‏ ‏في‏ ‏عالم‏ ‏المسارح‏ ‏وهو‏ ‏علي‏ ‏المتفرج‏ ‏إحضار‏ ‏كرسيه‏ ‏معه‏.‏وأنضمت‏ ‏إلي‏ ‏الفرقة‏ ‏روز‏ ‏اليوسف‏.‏
انتعشت‏ ‏حالتهم‏ ‏الاقتصادية‏ ‏بعض‏ ‏الشيء‏ ‏ففكروا‏ ‏في‏ ‏الانتقال‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏آخر‏ ‏هو‏ ‏مسرح‏ ‏بريتانيا‏ ‏مكان‏ ‏سينما‏ ‏كايرو‏ ‏بلاسبشارع‏ ‏عماد‏ ‏الدين‏,‏فكان‏ ‏نقطة‏ ‏تحول‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏نجيب‏ ‏الريحاني‏ ‏وكون‏ ‏فرقة‏ ‏تمثيلية‏ ‏تحمل‏ ‏اسمه‏ ‏وانضم‏ ‏إليه‏ ‏سيد‏ ‏درويش‏ ‏وبديع‏ ‏خيري‏,‏ولم‏ ‏يستمر‏ ‏عمل‏ ‏نجيب‏ ‏مع‏ ‏فرقته‏ ‏طويلا‏ ‏وفشلت‏ ‏التجربة‏ ‏الأولي‏ ‏وعاد‏ ‏إلي‏ ‏مقهي‏ ‏برنتانيا‏ ‏ذات‏ ‏يوم‏ ‏جاءه‏ ‏إستيفان‏ ‏روستي‏ ‏يعرض‏ ‏عليه‏ ‏عملا‏ ‏بمسرح‏ ‏إبي‏ ‏دي‏ ‏روزوعلي‏ ‏هذا‏ ‏المسرح‏ ‏ابتكر‏ ‏شخصية‏ ‏كشكش‏ ‏بيهعمدة‏ ‏كفر‏ ‏البلاص‏ ‏وارتبطت‏ ‏الشخصية‏ ‏باسمه‏.‏ثم‏ ‏عمل‏ ‏علي‏ ‏مسرح‏ ‏رينيسانس‏ ‏بشارع‏ ‏فؤاد‏ ‏الأولشارع‏ 26 ‏يوليو‏ ‏حاليا‏ ‏مكانه‏ ‏محلات‏ ‏شيكوريل‏ ‏سابقا‏.‏
أقترح‏ ‏الخواجة‏ ‏ديمو‏ ‏كونجاس‏ ‏الفرنسي‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏رفض‏ ‏مالك‏ ‏مسرح‏ ‏رينيسانس‏ ‏تجديد‏ ‏العقد‏ ‏للخواجة‏ ‏علي‏ ‏نجيب‏ ‏الريحاني‏ ‏أن‏ ‏يشتركا‏ ‏في‏ ‏بناء‏ ‏مسرح‏ ‏فاشتريا‏ ‏مقهي‏ ‏بشارع‏ ‏عماد‏ ‏الدين‏ ‏مجاورا‏ ‏لسينما‏ ‏ستديو‏ ‏مصر‏ ‏سينما‏ ‏ريتسي‏ ‏حالياوقام‏ ‏بهدم‏ ‏المقهي‏ ‏لإقامة‏ ‏المسرح‏ ‏في‏ ‏شارع‏ ‏عماد‏ ‏الدين‏ ‏وأطلق‏ ‏عليه‏ ‏مسرح‏ ‏الإجيبيسيانة‏-‏الذي‏ ‏أصبح‏ ‏يحمل‏ ‏اسمه‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏-‏وكانت‏ ‏أول‏ ‏مسرحية‏ ‏تقدم‏ ‏عليه‏ ‏هيحمار‏ ‏وحلاوةوكانت‏ ‏نقطة‏ ‏تحول‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏المسرح‏ ‏الاستعراضي‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏والعالم‏ ‏العربي‏ ‏حيث‏ ‏استعان‏ ‏براقصات‏ ‏استعراض‏ ‏أجنبيات‏ .‏
ورغم‏ ‏ما‏ ‏حققه‏ ‏الريحاني‏ ‏من‏ ‏نجاح‏ ‏وشهرة‏ ‏لكن‏ ‏حياته‏ ‏لم‏ ‏تخل‏ ‏من‏ ‏الهموم‏ ‏والأحزان‏,‏ومن‏ ‏بينها‏ ‏الانهيار‏ ‏الذي‏ ‏حققته‏ ‏أسعار‏ ‏العملات‏ ‏الأجنبية‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏اشتري‏ ‏الريحاني‏ ‏بكل‏ ‏أمواله‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏العملات‏ ‏وتعرض‏ ‏لانهيار‏ ‏مالي‏ ‏أثر‏ ‏علي‏ ‏معنوياته‏.‏
أضف‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏أنه‏ ‏أفترق‏ ‏عن‏ ‏محبوبته‏ ‏ومعشوقته‏ ‏بوسي‏ ‏التي‏ ‏وقفت‏ ‏إلي‏ ‏جانبه‏,‏لكن‏ ‏أم‏ ‏الكوارث‏ ‏التي‏ ‏واجهت‏ ‏الريحاني‏ ‏عندما‏ ‏سافر‏ ‏إلي‏ ‏سورية‏ ‏ولبنان‏ ‏طمعا‏ ‏في‏ ‏تحسين‏ ‏أحواله‏ ‏لكنه‏ ‏صدم‏ ‏بالإقبال‏ ‏الضعيف‏ ‏علي‏ ‏مسرحه‏ ‏والسبب‏ ‏أن‏ ‏أمين‏ ‏عطا‏ ‏الله‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يعمل‏ ‏معه‏ ‏في‏ ‏القاهرة‏ ‏سرق‏ ‏رواياته‏ ‏وألحانه‏ ‏وشخصية‏ ‏كشكش‏ ‏بيه‏,‏ليقوم‏ ‏بتمثيلها‏ ‏في‏ ‏بلده‏ ‏سورية‏ ‏واستطاع‏ ‏أن‏ ‏يوهم‏ ‏الناس‏ ‏أن‏ ‏الريحاني‏ ‏اقتبس‏ ‏منه‏ ‏شخصية‏ ‏كشكش‏ ‏بيه‏ ‏وهو‏ ‏التقليد‏ ‏بينما‏ ‏هو‏-‏أمين‏ ‏عطا‏ ‏الله‏- ‏الأصل‏ .‏
ولكن‏ ‏سرعان‏ ‏ما‏ ‏ظهر‏ ‏الأمل‏ ‏عندما‏ ‏قابل‏ ‏الفتاة‏ ‏الحسناء‏ ‏التي‏ ‏قابلته‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏وهي‏ ‏بديعة‏ ‏مصابني‏ .‏وعاد‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏ومعه‏ ‏بديعة‏ ‏التي‏ ‏أحبته‏ ‏واشتركت‏ ‏أمامه‏ ‏في‏ ‏بطولة‏ ‏مسرحياته‏.‏وقرر‏ ‏الريحاني‏ ‏السفر‏ ‏ليقدم‏ ‏عروضا‏ ‏للجالية‏ ‏العربية‏ ‏في‏ ‏البرازيل‏ ‏وعرض‏ ‏الأمر‏ ‏علي‏ ‏بديعة‏ ‏مشترطة‏ ‏الزواج‏ ‏منه‏,‏فتم‏ ‏الزواج‏ ‏كما‏ ‏اشترطت‏ ‏أن‏ ‏تبقي‏ ‏معها‏ ‏ابنتها‏ ‏بالتبني‏ ‏جوليت‏,‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏يكتبها‏ ‏علي‏ ‏جواز‏ ‏سفره‏ ‏علي‏ ‏أنها‏ ‏ابنته‏ ‏فوافق‏ ‏الريحاني‏ ‏وبدأت‏ ‏الرحلة‏.‏وظهرت‏ ‏بوادر‏ ‏التسلط‏ ‏والرغبة‏ ‏في‏ ‏السيطرة‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏بديعة‏ ‏فقررا‏ ‏إنهاء‏ ‏حياتهما‏ ‏الزوجية‏ ‏وبالفعل‏ ‏طلق‏ ‏الريحاني‏ ‏بديعة‏ ‏قبل‏ ‏وفاته‏ ‏بعامين‏.‏
قام‏ ‏الريحاني‏ ‏وفرقته‏ ‏بجولة‏ ‏إلي‏ ‏تونس‏ ‏والجزائر‏ ‏لتقديم‏ ‏عروضها‏ ‏وبعد‏ ‏غياب‏ 18 ‏شهرا‏ ‏فضل‏ ‏العودة‏ ‏إلي‏ ‏المسرح‏ ‏من‏ ‏جديد‏.‏وقدم‏ ‏عددا‏ ‏من‏ ‏الروايات‏ ‏من‏ ‏تأليف‏ ‏بديع‏ ‏خيري‏-‏وكان‏ ‏رفيق‏ ‏نجيب‏ ‏حتي‏ ‏وفاته‏-‏نجحت‏ ‏نجاحا‏ ‏كبيرا‏ ‏منهاالدنيا‏ ‏لما‏ ‏تضحكالشايب‏ ‏لما‏ ‏يدلع‏.‏حتي‏ ‏آخر‏ ‏مسرحياتهحسن‏ ‏ومرقص‏ ‏وكوهين‏ ‏كانت‏ ‏مسرحياته‏ ‏تعري‏ ‏المجتمع‏ ‏وتفضح‏ ‏مشاكله‏.‏
كان‏ ‏الريحاني‏ ‏ابتعد‏ ‏لفترة‏ ‏عن‏ ‏السينما‏, ‏ثم‏ ‏عاد‏ ‏ليقدم‏ ‏صاحب‏ ‏السعادة‏ ‏كشكش‏ ‏بيهوسلامه‏ ‏في‏ ‏خيرسي‏ ‏عمر‏ ‏ولعبة‏ ‏الستوأحمر‏ ‏شفايفوأبو‏ ‏حلموس‏.‏
توقف‏ ‏لمدة‏ ‏عامين‏ ‏وفي‏ ‏لقاء‏ ‏صنعته‏ ‏الصدفة‏ ‏تقابل‏ ‏الريحاني‏ ‏مع‏ ‏ليلي‏ ‏مراد‏ ‏في‏ ‏مصعد‏ ‏عمارة‏ ‏الإيموبليا‏ ‏التي‏ ‏كانا‏ ‏يسكنا‏ ‏فيها‏ ‏وقال‏ ‏لها‏ ‏يا‏ ‏ست‏ ‏ليلي‏ ‏أنا‏ ‏نفسي‏ ‏أمثل‏ ‏معاك‏ ‏فيلم‏..‏فردت‏ ‏علي‏ ‏الفور‏ ‏وأنا‏ ‏كمان‏,‏تم‏ ‏الاتفاق‏ ‏وانضم‏ ‏إليهما‏ ‏أنور‏ ‏وجدي‏ ‏في‏ ‏فيلمغزل‏ ‏البنات‏,‏وشاءت‏ ‏الأقدار‏ ‏أن‏ ‏يرحل‏ ‏نجيب‏ ‏قبل‏ ‏عرض‏ ‏الفيلم‏ ‏بشهر‏ ‏عام‏ 1949 ‏وتم‏ ‏اختياره‏ ‏ضمن‏ ‏أحسن‏ ‏خمسين‏ ‏فيلما‏ ‏في‏ ‏العالم‏ .1950‏
وعاد‏ ‏الثراء‏ ‏واشتري‏ ‏الريحاني‏ ‏قطعة‏ ‏أرض‏ ‏وكلف‏ ‏أحسن‏ ‏المهندسين‏ ‏بتصميم‏ ‏قصر‏ ‏خاص‏ ‏له‏ ‏وضع‏ ‏فيه‏ ‏كل‏ ‏رغباته‏,‏وكانت‏ ‏له‏ ‏أمنية‏ ‏خاصة‏ ‏بالقصر‏ ‏بعد‏ ‏وفاته‏ ‏كان‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يهديه‏ ‏لإقامة‏ ‏الممثلين‏ ‏العجزة‏ ‏فقد‏ ‏شاهد‏ ‏المعاناة‏ ‏التي‏ ‏يعانونها‏ ‏بعد‏ ‏الشيخوخة‏ ‏فلم‏ ‏تكن‏ ‏هناك‏ ‏معاشات‏ .‏
مرض‏ ‏نجيب‏ ‏بالحمي‏ ‏وأوصي‏ ‏الطبيب‏ ‏بإحضار‏ ‏الاكتشاف‏ ‏الجديد‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏وهو‏ ‏دواء‏ ‏البنسلين‏,‏وكان‏ ‏يلزم‏ ‏إعداده‏ ‏علي‏ ‏يد‏ ‏الطبيب‏ ‏المعالج‏,‏أراد‏ ‏نجيب‏ ‏أن‏ ‏يحضر‏ ‏مندوب‏ ‏الشهر‏ ‏العقاري‏ ‏ليكتب‏ ‏وصيته‏ ‏ولكن‏ ‏تأخر‏ ‏الطبيب‏ ‏عن‏ ‏موعد‏ ‏الحقنة‏ ‏فألح‏ ‏علي‏ ‏الممرضة‏ ‏أن‏ ‏تقوم‏ ‏هي‏ ‏بذلك‏ ‏وتحت‏ ‏إصرار‏ ‏نجيب‏ ‏والخوف‏ ‏علي‏ ‏حياته‏ ‏قامت‏ ‏الممرضة‏ ‏بحقنه‏ ‏وفارق‏ ‏نجيب‏ ‏الريحاني‏ ‏الحياة‏ ‏ضحية‏ ‏للبنسلين‏ ‏سنة‏ .1949‏
وفي‏ ‏النهاية‏ ‏لم‏ ‏يمت‏ ‏الأسطورة‏..‏وصانع‏ ‏الضحكات‏ ‏والابتسامات‏ ‏مازال‏ ‏يضحكنا‏ ‏ويبكينا‏.‏

****************

أقوال‏ ‏ريحانية
‏* ‏عايزين‏ ‏مسرح‏ ‏مصري‏ .. ‏مسرح‏ ‏ابن‏ ‏بلد‏ ‏فيه‏ ‏ريحة‏ ‏الطعمية‏ ‏السخنة‏ ‏والملوخية‏ .. ‏مش‏ ‏ريحة‏ ‏البطاطس‏ ‏المسلوقة‏ ‏والبوفتيك‏ !!‏
‏* ‏لو‏ ‏كنت‏ ‏وزيرا‏ ‏للتموين‏ ‏لعملت‏ ‏المستحيل‏ ‏لتوفير‏ ‏الغذاء‏ ‏والكساء‏ , ‏فنقشت‏ ‏اسمي‏ ‏علي‏ ' ‏مصارين‏ ' ‏الشعب‏ , ‏وكتبت‏ ‏تاريخي‏ ‏علي‏ ' ‏جتة‏ ' ‏عباد‏ ‏الله‏ ‏الفقراء‏ , ‏والفقراء‏ ‏أولي‏ ‏وأهم‏ .‏
‏* ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏حضرة‏ ‏الحكيم‏ ‏الذي‏ ‏قالها‏ ‏قد‏ ‏مات‏ ‏وشبع‏ ‏موت‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يذكر‏ ‏أحسن‏ ‏الطرق‏ ‏لنسيان‏ ‏الهم‏ , ‏فعليك‏ ‏أنت‏ ‏أن‏ ‏تفكر‏ ‏في‏ ‏الطريقة‏ ‏التي‏ ‏تناسبك‏ .. ‏وأنصحك‏ ‏بألاتطيل‏ ‏التفكير‏ ‏في‏ ‏كيفية‏ ‏نسيان‏ ‏الهم‏ , ‏بل‏ ‏انس‏ ‏بلا‏ ‏تفكير‏ .. ‏لأن‏ ‏اللي‏ ‏يفكر‏ ‏ما‏ ‏ينساش‏ !‏
ليس‏ ‏العيد‏ ‏لمن‏ ‏لبس‏ ‏الجديد‏ ‏كما‏ ‏يقولون‏ ‏ولكنه‏ ‏للنفس‏ ‏المطمئنة‏ ‏التي‏ ‏ترضي‏ ‏بالقسمة‏ ‏والمكتوب‏ ‏فتكون‏ ‏كل‏ ‏أيامها‏ ‏أعيادا‏ .‏
‏-------‏
فكاهات‏ ‏ريحانية
وإية‏ ‏الفايدة
من‏ ‏أبرع‏ ‏الفكاهات‏ ‏التي‏ ‏ألفها‏ ‏الريحاني‏ ‏عندما‏ ‏كانت‏ ‏أزمة‏ ‏التموين‏ ‏علي‏ ‏أشدها‏.‏
‏- ‏ذهب‏ ‏أحدهم‏ ‏الي‏ ‏الطبيب‏ ‏فكشف‏ ‏عليه‏ , ‏وقال‏ ‏له‏ '‏أنت‏ ‏عندك‏ ‏سكر‏'‏
‏- ‏فتنهد‏ ‏الرجل‏ ‏متأسفا‏ ‏وقال‏ '‏وإيه‏ ‏الفايدة‏ ‏ما‏ ‏دام‏ ‏مافيش‏ ‏شاي‏ !'‏
ينحس‏ ‏النحس
كان‏ ‏الريحاني‏ ‏يتشاءم‏ ‏من‏ ‏جلوس‏ ‏شخص‏ ‏معين‏ ‏وراءه‏ ‏وهو‏ ‏يلعب‏ ‏الورق‏ , ‏وذات‏ ‏ليلة‏ ‏كان‏ ‏حظه‏ ‏سيئا‏ ‏جدا‏ ‏في‏ ‏اللعب‏ , ‏فدخل‏ ‏ذلك‏ ‏الشخص‏ ‏ولكنه‏ ‏لم‏ ‏يجلس‏ ‏وراء‏ ‏الريحاني‏ ‏كالمعتاد‏ ‏فناداه‏ ‏قائلا‏ : ‏تعالي‏ ‏اقعد‏ ‏ورايا‏ .. ‏يمكن‏ ‏تنحس‏ ‏النحس‏ ‏اللي‏ ‏عندي‏ !‏
طول‏ ‏عمره‏ ‏هنا‏ !‏
كان‏ ‏نجيب‏ ‏الريحاني‏ ‏يسير‏ ‏ذات‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏شارع‏ ‏عماد‏ ‏الدين‏ ‏مستعجلا‏ , ‏فاستوقفه‏ ‏أحدهم‏ ‏ليسأله‏ :‏
‏- ‏الشارع‏ ‏ده‏ ‏بيروح‏ ‏علي‏ ‏فين‏ ‏؟
‏- ‏فأجاب‏ ‏الريحاني‏ ‏علي‏ ‏الفور‏ '‏مابيروحش‏ ‏أبدا‏ .. ‏طول‏ ‏عمره‏ ‏هنا‏ !'‏

********************
المراجع‏:‏
‏0 ‏نجيب‏ ‏الريحاني
الأسطورة‏ ‏ورحلة‏ ‏الشقاء
علي‏ ‏أحمد‏ ‏الحداد
‏0 ‏تاريخ‏ ‏المسرح‏ ‏العربي
د‏. ‏فؤاد‏ ‏رشيد
‏0 ‏بديع‏ ‏خيري
مصطفي‏ ‏محرم
‏0 ‏نجيب‏ ‏الريحاني‏..‏ذكريات‏ ‏وأشواق
د‏. ‏محمد‏ ‏كامل‏ ‏

**********
ابنه الفنان "نجيب الريحاني" تطالب بوضع تمثال بالحجم الطبيعي لوالدها بحديقة الأزهر
الأقباط متحدون السبت ٩ يوليو ٢٠١١ - كتبت: ميرفت عياد
أُقيم بمركز الإبداع الفني، معرض واحتفالية كبرى للفنان الكوميدى الراحل "نجيب الريحاني"، تحت عنوان "نجيب الريحاني.. فنان الزمن الجميل"، ضم العديد من اللوحات التي أبدعتها أنامل الفنان "حمدي الكيال"، والتي من خلالها جسَّد بصدق منقطع النظير مشوار حياة الكوميديان العظيم "نجيب الريحاني"، الذي أضحك- من خلال أعماله الفنية الخالدة- أجيالًا على مر السنين.
ذكريات رفيق دربه
وقالت "جينا الريحاني"، الابنة الوحيدة للفنان "نجيب الريحاني"، في حديث خاص لـ"الاقباط متحدون"، إن معرض الفنان التشكيلي "حمدي الكيال" يجب أن يطوف جميع بلاد العالم، للتعرف على الفنان المبدع "نجيب الريحاني"، ليس من خلال مسرحياته وأفلامه فقط بل من خلال 90 لوحة فنية أبدعتهما أنامل الفنان "حمدي الكيال"، من وحي ذكريات الفنان "بديع خيري" رفيق درب "الريحاني".
جرعة دواء زائدة
وأشارت "جينا" إلى أن الفنان "نجيب الريحاني" هو من مواليد "القاهرة" عام 1889، وعندما أكمل تعليمه التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بـ"نجع حمادي" بالصعيد، وما لبث أن تركها وكوَّن فرقة مسرحية صغيرة لتقديم الاسكتشات. وتوالت نجاحاته من خلال تقديم (33) مسرحية مع رفيق دربه الفنان "بديع خيرى"، ثم اتجه بعد ذلك إلى السينما، وقام ببطولة عشرة أفلام. وأثناء تصوير فيلم "غزل البنات" وافته المنية عام 1949 من جراء جرعة دواء زائدة.
زمن الفن الجميل
من جانبها، قالت "نجاة فاروق"، مسئولة المعارض بصندوق التنمية الثقافية، إن أعمال الفنان "نجيب الريحاني" ستظل خالدة، تذكرهم بزمن الفن الجميل. مؤكِّدةً أنه استطاع من خلال أعماله الكوميدية أن ينتقد العديد من السلبيات التي تفشت في المجتمع المصري بصورة صارخة.
واختتمت "فاروق" حديثها بالفنان "حمدي الكيال"، مشيرةً إلى أنه إسكندراني الأصل، من مواليد عام 1939، ظهرت موهبته الفريدة في سن صغير جدًا، حتى أنه أقام أول عمل فني له وهو لم يبلغ عامه الخامس عشر بعد، عبارة عن تمثال للرئيس "محمد نجيب"، وقامت المدرسة بالثناء عليه وتكريمه من خلال وضعه في بهو المدرسة، واستمرت تنضج تلك الموهبة مع مرور السنين، تاركًا لوحات فنية شديدة الجمال.
التكريم اللائق
وحول تكريم الدولة للفنان الراحل "نجيب الريحاني"، أشارت "جينا" إلى أن الدولة للأسف لم تقدِّم التكريم اللائق لهذا الفنان الذي أضحك الملايين من خلال تقديمه لفن محترم عكس ما يقدَّم الآن من أعمال فنية مبتذلة لإضحاك جمهور المشاهدين. مطالبةً بوضع تمثال بالحجم الطبيعي له بحديقة الأزهر حتى يراه الآلاف من الزائرين لها كل يوم، إلى جانب إصدار سيرته الذاتية بجميع اللغات، حتى يعرف العالم أجمع ماذا قدم هذا الفنان لإثراء الحياة الفنية في "مصر".
إحياء أعماله المسرحية
وأكَّدت "جينا" أنها تسعى لإقامة مشروع قومي لإحياء أعماله المسرحية، من خلال تكوين فرقة مسرحية تقوم بتمثيل النصوص التي كتبها مع رفيقه "بديع خيري"، وأنها أطلقت جائزة باسم "الريحاني" حتى يظل في دائرة الضوء، ولكي تكون حافزًا للمبدعين لإنتاج أعمال كوميدية راقية تنقذ "مصر" من رمال الفن المبتذل التي تغوص فيها شيئًا فشيئًا.
 
 
 

This site was last updated 11/30/13